المستخدمة لإزالتها، ومنها المنظار، فما هي عملية المرارة بالمنظار؟
تتعدد الطرق الطبية لإزالة المرارة، فقديمًا كان الأطباء يستخدمون الجراحة المفتوحة والتي تتميز بمضاعفات أخطر، إلى أن تم استحداث طريقة استئصالها بالمنظار، فما هي تلك الطريقة؟
ما هي عملية المرارة بالمنظار؟
إن عملية المرارة بالمنظار تشير إلى العملية التي يتم فيها استئصال وإزالة المرارة من خلال بضعة شقوق صغيرة جدًا في البطن.
إذ يقوم الطبيب بإدخال أنبوب دقيق جدًا مزود بكاميرا برأسه في إحداها، بحيث يسمح ذلك لطبيبك برؤية المرارة لديك على الشاشة، وبعدها يقوم الطبيب بإزالة المرارة من خلال شق آخر.
لماذا يتم اللجوء لعملية المرارة بالمنظار؟
تقوم المرارة بتخزين العصارة الصفراء التي يصنعها الكبد والمسؤولة عن عملية هضم الدهون، ولكن يمكن لحصى المرارة أن تسبب الانسداد الذي يمنع تدفق تلك العصارة إلى الجهاز الهضمي.
ويمكن أن يكون الانسداد في القنوات التي تنقل العصارة من الكبد إلى المرارة أو إلى الأمعاء، كما قد تنتقل حصوات المرارة إلى أجزاء أخرى من الجسم وتسبب مشاكل.
يمكن أن يتسبب هذا الانسداد في حدوث الآتي:
انتفاخات.
غثيان وقيء شديد.
إسهال.
ألم في البطن أو الكتف أو الظهر أو الصدر.
اليرقان وهو اصفرار جلدك وعينيك.
تهيج البنكرياس.
لذلك يتم إجراء عملية المرارة بشكل شائع لعلاج حصوات المرارة والمضاعفات التي تسببها، يقوم المريض بإجراء تقرير طبي كامل قبل إجراء العملية، نظرًا لما يمكن أن تسببه من مخاطر صحية في الأعضاء الأخرى.
كما قد يوصي طبيبك بعملية المرارة بالمنظار في الحالات الآتية:
التهاب المرارة.
سلائل المرارة الكبيرة.
التهاب البنكرياس بسبب حصوات المرارة.
بماذا تتميز عملية المرارة بالمنظار عن الجراحة المفتوحة؟
تتميز إزالة المرارة بالمنظار عن الجراحة المفتوحة بالآتي:
مستوى الألم أقل.
عدم الحاجة إلى المكوث في المستشفى لوقت طويل خاصة بعد العملية.
التعافي بشكل أسرع والعودة إلى الأنشطة المعتادة.
جروح وندبات أصغر مقارنة بالجراحة المفتوحة.
انخفاض خطر حدوث مضاعفات.
ما هي مخاطر عملية المرارة بالمنظار؟
تنطوي هذه العملية على المخاطر الآتية، لكنها نادرة:
تسرب العصارة الصفراوية في الجسم.
نزيف.
مضاعفات التخدير.
فتق.
إصابة القنوات الصفراوية أو الكبد أو الأمعاء.
خدر في منطقة الجراحة.
التهاب وعدوى في البطن.
ندبات صغيرة من الشقوق.
التهاب المسالك البولية.
ما هي الإجراءات المطلوبة قبل عملية المرارة بالمنظار؟
تتطلب عملية المرارة بالمنظار البعض من الإجراءات ما قبلها تشمل الآتي:
تحليل دم وتقييم طبي حسب العمر والحالة الطبية.
توضيح المخاطر والفوائد المحتملة للمريض من قبل الطبيب لتقديم موافقة له.
الاستحمام قبل العملية واستخدام صابون المضاد الحيوي لتجنب حدوث التلوث للجرح.
عدم تناول أي شيء قبل العملية بليلة كاملة.
إيقاف بعض الأدوية، مثل: مميعات الدم وأدوية التهاب المفاصل وفيتامين هـ مؤقتًا لعدة أيام أو أسابيع قبل العملية.
الإقلاع عن التدخين.
عدم إزالة الشعر في منطقة البطن قبل العملية.
كيف تتم عملية المرارة بالمنظار؟
تتلخص خطوات عملية المرارة بالمنظار بالآتي:
يكون المريض تحت التخدير الكلي خلال العملية.
يتم إدخال المنظار من خلال فتحة صغيرة في منطقة زر البطن يقوم من خلالها الطبيب بالكشف عن وضع المرارة عن طريقة شاشة التلفاز.
يقوم الطبيب من خلال فتحة أخرى بإدخال منظار آخر يقوم بفصل المرارة عن الأجزاء الملتصقة بها ثم يتم إخراجها عن طريق إحدى الفتحات.
يعمل الطبيب إذا وجد حصى داخل القناة الصفراوية على إزالتها بخطوات خاصة أو قد يختار إزالتها لاحقًا باستخدام إجراءات أخرى.
يتم إغلاق الجرح بواسطة غرز قابلة للذوبان بعد الانتهاء من إزالة المرارة.
نصائح صحية للتعافي بعد عملية المرارة بالمنظار
عادةً يمكنك العودة إلى المنزل في نفس اليوم الذي تتم فيه عملية المرارة بالمنظار ما لم تكن هناك أي مضاعفات، ويمكن للنصائح الآتية أن تساعد في تسريع التعافي:
تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
شرب الكثير من الماء.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف للمساعدة في حركات الأمعاء.
اتباع تعليمات طبيبك حول العناية بجروحك وتناول الأدوية.
زيادة نشاطك ببطء.
المشي قليلاً كل يوم لمنع تجلط الدم.
متى تتصل بالطبيب بعد عملية المرارة بالمنظار؟
في حال تعرضت للآتي بعد العملية عليك الاتصال بطبيبك فورًا:
زيادة الألم والاحمرار في منطقة الشق.
حمى أعلى من 39 درجة مئوية.
إفراز الجرح مواد غريبة كقيح ذو رائحة كريهة.
استمرار الألم بعد أخذ المسكنات.
السعال المستمر وضيق التنفس.
زيادة تورم البطن.
الغثيان المستمر أو القيء.
عدم القدرة على تناول أو شرب السوائل بعد مرور فترة من العملية.
<<
اغلاق
|
|
|
الدودية بالمنظار، أبرز المعلومات حول هذا الإجراء إليك في الآتي.
عملية الزائدة الدودية بالمنظار (Laparoscopy appendectomy) هي إجراء طبي يتم من خلاله استئصال الزائدة الدودية المتصلة بالقولون في حال التهابها، حيث يقوم بها الطبيب الجراح من خلال عمل شقوق صغيرة في البطن.
كيف يتم إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار؟
يتم إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار تحت تأثير التخدير العام، وعادة ما يستغرق إجارؤها ساعة واحدة تقريبًا.
إليك موجز لما يتم خلال إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار في الآتي:
يقوم الطبيب بعمل شقوق صغير لإدخال أنبوب منظار البطن، وقد يحتاج الطبيب لزيادة عدد الجروح تبعًا للأدوات المستخدمة خلال العملية.
يتم استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون (Carbon dioxide) الذي يعمل على نفخ البطن بحيث يتمكن الطبيب المختص من رؤية أعضاء البطن بكل سهولة وخاصة الزائدة الدودية.
يضع الطبيب منظار البطن من خلال شقوق البطن إلى أن يتم العثور على الزائدة الدودية الملتهبة لديك.
يتم ربط الزائدة الدودية بواسطة مجموعة من الغرز ومن ثم إزالتها بالكامل وبعد ذلك سحبها عبر شقوق البطن.
يزيل الطبيب منظار البطن والأدوات الأخرى المستخدمة بعد الانتهاء من العملية، ومن ثم إزالة ثاني أكسيد الكربون، وقد يحتاج الطبيب لوضع أنابيب لتصريف السوائل الزائدة من البطن من خلال الشقوق إن وجدت.
يتم بعدها إغلاق شقوق البطن بواسطة الغرز.
كيف يتم التحضير قبل إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار؟
إليك ما يجب عليك فعله للتحضير قبل إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار في ما يأتي:
إخبار الطبيب المسؤول عن إجراء العملية عن الأدوية والمكملات الغذائية والأعشاب التي تتناولها فقد يطلب منك إيقافها قبل العملية.
التوقف عن تناول أي نوع من انواع الأدوية المضادة لتخثر الدم قبل إجراء العملية بأسبوع.
التحدث مع الطبيب عن أي حالات مرضية تعاني منها أو عن وجود حمل للسيدات، وإخباره عن أي اضطرابات تتعلق بالنزيف إن وجدت لديك.
الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب بعد منتصف الليل من الليلة السابقة ليوم إجراء عملية الزائدة الدودية.
الابتعاد عن التدخين أو التقليل منه في الفترة التي تسبق العملية فذلك سيحسن من قدرتك على الشفاء.
تناول ما تم وصفه من أدوية من قبل الطبيب المختص قبل العملية مع القليل من الماء.
التعافي ما بعد عملية الزائدة الدودية بالمنظار
يتمكن المريض الخروج من المستشفى في نفس يوم العملية أو في اليوم الذي يليه، وبشكل عام يمكن استئناف الأنشطة اليومية بعد حوالي 1 - 3 أسابيع.
إليك مجموعة من النصائح التي قد تساعدك خلال فترة الشفاء بعد عملية الزائدة الدودية بالمنظار في الآتي:
اتباع نظام غذائي خاص قد يقوم الطبيب المختص بإخبارك عنه.
تجنب الأنشطة الشاقة والمتعبة.
تجنب قيادة السيارة لمدة 24 ساعة على الأقل بعد العملية.
الاستحمام في أي وقت عند الذهاب للمنزل بعد العملية.
إزالة الضمادات عن شقوق العملية في صباح اليوم التالي، وإزالة أي شرائط لاصقة بعد العملية بحوالي 2 - 3 أيام.
العودة إلى العمل بعد ما يقارب 3 أيام من العملية بعد استشارة الطبيب المشرف على حالتك.
ما هي إيجابيات إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار؟
تشمل الإيجابيات الأكثر شيوعًا لإجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار على الآتي:
الشعور بألم أقل بعد انتهاء العملية.
المكوث لفترة أقل في المستشفى.
التعافي بشكل أسرع وبالتالي العودة إلى النشاط الطبيعي.
عودة الأمعاء لحركتها الطبيعية في في وقت أقصر.
ظهور الندوب الناتجة عن شقوق العملية بشكل أصغر.
هل من مضاعفات بعد إجراء عملية الزائدة الدودية بالمنظار؟
تعد عملية الزائدة الدودية بالمنظار من العمليات الجراحية الآمنة نسبيًا ولكن قد ينتج عنها مجموعة من المضاعفات، إليك أبرزها في الآتي:
ظهور بعض المضاعفات الناتجة عن التخدير، مثل: الصداع، والشعور بالغثيان.
حدوث الجلطات الدموية.
الإصابة بالنزيف.
التهاب شقوق العملية.
الإصابة بخراج في البطن.
تكوين الناسور.
الشعور بانتفاخ في البطن يرافقه بعض الألم.
الإصابة بالتهاب في بطانة المعدة أو ما يعرف بالتهاب الصفاق.
تكرار الإصابة بالتهاب في جدعة الزائدة الدودية (Appendix stump) المتبقية بعد العملية.
<<
اغلاق
|
|
|
تتيح للجراح الوصول إلى التجويفات والأعضاء الداخلية في الجسم عن طريق عمل شقوق صغيرة جدًا أو من خلال فتحات الجسم الطبيعية، مثل: الفم، أو فتحتي الأنف، أو الشرج.
فوائد الجراحة بالمنظار
تسمح هذه التقنية للجراح برؤية ما بداخل جسم المريض والعملية من خلال شق أصغر بكثير مما تتطلبه الجراحة التقليدية المفتوحة.
ويمكن أن تشمل فوائد الجراحة بالمنظار ما يأتي:
شقوق صغيرة أو شقوق قليلة أو حتى بدون شق.
ألم أقل.
انخفاض خطر الإصابة بعدوى.
قصر مدة الإقامة في المستشفى.
سرعة التعافي.
تندب أقل.
انخفاض فقدان الدم.
أنواع الجراحة بالمنظار
يُوجد أنواع عديدة للجراحة بالمنظار بحسب منطقة الجسم المراد تنظيره، مثل:
تنظير البطن (Laparoscopy).
تنظير الأنف.
تنظير القصبات.
تنظير المثانة.
تنظير المهبل.
تنظير الرحم.
تنظير الصدر (Thoracoscopy).
تنظير المفصل.
تنظير المريء.
تنظير القولون.
مخاطر الجراحة بالمنظار
تُعد الجراحة بالمنظار إجراء آمن نسبيًا، ولكنها تنطوي على مخاطر معينة بحسب المنطقة التي يتم فيها الإجراء، وقد تشمل المخاطر عمومًا ما يأتي:
الإفراط في التخدير.
الشعور بالانتفاخ لفترة قصيرة بعد العملية.
تقلصات خفيفة.
خدر في الحلق لعدة ساعات بسبب استخدام مخدر موضعي.
عدوى طفيفة.
ألم مستمر في منطقة التنظير.
نزيف داخلي عادة ما يكون طفيفًا، ويمكن علاجه أحيانًا عن طريق الكي بالمنظار.
الاستعداد للجراحة
لا تتطلب الجراحة بالمنظار المبيت في المستشفى، وعادة ما تستغرق حوالي ساعة واحدة فقط لإكمالها، وسيقدم الطبيب تعليمات حول التحضير والاستعداد لهذا الإجراء، مثل:
يحتاج الفرد إلى الصيام لمدة 12 ساعة تقريبًا بالنسبة للعديد من أنواع الجراحة بالمنظار على الرغم من أن هذا يختلف باختلاف النوع.
يمكن تناول أدوية مسهلة في الليلة السابقة لإجراءات فحص القناة الهضمية، وذلك لتفريغ الجهاز الهضمي.
يجري الطبيب فحصًا قبل الجراحة بالمنظار.
ينبغي إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي يتم تناولها وأي إجراءات جراحية سابقة.
خطوات الجراحة
عادة ما يتم إجراء الجراحة بالمنظار عندما يكون المريض واعيًا من خلال تخديره موضعيًا فقط، ولكن في كثير من الأحيان تكون هنالك حاجة لتخدير المريض بشكل تام.
ويكون ذلك بواسطة إدخال المنظار (Endoscope) وهو تلسكوب مصغر وموصول مع كاميرا فيديو صغيرة إلى داخل التجويف الذي ينوي الطبيب جراحته، مثل: تجويف البطن، والقفص الصدري، والتجويفات الأخرى في الجسم.
بالنسبة لإجراءات التنظير التي تتضمن الدخول عن طريق الفم، سيتم استخدام واقي الفم لحماية الأسنان والشفاه عند إدخال الأنبوب.
ومن خلال الشقوق الأخرى يتم إدخال أدوات الجراحة الخاصة التي تساعد على شق وفصل الأنسجة، وربط ووصل الأوعية الدموية وخياطة الأنسجة كذلك، وتتم كل الجراحة أثناء قيام الجراح بمشاهدة التلفاز الذي يعرض مكونات جسم المريض بدل التحديق بالمريض نفسه.
يتم تعويض الجراح عن إحساس يده بملمس الأنسجة عن طريق الجودة العالية للصور التي تلتقطها الكاميرا وتكبير الأنسجة والإضاءة الجيدة التي يساهم بتواجدها المنظار.
مرحلة التعافي
يعتمد التعافي على نوع الإجراء، وفي حالة الجراحة بالمنظار للجهاز الهضمي العلوي سيتم مراقبة المريض لحوالي ساعة واحدة بعد العملية بينما يزول تأثير التخدير.
ويجب ألا يعمل الشخص عادة أو يقود سيارته لبقية اليوم، بسبب التأثير المهدئ والمخدر للدواء المستخدم في منع الألم.
<<
اغلاق
|
|
|
والجراحة، والجراحة العامة هي التخصص الرئيسي في تخصصات الجراحة، التي تضم جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية والجهاز البولي والأعصاب والعظام والتجميل، وجراحة الأطفال.
تغطي الجراحة العامة بشكل رئيسي جراحة البطن والجهاز الهضمي؛ المعدة والأمعاء والقولون والمستقيم والشرج، وجراحة الكبد والمرارة والطرق الصفراوية والبنكرياس والطحال، وجراحات جدار البطن ورتق الفتوق، بالإضافة إلى جراحة الثدي والغدة الورقية، والأقدام السكرية، والجروح والإنتانات والخرّاجات.
وبالرغم من وجود مناطق مشتركة بين الاختصاصات المتعددة في الطب، لكن الأمراض التي تنتهي غالباً بالجراحة تعتبر أمراضاً جراحية منذ البداية ويحسن متابعتها لدى الجراح ابتداءً حتى ولو عولجت تحفظياً دون جراحة أوّلية، لأن الجرّاح أقدر على تقدير الحاجة للجراحة عند لزومها، مثل حصيات المرارة، والبواسير ومختلف الآفات الشرجية، وفتوق جدار البطن، وإنتانات الأنسجة المختلفة.
والمقاربة الجراحية تكون بالجراحة المفتوحة تارة، وبالجراحة التنظيرية تارة أخرى، وبالأشعة التداخلية أحياناً أخرى مثل تصريف بعض الجراحات العميقة كخرّاج الكبد، تحت مراقبة جراحية حثيثة خشية حدوث مضاعفات تتطلب تدخلاً جراحياً.
وقرار الجرّاح بعدم الحاجة إلى اللجوء للخيار الجراحي لا يقل قيمة عن العملية الجراحية، بل أن خبرة الجرّاح المتمرّس كثيراً ما تتمثل بالقرار أكثر منها بإجراء العملية التي يقدر على مثلها جراح أقلّ خبرة، قرار العملية ونوعها والوقت الأمثل لإجرائها. لذلك فإن أخذ رأي جرّاح خبير في الحالات الجراحيّة المعقّدة ذو قيمة كبيرة ليست أقلّ من إجراء العملية نفسها.
التشخيص الجيد المبكر للأمراض الجراحية لدى الجراّح قد يقصر المرض على علاج بسيط أو عملية بسيطة، وتأخيره قد يؤدي إلى علاج معقدّ أو عملية معقّدة.
إنتانات الأنسجة الرخوة قد يعالج بالمضادات الحيوية في مرحلة الالتهاب الخلوي قبل التقيّح، وإذا تقيّحت تعالج بعملية فتح وتصريف، أما إذا ترك، خاصة الخرّاجات الكبيرة العميقة، فقد يؤدي إلى إنتان وتسمم دموي قد ينتهي بصدمة إنتانية تودي بحياة المريض.
خراج حول الشرج يجب فتحه وتصريفه دون تأجيل، وتأخر ذلك يحول الخراج إلى ناسور شرجي فتتحول الحالة البسيطة إلى حالة معقدة.
الأورام المبكرة أسهل علاجاً وأقرب شفاءً من الأورام المتقدمة. كل مرض يشخص ويعالج في مراحله المبكرة يكون أسهل علاجاً وأحسن نتاجاً.
والعلوم والأساليب والتقنيات الجراحية في تطور دائم. علينا أن نبقى مواكبين للمسيرة العلمية ولهذا التطور التقني لنستطيع أن نقدم لمرضانا العلاج الأفضل المبني على البرهان الطبي والتقنية الأحدث، ليخطو المريض خطواته نحو العافية بالطريق الأنجح والأنفع والأسلس، سائلين الله التوفيق والعافية لمرضانا.
<<
اغلاق
|
|
|
يعاني من بعض الضعف في الأنسجة المحيطة بهذا الجزء، ويتطور الفتق عادًة في المنطقة التي تقع بين الصدر والأوراك. تعرف على أعراض، أنواع وطرق علاج الفتق.
ما هي أعراض الفتق؟
سنذكر لك بعض أعراض الفتق التي قد تنبئك بحصوله:
انتفاخ واضح وظاهر أسفل الجلد في منطقة البطن أو الفخذ، قد يختفي إذا قمت بالإستلقاء وقد يكون لين البنية.
شعور بالثقل في منطقة البطن، قد يرافقه في بعض الأحيان إمساك أو وجود دم في البراز.
الشعور بعدم الراحة في مناطق البطن أو الفخذ عند رفع غرض ما أو عند الإنحناء.
أما في الحالات التي يكون فيها الفتق من نوع الفتق الحجابي، فقد تضاف إلى الأعراض المذكورة أعلاه أعراض أخرى مثل حرقة في المعدة وألم في البطن.
أنواع الفتق
إن أكثر أنواع الفتق انتشارًا هي:
1- الفتق الأربي (Inguinal hernias)
يحدث هذا النوع من الفتق نتيجة قيام نسيج دهني من الأمعاء بالضغط على الفخذ أو الجزء العلوي من منطقة داخل الفخذ، ويعد الفتق الأربي أكثر أنواع الفتق انتشارًا وغالبًا ما يصيب الرجال دون النساء.
ويعود السبب في حصوله للتقدم في العمر وممارسة ضغط متكرر على البطن.
2- الفتق الفخذي (Femoral hernias)
يحدث هذا النوع من الفتق كذلك بسبب ضغط نسيج دهني أو جزء من الأمعاء على الفخذ أو الجزء العلوي من الجهة الداخلية للفخذ، تمامًا كما في النوع السابق. إلا أن الفتق الفخذي أقل شيوعًا بشكل عام من الفتق الأربي كما أنه يصيب النساء أكثر من الرجال.
ومثل النوع السابق كذلك، يعزى الفتق الفخذي إلى التقدم في العمر أو ضغط وجهد متكرر يتم ممارسته على منطقة البطن.
3- الفتق السرّي (Umbilical hernias)
يضغط نسيج دهني أو جزء من الأمعاء على البطن في المنطقة القريبة من السرة. وهذا النوع من أنواع الفتق التي من الممكن أن يحدث في الأطفال الرضع إذا لم تنغلق السرة تمامًا بعد قطع الحبل السري كما يجب بعد الولادة. ومن الممكن كذلك أن يصيب الفتق السري البالغين.
غالبًا نتيجة لضغط متكرر أو بذل جهد متكرر من أي نوع على منطقة البطن.
4- فتق المعدة (Hiatus hernias)
في هذا النوع من الفتق ترتفع المعدة قليلًا إلى الأعلى لتضغط على منطقة الصدر وذلك عبر فتحة صغيرة في الحجاب الحاجز (العضلة الرقيقة التي تفصل بين منطقتي الصدر والبطن).
وهنا علينا التنويه إلى أن هذا النوع قد لا يرافقه ظهور لأعراض الفتق في معظم الحالات، كما أنه قد يسبب حرقة في المعدة عند بعض المصابين.
5- أنواع أخرى للفتق
بالإضافة إلى الأنواع المذكورة أعلاه، قد يصاب الشخص بأنواع عدة من الفتق في منطقة البطن تحديدًا، نذكر منها:
الفتق الجراحي: يبرز في هذه الحالة نسيج من أنسجة الجسم الداخلية أو أجزائه إلى خارج الجسم عبر شق جراحي تم إحداثه مؤخرًا في الجسم ولم يلتئم تمامًا بعد.
فتق المنطقة المركزية العليا في البطن: في هذا النوع من الفتق يبرز جزء من الأنسجة الدهنية الداخلية في منطقة البطن إلى الخارج، وبالتحديد في المنطقة التي تقع بين السرة والجزء السفلي من عظمة القص.
الفتق الشبيغلي: هنا يبرز جزء من الأنسجة الدهنية الداخلية من المنطقة الجانبية للبطن، تحت السرة.
فتق الحجاب الحاجز: في فتق الحجاب الحاجز تتحرك بعض الأعضاء والأنسجة والأجزاء الداخلية في منطقة البطن لترتفع عبر فتحة في الحجاب الحاجز وتستقر في منطقة الصدر، وهذه الحالة قد تصيب الأطفال الرضع خاصة إذا لم تكن عضلة الحجاب الحاجز لديهم قد نمت وتطورت كما يجب أثناء وجودهم في الرحم.
الفتق العضلي: من أعراض الفتق في هذه الحالة بروز جزء من الأنسجة العضلية في منطقة البطن إلى الخارج، ولا تحدث هذه الحالة في منطقة البطن فحسب، فهي ممكنة الحدوث في عضلات الرجلين خاصة في حالة الإصابات الرياضية.
متى عليك استشارة الطبيب؟
عليك التوجه فورًا إلى أقرب عيادة طوارئ، في حال حدوث أي من أعراض الفتق التالية:
الشعور بألم حاد ومفاجئ.
التقيؤ.
صعوبة التبرز والإمساك والغازات.
عندما تشعر بأن الفتق قد أصبح صلبًا أو لينًا فجأة أو أنه لا يعود إلى الداخل مهما حاولت حتى عند الإستلقاء.
إن الإصابة بأحد الأعراض المذكورة أعلاه أو أكثر، يعني واحدًا من الخيارات التالية:
انقطاع مفاجئ في إمداد الدم الذي يصل إلى النسيج أو الجزء المصاب بالفتق من أعضاء الجسم.
دخول جزء من الأمعاء إلى داخل الفتق، وتوقف هذا الجزء عن أداء وظائفه الإعتيادية.
وتعتبر الحالتان المذكورتان أعلاه حالات طارئة يجب التعامل معها بشكل عاجل وفوري دون أي تأجيل.
أنواع العمليات الجراحية لعلاج الفتق
هناك إجراءان جراحيان من الممكن القيام بهما، وهما:
الجراحة المفتوحة: وفيها يتم عمل شق جراحي يسمح للجراح بدفع ما برز من أنسجة أو أجزاء من أعضاء داخلية إلى مكانها داخل الجسم من جديد.
جراحة تنظير البطن: تعتبر جراحة تنظير البطن إجراء جراحي أكثر صعوبة من النوع السابق، ويتم فيه إجراء عدة شقوق أو جروح صغيرة تسمح للجراح بإصلاح الفتق عبرها باستخدام أدوات خاصة.
ومن الجدير بالذكر أن معظم من يخضعون لأي من الإجراءات الجراحية سابقة الذكر، يستطيعون العودة إلى المنزل بعد العملية مباشرة أو في اليوم التالي، ويحتاجون فترة أسابيع ليتم الشفاء بشكل تام.
<<
اغلاق
|
|
|
. عملية كاملة بالمنظار المتطور للمريض محمد صالح القحطاني والبالغ من العمر 59عاماً حيث إنه كان يعاني من نوبات ألم وانتفاخات متكررة في البطن.
وقال العميد علي بن صالح الزامل مدير مجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران إنه بعد تقييم الحالة المرضية للمريض القحطاني وإجراء الفحوصات اللازمة له والتي تبين منها وجود التواء في جزء من الأمعاء الغليظة وبعد استقرار الحالة قررنا إجراء عملية استئصال وتوصيل الجزء الملتوي من الأمعاء عن طريق المنظار لمنع تكرار حالة الانسداد.
وأوضح الزامل أن هذا النوع من العمليات كان يجري في السابق عن طريق فتح البطن والتي ينتج عنها آلام لفترة طويلة نسبياً بعد العملية مع زيادة احتمال التهاب الجرح إلا أن الفريق الطبي بإشراف المقدم طبيب أحمد القرزعي قرر إجراء العملية عن طريق المنظار لتلافي هذه المضاعفات وتم إجراء العملية كاملة بالمنظار بمشاركة كل من الدكتور مؤمن ديرانية والدكتور سعيد الشيعي والدكتور لؤي الحماد.
وأضاف مدير المجمع: استغرقت العملية خمس ساعات تقريباً قام خلالها الفريق باستئصال الجزء الملتوي وإعادة توصيل الأمعاء بأجهزة المناظير المتطورة وتمت العملية ولله الحمد بنجاح كبير ولم ينتج خلالها أي مضاعفات وهذه العملية تعتبر أول عملية من نوعها تجرى في مجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران.
<<
اغلاق
|
|
|
البطانة الداخلية للمري والمعدة والقسم الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثناعشري) عن طريق استخدام أداة رفيعة ومرنة تدعى المنظار الداخلي endoscope.طبيب ع داخلية تشريح جهاز هضمي علوي
ندخل رأس المنظار الداخلي عن طريق الفم ثم نحركه بلطف باتجاه الحلق ثم إلى المري فالمعدة وأخيراً يصل للاثناعشري (وهذا هو القسم العلوي من الطريق المعدي المعوي).
يدعى هذا الإجراء بالتنظير المريئي المعدي الاثناعشري أحياناً، وذلك لمقدرته فحص كامل القسم العلوي من الجهاز الهضمي.
يستطيع للطبيب، باستخدام هذا الجهاز، التأكد من وجود قرحات أو التهاب أو أورام أو عدوى أو نزيف في هذا القسم من الجهاز الهضمي. كما يمكن باستخدامه جمع عينات من الأنسجة (خزعات) وإزالة السلائل بالإضافة إلى أنه يمنح الطبيب القدرة على معالجة النزيف في حال وجوده.
يكشف المنظار الداخلي بعض المشاكل التي لا يمكن كشفها بفحوص الأشعة السينية وحتى أنه يمكن الأطباء أحياناً من الاستغناء عن إجراء جراحة استكشافية.
ما أسباب القيام بهذا الإجراء؟
· يمكن القيام بالتنظير الداخلي لإحدى الأسباب التالية:
1. البحث عن المشاكل في السبيل الهضمي العلوي، والتي من الممكن أن تشمل على:
– التهاب المري أو المعدة.
– مرض الارتداد المعدي المريئي.
– تضيق المريء.
– تضخم وانتفاخ أوردة المريء أو المعدة (دوالي المريء ودوالي المعدة).
– مريء باريت: وهي حالة يزيد فيها خطر حدوث سرطان المريء.
– الفتق الحجابي Hiatal hernia.
– القرحات.
– السرطان.
2. البحث عن سبب تقيء الدم (القيء الدموي hematemesis).
3. البحث عن سبب بعض الأعراض، كالألم البطني العلوي أو التطبل أو مشاكل الابتلاع (عسر البلع) أو التقيؤ أو الخسارة غير المفسرة للوزن.
4. البحث عن سبب العدوى.
5. التأكد من شفاء القرحات المعدية.
6. النظر لداخل المعدة والقسم العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثناعشري) بعد إجراء عملية جراحية.
7. البحث عن سبب الانسداد في الفتحة بين المعدة والاثناعشري (انسداد مخرج المعدة).
8. التحقق من وجود أذية مريئية في الحالات الطارئة (كما في حالة تناول شخص لسم ما).
9. جمع العينات النسيجية (الخزعات) لفحصها في المخبر.
10. إزالة النمو الشاذ في المري أو المعدة أو الأمعاء الدقيقة (السلائل المعدية المعوية).
11. معالجة النزيف المعدي المعوي العلوي بما في ذلك النزيف الناتج عن احتقان المري (دوالي المريء).
12. إزالة الأجسام الغريبة المبتلعة.
13. البحث عن النزيف المسبب لإنقاص كمية المادة الحاملة للأوكسجين (والتي تدعى الهيموغلوبين) الموجودة في الكريات الحمر (وتدعى هذه الحالة بفقر الدم).
ما التحضيرات الواجب عملها؟طبيب ع داخلية تنظير علوي
· المعدة الفارغة تجعل إجراء الفحص أفضل وأكثر أماناً، لذلك يجب عدم تناول الطعام أو حتى شرب السوائل (بما في ذلك الماء) لـ 6 ساعات قبل الفحص بالمنظار تقريباً. وعادةً ما يخبر الطبيب المريض بوقت البدء بالصيام، حيث أن ذلك قد يختلف من حالة لأخرى.
· يجب على المريض إخبار الطبيب مقدماً عن أي أدوية يأخذها حيث يمكن أن يطلب الطبيب ضبط للجرعة الاعتيادية من أجل الفحص.
· كما يجب مناقشة وجود حالات تحسسية للأدوية بالإضافة للحالات الطبية مثل الأمراض القلبية والرئوية.
هل يستطيع المريض تناول الأدوية التي يتناولها حالياً؟
· معظم الأدوية يمكن الاستمرار بتناولها لكن يوجد عدد من الأدوية والتي تتعارض مع المستحضر المستخدم في هذا الإجراء أو مع الفحص بحد ذاته، لذلك يجب إعلام الطبيب عن الأدوية التي يتناولها المريض خاصةً الأسبرين والعوامل المضادة للصفيحات وأدوية التهاب المفاصل ومضادات التخثر (مميعات الدم مثل الوارفارين والهيبارين) والكلوبيدوغريل بالإضافة للأنسولين ومنتجات الحديد.
· كما يجب التأكد من إخبار الطبيب عن وجود أي حساسية لأي نوع من الأدوية.
ماذا يحصل بعد نهاية التنظير الهضمي العلوي؟
يُراقب المريض حتى زوال معظم التأثيرات الدوائية.طبيب ع داخلية منظار داخلي
1. قد يحدث وجع بسيط في الحلق ويمكن أن يشعر المريض بتطبل في البطن حيث يدخل بعض الهواء في المعدة خلال الفحص.
2. يستطيع المريض تناول الطعام بعد خروجه من المشفى، إلا في حال أوصى الطبيب بخلاف ذلك.
· يشرح عادةً الطبيب للمريض نتائج الفحص على الرغم من أنه من الأفضل للمريض انتظار نتائج أي خزعات يتم العمل عليها.
· في حال إعطاء المريض لدواء مخدر خلال الإجراء، فيجب عليه الطلب من شخص ما أخذه للمنزل والبقاء معه لفترة. حتى لو كان المريض يشعر بأنه متيقظ بعد العمل الجراحي، لكن التحكيم العقلي وردود الفعل تتضرر عادةً خلال يوم الإجراء.
المخاطر
يعد التنظير الهضمي العلوي إجراءً آمناً جداً، غير أنه قد يحمل بعض المخاطر الصغيرة لحدوث مضاعفات. وتتضمن مضاعفات التنظير الهضمي العلوي:
1. النزيف: يزداد خطر حدوث النزيف إذا تتضمن الإجراء إزالة قطعة من أحد الأنسجة للقيام بفحصها (خزعة) أو معالجة مشاكل الجهاز الهضمي. وفي حالات نادرة يمكن أن يحتاج المريض لنقل دم نتيجة حدوث النزيف.
2. العدوى: تحتوي معظم التنظيرات الداخلية التي تجرى بغرض الفحص وأخذ الخزعات على خطر ضئيل بحدوث عدوى.
– يزداد خطر حصول العدوى عند القيام بإجراءات إضافية كجزء من التنظير الهضمي.
– تكون معظم حالات العدوى الناتجة عن التنظير ثانوية ويمكن أن تعالج بالمضادات الحيوية، فيعطي الطبيب عادةً للمريض مضادات حيوية وقائية قبل الإجراء إذا كان فيه خطر عالي لحدوث الإنتان.
3. تمزق السبيل المعدي المعوي: يمكن أن يستلزم تمزق المريء أو أي جزء آخر من السبيل الهضمي من المريض الرقود في المشفى، وفي بعض الأحيان يستلزم إجراء عمل جراحي لعلاجه. بيد أن خطر هذه المضاعفة صغير جداً (يحدث بنسبة 3-5 من كل 10,000 تنظير داخلي للقسم العلوي من الجهاز الهضمي).
· يمكن إنقاص خطر المضاعفات بتتبع أوامر الطبيب المتعلقة بالتحضير للتنظير الداخلي بحذر، مثل الصيام وإيقاف استخدام بعض الأدوية.
العلامات والأعراض التي يمكن أن تشير لحدوث المضاعفاتhi0036
· يجب على المريض الانتباه لحدوث أي من العلامات أو الأعراض التالية، حيث أنها يمكن أن تشير لحدوث مضاعفات للتنظير الداخلي، والتي تشمل على:
4. الحمى.
5. الألم الصدري.
6. ضيق النفس.
7. براز مسود أو غامق بشدة.
8. صعوبة بالبلع.
9. ألم بطني شديد ومعند.
10. إقياء.
· لذلك يجب على المريض الاتصال بالطبيب مباشرة (أو الذهاب لغرفة طوارئ) في حال حدوث أي من العلامات والأعراض السابقة.
<<
اغلاق
|
|
|
لأنَّ الناسَ يمارسون التمارين الرياضية بتواتر أكبر. يمكن أن يتعرَّضَ الكتفُ لإصابة في العظام أو الغضروف أو الأربطة. قد يتضمَّن تشخيصُ هذه الإصابات ومعالجتها إجراء عملية جراحية بسيطة للنظر إلى داخل مفصل الكتف، وتُدعى الجراحةَ التنظيرية. إذا نصح الطبيبُ بإجراء جراحة تنظيرية للكتف، فإنَّ قرار إجراء هذه العملية أو عدم إجرائها هو قرار يعود إلى المريض أيضاً. وبالنسبة لبعض الإصابات، يمكن أن تشكِّلَ الجراحةُ التنظيرية وسيلةً لمعرفة نوع الإصابة، كما يمكن استخدامها لإصلاح بعض أنواع المشاكل أيضاً. تُعدُّ الجراحة التنظيرية للكتف عمليةً ناجحة جداً. ويمكنها أن تساعد على تخفيف ألم الكتف، وتحسين نوعية حياة المريض. هذه العمليةُ آمنةٌ جداً، وتعطي نتائج ممتازة. ولكن قد تحدث بعضُ المضاعفات. ومعرفةُ هذه المضاعفات ستساعد المريض على اكتشافها في وقت مبكِّر إذا حدثت.
مقدِّمة
أصبحت إصاباتُ الكتف في السنوات القليلة الماضية من الحوادث الشائعة، لأنَّ الناسَ يمارسون التمارين الرياضية بتواتر أكبر. يمكن أن يتضمَّنَ تشخيصُ هذه الإصابات ومعالجتها عمليةً جراحية بسيطة للنظر إلى داخل مفصل الكتف. إذا نصح الطبيبُ بإجراء جراحة تنظيرية للكتف، فإنَّ قرار إجراء هذه العملية أو عدم إجرائها هو قرار يعود إلى المريض أيضاً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل لمنافع هذه العملية ومخاطرها.
التشريح
يربط مفصلُ الكتف الجزءَ العلوي من الجسم بالذراع. العظامُ التي لها علاقة بهذا المفصل هي: لوح أو عظم الكتف. وعظم العضد، أو عظم الذراع (الجزء العلوي من الذراع ). تُغطَّى هذه العظامُ بنسيج خاص يُسمَّى الغضروف. يسمح السطح الأملس للغضروف بحركة سلسلة غير مؤلمة لمفصل الكتف.
تربط الأربطةُ العظامَ ببعضها بعضاً، وتساعد على استقرار الكتف. للسماح للكتف بالتحرُّك في جميع الاتجاهات، ترتكز عضلات الكتف المرتبطة بعظمة الكتف في رأس عظم العضد عبر الأوتار المختصَّة بذلك. تُعرف مجموعةُ هذه الأوتار باسم "الكَفَة المدوَّرة".
الأعراضُ وأسبابها
يؤدِّي التهابُ المفاصل إلى جعل سطوح تلامس المفصل خشنة. ويمكن أن تؤدِّي إصابةُ الكتف إلى تمزُّق الغضروف. ويمكن حصول تمزُّق في الأربطة أيضاً. تسبِّب كلُّ واحدة من هذه الحالات ألماً حاداً في الكتف. قد يجعل الألمُ الشخصَ غيرَ قادر على استخدام ذراعه.
المعالجاتُ البديلة
يحاول المرضى تناول بعض الأدوية أحياناً، مثل الأسبرين أو الايبوبرفين، لتخفيف الالتهاب في مفصل الكتف. كما قد تنجح المعالجةُ الفيزيائية والمعالجة المهنية في المحافظة على القدر الممكن من حركة المفصل. يمكن أن تساعدَ المعالجةُ الفيزيائية أيضاًعلى تقوية العضلات مما يمنع حصول إصابات إضافية. كما قد يفيد حقنُ الأدوية الستيرويديَّة في مفصل الكتف في تخفيف الأعراض. قد ينصح الطبيبُ بإجراء جراحة تنظيرية للكتف في حال أصبح الألم يعيق المريض، ولا يستجيب للمعالجات الأخرى.
المعالجةُ الجراحية
تسمح العمليةُ الجراحية للطبيب بالنظر إلى داخل المفصل، وتحديد المشكلة بدقَّة. كما تسمح للطبيب بتسوية المشاكل التي يمكن إصلاحها بالجراحة؛ فعلى سبيل المثال، قد يتمكَّن الطبيب من إزالة الجزء المرتخي من الغضروف الذي يسبب الكثير من الألم. تُجرى العمليةُ من خلال عدة شقوق صغيرة في منطقة الكتف. تُدخل المناظيرُ اللازمة للنظر والعمل في داخل الكتف من خلال هذه الشقوق. تسمح هذه المناظيرُ للطبيب بمعاينة الكتف، والاهتمام ببعض المشاكل التي وجدها خلال المعاينة. في نهاية هذه العملية، يجري إغلاقُ الشقوق الصغيرة، ويعود المريض إلى منزله في اليوم نفسه عادةً.
المخاطرُ والمضاعفات
هذه العمليةُ آمنةٌ جداً. ولكن هناك العديد من المخاطر والمضاعفات المحتملة، رغم أنَّه من المستبعَد حصولُها. يجب أن يتعرَّفَ المريضُ إلى هذه المضاعفات تحسُّباً لحصولها، لأنَّ معرفتَها قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في الكشف عنها في وقتٍ مبكِّر. تشمل هذه المخاطرُ والمضاعفات المخاطرَ الناجمة عن التخدير، والمخاطر الناجمة عن جميع أنواع العمليات الجراحية. مخاطرُ التخدير العام هي الغثيان والتقيُّؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وكسر الأسنان والألم في البلعوم والصداع. أمَّا المخاطرُ الجدِّية أكثر فهي النوبات القلبية والسكتات والالتهاب الرئوي.
سوف يتحدَّث طبيبُ التخدير مع المريض عن هذه المخاطر، ويستفسر منه عمَّا إذا كان لديه تحسًّس تجاه أيِّ نوع من الأدوية. يمكن أن تحدثَ جلطاتٌ دمويَّة في الساقين بسبب عدم النشاط في أثناء العملية الجراحية وبعدها. وتظهر بعد بضعة أيَّام من الجراحة عادة، ممَّا يتسبَّب في تورُّم الساق والألم يمكن لهذه الجلطات الدموية أن تنتقلَ من الساقين إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر، وقد تؤدِّي إلى الموت. ولذلك، من المهم للغاية أن يخبر المريضُ الأطباءَ عن حدوث هذه الأعراض. ويمكن أحياناً أن يحدث ضيق التنفُّس من دون سابق إنذار. يساعد نهوضُ المريض من الفراش والمشي بعدَ وقت قصير من العملية الجراحية على الحدِّ من مخاطر حدوث الجلطات الدموية. هناك بعضُ المخاطر التي يمكن أن تنجمَ عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية، ومنها:
العدوى في مكان عميق أو على سطح الجلد.
النزف، سواءٌ في أثناء العملية أو بعدها.
ظهور ندبات على الجلد قد تكون مؤلمة أو قبيحة الشكل.
هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى تتعلَّق بهذه العملية الجراحية تحديداً. وهي نادرة أيضاً. ومع ذلك، من المهم معرفتها. قد تُصاب الأعضاءُ حول منطقة الكتف، وبالقرب من مكان العملية الجراحية. ولكن من النادر أن تحدث هذه الإصابات. ويمكن أن تُصابَ الشرايين والأوردة المتَّجهة إلى الذراع. كما يمكن أن تصاب أيضاً الأعصاب المتجهة إلى الذراع، ممَّا يتسبَّب في ضعف الذراع أو نقص الإحساس. قد لا يزول الألمُ بعد العملية، بل يصبح أشدَّ ممَّا كان عليه قبل الجراحة. ولكن هذا الأمر نادر الحدوث.
بعدَ الجراحة
يعود معظمُ المرضى إلى المنزل في يوم العملية نفسه. وقد يُعطي المريض حمَّالة كتف لاستخدامها لفترة قصيرة بعد العملية. كما قد يحتاج المريضُ إلى معالجة فيزيائية ومهنية بعد العملية لإعادة تأهيل كتفه.
الخلاصة
يمكن أن يتعرَّضَ الكتفُ لإصابة في العظام أو الأربطة أو الغضروف. يمكن أن تشكِّل الجراحة التنظيرية وسيلة لتحديد نوع الإصابة وإصلاح بعض أنواع المشاكل. تعدُّ الجراحةُ التنظيرية للكتف عمليةً ناجحة جداً في المساعدة على تخفيف الألم، وتحسين نوعية حياة المريض. هذه العمليةُ آمنةٌ وتعطي نتائج جيِّدة. لكن، كما ذكرنا سابقاً، قد تحدث مضاعفات. ومعرفةُ هذه المضاعفات ستساعد المريض على اكتشافها في وقت مبكِّر إذا حدثت.
<<
اغلاق
|
|
|
الزائدة الدودية فهي بُنية تشبه الإصبع مُعَلَّقة إلى القطعة الأولى من القولون. يُعتبر التهاب الزائدة الدودية، وهو إصابة بالعدوى والتهاب في الزائدة، أهم سبب لاستئصال الزائدة الدودية. لا يوجد معالجة دوائية لالتهاب الزائدة الدودية، كما أن انفجار الزائدة الدودية يُعتبر حالة إسعافية. وتُجرى هذه العملية تحت التخدير العام. أما عند استئصال الزائدة بواسطة الجراحة التنظيرية فيقوم الطبيب بإجراء ثلاث شقوق صغيرة على البطن، يسمح أحدها بإدخال آلة تصوير فيديو لفحص البطن، ويُستعمل الآخران لإدخال أدوات دقيقة لقطع وإزالة الزائدة. بينما يُجرى شقٌّ واحد كبير عند اللجوء للجراحة المفتوحة حيث يتم قطع الزائدة وإزالتها من خلاله. إن عملية استئصال الزائدة الدودية آمنة جداً، ولكن يجب مناقشة أيّ مخاطر أو مضاعفات محتملة مع الطبيب. إن الحياة بدون زائدة دودية لا يسبب أية مشاكل صحية معروفة. ويعود معظم المرضى إلى مزاولة نشاطاتهم الطبيعية في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من إجراء العملية الجراحية.
مقدمة
حين تُصاب الزائدةُ باِلتهاب أو مرضٍ عَدوائيٍ، تستلزم الحالةُ إجراءَ عملية جراحية لإزالة هذا الاِلتهاب الخطير. والزائدةُ هي عضوٌ يشبه الإصبع، متَّصلٌ بالقسم الأوَّل من القولون. وتُسمَّى هذه الجراحةُ اِستئصالَ الزائدة.
يعدُّ اِستئصالُ الزائدة من أكثر العمليَّات الجراحية الطارئة شيوعاً. وهذه الجراحةُ آمنة جداً وناجحة إذا حصل المصاب على رعاية طبِّية فورَ شعوره بالأعراض.
يراجع هذا البرنامجُ التثقيفي تشريحَ الجهاز الهضمي، ويشرح أسبابَ اِلتهاب الزائدة ومَنافِع جراحة اِستئصال الزائدة ومخاطرها. كما يناقش إجراءاتُ هذه الجراحة المختلفة، وما على المريض توقُّعه بعدها.
تشريح الجهاز الهضمي
توجد الزائدةُ في الجهاز الهضمي. وسوف يراجع هذا القسمُ تشريحَ الجهاز الهضمي. يساعد الجهازُ الهضمي الجسمَ على هضم الطعام واِمتصاصه في الجسم، حيث ينتقل الطعامُ الذي نبتلعه إلى المريء أو أنبوب التغذية.
ثمَّ ينتقل الطعامُ عبر المريء إلى المعدة، حيث يجري هضمُه جزئياً. وبعد ذلك، ينتقل الطعامُ إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يجري هضمُ المواد المغذِّية واِمتصاص معظمها.
يصل الطعامُ المهضوم والألياف إلى القولون في نهاية المطاف، حيث يجري اِمتصاصُ باقي المواد الغذائية، ويتشكَّل البراز. ويتمُّ تخزين البراز في القسم الأخير من القولون، أو القولون السيني والمستقيم، قبل إفراغه.
الزائدةُ هي عضوٌ صغير الحجم، يشبه شكله الإصبع، ويتَّصل بالقسم الأوَّل من الأمعاء الغليظة الذي يُسمَّى الأعور. وتوجد الزائدةُ في الجزء السُّفْلي الأيمن من البطن.
ليس للزائدة أيَّةُ وظيفةٍ معروفة. ولا يسبِّب اِستئصالُها – على ما يبدو - أيَّ تغيير في الجهاز الهضمي أو الوظائف الأخرى للجسم.
إلتهاب الزائدة
حين تُصاب الزائدةُ بالاِلتهاب، لا يمكن معالجتُها بالأدوية بفعَّالية. وإذا لم يُعالج الاِلتهابُ فوراً، فقد تتمزَّق الزائدة مسبِّبة انتشارَ الاِلتهاب في سائر البطن، الأمر الذي قد يسبِّب الموت. لذا، يُعدُّ اِلتهابُ الزائدة حالةً طبِّية طارئة تستدعي جراحة اِستئصال الزائدة.
قد يُصاب أيُّ شخص باِلتهاب الزائدة، ولكنَّه يكون أكثرَ شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارُهم ما بين العاشرة والثلاثين من العمر.
يُسمَّى باطنُ للزائدة باللُمعة. وحين تُسدُّ اللمعة، يخفُّ تدفُّقُ الدم ويزداد الضغط داخل الزائدة. ويسبِّب ذلك الاِلتهاب، وهو ردَّة فعل من الجسم لمكافحة العدوى.
يسبِّب اِلتهابُ الزائدة لدى معظم المصابين ظهورَ كتلة متورِّمَة مليئة بسائل ملوَّث بالجراثيم، يُسمَّى القيح. وقد تنفجر هذه الكتلة المورِّمة أو تتمزَّق. ويعدُّ التمزُّقُ من أكثر المضاعفات خطورة بين مضاعفات اِلتهاب الزائدة، لأنَّه يؤدِّي إلى اِلتهاب الصفاق أو البريتوان (غلاف محيط بالأمعاء). واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب خطير يسبِّبه تسرُّبُ الجَراثيم وما تحتوي عليه الزائدة الممزَّقة إلى البطن.
يحصر الجهازُ المناعي مكانَ الاِلتهاب أحياناً، فيشكِّل خُراجاً. وقد يكون هذا خراجُ الزائدة صغيراً بحجم الجوزة أو كبيراً بحجم حبَّة برتقال كبيرة. ولكن مهما كانَ حجمُ الخراج، يجب إزالتُه جراحياً قبل أن يتمزَّقَ ويسبِّب اِلتهاب الصفاق.
قد تؤدِّي مضاعفاتُ اِلتهاب الزائدة لدى بعض المرضى إلى فشل أحد أعضاء الجسم الرئيسيَّة والموت. يمثِّل اِستئصالُ الزائدة عمليةً جراحية؛ فإذا إنفجرت أو تمزَّقت قبل الجراحة، يقوم الجرَّاح بتنظيف البطن خلال الجراحة الطارئة. ولا يؤثِّر اِستئصالُ الزائدة في حياة المريض، ولا يسبِّب أيَّة مشاكلَ صحِّية معروفة.
يسبِّب انسداد باطن الزائدة اِلتهابَ الزائدة. وفي معظم الحالات، يكون البرازُ داخل الزائدة سبباً في انسدادها.
تسبِّب الاِلتهاباتُ الحرثوميَّة والفيروسية في الجهاز الهضمي تورُّمَ العقد اللمفيَّة، ممَّا قد يسبِّب عصر الزائدة وانسدادها. ويُسمَّى تورُّمُ العقد اللمفيَّة فرطَ التنسُّج اللِّمْفي.
كما تسبِّب الإصاباتُ الرضِّية في البطن، مثل الضربات وإصابات الحوادث، اِلتهابَ الزائدة لدى عددٍ قليل من الأشخاص. وهناك حالاتٌ كثيرة من اِلتهاب الزائدة لا يستطيع الأطبَّاءُ تحديدَ سببها.
أعراض التهاب الزائدة
تتجلَّى العلامةُ الأساسيَّة لاِلتهاب الزائدة في الألم في البطن، والذي يبدأ حول السرَّة، ثم ينتقل إلى الجزء السُّفلي الأيمن من البطن. ويزداد هذا الألمُ شدَّةً بعد ستِّ ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة من بدايته.
يزداد الألمُ شدَّةً وسوءاً بالحركة وأخذ نفس عميق وبالسُّعال أو العطاس. وقد تصبح الجهةُ في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن ممضَّةً جداً. (المَضضُ هو الأم الذي يُثار بالجسِّ أو اللَّمس).
تشمل أعراضُ اِلتهاب الزائدة الأخرى ما يلي، وقد لا يُصاب جميعُ المرضى بكلِّ هذه الأعراض:
فقدان الشهية.
الغثيان.
القيء.
الإمساك أو الإسهال.
عدم القدرة على إخراج الريح أو الغازات.
حمَّى خفيفة.
تورُّم البطن.
قد يشعر المرضى بشعور إلحاح الغائط أو "الزحير". والزحيرُ هو الشعورُ بأنَّ التغوُّط قد يريح المريض من ألمه. ولكن، يجب عدمُ تناول المسهلات أو الأدوية المزيلة للألم في تلك الحالة، بل على المريض استشارة الطبيب فوراً.
قد يشعر المرضى المصابون بالسكَّري أو السِّمْنة، أو الذين أجروا جراحة زرع منذ فترةٍ قريبة، بالتوعُّك فقط. كما قد يشعر بهذا الإحساس المرضى المصابون بفيروس الإيدز أو السيدا (مرض نقص المناعة المكتسب)، أو الذين يتناولون الأدوية الكابتة للجهاز المناعي.
وبما أنَّ ألمَ البطن والغثيان والقيء هي أعراض مرافقة للحمل، فقد لا تكون تلك أعراض اِلتهاب الزائدة. كما قد لا تُصاب الكثيراتُ من النساء الحوامل بأعراض اِلتهاب الزائدة المعروفة. لذا، على النساء الحوامل اللواتي يشعرن بأيِّ ألم في الجانب الأيمن من البطن الاتِّصال بالطبيب.
تختلف أعراضُ اِلتهاب الزائدة بين الأطفال؛ كما أنَّ الرضَّع والأطفال الصغار لا يستطيعون إخبار أهاليهم أو الأطبَّاء عن شعورهم بالألم. قد يعاني بعضُ الأطفال بين عمر السنة والأربع سنوات، الذين يُصابون باِلتهاب الزائدة، من صعوبة في الأكل ويشعرون بنُعاس دائم غير مألوف. ويمكن أن يعاني الأطفالُ أيضاً من الإمساك، وقد يتبرَّزون برازاً صغيراً يحتوي على مخاط. إذا كنت تشكُّ بأنَّ طفلك مصابٌ بالتهاب الزائدة، يجب استشارة الطبيب فوراً.
قد لا يُصابُ المرضى المسنُّون بحمَّى وألم حاد جداً، كغيرهم من المرضى المصابين باِلتهاب الزائدة. ولا يدرك الكثير من المرضى المسنِّين إصابتَهم بالمشكلة حتَّى تقتربَ الزائدة من التمزُّق. لذا، فعلى المصابين الاتِّصال بالطبيب فوراً عند مجرَّد ارتفاع الحرارة والشعور بالألم الحادِّ في الجهة اليمنى من البطن.
إذا تمزَّقت الزائدةُ وتسرَّب القيح إلى جوف البطن، فقد يشعر المريضُ بتحسُّنٍ مفاجئ. ولكن بعد ذلك، قد ينتفخ البطن بأكمله بسبب الغازات والسائل، ويصبح مؤلماً عند لمسه. وإذا ما حدث ذلك، فقد يكون الألمُ أخفَّ من قبل، ولكنَّه يتمدَّد. وهذه الحالة مشكلةٌ طارئة تستدعي عمليةً جراحية فورية.
تشخيص التهاب الزائدة
تسبِّب العديدُ من الأمراض ألماً في البطن، كالألم الذي يسبِّبه اِلتهابُ الزائدة. لذا يُسأل الطبيبُ عن التاريخ الطبِّي العائلي للمريض، ويُجْري فحصاً شاملاً للتأكُّد من التشخيص.
يطرح الطبيبُ العديدَ من الأسئلة عن نوع الألم وأعراضه وتوقيته ومكانه ونمطه وشدَّته. كما يحتاج الطبيبُ إلى معرفة التاريخ الصحِّي للمريض وما إذا كان مُصاباً بأيَّة أمراض أو إذا ما أُجريت أيَّة عملية جراحية له في السابق. وقد يحتاج إلى معرفة تاريخ عائلته الطبِّي والأدوية التي يتناولها وأشكال الحساسيَّة المصاب بها. إذا كان المريضُ يتناول الكحول أو التبغ أو أيَّ نوع آخر من المخدِّرات، فعليه إخبار الطبيب، حيث تعدُّ هذه المعلومات سرَّيةً في معظم بلدان العالم، ولن يتشارك بها الطبيبُ مع أحد دون إذن من المريض.
قبل إجراء الفحص، تقيس الممرِّضةُ أو الطبيب العلامات الحيوية لدى المريض، وهي: درجة الحرارة وسرعة النبض ومعدَّل التنفُّس وضغط الدم. ومن الضَّروري أن يعرف الطبيبُ مكانَ الألم ونمطه كي يشخِّص الإصابة باِلتهاب الزائدة.
كما قد يحرِّك الطبيبُ ساقي المريض للتأكُّد من شعوره بالألم عند تحريك الورك. وقد تساعد هذه الاختباراتُ الطبيبَ على تشخيص الإصابة، ولكن لا يُصاب كلُّ المرضى بهذا العَرَض. قد يجري الطبيبُ فحصاً للمستقيم، وهذا الفحصُ ليس مؤلماً عادةً، ولكنَّه قد يكون مزعجاً.
قد يجري الطبيبُ فحصاً حوضياً (مسَّاً مهبلياً) للنساء، للتأكُّد من أنَّ سببَ الألم ليس تمزُّق كيسٍة في المبيضين أو أيَّة مشكلة أخرى في جهاز المرأة التناسلي.
يُستعان بفحص الدم لاكتشاف علامات الاِلتهاب أو العدوى، مثل ارتفاع عدد الكريَّات البيض. كما قد يساعد تحليلُ الدم على التأكُّد من عدم إصابة المريض بالتجفاف أو بخلل كيميائي. يُستعان بتحليل البول لاكتشاف أيَّة عدوى في المسالك البوليَّة.
عندما لا تكون الاختباراتُ الطبِّية كافيةً للتشخيص، فقد يستعمل الطبيبُ إحدى طرائق التصوير، ومنها فحوصاتُ الأشعَّة والموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسَب.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ تنظير للبطن للتأكُّد من عدم اِلتهاب المبيض أو أنبوب فالوب (البوق الرَّحمي). كما قد يطلب الطبيبُ من المرأة التي هي في سنِّ الإنجاب إجراءَ اختبار للحمل.
جراحة الزائدة
تُسمَّى هذه الجراحةُ اِستئصال الزائدة؛ ويمكن إجراؤها عن طريق الفتح أو عبر التنظير، حيث يتمُّ تخدير المريض تخديراً عاماً في كلتا الجراحتين.
في جراحة الفتح، يصنع الطبيبُ شقَّاً صغيراً في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن، ثم يقطع الزائدة ويزيلها.
أمَّا خلال الجراحة بالتنظير، فيدخل الطبيبُ منظاراً في البطن عبر شقٍّ صغير. ويوجد في رأس المنظار كاميرا فيديو صغيرة تسمح للطبيب برؤية ما في داخل البطن على شاشة خارجية. ويجري الطبيبُ شقَّين صغيرين آخرين لإدخال جهاز يقطع الزائدةَ ويزيلها.
يُفضَّل إجراءُ جراحة التنظير بدلاً من جراحة الفتح لدى بعض المرضى، لأنَّ حجم الشقوق فيها أصغر، وقد تتطلَّب نسبة أقل من الأدوية المسكِّنة للألم. ولكن إذا كانت الزائدةُ قد انفجرت، أو إذا ظهر خراج، فقد تكون جراحةُ الفتح هي الخيار الوحيد.
قد يبدأ الطبيبُ أحياناً بالتنظير، ثم يُضطرُّ إلى عملية الفتح إذا وجد أنَّ ذلك آمنٌ أكثر بالنسبة للمريض. وقد يكون سببُ ذلك وجود الكثير من التندُّب في بطن المريض.
في كلتا الجراحتين، جراحة الفتح والتنظير، يشقُّ الطبيبُ البطنَ، ويستأصل الزائدة حتَّى وإن وجدَ أنَّ الزائدة طبيعية. وإذا تمَّ اِستئصالُ الزائدة بأكملها، لن يتمَّ تشخيصُ سبب أيِّ ألم في البطن بعد ذلك على أنَّه اِلتهاب الزائدة.
مخاطر جراحة الزائدة
تعدُّ جراحةُ اِستئصال الزائدة آمنة جداً. ولكن لها عدَّةُ مخاطر ومضاعفات محتملة، إنَّما غير شائعة. ومن الأفضل أن يتعرَّف عليها المريضُ في حال حصولها؛ فالتعرُّفُ على المضاعفات يبقي المريضَ على اطِّلاع، ممَّا قد يساعد الطبيب على إكتشاف المضاعفات مبكِّراً.
تشمل المخاطرُ والمضاعفات:
المَخاطر المتعلِّقة بالتخدير العام.
المَخاطر المتعلِّقة بأيِّ نوع من الجراحة.
المَخاطر الخاصَّة بجراحة اِستئصال الزائدة.
تشمل مخاطرُ التخدير العام الغثيان والقيء وإحتباس البول وتشقُّق الشفتين وتكسُّر الأسنان واِلتهاب الحلق والصُّداع. ومن مخاطر التخدير العام الأكثر خطورة النوباتُ القلبية والسكتات الدماغية واِلتهاب الرئة. وسوف يناقش طبيبُ التخدير هذه المخاطرَ معك، ويسألك إذا كنت مصاباً بحساسية تجاه أيِّ نوع من الأدوية.
قد يسبِّب عدمُ الحركة في أثناء الجراحة وبعدها حدوثَ جلطات دمويَّة في الساقيين. وتظهر الجلطاتُ عادةً بعد عدَّة أيَّام من الجراحة، وقد تسبِّب الألم والتورُّم في الساقين.
قد تنتقل الجلطاتُ الدمويَّة من الساقيين إلى الرِّئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر أو حتَّى الموت. لذلك، من الضروري جداً إخبارُ الطبيب إذا شعر المريضُ بأيٍّ من تلك الأعراض. كما قد يحصل ضيق التنفُّس بشكل فجائي أحياناً من دون أيِّ إنذار. وقد يساعد النهوضُ من الفراش بعد الجراحة مباشرةً على الحدِّ من خطر الإصابة بالجلطات الدمويَّة في الساقين.
تظهر بعضُ المخاطر في أيِّ نوع من أنواع الجراحة، ومنها العدوى والنزف وتندُّب الجلد. وقد تكون العدوى عميقةً أو سطحيةً على البشرة. وقد تحدث العدوى في مكان الشُّقوق في البطن. أمَّا العدوى العميقة فقد تحدث في جوف البطن، وتُسمَّى اِلتهابَ الصفاق (البريتوان). وقد يتطلَّب علاج العدوى العميقة علاجاً طويل الأمد بالمضادَّات الحيوية والجراحة أحياناً لتصريف القيح. وفي بعض الحالات النادرة جداً، قد يستلزم الأمرُ تغييرَ مسار الأمعاء إلى خارج الجسم لبعض الوقت. ويزداد خطرُ الإصابة باِلتهاب الصفاق إذا كانت الزائدةُ قد تمزَّقت قبل العملية.
قد يحدث النزفُ خلال الجراحة أو بعدها. ويمكن أن يحتاج المريضُ عندئذ إلى نقل دم إو إلى جراحة أخرى. ولكنَّ هذه الحالة نادرةٌ جداً.
قد يحدث تندُّبٌ جلدي مؤلم أو قبيح المظهر. ويعدُّ التندُّب الذي يحدث بعد الجراحة المفتوحة أكبرَ حجماً من تندُّب الجراحة التنظيريَّة.
هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى متعلِّقة بجراحة اِستئصال الزائدة بشكلٍ خاص؛ وهي مخاطرُ نادرةٌ جداً، ولكن من الضَّروري التعرف عليها.
قد تُصاب بعضُ أعضاء البطن بجروح في حالاتٍ نادرة جداً، ومنها الأوعيةُ الدموية والأمعاء والقولون والكبد وغيرها. وقد تتطلَّب تلك الجروحُ جراحةُ أخرى لعلاجها.
يمكن أن يُصابَ المريضُ بالفتق في مكان الشقِّ بسبب ضعف عضلات البطن؛ وهذا خطرٌ نادر جداً، لأنَّ جدار البطن حيث تُجرى فيه الجراحةُ قويٌّ جداً. ولكنَّ ذلك يمكن أن يحصلَ، وقد يتطلَّب جراحةً أخرى لعلاجه.
في الحالات التي تنفجر فيها الزائدةُ، قد يحدث اِلتهابُ الصفاق بالرغم من تنظيف الجرَّاح للبطن. واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب أو عدوى في جوف البطن قد يؤدِّي إلى تندُّب في هذا الجوف. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي هذا التندُّبُ إلى حدوث ناسور، وهو اتِّصالٌ ما بين الأمعاء وظاهر الجسم عبر الجلد. ويمكن أن يستدعي الناسورُ إجراءَ جراحة أو عدَّة جراحات لعلاجه.
قد يؤدِّي التندُّبُ أو الالتصاقات إلى المزيد من الألم في البطن في المستقبل. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي التندُّبُ إلى انسداد في الأمعاء، ممَّا قد يستدعي إجراءَ جراحة في البطن في المستقبل. ويمكن أن يحدث الانسدادُ بعد سنوات من جراحة اِستئصال الزائدة.
قد يجد الجرَّاح، في بعض الحالات، أنَّ الزائدة ليست ملتهبة وإنَّما طبيعية. ولكن بالرغم من ذلك، يستأصل الجرَّاحُ الزائدة كإجراء وقائي لتفادي حصول أيِّ خطأ في تشخيص الألم على أنَّه اِلتهابٌ في الزائدة عندَ حصول نوبة أخرى من ألم البطن في المستقبل.
بعد جراحة الزائدة
يُنقل المريضُ إلى غرفة الإفاقة بعد الجراحة، ثمَّ بعد ذلك إلى غرفة عادية في المستشفى.
يجري إدخالُ مصل في وريد المريض لتغذيته إلى أن يستطيعَ تناولَ الطعام والشراب من جَديد. ولا يُسمح للمريض بتناول الطعام حتَّى يُخرج الريح كدليلٍ على أنَّ الأمعاء تعمل بشكل طبيعي. كما قد يتمُّ إخراج أنبوب صغير من بطن المريض لتصريف السائل الفائض في البطن.
تساعد الممرِّضاتُ المريضَ على المشي بعد الجراحة حالما يستطيع، لكي يجري الدم في ساقيه. ويفيد ذلك في تفادي الجلطات الدمويَّة في الساقين.
قد يعودُ المريضُ إلى منزله في اليوم نفسه أو بعد بضعة أيَّام، وذلك بناءً على نوع الجراحة التي أجراها؛ فإذا كانت الجراحةُ تهدف إلى علاج الزائدة المتمزِّقة واِلتهاب الصفاق، فقد يحتاج المريضُ إلى البقاء في المستشفى فترةً أطول، مع أخذ المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد.
يتحسَّن ألمُ البطن الشديد بسرعة بعد الجراحة، بالرغم من أنَّ ألم الشقوق الجراحيَّة قد يستمرَّ بضعةَ أيَّام.
قد يصف الطبيبُ أدوية مسكِّنة للألم، ويطلب من المريض عدمَ القيام بالكثير من الحركة. ويكون الشفاءُ من جراحة اِستئصال الزائدة بالتنظير أسرع من جراحة الفتح عادةً، ولكن على المريض عدم القيام بالكثير من الحركة لمدَّة أربعة إلى ستَّة أسابيع بعد الجراحة.
يتماثل معظمُ مرضى اِلتهاب الزائدة للشفاء، ونادراً ما يحتاجون إلى تغييرات في نظامهم الغذائي وتمارينهم الرياضية أو أسلوب حياتهم. كما يستطيع معظمُ المرضى العودةَ إلى نشاطهم الطبيعي خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.
تأكَّد من الاتِّصال بطبيبك إذا تعرَّضت لأيَّة أعراض جديدة، كالحمَّى والألم الشديد في البطن والضعف والتورُّم والعدوى.
الخلاصة
يعدُّ اِلتهابُ الزائدة حالةً طبِّية مؤلمة، قد تؤدِّي إلى تمزُّق الزائدة الملتهبة.
حين تتمزَّق الزائدةُ المصابة بالعدوى، يتسرَّب القيحُ وتنتقل العدوى إلى جوف البطن. وقد يؤدِّي ذلك إلى اِلتهاب الصفاق، وهو اِلتهابٌ في جوف البطن. وتشمل مضاعفاتُ اِلتهاب الصفاق فشلاً في أعضاء الجسم والموت. لذا، يتطلَّب علاجُ اِلتهاب الصفاق جراحةً طارئة عند تمزُّق الزائدة.
لا يستجيب اِلتهابُ الزائدة بشكل جيِّد إلى العلاج بالمضادَّات الحيوية. لذا، فإنَّ أكثر طرق العلاج شيوعاً هي جراحة اِستئصال الزائدة. كما يمكن إجراءُ الجراحة عن طريق الفتح أو التنظير. وسوف يحدِّد الطبيبُ النوعَ المناسب لحالة المريض.
يعدُّ اِستئصالُ الزائدة جراحةً آمنة جداً وناجحة. كما أنَّ مخاطرَها ومضاعفاتها نادرةٌ جداً. وقد يساعد التعرُّفُ على تلك المخاطر والعلامات على اكتشافها ومعالجتها باكراً.
<<
اغلاق
|
|
|
إزالة الكيسة الصفراوية. إنها عملية تصبح ضرورية عندما توجد حصيات أو التهاب في المرارة مما يسبب ألماً بطنياً شديداً وخاصة عندما يؤدي ذلك إلى إغلاق القناة المرارية. إذا تحركت الحصاة وعلقت في القناة الجامعة، فإنها تسبب ألماً والتهاباً وتلوناً للجلد باللون الأصفر، وهو ما يسمى باليرقان. يقوم الطبيب، عند القيام بالعملية بالطريق المفتوح، بإجراء شق كبير على الجلد للوصول إلى المرارة. أما عند إجراء العملية عن طريق التنظير فإن الطبيب يستعمل منظار البطن وشقوقاً جراحية أصغر. إذا كان هناك حُصيات في القناة الجامعة أيضاً فإن الطبيب يستطيع إزالتها أيضاً خلال العملية. إن العصارة التي ينتجها الكبد تستمر في التدفق إلى الأمعاء والقيام بدورها في عملية الهضم. وهذا ما يفسر استمرار الجسم بالعمل دون مرارة.
مقدمة
الحُصَيَّات الصَفْراويّة حالة واسعة الانتشار نسبياً، وهي تسبب آلاماً شديدة في البطن. لكن خلل وظيفة المرارة قد تسبب أعراضاً شبيهة بأعراض الحُصيّات رغم عدم وجود حُصيّات صفراوية، وذلك حين تؤدي وظائفها بصورة غير طبيعية أحياناً.
قد ينصح الطبيب مريضه بإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة.
إن اتخاذ القرار بقبول إجراء هذه استئصال المرارة أو عدم القبول بإجرائها يعود إلى المريض نفسه.
ويساعدهذا البرنامج التعليمي المرضى على فهم فوائد ومخاطر استئصال المرارة فهماً أفضل.
تشريح الكبد والمرارة
يُنتج الكَبِدُ عُصارةً خاصّة تُدعى الصفراء. وهي تساعد في هضم الطعام.
المرارة أو الحويصل الصفراوي كيسٌ صغير يوجد تحت الكبد على الجانب الأيمن من البطن.
تنتقل الصفراء من الكبد إلى المرارة حيث تُخَزَّن فيها حتى وقت الحاجة.
عندما يتناول الإنسان طعاماً دسماً فإن المرارة تعصر الصفراء عبر القناة المرارية وتدفعها إلى القناة الصفراوية الجامعة.
أعراض الحصيات المرارية وأسبابها
يمكن أن تتشكل الحُصيّات في المرارة.
ويمكن لهذه الحُصيّات أن تتحرك فتغلق القناة المرارية وتسبب ألماً شديداً. يكون هذا الألم في الجانب الأيمن من البطن ويزداد بعد تناول أطعمة دسمة مثل البيض أو الجبن الدسم في البيتزا.
يمكن أن تُسبب الحُصيّات أيضاً الغثيان والتقيؤ والحمى، وقد تصاب بالعدوى.
إذا تحركت الحُصيّة ووصلت إلى القناة الصفراوية الجامعة وأغلقتها، فمن الممكن أن تسبب الألم، وقد يتلون الجلد باللون الأصفر، وهذا ما يدعى اليرقان؛ ويمكن أن تسبب الالتهاب أيضاً. وقد يعاني المريض أحياناً من ألم وانزعاج يشبهان أعراض الحُصيّات رغم عدم وجود حُصيّات صفراوية. يمكن أن ينتج هذا الأمر عن اضطراب في وظيفة المرارة نفسها. وفي هذه الحالة يمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحوص شعاعية خاصة من أجل التحقق من أداء المرارة لوظائفها.
العلاجات البديلة للحصيات المرارية
يمكن تخفيف الأعراض أحياناً عبر تغيير النظام الغذائي.
يمكن أن تكون المضادات الحيوية فعالة في معالجة العدوى، لكنها لا تستطيع إزالة الحُصيات.
غالباً ما يكون استئصال المرارة ضرورياً للسيطرة على الأعراض.
إن القسم الأكبر من الصفراء التي ينتجها الكبد يذهب إلى الأمعاء مباشرة دون تخزين في المرارة. ولهذا السبب، فإنه بعد استئصال المرارة يستمر تدفق الصفراء من الكبد إلى الأمعاء للمساعدة على الهضم.
عملية استئصال المرارة
ثمة طريقتان لاستئصال المرارة. تتم الأولى بإجراء شق جراحي كبير في الجلد؛ وهي تُسمى استئصال المرارة بفتح البطن بالشق الجراحي.
أما الطريقة الثانية فتجرى عن طريق التنظير من خلال إجراء شقوق صغيرة في الجلد. وهي تُعرف باسم استئصال المرارة عن طريق التنظير.
من بين فوائد إجراء استئصال المرارةعن طريق التنظير هي أن النقاهة منها أسرع وبالتالي زمن البقاء في المستشفى أقصر. لكنإجراء استئصال المرارة عن طريق التنظيرقد يكون متعذراً أحياناً. فعلى سبيل المثال، قد يكون إجراء استئصال المرارةعن طريق التنظير صعباً عند المرضى الذين أجريت لهم سابقاً عمليات جراحية في البطن.
في بعض الأحيان يبدأ الجراح بإجراء استئصال المرارةعن طريق التنظير، لكنه يتحول إلى إجرائها بالطريقة المفتوحة. وهذا ما يحدث عادةً عندما يدرك الطبيب أن استئصال المرارة بالشق الجراحي للبطن هي أكثر أماناً للمريض. إلا أن هذا التحول من استئصال المرارةعن طريق التنظيرإلى استئصال المرارة بالشق الجراحي أمر نادر الحدوث.
يتم إجراء استئصال المرارة تحت التخدير العام، سواءٌ كان استئصال المرارة عن طريق التنظير أو استئصال المرارة بالشق الجراحي. وهذا يعني أن المريض يكون نائماً أثناء استئصال المرارة .
في استئصال المرارة بالشق الجراحي، يفتح الجراح شقاً في أعلى البطن.
ثم يدخل إلى الصِفاق، أو جوف البطن.
بعد ذلك يستأصل الجراح المرارة.
يمكن إجراء تصوير شعاعي خلال استئصال المرارةللتأكد من عدم وجود حُصيّات عالقة داخل القناة الصفراوية الجامعة.
في حالات نادرة، يمكن أن يتم العثور على حُصيّات في القناة الصفراوية الجامعة. وفي هذه الحالات يقوم الجراح بفتح القناة للبحث عن الحُصيّات وإزالتها.
عندما يبحث الجراح عن الحصيات في القناة الصفراوية الجامعة فإنه يضع فيها أنبوباً لتصريف أو نزح المفرزات، وإخراجها من البطن. وهذا ما يساعد على اندمال الجرح في القناة. و يتم نزع أنبوب التصريف أو النزح هذا بعد أيام أو أسابيع، وذلك حسب نوعه.
بعد ذلك يُغلق الجراح الشق الجراحي.
أما في استئصال المرارةعن طريق التنظير ، فإن جوف البطن يملأ بغاز خاص.
ثم يُجري الجراح شقوقاً جراحية صغيرة يُدخل المناظير منها إلى جوف البطن.
بعد ذلك يفصل الجراح المرارة عن القناة الصفراوية الجامعة.
ثم يستأصل المرارة.
قد يستخدم الطبيب الأشعة السينية للكشف عن وجود حُصيّات عالقة في القناة الصفراوية الجامعة.
وفي حالات نادرة يمكن أن يجد الطبيب الجراح حُصيّات في القناة الصفراوية الجامعة. وفي هذه الحالة، يمكنه استئصال المرارة عن طريق التنظير، أو بالتحول إلى استئصال المرارة بالشق الجراحي عن طريق البطن. ومن الممكن أيضاً أن تُستَأْصل في وقت لاحق بعمل جراحي مستقل. إن الطبيب الجراح هو الذي يحدد الخيار الذي يناسب حالة كل مريض على حدة.
بعد انتهاء الجراح من استئصال المرارةعن طريق التنظير يغلق الشقوق الصغيرة.
مخاطر ومضاعفات عملية استئصال المرارة
إن استئصال المرارة عملية جراحية آمنة للغاية. ولكن هناك عدداً من المخاطر والمضاعفات الممكنة، رغم ندرتها. وعلى المريض أن يعرف هذه المخاطر والمضاعفات تحسُّباً لحدوثها لأن معرفتها تسمح له بمساعدة الطبيب في الكشف المبكر عنها قبل أن تتفاقم.
إن من هذه المخاطر والمضاعفات ما له علاقة بالتخدير العام، ومنها ما قد ينجم عن أي نوع من أنواع الجراحة.
من مخاطر التخدير العام الغثيان والتقيؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وكسر الأسنان وألم الحلق والصداع. وهناك مخاطر أكثر جدية في التخدير العام لكنها نادرة وهي النوبات القلبية والسكتات واللاتهاب الرئوية. ويناقش طبيب التخدير مع مريضه المعلومات عن هذه المخاطر ويسأله إن كان يتحسس من بعض الأدوية.
يمكن أن تتشكل خثرات دموية في الطرفين السفليين بسبب قلة حركة المريض بعد الجراحة. وهي تظهر بعد أيامٍ من استئصال المرارة وتؤدي إلى تورمٍ وألمٍ في الساق.
يمكن أن تتحرر الخثرة الدموية من الساق وتسير حتى تصل إلى الرئتين حيث تؤدي إلى ضيق في التنفس وألم في الصدر؛ وقد تسبب الموت.
ومن المهم جداً أن يخبر المريض طبيبه عند ملاحظته حدوث أي عَرَض من هذه الأعراض. وقد يحدث ضيق التنفس على نحو مفاجئ أحياناً.
إن تحرك المريض بعد وقت قصير من استئصال المرارة يقلل من مخاطر تشكل الخثرات.
ثمة مخاطر يمكن أن تحدث في أي جراحة. ومنها:
العدوى، على مستوى الجلد أو في العمق. إذ يمكن أن يُصاب الشق الجراحي بالعدوى. كما أن العدوى العميقة يمكن أن تصل إلى جوف البطن نفسه، وهذا ما يسمى التهاب الصِّفاق أو التهاب البريتوان. وقد تحتاج معالجة العدوى العميقة إلى استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة، أو قد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية أخرى.
النزف أثناء استئصال المرارةأو بعدها. وهو ما قد يتطلب نقل الدم إلى المريض أو إجراء عملية أخرى. لكن الحالات التي تتطلب نقل الدم إلى المريض نادرة جداً.
ظهور ندبة على الجلد.
هناك مخاطر ومضاعفات ذات صلة باستئصال المرارةتحديداً؛ وهي أيضاً نادرة للغاية، ولكن من المهم معرفتها.
يمكن أن يُصاب بعض أعضاء البطن بالتلف. ومن هذه الإصابات إصابة الكبد أو القناة الصفراوية الجامعة.يمكن أن تؤدي إصابة القناة الصفراوية إلى تسرب الصفراء إلى جوف الصِفاق، بل حتى إلى خارجه أيضاً. وفي هذه الحالة قد يحتاج إصلاح القناة الجامعة إلى عملية جراحية أو أكثر.
وقد يحدث انثقاب في المعدة أو الأمعاء.
ويُمكن أن تُصاب الأوعية الدموية الذاهبة إلى الكبد بالأذى.
يمكن أن تؤدي إصابة هذه الأعضاء بالأذى أثناء استئصال المرارة إلى حدوث تلف دائم يستدعي إجراء عمليات جراحية أخرى. لكن هذه الإصابات نادرة جداً. كما يمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الموت، ولكن هذا نادر للغاية.
يمكن أيضاً أن يحدث فَتق أثناء استئصال المرارة في مكان الشق الجراحي. يحدث هذا إذا كان جدار البطن الداخلي ضعيفاً فتندفع الأمعاء تحت الجلد. وقد تحتاج هذه الحالة إلى عملية جراحية أخرى.
قد يُصاب المريض بإسهال يستمر فترة طويلة بعد استئصال المرارة؛ ولكن هذه حالة نادرة.
ما بعد جراحة استئصال المرارة
بعد أثناء استئصال المرارة، يتم نقل المريض إلى غرفة الإنعاش ثم إلى غرفة عادية في المستشفى.
تُوضع للمريض أثناء استئصال المرارة قَثطرة وريديّة تُزوِّده بالغذاء الضروري ريثما يستطيع الأكل والشرب من جديد.
سوف تساعد الممرضة المريض بعد استئصال المرارة على المشي في أسرع وقت ممكن بعد استئصال المرارة، بحيث يتم تنشيط الدورة الدموية في الطرفين السفليين. إن هذا يحمي المريض من احتمال تشكل الخثرات.
يمكنك أن يغادر المريض المستشفى في يوم إجراء استئصال المرارةأو بعد أيام قليلة، وهذا متعلق بنوع استئصال المرارة وبسرعة تحسن حالته الصحية.
بعد ذهاب المريض الى البيت، ينبغي على المريض أن يحرص على إبلاغ طبيبه بظهور أي أعراض جديدةمثل الحمى أو الألم الشديد في البطن أو التعب والضعف الشديدين أو التورم أو العدوى بعد استئصال المرارة.
خلاصة
تُسبِّب الحُصيّاتُ الصفراويةُ ألماً شديداً، ومن المرجح أن يزداد الألم إذا لم تتم معالجة المريض.
إن استئصال المرارة جراحياً يخفف أعراض المرض. كما أن العصارات التي ينتجها الكبد تستمر في التدفق إلى الأمعاء لتساعد على الهضم.
إن الاستئصال الجراحي للمرارة عملية آمنة للغاية وناجحة إلى حد كبير. كما أن مخاطرها ومضاعفاتها نادرة جداً. إن معرفة هذه المخاطر والمضاعفات قد تساعد المريض على اكتشافهاباكرا لمعالجتها.
<<
اغلاق
|