الطرق لتشخيص سرطان الثدي المبكر في ما يأتي.
إن أهم شيء هو معرفة كل امرأة لطبيعة نسيج ثدييها، ومعرفة مبنى الثديين في الفترات الفسيولوجية المختلفة، مثل: قبل وبعد الحيض، وخلال الحمل، وأثناء الرضاعة، وعند أخذ العلاج الهرموني، معرفة كل هذا تتيح للمرأة التعرّف على المبنى الطبيعي للثدي وملاحظة أي تغيير غير طبيعي.
إن القدرة على معرفة مبنى ونسيج الثدي ممكنة عن طريق الملاحظة واللمس، مما يدفعها إلى مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيير، والذي قد يلجأ حينها إلى طرق تشخيص سرطان الثدي المبكر الآتية:
5 طرق لتشخيص سرطان الثدي المبكر
تطرأ في فترة الخصوبة تغييرات في ملمس نسيج الثدي من حين لآخر خلال الدورة الشهرية، إذ تشعر المرأة خلال هذه الفترة باحتقان وحساسية، وأحيانًا تشعر بالامتلاء ونتوء بالأنسجة، يمكن أن تكون هذه التغييرات أكثر وضوحًا في ثدي واحد فقط.
لكن في حال كانت هناك تغييرات غير طبيعية فعليها مراجعة الطبيب على الفور، ذلك لإجراء الطرق التشخيصية المبكرة وتحديد السبب، تعرف على طرق تشخيص سرطان الثدي المبكر في الآتي:
1. فحص ذاتي لتشخيص سرطان الثدي
يتضح أن نسبة قليلة من النساء يُجْرينَ الفحص الذاتي كل شهر، وليس هناك علاقة بين جيل النساء، أو المهنة، أو سنوات الدراسة أو معرفة أساسية حول سرطان الثدي وبين القيام بالفحص الذاتي.
لذا يجدر الاعتناء بشكل خاص بالنساء اللواتي يفتقرن إلى الدرجة الكافية من الثقافة الصحيّة وتوفير المعلومات لهن للحد من الشعور بالقلق، وهناك أجهزة للفحص الذاتي لتشخيص سرطان الثدي المبكر ولكن نجاحتها غير مثبتة.
إن لوعي المرأة دورًا حاسمًا وأساسيًّا في التشخيص المبكر لسرطان الثدي والذي هو المفتاح للشفاء، غذ ينطوي ترسيخ هذا الوعي على دور الممرضات والمجتمع وطبيب العائلة والطبيب الجَرَّاح.
وإن الشرح الموضوعي والواضح هو أساس جوهري للوعي، لذا يجب تجنب استخدام العبارات التي تبث الهلع أو الخوف لدى القيام بتوعية النساء.
في حال لاحظت أي من التغييرات الآتية يوصى بمراجعة الطبيب:
الشعور بكتلة، أو تصلب، أو منطقة متكتلة محددة في الثدي لم تلاحظ من قبل.
شعور بعدم الراحة.
ألم غير عادي في الثدي.
تغير في شكل الثدي، مثل: تقلص الجلد، أو تشوه أو تداخل الحلمة.
تغييرات في جلد الحلمة أو الهالة ومقترنة بإفرازات دموية أو مائية تلقائية من حلمة واحدة.
2. الفحص اليدوي من قبل جراح
لا يمثل الفحص اليدوي الروتيني عند الجراح دورًا هامًّا في تشخيص سرطان الثدي المبكر، وغالبا ما يكون هذا التشخيص هو أكثر شيوعًا عند النساء اللواتي تفوق أعمارهن الـ 60 عامًا.
بشكل عام يوصى لكل امرأة بأن تقوم بفحص روتيني مرة واحدة في السنة ابتداءً من سن 30 عامًا، وهناك من يؤيد إجراء هذا الفحص كل ستة أشهر، أما النساء الموجودات ضمن المجموعة الشديدة التعرض للخطر (High Risk Group) ينبغي استدعاؤهن للفحص كل ستة أشهر اعتبارًا من سن 30 عامًا.
إن وظيفة الطبيب الجراح توفير الشعور بالأمان للمرأة، وشرح التوصيات العامة لفحوصات المسح، إذا تم تشخيص أعراض تثير الشك أثناء الفحص الأولي للنساء هنا يتوجب الاستعانة بفحوصات تصوير بشكل مدروس وحكيم.
يَنْصَحُ النساء اللواتي تم العثور لديهن على آفة حميدة (وليس خبيثة) بالاستمرار بمتابعة توصيات الطبيب الجرّاح الّذي سيقرر الخطوة التالية وفقًا لنوع الآفة الموجودة، والعامل الوراثي، وغيرها.
3. فحص التصوير الشعاعي للثدي (Mammography)
يستخدم فحص التصوير الشعاعي للثدي كفحص مسح لتشخيص سرطان الثدي المبكر، وهو مستعمل منذ حوالي 50 عامًا، إن المميز في هذا الفحص هو قدرته على تحديد الآفات الصغيرة أو التَّكَلُّسِ المشتبه بأنه خبيث، ويزود التصوير الشعاعي للثدي طبيب الأشعة السينية بالمعلومات البصرية.
يتم تحديد النتائج استنادًا إلى خبرة الطبيب، تكون نتائج الفحص في كثير من الحالات غير محددة أو واضحة بما فيه الكفاية، لذلك يجرى فحص آخر لاستكمال عملية التحقق وهو أخذ عيّنة من الجزء المشتبه به في الثدي بواسطة خزعة الإبرة (Biopsy)، إما بمساعدة التوجيه التجسيمي (Stereo - tactic) الذي يتم فيه تحديد مكان وخز الإبرة بمساعدة صور الأشعة السينية والطريقة الأخرى هي بمساعدة مسح فوق سمعي بالموجات فوق الصوتية - US، هذه الإجراءات مهمة جدًا، حيث إنه أحيانًا يتم تشخيص الفحوصات الأولية بشكل خاطئ فتقوم هذه الفحوصات بتأكيد أو نفي النتائج الأوليّة.
قد يكون تحليل التصوير الشعاعي للثدي غير دقيق بشكل كافٍ، وذلك لقرب الأنسجة الغُدِّيَّة في الثدي، وهو أمر طبيعي عند الشابات وحتى سن الخمسين، أما عند النساء المصابات بسرطان الثدي الفَصيصي (Lobular) الذي يشكل حوالي 15 % من آفة أورام الثدي فيمكن التشخيص بواسطة الفحص اليدوي، إلّا أنه لا يمكن التأكد من ذلك بواسطة التصوير الشعاعي للثدي.
لقد طور في الماضي برنامج محوسب لتقدير مدى احتمال تواجد الأورام الخبيثة، وهذا البرنامج يساعد في اتخاذ القرار حول الحاجة لأخذ خزعة، يمكن بدلًا عن استخدام البرنامج الذي لم يكتسب رواجًا كافيًا الاستعانة تحليل التصوير الشعاعي للثدي من قبل طبيب إضافي (Second Opinion).
لقد شكك الباحثون في السنوات الأخيرة في دراسات عديدة أن تشخيص سرطان الثدي المبكر عن طريق استعراض التصوير الشعاعي للثدي يزيد من احتمالات الشفاء، الاستنتاج الأكيد هو أن احتمالات الشفاء تزيد نتيجة لتشخيص وعلاج الأورام السرطانية المبكر بواسطة العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو الهرموني، أو البيولوجي.
لا تزال احتمالات الشفاء منوطة بالتشخيص المبكر، إن التشخيص المبكر هو محصلة لمدى الوعي عند المرأة، والتحقق يدويًّا من قبل الجَرَّاح، واستخدام مجموعة متنوعة من فحوصات التصوير، ولا يتحقق فقط عن طريق فحص التصوير الشعاعي للثدي.
التوصية العامة هي مسح التصوير الشعاعي للثدي من سن 50 سنة مرة كل سنتين، لكن هناك نسبة آخذة بالازدياد لإصابة النساء بسرطان الثدي تحت سن الـ 50 سنة خاصةً في المجتمعات الغربية، لذا ربما حان الوقت للتفكير مجددًا وملائمة هذه التوصيات وفقاً للمستجدات.
أما النساء اللواتي ينتمينَ إلى الفئات المعرضة أكثر لخطر الإصابة بسرطان الثدي فيوصى بإجراء صور الثدي الشعاعية (ماموغرافيا)، بدءًا من سن 40 سنة مرة كل سنة ومتابعة توصيات الطبيب المعالِج.
4. الموجات فوق الصوتية
كثيرًا ما نسمع من نساء بأنه تم تشخيص سرطان الثدي المبكر فقط بعد إجراء فحص الأمواج فوق الصوتية (US)، لكن الأمر ليس بهذه البساطة ولا يزال هذا الفحص (US) لا يشكل فحص مسح للكشف المبكر، حيث إن عيبه الواضح هو اعتماده على الفاحص (Operator Dependent)، ربما تُمَكِّنُ التكنولوجيا في المستقبل من استخدام هذا الفحص كفحص مسح، لذلك عند العثور على شكل في الثدي مشبوه أو شاذ أو غير واضح ويكون التصوير الإشعاعي للثدي سليمًا عندها يُجرى فحص الأمواج فوق الصوتية لتوضيح النتائج.
يمّكن فحص الأمواج فوق الصوتية أحيانًا من تشخيص حالات غير سرطانية، مثل: الأكياس (Cyst)، أو كتلة صلبة، بعد ذلك يتم أخذ عينة أو خزعة من الكتلة الصلبة لتشخيص دقيق وأكيد.
إن فحص الأمواج فوق الصوتية حاليًّا هو فحص مكمل لفحص التصوير الإشعاعي للثدي (ماموغرافيا)، إذ يتم استخدامه للتأكيد على نتائج الأشعة السينية، كما أنه يسمح بسهولة أخذ عينات من النسيج باستخدام إبرة الخزعة الموجهة.
5. فحص الرنين المغناطيسي
فحص الرنين المغناطيسي (MRI) معد لإجراء فحوصات سرطان الثدي للنساء اللواتي أعمارهن تصل 30 عامًا، أو للنساء الناقلات للطفرات BRCA 1 و2 BRCA، والنساء اللواتي لديهن احتمال بنسبة 20 % أو أكثر للإصابة بسرطان الثدي، كما يستخدم لتقييم مدى انتشار المرض قبل الجراحة أو بعد جراحة الاستئصال الجزئي، والتقدير هو أن استخدام هذا الفحص سيكون أكثر شيوعاً في المستقبل.
هناك فحص آخر وهو استخدام جهاز تصوير في الطب النووي، ميزته في تحديد الآفات الصغيرة، وتساعد الخبرة المتراكمة في تحديد المساهمة الفعلية لهذا الجهاز في تشخيص سرطان الثدي المبكر.
تتطرق العديد من الدراسات، والفعاليات الاجتماعية، والجمعيات والمنظمات، وسائل الإعلام المكتوبة والبرامج النصية في التلفزيون إلى سرطان الثدي وطرق الكشف المبكر عنه، وتوفر أيضًا مقالات ومعلومات حول سرطان الثدي.
ملخص
يمكن تلخيص صحة الثدي في ثلاث جمل:
تعرفي على ثدييك، انظري وحسي.
أي تغيير غير طبيعي توجهي للفحص من قبل الجَرَّاح.
تابعي التوصيات العامة لإجراء فحوصات روتينية ومسح التصوير الإشعاعي للثدي.
<<
اغلاق
|
|
|
الليفيَّة هِيَ مجموعة من أعراض الثَّدي تنطوي على ألمٍ وكيسات وتكتُّل عام في الثَّدي،وتأتي كلمة كيسية ليفيَّة من مصطلحي النسيج الليفي والكيسة.النسيج الليفي هو نسيج قوي وقاس ويبدُو كأنه مصنوع من الكثير من الألياف.الكيسة هي كيس صغير مليء بالسائل ينمو داخل الجسم.ليست التغيرات الكيسية الليفية مرض واحد،
وهِيَ لا تُؤدِّي إلى سرطان الثَّدي.
يُمكن أن تتفاقم الأعراض في الأيام التي تسبق الطمث.
تزول التغيُّرات الكيسيَّة الليفيَّة من بعد سنّ اليأس غالبًا (عندما يتوقف الطمث عند المراة)
قد يقوم الأطباء باختبارات للتأكد من أن التغيُّرات الكيسيَّة الليفيَّة عندَ المرأة ليست سرطانًا
تكُون المرأة أكثر ميلًا لأن تحدث لديها تغيُّرات كيسية ليفيَّة في الحالات التالية:
بدأ الطمث لديها في عُمرٍ مُبكِّرٍ
أنجبت أول طفل في عمر 30 عامًا أو أكبَر
لم تُنجِب على الإطلاق
ما هي أعراض التغيُّر الكيسيّ الليفيّ؟
كُتل في الثَّدي عندَ المرأة
انزعاج في بعض الأحيان، بما في ذلك الشعور بالثقل أو الإيلام أو ألم حارق
كيف يُعالج الأطباءُ التغيرات الكيسية الليفية؟
قد يقوم الأطباءُ بالأمور الآتية:
الطلب من المرأة ارتداء حمالة صدر ليِّنة وداعمة، مثل حمالة الصدر الرياضية
الطلب من المرأة أخذ مُسكِّن للألم، مثل أسيتامينوفين acetaminophen
تصريف السائل من كيسة
إعطاء المرأة دواء، مثل دانازول (نوع من الهرمونات الذكورية) أو تاموكسيفين (دواء خاصر لهرمون الإستروجين)، وذلك في حال كانت الأعراض شديدةً
إذا كانت لدى المرأة كتلة واحدة فقط أو إذا شعرت بها مُختلفة عن الكُتَل الأخرى، قد يقوم الأطباءُ بالإجراءات الآتية:
أخذ عَيِّنَة من النسيج من كتلة الثدي وتفحصها تحت المجهر (خزعة) للتأكُّد من أنَّها ليست سرطانًا
الجراحة لإزالة الكتلة
<<
اغلاق
|
|
|
السَّرطان مثل الخلايا الطبيعية أو لا تعمل مثلها، وتستمرُّ في التكاثر من دُون رادعٍ.يمكن أن تغزُو الخلايا السرطانية النُّسجَ القريبة وتُدمِّرها،وفي بعض الأحيان، تنتقل خلايا السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم وتنمو هناك.يُسمَّى السَّرَطانُ الذي انتقلَ إلى جزءٍ آخر من الجسم السَّرطان النَّقيلي metastatic cancer.يُمكن أن ينمُو السرطان من أيّ نسيجٍ في الجسم.
ما هو سرطان الثَّدي؟
يحدُث سرطان الثَّدي عندما تُصبِحُ الخلايا في الثَّدي سرطانيةً،وغالبًا ما يحدُث سرطان الثدي في الغدد التي تصنع حليب الثدي أو في قنوات الحليب (أنابيب تنقل الحليب من الغدد التي تصنعه إلى الحلمتين).
يقضي هذا السرطان على حياة النساء أكثر ممَّا يفعله أي سرطان باستثناء سرطان الرِّئة،
كما يُمكن أن يُصيب سرطان الثدي الرِّجالَ أيضًا
يُمكن أن تُساعد معرفة كيف يبدو شكل الثدي والشعور به بشكلٍ طبيعيّ المرأةَ على اكتشاف سرطان الثَّدي مُبكِّرًا، ولذلك ينبغي عليها التحدُّث إلى الطبيب إذا كان أحد الثديين يبدو مختلفًا أو تشعر به على هذا النحو.
إذا كان لدى المرأة أم أو أخت أو ابنة يُعانين من سرطان الثدي، قد تكُون أكثر ميلًا للإصابة بهذا السرطان، ولذلك ينبغي عليها استشارة الطبيب لمعرفة متى ينبغي أن تخضع إلى فحوصات.
التصوير الشعاعي للثدي، أي تصوير الثديين بالأشعَّة السينيَّة، هُوَ فحص تصويريّ شائع للتحرِّي عن سرطان الثَّدي عند النساءِ في عُمرٍ أكبر من 40 عامًا، أو هُنَّ أكثر ميلًا للإصابة بهذا السرطان.
تنطوي المُعالَجة عادةً على الجراحة، وغالبًا على المُعالجة الشعاعيَّة والمُعالَجة الكِيميائيَّة والأدوية الحاصرة للهرمونات
ما الذي يُسبب سرطان الثَّدي؟
لا يعلمُ الأطباءُ بدقَّة لماذا تُصابُ بعض النساء بسرطان الثَّدي،ولكن هناك العديد من عوامل الخطر.تُواجه المرأةُ زيادةً في فُرص الإصابة بسرطان الثَّدي إذا كانت:
لديها جين BRCA1 أو جين BRCA2، وهُما جينان يُسببان سرطان الثَّدي
عُمرها أكبر من 50 عامًا
أُصِيبت بسرطان الثَّدي من قَبل
لديها أم أو أخت أو ابنة أُصِبن بسرطان الثَّدي
كما يُمكن أن تُصاب النساء اللواتي ليس لديهنّ عوامل الخطر هذه بسرطان الثدي أيضًا.
ما هي أعرَاض سرطان الثدي؟
يكون العرض الأوَّل عادةً هُوَ:
كتلة في الثدي لا تُسبب الألم
إذا نما السرطان عندَ المرأة:
تكون الكتلة أكبر حجمًا، وقد تشعر المرأة بأنها صلبة وعالقةً في مكانها
قد يكون الجلد فوق الكتلة دافئًا وأحمرَ ومتورمًا
قد يبدُو الجلد فوق الكتلة مُتوهِّداً ويُشبه قشرة البرتقالة
إذا انتشرَ سرطان الثَّدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد تكون العلامة الأولى هي وجود مشكلة في هذا الجزء من الجسم، مثل صعوبة التنفُّس أو ألم في العظام أو ضعف.
كيف يستطيعُ الأطباءُ معرفة ما إذا كانت المرأة تُعاني من سرطان الثدي؟
إذا لم يكُن لديها أيَّة أعرَاض
نظرًا إلى أنَّ سرطان الثدي شائع، يُجري الأطباءُ اختيارات لسرطان الثدي عند النساء اللواتي ليست لديهنَّ أيَّة أعراض،وتُسمَّى هذه الاختبارات فُحوصات التحرِّي.
ينبغي أن تخضع جميع النساءِ إلى فحوصات التحري عن سرطان الثَّدي،وبالنسبة إلى مُعظم النساء، يبدأ الأطباء بهذه الفحوصات في عمر 40 أو 50 عامًا.تُجرَى فُحوصات التحرِّي كل عام أو عامين إلى أن تبلغ المرأة نحوَ 75 عامًا من العمر.
تنطوي فحوصات التحري عن سرطان الثَّدي على:
التصوير الشعاعيّ للثَّدي
فحوصات الثدي
في بعض الأحيان التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك إذا كانت المرأة تواجه زيادةً كبيرةً في الخطر
التصوير الشعاعيّ للثَّدي هُوَ نوع خاص من تصوير الثَّدي بالأشعة السينية،ويستخدمه الاطباءُ للتحري عن بقع غير طبيعيَّة في داخل الثديين.ينطوي التصوير الشعاعيّ للثَّدي على الخطوات الآتية:
تحتاج المرأة إلى خلع القميص وحمَّالة الصدر وأن تلبس رداءً يكون مفتوحًا من الأمام
سيقُوم فنِّي بوضع ثدي المرأة فوق لوح للأشعَّة السِّينية؛
سوف يضغط غطاء بلاستيكي على الثدي، مما يجعله مسطَّحًا قدر الإمكان
سيقوم الفني بتصوير الثَّدي بالأشعَّة السِّينية من الأعلى
قد يقوم الفني بتدوير لوح الأشعَّة السِّينية والغطاء البلاستيكي للحصول على منظر جانبي للثدي
التصوير الشعاعيّ للثَّدي هو أحد أفضل الطرائق لاكتشاف سرطان الثدي مبكرًا،ولكن لا تكُون كل البقع التي يكتشفها التصوير الشعاعيّ للثَّدي سرطانًا في الثدي.ستحتاجُ المرأة إلى فُحوصات أخرى لتحديد ما إذا كانت بُقعة غير طبيعيَّة هي سرطان الثدي.ينبغي على المرأة استشارة الطبيب حول متى ستبدأ بالخضوع إلى التصوير الشعاعيّ للثدي استنادًا إلى عمرها وصحتها.
فحص الثدي هو جزء من الفحص البدني المنتظم،في أثناء فحص الثدي، يقوم الأطباء بجسّ كل ثدي بأصابعهم في محاولةٍ لإيجاد كتل.كما سيتحرَّون أيضًا عن وجود عُقد لمفيَّة مُتضخِّمة في الإبطين وفوق عظم الترقوة.
يُمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كان لدى المرأة زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.التصوير بالرنين المغناطيسي هو فحص تصويريّ يجري فيه استخدام حقل مغناطيسيّ قويّ للحُصول على صورة مُفصَّلة لداخل الجسم
إذا كانت لدى المرأة أعراض
إذا كانت لدى المرأة كتلة في الثَّدي أو أعراض أخرى لسرطان الثَّدي، يقوم الأطباءُ بفُحوصات للتَّحرِّي عن سرطان الثَّدي:
التصوير بالموجات فوق الصوتية (فحص تُستخدَم فيه أمواج صوتية للحُصول على صورة متحرِّكة لداخل الثدي)
التصوير الشعاعيّ للثَّدي (إذا لم تخضع المرأة إلى هذا الفحص من قبل)
استنادًا إلى الأعراض عندَ المرأة وإلى نتائج هذه الفحوصات، قد يقوم الطبيب بالإجراءات الآتية:
وضع إبرة في الكتلة وأخذ عيِّنة من السائل أو النسيج
إحداث شقّ في الجلد لأخذ جزء من الكتلة وتفحصها تحت المجهر (خزعة)
بعدَ أن يجري تشخيص سرطان الثدي
إذا بيَّنت الخزعة وجود خلايا سرطانية، يقوم الأطباء بفُحوصات لمعرفة ما إذا كان السرطان سوف يستجيب للمعالجة بالهرمونات،فعلى سبيل المثال، يقوم الأطباء باختبار السرطان بالنسبة إلى هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون ومُستقبِلات عامل النمو البشروي 2 (HER2).
كما يقوم الأطباء أيضًا بفحوصات لمعرفة ما إذا انتشرَ السرطانُ،وتنطوي الفحوصات على الآتي عادةً:
اختبارات الدم
تصوير الصدر بالأشعة السينية
في بعض الأحيان تفرُّس للعظام أو تصوير مقطعيّ مُحوسَب للبطن
مَراحل سرطان الثَّدي
تصف المرحلةُ المدى الذي وصل إليه السرطان.وتكون المراحل مرقمةً من 0 إلى 4، وتُعطى من الحرف A إلى الحرف C.وكلما انخفض رقم مرحلة السرطان والحرف المُعطى لها، ستكون المرأة أكثر ميلًا للنجاةِ.
لتحديد مرحلة السرطان، يأخذ الأطباء في الاعتبار الأمور الآتية:
حجم السرطان
ما إذا انتشر إلى مناطق قريبة، مثل العُقَد اللِّمفِية في الإبط
إذا انتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم، مثل الرئتين أو العظام
كيف يعالج الأطباءُ سرطانَ الثدي؟
يُعالِجُ الأطباءُ سرطان الثَّدي استنادًا إلى نوعه والمدى الذي وصل إليه.هناك أنواع عديدة من مُعالَجَة سرطان الثدي،وسيقرر الطبيبُ ما هِيَ أنواع المعالجة التي سيقوم بها.
الجراحة
هناك نوعان رئيسيان لجراحة لسرطان الثَّدي:
تنطوي جراحة المُحافِظة على الثدي على استئصال السرطان فقط، وتترك بقية الثدي
ينطوي استئصال الثَّدي على إزالة الثَّدي وأحيانًا العُقَد اللمفيَّة في الإبط.
تترك بعض عمليات استئصال الثدي بعضًا من جلد الثدي أو الحلمة،ويجعل هذا جراحة استبناء الثدي أسهَلَ.
يُمكن أن يكُون فقدان جزء من الثدي أو كله مزعجًا جدًا للمرأة،ولكن الشيء الأكثر أهمية هُوَ استئصال السرطان بأكمله، وذلك بدلًا من ترك نسيج الثَّدي الذي قد يحتوي على السرطان.
إذا احتاجت المرأة إلى استئصال الثدي، قد تكون قادرةً على الخضوع إلى جراحة استبناء الثدي في نفس الوقت أو في وقتٍ لاحق.هُناك نوعان من جراحة استبناء الثدي:
يستطيعُ الأطباءُ إدخال طُعم مصنوع من السيليكون أو يحتوي على محلول ملحي
يستطيعُ الأطباء إعادة بناء الثدي باستخدام نسيجٍ من أجزاء أخرى من جسم المرأة، مثل البطن أو الظهر أو المؤخرة
المُعالجة الشعاعيَّة
يستخدِمُ الأطباء في المُعالجَةُ الشعاعيَّة إشعاعًا لتقليص الأورام وتخريب الخَلايا السَّرَطانية.
غالبًا ما يستخدِمُ الأطباء المُعالجَة الشعاعيَّة بعد الجراحة، وذلك للتقليل من فرصة عودة السرطان
إذا عاد السرطان إلى منطقة الثدي بعد الجراحة، قد تخضع المرأة إلى المزيد من المعالجة الشعاعية
يُمكن أن تُؤدِّي المُعالجة الشعاعيَّة إلى أن يُصبِح الجلد أحمر ومتنفطًا، وقد تشعر المرأة بالتعب في جميع أنحاء جسدها.
المُعالجة الكِيميائيَّة
يستخدِمُ الأطباءُ في المُعالجة الكِيميائيَّة أدويةً لتخريب الخلايا السرطانيَّة.
غالبًا ما يستخدِمُ الأطباء المُعالجة الكِيميائيَّة قبل الجراحة، وذلك لتقليص حجم السرطان وجعل إزالته بالكامل أسهلَ.
كما قد تخضعُ المرأة إلى المُعالجة الكِيميائيَّة بعد الجراحة أو إذا انتشر السرطان أيضًا
يُمكن أن تُؤدِّي أدوية المُعالجة الكِيميائيَّة إلى تساقط الشعر أو التقيُّؤ أو الشعور بتوعك في المعدة أو الشعور بالتعب في جميع أنحاء الجسم.كما قد تُعاني من مشاكل في أن تُصبِح حاملًا أو يتوقف الطمث لديها أيضًا.
الأدوِيَة الحاصرة للهرمُون
يجري تنبيه بعض خلايا سرطان الثدي على النمو عن طريق هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، وهما هرمونان طبيعيان عندَ الإناث.
تكبح الأدوية الحاصرة للهرمونات عملَ هذين الهرمونين، بحيث لا يجعلان الورم ينمو عندَ المرأة
تاموكسيفين tamoxifen هو دواء شائع يُعطى لحصر هرمون الإستروجين
يستخدم الأطباءُ أحيانًا دواءً حاصرًا للهرمون بدلًا من المُعالجة الكِيميائيَّة
بعد مُعالجة سَرطان الثدي
ستقوم المرأة بزيارة الطبيب بشكلٍ منتظمٍ.وفي هذه الزيارات، سيقوم الأطباء بتفحص الثديين والصدر والعنق والإبطين لمعرفة ما إذا عادَ السرطان.
ينبغي أن تنتبه المرأة إلى مظهر ثدييها وكيف تشعر بهما، وعليها إخبار الطبيب في حال لاحَظت أيَّة تغيُّرات أو كانت لديها أيَّة من الأعراض الآتية:
ألم
نقص في الوزن أو عدم الشعور بالجُوع
تغيُّرات في الطمث
نزف من المهبل ولكنه ليس جزءاً من الطمث
تغيُّم في الرؤية
أيَّة أعرَاض أخرى تبدو غير مَألوفَة أو لا تزُول
إذا كانت المرأة تمرُّ بوقت عصيب من بعد المُعالجة، يُمكنها أن تأخذ في الاعتبار الانضمام إلى مجموعةِ دعمٍ أو التحدث مع مُقدِّم نُصح.
ماذا في حال لم تنجح المُعالَجة؟
إذا كان سرطان الثدي شديدًا جدًا، قد تختارُ المريضة التركيز على الشُّعور بشكلٍ أفضل بدلًا من مُحاولة العيش لفترةٍ أطول.يمكن أن يُساعد الأطباء على مُعالَجَة الأَعرَاض لديها.
كما قد يُساعِدُ مقدِّم نصح أو زعيم روحيّ على التكيُّف مع الأعراض أيضًا.
ينبغي على المريضة وضع وصية ووثيقة قانونية تُصِحُ فيها عن نوع الرعاية التي تريدها إذا لم يكن باستطاعتها إخبار الأطباء بمفردها،وتُسمَّى الوثيقة التوجيهات المسبقة.
<<
اغلاق
|
|
|
للثدي بالأشعة غير طبيعية ويثبت في النهاية أنه مجرد تكيس أو نوع أخر من النمو غير السرطاني.
وحينما يعرفن ذلك، يشعرن براحة كبيرة، ولكن ليست هذه نهاية القصة، بحسب ما يشير إليه بحث جديد.
في الوقت الذي تكون فيه أشكال النمو هذه غير سرطانية، فإن وجودها قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي مستقبلاً. النساء اللواتي يعانين من أمراض حميدة في الثدي، مثل التكيسات والأورام الغدية الليفية، أكثر عرضة مرتين تقريبًا لتشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في غضون الـ 20 عامًا القادمة، حسبما أفاد باحثون من إسبانيا.
النتائج الجديدة يجب أن “تشجع النساء المصابات بآفات حميدة في الثدي على المشاركة في برامج فحص سرطان الثدي لأنهن أكثر عرضة للخطر وقد يمكنهن الاستفادة [من] الكشف المبكر لسرطان الثدي بدرجة أكبر” بحسب ما ذكرته مؤلفة الدراسة مارتا رومان، وهي عالم أوبئة في مستشفى ديل مار في برشلونة.
“نظرًا لأن النساء المصابات بمرض حميد في الثدي أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن المعلومات المتعلقة بمرض الثدي الحميد، إلى جانب المعلومات المتعلقة بكثافة [الثدي]، والسن، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي يمكن استخدامها لتحديد المجموعات المعرضة للخطر لتصميم استراتيجيات فحص مخصصة” بحسب ما ذكرته.
على سبيل المثال، فإن امرأة بدون مرض حميد في الثدي، أو نسيج ثدي كثيف، أو تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي قد تكون مطالبة بالخضوع لفحص الثدي بالأشعة القياسي كل ثلاث أو أربع سنوات بدلًا من كل سنتين. في نفس الوقت، فإن امرأة عرضة لخطر كبير ولديها ثديان كثيفان، و/أو تاريخ عائلي لإصابة أقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي و/أو مصابة بمرض حميد في الثدي قد تكون مطالبة بالخضوع لفحص الثدي بالأشعة أو حتى بالرنين المغناطيسي كل عام.
في إسبانيا، تخضع النساء ممن تراوح أعمارهن من 50 إلى 69 للفحص لاكتشاف سرطان الثدي كل عامين. تشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن النساء ممن تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا يخضعن لفحص الثدي بالأشعة كل عام. وبعد ذلك، يمكن للنساء الأكبر سنًا الخضوع للفحص كل عامين أو الاستمرار في الخضوع للفحص سنويًا.
آفات الثدي الحميدة قد تكون عوامل خطورة لسرطان الثدي، بحسب ما قالت رومان.
“هناك فكرة شائعة مفادها أن الآفة الحميدة تتطور بمرور الوقت لسرطان ثدي، إلا أن الأمر ليس كذلك، فهي علامات على إمكانية التعرض بشكل أكبر للإصابة بسرطان الثدي في المستقبل” بحسب ما ذكرته.
تحدث حالات النمو تلك بسبب زيادة في نسيج الثدي وفي خلايا معينة داخل الثدي، وكلما زاد عدد الأنسجة والخلايا، كلما زادت فرص ظهور شذوذات قد تتطور لاحقًا لتصير سرطانًا.
من أجل الدراسة، قارن الباحثون خطر الإصابة بالسرطان بين أكثر من 770000 امرأة. من بين هؤلاء النسوة، تم تشخيص إصابة ما يقرب من 17800 امرأة بمرض حميد في الثدي، وتم تشخيص إصابة ما يقرب من 11700 بسرطان الثدي على مدار 20 عامًا من المتابعة.
النساء ممن لديهن تاريخ إصابة بنمو حميد في الثدي بما في ذلك الأورام الغدية الليفية والتكيسات كانوا أكثر عرضة لتشخيص إصابتهن بسرطان الثدي. ظل هذا الخطر موجودًا لعقدين على الأقل بغض النظر عن السن، بحسب ما اكتشفته الدراسة.
ما يقرب من 25 امرأة من بين كل 1000 امرأة مصابة بمرض حميد في الثدي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي. وعلى النقيض، ما يقرب من 15 امرأة من بين كل 1000 امرأة بدون تاريخ إصابة بمرض حميد في الثدي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي أثناء فترة الدراسة.
النتائج التي نُشرت في وقت سابق هذا العام في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة، تم تقديمها كذلك يوم الخميس في المؤتمر الأوروبي لسرطان الثدي، ببرشلونة.
بعدما تعرف المرأة أن خزعة ثديها حميدة، يكون لديها رغبة عارمة في الرجوع إلى حياتها الطبيعية والتخلص من مخاوف الإصابة بالسرطان، بحسب ما قالته الدكتورة ماريسا وايس، وهي كبيرة المسؤولين الطبيين ومؤسسة موقع Breastcancer.org في أردمور، بنسلفانيا.
الأخبار السارّة هي أن أغلب هؤلاء النساء لن يصبن بسرطان الثدي، بحسب ما قالت.
“تشير هذه الدراسة إلى أن النمو الزائد في خلايا الثدي الحميدة يمكن أن تؤدي إلى نمو زائد في الخلايا غير الطبيعية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل” كما ذكرت وايس التي راجعت النتائج.
“من المهم بالنسبة للنساء اللاتي تكون خزعات الثدي الخاصة بهن حميدة تقييم كل مخاطر سرطان الثدي الخاصة بهن بشكل جمعي، [ويشمل ذلك] التاريخ العائلي، واختبار الجينات الموروثة، واعتبارات نمط الحياة ووضع خطة مخصصة للمراقبة وتقليل المخاطر بمرور الوقت” كما قالت وايس.
<<
اغلاق
|
|
|
الثدي، وهي مبادرة لزيادة الاهتمام بهذا المرض وسبل الوقاية منه والتوعية بخطورته، وتقديم الدعم والمعلومات والمساندة للمرضى بهدف مكافحة هذا الداء. ويعد الكشف المبكر حجر الزاوية لمكافحة سرطان الثدي، وذلك من أجل تحسين نتيجة العلاج، وتحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة.
التقت «صحتك» الدكتورة إيمان عبد الرحمن خياط استشارية جراحة استئصال وترميم وتجميل الثدي - جامعة ويسترن أونتاريو كندا ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة - وذلك لتسليط الضوء على سرطان الثدي، والتعرف على مستجدات علاجه والتقنية الحديثة في طرق إعادة البناء والترميم والشكل للثدي بعد الشفاء من المرض. كما التقت أيضًا الدكتورة أطلال محمد عبد الله أبو سند استشارية وأستاذ مساعد الأمراض الباطنية وعلاج الأورام وباحثة إكلينيكية في الأورام الجزيئية - قسم الأمراض الباطنية - كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، للحديث عن علاجه. وتحدثت لـ«صحتك» أيضًا الدكتورة رولينا كمال الوسية استشارية، وأستاذ مساعد علاج الأورام الإشعاعي – كلية الطب – جامعة الملك عبد العزيز عن العلاج الإشعاعي.
* عدوّ صامت
يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان التي قد تصيب المرأة، وتزيد نسبة الإصابة به مع تقدم السن، حيث تكون احتمالية إصابة المرأة في عمر الثلاثين ما يقارب 0.5 في المائة، إلا أن هذه النسبة ترتفع إلى ما يقارب 5 في المائة عند سن السبعين، كما أنه يعد المسبب الأول للوفيات الناتجة عن الأورام بين النساء. وجدير بالذكر هنا أن الرجال أيضًا عرضة للإصابة بسرطان الثدي ولكن بنسبة أقل بكثير من النساء.
وتضيف د. إيمان خياط أن من الاعتقادات التي لم تعد مقبولة الآن «أنْ يُنظر لسرطان الثدي على أنه مرض قاتل وفرص النجاة منه ضئيلة»، فمع تطور الأبحاث والدراسات والتوصل لسبل الكشف والعلاج المتنوعة لم يعد سرطان الثدي بالنسبة للنساء هاجسا مخيفا ويجب أن ينظر إليه كأي مرض آخر يمكن علاجه والشفاء منه إذا تم تشخيصه في الوقت المناسب.
أوضحت د. إيمان خياط أن أهم ما يميز سرطان الثدي هو عدم وجود أعراض، فلا غرو إن سُمي بالعدو الصامت، فعادة لا يصاحب وجوده في المراحل الأولية أي ألم أو تغير ظاهري، ومن جانب آخر فهذا يتسبب عادة في تأخر التشخيص. وعند ظهور الأعراض المتعارف عليها مثل وجود كتلة في الثدي أو تحت الإبط أو حدوث تغير في طبيعة جلد الثدي أو تحوله لما نشبهه بقشرة البرتقالة أو حدوث تغير في الحلمة أو إفرازات متكررة بصورة كبيرة من أحد الثديين، فإن ذلك يعنى أننا نتعامل مع مرحلة متقدمة من المرض.
* الأسباب والتشخيص
أوضحت د. خياط أن السبب الرئيسي لحدوث السرطان ما زال غامضًا، ورغم ذلك فإن تفادي المسببات المعروفة التي قد تزيد من نسبة الإصابة بأورام الثدي أو على الأقل معرفتها قد يساعد في التقليل من احتمالية الإصابة. إن معظم حالات أورام الثدي الخبيثة هي عبارة عن حالات فردية مستقلة لا ترتبط بالجنس أو اللون أو التاريخ الأسري، وهي تمثل ما يقارب 80 في المائة من الحالات. أما الـ20 في المائة المتبقية فهي ناتجة عن خلل جيني متوارث في العائلة، وهذه الحالات عادة ما تكون أكثر وأسرع تطورا بعد اكتشاف المرض وأصعب في العلاج.
وتشمل وسائل التشخيص على:
• الفحص الذاتي للثدي. يعتبر من أهم وسائل الكشف المبكر عن سرطان الثدي. وينصح بعمله بصورة منتظمة، ويفضل أن تحدد المرأة لفحص ثدييها يوما ثابتا من كل شهر يكون بعيدا من أيام الدورة الشهرية، والهدف أن تتمكن المرأة من تحديد أي تغير يحصل في أحد الثديين ومن ثم عرض نفسها على الطبيب المختص لتأكيد الفحص وعمل اللازم.
• أشعة الماموغرام. يجب أن تخضع المرأة بعد سن الأربعين للفحص بأشعة الماموغرام للثدي، وذلك كل عامين. وفي حالة وجود أسباب لزيادة احتمالية الإصابة فإنه يوصى بإجراء الفحص سنويا.
• الفحص بالموجات فوق الصوتية. يعتبر الفحص بالموجات فوق الصوتية مكملا للماموغرام في حالة وجود اشتباه في وجود كتلة بالثدي ولفحص العقد اللمفاوية تحت الإبط. كما يمكن استخدامها كوسيلة أساسية للتشخيص قبل عمر الخامسة والثلاثين إذ إن معظم أنسجة الثدي في هذا السن تكون مكونة من غدد الثدي ولذلك يصعب تشخيص أي تغير في الثدي عن طريق الماموغرام الذي يعطي صورة أفضل في حالة تكون الثدي من أنسجة دهنية.
* أشعة الرنين المغناطيسي. وهي تستخدم في بعض الحالات التي يصعب تشخيصها بالطرق السابقة أو في حالة النساء اللواتي يعتبرن مؤهلات بصورة عاليه للإصابة بسرطان الثدي كوسيلة للفحص السنوي، وفِي بعض الأحيان لتحديد نوع ومدى الجراحة التي يجب أن تخضع لها المريضة.
* خزعة الثدي. بعد الاشتباه في تشخيص المرض عن طريق الأشعة يقوم طبيب الأشعة بأخذ خزعة أو عينة من الجزء المشتبه به بواسطة إبرة خاصة. ويتم فحص العينة بصورة دقيقة تحت المجهر والتعرف على طبيعة الخلايا. وإذا ثبت تشخيص الورم السرطاني فإن المزيد من الفحوصات تجرى على العينة نفسها للمساعدة في تحديد الوسيلة المثلى للعلاج.
* «رحلة» العلاج
أفادت د. إيمان خياط بأن رحلة علاج مريضة سرطان الثدي تبدأ بمقابلة مجموعة من الأطباء المختصين بعلاج هذا المرض. وتشتمل خطة العلاج عادة على الجراحة، العلاج الدوائي، والعلاج الإشعاعي، وفِي بعض الحالات العلاج الهرموني والحيوي. وهذا يعتمد على نوع الورم ودرجته ومدى انتشاره.
• العلاج الجراحي. تقول د. إيمان خياط إن جراحة الثدي قد تطورت، خلال عقود من الزمن، فقد كانت عمليات غير محببة تؤدي إلى تشويه كامل بعد استئصال الثدي وما حوله مما يترك المريضة تعاني نفسيا واجتماعيا من تداعيات هذا المرض، حيث تبقى آثار الندبات العميقة والقبيحة تذكرها دوما بأن أيامها في الحياة أصبحت معدودة وتحرمها لذة الاستمتاع بأي شيء حتى وإن كتبت لها النجاة.
ومع التقدم الكبير في مختلف المجالات الطبية تحولت هذه الجراحة إلى جراحة تجميلية يسعى من خلالها الجراح إلى إزالة الورم مع إعادة تكوين الثدي بصورة تجميلية تكون في معظم الأحيان متفوقة وأكثر إيجابية عما كانت عليه قبل إجراء العملية.
وقد أثبتت كثير من الدراسات أن الشكل النهائي للمرأة بعد إجراء عمليات الثدي يؤثر بصورة كبيرة على علاقاتها العائلية والاجتماعية وعلى قدرتها على العطاء والانخراط في المجتمع، وحتى على علاقتها بذاتها وتقبلها لنفسها. وهذه التداعيات أوجبت هذا التغيير في طبيعة الجراحة التي تقدم للمرأة المصابة بالمرض.
في معظم حالات أورام الثدي يعتبر إجراء استئصال الورم بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي مساويا تماما لاستئصال الثدي بالكامل من جهة احتمالية عودة المرض أو حدوث الوفاة بسببه. فلم يعد هناك في الوقت الحاضر ضرورة لاستئصال الثدي كاملا إلا في بعض الحالات التي تعتبر غير مناسبة للاستئصال الجزئي، إما لاكتشاف المرض في مرحلة متقدمة أو لوجود أسباب تمنع حصول المرأة على العلاج الإشعاعي.
• العلاج الكيميائي. من جهتها تحدثت الدكتورة أطلال محمد عبد الله أبو سند عن العلاج الكيميائي وأوضحت أن معظم العلاجات الكيميائية المستخدمة في علاج السرطان هي مواد طبيعية إما نباتية أو بحرية أو مستخلصات بكتيرية، وكل ما أضافه العلم الحديث أنه استخلصها ونقاها ووضعها في قنان وأغلفة دوائية وأعطاها أسماء.
• العلاج الهرموني. أوضحت د. أطلال أنه علاج بالأدوية مضادات الهرمونات لأنها تقطع إنتاج الهرمونات الأنثوية في الجسم وبالتالي تمنع نمو وعودة الأورام التي تتغذى على الهرمونات. وأن هذه الأدوية تعطى لأورام الثدي من النوع الهرموني الإيجابي (أي أنها تنمو بتحفيز من الهرمونات الأنثوية). وهي تنقسم لنوعين: نوع يُعطى قبل انقطاع الدورة الشهرية، ونوع يعطى بعد انقطاعها، ونحن نعني هنا الانقطاع الطبيعي الذي يأتي مع تقدم السن.
والغاية من استخدام هذه العلاجات (الهرمونية والكيميائية أو الحيوية) هو تقليل احتمال عودة المرض ذاته في المستقبل والتخلص من أي خلايا لم يتم التخلص منها بالتدخل الجراحي.
وأضافت د. أطلال أنه يمكن لبعض أدوية العلاج الكيميائي أن تؤثر علي المبيض وتوقف الدورة الشهرية العادية (انقطاع الطمث). قد يكون الانقطاع بين النساء تحت سن 40، مؤقتا (أي تعود الدورة بعد فترة من الانقطاع)، أما في النساء فوق سن 40، في أغلب الأحيان يكون الانقطاع دائمًا. وليس هناك وقت محدد لعودة الدورة (إذا كانت ستعود)، فقد تعود بعد شهور أو سنوات بعد انتهاء العلاج الكيميائي.
> العلاج الإشعاعي. تحدثت الدكتورة رولينا كمال الوسية، عن العلاج الإشعاعي، وأوضحت أنه قد يستعمل كعلاج أساسي للسرطان أو يُضم مع الجراحة و/ أو العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني. وأغلب أنواع السرطان يمكن علاجها بالإشعاع بطريقة ما. ويعتمد هدف العلاج الدقيق على نوع السرطان، موقعه، طوره و أيضًا على الصحة العامة للمريض. وللعلاج الإشعاعي 3 استخدامات حسب نوع الورم ومكانه في الجسم ومرحلته:
- للقضاء على الورم نهائيا radical ويستخدم في سرطانات الحنجرة والبلعوم الأنفي مع الكيميائي كمحفز.
- ما بعد الجراحة ويكون تكميليا adjuvant لتحسين نتيجة التحكم في الورم الموضعي كسرطان الثدي.
- تلطيفي palliative للتعامل مع الأعراض الناتجة من الأورام وتكون كالألم، انسداد مجرى التنفس أو الأمعاء وتستخدم فيه أشعة مؤينة عالية الطاقة قادرة على قتل الخلايا السرطانية والتخلص منها بجهاز يسمى جهاز التسارع الخطي Leaner accelerator.
وعادة ما يُستخدم العلاج الإشعاعي في حالات السرطان الواضحة للعين. وقد يتضمن نطاق الإشعاع أيضًا - بالإضافة للسرطان المرئي - الغدد الليمفاوية إذا كانت إكلينيكيا متضمنة للورم أو إذا شك الأطباء أنها قد تكون سرطانية غير مرئية أو تساعد على انتشار السرطان في الجسم.
وحتى يتم اجتناب الخلايا السليمة (مثل الجلد أو الأعضاء التي تقع في طريق الإشعاع)، يتم عادة تعريض الأشعة من زاويا عدة، يتم اختيارها بحيث تتداخل الحزم الإشعاعية في منطقة السرطان لتعطي جرعة أكبر في هذه المنطقة من المناطق السليمة المحيطة.
* الوقاية
أظهرت كثير من الدراسات أن نمط الحياة الصحي يقلل نسبة الإصابة بكثير من الأمراض.كما أثبتت أن تخصيص مدة ساعة ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل لممارسة الرياضة يساعد على تقليل نسبة الإصابة بالأورام ويقلل من احتمالية عودة المرض بعد علاجه. ويعتبر تناول وجبات صحية والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة من العوامل المهمة في تقليل احتمالات الإصابة بالمرض.
وأخيرا، أكدت د. إيمان خياط على أن مرحلة علاج الأورام تعتبر رحلة مهمة ومعركة صعبة قد تستغرق من بضعة أشهر إلى بضع سنوات، وعلى المريضة أن نتزود خلالها بما (ومَن) يساعدها على إكمالها، وأن تبتعد عن كل المعوقات بما في ذلك الأشخاص السلبيون الذين قد يكونون سببًا في الهزيمة. فالمقاومة هي نصف العلاج، كما أن تحديد الهدف والثقة، والاقتناع بالعلاج هي من أساسيات النجاح في هذه المهمة المعقدة.
<<
اغلاق
|