تاريخ النشر 5 يناير 2023     بواسطة استشارية إيمان عبد الرحمن عبدالله خياط     المشاهدات 1

إلى أي مدى تكون نتائج الثدي “الحميدة” حميدة بالفعل

لعديد من النساء يشعرن بوجود تكتل في أثدائهن أو تأتي نتائج فحصهن للثدي بالأشعة غير طبيعية ويثبت في النهاية أنه مجرد تكيس أو نوع أخر من النمو غير السرطاني. وحينما يعرفن ذلك، يشعرن براحة كبيرة، ولكن ليست هذه نهاية القصة، بحسب ما يشير إليه بحث جديد. في الوقت الذي تكون فيه أشكال النمو هذه غير
سرطانية، فإن وجودها قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي مستقبلاً. النساء اللواتي يعانين من أمراض حميدة في الثدي، مثل التكيسات والأورام الغدية الليفية، أكثر عرضة مرتين تقريبًا لتشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في غضون الـ 20 عامًا القادمة، حسبما أفاد باحثون من إسبانيا.

النتائج الجديدة يجب أن “تشجع النساء المصابات بآفات حميدة في الثدي على المشاركة في برامج فحص سرطان الثدي لأنهن أكثر عرضة للخطر وقد يمكنهن الاستفادة [من] الكشف المبكر لسرطان الثدي بدرجة أكبر” بحسب ما ذكرته مؤلفة الدراسة مارتا رومان، وهي عالم أوبئة في مستشفى ديل مار في برشلونة.

“نظرًا لأن النساء المصابات بمرض حميد في الثدي أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن المعلومات المتعلقة بمرض الثدي الحميد، إلى جانب المعلومات المتعلقة بكثافة [الثدي]، والسن، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي يمكن استخدامها لتحديد المجموعات المعرضة للخطر لتصميم استراتيجيات فحص مخصصة” بحسب ما ذكرته.

على سبيل المثال، فإن امرأة بدون مرض حميد في الثدي، أو نسيج ثدي كثيف، أو تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي قد تكون مطالبة بالخضوع لفحص الثدي بالأشعة القياسي كل ثلاث أو أربع سنوات بدلًا من كل سنتين. في نفس الوقت، فإن امرأة عرضة لخطر كبير ولديها ثديان كثيفان، و/أو تاريخ عائلي لإصابة أقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي و/أو مصابة بمرض حميد في الثدي قد تكون مطالبة بالخضوع لفحص الثدي بالأشعة أو حتى بالرنين المغناطيسي كل عام.

في إسبانيا، تخضع النساء ممن تراوح أعمارهن من 50 إلى 69 للفحص لاكتشاف سرطان الثدي كل عامين. تشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن النساء ممن تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا يخضعن لفحص الثدي بالأشعة كل عام. وبعد ذلك، يمكن للنساء الأكبر سنًا الخضوع للفحص كل عامين أو الاستمرار في الخضوع للفحص سنويًا.

آفات الثدي الحميدة قد تكون عوامل خطورة لسرطان الثدي، بحسب ما قالت رومان.

“هناك فكرة شائعة مفادها أن الآفة الحميدة تتطور بمرور الوقت لسرطان ثدي، إلا أن الأمر ليس كذلك، فهي علامات على إمكانية التعرض بشكل أكبر للإصابة بسرطان الثدي في المستقبل” بحسب ما ذكرته.

تحدث حالات النمو تلك بسبب زيادة في نسيج الثدي وفي خلايا معينة داخل الثدي، وكلما زاد عدد الأنسجة والخلايا، كلما زادت فرص ظهور شذوذات قد تتطور لاحقًا لتصير سرطانًا.

من أجل الدراسة، قارن الباحثون خطر الإصابة بالسرطان بين أكثر من 770000 امرأة. من بين هؤلاء النسوة، تم تشخيص إصابة ما يقرب من 17800 امرأة بمرض حميد في الثدي، وتم تشخيص إصابة ما يقرب من 11700 بسرطان الثدي على مدار 20 عامًا من المتابعة.

النساء ممن لديهن تاريخ إصابة بنمو حميد في الثدي بما في ذلك الأورام الغدية الليفية والتكيسات كانوا أكثر عرضة لتشخيص إصابتهن بسرطان الثدي. ظل هذا الخطر موجودًا لعقدين على الأقل بغض النظر عن السن، بحسب ما اكتشفته الدراسة.

ما يقرب من 25 امرأة من بين كل 1000 امرأة مصابة بمرض حميد في الثدي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي. وعلى النقيض، ما يقرب من 15 امرأة من بين كل 1000 امرأة بدون تاريخ إصابة بمرض حميد في الثدي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي أثناء فترة الدراسة.

النتائج التي نُشرت في وقت سابق هذا العام في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة، تم تقديمها كذلك يوم الخميس في المؤتمر الأوروبي لسرطان الثدي، ببرشلونة.

بعدما تعرف المرأة أن خزعة ثديها حميدة، يكون لديها رغبة عارمة في الرجوع إلى حياتها الطبيعية والتخلص من مخاوف الإصابة بالسرطان، بحسب ما قالته الدكتورة ماريسا وايس، وهي كبيرة المسؤولين الطبيين ومؤسسة موقع Breastcancer.org في أردمور، بنسلفانيا.

الأخبار السارّة هي أن أغلب هؤلاء النساء لن يصبن بسرطان الثدي، بحسب ما قالت.

“تشير هذه الدراسة إلى أن النمو الزائد في خلايا الثدي الحميدة يمكن أن تؤدي إلى نمو زائد في الخلايا غير الطبيعية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل” كما ذكرت وايس التي راجعت النتائج.

“من المهم بالنسبة للنساء اللاتي تكون خزعات الثدي الخاصة بهن حميدة تقييم كل مخاطر سرطان الثدي الخاصة بهن بشكل جمعي، [ويشمل ذلك] التاريخ العائلي، واختبار الجينات الموروثة، واعتبارات نمط الحياة ووضع خطة مخصصة للمراقبة وتقليل المخاطر بمرور الوقت” كما قالت وايس.


أخبار مرتبطة