إلى أقل من 50 ملغ للديسيلتر. لدى حديثي الولادة والرضع، يزول نقص السكر في الدم، غالبا، علما انه ناجم عن نقص مخازن السكر أو بسبب الاستهلاك المفرط للسكر، وينجم نقص سكر الدم لدى الرضع عن حالات أخرى مثل الخدج، تلوث، صوم، سكري الأمهات وغيرها.
اما نقص السكر المزمن فهي حالة نادرة وتنجم عن خلل بمعدل السكريات أثناء الولادة أو فرط إفراز الأنسولين.
<<
اغلاق
|
متكرر وواسع. لذا من الضروري تشخيص الحالات التي تؤدي إلى ضرر ملحوظ لدى الأطفال، والتي تستوجب إجراء الاستفسارات الطبية اللازمة والعلاج.
ترتكز أولى مراحل الاستفسار الطبي، إلى مراجعة وتدقيق التاريخ الطبي للطفل: في الولادة المبكرة لدى الخُدَّج، أو عند ظهور تشوهات خِلقية، قد تكون مصحوبة بالتهابات متكررة، في مجرى التنفس منذ الطفولة المبكرة. قد يتم تشخيص مرض مرتبط بوجود كيسات في الرئتين، والتي قد تشخص عند إجراء اختبار فوق - سمعي قبل الولادة، أو بالتصوير الشُّعاعي فور الولادة. إن من العلامات الدَّالَّة أيضًا، وجود ضعف في العضلات والأمراض المتعلقة بالتوتر العضلي المخفض (Low muscle tone)، بالإضافة إلى مشكلات في العظام المُكَوِّنة للصدر، والتي قد تؤدي إلى صعوبات في تهوئة الرئتين، ومن ثم إلى حدوث التهابات متكررة.
يبدأ البحث بطريقة دقيقة عن التهابات الرئة، بالإضافة إلى تدقيق التاريخ الطبي للطفل، ويتم طرح الأسئلة الأساسية التالية:
هل تشير نتائج تصوير الصدر إلى علامات؟ هل تكون حالات الالتهاب مصحوبة بارتفاع لحرارة الجسم، بالإضافة إلى نتائج تحاليل الدم التي تميز حالات التهاب الرئة؟ ما هو العلاج الذي ساعده في شفاء الالتهاب (في السابق)؟ هل الرَّشَّاحات (Filtrate) ثابتة في الرئتين أم أنها متكررة؟ وإذا كانت ثابتة هل تظهر في المكان ذاته أم تظهر في أماكن مختلفة في الرئتين؟
يعد الرَّبْو (Asthma) أوسع أمراض التهاب الرئة انتشارًا، ويشبه كثيرًا التهاب الرئة المتكرر: إن الربو مرض التهابي مزمن يصيب مجرى التنفس، تؤدي الإصابة بالربو إلى السعال المتواصل، وحدوث التهابات متكررة، وعادةً ما تكون نتائج تصوير الصدر غير حاسمة. إذا كان لدى الطفل تاريخ مَرَضِيٌّ يثير الشكوك بالإصابة بالربو، يتم عندها إجراء اختبارات وفحوص تتضمن اختبار الحساسية (الأُرجية)، وظائف الرئتين واختبارات التحدي.
إذا تكرر الالتهاب في نفس الجزء (الفَصّ) في الرئة، قد تكون هناك حاجة للتحقّق إن كان الطفل قد استنشق جسمًا غريبًا إلى مجرى التنفس (كالمكسرات والحبوب شديدة الصلابة)، أو لربما تكون هناك مشكلة في مبنى ذلك الجزء من الرئة منذ الولادة.
قد تحدث، في أحيانِ قليلة، حالات انسداد مكتسب في مجرى التنفس، والتي ربما تكون قد نشأت إثر عملية ظهور مرض السِّلِّ في القصبة، أو بسبب ورم (هذه حالة نادرة جدًّا). توجد هنالك حالات نادرة أخرى مولودة، تتسبب في حدوث التهاب الرئة في نفس المكان؛ من هذه الحالات وجود عيوب خِلقية مثل الحلقة الوعائية (Vascular ring)، تنشأ إثر تعرض القصبة الهوائية لضغط من الأوعية الدموية، وعادةً ما تتطلب هذه الحالة التدخل الجراحي لإصلاح الضرر.
قد يكون التهاب الرئة الموضعي المتكرر انعكاسًا لتوسع القُصَيْبات (Bronchiectasis)، غالبًا ما يكون توسع الشعب الهوائية، بسبب تلوث سابق. تكون هذه الحالة مصحوبة بسُعال متواصل وخروج بلغم، غالبًا في ساعات الصباح.
إذا تكرر الالتهاب بفُصوص (مناطق) مختلفة من الرئة، فهذا يمكننا من استبعاد الإصابة بأمراض تصيب أجهزة الجسم، كتليُّف الكيسات (Cystic fibrosis)، اضطراب في إفراغ الرئة، بسبب خلل في حركة الأهداب الخاصة بمجرى التنفس (Ciliary dyskinesia)؛ وكذلك استبعاد إمكانية وجود اضطرابات في جهاز المناعة. قد تظهر في هذه الحالة، التهابات متكررة في أماكن مختلفة من الجسم، مثلاً في الجلد أو في الجيوب الأنفية.
كما وقد يظهر الالتهاب الرئوي المتكرر عند الأطفال الذين أصيبوا بأمراض خبيثة، أو الذين تمت زراعة نخاع عظمي لهم، ويرجع ذلك إلى ضعف جهاز المناعة لديهم، إثر تعرضهم لهذه الأمراض أو الإجراءت العلاجية. قد تظهر لدى هؤلاء الأطفال التهابات الرئة المتكررة، الناجمة عن حدوث تلوث، وقد تظهر لديهم التهابات الرئة، ناجمة عن الإصابة بالتهابات مزمنة دون حدوث تلوّث.
<<
اغلاق
|
بشكل عام، تعتبر جرثومة البروديتيلة الشاهوقية (Bordetella Pertussis) المسبب (ممراض - pathogen) الرئيسي للشاهوق. وهناك مرض مشابه يرتبط بالتلوث، هو نظير الشاهوق (Parapertussis) وإلتهاب القصب التشنجي (spastic bronchitis).
المرحلة الأولى للمرض تنعكس في الزكام الذي يبدأ بعد فترة حضانة البكتيريا لمدة أسبوعين, ويترافق بارتفاع طفيف للحرارة, نزلة (runny nose), وسعال جاف. بعد أسبوعين تبدأ المرحلة التشنجية, مع سعال تشنجي مترافق بشهيق عميق وتستمر مع نوبة متسلسلة من السعال القصير وصولا لتوقف التنفس أحيانا.
يتطور مرض الشاهوق لمرحلة إضافية تتميز بشهيق سريع مع تأوهات ناجمة عن غلق تشنجي للحنجرة, سعال ديكي (Whooping cough). تستمر هذه المرحلة بين 3-4 أسابيع, ويليها تطور سعال تشنجي لكن أقل قوة. في نهاية المطاف يتوقف السعال. من الممكن أن تتواصل العملية كلها حتى 100 يوم.
يتم علاج الشاهوق بواسطة مضادات حيوية مثل الأريثروميسين (Erythromycin).
حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ينصح بادراج هذا التطعيم ضمن برنامج التطعيم الاجباري لجميع الأطفال في العالم.
<<
اغلاق
|
من حالات المرض خلال مرحلة الطفولة، وكذلك في مرحلة البلوغ. تحدث معظم حالات التهاب اللوزتين والبلعوم نتيجة لعدوى فيروسية، لذلك فإن العلاج بالمضادات الحيوية لا يكون ذا فائدة. الفيروسات التي تسبب التهاب اللوزتين والبلعوم هي فيروس اٍيبشتاين بار (Epstein - Bar virus) (الذي يسبب أيضا مرض كثرة الكريات البيضاء وحيدة النواة - mononucleosis)، فيروس الحلأ البسيط (herpes simplex virus)، الحمة الغدية (adenovirus)، الفيروسة المعوية (Enteroviruses)، فيروسات النزلة الوافدة (influenza viruses)، الفيروسة المكللة (coronavirus)، الفيروسات نظيرات الوافدة النازلة (parainfluenza viruses)، الفيروسة الأنفية (Rhinoviruses) وغيرها من الفيروسات.
الجرثومة العقدية streptococcus A) A) هي الجرثومة الرئيسية المسببة لالتهاب اللوزتين والبلعوم، حيث أنها مسؤولة عن %15-%20 من حالات التهاب البلعوم واللوزتين.
العقدية A هي جرثومة من النوع الموجب حسب صيغة غرام (gram positive). يحتوي جدار الجرثومة على مستضدات (antigen) مختلفة: البروتينات M و T والتي يمكن بواسطتها تصنيف الجراثيم العقدية A الى مجموعات. البروتين M له وظيفة هامة في مدى عنف الجرثومة. فبعد التعرض للعدوى من الجرثومة العقدية A، تظهر في الجسم أجسام مضادة (antibody) خاصة بنوع معين من البروتين M، لكن ليس بإمكان هذه الأجسام المضادة منع الإصابة بعدوى الجراثيم العقدية التي لها بروتين M مختلف. لذلك، فإنه من الممكن أن تتكرر حالات الإصابة بالتهاب اللوزتين والبلعوم عدة مرات خلال الحياة، وتكون هذه الإصابات ناتجة عن تلقي العدوى بسلالات مختلفة من الجراثيم العقدية A.
من الممكن أن تؤدي الإصابة بالجرثومة إلى المضاعفات، سواء كانت المضاعفات محلية (مثل الخراج - abscess في اللوزتين، التهاب الأذن الوسطى - middle ear والتهاب الجيوب الأنفية)، أو مضاعفات صعبة، في وقت لاحق، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي الحاد (Acute rheumatic fever)، التهاب التأمور (pericarditis)، التهاب عضلة القلب (Myocarditis)، التهاب الشغاف (endocarditis). وأيضا التهاب كبيبات الكلى (glomerulonephritis - نوع من أنواع التهاب الكلى). تعتبر هذه الأمراض نادرة الحدوث، لكنها من الممكن أن تكون مميتة.
مؤخرا تم اكتشاف وجود علاقة بين الإصابة بالعدوى العقدية في البلعوم وبين الاضطرابات السلوكية مثل الاضطراب الوسواسي القهري (Obsessive compulsive disorder) لدى الأطفال والمراهقين.
يشتكي المصابون بتلوث البلعوم الناتج عن الجرثومة العقدية A من آلام في البلعوم، آلام أثناء البلع، الحمى، آلام في الرأس، وأحيانا من تقيؤات متكررة وآلام في البطن. بالاضافة إلى ذلك، فإن أهم ما يميز هذا المرض هو عدم السعال، الإصابة بنزلة برد أو بحة في الصوت. من الممكن، خلال الفحص البدني، تشخيص تضخم في العقد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، احمرار منتشر في البلعوم، أو التهاب في اللوزتين مع ظهور راقة (effusion) بيضاء أو صفراء. يجب التنويه الى أن هذه الأعراض لا تقتصر على التلوث الناتج عن الإصابة بعدوى الجرثومة العقدية A، كما أن تلوث البلعوم الناتج عن الجرثومة العقدية A عادة ما يشفى تلقائيا. يعتبر هذا المرض نادر الحدوث لدى الأولاد تحت جيل سنتين، رغم وجوده. لكنه ينتشر بالأساس بين الأولاد بجيل 5-15 عاما.
من المهم جدا تشخيص المسبب للمرض في المختبر اعتمادا على المستنبت (culture)، (في أغلب الحالات يمكن الاعتماد أيضا على فحص سريع لوجود المستضدات العقدية)، وذلك من أجل تفادي العلاج بالمضادات الحيوية، والذي لا حاجة له عندما يكون الحديث عن تلوث غير ناتج عن الإصابة بالجرثومة العقدية A.
يساهم علاج التلوث الناتج عن العدوى بالجرائيم العقدية A، بواسطة المضادات الحيوية، في تقصير مدة الإصابة بالمرض، كما يمنع حصول المضاعفات الموضعية ويقلل من احتمال الإصابة بمرض الحمى الروماتزمية. كذلك، يقلص العلاج المدة الزمنية التي يمكن للمريض خلالها نقل العدوى الى المحيطين به.
تعتبر جميع أنواع الفيروسات العقدية A حساسة للبنسلين (penicillin)، ولذلك فإن البنسلين هو الدواء المفضل لعلاج الأولاد والبالغين المصابين بالتلوث الناتج عن الجرثومة العقدية A. لكن، وعلى الرغم من الاتفاق في مختلف أنحاء العالم على أن الجراثيم العقدية A حساسة للبنسلين، فإن هنالك تقارير تشير إلى فشل البنسلين بعلاج التهاب اللوزتين العقدي لدى %10-%25 من المرضى. يتم تفسير هذه النتائج بوجود جراثيم منتجة لإنزيم البيتا لاكتاماز (beta - lactamase)، حيوائية (aerobic) ولا حيوائية. من هذه الجراثيم، الجراثيم العقدية الذهبية، الموراكسيلا الزلية (moraxella catarrhalis)، المستديمة النزلية (haemophilus influenza) وغيرها.
يؤدي إنتاج هذه الجراثيم لإنزيم الـ "بيتا - لاكتاماز" لتفكيك البنسلين، وبالتالي لنجاة الجراثيم العقدية A. لذلك، هناك من يعالج الالتهابات اللوزية المتكررة الناتجة عن الجراثيم العقدية A بواسطة أدوية أخرى مثل السيفالوسبورينات من الجيل الثاني (cephalosporin)، أو الكلينداميسين (clindamycin)، أو أدوية من عائلة الماكروليدات (macrolides).
تنتشر التهابات اللوزتين المتكررة بشكل واسع، ويشكل علاجها تحديا أمام الأطباء. في الماضي، كان علاج هذه الالتهابات المتكررة يتم من خلال علاج طويل الأمد، وبواسطة عمليات جراحية لاستئصال اللوزتين. لكن كل هذه الطرق العلاجية فشلت، حيث كان يتم تشخص وجود الجرثومة في البلعوم لدى %15-%30 من المرضى بعد انتهاء العلاج. من الممكن أن يكون سبب فشل العلاج ناتجا عن عدم استجابة المريض بالشكل الكافي للعلاج، تفكيك بعض الجراثيم الموجودة في الفم - والتي تنتج البيتا لاكتاماز - للبنسلين، أو بسبب الإصابة بعدوى من جرثومة من نوع آخر.
في حال وجود التهابات متكررة في البلعوم، يجب إجراء فحص مستنبت لأفراد العائلة وعلاجهم، أو النظر في إمكانية استئصال اللوزتين.
إذا كانت لدى المريض حساسية زائدة للبنسلين، فمن الممكن استبداله بأدوية مثل الأريثروميسين (erythromycin) والأزثروميسين (azithromycin). يتم علاج التهاب البلعوم العقدي بواسطة تناول البنسلين لمدة 10 أيام، ومن ثم الأزيثروميسين لمدة 3 أو 5 أيام. في %5-%10 من الحالات كانت هنالك جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية من عائلة الماكروليدات (الأريثروميسين، الأزيثروميسين، كلاريثروميسين - clarithromycin)، مع ذلك يعتبر العلاج بالماكروليدات علاجا بديلا مناسبا في حال وجود الحساسية للبنسلين.
<<
اغلاق
|