كل فترة و تنشر بصورة كبيرة تكاد تصل لدرجة الوباء و هناك اسباب كثيرة لانتقاله و انتشاره بين الافراد فى المجتمع مما يستلزم عرض معلومات هامة بشأنه تستوفى التعريف بأعراض فيروس أ مع الإشارة الى كافة جوانب الوقاية و العلاج
ماهو مرض التهاب الكبد الناتج عن فيروس الكبد أ ؟
مرض حاد يصيب الكبد بسبب فيروس يطلق عليه فيروس الكبد أ و ينتقل هذا المرض من إنسان لإنسان بطرق مختلفة.
أنواع الفيروسات المسببة لإلتهاب الكبد
B , C , D , E, G
تصيب هذه االفيروسات جميعها نسيج الكبد ولكلٍ منها تأثير مختلف عليه و تختلف فيما بينها من حيث طريقة العدوى ومدة المرض و شدته
يعتبر النوعين C , B هم أكثر نوعين معروفين ومنتشرين بين المصابين فالعالم بنسبة 75% من أمراض الكبد الفيروسية .
ما هو تعريف الفيروسات ؟
هي أكثر الكائنات صغراً وهي كائنات لا تستطيع التكاثر وحدها حيث تحتاج إلى كائن حي أخر تنمو بداخل خلاياه مثل البكتريا أو النباتات أو خلية حيونية أو خلايا الإنسان . حيث يقوم الفيروس بزراعة مادته الجينية بأحد تلك الخلايا و التكاثر وزيادة عدده بصورة متطابقة مع نفس الفيروس . وبهذه الطريقة نجد أن الفيروس يستغل الخلايا المصابة فاستنساخ نفسة بأعداد هائلة . وبالنهاية يكون لكل فيروس تأثيره الخاص على الكائن المصاب به .
طرق العدوى بفيروس أ الكبدي .
يعتبر الفم هو الطريق الرئيسي للعدوى بفيروس الكبد أ حيث تلوث اليدين أو الأطعمة بالفيروس الموجود بفضلات (براز ) شخص مريض بالإلتهاب الكبدي في حالات تدنى المستوى الصحي وعدم المحافظة على النظافة الشخصية .
الأصحاء المخالطين للمصابين بالفيروس أ فى المستشفيات و المدارس و دور الرعاية الصحية للمعاقين جسدياً أو عقلياً .
الأماكن المزدحمة بالسكان حيث تتدنى المستويات الصحية ويتم مشاركة الأطعمة بين المصابين و الأصحاء .
تلوث الماء والخضروات و الأطعمة بشكل عام بالفيروس .
لا يحدث انتقال للعدوى بفيروس الكبد أ عن طريق الدم أو أحد مشتقاته .
ملحوظة : الفيروس الكبدي أ يمكنه العيش على اليدين من ثلاثة إلى أربع ساعات .
الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بفيروس الكبد أ
ترتفع نسبة الأصابة بهذا الفيروس بين الأطفال و الشباب عادة لكن لا يمكن الجزم بأن الفئات العمرية الأخرى لا تصاب بهذا الفيروس .
السفر الى البلاد التى ترتفع بها نسبة ظهور هذا المرض مثل دول أفريقيا وأسيا ماعدا اليابان و وسط وجنوب أمريكا و المكسيك و بعض جزر الكاريبي . وقد يظن البعض أن الاماكن الفقيرة وحدها هي مناطق الإصابة بالمرض و لكن هذا ليس صحيحاً غلى حدٍ كبير .
الأفراد الموجودين بمعاهد رعاية المعاقين جسدياً أو عقلياً خاصة اذا كان أحدهم مصاب سواء شخص عامل أو شخص معاق .
بعض ممارسات الجنس الشاذة أو الخاطئة .
أفراد القوات المسلحة و المسئولين عن المناطق الخدمية .
أطباء وتقني المعامل و المختبرات .
أعراض الإصابة بفيروس الكبد A
علاج طفل مريض بفيروس أ الكبد
تختلف حدة المرض و ظهور الأعراض على الشخص المصاب حسب كمية الفيروس التي تعرض لها حيث نجد أن المصابين ينقسمون إلى :
مصابين لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض .
مصابين تظهر عليهم أعراض بسيطة وغير مصحوبة بزيادة الصفراء فالعين أو الجلد .
مصابين ترتفع درجة حرارتهم ويبدأ الشعور بالتعب الجسدي وفقدان الشهية وكثرة الغثيان والآم بالبطن ويتغير لون البول إلى الأصفر أو الأحمر الداكن بعكس البراز الذي يظهر بلون فاتح .
فترة حضانة المرض؟
فترة الحضانة لأى مرض هى الفرة الزمنية بين الاصابة بالعامل المسبب للمرض و ظهور الأعراض.و تحسب من وقت التعرض للفيروس وحتى ظهور المرض.
بالنسبة لفيروس أ عادة ما تكون فترة الحضانة من 5-15 يوم .
يعتمد توقيت ظهور الأعراض على كمية الفيروس الذي تعرض له الشخص حيث كلما زاد عدد الفيروسات كلما قلت المدة وبدأ المرض فالظهور مبكراً .
تختلف شدة المرض بين البالغين و الأطفال حيث البالغون هم الأكثر اعياءاً . وبغض النظر عن ظهور أعراض للمرض فإن الشخص الحامل له يعتبر ناقلاً للعدوى .
هناك بعض الخصائص المميزة للإصابة بفيروس أ عن غيره من فيروسات الكبد الأخرى فى أن يمكن الشفاء منه تماما.
هذا الفيروس لا يسبب تلفاً دائماً بأنسجة الكبد كما الفيروسات الكبدية الأخرى ويتم تعافي المريض منه واكتساب مناعة دائمة بحيث لا يتم الأصابة به مستقبلاً . إلا أن بعض المصابين به (15% ) قد تستمر الأعراض معهم لمدة تتراوح لستة أشهر .
كيفية الوقاية و منع الإصابة بفيروس A الكبدى
جميع الأساليب المتبعة لوقف انتقال هذا المرض هي تغيير فالعادات الشخصية و زيادة الوعي بأهمية النظافة الشخصية و طرقها ومنها :
غسل اليدين : تعتبر اليدان مصدراً ناقلاً للكثير من البكتريا والفيروسات المسببة لأمراض كثيرة للإنسان ولذلك نولي العناية بغسلهما وقص الأظافر وعدم قضمهما أو وضع اليد بالفم أهمية كبيرة و لذلك من الواجب غسلهما قبل الأكل أو الشرب وبعد الخروج من المرحاض وبعد أي حدث يسبب تلوثهما .
اتباع بعض الإجراءات في حالة السفر إلى الخارج خاصة إلى المناطق ذات النسب المرتفعة من الإصابات بالفيروس .
ننصح المسافرين باتباع ارشادات النظافة العامة من حيث غسل الأيدي جيدا قبل الأكل والشرب وحين استخدام المرحاض .
استخدام المياة المعبأة بطريقة صحية فالمصانع بدلاً من ماء الصنبور .
عدم أكل الفواكة عديمة القشور أو الخضروات النيئة والأسماك .
تجنب المشروبات المعبئة أو مصنعة يدوياً من الباعة الجائلين .
كيفية غسل اليدين بطريقة صحيحة :
استخدام الصابون السائل بدل قطع الصابون .
عمل رغوة وفيرة من 15- 20 ثانية وتوزيعها على اليدين .
غسل اليدين جيدا بالماء الجاري وازالة الصابون .
غلق الصنبور بمنديل ورقي جاف . تنشيف اليدين جيدا .
علاج فيروس أ الكبدى
المحافظة على النظافة الشخصية والعامة .
تطعيمات للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس .
اجراءات متبعة وقت الأصابة بالفيروس .
أولاً : المحافظة على النظافة الشخصية والعامة كالسابق ذكرة فالاجراءات الوقائية من المرض .
التغذية المناسبة للمريض المصاب بفيروس A
يجب : ان يتناول المريض نظام غذائى متوازن من حيث احتوائه على جميع العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهايدرات ودهون وفيتامينات بالكميات والنوعية المناسبة .
لا يجوز : الاقتصار على تناول السكريات فقط لهؤلاء المرضى حيث ينتج عن ذلك حرمان جسم المريض من العناصر الغذائية الضرورية مما يؤدى الى نقص المناعة وهزالة بالجسم وفى بعض الاحيان يزيد تناول السكريات من رغبة المريض فى القئ .
يجب : تقسيم الغذاء اليومى على ( 4 – 6 ) وجبات يوميا وذلك للتغلب على فقد الشهية الذى يعانى منه هؤلاء المرضى
يجب : الاهتمام بوجبة الافطار حيث يتوقع ان تكون شهية المريض افضل ويجب احتوائها على العسل الابيض وذلك لتصحيح نقص السكر على الريق الناتج عن قلة اختزان الكبد للنشويات عند هؤلاء المرضى .
يفضل : تناول غذاء عالى السعرات مثل عصير الفواكه الطبيعية والعسل وكذلك الاطعمة الغنية بالنشويات مثل ( المكرونة والارز والبطاطس ) ويتناولها المريض مسلوق .
يجب : تناول البروتين عالى القيمة الغذائية مثل اللحوم قليلة الدهون اللحم البتلو – لحوم الارانب – الدجاج بعد نزع الجلد ، ويفضل ايضا السلق او الشواء والابتعاد عن الاطعمة المحضرة بالقلى .
يعطى المريض دهون قليلة من 40 – 50 جرام من الدهون / يوميا بحسب تحمله لها من الدهون سهلة الهضم مثل الزيوت الناباتية ولا يجوز منعها تماما حيث ان الدهون النباتية تحافظ على خلايا الكبد وتجعل الطعام اكثر استساغا كما انها تعتبر مصدر جيد للطاقة .
يعطى المريض السوائل بكثرة 2500 – 3000 مل / اليوم الا فى حالة وجود ضرورة للاقلال منها وبخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة .
ثانياً : التطعيمات لفيروس أ الكبدى
يوجد تطعيم لهذا الفيروس ويمكن اخذه من سن السنتين فما فوق او للأشخاص المعرضين لمضاعفات خطيرة حين الأصابة بهذا الفيروس كما انه لا يتم اعتماده كتطعيم روتيني للأطفال .
مكونات تطعيم فيروس أ الكيدى :
فيروس ميت أو ضعيف لا يستطيع اصابة المتلقي بالمرض لكنه يحفز الجهاز المناعي للجسم لإنتاج الأجسام المضادة للفيروس .و يبدأ التطعيم في عمل اجسام مضادة بعد أربع اسابيع من تلقي التطعيم و تستمر مدة المناعة ثلاث سنوات وفي حالة أخذ جرعة اخرى منشطة بعد ستة اشهر من الجرعة الاولى تمتد المناعة لما يقارب من عشرة سنوات .
جرعة تطعيم ضد فيروس ا الكبدى Virus A:
واحد ملليمتر لمن هم فوق الثمانية عشر سنة ونصف ملليمتر لمن تحت هذه السن وتحقن في العضلة بأعلى الذراع .
الأثار الجانبية لتطعيم فيروس أ الكبدى Virus A :
ارتفاع بدرجة الحرارة وصداع وألم فالبطن وقد يحدث تورم بمكان الحقنة يمكن معالجتة بوضع كمادات دافئة لمدة يوم ثم اخرى باردة لمدة يوم أخر.
الأشخاص الواجب أخذهم لتطعيم فيروس أ Virus A
المسافرون الى المناطق السابق ذكرها والذين تزيد أعمارهم عن السنتين .
ساكني المناطق التي تحدث بها أوبئة متكررة .
العاملين ونزلاء المعاهد الخاصة بالمعاقين .
المصابين ببعض الفيروسات الأخرى مثل فيروس الكبد بي والذي إذا تزامن مع فيروس الكبد أ قد تحدث مضاعفات خطيرة
المخالطين للمصابين بالفيروس .
أفراد الجيش والقوات المسلحة .
العاملين بدور الحضانة والمدارس .
ثالثاً : الإجراءات المتبعة وقت الإصابة بالفيروس
لا يوجد دواء ضد الفيروس في حالة الأصابة به ولذلك يعتمد على الإجراءات الوقائية لمنع المرض من الأساس .المصاب لابد له من الراحة السريرية والتغذية السليمة .
<<
اغلاق
|
نسبة انتشار التهاب الكبد الوبائي من فئة "بي" قد وصلت إلى 10% بين سكان المملكة.
ويأتي هذا النفي في أعقاب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن التهاب الكبد الفيروسي "بي" في المملكة قد بلغت نسبة إصابته 10%.
وأكد الدكتور أحمد العمير استشاري أمراض الكبد رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد ل "الرياض"، أن المعلومات المنشورة لاتستند إلى سجل إحصائي متخصص يعنى بأمراض الكبد، لافتا إلى أنه لو كانت النسبة صحيحة فسيكون مليونا مواطن مصابين ومعرضين للمخاطر والمضاعفات.
وبين أن اللقاح المعطى للمواليد منذ 18 عاما تمكن بإذن الله من التحكم بانتشار المرض بين فئة الشباب، غير أنه لم يؤكد نسبة معينة لمستوى الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من فئة "بي" لعدم توفر مصادر دقيقة لتحديث هذه المعلومات، مشيرا إلى أن الدراسات القديمة والتي تم إجراؤها في أواخر الثمانينيات والتي على ضوئها اتخذ قرار إعطاء اللقاح لكل المواليد، تحدثت عن نسب إصابة مزمنة متفاوتة بحسب اختلاف الانتشار بين المناطق وبمعدل 8.3% بين البالغين و6.7% بين الأطفال على مستوى المملكة.
وأبان الدكتور أحمد العمير، أن المعلومات المغلوطة ربما استندت إلى الدراسات الإحصائية القديمة، موضحاً أن جمعية الكبد تؤكد انخفاض معدل الإصابة بالمرض لمن أعمارهم دون 18 عاماً، وذلك بحسب المعلومات المتوفرة من وزارة الصحة، كما تتوقع أن تكون النسب قد انخفضت كذلك بين البالغين، وذلك لتطبيق القطاعات الصحية المختلفة لخطوات التحكم الأخرى بالانتشار، كمعاينة كل وحدات الدم المتبرع بها والالتزام الواسع باستخدام المرة الواحدة لكافة أدوات التدخل الطبية.
وكانت "الرياض" قد أشارت في حوار سابق أجرته مع رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد الدكتور أحمد العمير، بمطالب الجمعية بأهمية وجود سجل وطني دقيق وشامل لمرضى الكبد في المملكة والذي يتوقع منه أن يُحدث معلومات انتشار المرض ومعدلات الإصابة بصفة دورية وموثوقة، كما دعت إلى إطلاق برنامج علاج واسع للمصابين بالالتهابات الفيروسية المزمنة من فئة "بي" أو "سي" في ذات الإطار، والذي يفترض به أن يقدم خطوات العلاج المختلفة في مراحل المرض المبكرة ويتفادى المضاعفات التي تنشأ إذا أهمل برنامج العلاج، وأن تستفيد من النجاحات التي حققتها الوزارة للتحكم بانتشار المرض بين الشباب ببرنامج اللقاح، حتى تصل إلى نجاحات مماثلة ببرنامج العلاج اللازم للتحكم بالمرض في المراحل العمرية الأخرى.
<<
اغلاق
|
 د . أحمد العمير الثلاثاء المقبل
د.العمير: «برنامج الكبد الوطني» خطة استراتيجية للكشف المبكر عن «الفيروس»
أكد «د.أحمد العمير» -رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد- على أن هناك إشكالات كبيرة تواجههم في معالجة «أمراض الكبد»، مما يستدعي تدخلاً فاعلاً من المؤسسة الصحية الرسمية؛ خاصةً في مجال التشحيص واكتشاف الفيروس المبكر، كما أن هناك غياباً للإحصاءات الموثقة، مضيفاً أن مشروع «برنامج الكبد الوطني» يمثل أول خطة استراتيجية منظمة، للتعامل التخصصي مع جميع أمراض الكبد، سعياً إلى تقليص نسبة الضرر قبل وصولها إلى مراحلها المتأخرة.
وقال في حديثه ل»الرياض» بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الأول للجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد الثلاثاء المقبل: أن المؤتمر يأتي بالتعاون مع مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام -أحد مراكز زراعة الكبد بالمملكة-، وتحت رعاية «د.عبدالله الربيعة» -وزير الصحة-، والغرض منه ليس فقط التواصل مع الأطباء داخل المملكة، ولكن توسيع نطاق المشاركة، حيث سيشمل ضيوفاً من دول الخليج والمنطقة العربية، إلى جانب (13) متحدثا من أمريكا وأوروبا، مبيناً أن دور الجمعيات العلمية يجب ألاّ يقتصر على تنشيط البحث العلمي، واللقاء بين أطباء التخصص وتبادل المعلومات والخبرة بينهم، بل لابد أن يشمل تطوير الممارسة الطبية للأطباء في كافة القطاعات، وفيما يلي نص الحوار.
دور الجمعيات العلمية يجب أن يشمل تطوير الممارسة الطبية في كافة القطاعات
اكتشاف مبكر
* ماهي الإشكالات التي تواجهكم لعلاج أمراض الكبد؟
- هناك إشكالات أساسية في تعاملنا مع العبء الصحي لأمراض الكبد، مما يستدعي تدخلاً فاعلاً من المؤسسة الصحية الرسمية؛ خاصةً في مجال التشحيص واكتشاف الفيروسات المبكر، ببرامج متابعة وعلاج، كذلك هناك غياب للإحصاءات الموثقة، حيث نفتقر للسجل الوطني لأمراض الكبد، في الوقت الذي تأتي فيه هذه الأمراض في مقدمة الحالات الصحية الأوسع انتشاراً في المجتمع، أنا هنا أطالب بتنسيق الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، ووضعها في أطر أكثر تأثيراً على المدى البعيد، من أجل تحقيق الفائدة المرجوة.
*ماذا عن مشروع «برنامج الكبد الوطني» المقدم إلى الوزارة من قبل الجمعية؟
- يمثل أول خطة استراتيجية منظمة، للتعامل التخصصي مع جميع أمراض الكبد بمختلف مستوياتها وأنواعها، سعياً إلى تقليص نسبة الضرر من هذه الأمراض قبل وصولها إلى مراحلها المتأخرة، حيث تواجه عمليات الزراعة صعوبات على المستوى العالمي، لكنها تزيد لدينا، في ظل ندرة المتبرعين، مقارنةً بحجم الاحتياج وتزايد عدد مرضى «تليف الكبد».
لو انتقلنا إلى برامج التحكم بعد الكشف المبكر سيتغير الوضع لمصلحة المصابين
400 طبيب
* حدثنا عن الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد؟
- هي جمعية علمية مهنية مرخصة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، أنشئت قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وهي كأي جمعية في طور التأسيس، حيث استغرقت وقتاً في التواصل مع الأطباء والمتخصصين، حتى وصل عددهم إلى ما يزيد على (400) طبيب حالياً في مختلف الفروع الطبية المتعلقة بالمرض، وبرامجها ملخصة على موقع الجمعية www.saslt.org، فهناك أنشطة شهرية كأندية الكبد في ثلاث مدن هي الرياض والدمام وجدة، حيث يجتمع أطباء كل منطقة ويناقشون المستجدات في التخصص، مع أنشطة دورية بالتعاون مع كافة المناطق والقطاعات الصحية؛ لتقديم برامج التعليم الصحي المستمر، إضافةً إلى تنشيط وتنمية الأبحاث الطبية المختلفة، كما تهتم كذلك بالتوعية العامة المتعلقة بأمراض الكبد، وأصدرت كتيبات توعوية متعددة، كما نظمت بالتعاون مع وزارة الصحة والجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد، فعاليات توعوية على مستوى المملكة للمواطنين في يوم التهابات الكبد العالمي.
الزراعة تعد حلاً أخيراً للتليف والأورام إلاّ أن المشكلة في قلة المتبرعين!
ضيوف كبار
* ماذا عن المؤتمر الدولي الأول للجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد، والذي سيعقد الثلاثاء المقبل؟
-المؤتمر يأتي بالتعاون مع مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام -أحد مراكز زراعة الكبد بالمملكة-، وتحت رعاية «د.عبدالله الربيعة» -وزير الصحة-، والغرض منه ليس فقط التواصل مع الأطباء داخل المملكة، ولكن توسيع نطاق المشاركة، حيث سيشمل ضيوفاً من دول الخليج والمنطقة العربية، يصل عددهم إلى (40) متحدثا، بجانب (13) متحدثا عالميا من أمريكا وأوروبا، وعلى مدى يومين هناك (12) جلسة، حيث تقدم للمؤتمر تقريباً (35) بحثا من داخل المملكة، أقر للعرض الشفوي (10) أوراق، فيما سيظهر (25) بحثاً على شكل «بوسترز»، وستناقش المحاور الرئيسية فيروسات الكبد المزمنة ال (B) و(C)، وكذلك أورام الكبد، مع بعض الأمراض الأخرى ك»ترسب الدهون» في الكبد، و»أمراض القنوات»، و»التعرض للأدوية والأعشاب»، وسيقدم المؤتمر جلسات خاصة بموضوع زراعة الكبد ومستجداتها.
الكشف المبكر يمنع اللجوء إلى زراعة الكبد
متابعة وعلاج
* هناك برامج نفذتها وزارة الصحة فيما يتعلق بأمراض الكبد، هل حققت النجاح؟
- حقق برنامج وزارة الصحة لتطعيمات فيروس الكبد (B) لكل مواليد المملكة تقريباً منذ (23) عاماً نجاحاً كبيراً، كذلك برنامج فحص الأدوات الصحية المطبق في مستشفيات المملكة، مع برامج الفحص المبكر لفيروسات الكبد، للحوامل والمتبرعين بالدم والعاملين في القطاع الصحي، وكذلك المتقدمون للجامعات والكليات العسكرية وغيرها، حيث أسهمت تلك البرامج في الحد من انتقال فيروسات الكبد، وأضافت الوزارة مؤخراً فحوصات ما قبل الزواج، وهذه جميعها تصب في مفهوم الاكتشاف المبكر، لكنها لم تربط بالخطوة الأهم وهي برامج العلاج والمتابعة، كما أن هذه البرامج على الرغم من نجاحها، إلاّ أنها لا تكفي، على اعتبار أنه يمكن التحكم في انتقال الفيروس داخل بيئة المستشفيات، في حين يصعب أن تراقب احتكاك الناس مع بعضهم في المجتمع، ويفترض أن متابعة وعلاج كل من يثبت وجود المرض لديه هو أفضل خطة للتحكم بانتشار المرض، وهو ما نفتقده حالياً، كما أن خطط الوزارة في هذا التحكم الشامل بأمراض الكبد مازالت بحاجة إلى مزيد من وضوح المعالم، منتقداً عدم تحويل من يثبت لديه المرض عبر قنوات الفحوصات المبكر المختلفة إلى المستشفيات؛ لمتابعة التشخيص والمعالجة، في حالة اكتشاف الفيروس لديهم، أو غيرها من أمراض الكبد.
د.أحمد العمير
* ما هو دور الجمعيات العلمية في مواجهة خطورة المرض؟
- منظمة الصحة العالمية أضافت مؤخراً فيروسات الكبد المزمنة كواحدة من الأمراض الأكثر عبئاً، لما تسببه من مضاعفات ووفيات، بما يتطلب وضع خطط وبرامج تفصيلية للوقاية والتحكم والعلاج في كل دولة، من هنا يأتي دور الجمعيات العلمية، فهو يفترض ألاّ يقتصر على تنشيط البحث العلمي واللقاء بين أطباء التخصص وتبادل المعلومات والخبرة بينهم، لكن أيضاً تطوير الممارسة الطبية للأطباء في كافة القطاعات، ومن هنا ستطلق الجمعية أثناء المؤتمر ثلاثة معايير، ممارسة تشخيص وعلاج فيروسي البي والسي وأورام الكبد، وكذلك المساهمة مع واضع السياسة الصحية في وضع الخطط الاستراتيجية، إضافةً إلى تحسين الخدمة المقدمة بشكل عام، لهذا قدمت الجمعية برنامج الكبد الوطني إلى وزارة الصحة، يتمحور حول إيجاد إدارة رئيسة تحت مظلة الوزارة، ومنسقين مرتبطين بها في مناطق المملكة، يتواصلون مع المستشفيات والأطباء، مع إيجاد سجل وطني لمرضى الكبد، تحت إشراف هذا البرنامج؛ لكي لا يتوه المريض بعد تشخيصه أياً كانت الفحوصات التي أجراها، ولكي يتمكن الطبيب المعالج من تقديم خطوات التشخيص والمتابعة والعلاج بحسب المعايير المعتمدة للبرنامج، وبمتابعة مستمرة ودقيقة من إدارة ومنسقي البرنامج.
تصور أشمل
* ما هي رؤية برنامج الكبد الوطني؟
- خلال عام أو عامين من تطبيق الفكرة، سيتكون لدى وزارة الصحة تصور أدق وأشمل عن انتشار ونسبة أمراض الكبد في المملكة، بما يسمح بوضع خطط تحكم وعلاج أدق، بل وإتاحة الفرصة للفرق الطبية المختلفة تقديم إجراءات المتابعة والعلاج، واكتشاف المضاعفات بتوقيتها الأنسب والأدعى للاستجابة، حيث تُعد أورام الكبد أحد أهم مضاعفات المرض المزمنة، وأكثرها صدمة للمرضى وأهاليهم، فالمعلومات المتوفرة من السجل الوطني للأورام، توضح أن أورام الكبد تمثل الأكثر انتشاراً بين الرجال في المملكة للأعوام العشرة الأخيرة، لكنها تراجعت بعد «أورام القولون» بحسب التقارير المنشورة للسجل الوطني، مشدداً على ضرورة انتهاج طرق استباقية في التعامل مع أمراض الكبد، فلو انتقلنا إلى برامج العلاج والتحكم بعد الكشف المبكر، سيتغير الوضع إيجاباً لصالح المرضى، حيث إن نسبة استجابة فيروس ال(C) للعلاج مثلاً تصل إلى (75%)، وفي حالة فيروس (B) قد لا يتم التخلص منه بالكامل، لكن يمكن إبقاؤه تحت التحكم، وبالتالي إيقاف وصول المريض إلى مرحلة التليف والأورام والحاجة إلى الزراعة، وهنا لابد أن تخصص وزارة الصحة مسارات متوازية للتعامل مع كافة الأمراض ذات الأعباء الصحية الكبيرة على مدار العام، وأن لا يؤثر الاهتمام بمرض معين على الأمراض الأخرى.
زراعة الكبد
* حدثنا عن المشاكل التي تواجه زراعة الكبد؟
- الزراعة تعد حلاً أخيراً لمرضى تليف أو أورام الكبد في مراحلها المبكرة، إلاّ أنها تواجه مشكلة كبرى تتمثل في قلة المتبرعين مقارنة بالحالات، وهو ما يدفع الكثيرين إلى السفر إلى الخارج طلباً للعلاج، وزراعة الكبد على نوعين أحدها التبرع من الأقارب، حيث ينسق بين المريض وأسرته ومراكز الزراعة بصورة مباشرة، أما الآخر فيعتمد على التبرع من المتوفين دماغياً، وتخضع جدولة هذا النوع من العمليات للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، صاحب الدور القانوني والإشرافي في توزيع هذا المصدر الحيوي المهم لحياة المحتاجين، والذي يتم الحصول عليه من خلال أسر المتوفين دماغياً، أو عبر الرغبات الشخصية التي يستقبلها المركز من بعض الأشخاص بموافقتهم على الإفادة من أعضائهم بعد الوفاة، حيث عمل المركز على تعزيز هذه الثقافة بين المواطنين، من خلال ارتباطها بالفتوى العلمية الشرعية التي ترغِّب في ذلك،استدلالاً لقول الله تعالى: «ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعاً»، ولكن مع هذا عدد المتبرعين يُعد قليلاً، والمرضى المحتاجون إلى الزراعة أكثر بكثير من الأعضاء المتوفرة، هذا البون الشاسع هو الذي يدفع الناس للعلاج في الخارج، ونحن في الجمعية نرى أن تغيير هذه المعادلة لا يتوقف فقط على التوعية بالتبرع، حيث إنها لا تستطيع أن تلزم أحداً، ولكن ما يمكن الإسهام فيه هو تقليل احتمالية وصول المرضى إلى مرحلة التليف والحاجة للزراعة، عبر برامج العلاج والمتابعة الدقيقة.
معلومات عامة
* ماذا عن الإحصائيات الدقيقة لعدد المحتاجين لزراعة الكبد؟
- هي من أهم الإشكالات التي تواجهنا، إلاّ أن هناك معلومات عامة نستقيها من الزملاء في بعض مراكز الزراعة بالمملكة، في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، حيث تشير إلى ارتفاع مضطرد بأعداد المرضى المحولين لغرض الزراعة، علماً أن رصدهم يُعد مؤشراً فقط وغير شامل، ولا ننسى أن كثيراً من المرضى يصلون إلى مراحل متأخرة لا يناسبها موضوع الزراعة، بل ولا يتم تحويلهم، وبالتالي لا يدخلون ضمن هذا المؤشر، وأنا هنا أعترف أن هناك خللاً يجب معالجته، من خلال خطة استراتيجية واضحة ترسم منهجية محددة وتتابع تنفيذها، وهي خطة لابد أن تكون متعددة الجبهات، بحيث تبدأ أولاً بالخطوات الأولى في العناية الصحية التي تقدم لمرضى الكبد كبرامج الكشف المبكر، وتوثيق كل مصادر المعلومات، ثم التعامل معها ومتابعتها وليس الاكتفاء برصدها فقط، لاسيما أن أمراض الكبد تعد من الأمراض الصامتة، التي لا يكتشفها المريض إلاّ بعد وصولها إلى مراحل متأخرة، ومسؤوليتنا وضع الخطة الصحية التي تقدم الخدمة الطبية في وقتها المناسب قبل تضاعف الحالة، ونحتاج إلى تفعيل هذه الاستراتيجية من خلال فريق يجمع المعلومات عبر إطلاق السجل الوطني لمرضى الكبد، بحيث يلزم كل مركز يكتشف وجود فيروسات أو أمراض الكبد أن يبلغ عن الحالات التي لديه تمهيداً لمتابعتها، وصولاً إلى برامج العلاج والتحكم بالمضاعفات، بحسب كل مرض وما يتطلبه من تعامل طبي متخصص، وانتهاءً بتوفير معلومات أكثر دقة ومصداقية عن أعداد المرضى المحتاجين للزراعة، ومن ثم وضع خطط قابلة للقياس والمتابعة عن برامجنا لتحفيز المواطنين على التبرع، وهناك معلومات مؤكدة عالمياً تثبت أن تنفيذ هذه الاستراتيجيات تسهم في خفض سجل هذه الأمراض ومضاعفاتها.
مسؤولية وطنية
* كلمة أخيرة؟
- هذه المسؤوليات والاقتراحات، لا يمكن أن ينفرد بها مستشفى واحد أو قطاع صحي واحد، ولكنها أمانة ومسؤولية وطنية منوطة بكل العاملين في القطاعات الصحية، والجمعية على ثقة أن مشروع «برنامج الكبد الوطني»، أو غيره من البرامج المشابهة، سيحظى بالاهتمام والمتابعة الجادة من قبل المسؤولين في وزارة الصحة، وبالتعاون مع القطاعات الصحية الأخرى.
<<
اغلاق
|
«جمعية الكبد» تسعى إلى إطلاق برنامج وطني متكامل بالتعاون مع وزارة الصحة
حوار ـ محمد الغنامي
أكد استشاري في أمراض الكبد على أن الجمعيات الصحية في المملكة تفتقد دور التواصل والتفاعل مع صانع القرارالصحي والتعاون معه والعمل تحت مظلته لوضع كل الخطط والبرامج الصحية بحسب التخصص، مشيرا إلى أن صناعة الدورالمنشود فضلاً عن تطويره بحاجة للكثير من الإصلاحات المنتظرة من أصحاب القرارالصحي، وأي محاولة تفعيل وتحفيز لكافة أعضاء الجمعيات من الأطباء والممارسين الصحيين للتجاوب والتفاعل مع هذه الخطط والبرامج لا تزال تنتظر بلورة هذا التواصل.
وناشد رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد د.أحمد بن عميرالعمير في حوار مع "الرياض" وزارة الصحة بالتعاون مع مستشفياتها بالمساهمة في إطلاق برنامج وطني متكامل لمرضى الكبد في المملكة والذي يشمل الكشف المبكر لكل المرضى الذين يعانون من التهابات الكبد المزمنة من خلال تحاليل دم وأشعة صوتية، وأن يتبع ذلك برنامج علاجي يوفر التدخلات العلاجية لهؤلاء المرضى في المراحل المبكرة، كما يضم سجلا وطنيا لهؤلاء المرضى وخططا متنامية لتحديث معلومات الأطباء المتابعين لهم، فضلا عن برامج التوعية العامة.
ولفت د.العمير إلى أن جمعيته قدمت هذا البرنامج لوزارة الصحة منذ ثلاث سنوات ولم تجد تجاوبا لتطويره أو تعديله، مبدياً تفاؤله في أن تسهم القيادات الصحية في تبنى هذا البرنامج، وفيما يلي نص الحوار:
الجمعيات الصحية
* في البداية ألا يوجد للجمعيات الصحية أدوار ومهام تنفيذية، أم أنه يفترض بها الاقتصار على الجانب العلمي كما يفهم من مسمياتها؟
هذا سؤال مهم وهو جوهر القضية التي تم التداول حولها في الندوة السابقة، صحيح أن الدور الأبرز هو علمي بحثي؛ ولكن حتى في المهام المرسومة للجمعيات الصحية لدينا سواء من وزارة التعليم العالي أو من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تجد فقرات تتحدث عن شيء من الأدوار العملية المنوطة بالجمعيات.
*يبقى السؤال.. هل هذه الفقرات مفعلة ويتاح لها فرص التنفيذ، أم لا؟
وزارات أو قطاعات الصحة، في المملكة أو في أي مكان في العالم، لا يمكن أن تستوعب أصحاب التخصص في المجالات الطبية الدقيقة المختلفة والتي تتوسع كل وقت وآخر، ولا ينتظر منها أن تكون كالشمس كما يقال تحيط بكل هذه التخصصات وترسم لها خططا علمية موثقة لأفضل سبل رصد الأمراض المتعلقة بها ووسائل كشفها المبكر ومن ثم وضع ومتابعة تنفيذ برامج الوقاية والعلاج منها فضلا عن رسم معايير الممارسة العلمية الموثقة وتحفيز الأطباء الممارسين في ذات التخصص للالتزام بها وتوعية المرضى بها، ومن هنا حصل تحول مؤخرا في النظم الصحية العالمية أفرز أدوار مشاركة أكبر وأهم للجمعيات الصحية العلمية بما يشمل تواصلا فاعلا مع صانع القرار الصحي والتعاون معه والعمل تحت مظلته لوضع كل الخطط والبرامج الصحية بحسب التخصص ثم محاولة تفعيل وتحفيز كافة أعضاء الجمعية من الأطباء والممارسين الصحيين للتجاوب والتفاعل مع هذه الخطط والبرامج.
طبعا قد تكون هذه صورة مثالية لكن العديد من الجوانب العملية الممكنة فيها يتم تطبيقها حاليا في العديد من الدول الغربية تحديدا، واعتقادي أن افتقادنا لهذا الوضوح في أدوار الجمعيات الصحية العلمية وعلاقتها بالقطاعات الصحية التنفيذية المختلفة في المملكة وخصوصا وزارة الصحة، وغياب أي آليات محددة لبلورته وتنميته هو الذي يفسر غياب الجمعيات في تلك الندوة.
تجارب ناجحة
* ولكن ألا يوجد أي نموذج مشابه لدينا في المملكة لهذا المستوى من المشاركة والتعاون؟
طبعا يصعب علي أن أتحدث بدقة عن كل الجمعيات ولكن قد يكون الحديث عن تجربة الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد في هذا الإطار يقدم فكرة عن الواقع الحالي. الذي أعرفه أن وزارة الصحة لديها ما يقارب من 16 لجنة وطنية لتخصصات مختلفة تضم فيها الوزارة عددا من أصحاب الخبرة والتجربة تستنير برأيهم وترسم خططها وبرامجها بناء على توصيات هذه اللجان العلمية الوطنية، وهذا دور محمود للوزارة تشكر عليه وهي تمارسه منذ عقدين من الزمن وهو مشابه للفكرة التي نتطلع لها من ناحية المبدأ، ولكن المحك في تفاصيل هذه التجربة، وأنا أحدثك من خلال تجربة شخصية في المشاركة بلجنة الكبد الوطنية في تشكيلتها الأخيرة منذ سنتين أو أكثر مع عدد من زملاء التخصص من كافة القطاعات والذين عادة ما يتم اختيارهم بالترشيح ومعرفة الوزارة بهذه الأسماء، ولا يفوتني هنا أن أشير بكثير من التقدير للدور الكبير الذي قدمه الزملاء أعضاء اللجنة في تشكيلتها السابقة الذين يسجل لهم تاريخنا الطبي المحلي مساهمتهم الفاعلة بدراسة انتشار فيروس الكبد الوبائي من فئة (ب) بين الأطفال ومن ثم إقناع الوزارة بتبني قرار إعطاء اللقاح المقاوم للفيروس لكل المواليد في المملكة، ولا تزال الخدمات الصحية تلمس فوائد ومصالح هذا القرار بما يثبت قيمة وأهمية التواصل مع أصحاب التخصص، ولكن الخبرة الطبية والمعلومات الطبية لا تتوقف عند حد، بل تتطور وتتجدد بشكل متواصل وسنكون بحاجة لاستمرار هذا التواصل وأخذ العديد من القرارات الطبية المختلفة بحسب التخصصات وعلى مستوى البلد وبما يشمل القطاعات الصحية كلها.
لكن هذه المسيرة التفاعلية لم تستمر كما نتمنى لها، فمع كل التقدير والاحترام للزملاء في الوزارة، وأنا أتحدث من منطلق الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد التي حاولت بقدر المستطاع من خلال لجنة الكبد الوطنية أو من خلال جهود تواصل مباشرة مع الوزارة أن تقدم رؤيتها لتطوير الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الكبد ولم يتم التجاوب معها في ذلك. إن أدوار هذه اللجان لا تزال محدودة وأرجو أن يتقبل مني الزملاء في الوزارة أن أطالب بتقييم تجربة هذه اللجان الوطنية بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة، وأن يوضحوا لنا كيف يمكن أن نفهم نحن أعضاء الجمعيات الصحية العلمية مطالبتنا بالمشاركة في تطويرالخدمات الصحية كما قد فهمنا وأعلن لنا في الندوة التي عقدها مجلس الخدمات الصحية ونحن نواجه مثل هذا البطء والبيروقراطية المرهقة والمعيقة لكل طموح أو أحلام تتطلع لها الجمعيات العلمية الصحية.
برنامج وطني شامل
* ذكرت أن الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد لديها تجربة في التواصل مع وزارة الصحة؛ هل لك أن تطلعنا على تفاصيل ذلك؟
الحقيقة لا بد من الإشارة أولا أن الأمراض المتعلقة بالكبد تمثل عبئا صحيا ضخما على الخدمات الصحية في المملكة وعلى رأسها وزارة الصحة وتقدم ميزانيات عالية لتوفير العناية المطلوبة لكافة مرضى الكبد بالمملكة، بل نحن في الجمعية نتصور أن الميزانيات التي تقدمها الوزارة لمرضى الكبد تصل لأرقام عالية لعدم وجود رؤية واضحة عن انتشار هذه الأمراض أو انحسارها ولا عن أسبابها ولا يوجد برامج كشف مبكر لها فضلا عن برامج وقاية أو علاج محددة، وهذا بطبيعة الحال سيؤدي لتشخيص مرضى الكبد بمراحل متأخرة جدا وسيستدعي ميزانيات ضخمة لتقديم أنواع العلاج المتقدم المختلفة، بينما لو أننا ملكنا خططاً وبرامجاً وطنية شاملة للتعامل مع مرضى الكبد فسنستطيع أن نحمى المرضى بإذن الله من وصولهم لمراحل المرض المتقدمة، وعندها نتمكن من اكتشاف أمراض الكبد لديهم بمراحل مبكرة تزيد من فرص العلاج.
فعلى سبيل المثال أورام الكبد تمثل الأورام الأعلى انتشارا بين الرجال في المملكة وللأسف لا يزال تشخيص هذه الحالات يتم في مراحل متأخرة تمنع من فرص العلاج الممكنة لهذه الحالات، والذي نتطلع إليه أن تساهم الجمعية وبالتعاون مع مستشفيات وزارة الصحة بإطلاق برنامج وطني متكامل لمرضى الكبد يشمل الكشف المبكر لكل المرضى الذين يعانون من التهابات الكبد المزمنة من خلال تحاليل دم وأشعة صوتية للكبد، وأن يتبع ذلك برنامج علاجي يوفر التدخلات العلاجية لهؤلاء المرضى في المراحل المبكرة، كما يضم سجلا وطنيا لهؤلاء المرضى وخططا متنامية لتحديث معلومات الأطباء المتابعين لهؤلاء المرضى، فضلا عن برامج التوعية العامة. والمتوقع أن هذا البرنامج لو أطلق فسيقدم معلومات إحصائية ثمينة ومتعلقة فقط بمرضى الكبد وستمكن القيادات الصحية في الوزارة من وضع خطط التحكم بهذه الأمراض بشكل أدق.
التواصل مع الوزارة
* هل اقترحتم على وزارة الصحة ذلك؟
نعم.هذا ما تقدمنا به لوزارة الصحة كخطوط عريضة لبرنامج وطني شامل لأمراض الكبد يرتكز بالدرجة الأولى على بناء شبكة من الأطباء المهتمين والمتعاونين مع البرنامج والذين هم أعضاء في الجمعية في نفس الوقت أو حتى من خارج الجمعية من الممارسين، ومن خلالهم وبعد عقد العديد من الندوات وورش العمل التفصيلية سيتم تنفيذ مراحل البرنامج والتي تبدأ ببناء سجل وطني لكل الحالات المسجلة مرورا ببرامج المسح والكشف المبكر المختلفة، وصولا لمعايير العلاج العلمية التي تعمل الجمعية الآن على رسمها وتحديدها، على أن يصاحب هذا البرنامج مسيرة تعليم طبي مستمر مجدولة بشكل متوازٍ لأطباء كافة المناطق ومصحوبة بحملات توعية دورية للمواطنين في كافة المناطق كذلك. علما أننا نتطلع ونطالب أن يطلق هذا البرنامج تحت مظلة وزارة الصحة وبإدارة كاملة من الوزارة ويبقى دور الجمعية مقتصرا على دور استشاري علمي تخصصي لا أقل ولا أكثر، وقد يكون من المناسب أن تطلق الوزارة مركزا وطنيا للكبد في أحد مستشفياتها الكبيرة يحتضن هذا البرنامج وينسق مع الجمعية في تنفيذه وبلورته وتطويره بعد تقويمه ودراسته من قبل قيادات الوزارة.
وانطلاقا من خطط التنفيذ العملية الموضوعة في البرنامج نتطلع أن يبدأ من خلال وزارة الصحة ولا مانع أن تكون بدايته في إحدى المناطق فقط ثم يتم تعميمه إذا ثبت نجاحه على بقية الشؤون الصحية في مناطق المملكة الأخرى، ومن ثم قد يتوسع ليضم بقية القطاعات الصحية الأخرى. وهذا البرنامج تم تقديمه للوزارة منذ ثلاث سنوات وإلى الآن لم نر أي خطوة عملية في صدد التبني له أو تعديله وتطويره. ومع أننا ندرك المهام الجسيمة التي تواجهها وزارة الصحة والأعباء الصحية الضخمة التي تواجهها في كافة التخصصات وليس فقط مرضى الكبد، لكننا في الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد لا نزال نتطلع لبدء الخطوات العملية الحقيقية لتفعيل دور الجمعيات العلمية الصحية حتى نتمكن من المساهمة مع الوزارة في مواجهة هذه الأعباء، وهذا بالتحديد هو التحول النوعي في العلاقة مع وزارة الصحة الذي تتطلع إليه الجمعيات ونحسب أن مجلس الخدمات الصحية وبتوجيه وتبني من وزارة الصحة عقد الندوة التي تحدثنا عنها لتحقيقه كذلك.
الخطط والبرامج
* هل لك أن تحدثنا ختاما عن الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد وماهي خططها وبرامجها القائمة اليوم أو المستقبلية؟
الجمعية وإن كانت حديثة النشأة إلا أنها تعتبر امتدادا للجمعية السعودية للجهاز الهضمي الموجودة منذ عشرين عاما، وللتوسع المستمر في تخصص أمراض الكبد صدرت موافقة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية على الترخيص لجمعية مستقلة للكبد مواكبة لهذا التوسع قبل عامين من الآن. وتضم الجمعية في عضويتها كافة أصحاب التخصص بما يضم أطباء جراحة وزراعة الكبد والتخدير والأشعة التدخلية والأنسجة المتعلقة بالكبد. ويتم متابعة أنشطة الجمعية من خلال مجلس الإدارة وثلاث لجان إدارية ومؤخرا أطلقنا خمس مجموعات اهتمام تركز على خمسة من أمراض الكبد المنتشرة وينتظر منها القيام بالعديد من المهام المحددة تشمل وضع معايير الممارسة وبرنامج تعليم مستمر للأطباء الممارسين وتشجيع الأبحاث الخاصة بهذه الأمراض فضلا عن إطلاق حملة توعية حول هذه الأمراض. وتتمحور الأنشطة في هذه المرحلة على أندية تخصص الكبد في ثلاث مدن، وورش متخصصة يتم عقدها بالتعاون مع المستشفيات المختلفة. ولكن الجمعية قد حددت مؤخرا خطتها الاستراتيجية والتي ضمت تفاصيل مختلفة لنوعية أنشطة وبرامج الجمعية ومشاريعها المستقبلية التي ترتكز بدرجة كبيرة على التعاون مع وزارة الصحة. ويصعب أن ندخل في التفاصيل لكن يمكن الاطلاع على ذلك من خلال موقع الجمعية الرسمي
(www.saslt.org) وهو باللغة الانجليزية وللمتخصصين ولكننا نعمل على تطوير الموقع العربي للجمعية والذي سيعنى بتوعية الرأي العام.
<<
اغلاق
|
فشل الكبد لاستعادة عمل وظائفها بشكل طبيعي
EliteDoctorOnline
طرحت شركة «جلف كير»العالمية مؤخراً بالتعاون مع شركة «فايتال ثيرابيز» الأمريكية، نظام التقنية الطبية الجديد المعروف باسم (إيلاد) لمساعدة مرضى فشل الكبد لاستعادة عمل وظائفها بشكل طبيعي. ويعتبر طرح تقنية إيلاد في المملكة خطوة للأمام في مجال الرعايةالصحية، علماً بأن المملكة ستكون من أوائل من يقدم هذا النوع من الرعاية الصحية في الشرق الأوسط في المستقبل القريب.
جهاز إيلاد هو عبارة عنجهاز يحتوي على مادة بيولوجية تدعم وظائف الكبد الطبيعية وهي تشبه لحد كبير أجهزةغسيل الكلى.. تستخدم تقنية «إيلاد» خلايا كبد بشرية لتساعد الجسم على القيامبعمليات التمثيل الغذائي من بناء وهدم وتسهل عملية التخلص من الفضلات بالشكلالطبيعي. كما تساعد هذه التقنية في أحيان كثيرة على التقليل من الحاجة لزراعة كبد.
وأشار الدكتور أحمدالعمير، رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد، إلى أن وجود هذه التقنية فيالمملكة يحتاج لتطبيق تدريجي ودراسة مكثفة. كما ذكر الدكتور العمير أن الدراسةوالتعاون الجاد بإمكانهما معاً إنجاح هذا المشروع في المملكة حيث قال: «مشاركتنافي هذا المشروع لتقديم الدعم» العلمي للشركة المزودة لهذه التقنية وذلك لتقديمرعاية صحية جيدة لمرضى فشل الكبد بطريقة مشابهة نوعاً ما لعلاج مرضى الفشل الكلوي.
كما أوضح الدكتورالعمير ان الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد تبلغ من العمر سنتين وهي معتمدةمن الهيئة السعودية للتخصصات الطبية. وأن الأعضاء في هذه الجمعية حريصون أشد الحرصعلى الارتقاء بمستوى البحوث العلمية في هذا الخصوص، وتبادل الخبرات وتعزيز الوعيالمجتمعي عن هذه المشكلة بشكل علمي يخدم الجميع .
وأما فيما يخص الجهازوتسويقه على مستشفيات المملكة أشار الدكتور العمير إلى أن الجمعية ستتعاون بلا شكمع شركة جلف كير العالمية في هذا الخصوص. ولكن يجب مراعاة وجود هذا الجهاز فيالأماكن الصحيحة حيث يكثر وجود مرضى يعانون من فشل الكبد.
ثم أضاف: إن الشركةالموردة للجهاز والجمعية قد تعجزان عن تسويقه بشكل سليم ولذلك نحن بحاجة لتعاونودعم من وزارة الصحة لمعرفة أنسب المستشفيات لهذا الجهاز.
<<
اغلاق
|