ما هي الظروف التي من شأنها أن تجعلك أكثر حاجة للاستعانة بالأخصّائي النفسي.
مع تقدّم تقبّل المجتمع لأهمية العلاج النفسي ولكونه لا يقتصر على المرضى عقليًا، بات من الصعب تحديد متى يجب اللجوء إليه، بدورنا أحضرنا لكم مجموعة حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي في ما يأتي:
حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي
إليك بعض الحالات التي من شأنك أن تعيشها وتعني الحاجة لمراجعة طبيب ومستشار نفسي في ما يأتي:
1. الشعور بالغربة عن ذاتك والحزن والغضب
ويفسر ذلك من خلال ما يأتي:
الشعور بالحزن، أو الغضب، أو اليأس والبؤس يعد مؤشرًا على وجود مشكلة ما في الصحة العقلية خصوصًا إن لم تكن قادرًا على السيطرة عليه.
البدء بملاحظة أنك تنام أكثر أو أقل من المعتاد بشكل واضح، أو بت تفقد اهتمامك خلال المشاركة مع جلسات الأصدقاء والأهل، وهنا يمكنك أن تشارك ذلك مع أحد الأصحاب المقربين.
تفاقم المشاعر والبدء بالشك في جدوى الحياة أو تبادرت إلى ذهنك بعض الأفكار حول الموت والانتحار حينها يجدر بك مراجعة الأخصائي النفسي على وجه السرعة.
2. اللجوء إلى الطعام، أوالجماع، أو الكحول، أو المخدرات
يصنف ذلك ضمن مجموعة حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي على وجه السرعة في حال أنك:
بدأت تسيء استخدام الأشياء من حولك وبدأت تبدي نوعًا من التعلق والاعتماد عليها للتأقلم مع ظروفك الشخصية.
شعورك ببداية الاعتياد والإدمان على الطعام، أو الجماع، أو الكحول، أو المخدرات، أو غيرها.
3. فقدان شخصًا عزيزًا أو شيئًا يهمّك
أحيانًا قد تكون علاقاتنا مع الأشخاص والأشياء من حولنا أساسية في علاقتنا مع أنفسنا أيضًا، لذا في هذه الحالات قد تؤدّي خسارتنا لهذه العلاقات نوعًا من الزعزعة في أنفسنا وثباتنا العاطفي والنفسي.
في حال عشت مؤخرًا حالة من خسارة شخص عزيز سواء بسبب الموت أو الانفصال، أو طردت من وظيفة طالما أردتها قد تكون في حاجة لإعادة ترتيب أفكارك وحياتك بمساعدة مختص نفسي.
4. التعرض لحدث مؤلم أو مخيف
إذا حدث ونجوت مؤخرًا من حادث طرق، أو انفجار خطير، أو أصبت أنت أو أحد قريب لك بمرض مزمن وخطير فقد تحتل هذه الأحداث المهمّة مساحة كبيرة من حياتك وتترك أثرًا كبيرًا في نفوسك.
لذا في حال مررت بأمر كهذا تحدّث إلى أصدقائك المقرّبين وافحص إمكانية التوجه لطلب المساعدة من مختص، أحيانًا قد تظنّ الأمر عابرًا فتكتشف أنه من ضمن حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي بأقرب وقت ممكن.
5. عدم القدرة على فعل ما كنت تحب
سواء كان ذلك لفقدان اهتمامك بالأمر بشكل غير مبرر، أو لحدوث ما يمنعك عن القيام بممارسة ما كنت تحب كمرض أو إعاقة مثلًا، عندها يجدر بك أن تتوجّه إلى مختص نفسي.
سيقوم المختص بدوره بمساعدتك على فهم عدم اهتمامك وحالتك المزاجية من أين تنبع أو يساعدك من أجل تحجيم تأثير الإعاقة والمرض على عقلك وصحتك النفسية.
هل هناك توقيت محدد للعلاج النفسي؟
تتلخص الإجابة بما يأتي:
يوجد حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي وطلب المساعدة من أخصائي نفسي علاجي، لكن الحقيقة أن غالبية البشر يستطيعون الاستفادة من اللقاءات العلاجية معه.
قد يغنيك عن الحاجة للعلاج النفسي وجودك برفقة نظام دعم يكوّنه الأصدقاء من أصحاب المقدرة الإدراكية العالية خصوصًا إن كنت أنت نفسك ذا مهارات إدراكية مميزة.
قد تمرّ أحيانًا بظروف تطلّب منك أن تتوقف عندها قليلًا وتطلب الرعاية لمواجهتها مهما كنت على معرفة ووعي لنفسك مما يعني أنّ التوقيت يتعلّق بالأساس بما يمرّ معك خلال حياتك.
العلاج النفسي فعال أكثر ممّا تتصوّر
على الرغم من أنّ العلاج النفسي لا يزال استخدامه في مجتمعنا من أجل معالجة الأمراض العقلية المعقدة، إلا أنه تبين أنّ معظم الناس الذي تعرضوا لحالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي يشعرون بالتحسن في غضون 7-10 لقاءات مع المعالج النفسي، وأن غالبية الذين مرّوا بتجربة علاج نفسي لاحظوا تحسّن منذ الجلسة الأولى فقط.
وبالطبع فإنّ الأمراض العقلية تحتاج إلى مواكبة أطول من العلاجات النفسية القصيرة، كما أنّه قد يتخللها علاجات طبية دوائية وجراحية أيضًا، إلّا أنّ ذلك لا يقلل من جدوى العلاج النفسي في هذه الحالات أيضًا.
<<
اغلاق
|
|
|
تجعل عملية التعلم واكتساب مهارات جديدة لدى الطفل عملية صعبة ومضنية.
فلنتعرف في ما يأتي على صعوبات التعلم (Learning difficulties) وأهم المعلومات المتعلقة بها:
ما هي صعوبات التعلم؟
بينما ترى بعض المصادر أن صعوبات التعلم هي ذاتها إعاقات التعلم تُشير مصادر أخرى لوجود اختلافات بين مصطلح صعوبات التعلم ومصطلح إعاقات التعلم (Learning disability)، كما يأتي:
1. صعوبات التعلم
هي مشكلات لا تعني تدني مستوى ذكاء الطفل، ولا تعني وجود أي خلل في الدماغ لديه، لكنها تُقلل من قدرة الطفل على اكتساب وتطوير بعض المهارات التعليمية، مثل: القراءة أو الكتابة أو النطق.
2. إعاقات التعلم
هي اضطرابات إدراكية دائمة وليست مؤقتة ناتجة عن خلل في قدرة الدماغ على معالجة وتخزين المعلومات المختلفة، مما يجعل الطفل يواجه نوعًا من الصعوبة أثناء محاولة ممارسة العديد من الأنشطة اليومية البسيط منها والمعقد كذلك.
أنواع صعوبات التعلم وأعراضها
تضم صعوبات التعلم مجموعة واسعة من الاضطرابات والتي تختلف حدتها من شخص لآخر، إليك قائمة بأهم أنواع صعوبات التعلم:
1. عسر تنسيق الحركة (Dyspraxia)
عسر تنسيق الحركة، أو خلل الأداء التنموي، هو اضطراب يُؤثر على قدرة الشخص على التحكم بحركاته الجسدية المختلفة، إذ يجد الطفل المُصاب بعسر تنسيق الحركة صعوبة عند محاولة القيام بأمور بسيطة، مثل: صعوبة ربط الحذاء.
كما قد تظهر عند المصاب مشكلات أخرى في حواسه المختلفة، مثل:
صعوبة النطق.
صعوبة تحريك كرة العين.
حساسية مفرطة تجاه الضوء.
2. عسر القراءة (Dyslexia)
يوجد نوعان مختلفان من اضطراب عسر القراءة، وهما:
مشكلات القراءة الشائعة: حيث يُواجه الطفل صعوبة أثناء محاولة قراءة الكلمات، بسبب عجزه عن فهم العلاقة بين الأصوات وشكل الحروف والكلمات.
مشكلات فهم القراءة: حيث يُواجه الطفل صعوبة أثناء محاولة فهم معنى الكلام المكتوب.
3. عسر الكتابة (Dysgraphia)
يُؤثر هذا النوع من صعوبات التعلم على قدرة الشخص على الكتابة، ويظهر هذا التأثير على هيئة أمور مثل:
خط يد رديء.
أخطاء إملائية.
صعوبة ترجمة الأفكار وتحويلها لكلام مكتوب.
4. عسر الحساب (Dyscalculia)
تختلف حدة وطبيعة هذا النوع من صعوبات التعلم بشكلٍ كبير من مصاب لآخر، لكن وبشكلٍ عام يُواجه الطفل المصاب بعسر الحساب غالبًا صعوبات في:
أداء العمليات الحسابية.
فهم الأرقام.
معرفة الترتيب الصحيح للأرقام.
5. عسر الكلام (Dysphasia)
يتسبب عسر الكلام للطفل المصاب بصعوبات تتعلق بالكلام، كما يُوحي الاسم تمامًا، مثل:
صعوبة النطق والحديث.
صعوبة فهم حديث الآخرين.
ضعف القراءة.
6.عسر المعالجة البصرية (Visual Processing Disorder)
يُواجه الطفل المصاب بعسر المعالجة البصرية صعوبة عند محاولة ترجمة وفهم المعلومات البصرية التي ترد إليه عبر العيون، فعلى سبيل المثال:
قد يقف المصاب عاجزًا عن التفريق بين غرضين بينهما نوع من التشابه،.
قد يجد المصاب صعوبة عند محاولة فهم الكلام المكتوب وقراءته.
عادةً ما يترافق هذا النوع من الاضطرابات مع مشكلات في التنسيق الحركي البصري.
أسباب صعوبات التعلم
صعوبات التعلم لا علاقة لها بالذكاء، فالأطفال المصابون بصعوبات التعلم غالبًا ما يكون مستوى الذكاء لديهم مماثلًا لأقرانهم، لكن يكمن الاختلاف فقط في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات التي تصل إليه.
غالبًا ما يظهر هذا النوع من الاضطرابات عند الطفل المصاب منذ الولادة، وهذه بعض العوامل والأسباب التي قد تزيد من فرص ولادة طفل مصاب بصعوبات التعلم أو اكتساب الطفل لصعوبات التعلم أثناء نشأته:
الجينات والوراثة.
تعاطي الأم لمواد مخدرة أثناء فترة الحمل.
تعرض الطفل لضربة قوية على الرأس.
سوء التغذية.
تعنيف الطفل.
التسمم بالرصاص.
التهابات أو عدوى في الجهاز العصبي المركزي.
الخضوع لعلاجات مرض السرطان.
تشخيص وعلاج صعوبات التعلم
يوجد العديد من الخيارات العلاجية التي من المُمكن البدء بها بمجرد تشخيص حالة الطفل من قبل الاختصاصيين، وهذه أهم العلاجات التي يستطيع الأهل اللجوء إليها:
إدخال الطفل في برنامج تعليمي خاص.
إخضاع الطفل لجلسات منتظمة مع أخصائيين لمساعدته على تجاوز نقاط ضعفه وتحسين مهاراته التعليمية.
العمل مع أخصائيين نفسيين لتحسين ثقة الطفل المصاب بنفسه وتحسين صحته النفسية بشكلٍ عام.
العمل مع الطفل لتطوير واختيار أدوات مختلفة قد تُساعده على استيعاب المعلومات بشكلٍ أفضل.
فلنتعرف في ما يأتي على صعوبات التعلم (Learning difficulties) وأهم المعلومات المتعلقة بها:
ما هي صعوبات التعلم؟
بينما ترى بعض المصادر أن صعوبات التعلم هي ذاتها إعاقات التعلم تُشير مصادر أخرى لوجود اختلافات بين مصطلح صعوبات التعلم ومصطلح إعاقات التعلم (Learning disability)، كما يأتي:
1. صعوبات التعلم
هي مشكلات لا تعني تدني مستوى ذكاء الطفل، ولا تعني وجود أي خلل في الدماغ لديه، لكنها تُقلل من قدرة الطفل على اكتساب وتطوير بعض المهارات التعليمية، مثل: القراءة أو الكتابة أو النطق.
2. إعاقات التعلم
هي اضطرابات إدراكية دائمة وليست مؤقتة ناتجة عن خلل في قدرة الدماغ على معالجة وتخزين المعلومات المختلفة، مما يجعل الطفل يواجه نوعًا من الصعوبة أثناء محاولة ممارسة العديد من الأنشطة اليومية البسيط منها والمعقد كذلك.
أنواع صعوبات التعلم وأعراضها
تضم صعوبات التعلم مجموعة واسعة من الاضطرابات والتي تختلف حدتها من شخص لآخر، إليك قائمة بأهم أنواع صعوبات التعلم:
1. عسر تنسيق الحركة (Dyspraxia)
عسر تنسيق الحركة، أو خلل الأداء التنموي، هو اضطراب يُؤثر على قدرة الشخص على التحكم بحركاته الجسدية المختلفة، إذ يجد الطفل المُصاب بعسر تنسيق الحركة صعوبة عند محاولة القيام بأمور بسيطة، مثل: صعوبة ربط الحذاء.
كما قد تظهر عند المصاب مشكلات أخرى في حواسه المختلفة، مثل:
صعوبة النطق.
صعوبة تحريك كرة العين.
حساسية مفرطة تجاه الضوء.
2. عسر القراءة (Dyslexia)
يوجد نوعان مختلفان من اضطراب عسر القراءة، وهما:
مشكلات القراءة الشائعة: حيث يُواجه الطفل صعوبة أثناء محاولة قراءة الكلمات، بسبب عجزه عن فهم العلاقة بين الأصوات وشكل الحروف والكلمات.
مشكلات فهم القراءة: حيث يُواجه الطفل صعوبة أثناء محاولة فهم معنى الكلام المكتوب.
3. عسر الكتابة (Dysgraphia)
يُؤثر هذا النوع من صعوبات التعلم على قدرة الشخص على الكتابة، ويظهر هذا التأثير على هيئة أمور مثل:
خط يد رديء.
أخطاء إملائية.
صعوبة ترجمة الأفكار وتحويلها لكلام مكتوب.
4. عسر الحساب (Dyscalculia)
تختلف حدة وطبيعة هذا النوع من صعوبات التعلم بشكلٍ كبير من مصاب لآخر، لكن وبشكلٍ عام يُواجه الطفل المصاب بعسر الحساب غالبًا صعوبات في:
أداء العمليات الحسابية.
فهم الأرقام.
معرفة الترتيب الصحيح للأرقام.
5. عسر الكلام (Dysphasia)
يتسبب عسر الكلام للطفل المصاب بصعوبات تتعلق بالكلام، كما يُوحي الاسم تمامًا، مثل:
صعوبة النطق والحديث.
صعوبة فهم حديث الآخرين.
ضعف القراءة.
6.عسر المعالجة البصرية (Visual Processing Disorder)
يُواجه الطفل المصاب بعسر المعالجة البصرية صعوبة عند محاولة ترجمة وفهم المعلومات البصرية التي ترد إليه عبر العيون، فعلى سبيل المثال:
قد يقف المصاب عاجزًا عن التفريق بين غرضين بينهما نوع من التشابه،.
قد يجد المصاب صعوبة عند محاولة فهم الكلام المكتوب وقراءته.
عادةً ما يترافق هذا النوع من الاضطرابات مع مشكلات في التنسيق الحركي البصري.
أسباب صعوبات التعلم
صعوبات التعلم لا علاقة لها بالذكاء، فالأطفال المصابون بصعوبات التعلم غالبًا ما يكون مستوى الذكاء لديهم مماثلًا لأقرانهم، لكن يكمن الاختلاف فقط في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات التي تصل إليه.
غالبًا ما يظهر هذا النوع من الاضطرابات عند الطفل المصاب منذ الولادة، وهذه بعض العوامل والأسباب التي قد تزيد من فرص ولادة طفل مصاب بصعوبات التعلم أو اكتساب الطفل لصعوبات التعلم أثناء نشأته:
الجينات والوراثة.
تعاطي الأم لمواد مخدرة أثناء فترة الحمل.
تعرض الطفل لضربة قوية على الرأس.
سوء التغذية.
تعنيف الطفل.
التسمم بالرصاص.
التهابات أو عدوى في الجهاز العصبي المركزي.
الخضوع لعلاجات مرض السرطان.
تشخيص وعلاج صعوبات التعلم
يوجد العديد من الخيارات العلاجية التي من المُمكن البدء بها بمجرد تشخيص حالة الطفل من قبل الاختصاصيين، وهذه أهم العلاجات التي يستطيع الأهل اللجوء إليها:
إدخال الطفل في برنامج تعليمي خاص.
إخضاع الطفل لجلسات منتظمة مع أخصائيين لمساعدته على تجاوز نقاط ضعفه وتحسين مهاراته التعليمية.
العمل مع أخصائيين نفسيين لتحسين ثقة الطفل المصاب بنفسه وتحسين صحته النفسية بشكلٍ عام.
العمل مع الطفل لتطوير واختيار أدوات مختلفة قد تُساعده على استيعاب المعلومات بشكلٍ أفضل.
<<
اغلاق
|
|
|
النفسية أيضًا، تعرف في هذا المقال على أهم المعلومات المتعلقة بالأمراض النفسية عند الأطفال.
يؤدي استخدام العنف والتربية الخاطئة والعوامل البيئية المحيطة غير الصحية في التأثير على الأطفال نفسيًا، فما هي أهم الأمراض النفسية عند الأطفال؟
الأمراض النفسية عند الأطفال
يصاب الأطفال بأمراض نفسية كما الكبار تمامًا ولكن بشكل مختلف، فيما يأتي أهم أنواع الأمراض النفسية عند الأطفال:
1. اضطرابات القلق
تؤثر اضطرابات القلق على الأطفال وتسبب لهم الخوف والتوتر عند محاولتهم للمشاركة في اللعب أو أي نشاطات اجتماعية.
2. قصور الانتباه وفرط الحركة
يعاني الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة من قلة التركيز وفرط النشاط عند مقارنتهم بأقرانهم من نفس العمر.
3. اضطراب طيف التوحد
إن اضطراب طيف التوحد هو أحد المشكلات العصبية التي تظهر في عمر الطفولة قبل الثلاثة أعوام، وغالبًا ما يواجه هؤلاء الأطفال مشكلات في التواصل والتخاطب مع الاخرين.
4. اضطرابات الأكل
يواجه بعض الأطفال مشكلة اضطرابات الأكل والتي تتعلق بشكل كبير في كيفية تفكير الأطفال بالوصول إلى الوزن المثالي.
يقوم بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطربات بالتوقف عند تناول الطعام تمامًا، مما يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية.
5. اضطراب شراهة تناول الطعام
يتناول الأطفال المصابين باضطراب شراهة تناول الطعام الأطعمة المختلفة بنهم شديد مما يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية.
6. الاكتئاب
يصاب بعض الأطفال بالاكتئاب مما يؤدي إلى شعورهم بالحزن الشديد وفقدانهم للرغبة في القيام بالعديد من المهام والتواصل مع الاخرين.
7. اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني بعض الأطفال من اضطراب ما بعد الصدمة في حال تعرضهم للعنف، أو الاعتداء، أو الحوادث المختلفة، والذي يسبب لهم التوتر، والقلق، والكوابيس المستمرة.
8. انفصام الشخصية
تؤدي الإصابة بانفصام الشخصية لفقدان الشخص الارتباط بالواقع، إضافة إلى التهيؤات والهلاوس التي تصيب الإنسان.
غالبًا ما يصاب الأطفال بانفصام الشخصية في عمر المراهقة واخر عمر العشرينات بالتحديد.
ما الذي يسبب الأمراض النفسية عند الأطفال؟
لا يوجد سبب وحيد وواضح وراء إصابة الأطفال بالأمراض النفسية ولكن يرتبط هذا الأمر بعدة عوامل في بعض الأحيان، إليك أهمها:
الوراثة: تزداد احتمالية إصابة الأطفال بالأمراض النفسية في حال كان المرض متوارث داخل العائلة.
بيولوجية الإنسان: تنتج بعض الأمراض النفسية نتيجة اختلال في السيالات العصبية داخل الدماغ والتي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالأمراض.
الصدمة العصبية: تنتج بعض الأمراض النفسية لدى الأطفال نتيجة لتعرضهم لمواقف حياتية صعبة ومؤثرة أحدها الإهمال الجسدي والعاطفي.
الظروف البيئية: يتطور المرض النفسي عند الأطفال خصوصًا عند وجود القابلية لذلك داخل بيئة سامة ومليئة بالتوتر.
مؤشرات تدل على المرض النفسي عند الأطفال
فيما يأتي بعض الأعراض التي قد تظهر على الأطفال وتعد مؤشر للمرض النفسي مما يستدعي مراجعة الطبيب:
شعور الطفل بالحزن والعزلة لمدة أسبوعين أو أكثر.
محاولة الطفل لإيذاء نفسه بأي شكل أو التفكير بذلك.
الحزن الشديد أو الخوف بدون سبب مع زيادة نبضات القلب وسرعة التنفس في بعض الأحيان.
الدخول في مشكلات عديدة مع إيذاء الاخرين خصوصًا عند استخدام أدوات جارحة لعمل ذلك.
فقدان السيطرة على النفس وإيذاء الطفل لنفسه.
تجنب تناول الطعام أو التقيؤ عمدًا.
التوتر بشكل مستمر بشكل يتداخل مع القيام بالمهمات اليومية.
صعوبة التركيز خصوصًا أثناء العملية التعليمية.
استخدام أي من المواد أو الأدوية الممنوعة.
اضطرابات حادة في المزاج.
تغيير حاد في الشخصية أو التصرفات.
هل يمكن حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض النفسية؟
يعد دور الاباء مهم جدًا من أجل تجنيب أبنائهم الإصابة بأي من الأمراض النفسية، فيما يأتي أهم النصائح فيما يتعلق بذلك:
حماية الأطفال وإبعادهم عن أي مصدر للعنف من حولهم.
الحفاظ على علاقات وروابط أسرية صحية وعميقة.
دعم الأطفال دائمًا وتشجيعهم وحمايتهم.
طلب العلاج الطبي في حال إصابة الاباء بأي من الأمراض النفسية، إذ يساعد ذلك في تثقيف أبنائهم عن هذا المرض وحمايتهم من الإصابة به.
<<
اغلاق
|
|
|
للآباء أيضًا، إذ يواجه الأولاد كثير من التحولات المضطربة المختلفة التي ترافق المراهقة، سواء كانت تلك التغيرات جسدية أو عاطفية أو هرمونية أو فكرية أو اجتماعية، يصاحب كل منها عديد من المشكلات والضغوط، ومع رغبة المراهقين الشديدة في الاستقلالية، قد يصبح الأمر خارجًا عن السيطرة بشكل تام، كما قد تؤدي تلك الضغوط إلى اضطرابات نفسية حادة، لذا يبحث الآباء بشكل دائم عن أفضل الحلول لمواجهة مشاكل المراهقين النفسية وكيفية التعامل مع المراهق بشكل صحيح لتجنب أي صدامات خاطئة.
مشاكل المراهقين النفسية
يمكن أن يكون التدخل المبكر المفتاح الأساسي لمساعدة المراهق في علاج المشكلات التي يواجهها، لكن قبل ذلك يجب تحديد أهم المشكلات النفسية التي يواجهها المراهق. الاكتئاب في حين أننا جميعًا معرضون للحزن والاكتئاب البسيط، فالاكتئاب الشديد حالة طبية خطرة تتطلب علاجًا فوريًا، من أشهر علامات الإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين: اضطرابات النوم. البكاء غير المتوقع والتقلبات المزاجية. عادات الأكل التي تؤدي إلى فقدان أو زيادة ملحوظة في الوزن. عبارات اليأس. جنون العظمة. السرية المفرطة. إيذاء النفس. الهواجس حول شكل الجسم. العزلة المفرطة. البعد عن الأصدقاء والتجمعات. عادة ما يتم علاج الاكتئاب تمامًا، وفي بعض الأحيان قد يكون العلاج وحده مفيدًا، وأحيانًا أخرى يحتاج العلاج إلى الأدوية، بالإضافة إلى الجلسات العلاجية في مجموعات.
القلق يمكن أن يؤثر القلق بشدة في حياة المراهق، غالبًا ما يتعارض مع قدرة المراهق على الاختلاط مع الأصدقاء، يمكن أن يؤثر كذلك في القدرات التعليمية، كما يمكن أن يتفاقم الأمر في حالات القلق الحادة إلى منع المراهق من مغادرة منزله، أو حضور الأحداث الاجتماعية. عادةً ما يكون العلاج بالتحدث إلى المريض الشكل المفضل لعلاج القلق، إذ يستفيد المراهقون من مهارات التعليم لإدارة أعراضهم ومواجهة مخاوفهم. قصور الانتباه وفرط الحركة تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بداية من سن أربع سنوات، لكن لا تصبح تلك الأعراض مشكلة حتى بلوغ سن المراهقة، هناك ثلاثة أنواع من فرط الحركة، نوع متهور ونوع غير مهذب ونوع مفرط النشاط. يعاني المراهقون من النوع مفرط النشاط من صعوبة في الجلوس ساكنًا، ولا يمكنهم التوقف عن الكلام، كما يفتقر المراهقون من النوع الغافل إلى التركيز مع تشتت الانتباه بسهولة. يمكن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن طريق الأدوية، كما يُدرَّب الوالدان أيضًا كجزء من العلاج لمساعدة الأسرة على تخطي تلك المشكلة.
احتياجات المراهق النفسية سنوات المراهقة مرحلة فارقة في تكوين الشخصية، لذا لا بد من مساعدة الأبناء في تلبية احتياجاتهم النفسية خلال تلك الفترة، من أهمها: توفير بيئة منزلية آمنة ومحبة. السماح بالاستقلالية والحزم المناسبين للمرحلة العمرية. المسؤولية تجاه الممتلكات الخاصة به وبالأسرة. خلق جو من الصدق والثقة والاحترام. احترام خصوصية المراهق. كيفية التعامل مع المراهق التعامل مع المراهق بطريقة صحيحة يجنب كثيرًا من المشكلات وتخطي العقبات الشائعة، إليكِ أهم النصائح التي عليكِ اتباعها: الحفاظ على التواصل بشكل صادق ومنفتح: يجب أن يعرف طفلك أنه يمكنه التحدث إليكِ عن أي شيء، ويجب عليكِ الالتزام بالتطرق إلى الموضوعات المثيرة للقلق والقيام بذلك علانية، تحدثي عن تجاربك ومخاوفك في أثناء مراهقتك، ليعلم أنه ليس وحده، وأن مشكلاته ليست فريدة من نوعها. تفهم اضطرابات الصحة النفسية وعلاجها: ينبغي عليكِ البحث عن المعلومات التي تحتاجين لمعرفتها حول الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا بين المراهقين، تحدثي إلى طبيب طفلك وممثلي المدرسة عن ما يجول ببالك، وتابعي أي تطورات قد تظهر على طفلك واستعدي لها. الانتباه لسلوك المراهق: يمر المراهق خلال هذه الفترة بوقت انتقالي وبعض التغييرات، لكن التغيرات الحادة أو الدرامية أو المفاجئة في السلوك يمكن أن تكون مؤشرات قوية على مشكلاته النفسية. وضع القواعد الأساسية: لا يزال المراهق بحاجة إلى وضع القواعد الأساسية التي تشتمل على سلامته الصحية والنفسية، اجعلي تلك القواعد سهلة الفهم، وبأسباب واضحة. ختامًا، يجب أن نتذكر أن مشاكل المراهقين النفسية أمر شائع وطبيعي خلال تلك الفترة والتي ترتبط بكثير من التغيرات السلوكية والجسدية، كما يجب على الوالدين مساعدة الأبناء في تخطي تلك المشكلات والعقبات.
<<
اغلاق
|
|
|
تعرف على كافة إجابة تساؤلاتك من هنا:
سنتعرف في ما يأتي على إدمان الأدوية النفسية، وأبرز الأعراض المصاحبة له:
إدمان الأدوية النفسية
يمكن أن يكون العلاج النفسي أحد أكثر الطرق فعالية لعلاج أعراض اضطراب الصحة العقلية، لكن بعض الأدوية المستخدمة لتخفيف القلق، ونوبات الهلع، والاضطرابات السلوكية، وحالات أخرى يمكن أن تسبب الادمان الجسدي أو النفسي.
على الرغم أنه إذا كنت تتناول الدواء كجزء من برنامج العلاج، وطالما كنت تلزم بالجرعات الموصوفة من الطبيب المعالج فإن فرص الإدمان تصبح ضئيلة مقارنةً بالفوائد المحتملة.
من الطبيعي أن يراودك القلق بشأن الاثار الجانبية لأي دواء نفسي، بما في ذلك إمكانية الإدمان. لكن لا ينبغي أن تمنعك هذه المخاوف من الحصول على العلاج الدوائي.
إذا كنت تتناول دواء علاج نفسي وشعرت برغبة في الحصول على المزيد يمكنك التحدث مع المعالج حول مخاوفك، لا تتوقف أبدًا عن تناول الدواء أو تقلل الجرعة دون استشارة طبية أولًا.
أعراض إدمان الأدوية النفسية
تشمل أعراض إدمان الأدوية النفسية ما يأتي:
الشعور بضرورة استخدام الدواء بانتظام، أو حتى عدة مرات في اليوم.
وجود رغبة شديدة لتناول الدواء.
الحاجة إلى كمية أكبر من الدواء للحصول على نفس التأثير.
تناول كميات أكبر من الدواء على مدى فترة زمنية أطول مما كنت تنوي.
إنفاق المال لشراء الدواء، حتى لو كنت لا تستطيع تحمله.
عدم الوفاء بالالتزامات ومسؤوليات العمل، أو الانعزال عن الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية.
الاستمرار في تعاطي كميات كبيرة من الدواء، حتى وإن كنت تعلم أنه يسبب مشكلات في حياتك، أو يسبب لك ضررًا جسديًا أو نفسيًا.
القيام بأمور غير أخلاقية للحصول على الدواء، مثل: السرقة.
القيادة تحت تأثير المخدر، أو القيام بأنشطة أخرى محفوفة بالمخاطر عندما تكون تحت تأثير المخدر.
قضاء وقت طويل في الحصول على الدواء أو استخدامه أو التعافي من اثاره.
فشل محاولاتك للتوقف عن استخدام الدواء.
المعاناة من أعراض الانسحاب عند محاولتك التوقف عن تناول الدواء.
أسباب إدمان الأدوية النفسية
يبدأ الأشخاص في تناول إدمان الأدوية النفسية لعدة أسباب، قد تتمثل في ما يأتي:
الشعور بالرضا والسعادة، والنشوة بعد تناول الدواء.
انخفاض الانزعاج والتوتر.
الشعور بالانتصار، وامكانية تأدية الأعمال اليومية بشكل أفضل.
الفضول وضغط الأصدقاء.
قد يكون المصابون باضطرابات إدمان الأدوية النفسية على دراية بمشاكلهم، لكنهم لا يستطيعون إيقافها حتى لو أرادوا ذلك.
تأثير إدمان الأدوية النفسية على الدماغ
تستهدف الأدوية التي تسبب الإدمان نظام الدماغ، فهي تزيد إفراز مادة كيميائية تسمى الدوبامين، التي تؤدي إلى الشعور بالمتعة الشديدة.
يعتاد الدماغ على الدوبامين كلما زادت مدة الاستخدام، لذلك قد تحتاج إلى تناول المزيد من الدواء للحصول على نفس الشعور.
يمكن أن يسبب هذا تغيرات في الأنظمة الأخرى في الدماغ، الأمر يؤثر على قدرتك في التحكم، واتخاذ القرار، ويؤدي إلى ضعف الذاكرة، وانخفاض القدرة على التعلم.
علاج إدمان الأدوية النفسية
قد يستغرق التعافي من إدمان الأدوية النفسية بعض الوقت، إذ لا يوجد علاج محدد لهذه الحالة، لكن يمكن أن يساعد التوقف عن تعاطي الأدوية في التخفيف من ظهور الأعراض على المدى الطويل.
استشر الطبيب لمعرفة أفضل خطة لعلاج إدمان الأدوية النفسية.
<<
اغلاق
|
|
|
إلى الآن خاطئة تدور حول الطب النفسي و تحديدا الامراض النفسية التي اصبحت شائعه و في تزايد في عصرنا هذا وحان الاوان ان نصحح هذه المفاهيم او المعتقدات و وضعها في إطارها الصحيح. معنا اليوم حول هذا الموضوع...
https://podcasts.apple.com/gb/podcast/%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B7%D8%A8-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A-%D9%88-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%8A/id1530443479?i=1000492416796
<<
اغلاق
|
|
|
والتي تحتاج لمتابعة دقيقة لحالة المنتمي لهذا المجال النفسية حتى يواصل ابداعه حول هذا الموضوع وعن مدى العلاقة الوطيدة بين الطب النفسي والمجال الرياضي حاورت «عكاظ» الدكتور علي بن محمد زائري استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بأبها وجاءت الحصيلة كالتالي:
بداية ما مدى علاقة الطب النفسي بالمجال الرياضي؟
- الطب النفسي له علاقة بالمجالات التي لها علاقة بالأداء والابداع والتفوق ومن ذلك المجال الرياضي.
الأخصائي النفسي منقذ
هل تؤيد تواجد الأخصائي النفسي ضمن الأجهزة العاملة في الأندية والمنتخبات الوطنية؟
- نعم فالأخصائي النفسي لديه القدرة على تقييم نفسية اللاعب وأي تغير في معنوياته وتحديد الكفاءة النفسية له ، بل ورفع معنوياته وثقته بنفسه وعلاج أي سبب يضعف الثقة والأداء لدى اللاعب والأخصائي النفسي يتدخل في الوقت المناسب لانقاذ أداء اللاعب الذي قد يؤثر على أداء الفريق ككل فقد شاهدنا نجوما يختفون في مباريات هامة ولم يقدموا العطاء المأمول منهم بالرغم من ثقة الجماهير والمسئولين فيهم ومعرفة الجميع بما في ذلك الأجهزة الفنية بقدراتهم.
وماذا تغير في اللاعب؟
- كل ماتغير في اللاعب هو نفسيته ، معنوياته ، روحه وكل هذا يستطيع الأخصائي النفسي التعامل معه بكل سهولة.
كيف تتم تهيئة الرياضي لخوض المنافسة من الناحية النفسية؟
- التهيئة النفسية للاعب تبدأ بعمل مقابلة شخصية معه يتم من خلالها تقييم حالة اللاعب النفسية والاطمئنان على عدم تعرضه لأي من الأمراض النفسية الشائعة مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى ثم علاجها ان وجدت أيضا التأكد من سلامة اللاعب من استخدام العقاقير المخدرة والمنشطة والتي تشكل من قدرات اللاعب مهما كانت موهبته بعد ذلك يتم تعزيز ثقة اللاعب بنفسه واحترامه لموهبته واحترامه لجمهوره والمسئولين الذين منحوه الثقة أيضا تذكيره ضرورة احترام الخصم وعدم الاستهانة به أو احتقار مستواه والعكس صحيح اذا كان الفريق المقابل فريقا شهيرا وقويا وعدم تضخيم الخصم واحتقار الذات بل التركيز على تقديم الأداء الأفضل والشعور بالندية ولعل أكبر دليل على ذلك ما قدمه منتخبنا الوطني خلال مونديال 1994 عندما كان ندا قويا لمنتخبات عالمية وكان أداؤه في منتهى الابداع والروعة وكسب احترام العالم.
ما السر وراء ذلك الابداع من وجهة نظركم كنفسانيين؟
- السر بسيط جدا وهو التهيئة النفسية الجيدة والتي كانت أهم عنصر في التفوق وأتذكر تصريحات أمير الشباب الراحل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في حينها عندما قال لاحدى الشبكات التلفزيونية العالمية نحن نشارك في كأس العالم للفوز والتقدم للأمام وليس للمشاركة فقط تلك الكلمات كانت تأهيلا نفسيا للاعبين من الطراز الأول منحتهم الثقة بالذات ورفعت من معنوياتهم فتحقق ما تحقق في ذلك الوقت.
الضغط النفسي مؤثر
قبل خوض المنافسات الهامة والمواجهات الحساسة والحاسمة يتعرض اللاعب الى ضغط نفسي من قبل الاعلام والجمهور كيف يمكن ابعاد اللاعب عن ذلك؟
- أولا عن طريق اللاعب نفسه وذلك عندما يكون ناضجا من الناحية النفسية فتكون الضغوط الخارجية كالاعلام والجمهور ذات تأثير لا يكاد يذكر ولا يوليها أي اهتمام بعكس اللاعب غير الناضج نفسيا تجده يتأجج من التصريحات ويغضب ويتوعد ويدلي بتصريحات الثأر والانتقام فهذا اللاعب يتعرض للاستنزاف النفسي ويصل للمباراة وهو جثة هامدة ولا يستطيع التركيز والأداء بفن انما يكون متنرفزا ومتوترا ويخرج من أجواء اللقاء ويتعرض للحصول على البطاقات الملونة ثم بتهيئة اللاعب من قبل الأجهزة الادارية والنفسية والفنية وتدريبه على التحكم في شعوره وتعليمه موهبة البرود خلال التمارين حتى يكون في أقصى مستويات التركيز خلال المنافسة.
هناك البعض من اللاعبين يتعرضون للنرفزة السريعة وخصوصا في الأوقات الحاسمة والمواجهة الحساسة كيف يمكن التعامل مع أولئك اللاعبين؟
- اللاعب العصبي والمتنرفز هو لاعب لايجيد التصرف ويهدر طاقاته وقدراته في مشادات وعنف في اللعب لاتعود عليه ولا على فريقه بالنفع بل قد يجني على فريقه ويكون السبب في خسارته فأغلب ضربات الجزاء التي نشاهدها ناتجة عن توتر اللاعب وضعف تركيزه والتصرف بحماقة والحل يكمن في حسن التصرف من قبل الأجهزة الادارية والفنية وحتى الطبية حيث تم اعادة تأهيل اللاعب المعروف عنه النرفزة وفلتان الأعصاب حتى لو لزم الأمر اعطاءه أدوية تساعد في كبح جماح غضبه ونرفزته الشديدة.
التهيئة سر النجاح
ما مدى تأثير الاعداد النفسي قبل المواجهات الهامة في أداء اللاعب؟
استطيع القول أن الفرق الكبيرة على المستوى العالمي والتي أخذت شهرة عالمية واحتراما دوليا هي فرق يتمتع لاعبوها بالهدوء النفسي والتركيز العالي والتحكم في الأعصاب ولاننسى الأداء الفني الجيد وبعض تلك الفرق يوجد لديها أخصائيون نفسيون يساعدون في تأهيل اللاعبين للمواجهات الحاسمة ولهذا فان التأهيل النفسي قبل المواجهات الهامة عامل مهم ويجب تفعيله.
هناك فروق فردية من الناحية الفنية بين اللاعبين وبين الفرق فكيف يمكن أن يتفوق الفريق الأقل حظوظا؟ وهل للتهيئة النفسية دور في ذلك؟
- نعم للتهيئة النفسية دور كبير في ذلك فالفريق عندما يتفانى ويأخذ المباراة بجدية ورغبة في الفوز فان ذلك ينعكس بالايجاب على الأداء داخل الملعب أثناء اللقاء فيما لاعبي الفريق الأكثر تفوقا فنيا وشهرة يقلل لاعبوه من شأن الفريق الأخر ويؤدون بدون حماس ولا روح ويخوض اللقاء وهو متأكد من الفوز فتكون النتيجة فوز الفريق الأقل حظوظا.
الحكم بشر
أصبح لدى اللاعب السعودي خصوصا في كرة القدم عدم ثقة في الحكم المحلي وربما نتج ذلك بسبب عدم ثقة ادارات الأندية في الحكم كيف يمكن تغيير تلك النظرة المجحفة بحق الحكم السعودي؟
- هذه نظرة خاطئة وفيها اجحاف بحق الحكم وأحيانا يكون الحكم هو الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء لتبرير الخسارة فقط وابعاد الأنظار عن الأسباب الحقيقية وراء تلك الخسارة ويمكن تغيير تلك النظرة فمعرفة أمر مهم وهو أن مسئولية تقييم الحكم ليست من مسئولية اللاعب ولا المدرب ولا حتى المسئولين على الأندية فهناك من هو مسئول عن تقييم الحكم حتى الاعلام يجب أن لايهاجم الحكام.
الحكم ذاته كيف يمكننا اعادة الثقة بالنفس وبالذات اليه؟
- الحكم يظل بشرا يتأثر بالجمهور والاعلام والتعليقات التي تطلق على شخصه والحكم لدينا يحتاج الى تأهيل نفسي كما يحتاج للجراءة والشجاعة والثقة في مايتخذه من قرارات وعدم السماح لأي ضغوط جانبية للتأثير على قراراته مهما كانت.
كبوة وتجاوزناها
منتخبنا الوطني بصدد خوض غمار نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي كيف يمكن تهيئة نجومه لخوض المنافسة خصوصا عقب اخفاق مونديال 2002؟
- يكفينا فخرا أن منتخبنا الوطني المنتخب العربي الوحيد الذي وصل الى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية فالأخضر يتطور ويتقدم ويحقق الانجازات تلو الأخرى ويجب أن ينسى الجميع ما حدث في مونديال 2002 سواء مسئولين أو لاعبين حتى الجمهور السعودي الوفي ويجب اعتبار ذلك المونديال مجرد تجربة ويجب الاستفادة مما حدث واعتباره زيادة في الخبرة ولم يكن فشلا على الاطلاق فلو قرأنا تاريخ كأس العالم لوجدنا أن هناك العديد من المنتخبات المرموقة تعرضت للاخفاق فهل كان ذلك نهاية المطاف وما حصل لمنتخبنا كان مجرد عثرة جواد ويجب أن نعي أن الأخضر قادر على تخطي الصعاب وأن نضع الثقة في نجومنا الذين لن يخيبوا الآمال.
المصاب بحاجة للتأهيل النفسي
اللاعب الذي يتعرض لاصابة قوية مادور الطب النفسي في مسألة اعادة تأهيله للعودة مجددا للملاعب؟
- بالطبع هناك ضغط نفسي على اللاعب المصاب كونه يرى نفسه بعيدا عن الأضواء والمنافسة واذا كأن اللاعب ضعيف من الناحية النفسية فانه يستسلم للاكتئاب والقلق والحزن مما يؤدي الى تأخر وتقييم عملية شفائه واعادة تأهيله ، وهذا اللاعب أكثر حاجة لتدخل الطب النفسي خلال فترة الاصابة من أي وقت أخر حتى يتم ابعاده عن الدخول في معمعة الاكتئاب.
هل للناحية النفسية دور بارز في عودة اللاعب للملاعب بالشكل المطلوب؟
- نعم فاللاعب المضطرب نفسيا يكون غير منظم في حياته وقد يمارس عادات سيئة وغير صحية وينتج عن ذلك عدم الانتظام في التدريبات والمعسكرات مما يسبب في تأرجح المستوى الفني وفقدان الأداء المطلوب.
توتر نفسي
عدم التركيز لدى بعض اللاعبين في المواجهات الهامة ما دور الأمور النفسية في ذلك؟
- عدم التركيز والتوهان ناتج عن التوتر النفسي الشديد والخوف من الخسارة وهذا يحتاج الى تقييم نفسي وعمل خطة علاج مناسبة لظروف كل لاعب.
المنشطات أساس كل داء
ما مدى تأثير المنشطات على اللاعب خصوصا من الناحية النفسية؟
- المنشطات سبب جميع الأمراض النفسية تؤدي أحيانا للوفاة هذا على مستوى الجسد أما من الناحية النفسية فانها تسبب تقلبات شديدة في المزاج ولخبطة في النوم وتوتر وحزن وخوف وقلق وشك في الآخرين بالاضافة الى العنف والقسوة والتغير في الشخصية وعدم التحكم في التصرفات والسلوك.
هدوء المسئول
نصيحتكم لمسئولي الأندية؟
- كل ما أود قوله لمسئولي الأندية عليهم أن يتحلوا بالثقة والهدوء في تعاملهم مع اللاعبين كون ذلك سينعكس ايجابيا على اللاعبين وعلى حالتهم النفسية مما يجعلهم يقدمون أفضل المستويات.
الثقة بالنفس
كلمة أخيرة.
-هناك حكمة نفسية تقول(أنت ما تعتقده عن نفسك) فاذا اعتقد اللاعب أنه صاحب كفاءة عالية ومهارة جيدة وموهبة كبيرة وصاحب أداء راقي وعالي فانه سيكون كذلك والعكس صحيح ، قال تعالى(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لذا فانني أرجو من أخي اللاعب أن يخرج من ذهنه وتفكيره شعور الانهزام وسيشعر بطاقة هائلة وثقة لاتوصف وأداء يثير اعجاب واحترام الآخرين.
<<
اغلاق
|
|
|
المحيط ب «الجنسين»
رغم كل الأخبار التي تبث بين فترة وأخرى عبر وسائل إعلام مختلفة حول الأمراض النفسية التي تصيب المرأة وأنها تحتل المراكز الأولى في الإصابة بالمرض النفسي، إلا أننا لم نجد بحثا متخصصا واحدا يؤكد أو ينفي هذه الأخبار.
وبما أن الرجل لا يبتعد كثيراً عن المرأة من حيث تأثره بالمحيط الذي يعيش فيه، وبالتالي تعرضه للإحباط أو بعض الضغوط، إلا أن الأسباب ربما تكون مرتبطة بالظروف الاجتماعية التي يعيشانها -الرجل والمرأة-، وبالتالي إصابتهم ب»القلق» والاكتئاب» و»الرهاب الاجتماعي» و»الوسواس القهرى»، الأمر الذي يتطلب مناقشة الموضوع مع أهل الخبرة من النفسيين للوقوف على أفضل الطرق لضمان معيشة أفضل و»هانئة»، وبعيداً عن الأمراض النفسية.
اكتئاب نفسي
يقول «د.محمد شاووش» -استشاري الطب النفسي نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي-: تنتشر الأمراض النفسية بين النساء بشكل أكبر من الرجال، مضيفاً أنه تشير دراسات البنك الدولي أن الاكتئاب النفسي سيتحول إلى المرتبة الثانية بين عموم الأمراض، وأنه سيحتل المرتبة الأولى في النساء والرابعة عند الرجال.
وذكر «د.علي زائري» -استشاري طب نفسي في مركز النخيل الطبي بجدة- أن الأمراض النفسية تصيب المرأة أكثر من الرجل على مستوى العالم، وقد تزيد أكثر بين النساء اللائي لا يوجد لديهن استقلال مادي، أو اللاتي يعتمدن بشكل كبير على الرجل في قضاء احتياجاتهن اليومية، الأمر الذي قد يحرم الكثيرات من الراحة المادية والمعنوية بسبب استغلال الرجل لسلطته.
زيادة ملحوظة
وأوضح «د.عبد العزيز الناهض» -استشاري أمراض نفسية متقاعد- أنه ما يستنتج من خبرة الكثير من الأطباء النفسيين أن هناك زيادة ملحوظة في الأمراض النفسية عامة وبالذات التي لا ترى؛ لأنها تظهر كأعراض مرضية نمطية مثل آلام البطن والصداع والظهر، وأحياناً الإغماء.
وبالنسبة لأكثر الأمراض النفسية التي تصيب المرأة في المملكة أشار «د.شاووش» إلى أنها تتمثل في الاكتئاب والقلق والأمراض الجسدية نفسية المنشأ، وأضاف «د.الناهض»: التوتر و»الرهاب الاجتماعي» و»الوسواس القهرى»، هذه الأمراض لها علاقة واضحة بالأحوال الاجتماعية المحيطة بالمرأة.
الأمومة والتوتر
وعن الأعمال التي تصاب ممتهناتها بالأمراض النفسية أكثر من غيرهن قال «د.زائري»: هي الأعمال التي يوجد بها نسبه عالية من التوتر النفسي أو العمل لساعات طويلة، مما يسبب لها تعارضا في رعاية أطفالها وعدم التواجد في المنزل وقت احتياج عائلتها لها، مبيناً أن أكثر الأعمال التي تسبب ضغطا نفسيا هي «الأمومة» والتي تكلف المرأة انتباها وحرصا لمدة (24) ساعة في اليوم.
وقال «د.الناهض»: أعتقد أن المرأة المتزوجة غير المتعلمة والمطلعة وغير الموظفة والتي تسكن القرية، هي أكثر النساء تعرضاً للإصابة بالأمراض النفسية؛ لأنها أكثر النساء بُعداً عن مراكز العلاج والرعاية الاجتماعية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأمراض التي قد تصاب بها المرأة بسبب الأوضاع الاجتماعية، وعندما تكون ذات منحنى غير طبيعي مثل التعرض للعنف الأسرى أو النفسي أو التحرش الجنسي، أو التهديد المتواصل من الزوج أو أي شخص من الأقارب.
عوامل اجتماعية
أما ما يصيب المرأة من أمراض نفسية بسبب الأوضاع الاجتماعية فأشار «د.شاووش» إلى أن هناك عوامل اجتماعية مهيأة للمرض النفسي، ك»الطلاق» و»الترمل» و»العنوسة»، إلى جانب وجود عدد كبير من الأطفال، خصوصاً تحت سن الرشد، بالإضافة إلى الخلافات الأسرية وعدم وجود الدعم النفسي والاجتماعي، مبيناً أنه لا يوجد دراسات تفرق في نسبة الإصابة بالأمراض بين المتعلمات أو الموظفات أو السكن في القرية أو المدينة في البيئة.
د. علي زائري
ورأى «د.زائري» أن الوضع الاجتماعي للمرأة يجعلها تحت مستوى عال من الضغط النفسي؛ بسبب وضعها تحت المجهر وسهولة تعرضها للنقد من العائلة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى توقعات الخطأ منها وعدم التسامح أو الغفران في حالة خطئها.
مستقبل معقد
وحول وضع المرأة النفسي مستقبلاً في ظل التغيرات الاجتماعية الحالية أكد «د. شاووش» على أن الأمور ستصبح أكثر تعقيداً، والظروف الاجتماعية والنفسية والتفكك الأسري والاجتماعي سيجعل المرأة أكثر تعرضاً للأمراض، بل وأكثر قابلية للمضاعفات النفسية. وأوضح «د.زائري» أن الوضع النفسي للمرأة في مجتمعنا مستقبلاً أفضل من الوقت الحالي، وذلك نتيجة الإصلاح الاجتماعي المتواصل، وإدراك المجتمع العالمي والمحلي ضرورة إعطاء المرأة نصيبها في الحياة بصوره كريمة.
وقال «د.الناهض»: أنا شخصياً لا أجد أي مخرج من الدائرة الحالية والمغلقة لوضع المرأة الواجب تغييره، إلا عند وجود شرطين مهمين الأول: هو وجود الإرادة السياسية الفاعلة التي تتوجه إلى تغيير جدى وحقيقى سريع، والشرط الآخر: هو الحد من تأثير الأصوات التي تدعو إلى عدم تغيير الأمور وإبقاء المرأة حبيسة المنزل، مثمناً القرارات التي صدرت حديثاُ من خادم الحرمين الشريفين والداعية إلى تحسين أوضاع المرأة وإشراكها في الحياة السياسية والإدارية في المملكة.
المرأة والرجل
وعن علاقة المرأة بالرجل وانعكاس هذه العلاقة على الصحة النفسية للمرأة قال «د. شاووش»: الرجال يختلفون في طبائعهم وطرق تعاملهم، والرجل كغيره ليس له طبيعة خاصة أو وحشية تجاه المرأة.
ورأى «د. زائري» أن الرجل هو مشكلة المرأة في كل المجتمعات قائلاً: أنا أتحدث عنه كزوج، والسبب أن الرجل يسند الكثير من مسؤولياته إلى المرأة ويتهرب من مشاركتها في تربية الأطفال أو رعاية متطلبات المنزل، مبيناً أن الرجل في مجتمعنا ينقسم إلى نوعين: «الرجل التقليدي» وهو الذي لا يستطيع أحد مناقشته أو الحوار معه، و»الرجل المثقف» وهو الذي لا يرى المرأة تابعا له، بل يراها امتدادا له ويشعر بسعادة في تقدمها ونجاحها. وأكد «د.الناهض» على أن الأوضاع الاجتماعية السائدة تجعل العلاقة بين الرجل والمرأة هى من المؤثرات الحيوية في حياه المرأة النفسية، ذاكراً أنها تؤثر سلباً إلى حد الإصابة بالمرض النفسي عند وجود أي نزعات قاسية ومتشددة من الرجل تجاه المرأة.
الالتزام بحقوقها
وقال «د.شاووش»: إن من الحلول التي يمكن أن تقلل من إصابة المرأة في المملكة بالأمراض النفسية، هو التحول التدريجي والالتزام بحقوقها في ظل المبادئ الدينية المعتدلة والثقافة الوسطية، بما يتفق مع المصالح المشتركة، دون النظر إلى محاكاة أو ثقافات المجتمعات الأخرى التي قد يتعذر قبول المجتمع لها.
وأوضح «د.زائري» أن الحل هو في توفير البيئة الصحية لها، وذلك بتوفير الفرصة أمامها في تحقيق تطلعاتها في المعرفة، وعدم هضم حقها في ممارسة شؤونها الخاصة دون مضايقة من أحد، إلى جانب دعمها النفسي من قبل الأسرة والمجتمع، وإعطائها الفرصة في إثبات وجودها، فهي لا تقل ذكاءاً أو كفاءةً عن النساء في المجتمعات الأخرى.
الأكثر تأزماً
وفيما يتعلق بالرجال ومن هم الأكثر تأزماً بسبب التغيرات الاجتماعية الشباب أم كبار السن؟، أشار «د.شاووش» إلى أن المنظور النفسي يعتبر سن الشباب وخصوصاً المراهقة وما بعدها الأكثر عرضة للأمراض النفسية واضطرابات التكيف والنمو النفسي المضطرب للشخصية، مضيفاً أن الشباب يعتبر أكثر حماساً وتهوراً وأقل خبرة ورشداً، وبالتالي قدرة البالغين الراشدين على التحليل والمنطق والتريث والعقلانية أكثر.
أما «د.زائري» فأوضح أن السن ليس هو عامل التحديد، ولكن القدرة على التكيف والتأقلم هما الأساس، فمثلاً توجد فئات من الشباب المنفتح على الثورة الحضارية الجديدة، ولكنه انفتح بزاوية منفرجة، فبدلاً من أن يتحول من عدم التدخين إلى التدخين على سبيل التقليد -والذي كان يحدث في الماضي في الخفاء-، أصبح هذا الشاب يتعاطى المخدرات، بل ولا يجد حرجاً في معرفة أهله والآخرين!، فهو يراها حرية شخصية وانتقاده تخلف وتزمت، مبيناً أن هذا النوع من الشباب تولدت لديه مشاكل نفسية كبيرة واضطرابات خطيرة وهو في بداية سن الشباب.
كبار السن
وأضاف أن لدى الرجال الأكبر سناًّ معاناتهم الخاصة، فبعضهم تكيف مع الوضع الجديد وحاول مساعدة أفراد أسرته في «قولبة» الحضارة والانفتاح بشكل مقبول متوافق مع الذوق الاجتماعي العام، وبعضهم رفض الانفتاح بأي شكل كان، بل وضيق الخناق على أبنائه ومارس معهم العنف، موضحاً أن بعضهم تركوا الحبل على الغارب وأعطوا الحرية المطلقة، بسبب عدم إلمامهم بالوضع بشكل جيد، مما سبب سوء استخدام لهذه الحرية، وتسبب في تورط الأبناء في سلوكيات وممارسات خارجة عن الخط المستقيم.
وعن الطريقة المثلى ليتمكن الرجل من العيش بحياة نفسية مستقرة ويلبي متطلبات التغيير، أكد «د.شاووش» على أن الرجل في مجتمعنا متحضر وواعي ومدرك للتغيرات المحيطة، واصفاً وجود صراع بين الاتجاهات الفكرية لا يعني أن الأمر سلبي، بل هو مطلوب على أن يكون ملبياً لاحتياجات الإنسان وبعيداً عن الأجندات الخاصة، ذاكراً أن الرجل في مجتمعنا مدرك لذاته وأهميته باعتباره محط أنظار المسلمين جميعاً، بل ومحط أنظار غير المسلمين وهذا يجعل علية مسؤولية عظيمة في أن يحقق المثالية بكل مفاهيمها، وأن يدرك أن التاريخ يضيف للمستقبل، وأن رسم موضع في خريطة البشرية منوط بقدرته على فهمه لذاته أولاً ثم فهمه لما يجب أن يكون عليه ثانياً.
تقليص السلطة
وأكد «د.زائري» على أن أغلب المواطنين تقبلوا الوضع الجديد، ولكن هناك انزعاجا لدى بعض الرجال من تناقص السلطة التي كان يملكها في السابق كمسؤول عن العائلة، فهو الذي كان يقرر كل شيء يخص زوجته وأبناءه من ملبس وتعليم ودخول وخروج، مضيفاً: «عندما وجد نفسه اليوم في وضع يطالبه هؤلاء بإعطائهم الحرية في تقرير مصيرهم، خلق لديه أزمة في تقبل هذا الوضع الجديد، والبعض عانى من القلق النفسي والاكتئاب»، مشيراً إلى أن هناك من أصبح يعاني من الخوف الاجتماعي، وهو الخوف من انتقاد الآخرين له وفضل البقاء بالمنزل!، موضحاً أن العلم والمعرفة والإطلاع والاستفادة من التجارب وعدم رفض الجديد وتحليل الأمور بشكل ايجابي، هي أفضل الطرق للتخلص من الرواسب القديمة والاستقرار النفسي للرجل، بالإضافة إلى الاختلاط بالآخرين دون وصمهم بالمختلفين عنّا، بل والاستفادة من خبراتهم وخبرات المجتمعات الأخرى، إلى جانب تقبل التغيير على أنه جزء من سنن الكون يجب التعامل معه والاستفادة منه، لا رفضه والخوف منه.
لغة الجسد
وعن اختلاف الأمراض النفسية التي قد تصيب الرجال وفقاً للمنطقة الجغرافية، قال «د.شاووش»: الأمراض النفسية المصنفة تصيب الرجال مثل النساء اعتماداً على العوامل الفردية و»البيولوجية» والاجتماعية، وبالتالي يمكن افتراضاً أن ثقافة المجتمع الصغير سواء كانت القبيلة أو الريف أو المدينة ذات تأثير على طبيعة المرض، مضيفاً أن المرض النفسي يتلون ويتشكل وتظهر أوصافه بطرق متباينة، فالأعراض الجسدية والاضطرابات التحولية أو ما يعرف ب»الهيستيريا» في البيئات الأقل ثقافة ووعياً بالجوانب النفسية والقدرة على التعبير وتقبل المجتمع أكثر في نسبتها وحدتها وتشكلها، مشيراً إلى أنه يظل مجتمعنا كغيره من المجتمعات الأقل تحضراً من النواحي النفسية، يعبر بالطرق المفهومة والمقبولة والتي تجد تعاطفا من الآخرين وهي لغة الجسد؛ لأن الشكوى النفسية قد تدل عند البعض على أنها ضعف أو قلة إيمان، وبالتالي الخوف من وصمة المرض النفسي.
<<
اغلاق
|
|
|
السلوكية تتجاوز مجرَّد الأذى والتمرُّد، فيحصل عندَ الطفل أو المراهق الذي يعاني من اضطراباتٍ سلوكيةٍ نمط من السلوك العدائي أو العدواني أو الفوضوي لأكثر من ستَّة أشهرٍ. ويمكن أن تشملَ علامات التحذير ما يلي: • إيذاء أو تهديد الآخرين أو الحيوانات الأليفة. • تخريب أو تدمير الممتلكات. • الكذب أو السرقة. • الأداء السيِّئ في المدرسة، والهروب منها. • التدخين في سنٍّ مبكَّرة أو شرب الكحول أو تعاطي المخدِّرات. • النشاط الجنسي المبكِّر. • نوبات من الغضب والجدال المتكرِّر. • العِداء الثابت تجاه الجهات المسؤولة. يكون الأطفالُ الذين يعانون من اضطراباتٍ سلوكية أكثرَ عرضةً للفشل في المدرسة ولمشاكل الصحَّة النفسيَّة وحتَّى للانتحار. ويمكن للجلسات العلاجية أو للعلاج العائلي مساعدة الأهل في تعليمهم كيفية تعزيز ووضع الحدود.
مقدِّمة
تُعرف اضطراباتُ نقص الانتباه والسلوك المؤذي عادةً بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال. وتتمثَّل الاضطراباتُ السلوكية عند الأطفال بحدوث نمطٍ من السلوك العدائي أو العدواني أو المؤذي عندَ الطفل أو المراهق لأكثر من ستَّة أشهرٍ. تتجاوز الاضطراباتُ السلوكية مجرَّد الأذى والتمرُّد؛ فهي تختلف كثيراً عن السلوك الملاحظ عادةً عند أطفالٍ في سنٍّ أو مرحلةِ نموٍّ مماثلةٍ. يكون الأطفالُ الذين يعانون من مشاكل سلوكيةٍ خطرةٍ ومتواصلةٍ أكثرَ عرضةً للفشل في المدرسة، ولغيرها من مشاكل الصحَّة النفسيَّة، وحتَّى للانتحار، ولكن المساعدة متوفِّرة. يستعرض هذا البرنامجُ التثقيفي المعلومات المتعلِّقة بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال، حيث يناقش بعضَ الاضطرابات السلوكية الأكثر شيوعاً عند الأطفال وخيارات العلاج.
الاضطراباتُ السلوكية عند الأطفال
يسيء الأطفالُ التصرُّفَ، فهذا جزءٌ من نموِّهم؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابات السلوكية تتجاوز مجرَّد الأذى والتمرُّد البسيط. يحدث عندَ الطفل أو المراهق الذي يعاني من اضطراباتٍ سلوكيةٍ نمطٌ من السلوك العدواني أو العدائي أو المؤذي، والذي ينبغي أن يدومَ لأكثر من ستَّة أشهرٍ كي يُعدُّ اضطراباً سلوكياً. يمكن أن يُظهِرَ الأطفالُ الذين يعانون من اضطراباتٍ سلوكيةٍ علامات تحذيرية معيَّنةٍ، والتي قد تشمل ما يلي:
تخريب أو تدمير الممتلكات.
إيذاء أو التهديد بإيذاء أنفسهم أو الآخرين أو الحيوانات الأليفة.
إظهار العداء تجاه رموز السلطة.
إحداث نوبات غضب ومجادلات.
تشمل العلاماتُ الأخرى التي تشير إلى أنَّ الطفل يعاني من اضطراباتٍ سلوكية ما يلي:
النشاط الجنسي المبكِّر.
التدخين في سنٍّ مبكِّرةٍ أو شرب الكحول أو تعاطي المخدِّرات.
الكذب أو السرقة.
الأداء السيِّئ في المدرسة أو الهروب منها.
تشمل اضطراباتُ نقص الانتباه والسلوك المؤذي ما يلي:
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط.
اضطراب التَّصَرُّف.
اضطراب التحدِّي والمعارضة.
تستعرض المقاطع التالية كلاًّ من هذه الأنواع.
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط هو اضطرابٌ شائعٌ في الطفولة، يجعل من الصعب على الطفل التركيز والانتباه. يمكن للأطفال الذين يعانون من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط أن يكونوا مفرطين في النشاط، أو يمكن أن يجدوا صعوبةً في الصبر والتحمُّل. كما يجعل هذا الاضطرابُ من الصعب على الطفل أن يُظهِر أداءً جيِّداً في المدرسة، أو أن يُحسنَ التصرُّف في المنزل. إنَّ التعرُّفَ إلى أعراض اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط يمكن أن يساعدَ الأهل على إدراك أنَّ قلَّةَ تركيز الطفل أو نشاطه المفرط قد يكونان من علامات الاضطرابات السلوكية. تُصنَّف أعراضُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط إلى ثلاث مجموعات، وهي: قلَّة الانتباه، والنشاط المفرط، والاندفاع. وتشمل كلُّ فئةٍ أعراضاً فريدةً من نوعها خاصَّة بها. تشمل أعراضُ قلَّة الانتباه ما يلي:
تجنُّب المهام التي تتطلَّب تركيزاً.
تشتُّت الانتباه بسهولة.
صعوبة في اتِّباع الإرشادات والتعليمات.
عدم الإصغاء جيِّداً وصعوبة تذكُّر الإرشادات.
تشمل أعراضُ النشاط المفرط ما يلي:
صعوبة في الاستمرار في الجلوس لأكثر من فترةٍ وجيزةٍ.
الإفراط في التململ والتلوِّي، والذي يُعرف باسم التململ الحركي أيضاً.
الركض كثيراً.
تشمل أعراضُ الاندفاع ما يلي:
التفوُّه بتعليقات غير لائقة من دون تفكير.
صعوبة في انتظار دورهم.
مقاطعة الآخرين.
الدخول في مخاطر لا داعي لها، والتي قد تسبِّب إصابات.
التحدُّث دون توقُّف.
اللمس واللعب بكلِّ ما يقع عليه نظرهم.
تحدث عندَ بعض الأطفال الذين يُعانون من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط جميعُ أعراض هذا الاضطراب، بالإضافة إلى قلَّة الانتباه والنشاط المفرط والاندفاع. ولكن قد يعاني بعضُهم من أعراضٍ أكثر لقلَّة التركيز، والبعض الآخر من أعراضٍ أكثر للنشاط المفرط. توجد ثلاثةُ أنواعٍ من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط:
نشاط مفرط في الغالب.
قلَّة انتباه في الغالب.
مزيج من النوعين.
يعتمد التشخيصُ لهذه الأنواع المختلفة على الأعراض التي تظهر على الشخص. يمكن أن يشكِّلَ تشخيصُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط تحدِّياً؛ حيث لا يمكن الاشتباهُ بوجود هذا الاضطراب إذا لم يُظهِر الطفل أعراض النشاط المفرط. وفي غالب الأحيان، هناك احتمالٌ أكبر لتشخيص الأطفال الذين لديهم نشاط مفرط باضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط، بينما لا يُشتبه بوجود هذا الاضطراب عندَ الأطفال الذين لديهم قلَّة انتباه، ولكن ليس لديهم نشاط مفرط.
اضطرابُ التصرُّف
اضطراب التصرُّف هو اضطرابٌ سلوكي آخر يحصل خلال الطفولة؛ فلا يشعر الأطفال المصابون باضطراب التصرُّف إلاَّ بتعاطفٍ أو حرصٍ قليلٍ تجاه مشاعر الآخرين. كما يمكن أن يسيؤا فهمَ تصرُّفات أو أهداف الآخرين على أنَّها عدائية أو مهدِّدة، وبذلك يمكن أن يستجيبوا بعدوانية. يمكن أن يبدأ اضطرابُ التصرُّف بالظهور في مراحلَ مبكِّرةٍ، كمرحلة ما قبل المدرسة، ولكن تبدأ الأعراضُ الهامَّة بالظهور في منتصف مرحلة الطفولة وحتَّى منتصف سنِّ المراهقة عادةً. تقلُّ أعراضُ اضطراب التصرُّف لدى بلوغ معظم الأطفال والشباب سنَّ الرشد. أمَّا إذا استمرَّت هذه الأعراضُ بالظهور حتَّى سنِّ الرشد، فيؤدِّي هذا السلوك إلى تشخيص إصابتهم باضطراب الشَّخصِيَّة المُعادِيَة للمُجتَمَع. يمكن أن تشمل أعراضُ اضطراب التصرُّف ما يلي:
العدائية تجاه الأشخاص والحيوانات.
تدمير الممتلكات.
التضليل أو الكذب أو السرقة.
حدَّة طبع ونوبات غضب وتهوُّر.
غياب أي شعور بالندم أو بالذنب.
إيذاء النفس.
خرق القوانين بصورةٍ خطرةٍ ومتكرِّرةٍ.
يكون أكثر ما يدعو للقلق عادةً هو السلوكُ العدواني المرتبط باضطراب التصرُّف؛ فقد يقوم الطفلُ الذي يعاني من اضطراب التصرُّف بالاسترجال على الآخرين أو بتهديدهم أو بتخويفهم، كما يمكن أن يتصرَّفَ بوحشيةٍ تجاه الأشخاص أو الحيوانات. يقوم الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التصرُّف بالبدء بشجاراتٍ، كما يمكن أن يستخدموا الأسلحةَ أو أن يجبروا أحداً على ممارسة النشاط الجنسي. كما يمكن أن يتصرَّف الطفلُ الذي يعاني من اضطراب التصرُّف بقلَّة أمانةٍ أيضاً، فالكذبُ هو من الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب. وقد يكذب الأطفالُ للحصول على أغراضٍ أو خدماتٍ من الآخرين. كما يمكن أن يسرقوا من المتاجر أو من أصدقائهم وأفراد عائلتهم، أو حتَّى من الغرباء. من الصعب التعاملُ مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب التصرُّف عادةً، بسبب عدم اهتمامهم بمشاعر الآخرين؛ فقد لا يحاولون إخفاء عدوانهم، ويجدون صعوبةً في تكوين صداقاتٍ حقيقيةٍ مع أشخاصٍ يهتمُّون بهم وبسلامتهم عادةً. تدميرُ الممتلكات هو عرضٌ آخر من أعراض اضطراب التصرُّف؛ فقد يُقدِم الأطفالُ على إشعال الحرائق بنيَّة إحداث الضرر. كما قد تحدث أشكالٌ أخرى من التخريب، مثل كسر النوافذ أو رشِّ رذاذ الدهان على الممتلكات. يعصي الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التصرُّف القواعدَ في المدرسة أو في المنزل عادةً، وهذا يشمل التأخُّر خارجَ المنزل إلى ما بعد الوقت المسموح، بالرغم من منعه منعاً باتاً من قبل الأهل. ويمكن أن يتغيَّبَ الطفلُ عن المدرسة أو أن يهرب من المنزل. يترافق اضطرابُ التصرُّف باضطِراب نَقصِ الانتِباه مَعَ فَرطِ النَّشَاط غالباً، والذي قد يسهم في حدوث تقلُّبات مزاجية واضطراب القلق.
اضطراب التحدِّي والمعارضة
من الممكن إيجاد صعوبة في التفريق بين طفلٍ عنيدٍ وطفلٍ يعاني من اضطراب التحدِّي والمعارضة. يمكن أن يبدو الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التحدِّي والمعارضة وَقِحين أو غاضبين أو صبيانيين بشدَّة؛ فهم يلفتون الأنظار من خلال المبالغة في ردَّة الفعل تجاه مشاكل بسيطةٍ. وإذا كان هذا هو حالُ كثيرٍ من الأطفال، يمكن حينئذٍ إدراك مدى صعوبة تشخيص اضطراب التحدِّي والمعارضة. قد تساعد معرفةُ أعراض اضطراب التحدِّي والمعارضة على تحديد ما إذا كان سلوكُ الطفل طبيعياً لسنِّه، أو إذا كان وجود اضطراب سلوكي هو سبب هذا السلوك. تشمل أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة ما يلي:
الإفراط في الجدال مع البالغين.
الغضب والاستياء بشكلٍ متكرِّرٍ.
نوبات غضب متكرِّرة.
رفض الامتثال للبالغين.
تحدِّي وخرق القواعد بانتظام.
استخدام عبارات لئيمة وكريهة عندَ الاستياء.
وقد تشمل أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة ما يلي أيضاً:
الشعور بالحساسية المفرطة والانزعاج بسهولة من الآخرين.
إلقاء اللوم على الآخرين نتيجة الأخطاء أو سوء التصرُّف.
محاولات متعمَّدة لإزعاج أو إغضاب الآخرين.
سلوك حاقد وسعي للانتقام.
تظهر أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة عادةً في بيئاتٍ مختلفة، ولكن قد تكون هذه الأعراضُ ملحوظة أكثر عندما يكون الطفل في المنزل أو في المدرسة؛ فهذه هي الأماكن حيث توجد رموز سلطة وقواعد ثابتة. يتطوَّر اضطرابُ التحدِّي والمعارضة عادةً إلى جانب اضطراب اﻟﻨﺸﺎط المفرط والتقصير ﻓﻲ الانتباه.
الأسباب
من غير المعروف سببُ الاضطرابات السلوكية عندَ الأطفال. ولكن، يُعتقد أنَّ العواملَ البيولوجية والنفسية والاجتماعية هي المسؤولة. على الرغم من أنَّ السبب الدقيق للاضطرابات السلوكية عندَ الأطفال غير معروف، إلاَّ أنَّه توجد أشياء مشتركة كثيرة بين الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات السلوكية. فعلى سبيل المثال، يجري تشخيصُ إصابة الفتيان باضطراب السلوك المؤذي أكثر من الفتيات. وتحصل الاضطراباتُ السلوكية في أكثر الأحيان عندَ الأطفال الذين يعاني أحد ذويهم على الأقل من اضطرابات مزاجية أو اضطراب تعاطي المخدِّرات. في غالب الأحيان، تُلاحَظ اضطراباتُ التصرُّف في الأطفال الذين تعرَّضوا لما يلي:
سوء معاملة الأطفال.
نزاعات عائلية.
خلل جيني.
مشاكل تعاطي المخدِّرات عند الآباء أو الأمَّهات.
الفقر.
تشير بعضُ الدلائل إلى أنَّ الاضطرابات، مثل اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط، تحصل بسبب عوامل بيئيةٍ. وتشمل بعضُ الأسباب المحتملة ما يلي: التعرُّض لمادَّة الرصاص الموجودة في الطلاء، والتدخين، وشرب الكحول خلال الحمل، وبعض المُضافات الغذائية مثل الملوِّنات الاصطناعية. ولكن يجب القيامُ ببحوث أكثر قبل أن يتمكَّن العلماءُ من التأكيد على سبب الاضطرابات السلوكية.
التشخيص
من الصعب تشخيصُ الاضطرابات السلوكية، والسببُ هو أنَّ الكثير من الأطفال يكونون كثيري التحدِّي وكثيري النسيان ومندفعين من وقتٍ إلى آخر. يتغيَّر تعريفُ السلوك "الطبيعي" للطفل بصورةٍ دائمةٍ؛ حيث إنَّ ما تراه عائلة ما سلوكاً طبيعياً للطفل، قد لا تراه كذلك عائلةٌ أخرى. يعتمد ما هو "طبيعي" على عوامل، مثل العِرق والإثنية العرقية والجنس والمستوى الاقتصادي إلى حدٍّ كبيرٍ، الأمر الذي يجعل من الصعب تشخيص حالات الاضطراب السلوكي. كما أنَّ مسألةَ اعتبار سلوك الطفل طبيعياً أم لا تعتمد على ما يلي من الأمور الخاصَّة بالطفل:
السن.
النمو النفسي والعاطفي.
النمو الفكري.
الشخصية.
النمو الجسدي.
للحصول على تشخيصٍ لاضطراب سلوكي، لابدَّ من ظُهور الأعراض عندَ الطفل لمدَّة ستَّة أشهر أو أكثر. ولابدَّ أن يكونَ مستوى خطورة هذه الأعراض أكثر من المستوى الذي يُعدُّ طبيعياً عند أطفالٍ آخرين في السنِّ نفسها، ويجب أن تحدث في أكثر من موقع. كما أنَّه لابدَّ من تدخُّل هذا الاضطراب بالحياة اليومية بشكل كبيرٍ. لا يوجد اختبارٌ واحد يمكن من خلاله تشخيص إصابة الطفل بالاضطراب السلوكي. ولكن بدلاً من ذلك، يجب على اختصاصيي الصحَّة المجازين جمع معلوماتٍ عن سلوك وبيئة الطفل، وهذا ما يقوم به عادةً أختصاصيو الصحَّة النفسية. يحاول اختصاصيو الصحَّة النفسية أوَّلاً استبعادَ احتمالات أخرى للأعراض الظاهرة على الطفل؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبِّب بعضُ الحالات أو الأحداث أو الأوضاع الصحِّية سلوكاً مؤذياً مؤقَّتاً عند الطفل. في بعض الأحيان، يُجرى فحصٌ جسدي وفحص الدم لتحديد ما إذا كانت أعراضُ الاضطراب السلوكي ناجمةً عن ظرفٍ صحِّيٍ آخر. وفي حالاتٍ نادرةٍ، يمكن إجراءُ فحص للدماغ لاستبعاد وجود اضطرابات أخرى. كما يقوم الاختصاصيُّون بالتحقُّق من سجلاَّت المدرسة والسجلاَّت الطبِّية لمعرفة ما إذا كان يبدو أنَّ ظروف الطفل المنزلية أو المدرسية مجهدة أو مضطربة على نحوٍ غير عادي. كما يقومون بجمع المعلومات من أهل الطفل ومعلِّميه. يجري تشخيصُ إصابة الطفل باضطراب سلوكي إذا كانت المعلوماتُ التي يجري جمعُها مستوفيةً لمعايير اضطراب محدَّدٍ.
المعالجة
تعتمد معالجةُ الاضطراب السلوكي على نوع ومدى شدَّة أو خطورة الاضطراب. ويتكوَّن العلاج من علاجٍ بالتكلُّم أو التخاطب أو علاجٍ بالأدوية أو كليهما. خلال العلاج بالتكلُّم، يتعلَّم الطفلُ كيفية تأثير الاضطراب السلوكي في أفكاره وسلوكه ومزاجه ومشاعره. ويمكن تضمينُ التدريب على المهارات الاجتماعية لمساعدة الطفل على تعلُّم كيفية التعامل بإيجابيةٍ أكثر مع الأقران والبالغين. هناك العديدُ من الأنواع المختلفة للعلاج بالتكلُّم. ويمكن للجهة التي تقدِّم الرعايةَ المساعدة على اتِّخاذ القرار حول أفضل نوع للعلاج بالتكلُّم للطفل. يمكن استخدامُ العديد من الأدوية لمعالجة أعراض اضطراب التصرُّف واضطراب التحدِّي والمعارضة واضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط. يمكن معالجةُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط بالأدوية عادةً، مثل الميثيلفينيدات أو الديكستروأمفيتامين، وهي منبِّهات تقلِّل من الاندفاع والنشاط المفرط وتزيد من الانتباه. وفي بعض الحالات، قد يجري استخدامُ المنبِّهات لعلاج اضطراب التصرُّف واضطراب التحدِّي والمعارضة. يمكن استخدامُ أدوية أخرى لعلاج اضطرابات السلوك المؤذي واضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط . وينبغي التحدُّثُ مع الجهة التي تقدِّم الرعاية للطفل لمعرفة المزيد عن الأنواع المختلفة للأدوية. يتَّفق معظمُ الخبراء على أنَّه لا ينبغي أن يقتصر علاجُ هذه الاضطرابات على الأدوية وحدها، حيث يجب أن يشمل العلاج شكلاً من أشكال العلاج بالتكلُّم والتدبير السلوكي. في غالب الأحيان، يكون علاجُ الاضطراب السلوكي الأكثر نجاحاً عند إشراك عائلة الطفل، حيث يمكن أن يتعلَّم الأهلُ وأفراد الأسرة تقنيات تساعدهم في تدبير مشكلة سلوك طفلهم.
الخلاصة
تُعرَف اضطرابات نقص الانتباه والسلوك المؤذي عادةً بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال. الاضطرابات السلوكية عند الأطفال هي حدوث نمطٍ من السلوك العدائي أو العدواني أو المؤذي عند الطفل أو المراهق لأكثر من ستَّة أشهرٍ.
تشمل اضطرابات نقص الانتباه والسلوك المؤذي ما يلي:
اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط.
اضطراب التصرُّف.
اضطراب التحدِّي والمعارضة.
ومن غير المعروف سببُ الاضطرابات السلوكية عند الأطفال. ولكن، يُعتقد أنَّ العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية هي المسؤولة. للحصول على تشخيصٍ للاضطراب السلوكي، يجب أن تظهرَ الأعراض على الطفل لمدة ستَّة أشهر أو أكثر. كما يجب أن تكونَ هذه الأعراض أشدَّ أو أكثر خطورة من تلك التي تظهر على أطفالٍ آخرين من السن نفسها. يعتمد علاجُ الاضطراب السلوكي على نوع وخطورة الاضطراب. ويشمل العلاج عادةً العلاج بالتكلُّم أو العلاج بالأدوية أو مزيجاً من الاثنين. ويمكن للخيارات السيِّئة أن تصبح عاداتٍ تدوم لمدى الحياة. لذلك، يجب استشارةُ الجهة التي تقدِّم الرعاية على الفور في حال الشكِّ بوجود اضطراب سلوكي.
<<
اغلاق
|
|
|
يخرجهم من الحالة التي يعيشون فيها، ليتحول هذا العلاج والعقاقير إلى وسيلة تؤدي إلى هلاكهم انتحارا !! والسؤال الذي يطرح نفسه، أوليس العلاج يحسن الحالة بدل أن يكون مفعوله عكسيا على المريض؟!.
يقول «م. ق» والذي اتهم العلاج النفسي والأطباء بالدافع الأول والأساس لانتحار صديقه «من المفترض أن تؤول حالة زميلي للأفضل بعد تعاطيه علاجا نفسيا للحالة التي اعترته فلم يزده ــ أي العلاج ــ إلا سوءا حتى سمعنا انتحاره رغم قوة إيمانه وبشاشته».
وما بين الفينة والأخرى نسمع وعبر وسائل الإعلام قصصا أخرى لحالات انتحرت رغم أنها تحت العلاج النفسي مما يثير الشكوك حول مدى فائدة العلاج النفسي والعقاقير التي يتناولها.
ويظل السؤال الأهم هل العلاجات تخفف الآلام وتزيلها أم بات المعالج وهو الطبيب طريقا لتدمير واقتياد المريض لنهاية الحياة بصرفهم لعقاقير تنشط العقل للتفكير في الانتحار بدون قصد.
«عكاظ» فتحت هذا الملف الشائك بين الطب والشرع وتساءلت عن جدوى العلاج النفسي والعقاقير والأدوية التي يتناولها وتأثيرها إيجابا وسلبا على حالة المريض وناقشته مع جملة من المختصين في سياق التحقيق التالي:
بداية، شدد استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي الدكتور محمد شاووش على وجود مرضى نفسيين لا يحتاجون أدوية بينما تصرف لهم العقاقير لأسباب كضغوطات شركات الأدوية على الأطباء النفسيين أو حتى من غير الأطباء النفسيين.
وأضاف «يزور الطبيب النفسي يوميا من 30 إلى 60 حالة يحتاج فيها المريض الجلوس مع طبيبه خصوصا المرة الأولى مدة 45 دقيقة وبعضهم يتطلب جلوسه ساعة لكن الطبيب إن وجد أمامه حالات عدة اضطر صرف الدواء للتفرغ للآخرين رغم عدم حاجة المريض أحيانا لذلك»، طالبا بأهمية أخذ المريض حقه من الوقت الكافي وأن تكون ممارسة الأطباء أخلاقية ومهنية.
وعدد أقسام الأدوية النفسية قائلا «هناك مضادات الدهان لمعالجة بعض الأمراض العقلية كاضطراب السلوك والأعراض العقلية مثل الهوس، وهناك مضادات الاكتئاب وتستخدم للهلع والخوف والوساوس القهرية، وتوجد أدوية لتحسين مزاج الإنسان وأخرى للمهدئات وهي خطرة إن استخدمت بطريقة خاطئة ولفترات غير محدودة.
وبين أن الإكثار من الأدوية المهدئة للمريض النفسي لمدة تتجاوز الأربعة أسابيع يجعل المريض عرضة للإدمان قائلا «لا يحتاج للمهدئ كل هذه المدة»، مشيرا إلى أن ذلك إسراف من قبل بعض الأطباء كونهم يرغبون المفعول السريع أو ممارسة المهنة بغير أخلاقياتها لأهداف كرجوع المرضى إليهم.
وطالب شاووش بزيادة عدد الممارسين للمهنة لئلا تطغى النظرة المادية على الجانب الأخلاقي، مشددا على أن انتحار المرضى النفسيين سببه الطبيب أحيانا لا العقاقير فلربما لم يأخذ الطبيب وقتا كافيا مع مريضه حتى يعرف ميوله العدواني أو أفكاره الانتحارية فيعطيه دواء ربما فاقم ونشط حالة المريض ونفذ الانتحار.
أخطاء فادحة
وعدد بعض أخطاء الأطباء الفادحة كإعطاء المريض مهدئات لمدة طويلة أو صرف مجموعة من الأدوية المختلفة والمؤثرة سلبا على صحته إضافة المبالغة في استخدام الجلسات الكهربائية كونها مكلفة ولا يحتاجها المريض في بعض الحالات.
وبين خطورة مرض الاكتئاب ذلك أن 50 في المائة من مصابيه يتولد لديهم فكرا انتحاريا، مؤكدا وجود أدوية وهي قليلة جدا تثري الفكر بالانتحار ، وقال «لابد للطبيب أن يعرف المريض بشكل واضح حتى لا يتناول أدوية غير مناسبة، فالشاب المدمن ربما لم يعرف طبيبه موضوع إدمانه وحاجته لإزالة السموم فيعطيه أدوية تضر به».
وأضاف «عند وجود أفكار انتحارية بشكل كبير لدى أي شخص لا يسمح له الخروج من المستشفى وإن أصر فعلى الطبيب الاتصال بأهله وإخبارهم الأمر».
وفرق شاووش بين الإدمان وتعود المريض على الدواء كما ذكر أن من أخطاء العلاج النفسي عدم وجود طبيب يختص بالأطفال فقط، لافتا إلى أن أدوية الطب النفسي مرت بتطورات عدة فكانت خطرة في مرحلة ماضية لكنها تجاوزت ذلك حاليا وباتت أكثر أمانا وتجاوز استخدامها الحالات النفسية إلى الأمراض العضوية كالقولون أو السكري والضغط وغيره وأصبح أغلب الأطباء يرون عدم ضررها على المرضى الآخرين.
وأكد وجود أخصائيين نفسيين يعطون وصفات علاجية دون خلفية كما أبان وجود مستشفيات وصيدليات خاصة تبيع المهدئات الخاضعة للرقابة بطريقة ما ولم تجلبها بأي ترخيص لم تشترها من المملكة.
نشاط جسدي
من جانبها، فسرت استشارية الطب النفسي ورئيسة قسم الأمراض النفسية في مستشفى الملك فهد والمستشارة الدولية للأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف انتحار المتعاطين للعقاقير النفسية بقولها «يوجد مرضى ذوو حالات اكتئاب شديدة ولديهم رغبة الانتحار فإذا تناول بعض الأدوية النفسية المنشطة جسديا قد ينفذ ما يريد»، معللة أن الدواء هو السبب وإن لم يكن له علاقة بالانتحار، وبينت أن أمثال هذه الحالات الراغبة في الانتحار لابد أن تخضع تحت إشراف طبي لئلا تتفاقم المسألة، ونادت بضرورة تكثيف دراسة نشوء التفكير في الانتحار وأسباب هذا الفكر غير السوي قائلة «لابد تدريب النفسيين وكافة الأطباء من مختلف التخصصات لمعرفة أمثال هذه الحالات الخطرة».
وبينت أن انتحار المريض النفسي على نوعين وهي الرغبة الحقيقية في الموت أو محاولات إيذاء الـنـفـس للهروب من مشكلة كما يمكن حدوثها في أوقات متفرقة من الحياة.
وأفادت أن محاولة إيذاء النفس يكون واضحا لدى المراهقات وصغار السن والسبب المشاكل الأسرية والعاطفية أو التوتر فتحاول الفتاة الانتحار لتحقيق الاهتمام لنفسها أو صرف النظر عن المشكلة المتعلقة بها، محذرة من إعطاء المريض النفسي أدوية لفترة طويلة مستمرة لأنه قد يتحول إلى مدمن وفي هذا خطر كبير عليه.
مشيرة إلى أهمية وجود مساحة أكبر للتخصص النفسي في كافة المستشفيات، لافتة إلى أنه في بعض الدول قد يذهب الطبيب والطبيبة لبيت المريض لاكتشاف حالاته ومساعدته بشكل صحيح.
غياب الوعي
ولم يبتعد استشاري الطب النفسي في مركز النخيل الطبي في جدة الدكتور علي زائري عن طرح من سبقوه مؤكدا وجود أطباء يغلبهم الحماس في إعطاء جرعات عالية لمساعدة الشخص للتخلص من الاكتئاب ما تقودهم الجرعات أحيانا إلى الانتحار، مبينا وجود حالات انتحار سجلت لمراهقين بعد تعاطيهم أدوية للاكتئاب حتى قام خلاف بين الشركات الدوائية والأطباء وبات الكل يرمي اللوم على الآخر.
وذكر وجود حالات يكون المريض فيها مكتئبا وعاجزا عن الحركة ولكن عند بدئه استخدام مضادات الاكتئاب يتمكن من الحركة، لكن وضعه النفسي لا يتحسن سريعا وهذه الحالة تتبلور إلى تنشيط الجسد ومصاحبته للكآبة فيتجه للانتحار ويتخلص من نفسه، مبينا أن قرب المريض من طبيبه يساعد على تجاوز المشكلة وذلك بالتدخل المناسب في الوقت الأمثل.
ولفت إلى أن الإسراف في استخدام أدوية الاكتئاب يؤدي إلى التفكير في الانتحار، فالمريض إن تعود على العلاجات ولم يجدها وشعر بالضيق أقدم على ما يفكر به.
وذكر أن للأدوية النفسية أنواعا عدة وتصرف بحسب الحالة فهي إما بيضاء تتواجد في الصيدليات أو حمراء لا تتوافر إلا في المستشفيات الكبيرة ولا يستلمها المريض إلا ببطاقته، ونبه إلى أن أدوية علاج القلق تخضع للرقابة لأن استخدامها بكثرة يؤدي لعواقب سيئة.
مشيرا إلى أن التوقف عن استخدام العلاج من قبل بعض المرضى النفسيين وذلك عند إحساسهم بالتحسن ودون استشارة الطبيب من أشد الأخطار كونه يعيد الحالة إلى ما كانت عليه، قائلا الاستمرار على الدواء بالمدة التي وصفها الطبيب يحافظ على النتيجة التي وصل لها المريض.
الرؤية القانونية
وعن الرؤية القانونية للمسألة، أوضح المستشار القانوني خالد أبو راشد أن حالات انتحار المرضى النفسيين أو مشكلات الأخطاء الطبية بشكل عام تقيمها اللجنة الطبية التي تصدر بدورها تقريرا يوضح ما إذا كان مثلا الطبيب صرف دواء صحيحا أو خاطئا أو كان ضروريا أو لا، وهل كان إجراؤه متطابقا مع المطلوب أو غير ذلك.
مضيفا «إذا نص التقرير بأن إجراء الطبيب كان خاطئا فهنا تقام دعوى خطأ طبي وينظر فيها بالشكل القانوني»، ولفت أبو راشد إلى أن العقوبات الصادرة تجاه الأخطاء الطبية من وزارة الصحة وبحسب النظام تتدرج على قدر المخالفة فتكون إنذارات أو لفت نظر أو خصومات ويمكن أن تصل إلى الغرامات أو إلى ما هو أبعد من ذلك، موضحا وجود قاض شرعي في اللجنة الطبية التي تنظر في الأخطاء الطبية وذلك ليحكم على الطبيب المخطئ بدقة متناهية، وأشار إلى انتشار الأخطاء الطبية فأحيانا تكون أثناء إجراء عملية جراحية وأخرى في وصف علاج وغيرها.
<<
اغلاق
|
|
|
الحربي: يتم التعامل مع كافة الحالات التي ترد لنا ومصلحة الطفل هدفنا.
د.عبدالله الشعلان: المجتمع أوكل للأسرة التنشئة الاجتماعية وأعطاها كل الصلاحيات.
د.علي الزائري: أهمية التأهيل النفسي للمعنف وحمايته بالقانون.
د.نورة الصويان: ما يحدث في قضايا العنف لا يتعدى "الهليلة الإعلامية".
نزار رمضان: توحش الآباء إرهاب جديد يتفشى داخل الأسر.
ريم سليمان- سبق- جدة: فجّرت قضية الطفل "مسلوخ الرأس" من والده، والرضيع الذي يُضرب على قدميه، الغضب في الشارع السعودي، وأثارت حفيظة الرأي العام ووضعت من جديد قضية العنف الأسري وعنف الوالدين ضد أبنائهما إلى الواجهة على طاولة البحث والتحليل النفسي والاجتماعي، وهذه القضايا والعنف العائلي سبقتها مئات الحوادث أشد مرارة وقسوة منها.
"سبق" تواصلت مع وزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على إحصاءات حول حجم ظاهرة العنف ضد الأطفال في المجتمع، وآخر إحصائية منشورة وصلت فيها معدلات العنف الوالدين ضد الأطفال من مجموع العنف العائلي إلى 45 %.. "سبق" تفتح من جديد ملف العنف ضد الأطفال وتتساءل هل من حلول؟!
الأخصائية الاجتماعية هند الغامدي تحكي عن بعض الحالات التي تعاملت معها وفقاً لطبيعة عملها، أولاها كانت لطفلة في الثانية عشرة من عمرها وصلت إلى قسم الطوارئ نتيجة ضرب وتعذيب والدها لها وإلقاء الماء المغلي عليها، وبالرغم من شفائها إلا أنها ظلت تعاني من آثار نفسية سيئة.
وتذكرت معنا حادثة الطفل الذي قطع والده رأسه في منطقة مكة المكرمة وكانت الأبشع من نوعها في هذا الوقت، وقالت: للأسف حالات العنف ضد الأطفال تتزايد بشكل خطير ومفزع ودائماً ما يكون السبب إما انحراف أخلاقي أو إدمان للمخدرات وأغلب حالات العنف تكون في الأسر المفككة.
من جهته قال مدير عام الحماية في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور محمد الحربي: نقوم بالعمل عن طريق 17 لجنة للحماية اﻻجتماعية بالمناطق والمحافظات مشكلة من عشر جهات حكومية، إضافة لسبع وحدات للحماية اﻻجتماعية معنية بالإضافة بالتصدي لهذه المشكلة، مؤكداً أن مركز البلاغات 1919 يعمل على مدار الساعة بما فيها الإجازات.
وأوضح أنه في نفس اللحظة التي يتم تلقي البلاغ يرسل للجنة الحماية المعنية لدراسة الحاﻻت واتخاذ الحلول المناسبة لها حيث يتم التعامل مع كافة الحالات التي ترد إلينا إما بالإصلاح أو الإيواء أو الإرسال إلى الجهة المختصة، كما أن الوزارة أنشأت بريداً إلكترونياً ﻻستقبال البلاغات السرية والسرعة وقد تم تعميمه على جميع الجهات المعنية وفق نموذج محدد.
ورداً على سؤال حول إحصاءات الشؤون الاجتماعية عن حجم ظاهرة العنف ضد الأطفال وحجمها في المملكة، قال: لا تتوفر إحصائيات دقيقة حديثة.
أرقام وإحصائيات
وتواصلت "سبق" مع الهيئة العامة لحقوق الإنسان لمعرفة طبيعة الحالات التي تأتي إليهم، وأبلغتنا الجمعية على لسان مصدر مسؤول أن هناك العديد من الشكاوى ترد للجمعية عن أنواع العنف التي يتعرض لها الأطفال (18 سنة فما دون) من إساءة جسدية أو نفسية أو جنسية، أو أطفال حرموا من التعليم ومن أوراقهم الثبوتية، أيضا حرمان الطفل من رؤية الأم ومن رؤية الأب أو حجزه أو إهماله، بالإضافة إلى قضايا زواج الأطفال ويبلغ عن هذا النوع من القضايا على الأغلب أحد أفراد الأسرة.
وحصلت "سبق" على إحصائية من الجمعية كشفت الزيادة في نسب العنف الأسري والعنف ضد الأطفال منذ إنشاء الجمعية في عام 2004 حتى نهاية 2013، حيث كشفت الإحصائية أنه في عام 2004 كانت عدد حالات العنف الأسري التي جاءت إليها 37 حالة، وزادت في عام 2005 لتصل إلى 296 حالة، وفي عام 2009 كان هناك 311 حالة عنف أسري و72 حالة عنف ضد الطفل فيما وصلت في عام 2013 إلى 360 حالة عنف أسري و112 حالة عنف ضد الطفل.
كما تصدرت منطقة جدة ومكة المكرمة عدد حالات العنف ضد الأطفال خلال عام 2013 حيث وصلت عدد البلاغات المقدمة إلى الجمعية 37 حالة من جدة، وجاءت مكة في المركز الثاني بعدد 29 حالة عنف.
وأكد المصدر أن هذه الإحصائيات لا تعني النسبة الكلية، فهي نسبة من يقومون بتبليغ الهيئة بالعنف.
بيئة فاسدة
وتحدث إلى "سبق" أستاذ علم الاجتماع والجريمة المساعد الدكتور عبدالله شعلان، قائلا: حادثة الطفل المسلوخ الرأس تمثل أقصى درجات العنف الجسدي ضد الأطفال وأكثرها وحشية، وما يزيد هذه الحادثة اشمئزازاً أنها تقع من أب يفترض أن يكون ملاذاً وحماية ورعاية للأطفال، لافتاً إلى البيئة والظروف الاجتماعية الفاسدة في أسرة مفككة يتعاطى فيها الأب المسكرات.
وأضاف: هذه الحادثة تشير إلى أن العنف كان يمارس ضد الأطفال في هذه الأسرة وبصور مختلفة، بيد أنه لم يلتفت إليه أحد حتى ظهر على السطح وبشكل صارخ، فالأب كان يجبر أبناءه على السرقة تحت تهديد العنف الجسدي ويتعاطى المسكرات أمام أطفاله، ونظراً لخصوصية الأسرة وأن المجتمع أوكل للأسرة وظيفة التنشئة الاجتماعية ومنح للوالدين مجموعة من الصلاحيات فلا أحد يستطيع أن يتدخل ويصحح من مسار تلك الأسرة.
وطالب الشعلان بضرورة وجود مؤسسات اجتماعية لها صلاحيات تعني بالكشف عن الأسر المفككة والمعرضة للتفكك، حيث تتوفر لها سمات الأسر المعنفة لمعالجتها وحماية أطفالها قبل وقوع العنف ضدهم إنقاذاً لأرواحهم.
وأعرب عن استيائه من بعض الظروف المجتمعية والتي تجعل الفرد يشعر بالإزعاج عندما يسمع صوت مذياع مرتفع يصدر من جاره بل ويذهب إليه ويحذره بالشرطة، في حين إذا سمع استغاثة امرأة أو طفلا يصرخ من اعتداء ويصدر ذلك من جار لك أيضا، بيد أنه في هذه الحالة نعتبره أمر خاصا لا دخل لنا به.
وقال:: هذا في الواقع ما يحدث تجاه ممارسات العنف داخل الأسرة. والضحايا هم النساء والأطفال، كما أن هذه الخصوصية للأسرة جعل من العنف الذي بداخلها يستمر دون أن يلتفت المجتمع إليه.
صدمة نفسية
انتقلت "سبق" إلى المستشار النفسي الدكتور علي الزائري للتعرف على تأثير ما حدث للطفل المسلوخ عليه، وأفاد أن ما حدث سوف يعرضه لصدمة نفسية عنيفة مضاعفة تستمر إلى نهاية عمره، فالعنف وقع من مصدر الأمان، ما يؤدي إلى خلل في المبادئ الأخلاقية، مشيراً إلى أهمية التأهيل النفسي وحمايته عن طريق القانون.
وأوضح أن اعتداء الأب بهذه الوحشية بمساعدة احد الأبناء يجرد الطفل من إحساس الأمان والأبوة، ما يفقده الثقة في نفسه والآخرين، لافتا إلى ضرورة إعطاءه مزيدا من الرعاية والحنان وإعادة غرس الثقة في نفسه من قبل والدته ونزع الولاية نهائيا من هذا الأب المجرم. مع ضرورة التأكيد على أن الطفل ليس له ذنب فيما حدث حتى لا يلوم نفسه لعدم سرقته، ومن ثم يتحول إلى العمل الإجرامي ويصبح جزء من سلوكه.
"هليلة" إعلامية
طالبت أستاذ مساعد علم الاجتماع الدكتورة نورة الصويان بضرورة تغيير طريقة تعاملنا مع المشكلات، وقالت إن ما حدث للطفل جريمة لا يمكن السكوت عليها، متسائلة: ما الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة البشعة؟ وأعربت عن مخاوفها باكتفاء المجتمع بالتهليل الإعلامي دون تقديم حلول ومحاسبة المخطئين.
وأضافت: لا بد عمل دراسة حالة لأم الطفل ومعرفة المؤسسات التي تواصلت معها من قبل، ومدى تجاوبها معها ومسائلة الجهات التي لم تتجاوب ليتحمل كل صاحب مسؤولية مسؤوليته.
جزار بشري
من جهته، لفت المستشار الأسري نزار رمضان إلى انتقال العنف الأسري في بعض أسرنا إلى التوحش الأسري بل وأضل سبيلا، لافتا إلى أن بعض الجرائم التربوية التي تجعلنا تصرخ بأعلى صوت وأبين برهان أن ثمة خللا تربويا في تربية الآباء قبل الأبناء، وقال: عندما يصدم الأبناء بعنف الآباء والأمهات تتصدع أمامهم كل أخلاقيات الدين، ويفقدون الدفء النفسي والدرع الواقي والسند التربوي.
ووصف التوحش الذي يقوم به الآباء والأمهات بالإرهاب الأسري، معربا عن أسفه من كونه سمة من سمات أسرنا، محددا بعض الملامح الأساسية الناتجة من الإرهاب الذي يسود في أجواء الأسرة، والتي تؤدي إلى إنتاج شخصيات إرهابية خائفة تتميز بالعجز والقصور وعدم المقدرة على تحمل المسؤولية، كما أنه يساعد على تكوين الشخصية المنتقمة التي تتلذذ بأذى الآخرين.
واستنكر المستشار التربوي عندما علم بأن أباً يسلخ ولده بسبب رفضه للسرقة، واصفاً إياه بـ "الجزار البشري" وتساءل لماذا نستغرب من طالب يعلق معلمه من قدميه أو تحرشات الذئاب البشرية ببراعمنا، أو الانتقام من الذات بإدمان المخدرات أو الانتحار ومن المجتمع بالإرهاب الفكري والإجرام الجنائي؟
وقال: هذا التسونامي الذي هز مجتمعنا المحافظ يمسك بتلابيب أعناق التربويين والدعاة والعلماء وأصحاب الرأي بضرورة القيام بثورة تربوية تعيد لأسرنا خماسية البناء التفهم والتقدير والاحترام والحب والأمن، موضحا ضرورة إعادة النظر في الكفاءة التربوية وقت الزواج، مع ضرورة إقرار مواد تتعلق بحقوق الطفل.
وطالب رمضان في نهاية حديثه بأهمية وجود مراكز أبحاث متخصصة لدراسة الجرائم التربوية، ومراكز تأهيل حقيقية للمعنفين.
<<
اغلاق
|
|
|
محاضرة بقاعة الشيخ عبدالجليل بترجي، حول تأثير المخدرات والمنشطات على العقل ومخاطرها على الجسم، استضافت فيها نخبة من الأخصائيين والاستشاريين، بحضور عميد الكلية، الدكتور حسن شيبة.
وركزت المحاضرة- التي ألقاها استشاري الطب النفسي، الدكتور علي الزائري، ورائدة استشارية العلاج المعرفي السلوكي، الدكتورة وجنات الثقفى- على أضرار المخدرات، والتعريف بماهية المنشطات وأنواعها ومضارِّها على صحة الإنسان.
وأكد المحاضرون على أن المنشطات تجعل الإنسان يشعر أنه أكثر نشاطاً و إنجازاً لفترة محدودة، ولكن بعد ذهاب مفعولها يَخِرُّ جسم الإنسان من شدة التعب والضغط عليه بمواد لم يؤهَّل لها .
ووصف مدير شؤون الطلاب، الدكتور محمد الطيب، المنشطات- ومنها مشروبات الطاقة- بالآفة الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان، مضيفاً أن إقامة مثل هذه المحاضرات تأتي انطلاقاً من تفعيل دور الكلية التوجيهي والإرشادي لطلبتها.
وبين الدكتور حسن شيبة، خلال الكلمة التي ألقاها في بداية المحاضرة، أضرار المخدرات والمنشطات في تباطؤ مناطق المخ عن أداء وظائفها، بالإضافة إلى زيادة نشاط الحركات اللاإرادية الناتجة عن أخطاء إشارات الجهاز العصبي للمخ، مؤكداً حرص الكلية على إعداد الطلبة الإعداد الصالح وغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة لديهم؛ من أجل مساعدتهم في بناء شخصيتهم الإنسانية المتكاملة.
<<
اغلاق
|
|
|
بعض المحلات المخالفة وبعض الصيدليات، إلى "الإنترنت"، وذلك عندما انتشرت مؤخرا حسابات مجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي تروج لها.
ورصدت "الوطن" كثيرا من الحسابات التي لا تخضع للرقابة، بعد أن باتت مثل تلك المواقع الإلكترونية بيتا آمنا لكثير من التجار المخالفين، فتتم عمليات بيع سرية لعقاقير التخسيس والأعشاب مجهولة المصدر.
وتبدأ إعلانات بيع "الموت" بدعوى التخلص من السمنة من عرض هؤلاء المخالفين تجارتهم بكل أنواعها، وإرفاقها بدعاية منمقة لجذب المتعطشين من النساء والرجال الذين يحاولون كل يوم التخلص من السمنة بأقل الأثمان وهو ما يحدث اليوم في عالم الإنترنت الافتراضي، دون الاكتراث بالتحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة أو هيئة الغذاء والدواء، والمشكلة الأكبر عدم وجود رقابة صارمة وإجراءات سريعة لإغلاق تلك الحسابات المروجة لهذه العقاقير.
"الأمفيتامين" الخطير
وحصلت "الوطن" على رد من هيئة الغذاء والدواء حول التحذيريات المسبقة للمواطنين بعدم شراء حبوب التخسيس مجهولة المصدر، حيث حذرت الهيئة من منتجات تخفيف الوزن "التخسيس" التي يتم الإعلان عنها وبيعها من مجهولين عن طريق الإنترنت، مثل منتج natural max slimming، ومنتج قهوة lose weight coffee، وشاي Paiyouji plus.
وقالت الهيئة إن هذه المنتجات تحوي كميات كبيرة من مشتقات مادة الأمفيتامين، التي سبق منع استخدامها لخطورتها على القلب وتسببها في الإدمان، مضيفة: تظهر أعراض هذه المادة عند بداية الاستخدام بفقدان الشهية واضطراب دقات القلب وجفاف الفم والعصبية والنشاط الزائد، مشيرة إلى أن المتعاطي لهذه المنتجات يشعر عند توقفه عن استخدامها فترة زمنية تتراوح بين 3 و4 أسابيع، بالأعراض الانسحابية مثل الهلوسة وتغير المزاج والاكتئاب وبعض الأعراض الذهنية والنفسية، ودعت الهيئة المستهلك إلى إبلاغ المركز الوطنى للتيقظ والسلامة الدوائية عند حدوث أي أعراض جانبية لأي منتج تخسيس أو أي منتج يحمل ادعاءات طبية من طريق المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية.
الهيئة في ردها أوضحت أنها تعمل على مراقبة سوق الدواء في المملكة ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي وتبلغ عن المواقع التي تعرض تلك المنتجات الخطيرة.
تجارب حقيقية
وتواصلت "الوطن" مع بعض المتضررين من تلك المنتجات وذلك عن طريق بعض الاختصاصيين النفسيين الذين يتعالجون لديهم حاليا، إذ قالت أم ريماس، وهي ثلاثينية متزوجة ولديها طفلان، أصيبت باكتئاب حاد ناتج من تناولها حبوبا خاصة بالتخسيس: كنت أبحث بشكل مستمر عن منتج يساعدني على فقد كيلوجرامات من وزني وتعرفت على تاجرة عن طريق تطبيق "إنستجرام" تروج لمنتج جديد وتدعي أنها تجلبه من دولة آسيوية وليست لديه أضرار، على حد وصفها. وأضافت: بعد أن تناولت تلك الحبوب مدة ثلاثة أشهر أحسست بخفقان في القلب وهبوط في الضغط من أدنى مجهود، مما دفعني إلى تركها، وبعد مرور 3 أسابيع بدأت أشعر باكتئاب حاد، ما أفقدني حياتي الطبيعية، ودفعني للذهاب إلى العيادة النفسية وأخضع حاليا إلى علاج مكثف للتخلص من تلك المادة.
حالة أخرى يسردها الاختصاصي النفسي أحمد أمين، الذي قال: حضرت إلى العيادة فتاة برفقة والدتها وكانت منهكة ويبدو عليها التعب وعدم القدرة على التركيز، وبعد الكشف اتضح أنها كانت تتناول حبوب تخسيس اشترتها من أحد تجار تطبيق "إسنتجرام" الشهير، واستمرت عليها مدة شهرين وبعد تركها لها حدث لها تشتت في التركيز، ما جعل مستوها الدراسي ينحدر بشدة ودخلت في فترة علاج طويلة المدة.
إجراءات حازمة
من جهته، أوضح استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني أنه لا بد لهيئة الغذاء والدواء من التأكد من كل أدوية التخسيس والتأكد من سلامتها بحيث لا تشكل خطورة على صحة الإنسان، موضحا أن الهيئة حريصة على فسح هذه الأدوية التي تكون آمنة وفعالة، ثم بعد ذلك تقوم الهيئة بمعرفة تفاعل تلك الأدوية مع العاقير الأخرى، ثم يتم التسويق الإعلاني لها مع المتابعة المستمرة من الهيئة لتقييم تلك الأدوية، إذ سبق أن وجدت بعض الأنواع التي سمح بها تسبب بعض المخاطر ومن ثم منعت وسحبت من الأسواق.
وأكد المدني أن بعض حبوب وأعشاب التخسيس تدخل إلى المملكة عن طريق التهريب، إذ يقوم بعض تجار الشنطة والسماسرة ببيعها بعد جلبها من خارج البلد وما يتم ضبطه بالجمارك لا يمثل النسبة الكاملة، فهناك بعض من ضعاف النفوس يمررون تلك الأدوية من دون ضبطها، كاشفا أن معظم البائعين المجهولين في مواقع التواصل الاجتماعي ليسوا متخصصين في المجال الطبي أو العلاجي ويدعون أنهم يمتلكون شهادات طبية لترويج لتلك العقاقير، والهدف بالطبع هو جمع الثروة والمال عن طريق التلاعب بصحة الناس.
وأشار مدني إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة من هيئة الغذاء والدواء في هذه النقطة الحساسة، ولا بد من التنسيق مع وزارة الصحة وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للتبليغ عن هذه الحسابات في الإنترنت ومن ثم تعقبها وإغلاقها أو القبض على المسؤولين عنها ومحاسبتهم.
حبوب إدمان
إلى ذلك، يرى الاختصاصي النفسي الدكتور علي الزائري أن هناك من يروج لعقاقير معينة على أنها حبوب للتخلص من السمنة وما إلى ذلك، ولكن في الحقيقة بعضها يقود إلى الإدمان ولا يستغرب من أن تكون تلك العقاقير عبارة عن حبوب "كبتاجون" يرجون لها تحت مسمي حبوب تخسيس، لأن الحبوب المعروفة بالكبتاجون تعمل على فقدان الشهية والشعور بالشبع الوهمي، فالتالي يبدأ المتعاطون لها في فقد أوزانهم، اعتقادا منهم أنها حبوب تخسيس وهم في الواقع وقعوا في حفرة المخدرات، من دون أن يعلموا. وأكد الزائري: بمجرد أن يتوقف الفرد عن تناول العقار تبدأ الأعراض الانسحابية فيصاب بالاكتئاب والمزاج المتقلب، وضيق في الصدر، من دون أن يعلم أنه أصبح فريسة سهلة لتجار الحبوب المخدرة والمنشطات ويدخل في دوامة الإدمان، مبينا أنه في بعض الحالات قد يصاب البعض بمرض الذهان "الانفصام" وقد يرتكب سلوكا غير سوي من دون أن يشعر بذلك.
وكشف الزائري أن هناك أنواعا أخرى يروج لها التجار عن طريق الإنستجرام ومواقع التواصل الأخرى، قد تكون حبوب تخسيس ولكنها غير مرخصة من هيئة الغذاء والدواء لما لها من مخاطرة جسيمة على صحة الفرد، فبعد أن يتركها الأفراد، تعود أوزانهم بشكل مضاعف ويصابون بأعراض خطيرة كالإمساك وهبوط في الضغط، وقصور في عدد من وظائف الجسم، كاشفا عن أن هناك صيدليات تروج لهذه الحبوب وترفق معها وصفات تدعي أنها خاصة بإنقاص الوزن.
من جهته، يعتقد الأستاذ المشارك في أمراض الباطنة واستشاري أمراض الكلى في المستشفي الجامعي بجدة الدكتور سعيد محمد الغامدي، أن الأدوية التي يروج لها عن طريق مواقع التواصل تفقد المصداقية، وأنها غير نقية وصافية، وتحتوي على شوائب خطيرة على صحة من يتناولها، موضحا أن معظم هذه الحبوب يتم تغليفها وتعبئتها خارج السعودية في أماكن غير مناسبة، ولا تخضع إلى المعايير العالمية، مشيرا إلى أن هناك بقالات إندونيسية تروج لبيع حبوب يدعي البائعون فيها أن لها مفعولا في علاج الألم، وأخذت عينات منها وتم تحليلها في مختبر مستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث اكتشفنا أنها تحتوي على مواد سامة وعناصر منعت منذ أكثر من 40 عاما في تصنيع الأدوية لخطورتها على صحة الإنسان.
120 شكوى
من جهته، أوضح مصدر مطلع في المركز الوطني للطب البديل بوزارة الصحة أن المركز تلقى شكاوى عدة من قبل مواطنين، بلغ عددها 120 شكوى، جميعها حول تناولهم مستحضرات على هيئة حبوب يدعي من يروج لها أنها حبوب لإنقاص الوزن، وتسببت في حدوث أضرار لهم، وبعد أخذها وتحليلها أظهرت النتائج احتواءها على عدد من الأدوية والمركبات الكيماوية وبتركيزات كبيرة تفوق الحد المسموح به علاجيا، وتحتوي على مواد محفزة لحدوث السرطان، مما قد تتسبب في أمراض خطيرة ومضاعفات وخيمة كارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية والسكتات الدماغية والتشنجات والسرطان وغيرها.
وأضاف المصدر: وجدنا أن هذه الأدوية لم تسجل في الصيدليات، واكتشفنا أن هناك سوقا سوداء لبيعها في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل تجار يهدفون للربح المادي، مضيفا أنه لا بد على المواطنين كافة من التأكد من تلك الحبوب والأعشاب وسلامتها واحتوائها على ترخيص من هيئة الغذاء والدواء؛ إما بالتواصل مع المراكز الوطني للطب البديل التابع لوزارة الصحة، أو هيئة الغذاء والدواء فكل تلك الجهات تساند المواطنين وترشدهم حفاظا على صحتهم.
جرائم خطيرة
قانونيا، أوضح المحامي ريان مفتي أن بيع الأدوية غير المرخصة بشكل عام والمتاجرة بتلك الأدوية عن طريق الترويج لها بكل الطرق يعد جريمة يعاقب عليها القانون، مشيرا إلى أنه في حال تقدم المتضرر بتقرير طبي يثبت مدى الضرر الذي حدث له من تناول تلك الأدوية للجهات الأمنية، يتم التنسيق بين الجهات المعنية كوزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء، ويوضع كمين للقبض على البائعين المجهولين والتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم، وذلك حسب الضرر الذي حدث للأشخاص المشتكين.
وأضاف مفتي: أما إذا كانت تلك الأدوية عبارة عن حبوب مخدرة وادعى من يروج لها بأنها تستخدم لتخسيس وتكون ضمن المواد المخدرة المصنفة من مكافحة المخدرات، ففي هذه الحالة يعد البائع مروجا للمخدرات ويعاقب على هذا الأساس حسب تقدير القاضي والضرر المتسبب فيه، وفي الغالب، معظم قضايا الترويج للجبوب المخدرة تتراوح العقوبة فيها ما بين ستة أشهر و15 عاما.
<<
اغلاق
|
|
|
التجمهر، ويقول: “من الأسباب فراغ الشباب وعدم انشغالهم بواجبات تعود عليهم بالخير، مثل تحصيل العلم، أو العمل لزيادة دخلهم المادي، واعتمادهم في المصروف علي الأهل أو الوالدين، كما أن لثقافة التسكع بين الشباب والبقاء في الشوارع والحواري عدة ساعات لمضايقة المارة، أو الاستعراض عن طريق حلقات الرقص على الموسيقى الغربية، وإظهار مهارات الرقص واللبس والفضول والبحث عن مصادر الإثارة، مثل مشاهدة حادث مروري أو الحرائق، وتصويرها كنوع من التباهي، أو تحميلها على النت من الأسباب الكبيرة الأخرى”.
<<
اغلاق
|
|
|
لاتتحدث في اعراض الناس المرأة أكثر نقلاً د.ناصر العود د.علي زائري أحمد البار طريقة البعض في كسب الأشخاص والتقرب منهم نقل الشائعات أصبح طريقة البعض في كسب الأشخاص والتقرب منهم
تتنقل "أم سليمان" بين جاراتها حاملةً حكايات متنوعة عن باقي الجارات الساكنات في الحي، وتحديداً خلال اجتماعهم الأسبوعي، فهذه جارتها "سلمى" اكتشفت بالصدفة خيانة زوجها لها، ولذلك علت أصواتهم مساء ليلة الأمس، فيما لا تنتهي مشاكل الجارة "وفاء" مع حماتها التي تسكن معها، وذلك بسبب تدخلاتها المستمرة في حياتهم، وأمّا الجارة "أم إبراهيم" فهي تحاول إخفاء خبر انتقالهم لمسكنٍ جديد خوفاً من الحسد!.
ولا يخلو حديث "أم سليمان" من بعض الأسرار، والشائعات، وتلفيق الحكايات؛ مما جعلها نشرة أخبار متنقلة يستطيع كل من يريد أن ينشر معلومة عن أحد، فكل ما عليه الاتصال عليها وإعطاؤها "طرف الخيط"، لتكمل هي حبكة القصة، ومن ثم تسردها بعد إضافة "التوابل" عليها، والتي تجعل من الشائعات طبقاً مميزاً لكل مجلس نسائي.
لا تتحدث في «أعراض الناس» ولا تتدخل في خصوصياتهم ولا تنقل ما يجرح كرامتهم
إضافة "رتوش"
وقد اضطر أحدهم لتطليق زوجته بعد أن أصبحت تشكل مصدر إزعاج لأسرته، حيث تتربص بهم، وتنقل أخبارهم بعد أن تضيف عليها بعض "الرتوش" التي تسيئ لأصحابها، حتى تضمن أن تضعهم في حرج أمام الآخرين، وذلك عندما تلوث سمعتهم بحكايات عن أبناء الأسرة، فهذه الابنة الصغرى على علاقة بأحد أبناء عمومتها، والشاب يمارس هواية صيد الفتيات في الأسواق، ويقع معهن في غراميات تفوح رائحتها، وعندما تم معرفة مصدر هذه المعلومات لم يكن هناك حلاً سوى أن قرر الزوج تطليق زوجته، وجنت ثمرة نشرها الشائعات.
تعليق الدراسة
وذكرت "إلهام خليل" أنّ الشائعات تكثر عادةً خلال موسم الأمطار، حيث يتم تداول أخبار حول تعليق الدراسة أو إلغائها؛ خوفاً من حدوث الكوارث الطبيعية، والجميع يتناقل مثل تلك الأخبار، وساهمت مواقع التواصل الإجتماعي والأجهزة في انتشار هذه الأخبار بين الطلبة والطالبات.
واعترف "عرفان الحمد" أنّ مجالس الرجال تشهد الكثير من الأحاديث التي تلوك أعراض الأسر، مضيفاً:"من المؤسف أنّها حكايات تؤثر على مستقبل العائلة، وقد تتسب في عزوف الكثير من الشباب عن الارتباط بفتيات هذه العوائل، والعكس كذلك، إذ يمكن أن يرفض البعض اقتران أحدهم بكريمته عطفاً على ما يتم تداوله من شائعات عنه"، ملقياً باللوم على كل مستمع لتلك الحكايات، معتبراً ذلك بوابة للدخول في المفاسد التي نهي عنها الدين الإسلامي.
أنواع الشائعات
وقال "د.علي زائري" - استشاري الطب النفسي - أنّ الشائعات انطلقت من بداية خلق الإنسان، لافتاً إلى أنّ الشائعة عبارة عن نوع من التواصل الاجتماعي غير الرسمي لنقل المعلومات، وقد تحتوى على الخرافات والاعتقادات الخاطئة، مبيّناً أنّ للشائعات أنواع منها: شائعات الرغبات التي تعكس رغبات الجمهور وأمنياتهم وتحقيق طموحاتهم، مثل ما يتردد (يقولون إن الحكومه بتصرف إعاناة جديده للناس)، بالإضافة إلى شائعات الخوف، وتعكس مخاوف الناس وخوفهم من نتائج أو كوراث معينة، مثلاً أن يردد البعض ( يقولون إن الشركة راح تفصل أغلب الموظفين بسبب الحالة المادية)، إلى جانب شائعات الفتنة، التي يقصد بها السيطرة أو التخلص من أشخاص أو مجموعات بقصد الانتصار عليهم.
أصمت ولا تتحدث في أعراض الناس أو تنقل عنهم كلاماً غير صحيح
غياب المصدر
وأضاف "د.زائري" أنّ الشائعات تتكاثر عند غياب مصدر موثوق للمعلومات، أو تضارب في مصادر المعلومات بين الجهات الرسمية، أو فقدان ثقة الناس في مصدر معلوماتهم، فمثلاً -في الوقت الراهن- كثر الجدال حول موضوع فيضان "بحيرة المسك"، ففي جريدة واحدة تجد مسؤولاً يطمئن الناس ويطلب منهم عدم الخوف، وفي الصفحة الأخرى تجد مسؤولاً آخر يتحدث عن امكانية فيضانها في أي لحظة!.
وأشار إلى أنّ مخاوف الناس أحد أسباب انتشار الشائعات، فكلما زاد الخوف من حدوث شيء زادت الشائعات عنه، فالناس تخاف من حدوث كارثة جديدة، فهم يتناقلون الأنباء بدون السؤال عن المصدر؛ بسبب الخوف من تكرار المأساة، وكنوع من ردة الفعل النفسية، ومحاولة طمأنة الناس لأنفسهم عن طريق الفضفضة ومشاركة مشاعرهم الداخلية بصوت مرتفع.
ظروف مختلفة
ولفت "د. زائري" إلى أنّ ناقل الشائعة ليس كائناً غريب الشكل، ولا يأتي متخفياً تحت جنح الظلام، وقد ينقل الجميع الشائعات بقصد أو من دونه، مبيّناً أنّ نقل الشائعات يزيد وينقص حسب الظروف المختلفة للشخص واقترابه من الأحداث وتأثره بها، فمثلاً الأشخاص المجاورين ل"بحيرة المسك" أكثر خوفاً وتناقلاً لأخبارها البحيرة ممن يسكنون في شمال "جدة"، والذين تأثروا بالسيل أكثر تناقلاً لشائعات الأمطار الغزيرة.
المرأة والشائعات
وقال إنّ المرأة أكثر نقلاً للشائعات في المجتمع العربي - من وجهة نظره -، وذلك نظراً لطبيعة حياتها المنغلقة وبعدها النسبي عن مصادر المعلومات، وصعوبة حصولها عليها بحكم اضطرارها للبقاء داخل المنزل أكثر من الرجل، بالإضافة إلى التفاعل العاطفي لدى المرأة، فهي أكثر تفاعلاً مع الخوف أو الرغبات من الرجل، وتتأثر بالشائعات.
وأضاف أنّ الشائعات تقل في المجتمعات المنفتحة ثقافياً وفيها حرية للتعبير، وتزداد في المجتمعات المنغلقه والأقل تعليماً، موضحاً أنّ ناقل الشائعة يشعر بمشاركة وجدانية من الأخرين عند نقل شائعته، وهذه المشاركة تخفف عليه من الضغط النفسي في كتمان مخاوفه، مبيّناً أنّ التقنية الحديثة ساعدت في نقل المعلومات بسرعة بالصوت والصورة.
شخصيات نرجسية
ورأى "د. ناصر العود" - أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أنّ بعض الأشخاص الذين يصنفون على أنّهم شخصيات نرجسية أو تلك التي تتسم بالغيرة الزائدة تمارس نقل الشائعات، مضيفاً: "أعتقد أنّ التنشئة لها دور في تعزيز الشخصية أو تبسيطها، خصوصاً إذا كان الوالدين والمحيطين من أفراد الأسرة ممن يكون حديث مجالسهم أعراض الناس، وبعض الأسر يكون لديها القدرة على التحكم في التنشئة ولكن المدارس والمراكز الاجتماعية قد تعزز هذا الجانب السلبي في بعض النفوس الضعيفة، بالإضافة الى أنّ وسائل التواصل الاجتماعية المتنوعة ساهمت بإبراز الحديث في أعراض الأخرين وسهلته، وذلك بالتزويد في فن النقل أو الاستهتار".
المرأة أكثر نقلاً وتأثراً بالشائعات
مسايرة ومجاملة
وقال إنّ بعض النساء أصبحت تجد متعة خاصة في نشر الشائعات بالمجالس، حيث تستمع الغيورة والحاقدة بإثارة الآخرين ضد رجل أو امرأة أو أسرة بكاملها، مضيفاً: "للأسف بعض الأشخاص يساير سماع تلك الأمور من باب المجاملة، رغم أنّ ذلك يدخل في باب الغيبة والنميمة، والتي حثنا ديننا بالابتعاد عنها، والبعض الآخر يفرغ شحناته السلبية ويشعر بالراحة عندما تصبح أحاديثه في أعراض الناس"، متناسياً أنّ الناس تتناقل الوقائع بسرعة" معتبراً أنّ هناك علاقة وثيقة بين الغيرة والحسد وتحطيم حياة الأخرين.
أعراض الناس
وأرجع "أحمد البار" - أستاذ الخدمة الاجتماعية - لجوء البعض لنشر الشائعات والوقوع في أعراض الناس إلى ضعف الوازع الديني، قائلاً: "عندما يجد الشخص من يستمع إليه ومتحمس لقصص أحوال الناس، فهو بذلك يؤيده، ويسانده، ويشعره بالثقة، غير منكر لما يسمع، والمشكلة أننا نستمتع بتلك الحكايات التي تلوك أعراض الناس، واذا وجد أحد يرد علينا بالحسنى فإننا نرفض ذلك، خاصةً إذا كان الكلام متعلقٌ بالعرض، وذلك يعتبر من صغائر العقول".
وأضاف إنّ البعض يستخدم أسلوب الحديث عن الناس نتيجة لثقافة مجتمعه، والتي ولا تخلو من الحسد، متسائلاً: لماذا نتحمل وزر الكلام السيئ وإن كان صحيحاً؟، مؤكّداً على أنّ بعض النساء متخصصات في القيل والقال، ولكن الرجال يغلبونهم في الحديث عن الأعراض، خاصةً إذا وجدوا من يستمع لهم ويؤيدهم في حديثهم.
<<
اغلاق
|
|
|
المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير
تراعي أساليب التربية الحديثة للأطفالالبحث دائماً عن أفضل الحلول السليمة لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة، خاصة التيتصدر منهم مع بداية حياتهم، وعادة ما تكون بغير قصد منهم، ولكنها تضع الوالدين فيموقف محرج، قد يتسبب في حدوث ردة فعل سريعة لتأديبه؛ بأسلوب يدفع ببراءة الطفلللوقوف على هاوية السقوط في أمراض نفسية تؤثر على شخصيته في الكبر، وكثيراً مانشاهد في محيطنا أو في الأماكن العامة أحد الوالدين وهو ينهر طفله الصغير بصوتعالٍ، ويتلفظ عليه بعبارات قاسية تسبب له الحرج، وتعرضه للسخرية أمام الآخرين،وتحديداً الأطفال ممن هم في مرحلته العمرية.
قتل التربية
ويوّلد ضرب الطفل كراهيةً تجاه منضربه؛ ما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعلالعلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير، إلى جانب أنّه ينشئ أبناءانقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سناً أو أكثرهم قوة، وهذا الانقياديضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم شخصية أسهل للطاعة العمياء، لا سيما عند الكبرمع رفقاء السوء، كما يقتل التربية المستندة على الاقتناع وبناء المعايير الضروريةلفهم الأمور، والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، ويلغي الحوار، والأخذ،والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفالودوافع سلوكهم، ونفسياتهم، وحاجاتهم، كما يفقر الضرب الطفل ويحرمه من حاجاتهالنفسية للقبول، والطمأنينة، والمحبة، ويعطيه أنموذجاً سيئاً للأبناء ويحرمهم منعملية الاقتداء، ويزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال، ويجعل منهم عدوانيين، وقديضعف الطفل ويحطم شعورهم المعنوي بقيمته الذاتية؛ فيجعل منه منطوياً على ذاتهخجولاً لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية، كما يبعده عن تعلمالمهارات الحياتية من «فهم الذات»، و»ثقة بالنفس»، و»طموح»، و»بحث عن النجاح»،ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الإجتماعية، فيصعب عليه التعامل معالآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً.
دافع داخلي
ويعتبر اللجوء إلى الضرب هو لجوءلأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحاً، حيث يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، ولذلكفنتائج الضرب عادةً ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام، فهو لا يصحح الأفكار، ولايجعل السلوك مستقيماً، بل يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخليالذي هو الأهم دينياً، ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرب من الرياء، والخوف منالناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويفعله بالعمل من أجل الكبار،وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفلاقتناعاً، وحباً، وإخلاصاً، وطموحاً، وطمعا في النجاح وتحقيق الأهداف، وخوفاً منالخسارة الذاتية، وقد يدفع الضرب الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفتهوالإصرار على الخطأ.
رضا الوالدين
وقال «د.خالد باحاذق» -استشاري أسريوخبير نفسي-»يمر الأطفال بمراحل متعددة في حياتهم يحتاجون فيها إلى الكثير منالمشاعر الجياشة، بما يوازي الحب الذي يحتاجوه في بقية حياتهم، وبعد سن البلوغيحتاجون أكثر، وفي سن (18) سنة تزيد الحاجة، إلاّ أنّ الابن قد يستقيها في بقيةحياته، وهذا يعني أنّ الأطفال في أمس الحاجة للحب من الوالدين حتى أثناء أخطائهم،وعادةً ما نلاحظ أنّ الطفل عندما يحبو قبل مرحلة اعتماده على المشي نجده أنّه قبلوصوله للشيء الذي يريد الإمساك به ينظرإالى والديه، فإذا وجد التشجيع منهم ذهبوبكل ثقة»، مبيّناً أنّ الطفل أكثر إرضاءً لوالديه في مرحلة الطفولة منه في مرحلةالكبر، وجل سلوكياته في الطفولة همها الأساسي الحصول على الانتباه من الوالدين،فإذا كان الإنتباه ايجابياً زاده ذلك دعماً، وتشجيعاً، وثقةً، وحدوث الأخطاء عادةتتم نتيجة حتمية لعدم المعرفة، ولذلك يجب أن يكون الوالدان أصدقاء للطفل، مشيراًإلى أنّ الطفل وحتى سن (11) لا يعرف الكذب، ولكن عندما يحدث هذا السلوك منه فهوعبارة عن آلية دفاعية في نفسه خوفاً من عاقبة الخطأ.
تعبير عن المشاعر
وأضاف: «أحياناً ينسى الأطفال إذاكبروا العقوبة التي تعرضوا لها، ولكن تظهر كردود فعل أخرى كآثار جانبية من هذةالعقوبة ومنها العقوبة اللفظية، والبدنية، والتي تصنف كعنف يظهر في فترة لاحقة منالعمر بما يسمي (رهاب الاجتماعي)، وهذا يظهر في مرحلة الكبر، وقد يتطور إلى درجةأنّ الطفل عندما يكبر لا يستطيع التعبير عن مشاعره مع أبنائه وزوجته، وذلك نتيجةانتقاص الوالدين له في الصغر، وبعضهم يصاب ب(التأتأة)؛ نتيجة العنف اللفظي فيمحاولة ارغام الطفل، وتحتاج للعلاج لإعادته للكلام الطبيعي، كما أنّ مقارنة الصغاربرفاقهم أو توبيخهم أمامهم تحدث لديهم نقمة تجاه والديهم وأصدقائهم»، مطالباً بعدمإهانة الطفل مهما حصل منه، بل يجب أن يغدق عليه الحب لأنّ الإهانة ستجعله يكبرضعيف الشخصية، وستترك داخله أعراض جانبية في المستقبل؛ مما يعيق قدرته على الدراسةوالعطاء، لذلك تربيتهم يجب أن تكون بالحب، فالأولاد يحتاجون الحب بدرجة كبيرة،وعندما يكبرون تقل المواقف المزعجة في فترة البلوغ نتيجة الحب الذي وجدوه، وسيعتبرالطفل والديه أصدقاءً له ويخجل من فعل الأمور التي تزعجهم.
زرع القيم
وأشار إلى رفضه بشدة لفظ العقوبة تجاهتصرفات الأطفال الخاطئة؛ لأنّها تعني تصيد الأخطاء واستبدال العقوبة بالحسناتوتصيد السلوكيات الطيبة، مع ضرورة استخدام الوسيلة الوقائية في زرع القيم والمبادئوكيفية التعامل مع الآخرين، موضحاً أنّه إذا وقعوا في الخطأ يجب أن نستوعب أسبابوقوعهم فيه وكيفية تفاديه مستقبلا بعلاقة حب، معتبراً استشهاد البعض بالعقوبة فيالضرب للصلاة لسن عشر سنوات أساءة فهم للحديث، فالضرب ليس الإيذاء بقدر ما هو لمسةانتباه، كما أنّ العقوبة يجب أن تكون في حالة استثنائية، والتي يجب ألا تكون إلامع البالغين إذا تجاوزوا الحدود ووفق اشتراطات معينة.
حب ضائع
وأضاف أنّ الأخطاء لابد أن تحدث،لأنّهم في بداية التجربة ولكن الشيء الحقيقي الذي اكتشف لدى الأطفال هو وجودهيكلية البناء، فإذا زُرعت القواعد الأساسية تظل لديهم هذه الهيكلية المستقاة منالوالدين، فالعنف الأسري الذي يحدث هو في الأصل عنف عاشه الطفل بين الوالدين أومنهم معاً، فإذا كانت بيئته بيئة معنفة فسيتوارثها الأبناء دون شك، مشدداً علىضرورة وجود حوار مع الأطفال لأنّه مهم، ومطلب، ويجب أن تستمد أصوال التربيةالحديثة من القدوة الحسنة سيدنا محمد -صلى الله عليه والسلام- والتربية عن طريقالعقوبات يجب ايقافها، سواءً من الوالدين أو من أي جهة أخرى، مقدماً نصائحللوالدين تضمنت أهمية تمسكهما بالمبادئ بمعنى أن لا ينهى الأب عن عمل وينفذه، معإضفاء كلمات المدح على مسامع الأطفال لسلوكياتهم، وإشعارهم بالاهتمام، فالأطفاليقتدون بالأب، ولذلك يجب أن يحبهم أهاليهم حتى لا يبحثوا عن الحب الضائع منهم فيالشارع.
*يصبح عدوانياً «منتقماً» ومعزولاً عنأصدقائه خوفاً من أن يعيروه..!
قال «د.نزار الصالح» -أمين عام المركزالوطني لأبحاث الشباب- إن التربية مرحلة مستمرة ينشأ فيها الطفل على التعاليموالقيم والعادت، مشيراً إلى أن التعامل مع الأطفال في بداية حياتهم مثل «صفحةبيضاء»؛ كلما بذلنا جهداً أكبر لرعايتهم نفسياً واجتماعياً كلما كانوا أفضل فيحياتهم المستقبلية، فإذا مرّت الست سنوات الأولى من حياتهم بطريقة وعناية وتربيةجيدة، فذلك يعني أننا وفرنا لهم دخول مراحل حياتهم القادمة بطريقة آمنة وبعيدة عنالمشكلات النفسية، خاصةً مرحلة المراهقة، مبيّناً أنّ بعض الآباء يعتقد أنّالتربية هي الاهتمام بالجانب الصحي مثل التطعيمات، والعلاج، والبعض الآخر يعتقدأنّ الاهتمام بالغذاء من أجل تحسين حالته الجسمانية، ومنهم من يذهب لأبعد من ذلكويشمل التغذية، والعلاج، والجانب التربوي.
وأضاف أنّ الأبناء يعشقون التقليد،ولذلك يمارس الأطفال ذلك، محذراً من التأديب أمام الآخرين؛ فالطفل حساس في هذاالجانب، وإذا أثنيت عليه أمام الأخرين فذلك يجعل الصدى مضاعفاً، ويسعد الأبناءبالفرح، حيث يعد هذا الثناء مكافأة لسلوكه في البيت وتعزيزاً لتصرفاته، أمّا إذاوبخ بصرامة أمام الآخرين ينعكس ذلك سلباً على الطفل؛ مما يجعله منطوياً ومنعزلاًعن الآخرين، ومن الممكن أن يتحول لطفل عدوانيا، ويكسر كل شيء حوله، ويصبح عصبياً،ويزيد الأمر سوءاً إذا كان التوبيخ أمام أطفال في نفس مرحلته العمرية، فالأطفاليوبخونه بما قال والداه، وتصبح وصمة في شخصيته يصعب خروجه من دائرتها، وبالتالييصبح يتعامل بشكل عصبي مع الآخرين.
وأشار إلى أنّ الطفل يسجل ويحلل كل مايدور حوله؛ فالبيئة إذا كانت تربوية ومشجعة يتعامل معها بشكل صحيح، وتزيد لديهالثقة بالنفس والشعور بالراحة النفسية، وإذا كان العكس يعتقد أنّ الآخرين يكرهونهويبحث عن تصرفات يعتقد أنّها مناسبة، وتثير الآخرين من أجل الحصول على اهتمامهم،فيبدأ في المشاكسة، والعناد، وجميعها نتاج لأسلوب التربية، مطالباً أولياء الأمورأن يحافظوا على تصرفاتهم بمعدلها الطبيعي، مبيّناً أنّ السيرة النبوية مليئةبالقصص التي توضح كيف كان يتعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الطفولة بمعنيالطفولة، فقد كان يعطيهم الحب، والحنان، والثقة بالنفس، وكان لا يوبخ أصلاً، وقدكان القدوة الصالحة لهم، في حين أنّ الآباء الآن يعلمون أبناءهم العنف والقسوةوعدم الاحترام من دون أن يشعروا، وذلك من خلال تصرفاتهم، حيث يعمد أبناؤهم إلىتقليد ومحاكات البيئة الأسرية التي يعيشون فيها.
*«عقدة» تربيتك القاسية لا تنقلها إلىأطفالك..!
قال «د.علي زائري» -استشاري الطبالنفسي- «الطفل الذي يتعرض للتوبيخ أمام الآخرين لن يستوعب رسالة الوالدين التيتعني تربيته، بل يراها إهانة ونوعا من التشهير، ويكون رفضه للعقاب عنيفا، وينتجعنها عدم الثقة بالنفس، ويشعر أنّه موسوم بما نعته به والده، ويصبح أيضاً خائفاًمن الناس ومن المكان الذي تم عقابه فيه، وعادة ما نسمع أشخاصا لا يفضلون الذهابإلى مدينتهم بعد أن تركوها للعمل أو الدراسة كونها تذكرهم بمواقف مؤلمة؛ بسببالعقاب الذي تعرضوا له في صغرهم، بالإضافة إلى أنّ ذلك يؤدي لفقدان الطفل الثقةبالنفس، وشعوره بالاكتئاب، والحزن، وعدم البهجة بالحياة».
وأضاف أنّ مصدر الثقة بالنفسالوالدين، وإذا كانت علاقة الوالدين بالأبناء غير سوية يتكون لديهم شعور باحتقارالذات؛ لأنّ الطفل يتقبل اللقب الذي يطلقه عليه والداه، ونتيجةً لذلك نجد أطفالافشلوا في حياتهم؛ بسبب تعزيز وصمة الفشل له من قبل والديه، معتبراً أنّ أفضل أنواعالعقاب يكمن في تعديل سلوك الأبناء، سواء الإيجابي؛ وذلك بمكافأته على السلوكالجيد وتقديم هدية، أو السلوك السلبي والأفضل بعدم ضربه، بل بحرمانه من أشياءيحبها ويفضلها.
وأشار إلى أهمية أن يحذر الوالدان منمغبة ضياع الأطفال عندما يكبرون بالوقوع في إدمان المخدرات، وذلك كنوع من الانتقاممن التأديب القاسي، حيث أنّ غالبية من يتعرضون لهذا النوع من التربية يصبحونأشخاصاً غير أسوياء في المجتمع، وقد يكونون أباء وأمهات قاسين مع أطفالهم،يستشهدون بما تربوا عليه في الصغر، ويتوقعون دائماً أنّ تربيتهم العنيفة هيالأسلوب الصحيح، مشدداً على أنّ العقاب الجسدي كالحرق، والضرب، أقسي أنواع العقابيليه العقاب اللفظي، وذلك بإطلاق بعض الألقاب المشينة كوصفه بالحيوان أو الجبان!.
*«الندم» لا يكفي لمصالحة طفلك..تعهدأن تهدأ مستقبلاً
امتلأت عيني «نواف» بالدموع تعبيراًعن الألم الكبير الذي تسبب له والده عندما عاقبه بحرق يديه؛ لأنّه مد يديه من دوناستئذان إلى جيبه وأخذ «ريالين»؛ لشراء حلوى من بائع متجول كان يسير بجانب الحيالذي يسكن فيه، وعلى الرغم من توسلات «نواف» ووعده لوالده بعدم تكرار ذلك، إلاّأنّها لم تجد طريقاً إلى قلب الأب القاسي الذي طلب من إخوته الباقين مناداته بلقب«الحرامي»!!.
والد «نيفين» لم يكن بعيداً عن «أبونواف»، حيث كان ضربه لابنته الصغيرة مستمراً؛ متعذراً بأسلوب التربية الذي رباهعليه والداه؛ حين قررت «نيفين» أن تعبّر عن شكرها لوالدها الذي اشترى لها غرفة نومجديدة اختارت كتابة رسالة حب على الجدران؛ لتثور ثورة الأب المربي!، ويأخذ عصاكانت بالقرب منه ويهوي بها على رأس ابنته، لتتعرض إلى نزيف حاد استدعى تنويمها فيالمستشفى لأيام؛ ليعود والدها لزيارتها وهو نادم ومتألم، طالباً منها السماحوالعفو، بعد أن أعاد قراءة كلماتها المتكسرة القصيرة على الجدار الذي تلطخبدمائها؛ «شكرا بابا على غرفة النوم»!.
وقال «د.مشبب القحطاني» -أستاذ علمالاجتماع-: «نتذكر بعض الحكم العامية التي تطالب الأب أنّه إذا كبر الابن على الأبأن يصادقه، وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (أدبوا أولادكم لعصر غيرعصركم)، والكل يعترف أنّ هناك تحولات ثقافية، ومادية، ومعنوية، في حياتنا ولكن هلهذا يرتبط بالطريقة التي نتعامل فيها مع أبنائنا؟، إذ لابد أن نعي أنّ التنشئة أمرمكتسب وليس فطريا، ونستلهم بالتجربة والخبرة كيف نتعامل مع أبنائنا، وحان الوقتلأن تقدم وسائل الأعلام للآباء الطرق الناجعة والسليمة للتربية، مع مراجعةأساليبهم وتطويرها من أجل أن يصبحوا قادرين على مواجهة الحياة وهم اقوياء».
وأضاف انّ الأب الذي يلوم ابنه أمامالناس نفترض فيه حسن النية إذا كان إنساناً سوياً، وربما يستمر الوالد في العنفإلى ما لا نهاية؛ نتيجة تربيته القاسية منذ الصغر، وأحياناً يراجع الأب حساباتهويتأثر، ويستقيم، وقد يبادر بالاعتذار، وتعويضه نفسياً، وتقديم الهدايا، وقضاء وقتطويل معه؛ لمحاولة محو الصور السلبية، وذلك نتيجة تعرض الطفل لإصابة عميقة جسديةأو مرض نفسي؛ بسبب العنف اللفظي أو الجسدي، مشدداً على أهمية أن يحتاط الأب فلايتمادى في تدليل الطفل بشكل قد يؤثر على سلوكه.
وأشار إلى أنّ بعض ردود فعل الأبناء على أسلوب التربيةقد يغيّر مسار الأب بشكل كبير، فمنهم من يتحول إلى أب مثالي؛ بسبب أنّه راجع نفسهواكتشف أنّه كان مخطئاً، ولولا عناية الله كاد أن يفقد طفله، ومنهم من يشعر بالندمويعاهد طفله ونفسه بعدم العودة إلى عقابه بقسوة، ونوع آخر من الآباء لا تتبدلمعاملته من شدة قسوة قلبه، بل يزيد كلما زادت قوة ابنه واشتد عوده، ويبرر ذلك أنّهكان يلقى أشد من هذه القسوة في تربية والديه له.
<<
اغلاق
|
|
|
الطب النفسي- أن الطب النفسي يؤيد التثقيف الجنسي للأطفال، ويُعده أحد المواضيع المهمة التي يحتاجها الصغير، وذلك لإيصال المعلومات الصحيحة وبطريقة مناسبة، مضيفاً أن لذلك مردودا مفيدا له في نضوجه وإدراكه المبكر، إضافةً إلى حمايته من معلومات مشوهة وغير سوية، عن طريق بعض المصادر غير الآمنة، التي تسيء إلى نفسية الطفل وتترك أثراً طويل الأمد عليه.
وشدّد على أهمية حماية الأبناء في سن مبكر من سوء الاستغلال الجنسي أو التحرش والاعتداء عليهم من قبل أشخاص غير أسوياء، حيث يستغل بعض من لديهم نزعة مرضية أو اضطراب جهل الأطفال بهذه الأمور، ثم الاعتداء عليهم بشكل طويل الأمد دون أن يكتشف الأمر، بسبب عدم فهم الأطفال لما يجري، وعادةً ما يتم تشويه أفكار الطفل من قبل المعتدى عن طريق ايهامه أن ما يجري هو نوع من أنواع اللعب، وأنه لا داعي لإخبار أحد بالموضوع.
وأوضح أن طريقة التثقيف الجنسي للأطفال تختلف حسب كل فئة عمرية عن بعضها، فمثلاً لا يفهم الأطفال مفهوم الجنس كما هو معروف لدى الكبار إلاّ في حوالي سن المراهقة، أو قبل ذلك بقليل حسب توفر المعلومات لهم، مضيفاً أن الأطفال في عمر ما قبل المدرسة لا يحتاجون إلى إعطاء تفاصيل جنسية، لكن ببساطة يتم التوضيح لهم أن المناطق الجنسية غير مسموح لأحد لمسها أو مشاهدتها، لافتاً إلى أنه من المهم تعزيز الأم سلوك الطفل في اللبس للملابس الداخلية، وتغطية الجسم بعد الخروج من الاستحمام، وعدم الجلوس بدون ملابس أمام الآخرين، حيث تنشأ غريزة طبيعية لدى الطفل في معرفة السلوك الاجتماعي المناسب ناحية أعضائه.
وذكر أن أهم نقطة هي إخبار الوالدين في حال لو تم الاقتراب من جسم الطفل من طرف آخر، موضحاً أنه بالنسبة لمرحلة المدرسة فمن الممكن إعطاء الطفل فكرة بسيطة عن الجنس دون تفاصيل كثيرة.
<<
اغلاق
|