تاريخ النشر 20 ديسمبر 2012     بواسطة الدكتور علي محمد زائري     المشاهدات 201

لا تضرب أطفالك أمام الآخرين.. «يتحطمون نفسياً»!

ويوّلد ضرب الطفل كراهيةً تجاه من ضربه؛ ما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير تراعي أساليب التربية الحديثة للأطفالالبحث دائماً عن أفضل الحلول السليمة لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة، خاصة التيتصدر منهم مع بداية
حياتهم، وعادة ما تكون بغير قصد منهم، ولكنها تضع الوالدين فيموقف محرج، قد يتسبب في حدوث ردة فعل سريعة لتأديبه؛ بأسلوب يدفع ببراءة الطفلللوقوف على هاوية السقوط في أمراض نفسية تؤثر على شخصيته في الكبر، وكثيراً مانشاهد في محيطنا أو في الأماكن العامة أحد الوالدين وهو ينهر طفله الصغير بصوتعالٍ، ويتلفظ عليه بعبارات قاسية تسبب له الحرج، وتعرضه للسخرية أمام الآخرين،وتحديداً الأطفال ممن هم في مرحلته العمرية. 
قتل التربية
ويوّلد ضرب الطفل كراهيةً تجاه منضربه؛ ما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعلالعلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير، إلى جانب أنّه ينشئ أبناءانقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سناً أو أكثرهم قوة، وهذا الانقياديضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم شخصية أسهل للطاعة العمياء، لا سيما عند الكبرمع رفقاء السوء، كما يقتل التربية المستندة على الاقتناع وبناء المعايير الضروريةلفهم الأمور، والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، ويلغي الحوار، والأخذ،والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفالودوافع سلوكهم، ونفسياتهم، وحاجاتهم، كما يفقر الضرب الطفل ويحرمه من حاجاتهالنفسية للقبول، والطمأنينة، والمحبة، ويعطيه أنموذجاً سيئاً للأبناء ويحرمهم منعملية الاقتداء، ويزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال، ويجعل منهم عدوانيين، وقديضعف الطفل ويحطم شعورهم المعنوي بقيمته الذاتية؛ فيجعل منه منطوياً على ذاتهخجولاً لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية، كما يبعده عن تعلمالمهارات الحياتية من «فهم الذات»، و»ثقة بالنفس»، و»طموح»، و»بحث عن النجاح»،ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الإجتماعية، فيصعب عليه التعامل معالآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً.
دافع داخلي
ويعتبر اللجوء إلى الضرب هو لجوءلأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحاً، حيث يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، ولذلكفنتائج الضرب عادةً ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام، فهو لا يصحح الأفكار، ولايجعل السلوك مستقيماً، بل يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخليالذي هو الأهم دينياً، ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرب من الرياء، والخوف منالناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويفعله بالعمل من أجل الكبار،وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفلاقتناعاً، وحباً، وإخلاصاً، وطموحاً، وطمعا في النجاح وتحقيق الأهداف، وخوفاً منالخسارة الذاتية، وقد يدفع الضرب الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفتهوالإصرار على الخطأ.
رضا الوالدين
وقال «د.خالد باحاذق» -استشاري أسريوخبير نفسي-»يمر الأطفال بمراحل متعددة في حياتهم يحتاجون فيها إلى الكثير منالمشاعر الجياشة، بما يوازي الحب الذي يحتاجوه في بقية حياتهم، وبعد سن البلوغيحتاجون أكثر، وفي سن (18) سنة تزيد الحاجة، إلاّ أنّ الابن قد يستقيها في بقيةحياته، وهذا يعني أنّ الأطفال في أمس الحاجة للحب من الوالدين حتى أثناء أخطائهم،وعادةً ما نلاحظ أنّ الطفل عندما يحبو قبل مرحلة اعتماده على المشي نجده أنّه قبلوصوله للشيء الذي يريد الإمساك به ينظرإالى والديه، فإذا وجد التشجيع منهم ذهبوبكل ثقة»، مبيّناً أنّ الطفل أكثر إرضاءً لوالديه في مرحلة الطفولة منه في مرحلةالكبر، وجل سلوكياته في الطفولة همها الأساسي الحصول على الانتباه من الوالدين،فإذا كان الإنتباه ايجابياً زاده ذلك دعماً، وتشجيعاً، وثقةً، وحدوث الأخطاء عادةتتم نتيجة حتمية لعدم المعرفة، ولذلك يجب أن يكون الوالدان أصدقاء للطفل، مشيراًإلى أنّ الطفل وحتى سن (11) لا يعرف الكذب، ولكن عندما يحدث هذا السلوك منه فهوعبارة عن آلية دفاعية في نفسه خوفاً من عاقبة الخطأ.
تعبير عن المشاعر
وأضاف: «أحياناً ينسى الأطفال إذاكبروا العقوبة التي تعرضوا لها، ولكن تظهر كردود فعل أخرى كآثار جانبية من هذةالعقوبة ومنها العقوبة اللفظية، والبدنية، والتي تصنف كعنف يظهر في فترة لاحقة منالعمر بما يسمي (رهاب الاجتماعي)، وهذا يظهر في مرحلة الكبر، وقد يتطور إلى درجةأنّ الطفل عندما يكبر لا يستطيع التعبير عن مشاعره مع أبنائه وزوجته، وذلك نتيجةانتقاص الوالدين له في الصغر، وبعضهم يصاب ب(التأتأة)؛ نتيجة العنف اللفظي فيمحاولة ارغام الطفل، وتحتاج للعلاج لإعادته للكلام الطبيعي، كما أنّ مقارنة الصغاربرفاقهم أو توبيخهم أمامهم تحدث لديهم نقمة تجاه والديهم وأصدقائهم»، مطالباً بعدمإهانة الطفل مهما حصل منه، بل يجب أن يغدق عليه الحب لأنّ الإهانة ستجعله يكبرضعيف الشخصية، وستترك داخله أعراض جانبية في المستقبل؛ مما يعيق قدرته على الدراسةوالعطاء، لذلك تربيتهم يجب أن تكون بالحب، فالأولاد يحتاجون الحب بدرجة كبيرة،وعندما يكبرون تقل المواقف المزعجة في فترة البلوغ نتيجة الحب الذي وجدوه، وسيعتبرالطفل والديه أصدقاءً له ويخجل من فعل الأمور التي تزعجهم.
زرع القيم
وأشار إلى رفضه بشدة لفظ العقوبة تجاهتصرفات الأطفال الخاطئة؛ لأنّها تعني تصيد الأخطاء واستبدال العقوبة بالحسناتوتصيد السلوكيات الطيبة، مع ضرورة استخدام الوسيلة الوقائية في زرع القيم والمبادئوكيفية التعامل مع الآخرين، موضحاً أنّه إذا وقعوا في الخطأ يجب أن نستوعب أسبابوقوعهم فيه وكيفية تفاديه مستقبلا بعلاقة حب، معتبراً استشهاد البعض بالعقوبة فيالضرب للصلاة لسن عشر سنوات أساءة فهم للحديث، فالضرب ليس الإيذاء بقدر ما هو لمسةانتباه، كما أنّ العقوبة يجب أن تكون في حالة استثنائية، والتي يجب ألا تكون إلامع البالغين إذا تجاوزوا الحدود ووفق اشتراطات معينة.
حب ضائع
وأضاف أنّ الأخطاء لابد أن تحدث،لأنّهم في بداية التجربة ولكن الشيء الحقيقي الذي اكتشف لدى الأطفال هو وجودهيكلية البناء، فإذا زُرعت القواعد الأساسية تظل لديهم هذه الهيكلية المستقاة منالوالدين، فالعنف الأسري الذي يحدث هو في الأصل عنف عاشه الطفل بين الوالدين أومنهم معاً، فإذا كانت بيئته بيئة معنفة فسيتوارثها الأبناء دون شك، مشدداً علىضرورة وجود حوار مع الأطفال لأنّه مهم، ومطلب، ويجب أن تستمد أصوال التربيةالحديثة من القدوة الحسنة سيدنا محمد -صلى الله عليه والسلام- والتربية عن طريقالعقوبات يجب ايقافها، سواءً من الوالدين أو من أي جهة أخرى، مقدماً نصائحللوالدين تضمنت أهمية تمسكهما بالمبادئ بمعنى أن لا ينهى الأب عن عمل وينفذه، معإضفاء كلمات المدح على مسامع الأطفال لسلوكياتهم، وإشعارهم بالاهتمام، فالأطفاليقتدون بالأب، ولذلك يجب أن يحبهم أهاليهم حتى لا يبحثوا عن الحب الضائع منهم فيالشارع.
*يصبح عدوانياً «منتقماً» ومعزولاً عنأصدقائه خوفاً من أن يعيروه..!
قال «د.نزار الصالح» -أمين عام المركزالوطني لأبحاث الشباب- إن التربية مرحلة مستمرة ينشأ فيها الطفل على التعاليموالقيم والعادت، مشيراً إلى أن التعامل مع الأطفال في بداية حياتهم مثل «صفحةبيضاء»؛ كلما بذلنا جهداً أكبر لرعايتهم نفسياً واجتماعياً كلما كانوا أفضل فيحياتهم المستقبلية، فإذا مرّت الست سنوات الأولى من حياتهم بطريقة وعناية وتربيةجيدة، فذلك يعني أننا وفرنا لهم دخول مراحل حياتهم القادمة بطريقة آمنة وبعيدة عنالمشكلات النفسية، خاصةً مرحلة المراهقة، مبيّناً أنّ بعض الآباء يعتقد أنّالتربية هي الاهتمام بالجانب الصحي مثل التطعيمات، والعلاج، والبعض الآخر يعتقدأنّ الاهتمام بالغذاء من أجل تحسين حالته الجسمانية، ومنهم من يذهب لأبعد من ذلكويشمل التغذية، والعلاج، والجانب التربوي.
وأضاف أنّ الأبناء يعشقون التقليد،ولذلك يمارس الأطفال ذلك، محذراً من التأديب أمام الآخرين؛ فالطفل حساس في هذاالجانب، وإذا أثنيت عليه أمام الأخرين فذلك يجعل الصدى مضاعفاً، ويسعد الأبناءبالفرح، حيث يعد هذا الثناء مكافأة لسلوكه في البيت وتعزيزاً لتصرفاته، أمّا إذاوبخ بصرامة أمام الآخرين ينعكس ذلك سلباً على الطفل؛ مما يجعله منطوياً ومنعزلاًعن الآخرين، ومن الممكن أن يتحول لطفل عدوانيا، ويكسر كل شيء حوله، ويصبح عصبياً،ويزيد الأمر سوءاً إذا كان التوبيخ أمام أطفال في نفس مرحلته العمرية، فالأطفاليوبخونه بما قال والداه، وتصبح وصمة في شخصيته يصعب خروجه من دائرتها، وبالتالييصبح يتعامل بشكل عصبي مع الآخرين.
وأشار إلى أنّ الطفل يسجل ويحلل كل مايدور حوله؛ فالبيئة إذا كانت تربوية ومشجعة يتعامل معها بشكل صحيح، وتزيد لديهالثقة بالنفس والشعور بالراحة النفسية، وإذا كان العكس يعتقد أنّ الآخرين يكرهونهويبحث عن تصرفات يعتقد أنّها مناسبة، وتثير الآخرين من أجل الحصول على اهتمامهم،فيبدأ في المشاكسة، والعناد، وجميعها نتاج لأسلوب التربية، مطالباً أولياء الأمورأن يحافظوا على تصرفاتهم بمعدلها الطبيعي، مبيّناً أنّ السيرة النبوية مليئةبالقصص التي توضح كيف كان يتعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الطفولة بمعنيالطفولة، فقد كان يعطيهم الحب، والحنان، والثقة بالنفس، وكان لا يوبخ أصلاً، وقدكان القدوة الصالحة لهم، في حين أنّ الآباء الآن يعلمون أبناءهم العنف والقسوةوعدم الاحترام من دون أن يشعروا، وذلك من خلال تصرفاتهم، حيث يعمد أبناؤهم إلىتقليد ومحاكات البيئة الأسرية التي يعيشون فيها.
*«عقدة» تربيتك القاسية لا تنقلها إلىأطفالك..!
قال «د.علي زائري» -استشاري الطبالنفسي- «الطفل الذي يتعرض للتوبيخ أمام الآخرين لن يستوعب رسالة الوالدين التيتعني تربيته، بل يراها إهانة ونوعا من التشهير، ويكون رفضه للعقاب عنيفا، وينتجعنها عدم الثقة بالنفس، ويشعر أنّه موسوم بما نعته به والده، ويصبح أيضاً خائفاًمن الناس ومن المكان الذي تم عقابه فيه، وعادة ما نسمع أشخاصا لا يفضلون الذهابإلى مدينتهم بعد أن تركوها للعمل أو الدراسة كونها تذكرهم بمواقف مؤلمة؛ بسببالعقاب الذي تعرضوا له في صغرهم، بالإضافة إلى أنّ ذلك يؤدي لفقدان الطفل الثقةبالنفس، وشعوره بالاكتئاب، والحزن، وعدم البهجة بالحياة».
وأضاف أنّ مصدر الثقة بالنفسالوالدين، وإذا كانت علاقة الوالدين بالأبناء غير سوية يتكون لديهم شعور باحتقارالذات؛ لأنّ الطفل يتقبل اللقب الذي يطلقه عليه والداه، ونتيجةً لذلك نجد أطفالافشلوا في حياتهم؛ بسبب تعزيز وصمة الفشل له من قبل والديه، معتبراً أنّ أفضل أنواعالعقاب يكمن في تعديل سلوك الأبناء، سواء الإيجابي؛ وذلك بمكافأته على السلوكالجيد وتقديم هدية، أو السلوك السلبي والأفضل بعدم ضربه، بل بحرمانه من أشياءيحبها ويفضلها.
وأشار إلى أهمية أن يحذر الوالدان منمغبة ضياع الأطفال عندما يكبرون بالوقوع في إدمان المخدرات، وذلك كنوع من الانتقاممن التأديب القاسي، حيث أنّ غالبية من يتعرضون لهذا النوع من التربية يصبحونأشخاصاً غير أسوياء في المجتمع، وقد يكونون أباء وأمهات قاسين مع أطفالهم،يستشهدون بما تربوا عليه في الصغر، ويتوقعون دائماً أنّ تربيتهم العنيفة هيالأسلوب الصحيح، مشدداً على أنّ العقاب الجسدي كالحرق، والضرب، أقسي أنواع العقابيليه العقاب اللفظي، وذلك بإطلاق بعض الألقاب المشينة كوصفه بالحيوان أو الجبان!.
*«الندم» لا يكفي لمصالحة طفلك..تعهدأن تهدأ مستقبلاً
امتلأت عيني «نواف» بالدموع تعبيراًعن الألم الكبير الذي تسبب له والده عندما عاقبه بحرق يديه؛ لأنّه مد يديه من دوناستئذان إلى جيبه وأخذ «ريالين»؛ لشراء حلوى من بائع متجول كان يسير بجانب الحيالذي يسكن فيه، وعلى الرغم من توسلات «نواف» ووعده لوالده بعدم تكرار ذلك، إلاّأنّها لم تجد طريقاً إلى قلب الأب القاسي الذي طلب من إخوته الباقين مناداته بلقب«الحرامي»!!.
والد «نيفين» لم يكن بعيداً عن «أبونواف»، حيث كان ضربه لابنته الصغيرة مستمراً؛ متعذراً بأسلوب التربية الذي رباهعليه والداه؛ حين قررت «نيفين» أن تعبّر عن شكرها لوالدها الذي اشترى لها غرفة نومجديدة اختارت كتابة رسالة حب على الجدران؛ لتثور ثورة الأب المربي!، ويأخذ عصاكانت بالقرب منه ويهوي بها على رأس ابنته، لتتعرض إلى نزيف حاد استدعى تنويمها فيالمستشفى لأيام؛ ليعود والدها لزيارتها وهو نادم ومتألم، طالباً منها السماحوالعفو، بعد أن أعاد قراءة كلماتها المتكسرة القصيرة على الجدار الذي تلطخبدمائها؛ «شكرا بابا على غرفة النوم»!.
وقال «د.مشبب القحطاني» -أستاذ علمالاجتماع-: «نتذكر بعض الحكم العامية التي تطالب الأب أنّه إذا كبر الابن على الأبأن يصادقه، وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (أدبوا أولادكم لعصر غيرعصركم)، والكل يعترف أنّ هناك تحولات ثقافية، ومادية، ومعنوية، في حياتنا ولكن هلهذا يرتبط بالطريقة التي نتعامل فيها مع أبنائنا؟، إذ لابد أن نعي أنّ التنشئة أمرمكتسب وليس فطريا، ونستلهم بالتجربة والخبرة كيف نتعامل مع أبنائنا، وحان الوقتلأن تقدم وسائل الأعلام للآباء الطرق الناجعة والسليمة للتربية، مع مراجعةأساليبهم وتطويرها من أجل أن يصبحوا قادرين على مواجهة الحياة وهم اقوياء».
وأضاف انّ الأب الذي يلوم ابنه أمامالناس نفترض فيه حسن النية إذا كان إنساناً سوياً، وربما يستمر الوالد في العنفإلى ما لا نهاية؛ نتيجة تربيته القاسية منذ الصغر، وأحياناً يراجع الأب حساباتهويتأثر، ويستقيم، وقد يبادر بالاعتذار، وتعويضه نفسياً، وتقديم الهدايا، وقضاء وقتطويل معه؛ لمحاولة محو الصور السلبية، وذلك نتيجة تعرض الطفل لإصابة عميقة جسديةأو مرض نفسي؛ بسبب العنف اللفظي أو الجسدي، مشدداً على أهمية أن يحتاط الأب فلايتمادى في تدليل الطفل بشكل قد يؤثر على سلوكه.
وأشار إلى أنّ بعض ردود فعل الأبناء على أسلوب التربيةقد يغيّر مسار الأب بشكل كبير، فمنهم من يتحول إلى أب مثالي؛ بسبب أنّه راجع نفسهواكتشف أنّه كان مخطئاً، ولولا عناية الله كاد أن يفقد طفله، ومنهم من يشعر بالندمويعاهد طفله ونفسه بعدم العودة إلى عقابه بقسوة، ونوع آخر من الآباء لا تتبدلمعاملته من شدة قسوة قلبه، بل يزيد كلما زادت قوة ابنه واشتد عوده، ويبرر ذلك أنّهكان يلقى أشد من هذه القسوة في تربية والديه له.


أخبار مرتبطة