ما هي الظروف التي من شأنها أن تجعلك أكثر حاجة للاستعانة بالأخصّائي النفسي.
مع تقدّم تقبّل المجتمع لأهمية العلاج النفسي ولكونه لا يقتصر على المرضى عقليًا، بات من الصعب تحديد متى يجب اللجوء إليه، بدورنا أحضرنا لكم مجموعة حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي في ما يأتي:
حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي
إليك بعض الحالات التي من شأنك أن تعيشها وتعني الحاجة لمراجعة طبيب ومستشار نفسي في ما يأتي:
1. الشعور بالغربة عن ذاتك والحزن والغضب
ويفسر ذلك من خلال ما يأتي:
الشعور بالحزن، أو الغضب، أو اليأس والبؤس يعد مؤشرًا على وجود مشكلة ما في الصحة العقلية خصوصًا إن لم تكن قادرًا على السيطرة عليه.
البدء بملاحظة أنك تنام أكثر أو أقل من المعتاد بشكل واضح، أو بت تفقد اهتمامك خلال المشاركة مع جلسات الأصدقاء والأهل، وهنا يمكنك أن تشارك ذلك مع أحد الأصحاب المقربين.
تفاقم المشاعر والبدء بالشك في جدوى الحياة أو تبادرت إلى ذهنك بعض الأفكار حول الموت والانتحار حينها يجدر بك مراجعة الأخصائي النفسي على وجه السرعة.
2. اللجوء إلى الطعام، أوالجماع، أو الكحول، أو المخدرات
يصنف ذلك ضمن مجموعة حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي على وجه السرعة في حال أنك:
بدأت تسيء استخدام الأشياء من حولك وبدأت تبدي نوعًا من التعلق والاعتماد عليها للتأقلم مع ظروفك الشخصية.
شعورك ببداية الاعتياد والإدمان على الطعام، أو الجماع، أو الكحول، أو المخدرات، أو غيرها.
3. فقدان شخصًا عزيزًا أو شيئًا يهمّك
أحيانًا قد تكون علاقاتنا مع الأشخاص والأشياء من حولنا أساسية في علاقتنا مع أنفسنا أيضًا، لذا في هذه الحالات قد تؤدّي خسارتنا لهذه العلاقات نوعًا من الزعزعة في أنفسنا وثباتنا العاطفي والنفسي.
في حال عشت مؤخرًا حالة من خسارة شخص عزيز سواء بسبب الموت أو الانفصال، أو طردت من وظيفة طالما أردتها قد تكون في حاجة لإعادة ترتيب أفكارك وحياتك بمساعدة مختص نفسي.
4. التعرض لحدث مؤلم أو مخيف
إذا حدث ونجوت مؤخرًا من حادث طرق، أو انفجار خطير، أو أصبت أنت أو أحد قريب لك بمرض مزمن وخطير فقد تحتل هذه الأحداث المهمّة مساحة كبيرة من حياتك وتترك أثرًا كبيرًا في نفوسك.
لذا في حال مررت بأمر كهذا تحدّث إلى أصدقائك المقرّبين وافحص إمكانية التوجه لطلب المساعدة من مختص، أحيانًا قد تظنّ الأمر عابرًا فتكتشف أنه من ضمن حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي بأقرب وقت ممكن.
5. عدم القدرة على فعل ما كنت تحب
سواء كان ذلك لفقدان اهتمامك بالأمر بشكل غير مبرر، أو لحدوث ما يمنعك عن القيام بممارسة ما كنت تحب كمرض أو إعاقة مثلًا، عندها يجدر بك أن تتوجّه إلى مختص نفسي.
سيقوم المختص بدوره بمساعدتك على فهم عدم اهتمامك وحالتك المزاجية من أين تنبع أو يساعدك من أجل تحجيم تأثير الإعاقة والمرض على عقلك وصحتك النفسية.
هل هناك توقيت محدد للعلاج النفسي؟
تتلخص الإجابة بما يأتي:
يوجد حالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي وطلب المساعدة من أخصائي نفسي علاجي، لكن الحقيقة أن غالبية البشر يستطيعون الاستفادة من اللقاءات العلاجية معه.
قد يغنيك عن الحاجة للعلاج النفسي وجودك برفقة نظام دعم يكوّنه الأصدقاء من أصحاب المقدرة الإدراكية العالية خصوصًا إن كنت أنت نفسك ذا مهارات إدراكية مميزة.
قد تمرّ أحيانًا بظروف تطلّب منك أن تتوقف عندها قليلًا وتطلب الرعاية لمواجهتها مهما كنت على معرفة ووعي لنفسك مما يعني أنّ التوقيت يتعلّق بالأساس بما يمرّ معك خلال حياتك.
العلاج النفسي فعال أكثر ممّا تتصوّر
على الرغم من أنّ العلاج النفسي لا يزال استخدامه في مجتمعنا من أجل معالجة الأمراض العقلية المعقدة، إلا أنه تبين أنّ معظم الناس الذي تعرضوا لحالات تقتضي أن تلجأ للعلاج النفسي يشعرون بالتحسن في غضون 7-10 لقاءات مع المعالج النفسي، وأن غالبية الذين مرّوا بتجربة علاج نفسي لاحظوا تحسّن منذ الجلسة الأولى فقط.
وبالطبع فإنّ الأمراض العقلية تحتاج إلى مواكبة أطول من العلاجات النفسية القصيرة، كما أنّه قد يتخللها علاجات طبية دوائية وجراحية أيضًا، إلّا أنّ ذلك لا يقلل من جدوى العلاج النفسي في هذه الحالات أيضًا.
<<
اغلاق
|
|
|
النفسية أيضًا، تعرف في هذا المقال على أهم المعلومات المتعلقة بالأمراض النفسية عند الأطفال.
يؤدي استخدام العنف والتربية الخاطئة والعوامل البيئية المحيطة غير الصحية في التأثير على الأطفال نفسيًا، فما هي أهم الأمراض النفسية عند الأطفال؟
الأمراض النفسية عند الأطفال
يصاب الأطفال بأمراض نفسية كما الكبار تمامًا ولكن بشكل مختلف، فيما يأتي أهم أنواع الأمراض النفسية عند الأطفال:
1. اضطرابات القلق
تؤثر اضطرابات القلق على الأطفال وتسبب لهم الخوف والتوتر عند محاولتهم للمشاركة في اللعب أو أي نشاطات اجتماعية.
2. قصور الانتباه وفرط الحركة
يعاني الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة من قلة التركيز وفرط النشاط عند مقارنتهم بأقرانهم من نفس العمر.
3. اضطراب طيف التوحد
إن اضطراب طيف التوحد هو أحد المشكلات العصبية التي تظهر في عمر الطفولة قبل الثلاثة أعوام، وغالبًا ما يواجه هؤلاء الأطفال مشكلات في التواصل والتخاطب مع الآخرين.
4. اضطرابات الأكل
يواجه بعض الأطفال مشكلة اضطرابات الأكل والتي تتعلق بشكل كبير في كيفية تفكير الأطفال بالوصول إلى الوزن المثالي.
يقوم بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطربات بالتوقف عند تناول الطعام تمامًا، ممّا يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية.
5. اضطراب شراهة تناول الطعام
يتناول الأطفال المصابين باضطراب شراهة تناول الطعام الأطعمة المختلفة بنهم شديد ممّا يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية.
6. الاكتئاب
يُصاب بعض الأطفال بالاكتئاب ممّا يؤدي إلى شعورهم بالحزن الشديد وفقدانهم للرغبة في القيام بالعديد من المهام والتواصل مع الآخرين.
7. اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني بعض الأطفال من اضطراب ما بعد الصدمة في حال تعرضهم للعنف، أو الاعتداء، أو الحوادث المختلفة، والذي يسبب لهم التوتر، والقلق، والكوابيس المستمرة.
8. انفصام الشخصية
تؤدي الإصابة بانفصام الشخصية لفقدان الشخص الارتباط بالواقع، إضافة إلى التهيؤات والهلاوس التي تصيب الإنسان.
غالبًا ما يُصاب الأطفال بانفصام الشخصية في عمر المراهقة وآخر عمر العشرينات بالتحديد.
ما الذي يسبب الأمراض النفسية عند الأطفال؟
لا يوجد سبب وحيد وواضح وراء إصابة الأطفال بالأمراض النفسية ولكن يرتبط هذا الأمر بعدّة عوامل في بعض الأحيان، إليك أهمها:
الوراثة: تزداد احتمالية إصابة الأطفال بالأمراض النفسية في حال كان المرض متوارث داخل العائلة.
بيولوجية الإنسان: تنتج بعض الأمراض النفسية نتيجة اختلال في السيالات العصبية داخل الدماغ والتي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالأمراض.
الصدمة العصبية: تنتج بعض الأمراض النفسية لدى الأطفال نتيجة لتعرضهم لمواقف حياتية صعبة ومؤثرة أحدها الإهمال الجسدي والعاطفي.
الظروف البيئية: يتطور المرض النفسي عند الأطفال خصوصًا عند وجود القابلية لذلك داخل بيئة سامّة ومليئة بالتوتر.
مؤشرات تدلّ على المرض النفسي عند الأطفال
فيما يأتي بعض الأعراض التي قد تظهر على الأطفال وتعدّ مؤشر للمرض النفسي ممّا يستدعي مراجعة الطبيب:
شعور الطفل بالحزن والعزلة لمدة أسبوعين أو أكثر.
محاولة الطفل لإيذاء نفسه بأي شكل أو التفكير بذلك.
الحزن الشديد أو الخوف بدون سبب مع زيادة نبضات القلب وسرعة التنفس في بعض الأحيان.
الدخول في مشكلات عديدة مع إيذاء الآخرين خصوصًا عند استخدام أدوات جارحة لعمل ذلك.
فقدان السيطرة على النفس وإيذاء الطفل لنفسه.
تجنب تناول الطعام أو التقيؤ عمدًا.
التوتر بشكل مستمر بشكل يتداخل مع القيام بالمهمات اليومية.
صعوبة التركيز خصوصًا أثناء العملية التعليمية.
استخدام أي من المواد أو الأدوية الممنوعة.
اضطرابات حادة في المزاج.
تغيير حاد في الشخصية أو التصرفات.
هل يمكن حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض النفسية؟
يعدّ دور الآباء مهم جدًا من أجل تجنيب أبنائهم الإصابة بأي من الأمراض النفسية، فيما يأتي أهم النصائح فيما يتعلق بذلك:
حماية الأطفال وإبعادهم عن أي مصدر للعنف من حولهم.
الحفاظ على علاقات وروابط أسرية صحية وعميقة.
دعم الأطفال دائمًا وتشجيعهم وحمايتهم.
طلب العلاج الطبي في حال إصابة الآباء بأي من الأمراض النفسية، إذ يساعد ذلك في تثقيف أبنائهم عن هذا المرض وحمايتهم من الإصابة به.
<<
اغلاق
|
|
|
بها البالغون، ولكن قد تختلف الأعراض لديهم، تعرّف على ما ينبغي ملاحظته ومدى إمكانية تقديمك المساعدة.
قد يصعب على الاباء تحديد المرض العقلي أو النفسي لدى أطفالهم، ونتيجة لذلك، لا يحصل العديد من الأطفال الذين يمكنهم الاستفادة من العلاج على المساعدة التي يحتاجونها، فلنتعرف على العلامات التحذيرية للمرض العقلي لدى الأطفال وكيفية إمكانية مساعدة الطفل على التكيف معه.
أسباب صعوبة تحديدها
عادةً يرجع الأمر إلى البالغين الموجودين في حياة الطفل لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة صحية عقلية أم لا، وللأسف، لا يعرف العديد من البالغين علامات المرض العقلي وأعراضه لدى الأطفال.
حتى وإن كنتَ تعلم علامات الخطر، فقد يصعب تمييز علامات المشكلة من سلوك الطفل الطبيعي. وقد تُرجِعُ السببَ إلى أن كل طفل يظهر بعض هذه العلامات في مرحلة ما. كذلك، غالباً ما يفتقر الأطفال إلى المفردات اللغوية أو القدرة المرتبطة بالنمو لتوضيح مشاكلهم.
قد يؤدي كل من المخاوف بشأن الحرج المرتبط بالمرض العقلي واستخدام أدوية معينة وكذلك التكلفة أو الصعوبات المادية للعلاج، إلى منع الآباء من طلب الرعاية لأطفالهم ممَّن يشكون في أنهم يعانون من مرض عقلي.
حالات صحية تؤثر على الأطفال
يمكن أن يصاب الأطفال بجميع الحالات الصحية العقلية ذاتها التي يصاب بها البالغون، ولكنهم أحياناً يعبرون عنها بطريقة مختلفة، على سبيل المثال، غالباً سيُظهِر الأطفال المصابون بالاكتئاب مزيداً من الهياج أكثر من البالغين الذين عادة يُظهرون الحزن.
يمكن أن يصاب الأطفال بعدد من الحالات الصحية العقلية، ومنها:
اضطرابات القلق، يعاني الأطفال المصابون باضطرابات القلق ــ مثل الاضطراب الوسواسي القهري واضطراب الكرب التالي للصدمة والرهاب الاجتماعي واضطراب القلق العام ــ من القلق باعتباره مشكلة مستمرة تتعارض مع أنشطتهم اليومية.
ولكن يعد بعض القلق أمراً طبيعياً في حياة كل طفل، وغالباً تتغير حالته خلال الانتقال من مرحلة نمو إلى أخرى، ومع ذلك، عندما يُصعِّب القلق أو التوتر على الطفل ممارسة حياته طبيعياً، يجب التفكير في اضطراب القلق.
اضطراب فرط الحركة/تشتت الانتباه (ADHD)، عادة تنقسم أعراض هذه الحالة إلى ثلاث فئات هي: صعوبة التركيز وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي. يعاني بعض الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة/تشتت الانتباه من أعراض تندرج ضمن جميع هذه الفئات، ولكن قد يعاني البعض من أعراض فئة واحدة فقط.
اضطراب طيف التوحد (ASD)، اضطراب طيف التوحد عبارة عن اضطراب خطير في النمو يَظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وعادة يَظهر قبل سن 3 أعوام. وبرغم تفاوت أعراض اضطراب طيف التوحد وحدته، فدائمًا يؤثر على قدرة الأطفال على التواصل والتفاعل مع الآخرين.
اضطرابات الأكل، اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية العصبي والنهم العصبي واضطراب نهم الطعام)عبارة عن حالات خطيرة ومهددة للحياة، يمكن أن يصبح الأطفال منشغلين بالطعام والوزن بحيث يقل تركيزهم على الأشياء الأخرى.
الاضطرابات المزاجية، يمكن للاضطرابات المزاجية (مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب) أن يجعل الأطفال ينتابهم إحساس دائم بالحزن أو التقلبات المزاجية الشديدة بحدة أكثر من التقلبات المزاجية الطبيعية الشائعة لدى العديد من الأشخاص.
فصام الشخصية، يجعل هذا المرض العقلي المزمن الأطفال يفقدون تواصلهم مع الواقع (الذهان). وغالباً يظهر مرض فصام الشخصية في مرحلة المراهقة المتأخرة وحتى العشرينيات من العمر.
علامات تحذيرية
تتضمن العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن طفلك ربما يعاني من حالة صحية عقلية ما يلي:
تغيرات الحالة المزاجية، ابحث عن دلالات الحزن أو العزلة التي تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، أو ابحث عن التقلبات المزاجية الشديدة التي تسبب مشكلات في العلاقات في المنزل أو المدرسة.
المشاعر القوية، راقب أي مشاعر تنطوي على الخوف الشديد جدًا دون سبب (وأحياناً يصاحبها تسارع ضربات القلب أو التنفس السريع) أو القلق أو الخوف الشديد بدرجة تتعارض مع أداء الأنشطة اليومية.
التغيرات السلوكية، يتضمن ذلك التغيرات الحادة في السلوك أو الشخصية، وكذلك السلوك الخطير أو الخارج عن السيطرة، كذلك، يُعد الشجار المتكرر واستخدام الأسلحة والرغبة في إيذاء الآخرين بشدة من العلامات التحذيرية.
صعوبة التركيز، ابحث عن علامات اضطراب التركيز أو الجلوس بهدوء، إذ إن كليهما قد يؤدي إلى ضعف الأداء في المدرسة.
فقدان الوزن مجهول السبب، يمكن أن يشير فقدان الشهية فجأة أو القيء المتكرر أو استخدام الملينات إلى الإصابة باضطراب الأكل.
الأعراض البدنية، بالمقارنة مع البالغين، قد يعاني الأطفال المصابون بحالة صحية عقلية من صداع وألم بالمعدة بدلاً من الحزن أو القلق.
الأذى الجسدي، تؤدي الإصابة بحالة صحية عقلية أحياناً إلى إيذاء النفس، وهو ما يسمى أيضاً بإضرار المرء لنفسه. وإيذاء النفس فعلٌ يتعمّد فيه المرء إلحاق الضّرر بجسمه، ومن أمثلته حرق أو جرح نفسه، وقد تراود الأطفال المصابين بحالة صحية عقلية أفكار انتحارية أو يحاولون الانتحار بالفعل أيضاً.
تعاطي المواد المسببة للإدمان، يتعاطى بعض الأطفال المخدرات أو الكحول لمحاولة التكيف مع مشاعرهم.
كيف أتصرف في حال الشك؟
إذا كنتَ قلقاً بشأن صحة طفلك العقلية، فاستشر طبيباً للأطفال، وَصِف له السلوك الذي يقلقك، وتحدث كذلك إلى معلم الطفل أو أصدقائه المقربين أو محبيه أو غيرهم من مقدمي الرعاية لترى ما إذا كانوا قد لاحظوا أي تغيرات في سلوك الطفل أم لا، وانقل هذه المعلومات لطبيب الطفل أيضاً.
التشخيص
تُشخَّص الحالات الصحية العقلية لدى الأطفال وتعالَج بناء على العلامات والأعراض وكيفية تأثير الحالة على حياة الطفل اليومية. ولا تتوفر اختبارات بسيطة لتحديد ما إذا كان هناك شيء سيئ أم لا. ولإجراء التشخيص، قد يوصي طبيب الطفل بتقييم طفلك من قِبل اختصاصي، على سبيل المثال طبيب نفسي أو اختصاصي في الطب النفسي أو اختصاصي اجتماعي أو ممرضة للحالات النفسية أو استشاري للصحة العقلية أو معالج للسلوك.
وسوف يتابع طبيب الطفل أو مقدم خدمات الصحة العقلية حالة طفلك لتحديد ما إذا كان يعاني من حالة صحية عقلية أم لا، وذلك بناءً على المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، إذ يوضح العلامات والأعراض التي تشير إلى الحالات الصحية العقلية.
وسوف يبحث طبيب الطفل أو مقدم خدمات الصحة العقلية أيضاً عن أسباب أخرى محتملة لسلوك الطفل، مثل تاريخ الحالات المرضية أو الصدمات. وقد يطرح الطبيب عليك أسئلة عن نمو الطفل وطول مدة تصرف طفلك على هذا النحو وتوصيف المعلمين أو مقدمي خدمات الرعاية لتلك المشكلة وأي إصابة سابقة من الحالات الصحية العقلية في العائلة.
وقد يصعُب تشخيص المرض العقلي لدى الأطفال لأن الأطفال الصغار غالباً يواجهون صعوبة في التعبير عما يشعرون به، وكذلك يختلف النمو الطبيعي من طفل لآخر، وبرغم هذه الصعوبات، يُعد التشخيص المناسب جزءاً ضرورياً من خطة العلاج.
العلاج
تتضمن خيارات العلاج الشائعة للأطفال المصابين بحالة صحية عقلية ما يلي:
العلاج النفسي، ويسمى أيضاً العلاج بالكلام أو العلاج السلوكي، وهو عبارة عن طريقة لمعالجة المشاكل الصحية العقلية عن طريق التحدث مع الطبيب النفسي أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية. وأثناء العلاج النفسي، قد يتعلم الطفل عن حالته ومزاجه ومشاعره وأفكاره وسلوكياته. يمكن للعلاج النفسي أن يساعد الطفل في تعلم كيفية الاستجابة للمواقف الصعبة المتعلقة بمهارات التكيف الملائمة للحالة.
العلاج بالأدوية، قد يوصي طبيب الطفل أو مقدم خدمات الصحة العقلية بأن يتناول طفلك أدوية معينة (مثل المنبهات أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان أو أدوية توازن الحالة المزاجية) لعلاج الحالة الصحية العقلية التي يعاني منها.
ويستفيد بعض الأطفال من الجمع بين أكثر من طريقة، استشر طبيب الطفل أو مقدم خدمات الصحة العقلية لتحديد أفضل الطرق الفعالة لطفلك، بما في ذلك المخاطر أو الفوائد لأدوية معينة.
كيف تستطيع مساعدة طفلك؟
يحتاج طفلك إلى دعمك الآن أكثر من أي وقت آخر. وقبل تشخيص الطفل بحالة صحية عقلية، يعاني كل من الآباء والأبناء من شعور العجز والغضب والإحباط، ولذا عليك أن تطلب النصيحة من مقدم خدمات الصحة العقلية لطفلك بشأن تغيير الطريقة التي تتفاعل بها مع طفلك، وكذلك كيفية التعامل مع السلوك الصعب.
التمس طرقاً للاسترخاء والمرح مع طفلك، امدح مواطن القوة فيه وقدراته، تعرف على الأساليب الجديدة لضبط التوتر (الضغط النفسي)، والتي قد تساعدك على فهم كيفية التعامل بهدوء مع المواقف المسببة للضغوط النفسية.
احرص على طلب الاستشارة من العائلة أو مساعدة مجموعات الدعم كذلك، يجب عليك وعلى محبيك فهم مرض طفلك ومشاعره، بالإضافة إلى فهم ما يجب عليكم جميعًا فعله لمساعدة الطفل.
لمساعدة الطفل على النجاح في المدرسة، أخبر معلمي الطفل ومرشد المدرسة بأن طفلك يعاني من حالة صحية عقلية، وإذا تطلب الأمر، تعاون مع المسؤولين بالمدرسة لوضع خطة أكاديمية تلبي احتياجات الطفل.
إذا كنت قلقاً بشأن صحة طفلك العقلية، فاحرص على طلب النصيحة، لا تتجنب الحصول على المساعدة لطفلك بسبب الخجل أو الخوف، فمن خلال الدعم المناسب، يمكنك اكتشاف ما إذا كان طفلك يعاني من مشكلة صحية عقلية أم لا، وكذلك اكتشاف خيارات العلاج المتاحة لمساعدة الطفل على التكيف مع الأمر.
<<
اغلاق
|
|
|
الدقيق له مظهر من اضطرابات التفكير أو السلوك.
يتعرض الأطفال للإصابة بهذا الاضطراب، وبسبب ذلك فإن الطفل يعاني مجموعة من المشاكل في التفكير أو السلوك أو المشاعر. ويمكن أن يتسبب هذا المزيج من الهلوسات والأوهام والتفكير المضطرب، وكذلك السلوك، في إضعاف مقدرة الطفل على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وتشخيص فصام الطفولة والبدء في علاجه مبكراً يؤدي إلى تحسن حالة المصاب بشكل كبير، وذلك لأن العلاج يتطلب وقتاً طويلاً، وربما استمر على مدى الحياة.
نتناول في هذا الموضوع مرض ذهان الطفولة بكل جوانبه، مع عرض الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وأعراضها وطرق الوقاية والعلاج المتبعة والحديثة.
زيادة كبيرة
أشارت الإحصاءات إلى زيادة كبيرة في الحالات التي ظهرت عليها أعراض الذهان لدى الأطفال، وكان ذلك داعياً إلى سرعة تشخيص الطفل بالذهان، وبصفة عامة فإن هذا الاضطراب يعد من الاضطرابات القليلة مقارنة باضطرابات مرحلة الطفولة الانفعالية الأخرى.
ويمكن أن تكون الأعراض مختلفة في النوع والشدة، وفي العادة فإنها تشتمل على الأوهام أو الهلاوس أو الحديث غير المتناسق.
ويتم تشخيص الإصابة في الغالب قبل عمر 18 عاماً، ولا تحدث الإصابة المبكرة لدى الأطفال في الغالب أقل من 13 سنة، ومن الممكن أن يصعب تمييز المرض في مراحله الأولى، لأن الأعراض تتشابه مع أعراض نفسية أخرى.
3 أقسام
يصنف ذهان الطفولة إلى 3 أقسام، الأول ذهان عضوي، بمعنى إصابة مزمنة بالمخ، والثاني ذهان بسبب التسمم، ويمثل إصابة حادة بالمخ، والثالث ذهان وظيفي، ويرجع لأسباب نفسية، وهذا نفس تصنيف الراشدين.
ويقسم الذهان الوظيفي إلى مجموعتين الأولى الانعزال الطفلي، والثانية فصام الأطفال، ويشير الانعزال الطفلي إلى عدد من الأعراض الخاصة والمستقلة عن الاضطرابات الأخرى، والتي لا تتحول مستقبلاً لفصام الكبار.
ويتضمن اضطراباً في الإدراك والأحاسيس السمعية البصرية، والتي تشوه وتربك علاقة الطفل بحياته والناس المحيطين به.
ويبدو أنه شكل من الاضطراب العضوي في وظائف المخ، وذلك من غير مرض ملموس، وعلى الرغم من ذلك يتم استبعاد الأسباب النفسية.
ويلي مرحلة الانعزال الطفلي فصام الأطفال، والذي يعني أنه يحدث بعد عمر 3 وحتى 5 سنوات، وتعد أهم أعراضه اضطراب التفكير، ووجود هلوسات سمعية.
الوراثة والبيئة
يرجع كثير من الباحثين الإصابة بالذهان الطفولي إلى توفر بعض العوامل الوراثية والبيئية، وكذلك عوامل خاصة بكيمياء المخ.
وتسهم كل هذه العوامل مجتمعة في الإصابة بهذا الاضطراب، وبصفة عامة فإن السبب الرئيسي وراء الإصابة به لا يزال مجهولاً، كما أن سبب ظهوره مبكراً للغاية لدى البعض دون البعض لا يزال غير معلوم، ويعتقد أن ظهوره يكون بنفس الطريقة لدى البالغين.
ويمكن أن تلعب في بعض الأحيان مشاكل بعض المواد الكيميائية بالمخ دوراً في هذه الإصابة، والتي تحدث بصورة طبيعية، بما في ذلك الناقلات العصبية.
الجهاز العصبي
يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بذهان الطفولة، وعلى سبيل المثال يعاني الأب أو الأم الانطوائية والفصام، وينتميان للطبقة الاجتماعية الوسطى والدنيا.
وتشمل كذلك أسباب الإصابة الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي، كالتهاب المخ أو أي جروح أو أورام تصيبه، وأيضاً أمراض الجهاز العصبي المركزي، وفي بعض الأحيان تحدث عقب تعرض الدماغ لصدمات شديدة.
وتؤدي الصدمات النفسية والإحباطات التي تواجه الطفل، وأيضاً التوترات النفسية الشديدة، والتي لا يتمكن من مواجهتها لإحساسه بضعف شخصيته، إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
وتشكل الاضطرابات الاجتماعية وأساليب التنشئة الخاطئة، والتي تعتمد على التعنيف والإيذاء النفسي، كالحماية الزائدة والتسلط والرفض، في إصابة الطفل بالذهان.
مشكلات النمو
يعاني الطفل المصاب بالذهان الطفولي مجموعة من المشكلات في التفكير والسلوك والأفعال أو العواطف، وتختلف الأعراض والعلامات من طفل لآخر.
ويمكن أن تشمل الأعراض المبكرة مشكلات في النمو، كتأخر المهارات اللغوية، فلا يتمكن من النطق الجيد أو تكوين جمل تعطي معنى مفهوماً.
وتشمل كذلك التأخر في الزحف، أو يكون بشكل غير عادي، ويتأخر في المشي، وتظهر بعض السلوكيات الحركية الأخرى غير الطبيعية، كرفرفة الذراعين.
وتنتشر هذه الأعراض في الأطفال الذين يعانون اضطرابات نمو شامل، كاضطراب طيف التوحد، ولذلك فإن التركيز عند تشخيص الطفل في مراحل الطفولة الأولى مهم.
أوهام وهلاوس
تزيد أعراض ذهان الطفولة كلما تقدم العمر بالطفل، وتظهر بشكل أكبر، ومن أبرزها الأوهام، وتكون اعتقادات لا دليل لها في الواقع الذي يحيا فيه الطفل، ومن ذلك اعتقاده بتعرضه للأذى أو التنمر، أو أن تعليقات المحيطين به أو إيماءاتهم موجهة له أو عنه.
وتشمل الأوهام تخيل الطفل المصاب أنه ذو قدرة خارقة، أو أنه مشهور، أو أن شخصا آخر لا يرى سواه واقع في حبه أو يلعب له.
وتتضمن أعراض هذا الاضطراب هلاوس، كأن يتوهم رؤية أو سماع أشياء لا وجود لها، غير أنها ذات تأثير قوي في خبرات الطفل في حياته العادية، ويمكن أن تصاب كافة الحواس بالهلاوس، غير أن أكثر هذه الهلاوس هي الهلاوس السمعية.
غير منظم
تعد من أعراض ذهان الطفولة عدم انتظام التفكير، ويستدل على ذلك من حديث الطفل غير المنظم وغير المتناسق، والذي يؤدي إلى ضعف الاتصال الفعال بين الأفراد.
ويمكن أن تكون إجاباته عن الأسئلة غير ذات صلة بشكل جزئي أو كلي، ومن النادر أن يتضمن الحديث كلمات لها معنى مفهوم.
ويظهر على الطفل سلوك حركي غير منظم أو غير طبيعي، وربما يظهر بمجموعة أشكال تتنوع من الحماقة إلى هياج سلوكي بلا هدف.
ويمكن أن يشمل هذا السلوك مقاومته لأي توجيهات والعناد غير المبرر، وفي بعض الحالات اتخاذ وضعية غريبة، أو ضعف في الاستجابة أو حركات مفرطة وغير ذات معني أو بلا دلالة.
ويشمل ذهان الطفولة بعض الأعراض السلبية، كأن يتجاهل الطفل نظافته الشخصية، أو يتظاهر بافتقاد العاطفة، ومن الممكن أن يعاني ضعف القدرة على المشاركة في الأنشطة، كعدم الاهتمام بالأنشطة اليومية، وعدم القدرة على الإحساس بالسعادة.
غير مباشر
يشمل تشخيص ذهان الطفولة إجراء الطبيب فحصاً بدنياً للمصاب، والذي يستبعد من خلاله أي مشكلات أخرى، ربما كانت سبباً في ظهور أعراض تشابه الذهان، وكذلك بهدف التأكد من التعقيدات التي ترتبط بسلامة الجهاز العصبي المركزي.
ويلي ذلك إجراء فحص وتقييم نفسي؛ حيث يلاحظ الطبيب مظهر الطفل وتصرفاته وسؤاله عن الأفكار والمشاعر، وأنماط السلوك في الحالات كلها.
ويتحدث إلى الطفل حول تفكيره في إيذاء نفسه أو الآخرين، أو ما هو رأيه في هذه التصرفات؟ ومن المهم عدم توجيه هذه الأسئلة له بشكل مباشر، وإنما توجه من خلال الحوار والنقاش والقصص.
ويتم بناء على كل ما سبق تقييم قدرة الطفل على التفكير وأداء الوظائف المناسبة لعمره، وهل يقوم بكل ذلك كما ينبغي أم أنه متعثر، مع محاولة كشف التعثر وسببه، والتعرف إلى السبب هل هو نفسي أم عضوي.
ويقيم الطبيب حــــالة الطفل المزاجية والقلق والأعــــــراض النفـــــسية المحتملة، ومن الممكـــــن أن يتضمـــــن ذلك مــــــــناقشـــــة التاريخ العائلي والشخصي، حتى يعرف دور الوراثة في هذه الحالة، وتجرى كل هذه التقــــييمات والاختبارات تحت إشراف مختص نفسي أو طبيب نفسي.
ويحتاج علاج الفصام إلى وقت طويل، مع الكثير من الجهد والصبر، حتى يتمكن الطفل من كسر طوق الانعزال والخوف والقلق الذي يحيا فيه.
سلوكي ومعرفي
يعتمد العلاج على وقت بدء ظهور الأعراض حتى تشخيص الإصابة، وفي بعض الحالات من الممكن أن يستمر مدى الحياة، وبخاصة عند تأخر التشخيص.
ويجب خلال الاستشفاء خضوع الطفل للمراقبة والملاحظة، وذلك بهدف التأكد أن النهج الذي يسير عليه المريض سليم، وفي الغالب فإن العلاج يكون مجموعة من التحديات حتى يناسب طبيعة الطفل المصاب.
وتساعد تقنيات العلاج السلوكي المعرفي على تغيير سلوك أو نمط تفكير الطفل المصاب بالذهان، وذلك لأنها تقيم المعتقدات بعيداً عن التفسيرات التي تحيط بتصورات المريض.
ويتم استخدام هذه التقنيات في المنزل والمدرسة ومع الأصدقاء، ومن الممكن أن يسمح بتوظيف منه تفاعل موحد مع ما يحدث حوله، وذلك من خلال تقليل المفاهيم الخاطئة عن العلاقات اليومية، والأحداث المختلفة.
ويعد العلاج الدوائي مهماً في تدبير الذهان، والذي يعرف بمضادات الذهان، وربما احتاج المريض إلى تناول الأدوية لمدة زمنية طويلة، وذلك حتى تعمل بفاعلية كبيرة.
ويلاحظ أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، والتي يستطيع الطبيب النفسي تقديم النصيحة بشأنها، وكيفية تجنب هذه الآثار.
وتجب الموازنة بين هذه الآثار وأضرار المرض على حياة الطفل والشاب، مع البدء في تناول الدواء بمشورة الطبيب المعالج.
تجنب المضاعفات
يجب الانتباه إلى خطورة تأخر علاج الطفل المصاب بالذهان، أو إهمال علاجه، لأن هذا الأمر يجعله عرضة للإصابة بمشاكل انفعالية وسلوكية ونفسية كبيرة.
ويمكن أن يتعرض للكثير من المضاعفات التي ترتبط بهذا الاضطراب، سواء في مرحلة الطفولة، أو في وقت لاحق.
وتشمل هذه المضاعفات التفكير في الانتحارـ ومن الممكن أن يحاول بالفعل ـ أو الرغبة في أن يهرب من الواقع الذي يحيا فيه.
ويمكن أن يلحق الأذى بنفسه، لأنه يتلذذ بإيذاء نفسه بالجروح، كما أنه يصاب بالقلق والخوف المستمر، ويعاني اضطرابات الذعر والوسواس القهري والهلاوس البصرية، ومن ثم الإصابة بالاكتئاب.
وتتضمن مضاعفات ذهان الطفولة فقد القدرة على الاستقلال، فلا يذهب للمدرسة أو العمل، ويفقد القدرة على التواصل مع الآخرين بصورة طبيعية.
وينعزل المصاب عن أي تجمع بشري، وبسبب التوتر والقلق والأرق فإنه يعاني كثيراً من المشكلات الصحية، ويظهر بمظهر عام غير لائق، أو أنه لا يهتم بنظافته الشخصية. ويظهر بسلوك عدواني، وذلك من خلال ممارسة العنف ضد الأقران أو الأخوة، وذلك بهدف إثبات القوة ولفت الانتباه.
<<
اغلاق
|
|
|
الواقع بشكل غير طبيعي. ينطوي الفصام على مجموعة من المشاكل في التفكير (المعرفي)، أو السلوك أو المشاعر. وقد يؤدي إلى مزيج من الهلوسات، والأوهام، والتفكير والسلوك المضطرب للغاية الذي يضعف قدرة الطفل على العمل.
فصام الطفولة هو نفس فصام البالغين في الأساس، لكنه يحدث في مرحلة مبكرة من العمر وله تأثير عميق على سلوك الطفل ونموه. في فصام الطفولة، يمثل ظهور المرض في عمر مبكر تحديات خاصة في التشخيص والعلاج والتعليم والنمو العاطفي والاجتماعي.
الفصام هو حالة مزمنة تتطلب علاجًا مدى الحياة. إن تشخيص فصام الطفولة والبدء في علاجه بشكل مبكر قدر الإمكان قد يؤدي إلى تحسن كبير في نتائج الطفل على المدى الطويل.
الأعراض
ينطوي فصام الشخصية على مجموعة من المشكلات في التفكير أو السلوك أو العواطف. يمكن أن تتنوع العلامات والأعراض -ولكنها عادة ما تشمل الأوهام، أو الهلوسات، أو الحديث غير المتناسق-حيث أنها تعكس ضعف القدرة الوظيفية. وقد يؤدي تأثير الحالة إلى إعاقة.
تبدأ أعراض فصام الشخصية بوجه عام من أواسط سن العشرينيات إلى أواخره. ولا يشيع تشخيص الأطفال بفصام الشخصية. تحدث أول إصابة بفصام الشخصية قبل عمر 18 عامًا. تكاد لا تحدث الإصابة المبكرة جدًا بفصام الشخصية لدى الأطفال الأقل من 13 عامًا.
يمكن أن تختلف الأعراض في نوعها وشدتها عبر الوقت، مع اختبار فترات من تدهور الأعراض وسكونها. كما يمكن لبعض الأعراض أن تظل قائمة. قد يصعب تمييز فصام الشخصية في المراحل الأولى.
الأعراض والعلامات المبكرة
قد تتضمن المؤشرات المبكرة على الإصابة بفصام الشخصية في الطفولة مشاكل في النمو، مثل:
تأخر المهارات اللغوية
الزحف المتأخر أو غير العادي
التأخر في المشي
سلوكيات حركية أخرى غير طبيعية؛ مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين
ويشيع ظهور بعض هذه العلامات والأعراض أيضًا لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمو شامل، مثل اضطرابات طيف التوحد. لذا يعد استبعاد اضطرابات النمو هذه من أولى خطوات التشخيص.
الأعراض لدى المراهقين
تتشابه أعراض فصام الشخصية لدى المراهقين مع تلك الأعراض التي يشهدها البالغون، ولكن قد يصعب تمييز هذه الحالة في تلك الفئة العمرية. يمكن أن يرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض من أعراض الشيزوفرينيا المبكرة لدى المراهقين شائعة في النمو العادي أثناء سنوات المراهقة مثل:
الانسحاب من الاصدقاء والعائلة
تدهور الأداء المدرسي
صعوبة في النوم
الشعور بالضيق أو الاكتئاب
نقص الدافعية
السلوكيات الغريبة
تعاطي المخدرات
مقارنة بأعراض الشيزوفرينيا لدى البالغين، يمكن أن يكون المراهقون:
أقل احتمالاً للإصابة بالأوهام
أكثر احتمالية للمعاناة من الهلوسات البصرية
علامات وأعراض لاحقة
كلما كبر الأطفال المصابون بفصام الشخصية، زادت علامات الاضطراب وأعراضه التي تبدأ في الظهور. تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
الأوهام. هذه اعتقادات خاطئة غير قائمة في الواقع. كأن تعتقد أنك تتعرض للأذى أو التحرش، أو أن إيماءات أو تعليقات موجهة لك، أو أن لديك فدرة خارقة أو مشهور، أو أن شخصًا آخر واقع بحبك، أو أن كارثة كبرى على وشك الوقوع. يعاني معظم الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا من الأوهام.
الهلوسات. عادة ما تتضمن هذه الأوهام رؤية أو سماع أشياء غير موجودة. إلا أنه بالنسبة للشخص المصاب بفصام الشخصية، فهذه الهلوسات لها كامل القوة والتأثير في خبرات الحياة العادية. يمكن أن تصيب الهلوسات كافة الحواس، ولكن سماع أصوات هو أكثر الهلوسات شيوعًا.
عدم انتظام التفكير. يُستدل على التفكير غير المنظم من خلال الحديث غير المنظم. يمكن أن يضعف الاتصال الفعال، كما يمكن أن تكون إجابات الأسئلة غير ذات صلة جزئيًا أو كُليًا. نادرًا ما قد يتضمن الحديث وضع كلمات غير ذات معنى معًا، والتي لا يمكن فهمها، والمعروفة في بعض الأحيان بسلطة الكلمات.
سلوك حركي غير مُنظم للغاية أو غير طبيعي. قد يظهر ذلك بعدة طرق تتراوح بين حماقة طفولية إلى اهتياج مفاجئ. السلوك الذي بلا يركز على الهدف، مما يصعّب القيام بالمهام. يمكن أن يتضمن السلوك مقاومة للتوجيهات، أو اتخاذ وضعية غريبة أو غير مناسبة، أو نقص تام في الاستجابة، أو حركة مفرطة وغير ذات مغزى.
أعراض سلبية. يشير ذلك إلى نقص القدرة على الوظيفية بشكل طبيعي أو قلتها. على سبيل المثال، قد يتجاهل المريض النظافة الشخصية أو يبدو أنه يفتقر إلى العاطفة، مثل عدم إجراء تواصل بصري مع الآخرين، أو عدم تغيير تعبيرات الوجه، أو التحدث بنبرة ثابتة دون تغيير في نبرة الصوت. قد يعاني المريض أيضًا ضعف القدرة على المشاركة في الأنشطة، مثل عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية أو العزلة الاجتماعية أو ضعف القدرة على الإحساس بالسعادة.
قد يصعب تفسير الأعراض
عندما يبدأ فصام الشخصية في مرحلة مبكرة من الطفولة، فقد تتراكم الأعراض تدريجيًا. وقد تكون العلامات والأعراض المبكرة شديدة الغموض بحيث لا يمكن تمييز المشكلة، أو ربما يتم إيعازها إلى مرحلة النمو.
ومع مرور الوقت، قد تصبح الأعراض أكثر حدة وأكثر وضوحًا. وفي النهاية، قد يصاب الطفل بأعراض الذهان، ومنها الهلوسات والأوهام وصعوبة تنظيم الأفكار. كلما أصبحت الأفكار أقل تنظيمًا، أفاد هذا في الغالب وجود حالة من "الانفصال عن الواقع" والتي تؤدي في كثير من الحالات إلى دخول المريض المستشفى والعلاج بالأدوية.
متى تزور الطبيب
قد يكون من الصعب التعرف على الطريقة التي تتعامل بها مع التغيرات السلوكية الغامضة لدى طفلك. فقد ينتابك الخوف من التعجل بالنتيجة النهائية للتشخيص وهي أن طفلك مصاب بمرض عقلي. وقد يساعدك معلم الطفل أو أي موظف آخر بالمدرسة في لفت انتباهك إلى التغيرات التي تطرأ على سلوك طفلك.
اطلب المساعدة الطبية إذا كان طفلك:
يعاني تأخر النمو مقارنة بأشقائه الآخرين أو قرنائه
توقف عن القيام بالأعمال اليومية الروتينية، مثل الاغتسال وارتداء الملابس
لم يعد يرغب في الاندماج الاجتماعي مع الآخرين
يتراجع في الأداء الدراسي
له طقوس غريبة عند تناول الطعام
يعاني من الشك الزائد في الآخرين
يظهر منه نقص العاطفة أو تظهر منه عواطف غير ملائمة للموقف
لديه أفكار ومخاوف غريبة
يخلط بين الأحلام أو التليفزيون والواقع
لديه شذوذ في الأفكار أو السلوك أو الكلام
يتسم بالاهتياج أو السلوك العنيف أو العدواني
هذه العلامات والأعراض العامة لا تعني بالضرورة إصابة طفلك بفصام الشخصية الطفولي. وقد تدل هذه العلامات على مرحلة أخرى من اضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، أو على حالة صحية أخرى. التمس الرعاية الطبية في أقرب وقت ممكن إذا كانت لديك مخاوف من سلوك الطفل أو نموه.
أفكار وسلوكيات انتحارية
تشيع الأفكار والسلوك الانتحاريين بين الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا. إذا كان لديك طفل أو مراهق مُعرض لخطر ارتكاب محاولة الانتحار أو أنه قد حاول الانتحار، فتأكد من بقاء شخص ما معه. اتصل بالرقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي على الفور. أما إذا كنت تعتقد أنك يمكن أن تفعل ذلك بأمان، فخذ الطفل إلى أقرب غرفة طوارئ في مستشفى.
الأسباب
ليس معروفًا ما الأسباب وراء الإصابة بفصام الشخصية الطفولي، لكن يُعتقد أنه يظهر بنفس الطريقة التي يظهر بها فصام الشخصية لدى البالغين. لكن يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والعوامل أخرى خاصة بكيمياء المخ تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب. وليس من الواضح حتى الآن السبب في بدء ظهور فصام الشخصية مبكرًا للغاية لدى البعض دون البعض.
قد تساهم مشاكل بعض المواد الكيميائية بالمخ التي تحدث بشكل طبيعي، بما في ذلك الناقلات العصبية التي يُطلق عليها دوبامين وجلوتامات، في انفصام في الشخصية. تعرض دراسات التصوير العصبي التغييرات في البنية الدماغية والجهاز العصبي المركزي للأشخاص المصابين بانفصام في الشخصية. ويشير الباحثون إلى أن الانفصام في الشخصية مرض بالدماغ، على الرغم من عدم تأكدهم من أهمية هذه التغييرات.
عوامل الخطر
على الرغم من أن السبب الدقيق للفصام ليس معروفًا، إلا أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بالفصام أو تحفزه، بما في ذلك:
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالفصام
زيادة تنشيط جهاز المناعة، مثل الالتهاب أو أمراض المناعة الذاتية
كبر عمر الوالد
بعض مضاعفات الحمل والولادة مثل سوء التغذية والتعرض للسموم والفيروسات التي يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ
تناول أدوية مغيرة لكيمياء المخ (نفسية أو نفسية) خلال سنوات المراهقة
المضاعفات
قد يؤدي عدم علاج مرض الفصام في مرحلة الطفولة إلى حدوث مشاكل انفعالية، وسلوكية وصحية حادة. قد تحدث المضاعفات المرتبطة بالإصابة بالفصام في مرحلة الطفولة أو في وقت لاحق، مثل:
الانتحار، ومحاولات الانتحار، والتفكير في الانتحار
إلحاق الأذي بالنفس
الإصابة باضطرابات القلق، واضطرابات الذعر واضطراب الوسواس القهري (OCD)
الاكتئاب
سوء استخدام الكحول أو المخدرات الأخرى، بما في ذلك التبغ
النزاعات العائلية
عدم القدرة على العيش باستقلالية أو الذهاب إلى المدرسة أو العمل
العزل الاجتماعي
المشكلات الطبية والصحية
التعرض للإيذاء
مشاكل قانونية ومالية، والتشرد
السلوك العدواني بالرغم من عدم شيوع هذه الحالة
الوقاية
يمكن أن يساعد التحديد والعلاج المبكران للإصابة بالفصام في مرحلة الطفولة على السيطرة على الأعراض قبل حدوث المضاعفات الخطيرة. كما أن العلاج المبكر أيضًا بالغ الأهمية في المساعدة في تقويض النوبات الذهانية والتي يمكن أن تكون مخيفة للغاية للطفل والوالدين. كما يمكن للعلاج المستمر تحسين مظهر الطفل على المدى الطويل.
<<
اغلاق
|
|
|
هوبكنز الطبي ) ملتقى تثقيفي وتوعوي تحت شعار “أضواء على التوحد” والذي يأتي تضامنآ مع اليوم العالمي للتوحد، حيثُ أقيم ذلك الملتقى الطبي في فندق المريديان الخبر ، وقد شارك فيه عدد كبير من الجهات الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة بحضور الخطوط الجوية السعودية ووزارة التعليم ممثلة بإدارة التربية الخاصة وعدد من الجهات ذات العلاقة.
وقد تضمن الملتقى 23 مختصا من الاستشاريين والاطباء والممارسين المهنيين في مجال اضطرابات التوحد من مختلف الجامعات والمستشفيات الحكومية والخاصة، يتضمن فعاليات تثقيفية وورشا تدريبية بالإضافة الى معرض مصاحب تشارك فيه مراكز التوحد في المملكة.
وأوضح المشرف العام على فعاليات الملتقى الدكتور عبدالصمد الجشي أن الملتقى يهدف إلى التركيز على الاخصائيين وتطويرهم وتدريبهم وتثقيف ذوي المصابين باضطرابات التوحد وتوعيتهم وتقديم الدور التكاملي بين مراكز العلاج والاهالي وكذلك الاطباء والممارسين في هذا المجال، وتغطية مختلف الجوانب المهمة المتعلقة بوأضاف الملتقى يشتمل على العديد من الاركان والندوات وورش التدريب تبدأ من التاسعة صباحا وحتى الخامسة عصرا بـ 12 ورشة عمل تدريبية، مشيرا الى ان اليوم الاول قدم المادة العلمية للملتقى فضلا عن تقديم 8 ساعات تدريب وتعليم طبي مستمر معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، تشمل نظرة عن التوحد بصفة عامة، وتلبية احتياجات الاخصائيين والممارسين من خلال تقديم شهادات معتمدة في هذا المجال وكذلك تطوير مهارات اللغة، علاوة على ذلك ورش تدريبية حول كيفية تشخيص المصاب بطيف التوحد عبر فريق عمل متكامل وكيفية تقديم العلاج وطرق العلاج وأهمية العلاج المقدم بالاعتماد على الأدلة والبراهين.
وأكد الجشي انه لا توجد احصائيات دقيقة تحدد نسبة المصابين بطيف التوحد في المملكة بسبب ندرة مراكز علاج التوحد وعدم قدرتها على التشخيص وطرق التعامل مع المريض بالإضافة الى كيفية التعامل مع مصاب التوحد التي تشمل العلاج الكامل من خلال تعديل السلوك والمهارات اللغوية وكذلك الدعم العائلي والاستشارة الجينية.
من جهة اخرى دعت أخصائية الاطفال الدكتورة امل العوامي المتحدثة في الملتقى وتقديمها مادة علمية عن التوحد، دعت المجتمع إلى قبول التوحد ودمج المصابين ومحاولة معالجة السلوكيات الخاطئة في نظرة المجتمع لاهالي المصابين بطيف التوحد وذويهم.
وبينت ان الملتقى يهدف إلى إبراز اخر ما توصلت اليه الابحاث والدراسات وتسليط الضوء على العديد من الخبرات والتجارب العالمية في مجال التشخيص والمعالجة والتعليم الطبي المستمر.
<<
اغلاق
|
|
|
وقلة حديثة -خاصة مع الغرباء-، وسكوته عند أدنى سؤال؛ يفزع آخرون من ذلك، وقد يعتبرونه مرضاً يهرعون على أثره لطبيب نفسي، وأحياناً عضوي.
حتى إن شركة “لوندبك” أعلنت عن أقراص لعلاج مثل هذه الحالات، والتغلب عليها تدريجياً، وهذه الحالة عند الأطفال هي ما يطلق عليه اسم “الخجل”، وقد بات الخجل سمة ظاهرة عند شريحة كبيرة من الأطفال، سواء في الشرق أو في الغرب.
ومن الطريف أن “إبراهام لينكون” كان رجلاً خجولاً بل شديد الخجل، وكذلك كان غاندي. وثمة فرق بين الخجل والحياء ، كما بينته في مادة (أنا خائف).
فالحياء: خلق فاضل في النفس، يبعثها على الانقباض من كل ما يعيبها، ومن التقصير في حق من له حق.
فإن كان في مواقعة محرم فهو واجب، وإن كان في إتيان مكروه فهو مندوب، وإن كان في شيء أصله مباح فهو الحياء العرفي، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، فالحياء لا يقع إلا وفق الشرع إثباتاً ونفياً.
أما الخجل فهو:
حالة انكسار ودهشة وتحيّر، تتلبس بالنفس، فلا يُدرى معها كيف المخرج، فينكمش صاحبها عن كل شيء، وفي صحيح مسلم أَنَّ أبا قتادة حدث قال: كنا عند عمران بن حصين في رهط منا، وفينا بشير بن كعب فحدثنا عمران يومئذ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”. قال أو قال: “الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ”. فقال بشير بن كعب: إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوِ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ.
قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ: أَلاَ أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتُعَارِضُ فِيهِ. قَالَ: فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَأَعَادَ بُشَيْرٌ؛ فَغَضِبَ عِمْرَانُ، قَالَ: فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ.
قال ابن رجب رحمه الله: والأمر كما قاله عمران -رضي الله عنه-؛ فإن الحياء الممدوح في كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- إنما يريد به الخلق الذي يحث عل فعل الجميل وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله، أو حقوق عباده فليس هو من الحياء، فإنما هو ضعف وخور وعجز ومهانة.
والفرق بينهما يتضح في البون الشاسع بين طفل يرحب بأضيافك، ويسلم عليهم ابتداءً، وبين طفل يخجل ويحمر وجهه، وينكمش من مجرد سؤال الآخرين: ما اسمك؟.
لقد جاء في السنة إشادة مطلقة بالحياء، وأنه من الإيمان، أما الضعف والدهش فليس من الحياء أصلاً، وإنْ سماه بعض الناس حياءً.
ويبدأ الخجل عادة أو تظهر أعراضه إذا نيّف الطفل على شهوره الأربعة الأولى، وإذا تجاوز عامه الأول بدأ يغطي وجهه بيديه، أو يهرب، أو يغمض عينيه إذا خاطبه شخص غريب عنه. وفي حدود سنته الرابعة يقوده الخجل إلى جلوسه هادئاً بجوار أمه، أو في حجرها ولا يكاد ينبس ببنت شفة، ويرقب أمه بعينيه في كل حركاتها. فإذا بلغ عشر سنوات واستمر على هذا فإنه يحتاج إلى علاج وتقويم، عن طريق تشخيص حالته، ومعرفة أسبابها، ورصد الإجراءات الناجعة لإخراجه منها.
وحسب الدراسات النفسية فإن نسبة 10إلى 15% من الأطفال يولدون ولديهم ميول واستعداد للخجل، يساعد على تنميتها أو استفحالها عوامل كثيرة، من النشأة، والبيت، والأسرة، والأصدقاء… وغير ذلك.
وللخجل أعراض سلوكية، ونفسية، وبدنية تنتاب الطفل، وتظهر عليه منها :
1- السكوت، أو قلة الكلام، وأحياناً الصمت المطبق، وخاصة في وجود الغرباء.
2- عدم النظر لمن يتحدث معه مهما طال الحديث.
3- الارتباك، والتردد عند القيام بأي عمل، خاصة إذا كان مع غيره.
4- الإخفاق في القدرة عن الحديث، أو التعبير إذا بدأ يتحدث.
5- الهروب ممن لا يعرفهم، ولو كانوا أصدقاء، أو أناساً خيرين.
6- تجنب اللعب والمرح مع الأطفال، وميله للانشغال وحده في لعبته، أو حجرته.
7- الإحساس أحياناً بالسقوط من فرط الخجل.
8- حالة من التعرّق.
9- إظهار التمارض للفت النظر.
10- الأنانية ومحاولة فرض رغبته على من حوله إذا اندمج معهم.
11- زيادة نبض القلب.
12- ظهور بعض اضطرابات المعدة، والتشكي الحقيقي منها.
13- جفاف في الفم والحلق، ومحاولة بلع الريق باستمرار.
14- الارتجاف وظهور رعشه لا إرادية أحياناً.
15- الشعور الدائم بالإحراج، وأنه مستهدف.
16- الإحساس بفقدان الأمان والثقة.
17- الحرص على البعد عن الأضواء، خاصة الجلسات الجماعية والحفلات… الخ.
18- الشعور المتفاقم بالنقص.
وهناك أسباب للخجل منها:
1- يرى بعض الباحثين أن العامل الوراثي له دور في خجل الطفل وإن لم تكن هناك نتائج قطعية في ذلك.
2- قسوة الوالدين في التعامل.
3- التدليل الزائد.
4- غياب دور الأب في حياة الطفل.
5- عزل الطفل عن مجتمعه.
6- الخلافات الأسرية قد تحمل الطفل على الانطواء.
7- بعض العيوب الخِلقية في الطفل، كالعرج، أو العور، أو التأتأة، أو الإصابة، ببعض الأمراض المزمنة.
8- تعلّق الأم الزائد بابنها، والإسراف في حياطته، وجعله دائماً بجوارها، لا يغيب عن عينها.
9- الحرص على أن ينشأ الطفل مثالياً في كل شي.
10- التركيز على أخطاء الطفل، وتضخيمها.
11- تذبذب نوع التربية، وعدم وضوحها.
12- خوف بعض الآباء من الحسد، مما يجعلهم يعاملون أطفالهم “الذكور” خاصة على أنهم بنات، ويشيعون ذلك، ويحجبونهم عن أعين الناس، ولفترات طويلة.
13- الإجحاف وسوء المقابلة من بعض معلمي الطفل في سنيه الأول.
14- الفقر المترتب عليه فقدان الطفل لأبسط مظاهره، كالملابس، والمصروف وغيره…
15- موت أحد الوالدين.
16- الاغتراب، فالخجل منتشر بصورة واضحة في نفسية الأطفال المغتربين مع والديهم، بسبب عدم استقرار الحياة، أو العلاقات الوطيدة المستمرة.
17- التأخر الدراسي مما يزيد الطفل شعوراً بفقدان الثقة، والخجل.
علاج الخجل عند الطفل
الأعراض النفسية قابلة للتصحيح والعلاج، لكنها تحتاج إلى صبر وطول نفس، وعدم استبطاء النتائج، أو انتظار الآثار يوماً فيوماً… وعدم مقارنة الطفل الخجول بغيره من الأسوياء.
ومن الحلول والعلاجات المجدية والمجرّبة ما يلي :
2- ليس الحل أن تجابه طفلك بقولك له:
يا خجول، يا بليد، يا كسول، انظر إلى أصدقائك… الناس لا يحبونك؛ لأنك خجول، كن رجلاً.
ويمكنك أن تقول له:
عمّك سيزورنا اليوم، ما رأيك أن تستقبله أنت، وترحب به، وتدخله البيت، أرى أنك أهل لذلك…
3- الإصغاء لمشاعر الطفل وأفكاره وآرائه، وعدم إهماله؛ فما قد يكون عندك تافهاً، لا يكون عند طفلك كذلك.
4-البعد عن السلطوية في التعامل، فنتائجها دائماً عكسية.
5- لا تقارن بين طفلك وإخوته؛ فهذا يولد عقداً نفسية، وأدواء يسهل تلافيها من البداية.
6- تربية الطفل على الاستقلال بالذات، والاعتماد على النفس.
7- الحذر من التدليل المستمر الزائد عن الحد.
8- محاولة تدريب الطفل تدريجياً على التصرف بمفرده في المواقف العمرية المناسبة.
9- احرص على ألاّ تردّ في كل شيء نيابة عن طفلك؛ خوف الإحراج، أو تغطيةً على خجله، أو عجزه عن الردّ.
10- شجّع طفلك على أي خطوة يتخذها وأفهمه أنه جدير بالتي بعدها.
11- أتح الفرصة لطفلك أن يعبر عن رأيه بقول:” لا ” في الوقت المناسب.
12- ابتعد عن النظرات الحادة المستمرة، والتي أحياناً تكون كالسياط على قلب طفلك.
13- تابع طفلك في المدرسة، مع المرشد والمدير والمعلم، وتعاون معهم لتعزيز نقاط القوة في طفلك.
14- انتبه لمن يربون طفلك معك يومياً، وأنت لا تدري، كالسائق، والخادم وغيرهم؛ فلهم تأثير غير مباشر، ومباشر أحياناً.
15- نبّه طفلك على الخطأ على انفراد، ولا تزجره، أو تعنّفه أمام إخوته، أو أصدقائه.
16- لا بأس أن تطبّق مع طفلك -قبل زيارة صديق لك أو دعوة عرس- أبسط ما يقوم به الطفل من سلوكيات. قل له مثلاً:
حبيبي سنذهب اليوم إلى عرس زميلي في العمل: ماذا يمكن أن تقول له إذا رأيته. يمكنك أن تقول له: بارك الله لك، وبارك عليك.
خذ يا بني هذه الهدية وقدمها لها …
17- لا تثقل طفلك بأعباء قد لا يستطيعها من هو أكبر منه، بل لاحظ المراحل العمرية.
18- احرص على العدل والمساواة بين الأبناء، خاصة البنات مع الذكور؛ فإن الاهتمام بالذكر فقط يولّد عند البنات الخجل والانطواء وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب.
19- شجع طفلك على مختلف الهوايات، رياضية أو ثقافية أو أدبية، فأياً كان اهتمامه فحفزّه وأيّده وادعمه بكل طاقتك.
20- إياك من ألفاظ التعيير، وألقاب الإهانة التي كثيراً ما يطلقها الآباء فتكون معول هدم لنفسية طفلك مثل:
يا حقير، يا قرد، يا أحمق، يا أهبل، يا بنت، يا كلب، يا حمار… إلى آخر القاموس الهادر، مما نقوله بعفويّة مقيتة!
21- وفّر جلسة خاصة كل يوم، أو على الأقل كل أسبوع مع طفلك، لمدة عشر دقائق، يحدثك فيها عن قصة، أو موقف، أو عن نفسه، ودعه يتكلم على سجيّته وفطرته، ولا تعلق على أي شيء، بل استحسن ما يقول، ثم عالج الخطأ لاحقاً.
22- اترك لطفلك مساحة من الحرية يكتشف فيها نفسه، ويتعلم من صوابه وخطئه.
23- لا تتخلَّ عن طفلك في المواقف الصعبة التي يتعرض لها، كمرض، أو إصابة، بأن تكل ذلك إلى سائق، أو قريب، بحجة أنك مشغول فهذا يفقدك دورك في نفس طفلك.
24- لا تيأس من تغيير طفلك، مهما بذلت من طرق وأساليب.
25- اغمر طفلك بقدر من الحنان، فربما أصبح خجولاً؛ لأنه يفتقد ذلك منك.
26- انتهز أي مناسبة، وقم بتعريف ابنك للحاضرين، واطلب منه أو ساعده على أن يعرّف نفسه.
27- اكتب له أبياتاً من الشعر، واجعله يلقيها في أقرب مناسبة أو أمام الأهل.
28- حاول أن تتعرف على مصادر الخجل عند طفلك، وكيف نشأت.
29- لا تقهر ابنك على سلوك لا يستطيعه.
30- كن مستمعاً جيداً لطفلك.
31- أحضر له قطعة من الخشب، ومطرقة ومسامير، وارسم له شكلاً هندسياً على الخشب، واجعله يملؤه بالمسامير، وإن انتهى، فأظهر له البشاشة والفرح، وعلق قطعة الخشب في مكان ظاهر في البيت، وعلّق عليها أكثر من مرة…
32- اجعله يدعو بعض أصدقائه من المدرسة لزيارته، ولتناول الغداء أو العشاء سوياً، واجعله يتجاذب معهم أطراف الحديث.
33- لا تدافع عنه دائماً أمام إخوته إن حصلت بينهم خصومة أو شجار.
34- يجب إدراك أن الطفل في مرحلة استكشاف لما حوله، وليس لديه آلية للتعامل مع كل ما يستكشفه، فلا بد من الخطأ.
35- قلْ لنفسك:
ما ذنب طفلي في ظروفي العصبية -الناتجة عن ضغط العمل أو الاختلاف مع الأصدقاء – حتى أصب عليه عقابي، وما عجزت أن أقوم به مع غيري؟
36- الهجر من وسائل العقاب، لكن لا يطول، ولا يكون حبساً في غرفة انفرادية فهذا يؤصل الرعب والخوف في نفس الطفل.
37- تجنّب كثرة الأوامر في وقت واحد.
38- احذر من التناقض أمام الطفل كأن تنهاه عن شيء ثم تأمره به.
39- خاطب طفلك بما يفهم، وليس بما تفهمه أنت.
40- لا تتحدَّ طفلك.
وهذه جرعة أخرى من الوسائل والأسباب المعينة على تدارك خجل الطفل، وتطبيعه على الحياة مع الآخرين، دون حواجز أو معوّقات:
41- إذا شكا إليك طفلك فهذه فرصة لك، تدلّ على أنه يريد أن يتعلم.
42- لا تضخّم أخطاء طفلك فهذا يعقّد الحل.
43- نادِ طفلك بأحب الأسماء إليه أو بكنيته، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نُغَر(عُصفور) يلعب به، فمات؛ فدخل عليه النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فرآه حزيناً؛ فقال: “مَا شَأْنُهُ؟”.
قالوا: مات نُغَره فقال: “يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟”.
44- قُصّ لطفلك قصصاً من تاريخ الإسلام، مما تحتوي على الشجاعة والإقدام؛ كما جاء في البخاري: عن هشام بن عروة عن أبيه أَن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا للزُّبير يوم اليرموك: أَلاَ تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟
فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ.
فَقَالُوا: لاَ نَفْعَلُ.
فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ.
قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهْوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَكَّلَ بِهِ رَجُلاً.
45- فرّق عند تعاملك مع أخطاء ابنك بين قولك: أنت مخطئ، وقولك: هذا خطأ، والأخيرة هي الصواب، فالتركيز على الخطأ أولى.
لا تقلْ لطفلك: أنت ولد قاسٍ.
وقلْ: لقد تصرّفت بقسوة مع أخيك.
قلْ: هذا الفعل خطأ بدل من أنت مخطئ.
قلْ: لقد اتّسخت ثيابك ،بدلاً من: أنت غير نظيف.
46- اعلم أن مكعباً من الحلوى عند طفلك أفضل من كتاب جديد، وثوب جديد منقوش أحب إليه من ساعات من الكلام المزخرف المعسول، فقدِّر ذلك وعليك بالهدية ولو كانت صغيرة، مع عدم الإسراف فيها، وإغراقه بها، كي لا يفقد الإحساس والفرح بما تهديه إليه.
ولتكن لكل هدية مناسبة؛ فهذه لأنه رد رداً جميلاً، وهذه لأنه استقبل ضيفاً، وهذه لأنك تحبه…
47- لاعب طفلك وداعبه؛ ففي البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ (يسأل عن الحسن بن علي): ( أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ؟).( وهو الصغير الرضيع، وقالها على سبيل الإشفاق والرحمة) فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أو تغسِّله، فجاء يَشْتَدُّ حتى عانقه وقبّله، وقال: (اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ)، وفي البخاري عن عروة عن عائشة – رضي الله عنها – قالت جاء أعرابي إلى النّبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النَّبي – صلى الله عليه وسلم -: ( أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ).
48- أنت مَن تغرس السلوك في طفلك؛ فانتبه لذلك!
بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ وَمَنْ يُشابِهُ أَبَهُ فَما ظَلَمْ
49- احرص أن تتناول الطعام مع طفلك غداء أو عشاء، وافتح معه مجالاً للحوار أثناء ذلك.
50- كوّن علاقة خاصة بينك وبين طفلك، كأن تخبره بشيء وتعلمه أنه سر بينكما، وأنك خصصته بذلك، أو أعطه غرضاً، واطلب منه أن يحفظه لك في مكان آمن وغير ذلك.
51- سِر مع طفلك في الشارع، وقل له: ما رأيك نذهب من هذا الشارع أم ذاك؟
52- اشترك مع طفلك في تنظيف السيارة أو المجلس.
53- تجنّبْ أن تقول لطفلك: ما زلت صغيراً، لن تفهم ما أقوله لك…
54- احذر من الازدواجية في معاملة ابنك عن طريق احترامه أمام الناس، واحتقاره عندما يكون بمفرده.
55- مارس لعبةً مع طفلك، وحاول أن تجعله يفوز مرة وتفوز أنت أخرى.
56- اطرح على طفلك بعض الألغاز، وكافئه إن قام بحلها.
57- اغرس في طفلك أننا بشر، والبشر يخطئون، والمميز هو ا لذي يتعلم من أخطائه.
58- لا بأس أن تعتذر لطفلك إن أخطأت، وبين له عملياً أنك أيضاً تخطئ، وأنه لا يمنعك خجل أو حياء من أن تعالج خطأك.
59- علّم طفلك ونبهه أن الكرة الأرضية تدور حول الشمس وليس حوله هو.
60- احذر من قولك لطفلك: تعبت من أجلك وأعيش لراحتك…الخ
61- زر جيرانك، ودع لطفلك حرية اختيار هدية، ولو كانت غير مناسبة.
<<
اغلاق
|
|
|
التي ربما تتطور لدى البعض إلى درجات مرضية أعلى تصل أحيانا إلى الإصابة بمرض الاكتئاب.
وحول سبل الحماية من سطوة هذا اليأس والوقاية من الاكتئاب، يقول الدكتور أسامة محمد عبد الجواد- نائب رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى بنها، إن كل إنسان يتعرض لمشاعر اليأس مرارا، وأهم أسباب الإصابة بالاكتئاب شعور الإنسان بأن من حوله لا يستطيعون التواصل معه، وهو الشعور الذي تتعدد أسبابه لكن نتيجته واحدة هي الاتجاه إلى العزلة التي تكون مفتاح الاكتئاب.
وأوضح أن أهم هذه الأسباب: (أساليب التنشئة غير الصحيحة بسبب وجود مشاكل أسرية، إدمان أحد الأبوين، التعرض لقصة حب فاشلة، عدم تقبل الجسم خاصة إذا كان الشخص يعانى من زيادة الوزن أو النحافة، الفقر، سوء التغذية، إدمان الخمور والمخدرات...) وغيرها.
المخ قد يكون السبب
وأضاف أن بعض النظريات ترى أن شعور الشخص بالاكتئاب يرجع إلى حدوث اضطرابات في كيمياء المخ أثناء التعرض لموقف محبط، وذلك لأن خلايا المخ ترسل مواد كيميائية يطلق عليها "المرسلات العصبية" ويعتقد الباحثون أن مرسلات عصبية معينة تعاني من قصور أثناء الاكتئاب ومرسلات أخرى تعاني من الزيادة أثناء الإصابة بالهوس.
علاج بدون طبيب
وحول طرق العلاج من الاكتئاب، قال إنها متعددة، منها:
- التخلص من المشاكل الانفعالية سواء بالكتابة أو التحدث أو الحركة
- التعود على الابتسامة
- كسر الروتين اليومي
- تقبل الفشل
- التعرض للشمس والإضاءة
- التغذية الجيدة
- ممارسة الرياضة بشكل يومي
<<
اغلاق
|
|
|
يعانون
من فرط الحركة نتيجة نقص التوعية بهذه الفئة على مستوى المدارس والمجتمع.
وأشارت المعيدة بكلية التمريض بجامعة الملك سعود رقية أحمد الحجي في بحث دراسي أعدته بعنوان “مصادر الضغط النفسي لدى آباء وأمهات الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه” إلى أن عينة البحث شملت ١٣٠ أبا وأما، مبينة أن الدعم الاجتماعي ليس مؤثرا كبيرا في دعم الوالدين اللذين يعاني أطفالهم من فرط الحركة.
وأكدت أن نقص الموارد المتوفرة للأسرة والمعينة لها في الحياة ومنها المدارس والدور الممرضة النفسية وكافة الطاقم الصحي من أهم مصادر الضغط النفسي على الوالدين، حيث تقل كثيرا التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المؤسسات التعليمية وكذلك المجتمع، إضافة إلى قلة التوعية باحتياجات هذه الفئة، معللة بأن هذا الاضطراب لا يؤثر على الطفل فحسب بل يتجاوزه ليشمل الأبوين وكافة أفراد الأسرة.
وأضافت الحجي في بحثها أن فرط الحركة من الاضطرابات النفسية والعصبية الشائعة لدى الأطفال، حيث يتميز هذا الطفل بفرط النشاط بالمقارنة مع أقرانه ويجد صعوبة في الجلوس لفترات طويلة عندما يتطلب الأمر منه كالصف أو السيارة، إضافة إلى الاندفاعية للإجابة قبل إنهاء السؤال أو عدم توقع العواقب، وفي حال تشتت الانتباه على سبيل المثال شرود الطفل المصاب بفرط الحركة خلال شرح المعلم، فيجد صعوبة في الانخراط في التمارين التي تتطلب التركيز العالي.
وقالت “إن الأبحاث عادة ما تشير إلى المشاكل الاجتماعية التي تواجه أطفال هذا الاضطراب كالرفض الاجتماعي من الأقران كالمشاركة في اللعب أو دعوة لتبادل الزيارات، أما المشاكل الأكاديمية فتتمثل في ضعف التحصيل الدراسي أحيانا مما يؤدي إلى مشاكل نفسية كضعف الثقة بالنفس، وكل هذه الأمور تلقي بعاتقها على نفسية والدي الطفل عندما يجدون أن طفلهم لا يعيش طفولته بشكل طبيعي، إلى جانب ما يعانونه من جهد معه داخل المنزل كمحاولة إنهاء واجب مدرسي يستغرق ضعف ما يحتاج إليه أقرانه لعدم قدرته على التركيز أو ضبط مواعيد النوم أو عدم قدرته على ضبطه في الأماكن العامة”.
<<
اغلاق
|
|
|
مؤخراً حملة التوعية الاولى بالعنف الاسري في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر تحت عنوان "كسر حاجز الصمت" وذلك من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء.
وتهدف هذه الحملة الى التعريف بمشكلة العنف الأسري وفهم مسبباتها ومن ثم مناقشة الحلول الممكنة لها حيث تشير الدراسات التي توضح ابعاد هذه المشكلة الى انه بلغ عدد حالات اساءة المعاملة التي تلقتها لجنة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية في الرياض، في العام الماضي 508حالات، شكلت حالات الضحايا الذكور منها 56حالة، والاناث 452حالة وكان 48بالمائة من هؤلاء الضحايا بين سن 19و 35سنة، وبلغت نسبة الاطفال الصغار والرضع 17بالمائة وكبار السن 4بالمائة اما غالبية هذا الايذاء فقد تسبب فيه الآباء 29% والازواج 25% .
وقد بدأت الحملة بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة الافتتاح للدكتور خالد الدراك رئيس قسم الخدمات الاجتماعية ورئيس اللجنة المنظمة للحملة الاولى للعنف الاسري والذي شكر فيها الجميع على الحضور ومما يدل على حرصهم لايجاد حلول مناسبة والتباحث حول الآثار السلبية للعنف الاسري وهذا كله يعكس الجدية بالالتزام بقضايا المجتمع السعودي.
واشار في تعريفه للعنف الاسري على انه "الاستخدام المتعمد للقوة او القدرة الجسدية بالتهديد او بالفعل ضد شخص اخر تؤدي الى اصابته او وفاته او وقوع ضرر نفسي"
واضاف الى ان الاحصائيات في المملكة تدل على ان الرجال يشكلون مانسبته 90% من المعتدين يقع نصفها من الازواج على زوجاتهم، ومابين العامين 2005و 2007ووفقاً لمركز الحماية الاجتماعية بالدمام تم الابلاغ عن 223حالة كانت 50% منها أي (111حالة) اعتداء جسدي و35% (79حالة) اعتداء نفسي و4% أي (9حالات) تحرش و6% أي (14حالة) هروب.
واشار الى انه استشعار لهذه المشكلة فقد شرعت دائرة الخدمات الطبية في ارامكو السعودية بتنظيم الحملة بهدف نشر الوعي بين افراد المجتمع وتسليط الضوء على عدد من الحالات ونشر معلومات اكثر دقة عن حجم الظاهرة.
ثم بدأ برنامج حملة العنف الاسري بمحاضرة بعنوان (العنف الاسري نظرة عامة) قدمها من قسم الطب النفسي بمركز الظهران الصحي التابع لارامكو السعودية الدكتور عبدالصمد الجشي وتحدث فيها عن نوعية العنف سواء العنف الدفاعي او العنف الخبيث وتحدث عن العنف الذي ينبع عن حالة احباط مصحوب بعلامات التوتر.
واشار في محاضرته الى العنف ضد الطفل مثل الضرب ولاعتداء العاطفي عليه مثل النقد اللاذع وقال الدكتور الجسي ان مصادر العنف هي العنف الاسري والعنف المدرسي والعنف المجتمعي "الخارجي" وقال لا توجد احصائيات دقيقة بالمملكة عن عدد حالات الاعتداء وقال انه تم اكتشاف 5100حالة عن طريق هيئة حقوق الانسان منها 5حالات تعرضت للعنف الاسري في جدة خلال عيد الاضحى المبارك.
وابان في محاضرته الى انه اهم المسببات للعنف الفقر حيث شكلت الاحياء الفقيرة نسبة 46% واشار الى ان التأشر بالاصدقاء بما نسبته 50% قد يحول الطفل الى العنف واضاف ان هناك عوامل اخرى اجتماعية وخاصة علاقة الأبوين وكذلك سياسية ودينية وحتى وسائل الاعلام مثل التلفزيون تساعد على العنف لدى الطفل.
ثم ورقة مقدمة من رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور عمر ابراهيم المديفر بعنوان "الآثار النفسية للعنف الاسري" والتي تحدث فيها عن الصراع بين الجنسين وضرب مثال راتب الزوجة اذا كان اعلى . كما تحدث عن المسكرات والمخدرات انها من اسباب ظهور العنف الاسري بالمملكة وتطرق الى بعض الحالات المباشرة التي كان يعالجها وشرح اسبابها بصفة عامة بدون تحديد واشار الى المشاكل الزوجية واسبابها سواء ثقافي او اجتماعي او حتى علمي "الشهادات" بين الزوجين واشار في ختام محاضرته الى العوامل المساعدة على العنف الاسري.
ثم قدم رئيس العيادات الخارجية بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة الدكتور عادل الجمعان محاضرته بعنوان "كثير من العاطفة قليل من العنف" والتي اوضح فيها الجمعان ارشادات عامة للاسرة ومتى تلجأ الاسرة للمساعدة الخارجية او استشارة ذوي الاختصاص.
كما قدمت الدكتورة هدى العيولي من لجنة الحماية الأسرية في الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ورقتها بعنوان "دور وزارة الصحة في العنف الأسري" واوضحت العيوني الفرق بين لجنة الحماية وفريق الحماية وكذلك الاجراءات الرسمية التي تتخذها وزارة الصحة من حيث اجراءات النظام لتقديم البلاغ لاي جهة كانت.
وفي الجلسة المسائية فتحت حلقة نقاش شارك فيها من مركز الظهران الصحي بارامكو السعودية الدكتور ياسين قدال وكذلك رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الملك فيصل بالدمام الدكتور أحمد الحليبي بالاضافة الى الدكتور عمر المديفر والدكتور عبدالصمد الجشي والدكتورة هدى العيوني والدكتور عادل الجمعان.
وقد خرجت هذه الحملة بعدة توصيات منها زيارة المدارس لشرح اسباب العنف الاسري وحقوق الطفل وخاصة في المراحل الابتدائية وتفعيل دور مراكز الاحياء وتفعيل الرقم المجاني لوزارة الشؤون الاجتماعية والاهتمام بدور الايواء وكان اهم التوصيات التي طالب بها المحاضرون هي زيادة المشرفيين التربويين بالمدارس وربط عقد النكاح بالفحص المبكر وربطه ايضاً بالتأهيل قبل الزواج.
<<
اغلاق
|
|
|
وقبيح»
استشاريون نفسيون وحقوقيون ينذرون المجتمع من ألفاظ تحول الأطفال إلى مرضى وعدوانيين
مخاوف من أن تحول الكلمات النابية الأطفال إلى مرضى وعدوانيين (تصوير: أثير السادة)
الدمام: سامي العلي
كشفت دراسة سعودية حديثة، أن 38.7 في المائة من الأطفال الذين يتعرضون للإساءة المشاعرية من خلال بعض الكلمات مثل: غبي، كسلان، قبيح.
وكانت الدراسة الميدانية التي أعدها الدكتور علي الزهراني بكلية الطب في جامعة الطائف، واستغرقت ثلاثة أشهر، أبانت أن نحو 38.7 في المائة من الأطفال في المجتمع يتعرضون للإساءة المشاعرية من قبل المحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، من ناحية وصف المجتمع لهم ببعض الكلمات السيئة مثل، غبي، كسلان، قبيح، والتي تهين الأطفال وتتأثر بها مشاعرهم باتجاه الأسوأ.
وأوضح الزهراني في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن عينة الدراسة شملت 800 من الذكور والإناث، من فوق 18سنة، حيث بلغت نسبة الذكور الذين أجريت عليهم الدراسة 66 في المائة، أن أكثر الأطفال الذين يتعرضون لهذه الكلمات تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة، وهي ما تسمى بمرحلة المراهقة عند الإنسان.
وأوضحت الدراسة، إن الآباء يأتون في المرتبة الأولى من حيث الإساءة إلى الأطفال، في حين يأتي في المرتبة الثانية الاخوة الذكور الكبار، يليهما الأقارب، ثم الأمهات، وبعد ذلك المعلمين والزملاء.
وأشار الزهراني، إلى أن أخطر ما يتعرض له الأطفال من جراء هذه الكلمات، هو الاضطرابات النفسية والتي تبقى مع الإنسان حتى في الكبر، والتي عادة ما يكون الآباء في غفلة عن أسباب هذه الاضطرابات والأمراض، والتي منها انخفاض تقدير الذات والإندفاعية والعدوانية والقلق والاكتئاب.
وبينت الدراسة، أن الأشخاص الذين قلت أعمارهم عن 30 سنة، كانوا أقل عرضة للإيذاء المشاعري، وذلك بنسبة 21.9 في المائة، بسبب نشأة الأطفال في مجتمع وجيل يختلفون من ناحية التعلم والوعي عن سابقه، في حين كانوا من أعمارهم فوق 30 سنة، أكثر عرضة للإيذاء المشاعري، بنسبة 37.5 في المائة.
ويرجع الزهراني ذلك بقوله «إن الجيل الحالي من المجتمع هو أكثر وعيا وتعلما عن سابقه، كذلك انتقال المجتمعات والأجيال من مرحلة لأخرى، والذي أصبح أكثر وعيا بمخاطر استخدام الكلمات النابية على الأطفال».
وتقول عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين، إنه وردت للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عددا من النساء والأطفال يشتكون من العنف اللفظي، سواء الصادر من الأب أو الزوج أو حتى الأقارب، حيث بينت آخر إحصائية للجمعية للعام الماضي أن نسبة العنف البدني والنفسي بالنسبة للمرأة والطفل نحو 36.5 في المائة في السعودية، في المقابل كان الاتهام والقذف نحو 5.6 في المائة. ولمحت زين العابدين إلى أنه يوجد دراسة حول تعرض الأطفال للعنف اللفظي، لم يتم الإنتهاء منها.
ويرى الدكتور جمال سالم الطويرقي، استشاري الأطفال والمراهقين في مستشفى الحرس الوطني في الرياض، أن تكرار الألفاظ مثل قبيح أو مغفل أو كسلان، على الطفل قد يصيبه بالإحباط، وأنه إنسان فاشل لا يستحق الحياة أو العيش، ويكون الطفل معقدا في حياته الاجتماعية، يمنعه من الذهاب إلى المدرسة ومخالطة الآخرين من أقرانه، وهذا ما ينذر أن يلحق الطفل الضرر بنفسه بشكل كبير، منها الانتحار، وهذا عادة ما يكون نادرا.
ويضيف الطويرقي، أن الكلمات السيئة التي تطلق على الأطفال عادة لا يعي الآباء والأمهات أو المحيط الاجتماعي، تأثيراتها النفسية والسلوكية على الطفل، من جراء تكرارها، والذي قد يتحول الطفل إلى عدواني ينتقم من زملائه في المدرسة أو إخوانه في البيت، ويكبر هذا الشعور مع الطفل حسب الكلمة التي تطلق عليه، والذي يعتقد أنها تنطبق عليه، ما تحد من قدراته، والذي لا يستطيع التخلص منها، ويرى أنها وصمة عار عليه.
واضاف الطويرقي أن أغلب ما يتعرض له الأطفال من ألفاظ سيئة تكون عادة من البيئة المدرسية، بسبب قلة تفهم ووعي مخاطر الألفاظ والألقاب السيئة بين الأطفال الذين يطلقونها على أنفسهم، كذلك التي تصدر من المعلمين باتجاه الأطفال، وطالب الطويرقي، وزارة التربية والتعليم بوضع مناهج تعليمية نفسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، مبينا عن أهمية علم النفس لدى طلاب هاتين المرحلتين.
ويقول الدكتور عبد الصمد الجشي، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين بمستشفى أرامكو، أن الألفاظ السيئة مثل غبي وكسلان وقبيح لها تأثيراتها السلبية، تبدأ عند الإنسان منذ طفولته، وهي ألفاظ غير مقبولة لدى الطفل، وتجرح مشاعره، وإن كان لا يستطيع أن يعبر عن ردة فعله باتجاه هذه الكلمات التي تؤثر على مشاعره، ويضيف الجشي، أن هذه الكلمات تؤثر في علاقاته الاجتماعية، وقدرته في التعامل مع الآخرين، كذلك ثقته بنفسه، ونظرته إلى المجتمع. وبين الجشي، أن الأطفال يتأثرون من الأقارب بشكل كبير، التي تبدأ من الوالدين والإخوان، ثم المعلمين، لأن الطفل في هذه المرحلة يشعر بالأمان داخل الأسرة، التي يجب أن تحافظ عليه وتشعره أنه آمن ومستقر في داخلها، مبينا أن الطفل الذي يخرج عن نطاق الأسرة، سيكون غير آمن فيها، وهذا ما سيؤثر عليه بشكل أكبر، موضحا أن الطفل في هذه الحالة، قد يصاب بالرهاب الاجتماعي، وهو عدم قدرته على مواجهة الآخرين، ويصاب بنوبات من القلق عن إنجازه عمل داخل المجتمع، وعدم قدرته على الكلام أو التعبير بشكل صحيح.
وقال الجشي، إنه يجب تحفيز الطفل بكلمات تشعره أنه قادر على تولي المهمات وإنجازها، وإنه إنسان ذكي، كذلك تشجيعه على الاعتماد على نفسه، وعدم تصيد الأخطاء عليه، الذي يشعره بالإحباط، مبينا أن هذا السلوك السلبي من الكلمات ناتج عن بيئة اجتماعية، لا تفرق بين تفاوت الأطفال من ناحية التفكير والقدرة العقلية ومستوى الذكاء.
<<
اغلاق
|
|
|
نفسي سعودي إلى إنشاء مراكز في الأحياء السكنية لمواجهة مشاكل وتخفيف موجة العنف الأسري بالدرجة الأولى. فيما ذكر آخر أن العنف الأسري سيصبح أحد الأسباب الرئيسية للموت والعجز في العالم في 2020 حسب توقعات دولية.
جاء ذلك خلال أعمال الندوة التي نظمتها أرامكو السعودية في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية "سايتك" الخميس الماضي بمشاركة عدد كبير من المختصين.
واقترح رئيس العيادات الخارجية بمستشفى حراء بمكة المكرمة الدكتور عادل الجمعان دعم وزارات الداخلية والتربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية لتشكيل هياكل مراكز الأحياء واعتبارها خط مواجهة أول لمعالجة عنف الشارع والعنف الأسري.
وعزا الجمعان في حديث لـ"الوطن" ارتفاع حالات العنف الأسري لأسباب اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى ثقافة العادات والتقاليد لدى البعض.
من جهته قال الدكتور عبدالصمد الجشي من قسم الطب النفسي بمركز الظهران الصحي إن 90% من الأطفال المتعرضين للاعتداء في العالم يتعرضون للعنف من قبل رجال، وما بين 20% - 50 % من النساء في العالم يتعرضن للضرب المبرح من قبل أزواجهن. وأشار إلى أن سبب ارتفاع نسبة اكتئاب النساء في دول العالم هو العنف بأنواعه في المنزل والعمل.
ونفى الجشي وجود إحصاءات دقيقة لحالات العنف الأسري في المملكة لكنه أشار إلى أن جمعية حقوق الإنسان السعودية رصدت 5 آلاف حالة في المملكة العام الماضي وأن 12 حالة عنف تحدث شهرياً في منطقة الرياض، و16 حالة انتحار. وطالب بتطبيق القانون الذي يجرم من يمارس العنف مع زوجته وأولاده.
من جهة أخرى حمّلت عضو لجنة الحماية الأسرية في الشؤون الصحية بالشرقية الدكتورة هدى العيوني المعلمين الجزء الكبير من مسؤولية توعية الطلاب من آثار العنف الأسري وعواقبه، ومتابعة الطالب الذي يعاني من التفكك الأسري والظلم من ذويه للحد من العنف وإيجاد علاج مناسب لكل مشكلة تحدث.
أما رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض الدكتور عمر المديفر فقال إن الإعلام له تأثير في انتشار مفاهيم خاطئة تتسبب في العنف الأسري من خلال بعض المسلسلات والأفلام والرسوم المتحركة. مشيرا إلى أن حل تلك المشكلات من قبل المختصين في علم النفس فعال أكثر من تدخل الجهات الأمنية. وانتقد في الوقت نفسه غياب عيادات للطب النفسي في بعض مناطق المملكة لمعالجة المشاكل والأمراض النفسية.
وفي نهاية الندوة اقترح الدكتور عادل الجمعان حلولاً للعنف الأسري، منها مواجهة المشكلة والاعتراف بها، ومحاولة تغيير المفاهيم السلبية، وتكوين اللجان والجمعيات المختصة، وتطبيق الجهات الأمنية أنظمة صارمة للحد من العنف الأسري، وسرعة الانتهاء من المحاكم الأسر
<<
اغلاق
|
|
|
5% فقط من حالات التحرش بالأطفال في المملكة تصل إلى المختصين، نتيجة لجوء غالبية الأهالي إلى التكتم على مثل هذه الحالات، حيث يضحّون بحق أبنائهم وبناتهم، خشية على سمعتهم بين الناس.
ولفت الجشي خلال دورة تدريبية قدمها في مستشفى الأمل للصحة النفسية في الدمام، استهدفت العاملين في المراكز الصحية والمراكز المتخصصة الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الأطفال، إلى أن أكثر ما يشجع المتحرشين على التمادي في سلوكهم هو تخوف أهالي المتضررين من الإفصاح عن الحالات، مبينا أن الأضرار التي تلحق بالطفل المعتدى عليه كبيرة وعميقة الآثار، مشيرا إلى أن بعض الآثار تكون مباشرة، وبعضها الآخر قد يظهر لاحقا، ويمكن أن تتحول إلى بوادر انحراف، إضافة إلى تأثيرها على ضعف مستوى الطفل التعليمي، ونشوء بعض المشاكل في سلوكه تجاه المجتمع، وقلقه وعدوانيته.
ونوه الجشي في حديثه إلى المشاكل الجنسية التي قد تطرأ على الطفل مع تقدمه في العمر، مشيرا إلى إصابة بعض من يتعرضون للتحرش ببعض المشاكل الجنسية التي تظهر بعد زواجهم، سواء كانوا إناثا أم ذكورا، وقال «قد يميل الطفل المتضرر إلى المثلية بنسبة 2%»
وبين استشاري الصحة النفسية إمكانية تحول المعتدى عليه إلى معتدٍ على غيره في الكبر، ناصحا أقارب المتضررين من حالات التحرش بضرورة أخذهم إلى معالج نفسي متخصص، الأمر الذي قد يسهم في تحسن حالتهم النفسية بنسبة تصل إلى 70%، مطالبا بتشديد العقوبات القانونية الرادعة على المتحرشين جنسيا بالأطفال، الذين أثبتت الدراسات الحديثة أن 75% منهم من محيط عائلة الطفل المتضرر.
يصاب الطفل المعتدى عليه بمشاكل نفسية كثيرة
<<
اغلاق
|