تتوفَّر اليوم وأكثر من أيِّ وقت مضى أجهزةٌ مساعدة للسمع أصغر حجماً وأخف وزناً، وتأتي بألوان مناسبة أيضاً.
ففي المملكة المتحدة مثلاً، يُقدَّر أنَّ هناك أربعة ملايين شخص مُصاب بضعف في السمع، يمكنهم أن يستفيدوا من وضع جهاز معيَّن لتقوية السمع، ولكنَّ الذين لا يضعونه هم مليون شخص.
يقول المتخصِّصون بعلم السمعيات إنَّ كثيراً من الناس يتجنَّبون وضعَ هذه الأجهزة السمعية، لأنَّهم يعتقدون أنَّ منظر هذه الأجهزة قبيح، وأنَّهم سيظهرون كمعاقين.
لا يزال هناك إلى الآن وصمةٌ تحيط بأجهزة تقوية السمع هذه، لكنَّها عفا عليها الزمن. لقد طرأ تحسُّنٌ كبير على أجهزة تقوية السمع الحديثة بالنسبة حتَّى لتلك التي كانت متوفِّرةً منذ عقدين من الزمن.
إنَّ أجهزة تقوية السمع الرقمية تعمل اليومَ على نحو أفضل من أجهزة السمع القديمة، فهي أصغر بكثير وبتقانة أكبر ممَّا كانت عليه. هناك حاجةٌ إلى وقفة جديدة تجاه أجهزة تقوية السمع المساعدة تلك؛ ينبغي أن يكونَ وضعها أمراً عادياً كما هي الحال في ارتداء النظَّارات.
المنافع
تعمل أجهزةُ تقوية السمع المساعدة من خلال تقوية السمع الموجود لدى الشخص لجعل الأصوات أعلى وأوضح (مع أنَّها قلَّما تعيد السَّمعَ إلى الوضع الطبيعي). ما دام أنَّ الشخصَ لديه مستوى من السمع إلى حدٍّ ما، يجب أن يسمعَ بشكل أفضل باستخدام هذه الأجهزة.
تَبيَّن نتيجةً للفحوصاتِ التي جرت أنَّ الأشخاصَ الذين يستخدمون هذه الأجهزة "المعينات السمعية" هم بشكلٍ عام راضون جداً عن هذه الأجهزة. وهناك أكثر من نصف الذين شملهم الفحص وصفوا تركيبَ هذه الأجهزة بأنه كان "كالنجدة" بالنسبة لهم، وشعر معظمُهم بأنَّ حياتهم قد تحسَّنت لأنهم شعروا بقدر أكبر من المشاركة.
الأشكال المتاحة حالياً
هناك أنواع مختلفة من أجهزة السمع تقدِّم مزايا مختلفة، بناءً على الحجم ومستويات التضخيم والتصميم. وجميعها تعمل على البطارية، والأنواع الرئيسية تُوضَع في الأذن (توضع في الأذن الخارجية)، وخلف الأذن، وفي القناة (توضع في قناة الأذن).
نماذج أجهزة تقوية السمع
يقول الخبراء: قد يُفاجأ الناس بمدى تنوُّع أجهزة السمع المتوفِّرة حالياً والمتطوِّرة في تصميمها. وتتوفَّر الآن أجهزة صغيرة أحدث تُرَكَّب داخل الأذن؛ كما أنَّ هناك أشكالاً ملوَّنة وبرَّاقة من هذه الأجهزة قد تُصمَّم حسب أذواق المرضى لتصبح كالزينة عند بعضهم، فهي قد تناسب لونَ بشرتهم عندما يكونون متحفِّظين على تركيب هذه الأجهزة.
دعم هذه الأجهزة
ينبغي العملُ ضمن مشاريع مجتمعية بتدريب المتطوعين الذين غالباً ما يكونون من مرضى ضعف السمع، حيث يقومون بتوعية الناس حولَ كيفية الحصول على أفضل أداء من هذه الأجهزة السمعية. ويساعدون الناس على القيام بأعمال الصيانة الأساسية لهذه الأجهزة، مثل استبدال البطَّاريات والأنابيب، وكذلك إعطاء المشورة بشأن المعدَّات التي يمكن أن تجعلَ الحياة أسهل في مكان العمل والمنـزل.
<<
اغلاق
|
التوصيلات وعدد الأجهزة (1 أو 2). قد يكون الأمر محيرا لأن القرارات تؤخذ بمعزل عن بعضها بعضا. يمكن أن يكون قد تبادر إلى سمعك أن السماعات الرقمية تعطي أفضل نوعية للصوت. لكن كلمة رقمي تدل على التقنية المستعملة في الأجزاء الكهربائية للسماعة ولا علاقة لها إطلاقا بشكل السماعة. فالشكل غير مرتبط بالتوصيلات أو الحجم. يمكن وضع أي نوع من التوصيلات داخل أي شكل من السماعات.
هل استخدام سماعتين أفضل من واحدة؟
هل تسمع أفضل إذا ما وضعت سماعة في كل أذن؟ الجواب هو نعم في معظم الحالات. إن لاستخدام سماعتين (ثنائي الأذن) حسنات تفوق استخدام سماعة واحدة (أحادي الأذن). تصل كمية أكبر من المعلومات إلى الدماغ وتختلف الإشارات الوافدة إلى كل أذن بعض الشيء. وهذا يسهل سماع الكلام في خلفية الضجيج.
تؤمن السماعتان توازنا أكبر في السمع لأنه لا يكون هنالك ناحية سيئة ينعدم فيها الصوت. يساعد السماع بواسطة الأذنين معا على تحديد مصدر الصوت دون الحاجة إلى الالتفات لمعرفة المتكلم. كما تخف الحاجة مع سماعتين إلى رفع مستوى الصوت الذي تحتاجه مع سماعة واحدة. وهذا يخفف من الارتداد الصوتي ويعزز الراحة.
قد تقف بعض العوائق المادية وعدم القدرة على وضع السماعة في إحدى الأذنين في وجه استخدام سماعتين معا. تحدث عن هذا الموضوع والخيارات الممكنة مع اختصاصي تقويم السمع أو الشخص الذي يزودك بالسماعات.
إلكترونيات السماعة
تشير كلمة توصيلات إلى ما يوجد داخل السماعة – تقنية الأجزاء الإلكترونية. صممت إلكترونيات السماعة أو برمجت لتضخم بعض الترددات أكثر من غيرها بهدف تعويض الضرر الحاصل للخلايا الهدبية في الحلزون. ويسمى مدى التردد الذي تمت برمجة السماعة على أساسه استجابة التردد. قد تكون التوصيلات من نوع تماثلي أساسي أو تماثلي قابل للبرمجة أو رقمي.
تماثلي Analog
تحتوي هذه السماعات التقليدية على أجزاء إلكترونية تماثلية. يعد التماثلي نوعا من الإشارات الكهربائية – نسخة كهربائية عن الموجات الصوتية في المحيط. تضخم الإشارة التماثلية حتى تسمع بشكل أفضل.
يختار إختصاصي تقويم السمع أو تاجر السماعات أجزاء وتركيبات مختلفة وفق درجة نقص السمع. يمكن التحكم بقوة الصوت إذا كانت السماعة مزودة بمفتاح تحكم. يناسب هذا النوع من التوصيلات بشكل خاص الأشخاص الذين يتحادثون في أماكن هادئة نسبيا.
الحسنات: إنها التقنية الأقل ثمنا.
السيئات: ليس في هذه السماعة المرونة الموجودة في السماعة التماثلية القابلة للبرمجة أو السماعة الرقمية التي يمكن تعديلها لتناسب مستوى نقص السمع وتخدم حاجات السمع الخاصة. قد تكون هذه السماعات أقل فاعلية في الأماكن التي يصعب فيها السمع بالنظر إلى قلة تطورها.
تماثلي قابل للبرمجة Digitally programmable analog
تحتوي هذه السماعات على توصيلات تماثلية ولكنها قابلة للبرمجة رقميا بواسطة الكومبيوتر مما يسمح بمجموعة تعديلات تناسب مختلف أنواع نقص السمع والحاجات السمعية. يقوم من يزودك بالسماعة ببرمجة التعديلات اللازمة ثم يضبطها بدقة لتتماشى مع درجة نقص السمع والتغيرات في السمع. تتضمن بعض هذه السماعات برامج عدة مما يسمح لك بإجراء تعديلها حسب الظروف بواسطة آلة التحكم عن بعد أو مفتاح صغير في السماعة.
الحسنات: تتميز الأجهزة التماثلية القابلة للبرمجة بمرونة أكثر من السماعات التماثلية الأساسية وبتعديلات أشمل لتضخيم الأصوات الخافتة دون المبالغة في تضخيم الأصوات المرتفعة. تسمح لك السماعات المتعددة البرامج بتعديل تجاوب السماعة مع مختلف الحالات السمعية.
السيئات: يزيد ثمنها عن ثمن السماعة التماثلية الأساسية.
رقمي Digital
يتم تضخيم الصوت في هذه السماعات بواسطة رقعة كومبيوتر بدلا من التوصيلة التماثلية التقليدية. يحول هذا النوع من السماعات الصوت الوافد إليها إلى رمز رقمي ثم يحلل الصوت ويعدله بالاستناد إلى درجة نقص السمع عند المستخدم وحاجاته الصوتية. يتم تخزين الإشارات داخل برنامج كومبيوتر في السماعة. ثم تتحول الإشارات من جديد إلى موجات صوتية لتصل إلى الأذن. ينتج عن ذلك صوت مضبوط يناسب نقص سمعك.
الحسنات: تعتبر هذه التقنية الأكثر تطورا ومرونة. تحتوي بعض السماعات الرقمية على مواصفات إضافية لأداء يفوق أداء الأجهزة التماثلية في أماكن الضجيج.
السيئات: ثمنها هو الأغلى. وكثرة مواصفاتها التي قد تفوق حاجاتك. كما أنها تسبب تشويشا عند استخدام الجهاز الخلوي أكثر من غيرها، لكن صانعي الأجهزة الخلوية والسماعات يعملون لحسن الحظ على إيجاد حل لهذه المسألة.
أشكال السماعات الطبية Hearing Aids Styles
تتوفر السماعات بأشكال وأحجام مختلفة. كما أن طرق وضعها في الأذن مختلفة. بعضها صغير إلى حد يمكن وضعه في عمق مجرى الأذن فيصبح غير مرئي. لكن السماعات الأكثر مبيعا تبقى تلك التي تدخل جزئيا في مجرى الأذن أو في تجويف الصيوان. يمكن الحصول على سماعة تماثلية أساسية أو تماثلية قابلة للبرمجة أو بتقنية رقمية بالشكل الذي ترغب فيه.
كلما كان حجم السماعة أصغر ازدادت قوتها بشكل عام وقصر عمر بطاريتها وارتفع ثمنها. والسماعات الصغيرة تسبب بالارتداد الصوتي أكثر من غيرها. تدل كلمة ارتداد صوتي على صفارة حادة أو ضجيج ينجم عن التقاط خاطئ من قبل الميكروفون لصوت مضخم يعيد تضخيمه. يشبه ذلك ما تسمعه من نظام أجهزة النداء الآلي العامة إذا كان الصوت مرتفعا جدا. تساعد التقنيات الحديثة على التخفيف من مشكلة الارتداد الصوتي في السماعات.
أمام هذا العدد من الأشكال تذكر أن خيارك للشكل لا ينحصر بالمظهر فقط. فالشكل المناسب يعتمد كثيرا على اختبار السمع. إذا كان نقص السمع شديدا مثلا فأنت بحاجة لسماعة أكبر حجما. كما يرتبط شكل ووظيفة السماعة بطبيعة نقص السمع والتفاوت بين القدرة السمعية للترددات المنخفضة والعالية.
قد يؤثر حجم الأذن وشكلها في إلغاء بعض الخيارات المتاحة بالنسبة لشكل السماعة. يصعب وضع السماعة من طراز داخل الأذن إذا كانت الأذن صغيرة الحجم. كما يتطلب التعامل مع السماعة الصغيرة مهارة عالية في استخدام الأصابع. يمكن أيضا أن تفرض بعض الحالات الطبية نوعا معينا من السماعات.
تسمى أصغر أنواع السماعات المتوفرة سماعة داخل الأذن بالكامل. تم تجميع كامل أجزاء السماعة ومن ضمنها البطارية في علبة بالغة الصغر يدخلها المستخدم إلى عمق مجرى الأذن. يخرج من السماعة خيط بلاستيكي رفيع يظهر عند تجويف الصيوان ويساعد على سحب السماعة إلى الخارج. يناسب هذا الشكل حالات نقص السمع الخفيف والمتوسط ولا يستعمل للرضع أو الأطفال.
الحسنات: حجمها الصغير الذي يجعلها غير ظاهرة للعيان. مساهمتها أحيانا في تخفيف ضجيج الرياح.
السيئات: إنها السماعة الأضعف والتي لا تناسب حالات ضعف السمع الشديد. كما أن حجمها لا يسمح بوجود إضافات كمفتاح التحكم بقوة الصوت أو الميكروفون الموجه. كما أن البطارية صغيرة وعمرها قصير. وأخيرا، ثمنها يفوق ثمن غيرها من السماعات.
داخل قناة الأذن
تدخل السماعة من طراز داخل المجرى إلى مجرى الأذن جزئيا ولا تبلغ العمق الذي تصل إليه سابقتها. يمتد طرف هذه السماعة إلى تجويف الصيوان. تناسب السماعة من طراز داخل المجرى حالات السمع المتوسط والشديد لكنها لا تستعمل للرضع والأطفال.
الحسنات: يصعب ملاحظتها تماما كسابقتها وتعتبر أقوى منها وتسمح بالإضافات عليها.
السيئات: قد تكون هذه السماعة صعبة من ناحية الحمل والإدخال وتغيير البطارية. وهي مرتفعة الثمن بعض الشيء.
داخل تجويف الأذن بالكامل
يملأ هذا الطراز من السماعات تجويف الأذن بالكامل. وهو يناسب حالات نقص السمع المتوسط والشديد.
الحسنات. تعتبر هذه السماعات أقوى من سابقاتها التي توضع في المجرى وتسمح بالعديد من الإضافات كلفيفة (سلك) اتصال وميكروفون موجه. وهي تناسب شريحة واسعة من درجات نقص السمع. يسهل إدخال البطارية في هذا الطراز ويكون حجمها أكبر بقليل من الأشكال التي توضع في المجرى.
السيئات. قد تلتقط السماعة داخل الأذن ضجيج الرياح.
نصف تجويف الأذن
يملأ هذا الطراز من السماعات الجزء السفلي من تجويف الأذن. وهو يناسب حالات نقص السمع الخفيف والمتوسط
الحسنات: يناسب معظم أشكال الأذن، ويعتبر أسهل قليلاً بالتعامل معه، كما يحتوي على مميزات إضافية كتوجيه المياكروفون والتحكم بالصوت.
السيئات: تعتبر أكبر حجماً من السماعات داخل قناة الأذن
خلف الأذن
تتكون السماعة من طراز خلف الأذن من جزءين: علبة بلاستيكية صغيرة تستقر خلف الأذن وتحوي توصيلات السماعة أي الميكروفون والمضخم ومكبر الصوت. تتصل العلبة بواسطة أنبوب بلاستيكي بقالب الأذن (قطعة الأذن) المصنوع حسب الطلب والذي يوجه الصوت المضخم إلى الأذن. تناسب هذه السماعات كل أنواع نقص السمع تقريبا وكافة الأعمار.
كثيرا ما ينظر إلى السماعات من طراز خلف الأذن خطأ بأنها قديمة وغير متطورة تقنيا. لكنها في الواقع تتمتع كغيرها من السماعات بتركيبة إلكترونية حديثة وتقنية رقمية بل تحقق أحيانا أعلى نسبة نجاح.
الحسنات: تعتبر هذه السماعات أقوى السماعات على الإطلاق ويمكن تعديلها لتناسب كافة أنواع نقص السمع. وهي أفضل طراز يصح استعماله للرضع والأطفال والأشخاص المصابين بنقص شديد في السمع. تعتبر السماعة من طراز خلف الأذن الأسهل من ناحية الصيانة ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى سهولة تغيير البطارية. لا تحتاج هذه السماعات إلا إلى القليل من التصليحات.
السيئات: لا يوجد عند بعض الناس ما يكفي من مساحة بين الأذن وجانب الرأس لوضع السماعة. قد يلتقط هذا الطراز ضجيج الرياح أكثر من السماعات الأصغر حجما.
Open fit behind the ear
نوع من أنواع السماعات التي تتموضع خلف الأذن لكنها أصغر حجماً، كما أنها لا تغلق قناة الأذن، لذلك هي مناسبة عندما يكون هناك ضعف سمع في الترددات العالية.
الحسنات: أصغر حجماً وأقل ظهوراً.
السيئات: بطارية أصغر حجماً، كما أن تفتقر للضبط اليدوي.
<<
اغلاق
|
فأنت إذا شعرت بأنك غير قادر على فهم كل ما يدور من حولك وأنك ترغب بسمع أفضل يمكنك الاستفادة من السماعات الطبية. صحيح أنها لا تستطيع إعادة سمعك إلى طبيعته، لكنها تحسن دون شك قدرتك على التخاطب والاستجابة للأصوات. تعتبر هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة والمتطورة أحد أهم العلاجات الفعالة لغالبية المصابين بنقص السمع.
تزيد السماعات كثيرا من قدرتك على التواصل مع الآخرين. فهي تخفف من المشاكل التي ترافق ضعف السمع كصعوبة فهم المحادثات أو سماع المنبهات وأجهزة النداء. كما أنها تحارب مشاعر العزلة الاجتماعية ومشاكل الثقة بالنفس.
تطورت تقنية السماعات بشكل هائل في العقدين الماضيين. كانت السماعات لسنوات خلت كبيرة الحجم ومحرجة. كما كانت نوعية الصوت الصادر عنها رديئة ومشوشة كجهاز راديو ترانزيستور بخس الثمن. أما السماعات المدمجة الجديدة فهي تعطي نوعية صوت أفضل بكثير وهي تتوفر بأشكال مختلفة تناسب أسلوب حياتك وحاجاتك للتواصل.
تبدأ مع الوقت بالتكيف مع السماعة والاستمتاع بزيادة قدرتك على السماع والتخاطب في شتى المواقف. فإذا وضعت السماعة بانتظام وأحسنت العناية بها ستلاحظ تحسنا ملموسا في نوعية حياتك.
تحديد الأولويات وتوقع الممكن
الحماس مفتاح النجاح في استعمال السماعات الطبية. وأحسن من يستخدم السماعات هم الأشخاص الذين يتمتعون بطبع إيجابي ويسعون إلى سمع أفضل. وهم الذين يستقرون عادة على وضع السماعات بشكل دائم. عندما تقرر استخدام السماعة يكون عليك وحدك اختيارها لأنها مسألة شخصية بحتة ترتكز إلى حاجاتك الخاصة. فالناس يختلفون لناحية شخصيتهم ونقص السمع لديهم. وعملية الاختيار تسهل كثيرا بعد التزود بالمعلومات والصبر وتقبل اقتراحات المتخصص بتركيب السماعة.
هنالك عوامل كثيرة قد تزيدك قناعة بالسماعة. لقد خطوت أولى خطواتك بمجرد إقرارك بنقص السمع وعزمك على إيجاد الحلول للتحديات التي يطرحها.
من الضروري أيضا تحديد أولوياتك حول ما تبتغيه من وضع السماعة. حدد المواقف التي يصعب عليك فيها التواصل. متى تشعر بحاجتك القصوى لأن تسمع جيدا؟ هل هنالك أوقات تضطر فيها إلى التركيز الشديد لتسمع حتى أنك تشعر بالإرهاق الشديد؟ قد تكون الأولوية بالنسبة إليك أن تسمع أولادك أو أحفادك أثناء زيارتهم لك أو أن تفهم الحوارات الدائرة خلال لعبة الورق الأسبوعية.
عند شراء السماعة، ستجد نفسك أمام خيارات وعوامل عدة كالأداء والشكل والحجم والتقنية والتكلفة. قد ترغب بأصغر الأجهزة لأن حجمها يناسبك. أو ربما تسعى إلى سماعة سهلة الحمل والتشغيل. قد لا تحتاج إلى سماعة حديثة باهظة الثمن إذا كنت تقضي معظم وقتك في المنزل وحيدا. حضّر لائحة أولويات تكون فيها المواصفات مصنفة بحسب أهميتها.
احرص على أن تكون توقعاتك ممكنة التحقيق وإلا لن تشعر أبدا بالرضا. تتفاوت تجارب استخدام السماعات من ناحية نجاحها. لا تتوقع أبدا أن تعيد لك السماعة قدرتك الطبيعية على السمع وإلا خاب أملك. فنجاح عمل السماعة يرتكز على عوامل عديدة منها درجة نقص السمع ونوع المواقف التي ترغب فيها السماع بشكل أفضل ودرجة الحماس الذي تبديه.
كلما اطلعت على موضوع نقص السمع، جاءت توقعاتك ممكنة التحقيق. فلماذا لا تتحدث إلى غيرك من المصابين بنقص السمع؟ من الضروري طبعا التنسيق الكامل مع المتخصص بتركيب السماعة.
لماذا يقاوم الناس فكرة استخدام السماعات الطبية؟
رغم ما للسماعات من فوائد فإن العديد من الناس لم يحاولوا حتى تجربتها. فقد أشارت الدراسات إلى أن حوالي الخمس فقط من الأميركيين المصابين بضعف السمع يستعملون السماعات.
يرفض الناس فكرة استخدام السماعة لأسباب عديدة أبرزها عدم تقبل فكرة ضعف السمع وثمن السماعة وما أخبرهم عنه الأصدقاء أو الأقرباء من تجارب سيئة لاستخدامها. أما السبب الأول فيبقى الخوف من الصبغة الاجتماعية لأن السماعة تعكس في أذهان الناس الشيخوخة وعدم الكفاءة والوضاعة وفقدان الجاذبية.
إلا أن هذه المخاوف ليست مبنية على أساس متين وقد أظهرت الدراسات أن زيادة العمر التي قد توحي بها السماعة لا تتعدى السنة الواحدة وهو ليس بفارق ذي معنى من الناحية العملية.
أضف إلى ذلك أن تطور التقنيات والتصميم جعل السماعة أكثر جاذبية من حيث الشكل وأكثر فاعلية من حيث الأداء. ومع هذا التطور ازداد رضا المستهلك عن السماعة.
قد يتطلب وضع السماعة تغييرا في الموقف. عليك أن تقارن منافع السماعات بالعوائق الناجمة عن عدم القدرة على سماع الآخرين وأن تتقبل فكرة أن السماعة ليست مؤشرا على الشيخوخة والاتكالية بل أنها على العكس تحفز تواصلك مع الآخرين وتحافظ على اندماجك معهم.
ما يمكن للسماعات فعله وما تعجز عنه
تحسّن السماعات من مستوى السمع عبر تضخيم الأصوات وجعلها مسموعة. فهي تسمح لك أن تسمع الكلمات المحكية بجهد أقل وتسهل سماع كلام الناس الخافت. حتى أنك قد تصل إلى مرحلة تخفض فيها صوت التلفاز إلى مستوى يريح المتواجدين معك في الغرفة والذين يتمتعون بسمع طبيعي. تساعدك السماعات أيضا على سماع الأصوات المحيطة بشكل أفضل مما يمنحك حسا أعمق بالبيئة حولك.
تساعدك السماعة في المواقف التي كنت تعاني سابقا فيها. وهي تشعرك بالراحة حين تكون وحيدا -أثناء التسوق مثلا- أو في حالات لا يتوجه فيها المتحدث بالكلام إليك مباشرة.
لا يمكن للسماعات أن تعيد الأصوات إلى طبيعتها رغم أنها تحسن السمع. فهي أجهزة إلكترونية تغير من نوعية الصوت بدرجة طفيفة تماما كجهاز الراديو. تلاحظ عند استخدامك للسماعة للمرة الأولى أن العديد من الأصوات تبدو مختلفة بعض الشيء. لكنك لا تلبث أن تتكيف سريعا معها. وقد قلنا إن نقص السمع يتسبب في إيصال الأصوات مشوشة إلى الأذن. والسماعة لا تستطيع إزالة هذا التشويش وبالتالي لا تكون الأصوات معها شديدة الوضوح.
قد تجد أحيانا صعوبة في فهم الكلام. كما أن السماعة لا تميز بين الأصوات التي ترغب في سماعها وتلك التي لا تريد سماعها حين يكون الضجيج في الخلفية عاليا أو حين يتكلم عدة أشخاص في آن. تذكر دائما أن خلفية الضجيج تؤثر سلبا على فهم الكلام حتى إذا كان السمع طبيعيا.
تتميز السماعات الجديدة بمواصفات أفضل لناحية المساعدة في الأماكن الصاخبة. والحقيقة أن الكثير من الجهود تبذل لإزالة العوائق في المواقف الصعبة مع التطور المستمر لتقنية السماعات.
كيف تعمل السماعة الطبية
يوجد حاليا العديد من أنواع السماعات، ولا تزال هذه التقنية تتطور باستمرار. ويبقى الغرض الأساسي لها جميعا تضخيم الصوت.
تقوم السماعات بالتقاط الأصوات من المحيط بواسطة ميكروفون صغير وتضخيمها ثم توجه هذه الإشارة المضخمة إلى أذن المستخدم عبر مكبر للصوت. تستحث الإشارة المضخمة الأذن الداخلية التي تثير بدورها الألياف العصبية لنقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ.
<<
اغلاق
|
 علامات الإنذار الموسيقى فى ايادى الشباب و الكبار , خاصة بعد التطورات التكنولوجية المتزايدة التى جعلت اسعارها فى متناول الكثير . لكن المؤسف فى الامر انه مع كل جهاز يزيد تزداد امكانية اصابة أحد الافراد بمشاكل دائمة فى السمع نتيجة الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس و وضعها فى مستويات صوت مرتفعة جدا .
تقول منظمة الصحة ان الاستماع لأصوات تزيد على 85 ديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت ) لمدة ساعة عن طريق سماعات الاذن قادر على احداث ضرر غير قابل للرجوع فى السمع , و تكمن المشكلة هنا ان الاصوات التى تصدرها السماعات فى المستويات العليا قادرة على ان تتجاوز حتى حدود الـ85 ديسيبل وصولا الى 104 ديسيبل تصب مباشرة فى الاذن لتحدث اضرار "مدوية" .
و قد وجدت الدراسات ان اكثر من ثلثى الاشخاص من عمر 18 الى 30 سنة يضعون السماعات فى مستويات صوت مرتفعة لدرجة خطرة , و هم لا يدركون كم المخاطر التى يعرضون انفسهم لها . مما دفع بعض المنظمات لأصدار نداءات للشركات المصنعة للسماعات بوضع تحذيرات بخطورة الاستخدام الخاطئ و الصوت المرتفع المبالغ فيه .
و سعياً منا لتوضيح اضرار الصوت العالى سوف ننطلق معا فى جولة لتوضيح الالية العضوية لحدوث هذا الضرر:
- من البداية يدخل الصوت من الاذن الخارجية التى تستقبله و توصله الى طبلة الاذن حيث تحوله الى اهتزازات تنتقل عبر عظيمات ( تصغير عظمة ) ثلاثة فى الاذن الوسطى حتى تصل الاهتزازات الى الوسط السائل فى الاذن الداخلية .
الصوت العالى .. سموم من نوع اخر
- و داخل الاذن الداخلية تبدأ رحلة استقبال اهتزازات الوسط السائل عن طريق خلايا شعيرية مبطنة للأذن الداخلية , حيث ان الموجات الاهتزازية تقوم بتحريك الخلايا الشعيرية ( على شكل شعيرات دقيقة ) , و هذه الحركة للشعيرات المتصلة بأعصاب مخية يتم نقلها عن طريق هذه الاعصاب الى المخ فى صورة اشارات كهربية يترجمها المخ الى اصوات .
- و هنا تظهر اهمية الشعيرات الدقيقة المبطنة للأذن الداخلية , و التى تتأثر بفعل الموجات الاهتزازية القوية المنقولة اليها فى حالة الاصوات العالية بدرجة مبالغ فيها , حيث تقوم هذه الموجات العنيفة بتحويل الشعيرات الى الوضع المائل بدلا من الوضع المنتصب القادر على استقبال الموجات و ترجمتها .
- و رغم ان الشعيرات تستعيد وضعها الطبيعى لكن مع تكرار تعرضها لهذه الموجات العنيفة يحدث ضرر دائم فى الشعيرات المستقبلة للموجات الاهتزازية الصوتية , حيث يحدث فيها ما يشبه الكسر الذى لا يمكن اصلاحه لأن هذه الخلايا الشعيرية من النوع الغير قابل للتجديد , و من هنا يحدث الفقدان الدائم لجزء من القدرة السمعية تدريجيا وصولا الى الفقدان الكامل للسمع .
الصوت العالى .. سموم من نوع اخر
علامات الإنذار :
عندما تكون معرض لمستويات مرتفعة من الاصوات لابد انك لاحظت حدوث فقدان جزئى و مؤقت لقدرتك على السمع , و ربما لاحظت ايضا صوت الصفير الذى يرن فى اذنك لفترة بعدها كلما جلست فى مكان هادئ , هذه الاعراض تدل على ان جهازك السمعى قد تعرض لهجوم شرس من الاصوات العالية و لكنه يحاول علاج نفسه و نحاول الشعيرات فى الاذن الداخلية استعادة وضعها الطبيعى .
لكن ينبغى عليك الحذر لأن اصرارك على تعريض اذنك لهذه المستويات المرتفعة من الاصوات يرشحك بشدة لأن تفقد سمعك بشكل دائم تدريجياً .
هناك دائما حلول :
رغم كل ما سبق و رغم ان اغلبنا سوف يتعرض لقلق مما جاء فى الجزء السابق من المقال , لكن لابد ان يلوح أمل و يقدم العلم بعض الحلول لهذه المشكلة تعتمد بشكل اساسى على الوقاية .
القاعدة الأولى : عندما يستطيع الجالس بقربك سماع الموسيقى التى تضعها فى سماعة اذنك , هذا يعنى ان الصوت عالى جدا , اكثر مما يفترض باذنك تحمله .
القاعدة الثانية : أعطى نفسك فاصل , تحتاج على الاقل لخمسة دقائق فاصل و راحة لأذنيك بعد كل ساعة من وضع السماعات , لتسمح لجهازك السمعى بأستعادة توازنه .
القاعدة الثالثة : نوع السماعة يصنع فرق , حيث تقوم بعض أنواع السماعات بمنع وصول الضوضاء الخارجية للأذن اثناء وضعها , مما يساعد على الاستماع الى الصوت فى اقل مستوى ممكن دون ان تعوقه الضوضاء المحيطة .
القاعدة الرابعة : لا تزيد عن 4.5 ساعات فى اطول الحالات , حيث وضع الباحثون فى جامعة كولورادو حدود الاستماع الامن لجهاز اى بود بـ 4.6 ساعة بمستوى صوت لا يتعدى 70 % فى وجود السماعات القياسية المتوافرة مع الجهاز .
الحلول التكنولوجية :
سعياً من الشركات المتخصصة فى مجال الصوتيات لأيجاد حلول لحماية المستخدمين - لتأكدها ان مجتمع من الطرشان لن يشترى منتجاتها لأنه ببساطة لن يسمعها - قامت بعض الشركات المنتجة لأجهزة الـ mp3 بتطوير امكانية الحد من الضوضاء عن طريق برنامج يلفت انتباه المستخدم عندما يتجاوز الحدود الامنة فى ارتفاع مستوى الصوت او طول الفترة الزمنية .
و قد قامت شركة أبل بتطوير هذه التقنية بزرع جهاز صغير داخل اجهزة اى بود قادر على قياس مستوى الضوضاء و تعديل مستوى الصوت لتجنب الضرر السمعى قدر الامكان .
فى النهاية , تذكر ان التكنولوجيا صنعت لرفاهيتنا و جعل حياتنا أفضل ,لذا لا داعى لأفساد هذا بالافراط فى الاستماع الى مستويات صوت مرتفعة أو قضاء وقت طويل معها .
ببساطة , اخفض مستوى الصوت الى مستويات هادئة و خذ فواصل , و استمتع بنعمة السمع السليم .
<<
اغلاق
|