هي A وB و AB و O، ويحصُل الشخصُ على زُمرة دمهِ من خِلال الجِيناتِ التي يرِثها عن والِديهِ.
يُمكن لكلّ زمرة دمٍ أن تكونَ إمَّا إيجابيَّة أو سلبيَّة، أي أنَّ زُمرةَ دمِ الإنسان قد تكون واحِدةً من 8 أنواع سنأتي على ذكرها لاحِقاً.
ما هو الدَّم؟
يحتوي جسمُ الإنسان على كميَّةٍ من الدَّم تتراوَح بين 4 إلى 6 ليتراتٍ، ويتكوَّن الدَّمُ من خلايا أو كُريَّات الدَّم الحمراء red blood cells وخلايا الدَّم البيضاء white blood cells وصُفَيحات دمويَّة platelets في سائِلٍ يُسمَّى البلازما plasma.
يُشكِّلُ الماءُ 90 في المائة تقريباً من بنية البلازما، ولكنَّها تحتوي أيضاً على بروتيناتٍ ومواد مُغذِّية وهرمُونات وبعض الفضلات، وبشكلٍ عام، تُشكِّلُ البلازما حوالي 60 في المائة من بنية الدَّم، بينما تُشكِّل خلايا الدَّم 40 في المائة من بنيته.
هناك دورٌ مُحدَّدٌ تُمارِسهُ كلُّ خليَّة دمٍ، وذلك على النحو التالي:
* خلايا الدَّمِ الحمراء: تحمِلُ الأكسجين إلى أنحاءِ الجسم، وتتخلَّصُ من ثاني أكسيد الكربون وبقيَّة الفضلات، كما تمنحُ اللونَ الأحمر للدَّم أيضاً.
* خلايا الدَّم البيضاء: وهي جزءٌ من جِهاز المناعة، تُساعِدُ على مُحاربة العدوى التي تُصيب الإنسان.
* صُفَيحات الدَّم: تُساعِدُ الخثراتِ الدَّموية على أن تُصبِح مُثَخِّنةً لوقفِ النَّزف.
المُستَضِدَّات ANTIGENS والأجسام المُضادَّة ANTIBODIES
تتحدَّد زُمرة دمِ الإنسان بالمُستَضِدَّات (مولِّدات الأجسام المُضادَّة أو الأضداد) والأجسام المُضادَّة (الأضداد) في الدَّم، وتُعدُّ الأخيرةُ جُزءاً من دِفاعات الجسم الطبيعيَّة ضدّ غزوِ الجراثيم.
المُستَضِدَّاتُ هي جُزيئاتٌ بروتينيَّة تُوجد على سطوح خلايا الدَّم الحمراء، بينما تُوجد الأجسامُ المُضادَّة في البلازما، وهي تتعرَّفُ إلى أي شيءٍ غريبٍ في الجسم، وتُرسِل إنذاراً إلى جِهازِ المناعة ليهاجمه ويقضي عليه.
زُمرُ الدَّمِ الرَّئيسيَّة
هُناك 4 زُمر دمٍ رئيسيَّة تشتمل على:
* زُمرة الدَّم A: وتوجد فيها المُستضدَّات A على خلايا الدَّم الحمراء مع الأجسام المُضادَّة B في البلازما.
* زُمرة الدَّمِ B: وتوجد فيها المُستَضِدَّات B مع الأجسام المُضادَّة A في البلازما.
* زُمرة الدَّم O: لا يُوجد فيها مُستَضِدَّات، ولكن تُوجد الأجسام المُضادَّة A والأجسام المُضادَّة B معاً في البلازما.
* زُمرة الدَّم AB: وتوجد فيها المُستضِدَّات A و B معاً، ولكن من دون أجسام مُضادَّة.
يُمكن أن يُؤدِّي تَلقِّي الدَّم بشكلٍ خاطئ من إحدى الزُّمَر الرئيسيَّة إلى تهديدٍ للحياة؛ فمثلاً، إذا كانت زُمرة المُتلقِّي B، ستعمل الأجسامُ المُضادَّة A على مُهاجمة خلايا الزمرة A إذا نُقِلت إليه؛ ولهذا السبب يجب عدم إعطاء زُمرة الدَّم A إلى شخصٍ زُمرة دمِه B.
بما أنَّ خلايا الدَّم الحمراء من الزُمرة O لا تحتوي على أيَّة مُستضِدَّات A أو B، يُمكن إعطاءُ هذه الزُّمرة إلى أيَّة زُمرة أخرى.
نظام العامِل الرَّيصيّ RH SYSTEM
يُمكن لخلايا الدَّمِ الحمراء أن تحتوي أحياناً على مُستَضِدّ آخر، وهُو بروتين يُعرَف بالمُستضِدّ دي الرَّيصيّ RhD antigen. إذا كان هذا المُستَضِدُّ موجوداً، فستكون زمرة دمِ الإنسان إيجابيَّة؛
وإذا كان غائِباً، ستكون زُمرة الدَّم سلبيَّةً، ويعني هذا أنَّ زُمرةَ الدَّم ستكون واحِدة من 8 زُمر هي:
* A+.
* A-.
* B+.
* B-.
* O+.
* O-.
* AB+.
* AB-.
في مُعظمِ الحالات، يُمكن إعطاءُ زُمرة الدَّم O- إلى أيّ إنسان، وتُستخدَم هذه الزُّمرةً عادةً في أقسام الطوارئ عندما لا تُعرَف زُمرة دمِ المُصاب فوراً؛ وهي آمنةٌ للجميع، لأنَّها لا تحتوي على المُستضِدَّات A و B أو مُستضّد دي الرَّيصيّ على سُطوح الخلايا، وهي تتوافق مع جميع زُمر الدَّمِ الأخرى (مُعطٍ عام).
اختِبار زُمرة الدَّم
لمعرِفة زُمرة دم الإنسان، تُمزَج خلايا الدَّم الحمراء لديه مع محاليل تحتوي على أجسام مُضادَّة مُختلِفة؛ فإذا احتوى المحلولُ على الأجسام المُضادَّة B، وكانت لدى الإنسان الأجسام المُضادَّة B على خلاياه (أي زُمرة دمه B)، ستتَّحِد الأجسامُ المُضادَّة والأضداد مع بعضها بعضاً.
إذا لم يُظهِر الدَّمُ تفاعلاً للجسم المُضادّ A أو الجسم المُضادّ B، تكون زُمرةُ الدَّم هي O. يُمكن استِخدامُ سِلسلة من الاختِبارات بأنواع مُختلِفة من الأجسام المُضادَّة للتعرُّف إلى زُمرة دمِ الإنسان.
عندما يتلقَّى الشخصُ دماً من شخصٍ آخر، يجري اختِبارُ دمه تجاه عيِّنةٍ من خلايا المُتبرِّع التي تحتوي على مُستَضِدَّات الزمر الرئيسيَّة والمُستَضِدّ دي الرَّيصيّ؛ وإذا لم تظهر أيّ تفاعل، يُمكن استخدامُ دم المُتبرِّع بشكلٍ آمن.
الحمل
تخضع المرأةُ في الحمل إلى اختِبار زُمرة الدَّم دائماً، لأنَّه في حال كانت زُمرتها سلبيَّة وورِث الوليد زُمرةً إيجابيَّة عن والِده، ربَّما تحدث مُضاعفاتٌ إذا تُرِكت من دون علاج.
يجب ألاَّ تتلقَّى المرأةُ في سنّ الحمل، والتي زُمرة دمِها سلبيَّة، إلاَّ زُمرةً دمٍ سلبيَّة دائِماً.
التبرُّع بالدَّم
يستطيع مُعظمُ النَّاس التبرُّعَ بالدَّم، ولكن لا تتجاوز نسبة من يقومون بهذا 4 في المائة فقط. ويُمكن أن يتبرَّعَ الشخصُ بالدَّم في الحالات التالية:
* لديه مُستوى جيِّد من الصحَّة بشكلٍ عام.
* يتراوح عُمرُه بين 17 إلى 66 عاماً (إذا كانت هذه أوَّل مرَّة يتبرَّع فيها بالدَّم).
* لا يقلّ وزنُ بدنه عن 50 كيلوغراماً.
<<
اغلاق
|
|
|
يتعرضون أحياناً للإصابة بالجلطات الدموية. ومن الممكن أن تشكل الجلطات الدموية خطراً على بعض الأشخاص لأنها قد تسبب فقدان أحد الأطراف، أو سكتات، بل يمكن أن تسبب الوفاة أيضاً. ومن أجل تقليل مخاطر الجلطات الدموية الضارة، يمكن أن يطلب مقدموا الرعاية الصحية من المرضى تناول دواء يُطلق عليه اسم مميع الدم أو مُرقق الدم. يستخدم ملايين المرضى مرققات الدم من أجل الوقاية من مضاعفات الجلطات الدموية الضارة. إن الوارفارين نوع شائع من أنواع مرققات الدم التي تعطى بموجب وصفة طبية. يقلل الوارفارين قدرة الجسم على تشكيل الجلطات. وهذا ما يقلل احتمال تشكل جلطات دموية ضارة في القلب والأوعية الدموية، أو حول الأجهزة الطبية المزروعة في الجسم، كالصمامات القلبية الميكانيكية على سبيل المثال. إن الوارفارين دواء آمن نسبياً إذا تناوله المريض بشكل صحيح. وعلى المريض أن يتفقد زمن البروثرومبين على نحو منتظم، وأن يحافظ على ثبات عاداته في الأكل والنشاط الجسدي، وأن يتواصل مع مقدم الرعاية الصحية عند الحاجة. إن معرفة فوائد الوارفارين ومخاطره أمر مهم أيضاً. وقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإحالة المريض إلى إحدى العيادات المختصة بمنع التجلط. إن لدى العاملين في هذه العيادات خبرات ومهارات طبية من أجل مراقبة المعالجة بالوارفارين.
مقدمة
الوارفارين هو دواء مرقق للدم، أو مميع للدم. وهو يقلل قدرة الجسم على تشكيل جلطات دموية ضارة. يعطي مقدم الرعاية الصحية مريضه المقدار الكافي من الوارفارين من أجل ترقيق الدم من غير المبالغة في ترقيقه. إن ترقيق الدم أكثر مما يجب، أو أقل مما يجب، يمكن أن يسبب مشكلات لاحقة. تشرح هذه المعلومات الصحية الوارفارين. وهي تتناول كيفية تناول الوارفارين ومتى تكون استشارة مقدم الرعاية الصحية ضرورية.
استخدام الوارفارين
إن على المريض دائماً أن يتناول جرعة الوارافارين التي وصفها له مقدم الرعاية الصحية في الوقت نفسه من كل يوم. يعطي مقدم الرعاية الصحية المريض المقدار الكافي من الوارفارين من أجل ترقيق الدم، من غير المبالغة في ترقيقه. وإذا لم يكن الدم رقيقاً بما فيه الكفاية، فإن الجلطات الدموية يمكن أن تتشكل في الأوعية الدموية والقلب. إذا كان الدم رقيقاً أكثر مما يجب، فإن المريض يتعرض لخطر النزف لمدة طويلة. ومن الممكن أن يؤدي النزف لمدة طويلة إلى فقدان كمية كبيرة من الدم إذا أصيب المريض في حادث. وقد يكون فقدان كمية كبيرة من الدم قاتلاً. على المريض أن يتناول كمية الوارفارين التي وصفها له مقدم الرعاية الصحية، وأن يفحص مدى ترقيق الدم لديه بشكل منتظم.
تعليمات الاستخدام
حتى يحافظ المريض على مستوى ترقيق الدم لديه ضمن الحدود المطلوبة، فإن عليه أن يحافظ على انتظام عادات الأكل والنشاط الجسدي. على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي أدوية جديدة، وخاصة المضادات الحيوية والأدوية التي تباع من غير وصفة طبية. على المريض أن يخبر أي مقدم رعاية صحية جديد أنه يتناول الوارفارين، وخاصة إذا كان هنالك احتمالية لإجراء عملية جراحية أو إجراء حقن له. على المرأة أن تخبر مقدم الرعاية الصحية إذا كانت حاملاً أو إذا كان من الممكن أن تكون حاملاً. إذا نسي المرء تناول جرعة الوارفارين، فلا يجوز له أن يتناول قرصاً إضافياً من أجل تعويض ذلك. إن من المهم المحافظة على ثبات كمية فيتامين K في الطعام. وعلى المريض أن يتناول كمية ثابتة من الخضار الخضراء كل يوم. من المهم أن يفحص المريض زمن البروثرومبين لديه بشكل منتظم. ويحدد مقدم الرعاية الصحية للمريض مواعيد إجراء هذا الفحص.
متى تكون استشارة مقدم الرعاية الصحية ضرورية
من الطبيعي ظهور بعض الآثار الجانبية للوارفارين. ومن هذه الآثار:
التطبل.
تغير مذاق الأشياء.
القشعريرة أو الشعور بالبرد.
غازات أو ألم في البطن.
تساقط الشعر.
إذا أصبحت هذه الآثار الجانبية شديدة، أو إذا لم تختف ، فيجب استشارة مقدم الرعاية الصحية. حتى إذا كان المريض يتناول الكمية الموصوفة له من الوارفارين، فإن النزف الداخلي الخطير، أو الجلطات الدموية، يمكن أن تحدث. وبالتالي فإن من المهم أن يبلغ المريض مقدم الرعاية الصحية عن أي علامات تشير إلى حدوث نزف داخلي أو جلطة دموية. يجب أن يقوم المريض، أو أحد أصدقائه أو أفراد عائلته، بالاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا تعرض المريض لسقوط خطير أو إذا أصاب رأسه، وخاصة إذا ظهر لديه صداع بعد ذلك، أو إذا شعر بالنعاس أو الضعف. إذا لاحظ المريض وجود أي دم في بوله أو برازه، أو إذا صار لون البول أو البراز داكناً جداً، فإن عليه أن يستشير مقدم الرعاية الصحية. إذا لاحظ المريض ظهور كدمات غير طبيعية، أو مناطق واسعة من التكدم، أو علامات زرقاء وسوداء على جلده، لأسباب غير معروفة، فإن عليه أن يبلغ مقدم الرعاية الصحية بذلك. فقد تشير هذه العلامات إلى وجود نزف تحت الجلد. إن الكدمات الصغيرة التي تحدث بسبب الحوادث البسيطة، كاصطدام الساق بالأثاث مثلاً، هي من الأشياء الطبيعية التي لا تستدعي الاتصال بمقدم الرعاية الصحية. على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية إذا ظهر لديه ما يلي:
دوخة.
صعوبة في التنفس.
ألم أو ضغط في الصدر.
تعب أو ضعف أكثر من المعتاد.
من الممكن أن تشير هذه العلامات إلى فقدان الدم وفقر الدم. يجب أن يبلغ المريض مقدم الرعاية الصحية في حال حدوث نزف لا يتوقف بسبب جرح، أو من الأنف، إذا استمر هذا النزف أكثر من سبع دقائق. على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية فوراً إذا ظهر لديه ما يلي:
طفح جلدي.
خشونة في الصوت.
شرى.
حكة.
مشكلات في البلع.
إذا ظهرت لدى المريض أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، فإن عليه أن يستشير مقدم الرعاية الصحية فوراً. وقد يكون من بين هذه الأعراض ما يلي:
إسهال.
غثيان.
تقيؤ.
على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية فوراً إذا كان لديه:
عدوى.
فقدان شهية.
ألم في القسم العلوي الأيمن من البطن.
اصفرار العينين أو الجلد.
على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية فوراً إذا لاحظ تورماً في:
العينين.
الوجه.
الحلق.
اللسان.
الشفتين.
وعليه أيضاً أن يستشير مقدم الرعاية الصحية إذا تورم كفاه أو قدماه أو كاحلاه أو أسفل ساقيه. يجب أن يتصل المريض بمقدم الرعاية الصحية إذا لاحظ نزفاً أكثر من المعتاد عندما يقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة أو بخيط الأسنان. إذا كانت المريضة في حالة الحيض، فإن عليها أن تخبر مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظت حدوث نزف أكثر من المعتاد خلال الحيض. وعليها أيضاً أن تخبره إذا كان يحدث عندها نزف بين دورات الحيض. إذا كان المريض مصاباً بحمى مرتفعة أو بمرض يبدو أنه يتفاقم، فعليه إستشارة مقدم الرعاية الصحية. على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية أيضاً إذا لاحظ وجود دم عندما يسعل أو يتقيأ، أو إذا كان برازه رخواً أو سائلاً، أو إذا أصيب بعدوى أدت إلى حمى مرتفعة وقشعريرة.
الخلاصة
الوارفارين هو دواء مرقق للدم. وهو يقلل من قدرة الجسم على تشكيل الجلطات الدموية الضارة. يعطي مقدم الرعاية الصحية المريض المقدار الكافي من الوارفارين من أجل ترقيق الدم، من غير المبالغة في ترقيقه. وإذا لم يكن الدم رقيقاً بما فيه الكفاية، فإن الجلطات الدموية يمكن أن تتشكل في الأوعية الدموية والقلب. أما إذا كان ترقيق الدم أكثر مما يجب فإن المريض يكون معرضاً لخطر النزف لوقت أطول. إن من المهم المحافظة على كمية فيتامين K في طعام المريض ثابتة. وعلى المريض أن يتناول كمية ثابتة من الخضار الخضراء كل يوم. ومن المهم أيضاً أن يمارس النشاط الجسدي على نحو منتظم. حتى إذا كان المريض يتناول الكمية الموصوفة له من الوارفارين، فإن النزف الداخلي الخطير، أو الجلطات الدموية، يمكن أن تحدث. وبالتالي فإن من المهم أن يبلغ المريض مقدم الرعاية الصحية عن أي علامات تشير إلى حدوث نزف داخلي أو جلطة دموية. على المريض الاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا لاحظ أي نزف أو تكدم أو دوخة أو ألم صدري غير طبيعي. إن تواصل المريض مع مقدم الرعاية الصحية يمكن أن يكون مفيداً لمساعدته على استخدام الوارفارين بطريقة تعالج الجلطات الدموية بأفضل شكل ممكن.
<<
اغلاق
|
|
|
تساعد الجسمَ على مكافحة العدوى. تتشكَّل خلايا الدم البيضاء في نقي العظم؛ ولكن عندَ الإصابة بابيضاض الدم، يُنتِج نقيُ العظم خلايا بيضاء شاذَّة. تُزاحِم هذه الخلايا الشاذَّة الخلايا السليمةَ، ممَّا يجعل من الصعب عليها أن تقومَ بعملها. يحتوي دمُ المريض المصاب بابيضاض الدم النقوي المزمن على عددٍ كبير من نوع خاص من خلايا الدم البيضاء تسمَّى الخلايا المحبَّبة. لا يسبِّب ابيضاضُ الدم النقوي المزمن أيةَ أعراض في بعض الأحيان، أمَّا إذا شكى المريض من أعراض فقد تشتمل على: • الشعور بالتعب الشديد. • نقص الوزن. • التعرُّق في الليل. • الحمَّى. • ألم أو شعور بالامتلاء تحت الأضلاع اليسرى. يجري تشخيصُ ابيضاض الدم النقوي المزمن بواسطة اختبارات الدم ونقي العظم. تشمل معالجةُ ابيضاض الدم المزمن المعالجة الكيميائية والمعالجة الإشعاعية، وزرع الخلايا الجذعية، وتسريب خلايا دم بيضاء مأخوذة من متبرِّع بعد زرع الخلايا الجذعية. والمعالجة المناعية، أو الجراحة لاستئصال الطحال.
مقدِّمة
ابيضاضُ الدم هو سرطانٌ يصيب خلايا الدم البيضاء. تؤدِّي الزيادة في عدد هذه الخلايا إلى تزاحمها مع خلايا الدم السليمة، فتصبح الخلايا السليمة غيرَ قادرة على العمل بشكل صحيح. وفي ابيضاض الدم النقوي المزمن، يوجد عددٌ كبير جداً من نوع معيَّن من خلايا الدم البيضاء يسمَّى الخلايا المُحبَّبة. لا يسبِّب ابيضاضُ الدم النقوي المزمن في بعض الأحيان أيةَ أعراض. يشرح هذا البرنامجُ سرطانَ ابيضاض الدم النقوي المزمن. ويستعرض أسبابَه، وأعراضه، وتشخيصه وسبل معالجته.
الدم
يتألَّف الدمُ الطبيعي من سائل يدعى المصل أو البلازما وثلاثة أنواع من الخلايا:
خلايا الدم البيضاء التي تُعرَف أيضاً بالكريات البيض.
خلايا الدم الحمراء التي تُعرف أيضاً بالكريات الحمر.
الصُّفيحات التي تُعرف أيضاً بالصفائح الدموية.
تساعد خلايا الدم البيضاء الجسمَ على مكافحة العدوى والأمراض. تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم. وتنقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين. إن خلايا الدم الحمراء هي ما يعطي الدمَ لونَه الأحمر. وتساعد الصُّفيحاتُ الدمَ على التخثُّر عندما يُصاب المرءُ بجرح. يسيطر الجسمُ على النزف من خلال تخثُّر الدم الذي يوقف النزف، ويمنع خسارة المصاب كميةً كبيرة من الدم. تتشكَّل خلايا الدم في لب العظم الذي له قوامٌ إسفنجي طري يُدعى نقي العظام أو نخاع العظم. إنَّ خلايا الدم الجديدة التي لم يكتمل تكوُّنُها تدعى الأرومات. تبقى بعضُ الأرومات في نقي العظام حتى يكتمل نضجها، في حين ينتقل البعضُ الآخر إلى أجزاء أخرى من الجسم كي ينضج فيها.
ابيضاضُ الدم النقوي المزمن
في الحالة الطبيعية، يجري إنتاجُ خلايا الدم بطريقة مضبوطة وبالكمية اللازمة للجسم. وهذه العمليةُ تساعدنا على البقاء في صحَّة جيِّدة. حين يُصاب المرءُ بابيضاض الدم، يُنتج الجسم أعداداً كبيرة من خلايا الدم البيضاء الشاذَّة. يكون شكلُ خلايا ابيضاض الدم عادة مختلفاً عن شكل خلايا الدم البيضاء الطبيعية، كما أنَّها لا تعمل على نحو صحيح. هناك عدَّةُ أنواع مختلفة من اللوكيميا أو ابيضاض الدم. يُصنَّف ابيضاض الدم عادة وفقاً لسرعة تطوُّره وتدهور حالة المريض. في ابيضاض الدم الحاد، يتدهور وضعُ المريض بسرعة. وفي ابيضاض الدم المزمن، يتدهور وضعُ المريض على نحو تدريجي. كما يمكن تصنيفُ ابيضاض الدم حسب نوع خلايا الدم البيضاء التي تتكاثر أيضاً. يؤثِّر ابيضاضُ الدم النقوي المزمن في نوع معيَّن من خلايا الدم البيضاء تُسمَّى الخلايا المحبَّبة. يحدث ابيضاضُ الدم النقوي المزمن عادة في منتصف العمر أو بعده. وهذا النوع من ابيضاض الدم نادر الحدوث لدى الأطفال.
عواملُ الخطورة
من غير الممكن عادةً تحديدُ سبب ابيضاض الدم النقوي المزمن عند مريض محدَّد. يعرف الأطبَّاء العواملَ التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالسرطان، وهي تُعرف "بعوامل الخطورة". وهناك عدد قليل جداً من عوامل الخطورة المعروفة التي يمكن أن تسبِّب ابيضاض الدم النقوي المزمن. معظم الناس المصابين بابيضاض الدم النقوي المزمن لديهم طفرة أو تغيُّر جيني يُدعى كروموسوم أو صبغي فيلادلفيا. الكروموسومات أو الصبغيات هي مواد وراثية أو جينية موجودة ضمن الخلايا. ونحن نرثها عن آبائنا وأمهاتنا. تتحكَّم الكروموسومات بنمو الخلايا. ووجود كروموسوم فيلادلفيا في الخلايا هو أحد عوامل الخطورة للإصابة بابيضاض الدم النقوي المزمن. ينشأ كروموسوم فيلادلفيا عند انتقال جزء من كروموسوم إلى كروموسوم آخر. ويؤدِّي هذا الأمرُ إلى جعل نقي العظم يصنِّع إنزيماً يسبب تحوُّلَ الكثير من الخلايا الجذعية إلى خلايا دم بيضاء. لا ينتقل كروموسوم فيلادلفيا من الوالدين إلى الطفل. ولا يعرف الأطبَّاء السببَ الأكيد الذي يؤدِّي إلى التغيُّر الجيني. وهناك عاملُ خطورة آخر للإصابة بابيضاض الدم النقوي المزمن، وهو المعالجةُ الكيميائية أو المعالجة الإشعاعية السابقة. كما أنَّ التعرُّضَ لإشعاعٍ عالي الطاقة يشكِّل أحدَ عوامل الخطورة لابيضاض الدم أيضاً. ومن الأمثلة على ذلك الإشعاعُ الذرِّي الذي تعرَّض له الناجون من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي. يرتفع خطرُ الإصابة بابيضاض الدم النقوي المزمن مع التقدم في العمر. وغالباً ما يحدث في منتصف العمر أو في وقت لاحق. ليس من المحتَّم أن يُصابَ بابيضاض الدم النقوي المزمن كلُّ من لديه عامل خطورة مرتفع للإصابة به. كما أنَّ بعضَ الناس الذين ليست لديهم عوامل خطورة يمكن أن يُصابوا بهذا السرطان.
الأعراض
إنَّ خلايا ابيضاض الدم غير طبيعية لا يمكنها القيام بوظيفة خلايا الدم البيضاء الطبيعية. ولا تستطيع أن تساعدَ الجسمَ على مقاومة العدوى. ولهذا السبب، غالباً ما يعاني مرضىُ ابيضاض الدم من العدوى والحمَّى. ومع تكاثر عدد خلايا ابيضاض الدم، تنخفض خلايا الدم الحمراء السليمة والصفيحات بسبب مزاحمتها. ونتيجةً لذلك، لا يتلقَّى الجسم كمية كافية من الأكسجين. وعندَ نقص خلايا الدم الحمراء، يصاب المريض بفقر الدم فيبدو شاحب اللون، ويشعر بالوهن والتعب. كما يؤدِّي نقص الصفيحات الى سهولة إصابة المريض بالنزف والكدمات. تشمل بعضُ الأعراض الشائعة لسرطان الدم النقوي المزمن ما يلي:
سهولة النزف والإصابة بالكدمات.
الحمَّى أو القشعريرة.
العدوى المتكرِّرة.
تورُّم الغدد اللمفية وتألم المريض عند لمسها.
نقص في الوزن غير مرغوب فيه.
الوهن والتعب.
وتشتمل الأعراضُ الأخرى لابيضاض الدم على:
ألم العظام أو المفاصل.
كتل غير مؤلمة في الرقبة أو تحت الإبط أو في المعدة، أو أعلى الفخذ.
التعرُّق، ولاسيَّما في الليل.
تورُّم اللثة أو ميلها للنزف.
ظهور بقع حمراء صغيرة تحت الجلد، تدعى حَبَرات، بسبب النزف غير الطبيعي.
تنتقل خلايا ابيضاض الدم في الجسم مثل جميع خلايا الدم الأخرى، وقد يشعر المريضُ المصاب به بعدد من الأعراض حسب مكان تجمُّع هذه الخلايا. وقد لا يشعر المصابُ بأعراض قبل فترة طويلة. وعندما تظهر الأعراض، تكون خفيفة في بادئ الأمر عادة، ثم تزداد سوءاً بشكل تدريجي. من المحتمل ألاَّ تكونَ هذه الأعراض ناجمةً عن ابيضاض الدم النقوي المزمن أو نوع آخر من سرطان الدم. لذلك يجب مراجعةُ الطبيب لمعرفة سببها.
التشخيص
غالباً ما يشخِّص الأطبَّاءُ ابيضاضَ الدم المزمن في أثناء الفحص الطبي الروتيني، قبل ظهور أية أعراض، وذلك لأنَّ اختبارات الدم الروتينية قد تظهر وجود شيء خاطئ في الدم قبل ظهور الأعراض. إذا ظهرت لدى المريض أعراض ابيضاض الدم النقوي المزمن، يأخذ الطبيبُ كلَّ التفاصيل حول تاريخ عائلته الطبي، بالإضافة إلى حالته الصحية. ويجري له فحصاً سريرياً شاملاً. تساعد اختباراتُ الدم أيضاً في تشخيص ابيضاض الدم. وقد يوصي الطبيبُ بإجراء فحص لعيِّنات من نقي العظم لمعرفة المزيد من المعلومات. ويمكن أن يطلب الطبيبُ من المريض إجراءَ مزيد من الاختبارات لمعرفة النوع المحدَّد من ابيضاض الدم.اسأل الطبيب عن الاختبارات الاضافية التي قد تحتاج اليها.
تحديدُ المراحل
إذا كان المريضُ مصاباً بابيضاض الدم النقوي المزمن، يقوم الطبيب بتحديد مرحلة السرطان. وتحديد المرحلة هي محاولة لمعرفة مدى انتشار السرطان. تُصنَّف مراحلُ ابيضاض الدم النقوي المزمن إلى ثلاث مراحل:
المرحلة المزمنة.
المرحلة المتسارعة.
المرحلة الأرومية.
المرحلةُ المزمنة هي المرحلةُ الأولى، في حين أنَّ المرحلةَ الأرومية هي المرحلة الأخيرة. وتساعد معرفةُ هذه المراحل على تحديد خيارات العلاج الأفضل. كما يمكن وصفُ ابيضاض الدم النقوي المزمن بالسرطان المتكرِّر أو الانتكاسي أيضاً. وهذا يحدث عندما يكون السرطانُ قد عولج بنجاح على الأقل مرَّةً واحدة من قبل، ولكنَّه عاد مجدَّداً. يمكن لابيضاض الدم النقوي المزمن أن ينتشرَ إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والأقنية اللمفية. وإذا شُخِّص ابيضاضُ الدم النقوي المزمن لدى المريض، سيُطلَب منه إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد مدى انتشار المرض. كما تُستخدم اختباراتُ الدم ونقي العظم التي أُجريت لتشخيص ابيضاض الدم النقوي المزمن من أجل تحديد مرحلة المرض. تعتمد المرحلةُ على عدد الخلايا السرطانية في الجسم. يُجرى البزلُ القطني لفحص الخلايا السرطانية في السائل حول الدماغ والحبل الشوكي. و يُجرى من خلال إدخالُ إبرة في العمود الفقري. يمكن للصور الشعاعية للصدر أن تكشف علامات ابيضاض الدم في الصدر. ومن الممكن أيضاً إجراءُ اختبارات أخرى، مثل التصوير المقطعي المحوري أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة مفصلة عن انتشار السرطان.
المعالجة والرعاية الداعمة
إن معالجة ابيضاض الدم أمر معقد، تختلف باختلاف المرضى. يعتمد علاجُ ابيضاض الدم النقوي المزمن على:
مدى انتشاره.
ما إذا كان قد عولج من قبل.
عمر المريض، والأعراض الظاهرة عليه، وحالته الصحية العامَّة.
يكون الهدفُ الرئيسي من العلاج هو وقف تقدم المرض. والهدف الآخر لمعالجة ابيضاض الدم النقوي المزمن هو منع عودته أو انتكاسه. من الممكن أن يشمل علاج ابيضاض الدم النقوي المزمن:
المعالجة الاستهدافية.
المعالجة الكيميائية.
المعالجة البيولوجية.
زرع الخلايا الجذعية.
الجراحة.
تستخدم في المعالجة الاستهدافية أدويةٌ أو مواد أخرى لتحديد ومهاجمة خلايا سرطانية محددة دون إلحاق الأذى بالخلايا الطبيعية. ويمكن أيضاً استخدامُ بعض الأدوية لتقييد إنزيم يتسبب بإنتاج الجسم خلايا دم بيضاء أكثر ممَّا يُحتاج إليه. المعالجةُ الكيميائية هي استخدام العقاقير لقتل الخلايا السرطانية. وتعطى المعالجة الكيميائية عادة في مجرى الدم عن طريق الوريد، ويمكن أحياناً تناول أدوية المعالجة الكيميائية عن طريق الفم. كما يمكن استخدامُ نوع خاص من المعالجة الكيميائية لعلاج ابيضاض الدم النقوي المزمن الذي انتشر إلى الدماغ أو النخاع الشوكي، يُسمَّى المعالجة الكيميائية داخل القراب، حيث تحقن أدوية السرطان مباشرة في السائل المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. المعالجةُ الحيوية أو البيولوجية هي علاج يستخدم نظام مناعة المريض لمكافحة السرطان. وتُستخدَم مواد لتعزيز وتوجيه أو استعادة دفاعات الجسم الطبيعية ضد السرطان. يمكن اللجوءُ إلى زرع الخلايا الجذعية لمعالجة ابيضاض الدم النقوي المزمن، حيث يجري أوَّلاً تدمير نقي العظم الذي يولد ابيضاض الدم عند المريض باستخدام جرعات عالية من الأدوية والأشعة. وبعد ذلك يُستبدَل بنقي عظم سليم. تستخرج الخلايا الجذعية من دم أو نقي عظم متبرع. عندما تؤخذ الخلايا من نقي العظم، يسمَّى هذا الإجراء أحياناً زرع نقي العظم. تعطى الخلايا الجذعية للمتبرِّع إلى المريض، فتبدأ هذه الخلايا بالنمو وإنتاج ما يكفي من الكريات البيض السليمة. بعدَ زرع الخلايا الجذعية، من الممكن أن يخضع المريض لعلاج آخر يعرف بتسريب خلايا لمفاوية مأخوذة من متبرع. يستخدم فيه نوع معين من خلايا الدم البيضاء من متبرع الخلايا الجذعية. ثم يجري إعطاءُ هذه الخلايا للمريض بعد عملية زرع. تقوم خلايا الدم البيضاء بمهاجمة الخلايا السرطانية المتبقِّية. ويمكن اللجوءُ أيضاً إلى الجراحة لاستئصال الطحال لمعالجة ابيضاض الدم النقوي المزمن. يمكن للطبيب تقديم المزيد من المعلومات حول فوائد ومخاطر هذا العلاج. تتوفَّر أيضاً تجارب سريرية لمرضى ابيضاض الدم النقوي المزمن. تهدف هذه التجاربُ السريرية الى اختبار مدى أمان وفعالية أي علاج جديد. من الممكن أن يؤدِّي ابيضاضُ الدم المزمن وعلاجه إلى مشاكل صحية أخرى. لذلك من المهم أن يحصلَ المريض على رعاية داعمة قبل وأثناء وبعد علاج السرطان. الرعايةُ الداعمة هي علاج للسيطرة على الأعراض، وتخفيف الآثار الجانبية للعلاج، ومساعدة المريض على التعامل مع عواطفه. تتعامل الرعايةُ الداعمة أيضاً مع الألم المرافق لمرض السرطان وعلاجاته. يمكن للطبيب أو لاختصاصي السيطرة على الألم اقتراح سبل لتخفيف الألم أو الحد منه.
الخلاصة
ابيضاضُ الدم هو سرطان يصيب خلايا الدم البيضاء. يؤدِّي النموُّ الزائد لهذه الخلايا إلى تزاحمها مع خلايا الدم السليمة. ونتيجة لذلك، تصبح الخلايا السليمة غيرَ قادرة على العمل بشكل صحيح. في سرطان ابيضاض الدم النقوي المزمن، يوجد عددٌ كبير جداً من نوع معين من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا المحبَّبة. وفي بعض الأحيان لا يسبِّب هذا النوع من السرطان أيةَ أعراض. يشمل علاج ابيضاض الدم النقوي المزمن:
المعالجة الاستهدافية.
المعالجة الكيميائية.
المعالجة البيولوجية.
زرع الخلايا الجذعية.
الجراحة.
يمكن أن يشفى مريضُ ابيضاض الدم النقوي المزمن عند معالجة المرض في مراحله المبكرة. وقد أدَّت الأبحاث إلى تقدم كبير في معالجة هذا المرض وإطالة حياة المريض. وتستمر هذه الأبحاث في إيجاد طرق أفضل لرعاية المصابين بابيضاض الدم النقوي المزمن.
<<
اغلاق
|
|
|
يحتاج إليها الجسم، وينقل السمومَ والفضلات إلى الكبد والكليتين للتخلُّص منها. ويتمُّ إنتاج كلِّ الخلايا الدموية في نقي العظم، وهو نسيج إسفنجي يوجد ضمن بعض العظام. هناك ثلاثةُ أنواع أساسية من الخلايا الدموية: • الكريَّات الحمر التي تحمل الأكسجين من الرئة إلى الجسم، وتحمل ثاني أكسيد الكربون من الجسم كي يُطرح من الرئة عبر الزفير. • الكريَّات البيض التي تُقاوم الأمراض والعدوى. • الصُّفيحات التي تساعد الدم على التخثُّر ووقف النزف. يسبِّب نقص تعداد أيِّ نوع من هذه الخلايا مشاكل كثيرة، من بينها التعبُ وصعوبة مقاومة العدوى أو سهولة النزف وتشكُّل الكدمات. ويطلب الطبيب غالباً إجراء تعداد الدم الكامل لمعرفة عدد كلِّ نوع من الخلايا لدى المريض. وهناك اختباراتٌ أخرى يمكن إجراؤها لمعرفة معلومات أكثر تحديداً عن أيَّة مواد في الدم. كما يمكن إجراءُ اختبارات على نقي العظم للتحرِّي عن بعض أمراض الدم أو بعض أنواع فقر الدم (انخفاض تعداد الكريات الحمر). وهذا ما يستدعي استخراجَ عيِّنة من نقي العظم السائل لدراستها، وهو ما يتمُّ من عظم الورك عادة. كما يمكن أخذ خَزعة من نقي العظم أيضاً.
مقدِّمة
يساعد الدمُ بتوزيع العناصر المغذِّية والأكسجين والهرمونات التي يحتاج إليها الجسم، وينقل السموم والفضلات إلى الكبد والكليتين للتخلُّص منها. إذا لاحظ الطبيب شيئاً غير طبيعي في الدم، فقد يطلب إجراء بعض الاختبارات الدموية التي يمكن أن تساعده على فهم حالة المرض. كما قد يطلب الطبيبُ إجراء بعض الاختبارات الدموية بشكل منتظم لمراقبة التغيُّرات في تعداد خلايا الدَّم. يقدِّم هذا البرنامجُ معلومات أساسية عن الدم واختبارات الدم واختبارات نقي العظم. ويشرح في البداية الأنواعَ المختلفة من الخلايا الدموية وكيفية تشكُّلها، ثمَّ يناقش بعض الأنواع المختلفة من الاختبارات الدموية واختبارات نقي العظم التي يمكن أن يطلبها الطبيب
تركيبُ الدم
يتألَّف الدم من خلايا دموية تسبح في البلازما التي تتكوَّن في معظمها من ماء ومواد كيميائية، منها السكَّر الذي يُدعى الغلوكوز، والكولستيرول والبروتينات والهرمونات والمعادن والفيتامينات توجد ثلاثةُ أنواع من الخلايا الدموية: الكريَّات الحمر والكريَّات البيض والصفيحات تُدعى الكريَّات الحمر خلايا الدم الحمراء أيضاً؛ وهي تشكِّل نصف الدم تقريباً. وتكون الكريَّاتُ الحمر مملوءة بالخُضاب (الهيموغلوبين)، وهو بروتين يرتبط بالأكسجين في الرئتين وينقله إلى كل خلايا الجسم. كما يلتقط ثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الرئتين كي يتمَّ طرحه مع الزفير أمَّا الكريَّاتُ البيض فتدعى خلايا الدم البيضاء أيضاً، وهي تقاوم المرض والعدوى، حيث تهاجم وتقتل الجراثيم التي تدخل الجسم. وهناك أنواع عديدة من خلايا الدم البيضاء، كلُّ نوع يقاوم أنواعاً مختلفة من الجراثيم وبطرق مختلفة الصُّفيحاتُ هي قطع صغيرة من الخلايا، تساعد على تخثُّر الدم ووقف النزف
تشكُّل الدم
يتشكَّل الدم في نقي العظم؛ ونقيُ العظم هذا هو نسيج إسفنجي يوجد داخل بعض العظام، ويحوي خلايا مُولدة (والديَّة) فتيَّة تُدعى الخلايا الجَّذعية يمكن أن تتنامى الخلايا الجَّذعية لتعطي الأنواع الثلاثة من الخلايا الدموية؛ فهي تشكِّل من نفسها نسخاً أو سلالات بشكل دائم. وتصبح هذه الخلايا الجذعية المُستنسَخة في النهاية خلايا دمويَّة ناضجة عندما يكتمل تشكُّل خلايا الدم، وتصبح قادرة على القيام بوظيفتها، تغادر نقي العظم وتدخل مجرى الدم. ويوجد لدى الأشخاص الأصحَّاء ما يكفي من الخلايا الجذعية للمحافظة على إنتاج كلِّ أنواع خلايا الدم التي يحتاج إليها الجسم يُدعى الإنخفاض في أحد أنواع خلايا الدم نقصَ تعداد الدم، ويسمِّيه الأطباء قِلَّة الكريَّات أيضاً يسمَّى النقص في عدد الكريَّات الحمر فقر الدم، والعَرَضُ الأبرز لفقر الدم هو التعب. ومن الأعراض الأخرى:
ضيق النَّفس.
الشحوب.
الشعور بضربات القلب.
الصداع.
الطنين.
زيادة النوم.
الشعور بخفَّة في الرأس (الدوخة).
برودة اليدين والقدمين.
وكلَّما كان فقر الدم شديداً وسريع الظهور، كانت أعراضه أسوأ. ولكن، هناك أمراض أخرى يمكن أن تسبّب هذه الأعراض أيضاً، لذلك على الأطبَّاء أن يطلبوا بعض الاختبارات للتأكُّد من أنَّ هذه الأعراض ناجمة عن فقر الدم يُسمَّى انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء قلَّة الكريَّات البيض. وهناك أنواع عديدة من الكريَّات البيض، كلٌّ منها يحمي من نوع مختلف من العدوى العَدلاتُ هي النوع الأكثر عدداً بين كريات الدم البيض؛ وهي الأكثر أهمِّية في مهاجمة الجراثيم وقتلها. ويسمَّى انخفاض عدد العَدلات قِلَّةَ العَدلات عندما تنقص العدلات، يكون المريض أكثر تعرُّضاً للإصابة بالعدوى. ومن أنواع هذه العدوى:
عدوى المثانة، حيث قد يصبح التبوُّل مؤلماً أو متكرِّراً.
عدوى الرئتين، حيث قد يصبح التنفُّس صعباً.
قَرحات الفم.
عدوى الجيوب الوجهيَّة والزكام.
عدوى الجلد.
يدعى النقصُ في تعداد الصفيحات قلَّةَ الصفيحات. وإذا كان تعداد الصفيحات قليلاً، يصبح المريض معرَّضاً لتشكُّل الكدمات وللنزف بسبب أبسط سحجة أو ضربة. ومن الأعراض الأخرى:
النزف من الأنف (الرُّعاف).
ظهور بُقع حمراء صغيرة مسطَّحة تحت الجلد تُدعى الحَبَر؛ وهي تظهر في الساقين بشكل خاص.
نزف اللثة. تحدث بعد الإجراءات الطبّية على الأسنان من قبل الطبيب، أو بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة.
اختبار تعداد الدم الكامل
تعدادُ الدم الكامل هو واحد من الاختبارات الهامَّة التي يطلبها الأطبَّاء عادة، وهو يقيس عدد كلِّ نوع من أنواع خلايا الدم في العيِّنة الدمويَّة المأخوذة من المريض إذا أظهر هذا الاختبار أنَّ هناك نقصاً في عدد الكريَّات الحمر أو البيض أو الصُّفيحات، يمكن أن يقوم الطبيب بفحص الخلايا تحت المجهر. وهذا ما يُسمَّى اللطاخة الدموية، حيث يدرس الطبيب شكل خلايا الدم وحجمها ويتضمَّن تعداد الدم الكامل المعلومات التالية:
تعداد الكريَّات البيض.
صيغة الكريَّات البيض (النسبة بين أنواعها).
تعداد الكريَّات الحمر.
الخُضاب (الهيموغلوبين).
الرُّسابة (الهيماتوكريت),
تعداد الصفيحات.
الحجم الوسطي للكريَّات الحمر.
مدى توزُّع الكريَّات الحمر (نسبة التفاوت في الحجم).
وفيما يلي مناقشة لكلٍّ من هذه الاختبارات بمزيد من التفصيل.
تعداد الكريَّات البيض
وهو يقيس العددَ الفعلي للكريَّات البيض في عيِّنة من الدم؛ حيث يزيد نقصُ الكريَّات البيض من خطر تعرُّض المريض للإصابة بالعدوى.
صيغة الكريَّات البيض (التعداد التفريقي)
يُبيِّن هذا الاختبار عدد كلِّ نوع من أنواع الكريَّات البيض في الدم؛ فلكلِّ نوع من الكريَّات البيض وظيفة مختلفة، وهي تحمي من أنواع مختلفة من العدوى.
تعداد الكريَّات الحمر
يقيس العددَ الفعلي للكريَّات الحمر في حجم معيَّن من الدم. ويُسمَّى نقصُ تعداد الكريَّات الحمر فقرَ الدم.
الخُضاب (الهيموغلوبين)
يقيس كمِّية البروتين الحامل للأكسجين في الكريَّات الحمر، حيث يكون المستوى منخفضاً لدى مرضى فقر الدم.
الرسابة (الهيماتوكريت)
يقيس هذا الاختبار كمِّية الكريَّات الحمر في مقدار معيَّن من الدم. وتتراوح النسبةُ في الرجل السليم ما بين 41 إلى 50٪، وفي المرأة السليمة ما بين 35 و 46٪. أمَّا عند مريض فقر الدم، فتكون الرسابة وتعداد الكريَّات الحمر والخضاب كلُّها منخفضة عادة.
تعداد الصُّفيحات
يقيس هذا الاختبارُ عدد الصفيحات في حجم معيَّن من الدم؛ فإذا كان عدد الصفيحات منخفضاً، يكون الشخص أكثر تعرُّضاً للنزف وظهور الكدمات نتيجة أبسط سحجة أو ضربة.
متوسِّط حجم الكريَّات الحمر
يقيس هذا الاختبار متوسِّط حجم الكرية الحمراء. ويكون هذا المتوسِّط مرتفعاً حين يكون حجم الكريَّة أكبر من الحجم الطبيعي، والعكس بالعكس.
يمكن لحجم الكريَّات الحمراء عند مريض فقر الدم أن ينبِّه الطبيب إلى السبب المحتمل؛ فمثلاً، إذا كانت الكريَّات الحمر أكبر من الطبيعي (فقر دم كبير الكريَّات)، فقد يكون السبب هو الإكثار من شرب الكحول أو تناول بعض أنواع الأدوية أو زيادة إنتاج الكريَّات الحمر أو قصور الغدَّة الدرقية أو نقص بعض الفيتامينات أو مشكلة في نقي العظم. أمَّا إذا كان حجم الكريَّات الحمر أصغر من الطبيعي (فقر دم صغير الكريَّات)، فقد يكون للأمر صلة بنقص الحديد أو بفقر الدم الوراثي أو وجود مرض آخر أو بعض أمراض نقي العظم النادرة.
مدى توزُّع الكريَّات الحمر
يقيس فروق الحجم بين الكريَّات الحمر؛ فإذا كان هناك تفاوت كبير في الحجم بين الكريَّات الحمر، فقد يكون هناك مشكلة ما.
الاختباراتُ الدموية الأخرى
يمكن أن ينجم فقرُ الدم عن أسباب كثيرة؛ فإذا أظهر تعداد الدم الكامل أنَّ لدى المريض فقر دم، يطلب الطبيب إجراء اختبارات دموية أخرى عادة لمعرفة السبب. يعدُّ نقص الحديد في الجسم السببَ الأكثر شيوعاً لفقر الدم؛ فإذا لم يكن في الجسم مخزون كافٍ من الحديد، فإنَّ توليد كريات حمر جديدة يصبح صعباً. ومن الأسباب الأخرى لفقر الدم:
النزف (الذي يؤدِّي إلى نقص في مخزون الحديد غالباً).
أمراض الكلية.
بعض الأمراض المُزمنة.
الإفراط في تناول الكحول.
نقص بعض الفيتامينات.
ومن الاختبارات الأخرى التي يمكن أن يطلبها الطبيب لمعرفة سبب فقر الدم:
اختبارات مستوى الحديد، وتشمل حديد المَصل والسعة الرابطة للحديد وفيريتين المَصل.
كرياتينين المَصل.
مستوى الفيتامين ب12.
مستوى الفولات.
مستوى الإريثروبويتين.
هناك اختباراتٌ عديدة تقيس مخزون الحديد في الجسم، وأكثرها شيوعاً هو اختبارات حديد المصل، والسعة الكلية الرابطة للحديد، وفريتين المصل. يجعل نقص الحديد في الجسم الكريَّات الحمر أصغر من الحجم الطبيعي، ويُضعف قدرتها على نقل الأكسجين. يخبر مستوى الكريَّاتينين في المصل الطبيبَ عن وظيفة الكلية، فالكلية تقوم بدور هام في إنتاج الكريَّات الحمر. تخبر اختباراتُ الفيتامين ب12 وحمض الفوليك الطبيبَ عن مقدار وجود هذين الفيتامينين في الدم، للمساعدة على تشكُّل الكريَّات الحمر، حيث يجعل النقص في مستواهما حجمَ الكريَّات الحمر أكبر من الحدِّ الطبيعي، ويمكن أن يسبِّب فقر الدم. يقيس اختبار مستوى الإرثروبيوتين كمِّية هرمون الإريثروبويتين في الدم، وهو هرمون تفرزه الكليتان، ويساعد على تشكُّل الكريَّات الحمر في نقي العظم.
اختبارات نقي العظم
نقي العظم هو النسيج الإسفنجي الموجود داخل بعض العظام. يشمل اختبارُ نقي العظم إجرائين عادة: الرشف والخزعة. يؤخذ نقي العظم عادة من الناحية الخلفية من عظم الورك. وعظمُ الورك هو مكان آمن لأخذ نقي العظم، ويحوي الكثير من نقي العظم. في حالة الرشف، نأخذ نقي عظم سائل بواسطة محقنة. ويوضع السائل المُرتشف تحت المجهر، وتتمُّ دراسته. في الخَزعة، تُؤخذ عيِّنة صغيرة من العظم الذي يحوي نقي العظم. يمكن أن يطلب الطبيب إجراءَ اختبار نقي العظم في بعض أمراض الدم وبعض أنواع فقر الدم؛ فمثلاً، يطلب الطبيب اختبار نقي العظم لشخص لديه تعداد طبيعي لخلايا الدم، ولكنَّ دراسة خلايا الدم تُظهر أنَّ لديه بعض الخلايا الدموية غير الطبيعية من حيث الشكل أو الحجم. قبل إجراء اختبار نقي العظم، يجب على المريض دائماً أن يخبر الطبيب ما إذا كان هناك حمل (بالنسبة للمراة)، أو إذا كان يتناول مميِّعات، أو لديه مشاكل نزفيّة. كما ينبغي عليه أن يخبر طبيبه ما إذا كان يتناول الأسبرين. احرص على إخبار الطبيب إذا كنت تتحسَّس تجاه أيِّ نوع من أنواع الأدوية. يمكن إجراء اختبارات نقي العظم في المستشفى أو في عيادة الطبيب. في البداية، ينظِّف الطبيب الجلد. ثم يحقن مخدِّراً موضعياً لتخدير الجلد والعظم تحت الجلد. ويتم بعدها إدخالُ إبرة خاصَّة تقوم بارتشاف سائل نقي العظم، أو تُؤخذ خزعة. ولا يحتاج الأمر إلى تخدير عام عادة. يرسل الطبيب عيِّنة نقي العظم إلى طبيب آخر يُدعى طبيب التشريح المَرَضي، ليقوم بدراسة العيِّنة والتحرِّي عن أيِّ خلل فيها. باستخدام أدوات واختبارات خاصَّة، يمكن لطبيب التشريح المرضي أن يرى بالضبط ما هي أنواع وكمِّيات الخلايا التي ينتجها نقي العظم. كما يمكنه أيضاً أن يعرف ما إذا كان هناك:
خلايا ذات شكل أو حجم أو مظهر شاذ.
مستوى حديد زائد أو ناقص أو طبيعي في نقي العظم.
كُريات حمر تحوي ترسُّبات حَلَقية الشكل للحديد تُدعى الأرومات الحديدية الحلقيَّة.
الكثير من الكريَّات البيض غير الناضجة، وتُدعى الأرومات أيضاً.
شذوذات صبغيَّة في خلايا نقي العظم.
وعندما يتلقَّى الطبيب النتائج، يقوم بإخبار المريض.
الخلاصة
يوجد العديد من الاختبارات الدموية التي يمكن أن تساعد الطبيب ومقدِّمي الرعاية الصحِّية على تشخيص المرض ومعالجته. يساعد فهم الأنواع المختلفة من خلايا الدم ووظائفها على فهم الغرض من الاختبارات الدموية وفهم نتائجها.
<<
اغلاق
|