انسداد وظهور عيوب خلقية فيها، فما هي هذه الصمامات؟ وما وظائفها المختلفة؟
ما هي صمامات القلب؟ وما هو دورها؟ وما هي الأمراض التي تصيبها؟ إليك الإجابة في المقال الآتي:
ما هي صمامات القلب؟
تشكل الصمامات دورًا أساسيًا في الجهاز الدوراني بالجسم، فهي تسمح بتدفق الدم من وإلى القلب باتجاه واحد فقط وبالشكل الصحيح.
يمتلك القلب أربعة صمامات صمام واحد في كل حجرة من القلب، يوجد الصمام التاجي والصمام ثلاثي الشرفات بين الأذينين والبطينين، أما الرئوي والأبهر يتواجدان بين البطينين والأوعية الدموية الرئيسية التي تغادر القلب.
وصمامات القلب هي على النحو الآتي:
الصمام المترالي (Mitral valve)
يعد هذا الصمام أحد أهم صمامات القلب، بحيث يقوم بنقل الدم المحمل بالأوكسجين من الرئتين إلى القلب ومن ثم ضخه إلى بقية أجزاء الجسم.
يقع هذا الصمام عند الأذين الأيسر ويسمى أيضًا بالصمام التاجي أو بصمام ثنائي الشرفات (Bicuspid valve).
الصمام ثلاثي الشرفات (Tricuspid valve)
أطلق هذا الاسم على هذا الصمام بسبب احتواءه على ثلاث شرفات، ويقع ما بين البطين والأذين الأيمن ويمنع عودة تدفق الدم لكلا الحجرتين.
يمكن أن تحدث مضاعفات خطرة جدًا في حال إصابة هذا الصمام بمرض ما.
الصمام الرئوي (Pulmonary valve)
يقع هذا الصمام بين البطين الأيمن والشريان الرئوي بحيث يقوم هذا الصمام بنقل الدم من الرئة ونقله إلى القلب كما يقوم بتزويد الرئة بالدم المحمل بالأكسجين اللازم لعمله.
الصمام الأورطي (Aortic valve)
يلعب هذا الصمام دورًا مهمًا في عملية نقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، لذلك يعد هذا من أهم صمامات القلب.
أهم المشاكل التي تتعرض لها صمامات القلب
من المحتمل أن تتعرض صمامات القلب لبعض المشاكل التي قد تعيق عملها، مثل:
انغلاق الصمام بشكل كامل نتيجة لعيب خلقي أو مرض ما.
انسداد كامل للصمام لأسباب مرضية.
ضيق الصمام.
أسباب مشاكل صمامات القلب
هناك الكثير من الحالات المرضية التي قد تصيب صمامات القلب وتسبب في تضررها وعدم القدرة على إتمام عملها على أكمل وجه، مثل:
الصمام التنكسي
تعد من أكثر الأمراض التي قد تصيب صمامات القلب وخصوصًا التاجي بحيث تؤثر على 4-5% من عامة السكان.
ومع مرور الوقت تصبح الصمامات ضعيفة وممزقة وهذا يؤدي بدوره إلى تسرب الدم للخارج.
تكلس الصمام بسبب التقدم بالعمر
تشير عملية التكلس إلى تراكم الكالسيوم على صمامات القلب وبالذات الصمام الأورطي، يعمل هذا التكلس على تثخين الصمام وتصلبه مما يؤدي إلى تعرقل تدفق الدم.
ونظرًا لمحدودية وظيفة الصمام في مثل هذه الحالة يؤدي هذا الانسداد إلى زيادة جهد عضلة القلب وبالتالي إلحاق الضرر به.
الحمى الروماتيزمية
الحمى الروماتيزمية تنتج عند الإصابة بعدوى البكتيريا العقدية (Streptococcus) ويمكن أن تؤثر على القلب والجهاز القلبي الوعائي وخاصة نسيج صمامات القلب.
وتعد تلك الحالة أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5-15 عامًا ولكنها قد تتطور عند البالغين.
التشوهات الخلقية
عادة ما تؤثر عيوب القلب الخلقية على تدفق الدم على نظام الأوعية الدموية والقلب، بحيث يمكن أن يتدفق الدم بأنماط غير طبيعية ويمكن أن تنغلق كليًا أو جزئيًا.
التهاب الشغاف الجرثومي
التهاب جرثومي من الممكن أن يؤثر على صمامات القلب مسببًا تشوهات وتلف فيها.
<<
اغلاق
|
|
|
امراض القلب متنوعة منها خارجة عن السيطرة وأخرى تتعلق بنا نحن بالأساس.
بعض عوامل الخطر التي من الممكن أن تؤدي للإصابة بأمراض القلب، هي عوامل خـَلقية (مولودة)، ولذلك لا يكون بالإمكان تغييرها أو السيطرة عليها. لكن هذا بالطبع لا يمنع أن جزءاً كبيرا من عوامل الخطر قابل للتغيير فعلياً.
من الممكن أن يساهم الوعي ونمط الحياة الصحي، إذا ما أرفقناه بالعلاج الدوائي، في الحدّ من تأثير هذه العوامل، أو حتى وقف عملية نشوء وتقدّم (تفاقم) أمراض القلب الناجمة عن الأسباب والعوامل الوراثية.
اسباب امراض القلب الخارجة عن السيطرة (غير القابلة للإصلاح):
السن: يدخل الرجال من سن 45 عاما وما فوق، والنساء من سن 55 عاما وما فوق، بشكل تلقائي في دائرة الخطورة الزائدة للإصابة بأمراض القلب.
التاريخ العائلي: كذلك، يعتبر الرجال والنساء الذين ينتمون لعائلات ذات ميل وراثي للإصابة بأمراض القلب في دائرة الخطر (الفئة الأكثر تعرضا للخطر). من المهم أن نفهم أيضا أن عوامل الخطر الخارجة عن السيطرة، وإن كانت من حُكْم القدر علينا، إلا أن درجة تأثيرها وشدة أعراضها المرضية ترتبط بنا بشكل كبير.
اسباب امراض القلب هذه، لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بأمراض القلب. فالحفاظ على نمط حياة صحي، بالإضافة لإجراء الفحوص الدورية عند الطبيب، وتلقي العلاج إذا لزم الأمر، يمكن أن تمنع الإصابة بالمرض.
اسباب امراض القلب القابلة للإصلاح:
الاسباب التالي ذكرها، هي العوامل الواقعة في إطار سيطرتنا، والتي من الممكن أن يؤدي علاجها إلى إبطاء تطوّر وتفاقم مرض تصلّب الشرايين بشكل كبير. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن إبطاء العملية يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياة المريض.
السمنة الزائدة: تشير الدراسات إلى أن الوزن الزائد والدهون الزائدة في الجسم - وخصوصا حول منطقة الخصر- تزيد من مخاطر واحتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. من أجل تجنب الوصول إلى حالة البدانة، من المهم اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، الألياف الغذائية، وكذلك الأسماك. كذالك، من المحبذ اتباع نمط حياة يشمل ممارسة النشاط البدني والرياضي عدة مرات في الأسبوع.
فرط الدهون في الدم: من الممكن أن تسبب زيادة مستويات الكولسترول الرديء وفرط الدهون ثلاثية الغليسيريد في الدم، تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، مما يسبب حدوث حالة من تصلب الشرايين.
من باب توخي الحذر وتفادي فرط الكولسترول، يجب التقليل من تناول المنتجات التي تحتوي على المواد الدهنية ذات الأصول الحيوانية، مثل اللحوم الحمراء، البيض والأجبان الدسمة. ينبغي أيضا تجنب تناول المشروبات الكحولية التي تزيد من مستوى الدهون ثلاثية الغليسيريد في الدم.
يجب أن يخضع الأشخاص الذين لديهم ميل لارتفاع مستوى الكولسترول للفحص الطبي المنتظم، مع الحفاظ على مستوى هذه المواد سليما في الدم.
التدخين: بالإضافة إلى أضرار التدخين المألوفة والمعروفة، فإن التدخين من الممكن أن يسبب أيضا تسارع وتيرة تجلّط الصفائح الدموية، مما يسرّع عملية تخثر الدم. هذا الأمر قد يؤدي لنشوء حالة من تصلّب الشرايين.
من المهم أن نعرف أن حوالي ثلث حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب يعود سببها إلى التدخين. يقلل التوقف عن التدخين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، بل وإلى انتفاء هذه المخاطر بشكل كامل خلال فترة تمتد من سنتين حتى خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين.
ارتفاع (فرط) ضغط الدم: من الممكن ان يسبب ارتفاع ضغط الدم أضرارا مستديمة في الأوعية الدموية، كما أنه قد يسبب انسدادها. هذا الانسداد، هو في الواقع تصلّب الشرايين. أسباب ارتفاع ضغط الدم متعددة ومتنوعة. ولكن، في هذه الحالة أيضا، من شأن الحفاظ على نمط حياة صحي ونظام غذائي صحيح وتناول الأدوية اللازمة، خفض مستويات ضغط الدم وإعادتها إلى المستوى الطبيعي.
ثمة عامل هام آخر بإمكانه تحسين مستوى ضغط الدم، وهو تقليل التوتر. الأشخاص الذين يعانون من الضغط والتوتر النفسي في مجالات الحياة المختلفة، غالبا ما يعانون من ارتفاع ضغط الدم. في واقع الحياة ذات الوتيرة السريعة، التي نضطر خلالها للركض بين العمل، الأسرة، ونشاطات الحياة العامة الاخرى، من الأهمية بمكان الحفاظ على ساعات النوم اللازمة، الراحة المناسبة، والأنشطة التي تدخل الراحة إلى نفس الإنسان: اليوغا، التأمل أو غيرها من الهوايات ذات الأثر الإيجابي على الجسد والروح.
<<
اغلاق
|
|
|
وما هو مرض الشريان التاجي؟ الإجابات جميعها في المقال.
فلنتعرف أكثر على الشرايين التاجية ووظائفها إضافةً للتعرف على مرض الشريان التاجي:
ما هي الشرايين التاجية؟
الشرايين التاجية هي الشرايين المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم اللازم لتغذيتها، فكما باقي عضلات الجسم تحتاج عضلة القلب للتغذية بدم محمل بالأكسجين، كما تحتاج لأن تتخلص من الدم الفاسد كذلك.
تلتف الشرايين التاجية حول القلب لتحيط به، وتتفرع عند مناطق معينة داخلة إلى عضلة القلب لتزوده بالغذاء اللازم.
نظرًا لأن الشرايين التاجية هي المسؤول الرئيس عن تغذية عضلة القلب، فإن أي خلل فيها يؤدي إلى مرض الشريان التاجي، والذي يكون له تبعات ومضاعفات صحية خطيرة، مثل: الإصابة بالسكتة القلبية، أو حتى الموت.
أنواع الشرايين التاجية
يوجد نوعان مختلفان من الشرايين التاجية في الجسم، وهذه هي تفاصيلهما:
الشريان التاجي الأيسر: هو الشريان الذي يزود الجانب الأيسر من القلب بالدم اللازم لتغذية عضلته.
الشريان التاجي الأيمن: هو الشريان الذي يزود الجانب الأيمن من القلب بالدم اللازم لتغذية عضلته.
مرض الشريان التاجي
إليك كل ما تحتاج معرفته عن مرض الشريان التاجي:
1. تعريف مرض الشريان التاجي
مرض الشريان التاجي هو تراكم المواد الدهنية على الجدران الداخلية للأوعية الدموية التاجية، الأمر الذي يتسبب في تضيقها وصعوبة مرور الدم فيها.
عندما يصبح مرور الدم في الشرايين التاجية صعبًا، قد يتسبب هذا في حرمان عضلة القلب من التغذية اللازمة ومن الأكسجين الضروري، ومع الوقت قد تصاب هذه الشرايين بتمزق نتيجة تراكم الدهون فيها مسببًا بذلك نوبة قلبية أو حتى الموت.
2. كيف يبدأ مرض الشريان التاجي؟
مع التقدم في العمر يبدأ تراكم الدهون في داخل الأوعية الدموية، وخاصةً عند الأشخاص الذين لا يتبعون نمط حياة صحي، الأمر الذي قد يؤدي في مراحل عمرية متقدمة إلى تكون الخثرات الدموية أو إلى الجلطة القلبية.
مع الوقت تبدأ خلايا من مختلف الأنواع بالتعلق في الدهون العالقة أصلًا بجدران الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي لانتفاخ هذه الأوعية الدموية من الخارج، وتضيقها من الداخل.
عندما يحصل ما ذكر أعلاه في الشرايين التاجية تتوقف الشرايين التاجية عن إمداد عضلة القلب بتغذيتها التي يحملها الدم بسبب انسدادها الكلي أو الجزئي.
مع مرور الوقت، وفي حال انفجر أحد الشرايين التاجية نتيجة انغلاقه قد تمنع خثرة دموية إمدادات الدماء من الوصول إلى عضلة القلب، ما يتسبب بجلطة قلبية.
3. أعراض مرض الشريان التاجي
أهم أعراض مرض الشرايين التاجية هي:
ألم في الصدر.
اختناق في الصدر، حيث قد يشعر المصاب بأعراض في مناطق أخرى غير الصدر، مثل: الكتف، الذراعين، العنق، الظهر، الفك، وهذه علاماته:
الشعور بنوع من الثقل.
وجود ضغط.
ألم متقطع الوتيرة.
شعور بالحرقة.
خدر وتنميل.
شعور بالامتلاء.
انقطاع في النفس.
عدم انتظام في نبض القلب.
ضعف عام ودوار.
غثيان.
تعرق.
غالبًا ما تكون الأعراض أكثر وضوحًا عند النساء بشكل خاص
4. علاج مرض الشريان التاجي
تختلف طبيعة العلاج المتبع من شخص لاخر ومن حالة لأخرى، وإليك أهم العلاجات التي قد تخضع لها في حال الإصابة:
إحداث تغييرات في نمط الحياة
هذا الأمر يتضمن مجموعة من العادات الصحية التي على المصاب اتباعها، مثل:
اتباع حمية غذائية خالية أو شبه خالية من السكريات والأملاح والدهون.
الإقلاع عن التدخين.
اتباع عادات صحية لإبقاء سكر الدم تحت السيطرة لدى المصابين بالسكري.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تناول أدوية معينة
إذا لم تكف التغييرات الحياتية المذكورة، من الممكن أن يقوم الطبيب بإخضاع المصاب لأدوية مناسبة لحالته، مثل: الأسبرين (Aspirin)، والستاتينات (Statins).
الخضوع للجراحة
قد تحتاج حالة المصاب للقيام بعملية جراحية، وهناك عدة أنواع للعمليات الجراحية المتاحة تبعًا لحالة المصاب وحدة مرض الشريان التاجي.
<<
اغلاق
|
|
|
القلب بالدم اللازم للقيام بوظيفته بشكل سليم، وذلك في حال إصابتها ببعض الاضطرابات التي تسبب تضيق أو انسداد فيها، مثل: تصلب الشرايين (Atherosclerosis).
كما يتم إجراء قسطرة القلب لتشخيص أمراض الأوعية الدموية، وتخفيف آلام الصدر الناتجة عن الذبحة الصدرية، وتحسين أداء القلب، وفي بعض الأحيان إنقاذ حياة المريض، وفي الحالات التي لا تستجيب للوسائل العلاجية الأخرى، وإصلاح عيب خلقي في القلب، وقياس ضغط الدم بدقة في أقسام القلب والشرايين الرئيسة والرئتين
مخاطر إجراء العملية
يرتبط إجراء عملية قسطرة القلب ببعض المخاطر، مثل ما يأتي:
عدوى في الشق الجراحي.
نزيف.
ندوب مكان الشق.
فرط التحسس تجاه أدوية التخدير أو الصبغة المستخدمة.
تضرر الأوعية الدموية في القلب.
اضطرابات في ضربات القلب.
ما قبل إجراء العملية
يتم إرسال المريض لإجراء مجموعة من الاختبارات، مثل: العد الدموي الشامل، وكيمياء الدم، ووظائف التخثر، ووظائف الكلى والكبد، وتخطيط صدى القلب (Echocardiography) لتقييم أداء القلب.
يجب استشارة الطبيب بخصوص الأدوية التي يجب التوقف عن تناولها في الأيام التي تسبق العملية، كما ينبغي على المريض أن يصوم لمدة 8 ساعات كاملة قبل العملية.
أثناء إجراء العملية
بعد تحديد منطقة الدخول إلى الأوعية الدموية، وعادةً ما يكون في منطقة الشريان الفخذي، أو الشريان الكعبري (Radial Artery)، يتم إجراء قسطرة القلب كما يأتي:
تعقيم منطقة الشق بشكل جيد، ثم إدخال أنبوب طويل ورفيع إلى داخل الأوعية الدموية.
تمرير الأنبوب عبر الأوعية الدموية الرئيسة وصولًا لمنشأ الأوعية الدموية التاجية في القلب، مع الاستعانة بتصوير الأوعية الدموية للمراقبة.
حقن صبغة معينة تتوزع في الأوعية الدموية بشكل متجانس، ما يظهر المناطق التي يوجد فيها تدفق غير سليم بسبب تضيق أو انسداد في الأوعية الدموية.
اختيار العلاج المناسب لحالة المريض، إذ يمكن توسيع الأوعية الدموية عن طريق نفخ بالون صغير، أو إدخال دعامة (Stent) تساعد على بقاء الأوعية الدموية مفتوحة.
إخراج الأنبوب من خلال الشق، ثم خياطته ووضع ضمادة عليه.
ما بعد إجراء الجراحة
بعد عملية قسطرة القلب العلاجية يتم إبقاء المريض تحت الإشراف الطبي، ويمكث عادة في المستشفى لعدة أيام، بينما لا حاجة للمكوث في المشفى في حال كانت القسطرة تشخيصية.
تتم إزالة الضمادة عن الشق الجراحي بعد عدة أيام من العملية، وقد يكون هناك نزيف دموي موضعي يزول تلقائيًا بعد مرور عدة أيام، ويمكن استخدام مسكنات الألم حسب الحاجة.
يجب التوجه للطبيب بشكل سريع في حال ظهور بعض المشكلات، مثل: ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ، وهبوط ضغط الدم، وضيق في التنفس، واحتباس البول، ونزيف حاد، وآلام شديدة.
يمكن العودة لمزاولة النشاطات اليومية بعد إجراء قسطرة القلب العلاجية بشكل تدريجي، وغالبًا ما يصف الطبيب بعض أدوية، والأدوية المضادة للتخثر لمنع تشكل انسداد آخر في الأوعية الدموية مستقبلًا.
<<
اغلاق
|
|
|
ويعد مرض القلب الأكثر شيوعا هو المتلازمة الإكليلية أو متلازمة الشريان التاجي بأشكالها وتجلياتها المختلفة، حيث يوجد بعض الأعراض الشائعة للقلب والأوعية الدموية والتي قد تشير الى خطر الإصابة بأمراض القلب، ولتحديد الحالة المرضية والإجراءات العلاجية المناسبة قد يلجأ الطبيب المختص الى بعض الأشعة والفحوصات الطبية الغير جراحية، وفي هذه المقالة سوف نتناول موضوع علاج أمراض القلب بالأشعة التداخلية بدون جراحة من خلال مركز شفاء.
أمراض القلب واسبابها
هناك أنواعٌ كثيرةٌ من الأمراض القلبية. لكن السبب الأكثر شيوعاً لأمراض القلب هو تَضيُّق أو انسداد الشرايين التاجيَّة. وهي الأوعية الدموية التي تزوِّد القلب نفسه بالدم.
داء الشَّرايين التاجيَّة
تحدث هذه الحالة ببطءٍ خلال فترةٍ من الزمن. لكنها السبب الرئيسي لحدوث النوبات القلبية. هناك أنواعٌ أخرى من الأمراض القلبية التي يمكن أن تصيب صمامات القلب. كما يمكن أيضاً أن يعجز القلب عن ضخ الدم بشكلٍ جيد مما يؤدي إلى الفشل القلبي. كما يؤدي إلى حدوث مضاعفات منها: (تصلب الشرايين – تضييق الشريان – تشنج الشرايين) بسبب داء الشرايين التاجية.
اضطرابات ضربات القلب
هناك أنواع مختلفة من الاضطرابات و معظمها غير خطير. ولكن بعض الحالات قد تكون خطيرة على الحياة وتستدعي رعاية طبية مباشرة.
وهي تنجم غالبا عن أذى أو مشاكل في شبكة النقل العصبي داخل القلب التي تنظم ضربات القلب.
قد يتطلب علاج حالات اضطراب نبض القلب تناول أدوية لفترة طويلة أو تطبيق صدمة كهربائية على القلب.
في أسوأ حالات اضطراب نبض القلب يكون البطينان غير قادرين على التقلص الفعال، وهذا يؤدي إلى حالة تسمى الرجفان البطيني .
في هذه الحالة يعجز القلب عن ضخ الدم ويموت المريض خلال وقت قصير. إن الرجفان البطيني هو السبب الأكثر شيوعاً في حالات الموت المفاجئ.
اضطرابات ضغط الدم:
قد يحدث حدوث خلل في ضغط الدم ما بين ضغط الدم المرتفع والمنخفض ويرجع ذلك إلى عدة أسباب تختلف من شخص لأخر.
أمراض صمامات القلب
توجد الصمامات في القلب لتفصل بين أجزاء القلب، حيث نجد صماماً في مخرج كل جزء من أجزاء القلب.
تعمل الصمامات للحفاظ على جريان الدم باتجاه واحد ومنع تسرب الدم بالاتجاه العكسي.
(تتكون صمامات القلب من أربعة أجزاء هم: (الصمام المترالي – الصمام الثلاثي الشرف – الصمام الأبهر – الصمام الرئوي .
مضاعفات أمراض القلب
- النوبة القلبية
- السكتة الدماغية
- أم الدمّ وهي تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية
- امراض الشرايين المحيطية
- السكتة القلبية المفاجئة
أعراض أمراض القلب
- ألم في الصدر
- ألم، خَدَر، ضعف أو شعور بالبرد في الساقين والذراعين، إذا حصل تضيّق في الأوعية الدموية فيها
- جِلـْد بلون رمادي فاتح أو أزرق
- انتفاخ في البطن، في الساقين أو حول العينين
- ضيق النفس عند بذل أي مجهود، أو حتى وقت الراحة
- تورم الرجلين، الكاحلين والقدمين
- انتفاخ (توسّع) في البطن جراء تراكم السوائل
- التعب
- اضطراب نَظم القلب ـ تسرّع، خفقان أو رفرفة
- دوخة وإغماء
طرق تشخيص أمراض القلب
طب علاج أمراض القلب بدون تدخل جراحي يجمع بين العلاج بالأدوية الطبية وإجراء تغييرات على العادات اليومية، وذلك لتقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة في القلب أو الأوعية الدموية. وتتضمن الأشعة والفحوصات الطبية غير الجراحية ما يلي:
- تخطيط إيكو ثنائي الأبعاد
- تخطيط إيكو لإختبار إجهاد القلب
- إختبار التحمل (تمارين المشي على جهاز المشي)
- تخطيط إيكو لاختبار اجهاد القلب مع عقار الدوبامين
- مخطط كهربية القلب بإستخدام جهاز هولتر
- متابعة نشاط القلب عن بعد
- قياس ضغط الدم الجوال
- إختبار الطاولة المائلة
- ضبط وبرمجة جهاز تنظيم ضربات القلب
- التصوير المقطعي المحوسب على الأوعية الدموية التاجية (أشعة مقطعية على القلب)
- أشعة بالرنين المغناطيسي على القلب
علاج أمراض القلب
تختلف طرق العلاج بإختلاف نوع المرض وحدته وتشخيصه
علاج امراض القلب الوعائية
الهدف من وراء علاج امراض القلب الوعائية هو، فتح الشرايين المُضْيَقّة أو المغلقة التي تسبب أعراضا.
نوع العلاج يتوقف على شدة التضيّق ويمكن أن يشمل تغييرات في أسلوب الحياة وفي العادات، بعض الأدوية، بعض الإجراءات الطبية أو عملية جراحية.
علاج اضطرابات نظم القلب
معالجة اضطرابات نَظم القلب يمكن أن تشمل الأدوية، الإجراءات الطبية، ناظمة اصطناعية لتنظيم ضربات القلب، زرع جهاز مزيل الرَّجَفان، عملية جراحية وتحفيز العصب المبهم تحفيز مُبهَمِيّ.
علاج تصلب الشرايين
تتم من خلال القسطرة الشريانية وهي عملية إدخال القسطرة إلى أحد الشرايين، وعادة ما تتم بعد تخدير موضعي للمنطقة المراد إدخال القسطرة منها، وذلك لعلاج تصلب الشرايين
تكلفة القسطرة القلبية التشخيصية
تكلفة تشخيص القسطرة القلبية يكون على حسب عدة أمور، هي التي تتحكم في السعر المطلوب من كل مريض، وتلك الأمور تتمثل في..
المكان فكلما كان مكان إجراء العملية مجهز بأعلى وأحدث أجهزة كلما ارتفع السعر الخاص بالعملية.
درجة الطبيب الذي يجريها حيث أن الدرجة العلمية للطبيب تزيد من ثقة المرضى من عدم إصابتهم من أي مخاطر من العملية، حيث أن ذلك الطبيب يكون قد أجرى تلك العملية مرات عديدة، مع العلم أنه كلما كان الطبيب درجته العلمية كبيرة كلما زادت تكلفة العملية، وارتفع أيضاً إحساس الأمان من إجرائها.
طرق الوقاية من أمراض القلب
الإمتناع عن التدخين وتناول الكحوليات
الحفاظ على مستويات طبيعية من ضغط الدم والكولسترول والسكري
الحرص على ممارسة النشاط البدني
ممارسة تقنيات الإسترخاء، مثل التأمل أو اليوغا، الراحة والنوم الجيد، خلق بيئة داعمة تشمل الأصدقاء والأشخاص المقربين لنشاركهم بمشاكلنا عندما نشعر بالضيق، تخصيص وقت للفراغ، كل هذه الأمور بوسعها أن تسهم ليس فقط في الوقاية من أمراض القلب
الحرص على نظام غذائي صحي
الحفاظ على وزن صحي
خفض مستوى التوتر والسيطرة عليه.
علاج السّمنة والتّخلص من الوزن الزّائد لأنها تزيد من مخاطر واحتمالات الإصابة بأمراض القلب، ولتجنّب الوصول إلى حالة البدانة يجب اتباعُ نظامٍ غذائي خاصٍ قليلِ السّعرات الحرارية غنيٍ بالخضروات والفواكه،
وتجنب جميع المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية والدّهون، وزيادة كمية الأطعمة الغينة بالألياف،
وممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام، ومتابعة الوزن ومراقبته بشكلٍ دائم.
ممارسة الرّياضة: إنّ ممارسة الرّياضة والتّمارين المختلفة تحمي من الإصابة بالأمراض القلبية، ويجب أن تكون هذه الأنشطة الرّياضية عند ممارستها كافيةً لزيادةِ المجهودِ المبذول وزيادة التنفّس وزيادة سرعة النّبض، وتعدّ رياضة المشي السّريع لمدةِ نصف ساعةٍ يومياً، والرّكض والسّباحة من أهم الرّياضات المفيدة لصحة القلب.
علاج ضغط الدّم المرتفع وارتفاع الكولسترول في الدّم يجب الاهتمام بعلاجِ هذه الأمراض والالتزام بالأدوية والنّظام الغذائي الصّحي المقرر من الطّبيب المتخصص للمصابين بضغط الدّم وارتفاع الكولسترول؛ حيث إنّ هذه الأمراض من أهمّ الأسباب التّي تُعجلُ من الإصابة بأمراض القلب والشّرايين، ومتابعة قياسها بانتظام.
<<
اغلاق
|
|
|
تصلب الشرايين عند الإنسان ؟
ج- اتضح أن المعطيات حول هذا الموضوع غير محددة على الإطلاق إن الانطباع العام لدي الأطباء هو أن أكبر من يعانون من تصلب الشرايين المبكر و الحاد هم الأشخاص الذين يتعاطون مع الطعام طوال حياتهم كمية كبيرة من الدهن الحيواني ، و غيره من المواد الغذائية بالكولسترول ، و إن تصلب الشرايين أكثر انتشاراً بين الأفراد ذوي السمنة الزائدة الذين يأكلون بنهم ليس له حدود ، مما بين الأفراد النحاف الذين ليس لهم ولع خاص بالطعام الدسم ، و لكن هذا ليس بقاعدة ، فتصلب الشرايين يصادف أيضاً عند نحاف الجسم ، وعند الأشخاص المعتدلين في أكلهم.
و بالإمكان سرد أمثله توضح أن إدخال كمية كبيرة من الكولسترول مع الطعام لا يؤدي إلي زيادة كميته في الدم ، فلقد حدث أكثر من مرة أن تناول شخص كمية ليست كبيرة فحسب ، بل و هائلة من الكولسترول و لمدة أشهر متواصلة دون أن يؤثر ذلك في كمية الكولسترول في الدم ، لقد راقبت هذه الواقعة . ، كان صياد سمك من سكان السواحل يأكل كل يوم وخلال عشر سنوات متتالية 1.5 كيلو جرام من بيض السمك ( كافيار ) الغني جداً بالكولسترول و وفقا لحساباتنا كان هذا الصياد يبتلع في اليوم الواحد مع الطعام كمية من الكولسترول تزيد بعشر مرات على ما يأكله أي شخص عادي و مع ذلك فلقد كان مستوي الكولسترول في الدم عنده طبيعياً ( و لم يكن هذا الرجل البالغ من السن 50 عاماً أي عرض من أعراض تصلب الشرايين )
س- حتى الآن جري الحديث عن أهمية الغذاء بالنسبة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، فما أهمية الغذاء بالنسبة للوقاية من تصلب الشرايين ؟ فتصلب الشرايين كثيراً ما يظهر في آن واحد مع ارتفاع ضغط الدم ؟
ج- تلعب الحمية دوراً كبيراً في الوقاية من تصلب الشرايين، فتصلب الشرايين – مرض ناتج من خلل في عمليات التمثيل الغذائي و بالدرجة الأولي في عمليات تمثيل الدهون و أشباه الدهون، و من الطبيعي أن تطرح طبيعة المرض هذه قضية دور الطعام في نشوء المرض .
س- كيف يفسر إذن نشوء مثل هذا المرض الخطير ؟
ج- في البداية كان يعتقد بأن هذا المرض عبارة عن التهاب خاص يصيب الأوعية ، و لكن سرعان ما اقلعوا عن وجهة النظر هذه و لا سيما و أن تصلب الشرايين لا يرتبط بالعدوي أو بالتسمم ، المسببين للالتهاب في غالب الأحيان ، و قد فكروا أيضاً في أهمية المميزات الخلقية للأوعية الدموية – إلا أن هذه النظرية غير صحيحة بدون شك . أما في الوقت الحاضر فلقد حظيت النظرية التي تعتبر سبب المرض هو ترسب الكولسترول بأكبر مصداقية ، و أن التغيرات الخاصة بتصلب الشرايين التي تحدث في الشرايين أثناء المرض يمكن الحصول عليها بالتجربة ، عن طريق إدخال كمية زائدة من الكولسترول إلي جسم الحيوانات ؛ مما يؤدي إلي زيادة كمية الكولسترول الموجودة في الدم إلي حد كبير ، فيبدأ في الترسب داخل جدران الشرايين .
س- و لكن هذه التجارب قد أجريت على الأرانب التي لا يحتوي طعامها الطبيعي على الكولسترول ، فهو بالنسبة للأرانب ليس مادة غذائية ، بل مادة غريبة مضرة فهل يفسر تصلب الشرايين عند الأرانب مرض الإنسان ؟
ج- لقد تم التوصل في الوقت الحاضر إلي مثل هذه النتيجة عن طريق إدخال الكولسترول إلي أجسام حيوانات كثيرة أخري – الكلاب و حتى القرود – و حصل على تصلب عادي للشرايين عند الطيور أيضاً ، و هكذا فإنه بهذه الطريقة يمكن الحصول على تصلب الشرايين عند الحيوانات ذات التغذية المختلفة ، و بالطبع هناك بعض الاختلافات التشريحية بين تصلب الشرايين عند الحيوانات و عند الإنسان ، و لكن هذه الأمراض متشابهة من حيث المبدأ .
image004
س- و بالتالي و بناء على هذه التجارب هل ينجم تصلب الشرايين عن تناول كميات زائدة من الكولسترول مع الطعام ؟
ج- نعم هذا صحيح في التجارب المذكورة ، و لكن السؤال هو هل يكفي تأثير هذا العامل وحده لنشوء تصلب الشرايين ؛ عند الأرانب بدون شك يكفي، و لكن للحصول على تصلب الشرايين عند الكلاب مثلا ، لا يكفي إطلاقاً إدخال كمية كبيرة من الكولسترول مع الطعام فقط ، فلكي نحصل على تصلب الشرايين عند الكلاب ليس من الضروري فقط اعطاؤها الكولسترول لمدة طويلة ( 6 أشهر – سنة ) ، بل و في نفس الوقت يجب أن نخمد عندها نشاط عضو معين ذي إفراز داخلي ، و بالذات الغدة الدرقية . على هذا الأساس فإن تصلب الشرايين لا يحصل عند الكلاب إلا أثر تغير في عمليات تمثيلها الغذائي ( فالمعروف أن الغدة الدرقية لها تأثير كبير في عمليات التمثيل الغذائي ) ، و يوضح هذا المثال أن زيادة كولسترول الطعام بحد ذاتها قد لا تؤدي إلي تصلب الشرايين إذا لم ترافقها في الجسم تغيرات تساعد على نشوئه ، و عليه فلا يجوز أن ننسب السبب في تصلب الشرايين إلي نوع التغذية فقط .
س- ما جوهر تصلب الشرايين ؟و ما الاختلافات بين الاصطلاحين (Atherosclerosisو Arteriosclerosis) ؟
ج- يعني بالاصطلاح (Atherosclerosis)، تصلب باثولوجي لجدران شرايين ذات طابع مختلف، و ينجم تصلب الجدران عن تكون نسيج ضام فيها و هذا هو الـ (Sclerosis) أما (Atherosclerosis) فهو أحد أشكال (Arteriosclerosis) و هذا خطير ، و من أكثر أشكال التصلب التي تصيب شرايين أعضاء مهمة للغاية مثل القلب و المخ، و اختلافه عن غيره من الأشكال يكمن في عملية خاصة، هي ترسب اشباه الدهون الكولسترول في جدران الشرايين ، فبدون ترسب الكولسترول لا يمكن أن يحدث تصلب الشرايين ، هذا و يدخل الكولسترول جدران الشرايين من الدم . و توجد في الدم عادة كمية معينة منه .
فإذا وجدت في الدم كمية زائدة من الكولسترول ، أو إذا ما وصلت إليه باستمرار زادت عمليه الترسب في جدران الشرايين، و تكونت فيها بؤر لتجمعه. فينتفخ جدار الشريان و ينمو فيه نسيج ضام ؛ و بذلك تتكون البقع (Patches) الخاصة بتصلب الشرايين، و نتيجة لهذه العملية تصبح جدران الشريان خشنة، و تضيق فتحته، و يفقد مرونته ، و بعد مرور مدة معينة يترسب الكلس أيضاً في هذه البقع ؛ مما يعطي جدران الشرايين صلابة أكبر، فتصبح الشرايين عديمة المرونة ، و يصبح من السهل تكون سدادات – جلطات دموية – في هذه الشرايين الضيقة و المشوهة بالبقع ، و ينتج عن ذلك اختلال في الدورة الدموية للعضو ، الذي تغذيه هذه الشرايين ، و تحدث فيه تشوهات تشريحية خطيرة .
س- بماذا يفسر إذاً هذا التناقض: التجارب تؤكد بشكل لا لبس فيه، الدور المهم لعامل الطعام ( و هذا ما تؤكده أيضاً انطباعات الأطباء ). في حين أن إدخال كمية زائدة من الكولسترول مع طعام الإنسان لا يؤدي حتى إلي ارتفاع مستواه في الدم ؟
ج- يعلل هذا التناقض بأنه تعمل عند الإنسان تلك الأجهزة الفسيولوجية التي تتحكم في عمليات التمثيل الغذائي بدقة – و في مثالنا في تمثيل الكولسترول ولا تدع له مجالا للاختلال بتأثير مثل تلك العوامل البدائية كالطعام ، فإنه لا تحدث أية حالات مرضية بسبب تناول مواد غذائية غير الكولسترول بكميات كبيرة مع الطعام ، إن مرض البول السكري مثلاً لا يقتصر على الذين يحبون أكل المواد السكرية بكثرة ، و الإنسان السليم الجسم في مقدروه أن يبتلع أي مقدار من الملح و السوائل دون أن تتكون عنده تورمات .. الخ . و إن تصلب الشرايين لا يظهر كنتيجة مباشرة لزيادة كمية الكولسترول في الطعام ، فكمية الكولسترول الموجودة في الدم و الأنسجة تحددها الكثير من التأثيرات المعقدة ، و أهمها تأثير الجهاز العصبي ، و الظروف العامة للتمثيل الغذائي في الجسم ، ففي مثال صياد السمك الذي ذكرناه لم تؤد زيادة الكولسترول المتناول مع الطعام إلي تجمعه في الدم ، و الأنسجة ؛ لأنه كما يظهر قد أنفق في الجسم محترقاً كمادة دهنية في ظروف العمل الجسماني الشاق في منطقة باردة .
من هنا يتضح أن المهم في نشوء تصلب الشرايين ليس بدرجة دخول الكولسترول إلي الجسم ، بل تحوله غير الكافي في الجسم ، و النسبة المئوية لتمثيله .
س- و مع ذلك أليست هناك معطيات إحصائية من شأنها أن توضح العلاقة بين نوع التغذية و مستوي الكولسترول في الدم ، و الميل إلي نشوء الإصابات بتصلب الشرايين ؟
ج- نشر في المدة الأخيرة العالم الأمريكي ( كيس ) و مساعدوه إحصاءات عن بعض بلدان العـالم ، فظهـر أن مــدي
انتشار مرض تصلب الشرايين ( و بالضبط نوعه المنتشر تصلب شرايين القلب الإكليلية على شكل انسداد قلبي ) يختلف اختلافاً كبيراً للغاية ، ففي البلدان التي يستعمل سكانها كمية كبيرة من الدهن الحيواني ( السويد و الولايات المتحدة ) نلاحظ الإصابات بالانسداد القلبي أكثر بكثير منه في البلدان التي يتناول أهلها مع الطعام كمية أقل من الدهون ( جنوب إيطاليا ، بعض بلدان أفريقيا ، اليابان ) ، و كانت نسبة الكولسترول في الدم عند الناس الذين جري عليهم الفحص من المجموعة الأولي أعلي منها في المجموعة الثانية .
س- هل يعود الدور هنا لكولسترول الطعام بالذات أو للدهن،و لأي نوع من الدهن ، الحيواني أو النباتي ؟
ج- لا يمكن إنكار أهمية كولسترول الطعام نفسه ، و لكن حسب ما أظهرته بعض التجارب الخاصة فإن تناول الدهن يلعب دوراً خاصاً . و بالذات الدهن الحيواني لا النباتي ، فالدهن الحيواني الغني بالكولسترول يحتوي كذلك علي ما يسمي بالأحماض الدهنية المشبعة ، التي تزيد من ترسب الكولسترول في الأنسجة ، بينما تحتوي الدهون النباتية على أحماض دهنية غير مشبعة تساعد على ذوبان الكولسترول ، بالإضافة إلي احتوائها على كولسترول نباتي صعب الامتصاص في الأمعاء.
sickartery
س- هل يمكننا أن نستنتج مما قيل أن الأنواع النباتية من الدهون مفيدة من حيث الوقاية من مرض تصلب الشرايين ؟
ج- إن الأبحاث التي أجريت في المدة الأخيرة تؤكد ذلك ، فزيت الذرة و زيت عباد الشمس يقلل من كمية الكولسترول في الدم ، و لذلك يمكننا أن نفترض أن الناس الذي يستعملون مع غذائهم هذه الأنواع من الزيوت النباتية هم ( من حيث انتشار تصلب الشرايين ) في وضع أحسن من أولائك الذين يتغذون بالدهن الحيواني ( الزبدة ، الشحم ) إن المرضي المصابين بتصلب الشرايين يحب أن يراعوا هذه الحقيقة في أكلهم ، بل يمكننا حتى أن نفترض أن قلة انتشار تصلب الشرايين نسبياً بين سكان البلدان الجنوبية مرتبط إلي حد ما بظروف التغذية ، و من بينهما استعمالهم في الأكل الزيوت النباتية ( بينما يكثر سكان البلدان الشمالية من استعمال الدهون الحيوانية في أغذيتهم ) و لكن يجب إظهار الحذر في الاستنتاجات و أن لا نعتبر أن تصلب الشرايين هو على طول الخط نتيجة للاستعمال الزائد للدهن الحيواني، و في نفس الوقت فإنه بالكاد يمكننا أن نري في زيت عباد الشمس و زيت القطن أو زيت الذرة درعاً واقياً من مرض تصلب الشرايين .
س- و مع ذلك لا يجوز أن ننكر أن المعلومات التي جاء ذكرها عن تأثير مختلف الدهون يظهر مجالا لإيجاد وسائل جديدة للتأثير في تمثيل الدهـون أو الكـولسـتـرول فـي الـجـسـم ، و يـبـرز بهذا الصـدد سـؤال : ما بالضبط التغيرات التي تحدث في تركيب المواد الدهنية في الدم و الأنسجة في حالة مرض تصلب الشرايين عند الإنسان ؟
ج- إن هذه التغيرات مدروسة جيداً في الوقت الحاضر ، فمن مميزات مرض تصلب الشرايين المتفاقم ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، و من مميزاته أيضاً تغير النسبة بين نوعين من أشباه الدهون الموجودة في الدم – الكولسترول و الليسيثين ، اللذين يقللان من ترسب أشباه الدهون في جدران الأوعية .
س- على هذا الأساس فإن فحص كولسترول الدم يجب أن تكون له أهمية في تشخيص تصلب الشرايين عند الإنسان ؟
ج- نعم . و لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن التغيرات المذكورة أعلاه التي تحدث في الدم لا تلاحظ دائماً ، بل في فترات معينة من مراحل المرض فقط – و هي الفترات التي يكون المرض إثناءها أكثر نشاطاً ، أما في فترات هدوء المرض فكثيراً ما تكون كمية كولسترول الدم عادية ، من هذا نري أن معطيات الفحص لها أهمية نسبية ، و من الممكن أن تصادفنا مثل هذه التغيرات أيضاً في حالات أمراض أخري ، لا يجمعهما جامع بتصلب الشرايين ( مثلا أمراض الكبد و الكلي ) .
س- كيف يجب أن ننظر إلي معطيات الفحوص المختبرية التي تشير إلي ارتفاع كمية الكولسترول في الدم ؟
ج- يجب أن نقدرها بحذر ، فإن ارتفاع كمية الكولسترول في الدم عند إنسان لا يشعر إطلاقاً بالمرض . قد يشير فقط إلي احتمالات معينة ؛ لظهور تصلب الشرايين عنده في المستقبل ، و لكنه لا يعني بعد وجود المرض بشكله الظاهر ، و بالإضافة إلي ذلك توجد كما ذكر في السابق أسباب أخري من شأنها أن تؤدي إلي ارتفاع كمية الكولسترول في الدم في الظروف الطبيعية ، هذا بالإضافة إلي أنه تستعمل في المختبرات طرق مختلفة ، لتحديد الكولسترول في الدم ، تعطي دلائل مختلفة لكمية كولسترول الدم في الظروف الطبيعية ( إذ لم يجر حتي الآن توحيد هذه الفحوص ) ، بالإضافة إلي أن نفس طرق التحديد تحتاج إلي تحسين من حيث دقتها ، حيث لا تؤخذ بنظر الاعتبار ألا التحديات المتشابهة و المتكررة .
س- إذا لم يكن تصلب الشرايين عند الإنسان ليس نتيجة مباشرة لزيادة تناول الكولسترول مع الطعام ، وارتفاع كميته في الدم ، فغير واضح إذاً ما أسبابه الحقيقية ؟
ج- يكمن السبب في أنه نتيجة لاختلال عمليات التمثيل الغذائي تترسب جزيئات الكولسترول في جدران الشرايين الكبيرة ، بصرف النظر عن مقدار الكولسترول الداخل إلي الدم مع الطعام أو كميته في الدم ، ففي الحالات الطبيعية توجد في الدم و الأنسجة كمية معينة ، و بالأحرى كمية كبيرة من الكولسترول الذي يلعب دوراً هاماً في النشاط الحيوي للخلايا و بالأخص الخلايا العصبية ( أكثر الأنسجة غني بالكولسترول هو نسج المخ )، إن الكولسترول ليس مادة سامة ولا سُماً بل مركب كيماوي ضروري للجسم يدخل جزئياً مع الطعام ، و يتكون جزئياً في أعضاء معينة ( مثل الكبد ) . و يحدث تصلب الشرايين ؛ نتيجة التمثيل الغذائي للشحوم ، و من المحتمل أن تكون هنالك أهمية خاصة للتغيرات الأولية في جدران الأوعية نفسها ، تساعد على عملية ترسب الكولسترول فيها ، أما تغذية الإنسان فتلعب دوراً و لكنه دور إضافي .
س- هل هناك أهمية للجهاز العصبي في نشوء تصلب الشرايين ؟
ج- نعم . ففي حالات الإجهاد العصبي ترتفع كمية الكولسترول في الدم ، و يلاحظ ذلك أيضاً عند إدخال الأدوية المثيرة للجهاز العصبي ، و علي العكس فعند هدوء الجهاز العصبي المركزي ينخفض مستوي الكولسترول في الدم ، و لقد برهنت التجارب أن إثارة الجهاز العصبي بتأثير أدوية معينة يزيد من تصلب الشرايين الناتج عن الكولسترول ، بينما تقلل منه تهدئة الجهاز العصبي ، إن هذه المعطيات تكون ما يشبه الجسر بين العامل العصبي و عامل التمثيل في ظهور تصلب الشرايين .
بالإضافة إلي ذلك فإن الإثارة العصبية كما سبق ذكرها تؤدي إلي ردود فعل في الأوعية كانقباضها و ارتفاع ضغط الدم ؛ و لهذا أهمية كبيرة في نشوء تصلب الشرايين ، فلقد برهنت بعض التجارب الخاصة أن ارتفاع ضغط الدم يساعد على ظهور تصلب الشرايين ، و انحصرت هذه التجارب الخاصة أن ارتفاع ضغط الدم يساعج على ظهور تصلب الشرايين ، و انحصرت هذه التجارب في إعطاء الكولسترول لمجموعتين من الحيوانات الأولي ذات ضغط دم عادي ، والثانية ذات ضغط دم مرتفع ، فظهر عند حيوانات المجموعة الثانية ذات الضغط المرتفع تصلب الشريان الأورطي بشكل أكثر وضوحاً منه عند حيوانات المجموعة الأولي ذات الضغط العادي ، و معروف جيداً في المستشفيات أن تصلب الشرايين ، و ارتفاع ضغط الدم كثيراً ما يحدثان في آن واحد ، فالظاهر أن ارتفاع ضغط الدم في استطاعته أن يزيد من تطور مرض تصلب الشرايين .
س- ألا يجب أن نخرج بنتيجة مما سبق قوله أن كل تلك الأدوية التي تستعمل في حالة مرض ارتفاع ضغط الدم تلعب أيضاً دوراً مهماً في علاج مرض تصلب الشرايين و الوقاية منه ؟
ج- بدون شك نعم ، فإن الإجراءات الرامية إلي القضاء على العصاب ، وتقوية الجهاز العصبي ، لـهـا نـفـس الأهـمـيـة
الكبيرة في مكافحة تصلب الشرايين و مرض ارتفاع ضغط الدم ، و بصورة عامة هناك ارتباط داخلي بين هذين المرضين ، أو بعبارة أخري هناك صفات كثيرة مشتركة بينهما ، بل هناك حتى افتراض بأن هذين الشكلين ما هما إلا ظاهرتان مختلفتان لمرض واحد ، مع أنهما بشكل منفرد أيضاً ( أي لا يشترط اجتماعهما ) .
س- إلي أي حد يتوقف تصلب الشرايين على الخلل في عمل الغدد ذات الإفراز الداخلي ، و هل توجد إمكانية للعلاج في هذا المجال ؟
ج- لقد سبق و أن ذكرنا بأنه لا يمكن عند بعض الحيوانات إحداث تصلب الشرايين عن طريق إدخال الكولسترول مع الطعام ، إلا في حالة ما إذا أخمد في نفس الوقت نشاط الغدة الدرقية ، و يظهر تصلب الشرايين عند المرضي المصابين بانخفاض في نشاط الغدة الدرقية (Hypothyreosis) في سن مبكرة أكثر و شكل أقوي ، و علي العكس من ذلك في حالة مرض جحوظ العين الدرقي (Hypersthyreosis) إذ يكون تصلب الشرايين أقل و أضعف ؛ لذا فمن الطبيعي أن يوصي باستعمال هرمون الغدة الدرقية ( تيريويدين ) لعلاج تصلب الشرايين أو للوقاية منه ، لا سيما و قد أثبتت التجارب أنه عند إعطاء الحيوانات التيريويدين يصبح في الإمكان ليس فقط تدارك تصلب الشرايين ، بل و إلي حد ما تعريضه للنمو العكسي ( إذ يمكن أن يعاد امتصاص ترسبات الكولسترول في الشريان الأورطي ) ، إن هذه الاكتشافات الرائعة قد فتحت المجال ؛ لمكافحة تصلب الشرايين عند الإنسان ، إذ لا تعطي الجرعات الكبيرة تأثيرات أخري غير مرغوب فيها ( من ناحية القلب مثلاً ) ، و لذلك فإن استعمال هرمون التيريويدين في حالات تصلب الشرايين يجب أن يتم بحذر شديد .
images
س- هل لمركبات اليود تأثير في هذا المجال ؟
ج- إن جرعات اليود الصغيرة تضعف نشاط الغدة الدرقية إما الجرعات الكبيرة منه فتقوية ، و يستعمل الأطباء منذ القدم مركبات اليود ؛ لعلاج تصلب الشرايين و يتحمل المرضي مثل هذا العلاج عادة بشكل جيد .
و لقد استطاعت التجارب أن تثبت التأثير الإيجابي لليود من حيث إضعاف عمليات التصلب ، أما في المستشفي فإنه من الصعب تقدير نتائج العلاج باليود في حالات تصلب الشرايين ، و لكن هذا العلاج حسب ما تظهره الخبرة العملية ، يعطي مفعولاً إيجابياً عند تكراره لمدة طويلة و باستمرار ( يعطي اليود على شكل نقط مع الحليب أو علي شكل محلول يوديد البوتاسيوم و غيرها ) ، و تؤثر مركبات اليود بدون شك في عمليات تمثيل الكولسترول ، و هي تساعد على تقليل كميته في الدم .
س- و ماذا يمكن قوله عن التأثيرات الأخري للغدد ذات الإفراز الداخلي ؟
ج- إنها أقل تحديداً . و عادة ما يلفت الانتباه السؤال حول مدي علاقة تصلب الشرايين باختلال نشاط الغدد التناسلية ، إذ يشير إلي هذه العلاقة الانتشار الواسع لتصلب الشرايين عند الرجال ( إذ يظهر تصلب الشرايين عند النساء أقل بكثير ، و في سن أكثر تقدماً مما عند الرجال ) ، و قد يزداد تصلب الشرايين في فترة خمود نشاط الغدد التناسلية ، و علي كل حال لقد برهنت التجارب أن تصلب الشرايين يتفاقم بسرعة و بشدة أكثر عند استئصال الخصيتين ، كما برهنت التجارب أن الهرمون التناسلي الأنثوي باستطاعته في الظروف التجريبية أن يوقف أو يخفف من عملية تصلب الشرايين ، ولكن هذا التأثير لم يظهر بشكل منتظم عند المرضي المصابين بتصلب الشرايين ، و يعطي الأطباء الهرمونات التناسلية ( المؤنثة منها و المذكرة ) في بعض حالات تصلب الشرايين ، مثل تصلب شرايين القلب ، و تصلب شرايين القدمين ، و لكنهم يعتمدون بذلك بشكل رئيسي على تأثيرها ( المضاد للانقباض ) ( إذ أن للهرمونات تأثيراً موسعاً في الأوعية .
أما فيما يخص هرمونات الغدة الكظرية ، و الغدة النخامية فمع وجود عدد غير قليل من المؤلفات العلمية حول تأثيرها على الكولسترول إلا أنها عملياً لا تستعمل لعلاج تصلب الشرايين في المستشفيات ، أما هرمون البنكرياس – الأنسولين – فلا يستعمل في حالات تصلب الشرايين إلا إذا رافقه مرض البول السكري .
س- إذا أعيرت الأهمية في نشوء تصلب الشرايين للعلاقات بين أشباه الدهون ( ما يسمي بمعامل ليستين كولسترول ) فيبرز لدينا تساؤل : ألا يعطي الليسيتين الذي يوقف ترسب الكولسترول في جدران الأوعية للمرضي خصيصاً ، لأجل تحسين ذوبان الكولسترول ؟
ج- هذا ما يجب القيام به ، و لذلك فإنه يجري في الوقت الحاضر في الحياة العملية على نطاق واسع إعطاء أدوية تقلل من توقف الكولسترول و غيره من المواد الدهنية في الأنسجة ، و يعطي الليسيتين بشكل دورات طويلة خلال 4 – 6 أسابيع ، و يتحمل المرضي الليسيتين بشكل جيد ، و لكن لا توجد لدينا حتى الآن معطيات دقيقة تثبت أن مثل هذا العلاج يوقف فعلاً تقدم مرض تصلب الشرايين . و بالمناسبة فإن بيض الدجاج الغني جداً بالكولسترول يحتوي أيضاً على كمية قليلة من الليسيتين ؛ و لذلك فإنه من الأفضل ألا تظهر صرامة زائدة ، و تمنع المتقدمين في السن أكل البيض منعاً باتاً ؛ ظناً منا بأن هذا يساعد على الوقاية من تصلب الشرايين ، إذ يكفي الحد من أكل البيض .
و هذا أيضاً ينطبق على المواد الأخرى الغنية بالكولسترول ( المخ ، الكبد ، ..الخ )، فهذه المواد الغذائية تحتوي في العادة على كمية كبيرة من الليسيتين أيضاً.
index
س- ما المستحضرات الطبية التي تحول دون تصلب الشرايين ؟
ج- يوجد الكثير من هذه الأدوية ، مثلا يمكن الإشارة إلي أن الكولين و الميتيونين موجودان في المواد الزلالية ، و بالأخص في اللحم و اللبن ، و الميتيونين حامض أميني معقد يحتوي على الكبريت ، و لقد أثبتت التجارب أكثر من مرة أن في استطاعته أن يوقف تقدم مرض تصلب الشرايين ، و أن تأثيره هذا يتلخص في : أن تناوله يزيد كثيراً من كمية الفوسفرليبيدات في الدم ، وتقلل الفوسفرليبيدات كما ذكرنا من ترسب الكولسترول في الأنسجة ( في جدران الأوعية ) ، و لقد أجريت مراقبات حول تأثير الكولين و الميتيونين عند المرضي . فاتضح أن هذه الأدوية تؤثر تأثيراً حسناً في العمليات البيوكيماوية التي لها علاقة بتصلب الشرايين ( بالطبع ليس في امكاننا حتى الآن مراقبة ما إذا كانت هذه الأدوية تؤثر في حالات تصلب شرايين الإنسان ) إلا ان استعمال الكولين لمدة طويلة يقترن باختلال في عمليات الهضم و غيرها ، أما الميتونين – القريب من حيث خواصه من الكولين فيستحمله المرضي عادة بشكل جيد ، و هو يستعمل بكثرة ؛ لعلاج تصلب الشرايين و الوقاية منه .
س- تستعمل بكثرة في السنوات الأخيرة ، لأجل علاج تصلب الشرايين و الوقاية منه بعض الفيتامينات و بالأخص فيتامين C ( حامض الاسكوربيك ) ، فهل من الصحيح أن لهذه الفيتامينات مفعولاً نشيطاً ؟
ج- هنالك مؤلفات كثيرة عن تأثير حامض الاسكوربيك على نشوء تصلب الشرايين ، حددت أن حامض الاسكوربيك يوقف بشكل ملحوظ أو يقلل من تصلب الشرايين ، إن تناول فيتامين C يقلل من كمية الكولسترول في الدم ( إذا كانت مرتفعة قبل تناوله ) ، و باستطاعة المرضي أن يتناولوا حامض الاسكوربيك خلال مدة طويلة – عدة أشهر و حتى سنوات ، و يعطي بجرعات كبيرة نسبياً 1.5 جرام في اليوم ، و من الأفضل أن يعطي من حين لآخر لا عن طريق الفم ، بل علي شكل حقن في الوريد في فترات معينة ، و يمكن تأثيره في حالات تصلب الشرايين في تنشيط عمليات التمثيل الغذائي و بالإضافة إلي ذلك فإن فيتامين C ينشط عمل الكبد الذي من ضمنه إفراز خلايا الكبد للكولسترول من الدم إلي العصارة الصفراء ، و من ثم إلي الأمعاء ، و علي هذا الشكل يستطيع الجسم أن يتخلص من الكولسترول الزائد عن حاجته .
س- ألا تظهر أية تأثيرات ضارة من استعمال فيتامين C لمدة طويلة و بهذه الجرعات الكبيرة ؟
ج- إن المراقبات الكثيرة التي تجمعت حتى الآن لا تذكر مثل هذه التأثيرات المضرة، و يتحمل المرضي دائماً حامض الاسكوربيك بشكل جيد ، و يتحسن مزاجهم ، و في وقت من الأوقات ظهرت تخوفات تتعلق بتأثير حامض الاسكوربيك على عملية تخثر الدم ، فبتأثر هذا الفيتامين و تحت شروط معينة من المحتمل أن يزداد تخثر الدم ، و يحدث ذلك مثلاً في حالات أمراض الكبد ، حيث يكون تخثر الدم ، أحياناً منخفضاً ، و يـؤثـر حامـض الاسكـوربـيك تأثيراً حسناً جداً في نشاط الكبد ، و لذلك فهو يستعمل بشكل واسع لعلاج التهاباته ، و بتحسين فيتامين C لنشاطات الكبد الأخرى يساعد على تكوين تلك المواد التي تدخل في عملية تخثر الدم ، و لكن عندما يكون نشاط الكبد عادياً ، و في حالات تصلب الشرايين يكون تخثر الدم عادة غير منخفض ، و أبانت التجربة أنه لا أساس للتخوفات في مثل هذه الحالة في أن يرتفع تخثر الدم تحت تأثير العلاج بحامض الاسكوربيك ، وتعتبر هذه المسألة مهمة طبعاً في حالات تصلب شرايين القلب عند المرضي المصابين بانسداد القلب ، أو الذين يعانون من الذبحة الصدرية ، ففي هذه الحالات يظهر التخوف : هل يعيق حامض الاسكوربيك الذي يعطي لأجل العلاج و الوقاية من تصلب الشرايين تكون الجلطات الدموية ؛ إن الفحوص التي أجريت بهذا الشأن في العديد من المستشفيات تعطينا الحق في أن نستنتج أن لا مبرر لمثل هذه التخوفات ؛ إذ لم تلاحظ ولا حالة واحدة لهذه المضاعفات المذكورة ، بالرغم من إعطاء حامض الاسكوربيك للمرضي في أحيان كثيرة نسبياً .
س- و لكن فيتامين C يدخل إلي الجسم مع المواد الغذائية ، و الغذاء النباتي غني به – الكرنب و البصل و البطاطس و عنب الثعلب و الليمون و غيرها – و بالتالي فالعلاج بواسطة فيتامين C يرتبط بالعلاج بواسطة الحمية ؟
ج- بالطبع هذا صحيح ، و لكن من الأفضل أن يعطي هذا الدواء بالإضافة إلي ذلك على شكل مسحوق ، أو – كما ذكرنا قبل قليل – على شكل حقن ، و هذا ينطبق أيضاً على غيره من الفيتامينات التي تدخل مع المواد الغذائية اللازمة ، و لكنها بدورها قد تستعمل خصيصاً كأدوية .
س- ما أهمية الفيتامينات الأخرى في علاج تصلب الشرايين و الوقاية منه ؟
ج- توجـد فيـتـامـينـات ذات مـفـعـول إيـجـابي ، و توجد تلك التي في إمكانها أن تزيد من عملية تصلب الشرايين ، و أخيراً ثمة فيتامينات تعتبر في هذا المجال حيادية ، أي ليس لها تأثير معين ، فمن الفيتامينات التي تقلل من تصلب الشرايين ، يجب التأكد على أهميتها فيتامين B12 ، فإن هذا الفيتامين يعتبر مادة فعالة جداً لعلاج نوع معين من فقر الدم ( المسمي بفقر الدم الخبيث ) ، و يلعب دوراً كبيراً في علاج إصابات الدم و الأعضاء المنتجة للدم في حالات مرض الإشعاع الذري (Morbus Radiationis) و غيرهــا و قصارى القول إنه دواء قيم جداً ضد فقر الدم ، بالإضافة إلي ذلك فقد أتضح أن هذا الفيتامين يؤثر أيضاً في حالات مرضية أخرى – مثل إصابات الكبد ، و تراكم المواد الدهنية – و يوقف فيتامين B12 أيضاً تقدم مرض تصلب الشرايين ، كما و يعتقد أنه يؤثر في هذا المجال فيتامين B6 ، و من الفيتامينات التي تؤثر زيادتها في تقدم مرض تصلب الشرايين يمكن ذكر فيتامين D2 ( العامل المضاد للكســاح ) ، فهذا الفيتامين يستعمل على نطاق واصع ؛ للوقاية من الكســاح ، و علاجة عند الأطفال و هو موجود في زيت السمك ، و الكبد ، و غيرها من المواد ، و برهنت التجارب على أن اعطاء فيتامين D2 يضاعف من تصلب الشرايين الناتج عن الكولسترول إذاً فإنه ليس من المفيد دائماً للمتقدمين في السن أن يأكلوا ما هو مفيد للأطفال .
س- يتساءل البعض: هل يجب أن يراعي كل الناس الحمية للوقاية من تصلب الشرايين في سن معينة ؟
ج- إن ذلك سيكون على الأكثر مضجراً و غير مستحب ، بل ويتجاوز الهدف المحدد له . فتصلب الشرايين و ارتفاع ضغط الدم ليس من بوادر الكهولة ، فهي ليست عمليات ناتجة عن تغيرات حصلت بسبب تقدم السن ، بل المرض ، و هي لا تلازم كل المتقدمين في السن أن إن كثيراً من الناس لا يمرضون بها حتى آخر أيام حياتهم ، و بالتالي فإن التقيد بالحمية اعتباراً من سن معينة غير ضروري بتاتاً .
إن الحمية المقصود بها الوقاية لا تكون مفيدة إلا في حالات الضرورة و لكن و من أنه سن يجب التقيد بالحمية ؟ إذ أن بداية كل من ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين تكون في العادة في سن مبكرة نسبياً ( سن الازدهار ) ، بالإضافة إلي أنها قد تكون عند مختلف الناس في أعمار مختلفة ، و بالتالي فلا داع إلي وصف الحمية لكل الناس من سن معينة .
س- إذاً فما الأسباب الداعية لوصف الحمية ( الوقاية ) ؟
ج- إن الأسباب تختلف من حالة لآخري ، أي أنها تتعلق بالفرد. و لكن من الممكن أن تعين المقاييس العامة التالية ، يمكن وصف الحمية في الغذاء للناس الذين تزيد أعمارهم على سن الأربعين :
في حالة وجود استعداد وراثي لمرض تصلب الشرايين .
عند ارتفاع كمية الكولسترول في الدم .
عند وجود ميل للخلل في عمليات التمثيل الغذائي ( السمنة الزائدة – مرض النقرس ، و البول السكري ) .
عند وجود انخفاض في نشاط الغدة الدرقية ، و الكبد .
في حالة مرض ارتفاع ضغط الدم ، مع ميلة لإحداث تصلب الشرايين في سن مبكرة .
في حالة وجود أول أعراض التغيرات الناتجة عن تصلب الشرايين .
س- ما أول أعراض التغيرات الناتجة عن تصلب الشرايين ؟
ج- مع الأسف إن تشخيص أبكر فترة من تصلب الـشـرايين عـملياً أمر صعب المنال ، إذ يمكن تشخيص هـذه الـفترة المبكرة فقط عن طريق فحوص خاصة بواسطة أجهزة معينة ( التصوير بالأشعة السينية ، و تعيين سرعة انتشار موجة النبض و غيرها ) ، و حتى هذا لا يحدث دائماً أما أول الأعراض الظاهرة مثل الذبحة الصدرية ، و تغير وتيرة ضربات القلب ، و الأعراض الناتجة عن خلل في المخ ، و العرج المتقطع ، فإنها قد تظهر في حالة تطور المرض .
س- هل يمكن تشخيص تصلب الشرايين عن طريق جس النبض إذ أن الشرايين تصبح أكثر صلابة ؟
ج- إن أهم التغيرات عند تصلب الشرايين تحدث في الشرايين المركزية الكبيرة و فروعها ، أما الشرايين الدقيقة و المتوسطة فلا تشملها الإصابة ، و لذلك فإن صلابة و التواء الشريان الشعاعي للعضد ( الذي يجس عليه النبض ) يـشـيـر في العادة إلي ارتفاع ضغط الدم الذي تصبح عنده الشرايين متوترة و ملتوية ، و تصادف مثل هذه التغيرات في الشرايين ( أي بهذا المرض الذي من صفاته نشوء إصابات خطيرة في القلب و المخ ) .
س- هل توجد وسائل أخري لمكافحة تصلب الشرايين عدا الحمية و غيرها من الوسائل المذكورة أعلاه ؟ في الحياة العملية ينتشر استعمال النوفوكايين . هل لهذه الوسيلة أهمية ما ؟
ج- من الطبيعي أن الإنسان يبحث بشغف عن الوسائل الكفيلة بـإطـالـة عـمـره ، و من بينها وسائل مكافحة التصلب ، و كل اقتراح في هذا المجال يصبح مركزاً للاهتمام . فمن مدة غير بعيدة اشتد إقبال الناس على إعادة الشباب عن طريق حمامات الصودا ، فاختفت الصودا من الصيدليات في مدة وجيزة ، و قبل ذلك كان تناول محلول الثوم منتشراً ، و من قبله تعاطي حقن محلول أملاح الدم على شكل ما يسمي بمصل مايكون ..الخ .
و بدأ استعمال النوكايين ولا ينكر أن حقن النوايين ، ( و هو دواء مزيل للألم ) تؤدي إلي تحسين المزاج ، و حتى إلي الإنتعاش و انبعاث القوي ، فالظاهر أن هذا يحدث بسبب أن النوفوكايين لا يخفف الإحساس بالألم فحسب ، بل و الإحساس بالانفعال أيضاً ، ويهدئ الجهاز العصبي ، و لكن النوفوكايين لا يؤثر في سير مـرض تــصـلب الشرايين ، هذا ما أثبتته التجارب و الأبحــاث فـي المستشفــيــات .
س- كــيف يفســر إذاً شــيـوع هـذه الـطريقــة ؟
ج- للإيحاء و الإيحاء الذاتي أهمية كبيرة في علاج الأمراض العصبية و الاختلال العصبي للأوعية الدموية ، و كثير من الأدوية يؤثر بهذه الطريقة بالذات ، و ليس هنالك شئ غريب أو شئ في ذلك ، و مثل هذه الـطرق فـي العــلاج ( و من بينهما الهوميوباتي أي علاج المثل بمثله ) نأتي بفائدة معينة ، و لكن بشرط أن لا تحل محل غيرها من الوسائل العلاجية الأكثر فعالية ، بل أن تكون إضافية ، و فقط في الحالات الملائمة لذلك .
س- حتى الآن جري الحديث عن علاج ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين و الوقاية منها ، و لكن هذه الأمراض تؤدي إلي اختلال الصحة و بشكل رئيسي أثناء حدوث خلل في نشاط أعضاء معينة ، فما الأعضاء التي نعاني أكثر من غيرها أو قبل غيرها ؟
ج- أكثر ما يبرز هو تأثير هذه الأمراض الضارة على حالة القلب و المخ ، و تؤدي إصابة القلب و المخ بالذات عادة إلي إقعاد المرضي عن العمل أو حتى إلي موتهم .
س- ما التغيرات التي تحدث في القلب في حالة مرض ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين ؟
ج- في البداية يتضخم القلب أي يكبر نتيجة لوقوعه تحت جهد عملي أكبر من العادة ، مما يجعل القلب يعمل ضد المقاومة المـتـزايـدة فـي أنـحـاء الجسم من جراء انقباض الشرايين الدقيقة ، و بالأخص في الأعضاء الداخلية (و هو أساس ارتفاع ضغط الدم ) و أيضاً نتيجة لتصلب و عدم مرونة جدران الأوعية الدموية الكبيرة والشريان الأورطي و فروعة ( و هذا ما يحدث عند تصلب الشرايين ) ، و عادة تكـون الشـرايـيـن مـرنـة ، و تـسـاعـد مـيـزتـهـا هـذه على تـحـرك الـدم مما يـسهـل عـمـل القلب ، و لكن عند تصلبها تفقد صفات المرونة مما يعيق الدورة الدموية ، و يتطلب من القلب رفع نشاطه الانقباضي ، و لكن تضخم القلب الذي يحدث أثناء هذه الأمراض نتيجة للعمل الزائد لا يكون بحد ذاته ظاهرة مضرة ، إلي أن يصيب الإجهاد عضلات القلب ، أو إلي أن يحدث خلل في عمليات التمثيل فيها ظهرت أعراض إصابة القلب ، على شكل نقص في عمل القلب ، أو أعراض النمو أو اختلال في إيقاع ضربات القلب .. الخ .أما الاختلال في شرايين القلب التاجية ( الاكليلية) فله دور أكبر من ذلك ، إذ يؤدي إلي الذبحة الصدرية ، و تمزق عضلة القلب .
<<
اغلاق
|
|
|
الباحثون دواء يساعد على التئام الجروح أثناء التجارب على عقار ينظم ضربات القلب.
وذكر موقع "ميديكال نيوز توداي" أن الشركة التي اكتشفت العقار أتمت بنجاح أولى تجاربها السريرية على المرضى الذين يعانون من قرح في الساق نتيجة للدوالي، مع نسبة شفاء عالية تصل إلى ضعف الحالات، ووقت قياسي بالنسبة للمدة التي يتم فيها الشفاء باستخدام العقاقير الحالية.
وقاد الدراسة البروفيسور روبرت جوردى، والذي اكشف أن مادة تدعى ACT1 يمكنها أن تساعد على التئام الجروح المزمنة في المرضى كبار السن مثل قرح الساق الناشئة عن الدوالي، والتي يصعب علاجها، والتي تسبب الألم للمرضى بصورة كبيرة.
ويقول جوردي إنه خلال الدراسة استطاعت المادة الجديدة إتمام شفاء قرحة ساق في 12 أسبوعا فقط، بعد أن دامت القرحة المزمنة لمدة 17 شهرا، أي ما يعني أن المادة قللت مدة الشفاء إلى سدس المدة تقريباً.
ومما يذكر أن الأطباء الآن دخلوا في مرحلة جديدة من التجارب على العقار، وذلك للوقوف على كل تفاصيل عمله وبالتالي إجازة استخدامه في العلاج.
<<
اغلاق
|
|
|
بانتظام، غير أنه يجب عدم المبالغة في ذلك خصوصا لدى مرضى القلب.
ورغم أن ممارسة الرياضة تقوي القلب وتجعل جسم الإنسان رشيقا، فإن الإجهاد -أو ممارسة أنشطة رياضية شاقة- من شأنه أن يسبب مصاعب خطيرة، كما هو حال المصابين بأمراض القلب الذين يمكن أن يصابوا بسكتة قلبية، وذلك وفقا لما يقوله موقع المعهد الألماني لأبحاث السرطان والقلب.
وينصح الخبراء الألمان المصابين بأمراض السرطان أو القلب بممارسة الرياضة بشكل معتدل ما بين مرتين وأربع مرات أسبوعيا، مضيفين أن ممارسة الرياضة أقل من مرتين في الأسبوع أو أكثر من أربع مرات يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية للأشخاص المرضى منهم والأصحاء على حد سواء.
وقام الخبراء باستطلاع آراء مجموعة من الأشخاص الذين قضوا بعض الوقت في المستشفى بسبب أمراض القلب. وبعد مرور سنوات على ذلك، سئلوا عما إذا كانوا يمارسون الرياضة أم لا، وما هي عدد المرات التي يفعلون فيها ذلك.
ولوحظ أنه بالنسبة للذين مارسوا الرياضة بانتظام تم تسجيل تحسن في حالتهم الصحية مقارنة بمن لا يقومون بممارستها بشكل كلي أو يمارسونها بشكل نادر، كما جاء بموقع المعهد الألماني لأبحاث السرطان والقلب. وبينت العديد من الدراسات أن ممارسة الأنشطة الرياضية تقلل مخاطر الإصابة بسكتة قلبية لدى مرضى القلب.
<<
اغلاق
|
|
|
القسطرة القلبية هي عبارة عن إدخال أنبوب بلاستيكي صغير يُسمى بالقسطرة داخل حجرة القلب أو شرايينه التاجية من خلال عمل ثقب بواسطة إبرة في وعاء دموي إما في منطقة معصم اليد أو الفخذ وهو الأكثر استخداماً، ويوضع في هذا الثقب أنبوب لإدخال القسطرة، وبعد وضع الأنبوب يتم إدخال سلك إرشادي معدني من خلال هذا الأنبوب ليشق طريقه بحذر للوعاء الدموي في منطقة القلب التي تتطلب التشخيص أو العلاج ويُرى هذا السلك بواسطة الأشعة السينية المتواصلة، وبعد ذلك يتم إدخال القسطرة لتشق طريقها بواسطة هذا السلك الإرشادي حتى تصل إلى المكان المطلوب ويتم بعد ذلك إجراء المطلوب من هذه القسطرة حسب حالة المريض وتوصيات الطبيب المعالج، وفور الانتهاء من الإجراءات الضرورية يتم إخراج القسطرة ثم السلك الإرشادي، وبعد الانتهاء من إجراء القسطرة وإزالة الأنبوب يتم الضغط بضمادة نظيفة على الجرح لإيقاف النزيف لبضع دقائق ويوضع بعدها ضمادة لاصقة على المنطقة ويُوصى المريض بعدم تحريك منطقة القسطرة، وهناك نوعان أساسيان للقسطرة القلبية وهما التشخيصي الاستكشافي والعلاجي ويتم إجراؤها حسب حالة المريض.
والقسطرة التشخيصية هي عبارة عن إجراء تشخيصي لمعرفة المشكلة القلبية عن قرب واتخاذ القرار الأمثل لعلاج هذه المشكلة ومن الأمثلة عليها قسطرة تصوير الشرايين التاجية وهي عبارة عن حقن صبغة طبية في الشرايين التاجية وتصويرها تحت الأشعة السينية بدقة عالية لمعرفة أماكن التضيّق والانسداد فيها، وقسطرة البطين الأيسر وهي عبارة عن ضخ صبغة قي البطين الأيسر بسرعة عالية في وقت قصير لتصوير حركة البطين وقوة ضخه للدم، وكذلك قسطرة كهربائية القلب وهي إجراء تشخيصي يتم فيه إدخال قسطرة كهربائية إلى الجهة اليمنى من القلب وذلك بهدف قياس تخطيط القلب من داخل القلب وعن قرب وقياس الذبذبات الكهربائية الصادرة عن نظام كهربائية القلب والتي تمكننا من اكتشاف أي كهربائية زائدة في القلب والتي تكون سبباً في تولد خفقان القلب.
أما من الأمثلة على القسطرة العلاجية فهناك قسطرة توسيع وفتح الشرايين وهي عبارة عن قسطرة علاجية لفتح وتوسيع التضيّقات في الشرايين التاجية للقلب بواسطة بالونات صغيرة ووضع دعّامات معدنية دقيقة جداً وصغيرة في المكان المتضيّق لتحافظ على تدفق الدم لعضلة القلب بالكمية المطلوبة والكافية، وهناك قسطرة الكيّ الحراري للقلب وهي إجراء علاجي يتم فيه إدخال قسطرة كهربائية تحتوي على رأس معدني صغير جداً يقوم بكيّ الأماكن التي تسبب الكهربائية الزائدة في القلب. ويتم حديثاً استخدام القسطرة القلبية لتركيب صمامات القلب وإصلاح ارتجاع وتهريب الصمامات القلبية الأمر الذي كان لا يتم في الماضي إلا بواسطة عمليات القلب المفتوح فقط.
والقسطرة القلبية ليست فقط للكبار فهناك العديد من أنواع القسطرة التشخيصية والعلاجية الخاصة بالأطفال وهي مختلفة تماماً عن الكبار حيث ان الأطفال الذين يحتاجونها هم الذين يعانون من أمراض قلب خلقية وتكون القسطرة إما للتشخيص أو للعلاج ومن الأمثلة على قسطرة الأطفال هناك قسطرة سد ثقب في القلب وهي إجراء علاجي يُستخدم لسد الثقوب القلبية البطينية أو الأذينية، وقسطرة قياس الضغط الرئوي وتُستخدم لقياس الضغط في الشريان الرئوي وتعتبر إجراءً تشخيصياً، وكذلك قسطرة تصوير التضيّقات في الشرايين والصمامات والفتحات القلبية وهي تستخدم لتشخيص أمراض القلب الخلقية وحدّتها وتحديد الحل والعلاج الأمثل لها حسب درجة الحدة.
ويحتاج المريض لإجراء قسطرة قلبية في حالة وجود انسداد بالأوعية الدموية والحاجة للعلاج سواء بوضع دعامة أو تقويم للأوعية أو جراحة تحويلية، وكذلك لتقييم وظيفة ضخ القلب وقياس الضغط بداخله وبداخل الأوعية الدموية، ولتحديد ما إذا كانت هناك أمراض قلب خلقية وتقييم درجتها وفي بعض الأحيان قد تُستخدم القسطرة لتصحيح هذه الأمراض، كما يتم تقييم التدفق الدموي من خلال القلب بعد إجراء جراحة وتحديد ما إذا كان هناك مرض ما في صمامات القلب ولمعرفة مدى الحاجة لإجراء جراحة وكذلك من أجل أخذ عينة من أنسجة القلب.
ولكن كيف يتم تحضير المريض؟ حيث انه لا بد للمريض من اتخاذ تدابير عديدة قبل إجراء القسطرة كالامتناع عن تناول الطعام والشراب بعد منتصف الليل، وإجراء فحوص دم مخبرية، والتوقف عن تناول بعض مميّعات الدم كدواء «الوارفارين» مع الاستمرار في تناول مانعات التجلط كدواء «الأسبرين»، وحلق الشعر في موضع دخول القسطرة إذا طُلب ذلك، والتخفيف من تخوّف المريض واضطرابه بإعطاء أدوية مهدئة لمساعدته على الاسترخاء والراحة.ويجب على المريض الالتزام بعدم الحركة أثناء القسطرة، ويستغرق إجراء القسطرة القلبية ما بين ساعة إلى ساعتين وذلك حسب حالة المريض، وقد يعطي الطبيب المعالج موسّعات للأوردة والشرايين للمريض أثناء إجراء القسطرة.
وللعلم فقد يشعر المريض بخفقان في القلب خصوصاً عند دخول القسطرة إلى البطين الأيسر أو قد يشعر بسخونة وصداع خاصة عند حقن المادة الصبغية وهذا الأمر طبيعي.
وأهم إجراءات العناية بعد القيام بالقسطرة تشمل بقاء المريض في راحة تامة في السرير، ومراقبة موضع دخول القسطرة لاحتمالية حصول نزيف أو تجمع دموي لا سمح الله، والقيام بجسّ النبض في أسفل الطرف لموضع دخول القسطرة وكذلك جس ّ حرارة الطرف، والإبلاغ عن أية أعراض مثل التنميل وعدم القدرة على تحريك أصابع الطرف، ومراقبة العلامات الحيوية (الضغط، النبض، التنفس) كل 15 دقيقة ثم كل ساعتين، واكتشاف أي اضطراب في دقات القلب ومعالجته، وكذلك تثبيت الطرف لفترة من الوقت وعدم تحريكه لتلافي حدوث نزيف.
وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت في شرح مختصر للقسطرة القلبية متمنياً للجميع الصحة والسلامة.
* مركز الملك فيصل للقلب
<<
اغلاق
|
|
|
بوزارة التربية والتعليم كنت عضواً في اللجنة العليا لابتعاث الموظفين وكانت اللجنة تجتمع بين الحين والآخر وتنظر في الطلبات القادمة من جميع الأجهزة الحكومية وكانت الاعتمادات المالية في تلك الفترة قليلة وكان التركيز على بعثات الأطباء. وذات يوم عرضت سكرتارية اللجنة أوراق ابتعاث طبيب انتقل من جامعة الملك سعود إلى وزارة الصحة وطلبت وزارة الصحة ابتعاثه حيث تعذر ابتعاثه من الجامعة لعدم توفر الاعتمادات المالية آنذاك في الجامعة وكان الرجل حديث التخرج من كلية الطب ولكن جاءته فرصة قبول ومنحة من جامعة هارفرد لتميزه ولكنه لم يتمكن من السفر فهو موظف وترددت اللجنة في إمضاء ابتعاثه بين مؤيد وآخر يرى التريث وأن يمر بسنوات من التدريب والتجربة وتحمست لابتعاثه وتذكرت شكوى عدد من منسوبي الوزارة وأن القبول في الجامعات الأمريكية المشهورة للدراسات العليا فيه صعوبة ومشقة وشرحت للجنة معاناة منسوبي الوزارة وأن هذا الرجل وقد جاءته الفرصة جدير بالموافقة وكاد الموضوع أن يصوت عليه ولكن رئيس اللجنة آنذاك معالي الأخ الكريم تركي بن خالد السديري وكان نعم الرجل وطنية وبعد نظر انضم للمؤيدين وصدر قرار ذلك الشاب، وعرف ذلك الطبيب القصة وموقفي من ابتعاثه ونسيت الموضوع، وتقدم العمر وبدأت الأعضاء تشيخ وشكوت من ألم منذ أيام خلت هرولت معه إلى المستشفى ومن طبيب لآخر وقرر الأطباء إجراء عملية قسطرة للقلب وتساءلت من سيكون الطبيب وحين وصلت للمستشفى وإذا بالفريق المساند للطبيب يقوم بالتجهيزات الأولية من قياس الضغط والتحاليل ثم جاء الطبيب وسلم وعرفني بنفسه وإذا به ذلك الطالب النجيب د. هاني السرجاني الذي دار الجدل حول ابتعاثه ذات سنة خلت وأجرى العملية، وتذكرت مشوار ابتعاثه وكيف مضت الأيام وكيف أن الاستثمار في هؤلاء الشباب آتى أكله وكنت من المستفيدين من علم ذلك الرجل بارك الله في وطني ونفع بشبابه ومزيداً من العطاء يا وطني، فالإنفاق على التعليم هو الاستثمار الباقي وهو الاستثمار الدائم وإن ما تقوم به وزارة التعليم العالي حالياً من برامج متنوعة وبعثات متعدة تجعل هذه الوزارة طليعة الجهات الحكومية التي استثمرت ظروفنا الاقتصادية الراهنة خير استثمار، بارك الله في وزيرها وبورك في كل الرجال الداعمين للتعليم المستثمرين لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين في رعاية العلم ورجاله.
<<
اغلاق
|
|
|
أجريت بمستشفى الملك فيصل التخصصي لمريضة تبلغ من العمر 70 عاماً
الإثنين 15 ربيع الثاني 1434هـ - 25 فبراير 2013م
صورة "تعبيرية"
الرياض - هاني الصفيان
نجح فريق طبي سعودي بمركز القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، في إجراء عملية زرع صمام أبهر بواسطة القسطرة مع وجود صمام معدني تاجي لمريضة تبلغ من العمر 70 عاماً، في إجراء طُبّق حديثاً على نطاق محدود في بعض المراكز الطبية الرائدة في العالم، وتمكن التخصصي من تطبيقه لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح الدكتور هاني السرجاني، رئيس شعبة أمراض القلب للكبار في المستشفى، أن المريضة أجريت لها في الماضي عملية استبدال للصمام التاجي بصمام معدني وتعاني من ضيق شديد في الصمام الأبهر وأصبح ضرورياً استبداله.
وقد تم الإجراء بإدخال صمام نسيجي مباشرة عن طريق الشريان الأبهر بواسطة القسطرة، وهو أسلوب حديث يساعد في تثبيت الصمام دون التأثير على الصمام المعدني المجاور.
وبيّن د. السرجاني أن هذا الإجراء كان بديلاً عن التدخل الجراحي التقليدي من خلال عمليات القلب المفتوح لاستبدال الصمام؛ نظراً للمخاطر الصحية المحتمل حدوثها للمريض في مثل حالة هذه المريضة التي تعاني من ضعف شديد في عضلة القلب إضافة إلى الضغط والسكر.
وأشار إلى أنه من المعلوم علمياً أن زرع الصمام الأبهر بواسطة القسطرة، عند المرضى الذين يوجد لديهم صمام معدني تاجي، قد استخدم حديثاً على نطاق ضيق في بعض المراكز الطبية الرائدة عالمياً في هذا المجال؛ نظراً للقرب الشديد بين الصمامين التاجي والأبهر، الأمر الذي يستلزم قدرات طبية متطورة، لافتاً إلى أن المريضة غادرت المستشفى وهي تتمتع بصحة جيدة.
وأفاد السرجاني بأن خبراء من مستشفى سان توماس، وهو أحد المراكز الرائدة في زراعة الصمامات بلندن، قد أوصوا بأهمية العمل بالتطبيق الذي استخدمه الطبيب لاعتماده في المستقبل لعلاج مثل هذه الحالات إثر اطلاعهم على العملية.
<<
اغلاق
|