الجذعية؟ وما هي أنواع الخلايا الجذعية؟
الخلايا الجذعية إحدى الخلايا الخام بالجسم، فما هي أنواع الخلايا الجذعية؟
أنواع الخلايا الجذعية
تنقسم الخلايا بجسم الإنسان إلى خلايا متمايزة، مثل: الخلايا الدم الحمراء المصممة خصيصًا لنقل الأكسجين، وخلايا غير متمايزة كالخلايا الجذعية التي تملك القدرة على التطور إلى خلايا تؤدي وظائف عديدة في الجسم وعدد غير محدود من النسخ يمكن استخدامها في العلاج.
وتشتمل أنواع الخلايا الجذعية على الآتي:
1. الخلايا الجذعية الجنينية
وهي تتكون في المرحلة الأولية من تكوين الجنين، إذ يتم أخذ الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة التي يبلغ عمرها من ثلاثة إلى خمسة أيام، ويتم استخدام هذه الخلايا في علاج عدد من الأمراض.
2. الخلايا الجذعية البالغة
في الأغلب تكون عدد الخلايا الجذعية قليلة في أجسام البالغين، مثل الموجودة في نخاع العظم، كما توجد هذه الخلايا أيضًا لدى الرضع والأطفال.
إذ إن قدرة الخلايا الجذعية على تشكيل خلايا الجسم في أجسام البالغين محدودة مقارنة مع الخلايا الجذعية الجنينية، إذ تستخدم هذه الخلايا لإصلاح واستبدال الأنسجة التالفة في المنطقة الموجودة فيها أو مناطق أخرى في الجسم.
كما تستخدم الخلايا الجذعية في نخاع العظم لحل المشكلات في القلب والعظام.
3. الخلايا الجذعية المستحثة
هي إعادة برمجة الخلايا الجذعية البالغة المتخصصة والتي تشبه في خصائصها ووظائفها الخلايا الجذعية الجنينية.
إن هذا الاكتشاف قد حصل على جائزة نوبل، إذ ساهم هذا الاكتشاف في إمكانية استخدام خلايا أو أنسجة المريض نفسه لعلاج مرضه وتجنب مشكلة رفض الجهاز المناعي.
إن الخلايا الجذعية المستحثة وهي إحدى أنواع الخلايا الجذعية التي ما زالت قيد الدراسة والتطبيق لإيجاد طرق ذات فعالية وأمان.
4. الخلايا الجذعية ما قبل الولادة
تتواجد خلايا جذعية في السائل الأمنيوسي وهو السائل الذي يُحيط بالجنين داخل الرحم ويحميه والحبل السري، إذ يتم الاحتفاظ فيها من خلال تجميدها في بنوك متخصصة من أجل استخدامها في المستقبل.
حيث يتم اللجوء إليها عند الحاجة واستخدامها لمعالجة الأطفال المصابين بسرطان الدم وبعض اضطرابات الدم الوراثية، وما زالت الدراسات والأبحاث قائمة على الخلايا الجذعية الموجودة في السائل الأمنيوسي.
أهمية الخلايا الجذعية
بعد التعرف على أنواع الخلايا الجذعية فإن الخلايا الجذعية تعد وسيلة مهمة في الدراسات والأبحاث عن الخلايا الجذعية، وتكمن أهميتها بالآتي:
1. المعرفة الدقيقة
يلجأ الباحثين لمراقبة عملية نمو الخلايا الجذعية غير المتمايزة إلى خلايا في الأعضاء والأنسجة، حيث يمكن للباحثين التحقق والفهم الدقيق لكيفية حصول الحالات والأمراض.
2. استخدام الخلايا في الطب التجديدي
ذلك من خلال توليد خلايا تحل محل الخلايا المريضة من خلال استخدام الخلايا الجذعية لتصبح خلايا نوعية، حيث يمكن أن تُستخدم لإصلاح الأنسجة والخلايا التالفة، إذ لديها القدرة على النمو وأن تصبح نسيج جديد يمكن استخدامها في زراعة الأعضاء والطب التجديدي.
3. اختبار مفعول وسلامة الأدوية الجديدة
قبل استخدام الأدوية البحثية على الأفراد يتم استخدام الخلايا الجذعية للتأكد من سلامة وجودة الدواء.
كما يمكن استخدام الخلايا الجذعية التي أصبحت خلايا نسيجية نوعية لاختبار فاعلية العقاقير التي تستهدف النسيج النوعي المطلوب، مثل: توليد خلايا عصبية لاختبار العقار لعلاج الأمراض العصبية.
استخدامات الخلايا الجذعية في العلاج
يتم استخدام الخلايا الجذعية لعلاج عدد من الحالات المرضية كما الآتي:
مرض السكري من النوع الأول.
السكتة الدماغية.
الحروق الشديدة.
إصابات الحبل الشوكي.
التهاب المفصل الروماتويدي.
فقدان السمع.
أمراض القلب.
مرض الشلل الرعاش.
مرض هنتنغتون (Huntington''s disease).
أمراض الشبكية.
<<
اغلاق
|
|
|
الخلايا من المريض وتجميدها مسبقًا، ثم تتم إعادة زراعتها لدى المريض بعد إتمام علاج كيميائي بجرعات كبيرة، أو لأسباب أخرى.
إيجابيات زراعة الخلايا الجذعية الذاتية
لعملية الزراعة الذاتية عدد من الإيجابيات عند مقارنتها بالزراعة الخَيْفِيّةَ وهي الزراعة المعتمدة على خلايا مأخوذة من متبرع:
يتوفر في هذه الطريقة لكل مريض متبرع ذاتي، خلافًا للزرع الخيفي الذي يتوفر فيها فقط 20% إلى 30% من المرضى متبرع مناسب من نفس العائلة.
تكون المخاطر أقل عند اللجوء للزرع الذاتي.
لا تكون هنالك مخاطر لرفض الجسم للزرع.
يكون تماثل جهاز الأعصاب للشفاء عقب عملية الزرع الذاتي أسرع منه في الزرع الخيفي، فتكون نسبة الإصابة بالأمراض الميكروبية خصوصًا العدوى الفيروسية كعدوى الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus) أقل.
سلبيات زراعة الخلايا الجذعية الذاتية
من سلبيات زراعة الخلايا الجذعية الذاتية مقارنة بالزراعة الخيفية:
تلوث الخلايا بخلايا سرطانية، هذا التلوث شائع على وجه الخصوص في حالات ابيضاض الدم المختلفة، إلا أنه يحدث أيضًا في حالات الأورام الليمفاوية وفي الأورام الصلبة.
انعدام رد فعل الطُعْم المضاد للورم (Graft versus tumor GVT).
شاهدوا بالفيديو كيف يتم زرع الخلايا الجذعية
تستند الفرضية التي تقوم عليها عملية الزراعة على أنه إذا ضاعفنا جرعة العلاج الكيميائي التي نُعطيها لمريض مصاب بورم سرطاني يستجيب للعلاج بنسبة 5 - 10 مرات فإننا ننجح بالقضاء على عدد أكبر من الخلايا السرطانية، الأمر الذي يجعل عددًا أكبر من المرضى يتمتعون بفترات تغيب فيها الأعراض أو تكاد تختفي، يُطلق على هذه الفترة اسم الهداة (Remission)، ولكن قد تُؤثر على الخلايا الجذعية مما يجعلنا نلجأ لزراعة الخلايا الجذعية الذاتية.
أنواع السرطانات التي نلجأ بها إلى زراعة الخلايا الجذعية الذاتية
يتم إجراء عملية الزراعة الذاتية للمرضى المصابين بالأمراض الآتية:
الليمفوما اللاهودجكينية (Non hodgkin lymphoma).
الورم النقوي (Myeloma).
الليمفوما الهودجكينية (Hodgkin lymphoma).
الأورام الصلبة.
مرض ابيضاض الدم الحاد أو المزمن (Acute or chronic leukemia)
الاستعداد لزراعة الخلايا الجذعية الذاتية
بعد أخذ الخلايا من جسم المريض يتم إعطاؤه جرعة كبيرة من العلاج الكيميائي حسب البروتوكول المتبع، وبعد الانتهاء من العلاج الكيميائي بيومين يتم إجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية.
خطوات زراعة الخلايا الجذعية الذاتية
يتم إعطاء المريض الخلايا الجذعية الذاتية في الوريد تمامًا كما يتم إجراء عملية نقل الدم، خلال عدة أيام إلى أسابيع تنتقل الخلايا إلى نخاع العظم، بعدها يبدأ جسم المريض في تصنيع خلايا الدم المختلفة والصفائح.
فترة التعافي
بعد إجراء العملية يتم إعطاء المريض وحدات من خلايا الدم والصفائح، كما يتم إعطاؤه مضاد حيوي وقائي لحمايته من العدوى.
يبقى معظم المرضى لمدة ثلاثة أسابيع داخل المستشفى في هذه الفترة يجب تنظيف المكان وتعقيمه جيدًا، كما يُمنع دخول الزوار دون ارتداء الكمامة والرداء المعقم الخاص بالمستشفى، ويُمنع أكل الخضار والفواكه الطازجة ويُمنع وضع الزهور لتفادي وجود أي بكتيريا فيها.
يجب أيضًا تنظيف المنزل جيدًا قبل اصطحاب المريض إليه، والحرص على بقائه نظيفًا، ويجب على المريض الالتزام بمراجعة الطبيب بشكل دوري.
<<
اغلاق
|
|
|
لعلاج الأمراض المختلفة، لكن ما الأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية؟
تعد الخلايا الجذعية خلايا أولية تتمتع بالقدرة للتحول إلى خلايا متخصصة، وتتواجد الخلايا الجذعية متعددة القدرات في الجنين وفي دم الحبل السري والسائل السلوي، و بعدد قليل وقدرات أقل في أنسجة مختلفة عند الشخص البالغ.
في الاتي توضيح للأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية:
الأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية
نظريًا لا يوجد فئة محددة من الأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية، حيث يمكن حث الخلايا الجذعية على التمايز لأي نوع من الخلايا التي يمكن استخدامها لإصلاح الأنسجة المتضررة من خلال ما يسمى بالطب التجديدي (Regenerative Medicine).
1. دور الخلايا الجذعية في علاج الأمراض العصبية
هناك عدد من الأمراض العصبية التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية، كالاتي:
مرض باركنسون
إن عزل الخلايا الجذعية المأخوذة من دماغ مريض مصاب بمرض باركنسون، وإعادة حقنها في الدماغ بعد تحفيزها لأن تصبح خلايا عصبية منتجة للدوبامين قد يساعد في التقليل من تصلب العضلات والرجفة المصاحبة للمرض.
مرض الزهايمر
من الممكن أن تساعد الخلايا الجذعية في علاج مرض الزهايمر عن طريق أخذها من النخاع العظمي لشخص مصاب ليتم زراعتها في الدماغ؛ لتبدأ بالقيام بوظائف الخلايا المتضررة.
السكتة الدماغية
إن الحقن الوريدي المبكر للخلايا الجذعية العصبية يزود الجسم بوظائف مضادة للالتهاب، مما يزيد من حماية الخلايا العصبية عن طريق قطع العملية الالتهابية الطحالية بعد النزيف القحفي الداخلي.
أمراض عصبية أخرى
في الاتي ذكر لبعض الأمراض العصبية الأخرى:
إصابات النخاع الشوكي.
مرض التصلب الجانبي الضموري.
2. دور الخلايا الجذعية في علاج الأمراض الوراثية
تعد الأمراض الوراثية الناتجة عن الطفرات من الأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية، ومن هذه الأمراض نذكر التليف الكيسي وفقر الدم المنجلي ومرض هنغتنغتون ومتلازمة مارفان وسرطان الثدي.
يتم استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض الوراثية من خلال الإصلاح الخلوي للأنسجة المتضررة من المرض، حيث يتم زراعة الخلايا الجذعية غير المتضررة بالطفرات؛ لاستعادة الوظيفة الطبيعية للخلايا المتضررة.
3. دور الخلايا الجذعية في علاج أمراض أخرى
من الأمراض التي يتم علاجها بالخلايا الجذعية نذكر:
السكري من النوع الأول.
أمراض القلب.
الفصال العظمي.
الحروق.
السرطان.
استخدامات الخلايا الجذعية
هناك العديد من الاستخدامات التي يتم من خلالها توظيف الخلايا الجذعية، ومن هذه الاستخدامات نذكر:
تحفيز عضلة القلب لإصلاح نفسها: إن دراسة كيفية نمو وتمايز الخلايا الجذعية لخلايا عضلة القلب قد يساعد في الوصول إلى طريقة لتحفيز عضلة القلب لإصلاح ذاتها بعد التعرض للنوبة القلبية.
استخدام الخلايا الجذعية في الدراسات: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في دراسة الأمراض، وفحص الاثار الجانبية لبعض الأدوية، والتوصل إلى أدوية جديدة.
زراعة الخلايا الجذعية: يمكن استخدام زراعة الخلايا الجذعية في تحفيز إنتاج الإنسولين وذلك عندما تتخصص الخلايا الجذعية لخلايا ناضجة مسؤولة على تحفيز إنتاج الإنسولين.
<<
اغلاق
|
|
|
إليك هذا المقال لتتعرف على أهم المعلومات التي تهمك عن الأنسجة الطلائية.
تعد الأنسجة الطلائية (Epithelial tissue) أو ما تسمى بنسيج الظهارة أحد الأنسجة الأساسية في الجسم التي تشكل غطاء جميع أسطح الجسم، لنتعرف في هذا المقال على أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الأنسجة الطلائية هذه:
الأنسجة الطلائية
الأنسجة الطلائية هي أنسجة تغطي جميع أسطح الجسم وتبطن التجاويف، كما تعد النسيج الأساسي في الغدد، ويجدر الإشارة بالذكر إلى أن خلايا الأنسجة الطلائية ترتبط بشكل قوي ومنتظم.، كما يعتمد شكل الأنسجة الطلائية وحجمها على وظيفتها التي تقوم بها، إذ تتنوع أشكال وأحجام هذه الأنسجة وتظهر بأشكال مختلفة، منها: العامودي الطويل، أو الحرشفي، أو المكعب.
أنواع الأنسجة الطلائية
يتم تصنيف الأنسجة الطلائية حسب وظيفتها في مكان معين، كما يمكن تصنيف الأنسجة الطلائية تبعًا لعدد طبقات النسيج إذ تتضمن ما يأتي:
الأنسجة الطلائية البسيطة (Simple epithelia): التي تتكون من طبقة واحدة من الخلايا.
الأنسجة الطلائية الطبقية (Stratified epithelia): التي تتكون من طبقتين أو أكثر من الخلايا.
كما تصنف حسب شكل الخلايا إلى ثلاثة أنواع، تتضمن ما يأتي:
1. النسيج الطلائي الحرشفي (Squamous epithelial tissue)
إذ تكون الخلايا في هذا النسيج رقيقة جدًا تشبه حراشف السمكة، وغالبًا يتواجد النسيج الحرشفي البسيط في الرئتين، والتجويف المبطن للقلب، والأوعية الدموية، حيث يساعد في عملية النقل، أما النوع المعقد فيتواجد في المهبل، والمريء، والفم، والذي يلعب دورًا هامًا في الحماية.
2. النسيج الطلائي العمودي (Columnar epithelial tissue)
حيث تكون خلايا هذا النسيج بالشكل العامودي وتشارك في امتصاص المواد، وغالبًا يتواجد النسيج العمودي البسيط في القناة الهضمية، والرحم، وغيرها للمساعدة في عملية الامتصاص، أما المعقد فيتواجد في قنوات بعض الغدد، والمستقيم عند الذكور بهدف الإفراز والحماية.
3. النسيج الطلائي المكعب (Cuboidal epithelial tissue)
إذ تظهر خلاياه بالشكل المربع عند رؤيتها من مقطع عرضي، وغالبًا يتواجد النسيج المكعب البسيط في أنابيب الكلى، وبعض قنوات الغدد إذ يلعب دورًا هامًا في الإفراز والامتصاص، كما يتواجد النسيج الطلائي المكعب المعقد في الغدد المسؤولة عن التعرق، والغدد اللعابية بهدف الحماية.
وظائف الأنسجة الطلائية
تتضمن وظائف الأنسجة الطلائية ما يأتي:
1. الحماية
ترتكز وظيفة الأنسجة الطلائية على حماية أنسجة الجسم الكامنة من الصدمات، والإشعاع، والسموم، والجفاف التي قد تتعرض لها وتؤدي إلى إلحاق الضرر بها.
2. النقل
يحتوي النسيج الطلائي على مضخات تساعد على نقل الجزيئات المختلفة داخل وخارج الخلية، إذ يسمح بتبادل الجزيئات بين الخلايا الأساسية والشعيرات الدموية وتجويف الجسم والقنوات.
3. الإفراز
تظهر وظيفة النسيج الطلائي في الإفرازات، إذ يتم توصيل الإفرازات من العرق والمخاط والإنزيمات والمنتجات الأخرى عن طرق قنوات من النسيج الطلائي.
4. الامتصاص
يساهم تركيب النسيج الطلائي من الأهداب وغيرها على سطح الخلايا في زيادة مساحة السطح، مما يؤدي إلى امتصاص جزيئات عديدة من المواد، وتساعد خلايا النسيج الطلائي العامودي في الجهاز الهضمي على امتصاص الماء والعديد من العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة.
5. الاستقبال
ترتكز وظيفة بعض خلايا النسيج الطلائي على أداء الوظائف الحسية، وذلك من خلال استقبال المعلومات الحسية وتحويلها إلى إشارات عصبية.
الأمراض والاضطرابات المتعلقة بالأنسجة الطلائية
تعود أمراض الجلد الشائعة إلى اضطرابات الأنسجة الطلائية، إذ تتضمن هذه الاضطرابات ما يأتي:
حب الشباب (Acne).
التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis).
الصدفية (Psoriasis).
حروق الشمس.
اضطرابات التعرق.
التهاب الجلد التأتبي (Atopic eczema).
القوباء (Impetigo).
<<
اغلاق
|
|
|
في العديد من المناحي الصحية المختلفة، ولكن هل تعرفون حقاً ما هي هذه الخلايا الجذعية؟ وما هو دورها وفوائدها؟ نقدم لكم كل هذا وأكثر في المقال التالي.
ما هي الخلايا الجذعية؟
هي خلايا قادرة على تطوير نفسها لأي نوع من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان، وذلك خلال المرحلة المبكرة من العمر والنمو، كما تعمل هذه الخلايا كجهاز تصليح داخلي في أنسجة الجسم.
ميزات الخلايا الجذعية
تختلف الخلايا الجذعية عن باقي الخلايا بالجسم بعدة أمور، لعل أهمها:
بإمكانها الإنقسام وتجديد نفسها مع الزمن
هي خلايا غير متخصصة بالتالي لا تستطيع عمل وظائف معينة في الجسم
لديها القدرة على تطوير نفسها لتصبح خلايا متخصصة مثل خلايا العضلات أو خلايا الدم أو حتى خلايا الدماغ.
تنقسم الخلايا الجذعية إلى نوعين:
الخلايا الجذعية الجنينية (Embryonic stem cells): وهي خلايا مستمدة من أجنة الإنسان ذات الأربعة أو الخمسة أيام. فعندما يقوم الحيوان المنوي بتلقيح البويضة يتشكل لدينا خلية أحادية تعرف باسم الزايجوت (Zygote)، لتبدأ بالانقسام، وبعد أربعة او خمسة أيام من هذه العملية وقبل أن تنزرع البويضة المخصبة في جدار الرحم تسمى هذه الخلايا بكيسة اريمية (Blastocyst)، ومن هنا تظهر الخلايا الجذعية الجنينية.
الخلايا الجذعية البالغة (Adult stem cells): يتواجد هذا النوع من الخلايا في أنسجة الدماغ والنخاع العظمي والدم والأوعية الدموية وعضلات الهيكل العظمي والجلد وصولاً إلى الكبد.
تبقى هذه الخلايا في حالة سكون ودون انقسام لعدة سنوات حتى يتم تنشيطها عن طريق الإصابة بمرض أو تضرر الأنسجة، علماً أن بإمكانها الإنقسام وتجديد نفسها بنفسها، كما تتمكن من توليد مجموعة من الخلايا من العضو الأولي أو حتى إعادة تجديد العضو كاملاً.
يعتقد الباحثون أن دراسة الخلايا الجذعية ومعرفة خصائصها بالتحديد سيساهم في مساعدتهم في جوانب صحية وعلمية مختلفة، فهو قادر على تفسير الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل العيوب الخلقية والإصابة بالسرطان، إلى جانب استخدامها في علاج العديد من الأمراض الصحية الأخرى مثل الزهايمر وباركنسون وأمراض القلب والسكري.
ما هي فوائد الخلايا الجذعية؟
اذا بالإمكان القول أن هناك العديد من الامال التي تبنى على الخلايا الجذعية وإمكانية استخدامها في علاج العديد من الأمراض، حيث يأمل الباحثون والأطباء أن:
فهم كيفية الإصابة ببعض الأمراض من خلال دراسة الخلايا الجذعية.
استخدام خلايا صحية بدلاً من تلك المتضررة والمصابة، حيث بإمكان الخلايا الجذعية تكوين أي نوع من الخلايا كما ذكرنا سابقاً، والتي من الممكن أن تستخدم لتجديد وتصليح الأنسجة والخلايا المتضررة في جسم الإنسان.
قد يستفيد المصابين بإصابات بالحبل الشوكي والسكري من النوع الأول ومرض باركنسون والزهايمر وأمراض القلب والسكتة الدماغية والحروق والسرطان والفصال العظامي من العلاج بالخلايا الجذعية.
بالإمكان استخدام الخلايا الجذعية لتطوير بعض الأنسجة لاستخدامها في زراعة الأعضاء وما يعرف بطب التجديد (Regenerative medicine).
فحص مأمونية الأدوية الجديدة وفعاليتها وذلك قبل استخدامها على الإنسان باستخدام الخلايا الجذعية.
إن نجاح الباحثون باستخدام الخلايا الجذعية في العلاج يعني تمكنهم من علاج الامراض التالية:
السرطان
الزهايمر
باركنسون
العيوب الخلقية
إصابات النخاع الشوكي
تجديد وتصليح الأعضاء المتضررة في الجسم
إعادة نمو الشعر لمن يعاني من الصلع
التوحد
تحسين أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية
علاج مشاكل العيون
علاج الندب والحروق.
كل هذه الأمور تشير بأن هناك مستقبلاً كبيراً وباهراً سيمكننا من تسخير استخدام الخلايا الجذعية لما فيه من مصلحة الإنسان وعلاج بعض الأمراض الصعبة والمستعصية.
بالرغم من وجودنا في اول الطريق حتى الان، إلا أنه من المتوقع أن تكون الخلايا الجذعية الصرعة الجديدة في عالم الطب!
<<
اغلاق
|
|
|
العلماء أن لدى الذبابة الكثير من الدروس التي تقدمها لنا.
سمحت أداة بحث جديدة لعلماء الأحياء بمراقبة عملية تجدّد الخلايا التي تحافظ على صحة أنسجة الأمعاء أثناء الحياة وفي الوقت الفعلي، وكذلك متابعة التفاعلات بين الأنواع البكتيرية المختلفة التي تشكل الميكروبيوم، وهو مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان أو أي كائن حي وتعيش على جسمه أو في داخل أمعائه.
نشرت الدراسة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي بقيادة لوسي أوبراين وكي سي هوانغ من جامعة ستانفورد، وويل لودينغتون من جامعة كارنيجي الأميركيتين في دورية "بلوس بيولوجي".
نافذة مُشرعة
يقولون إن الصورة بألف كلمة، مثلٌ بقي خالدا على مر الأزمنة والعصور، لأن علاماتها قليلة التعقيد وشديدة الوضوح، ولكن ماذا عن امتلاك نافذة مُشرعة على تعقيد الجهاز الهضمي لذبابة الفاكهة أثناء حياتها في الوقت الحقيقي؟
تمكّن الباحثون من مشاهدة الخلايا الجذعية وهي تقوم بالتنسيق أثناء عملية تجديد الأعضاء عن طريق استخدام طريقة بسيطة لتصوير بطن ذبابة الفاكهة أطلقوا عليها "بليماونت" (Bellymount)، بمعني حامل أو حاضن البطن، واكتشفوا أن المعدل الذي توَلد فيه الخلايا الجذعية الفردية خلايا بديلة للبالغين يختلف اختلافا كبيرا.
وتسمح "بليماونت" للباحثين بالتلصص على الأنسجة الحية لأمعاء ذبابة الفاكهة والأعضاء الحشوية الأخرى في الوقت الفعلي. وتوفر للباحثين كميات هائلة من البيانات الثورية في العلوم البيولوجية.
طورت أوبراين هذه الطريقة لفهم كيف تقود الخلايا الجذعية في الجهاز الهضمي عملية تجديد الأنسجة التي تتخلص من الخلايا المريضة وتستبدلها بخلايا جديدة وصحية، واستهدفت دراسة تأثير هذه العملية على الشيخوخة.
تقول أوبراين "قبل الآن، لم يسبق لأحد أن شاهد كيف يحرز تجديد القناة الهضمية تقدما لأنه يحدث على مدى أيام عديدة ويحدث في عمق الجسم".
التنصت على الخلايا
مكنت تقنية "بليماونت" لودينغتون، المتخصص في فهم التفاعلات بين أنواع الميكروبيوم، من فهم أفضل لكيفية مساهمة بكتيريا الأمعاء في العديد من وظائفها من خلال مشاهدتها تنجلي بوضوح.
ووجد أن هناك تباينات في استقرار الميكروبيوم تحاكي نشاط منطقة الخلايا الجذعية، وشاهد بعض أجزاء الميكروبيوم تتحول بشكل مستمر، ورأى البعض الآخر ثابتا بلا تغيير، يشبه الخزان.
وقد سمحت "بليماونت" للباحثين بإلقاء نظرة خاطفة على نشاط جميع الأعضاء الحشوية للذباب، ومراقبة الحديث المتبادل للخلايا عبر الأنسجة، ومراقبة المناعة، والتكاثر، والشيخوخة، وتطور السرطان.
وقال المؤلف المشارك كي سي هوانغ "تجعلك (هذه التقنية) تتساءل كيف تتحدث الخلايا الجذعية للأمعاء والبكتيريا المعوية مع بعضها بعضا وربما تنسق أعمالها؟". وأضاف "الآن لدينا القدرة على التنصت على محادثاتهم في الواقع".
ثورة طبية
خارج نطاق القناة الهضمية، ستسمح تقنية "بليماونت" للباحثين بالتجسس على الأعضاء الحشوية الأخرى في ذباب الفاكهة، ومراقبة كيفية تواصل الأعضاء مع بعضها بعضا أثناء حدوث العمليات داخل كامل الجسم.
يمكن أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى تحسينات في وسائل الطب المتفرد أو الدقيق، الذي يقدم المساعدة في الممارسة الطبية، ويمكن الاستفادة منها في مساعدة المرضى، والوصول للتشخيص الصحيح، والعلاج والوقاية من الأمراض.
كما يمكن أن تساهم تقنية "بليماونت" في تطوير علاجات في الطب التجديدي، وهو فرع من الأبحاث المختصة بترجمة هندسة الأنسجة وعلم الأحياء الجزيئي لاستعاضة وتجديد خلايا وأنسجة وأعضاء البشر لجعلها تعمل بطريقة طبيعية. كما يهدف هذا المجال البحثي لتنشيط آليات الإصلاح الذاتي للجسم، كي تبرئ ما لم يكن ممكنا بالوسائل المعروفة.
<<
اغلاق
|
|
|
شخصاً وإصابة أكثر من 1206480 في 190 دولة منذ بدء تفشي الوباء في الصين ديسمبر الماضي، وتم تسجيل 233300 حالة شفاء على الأقل، وفق تعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية اليوم الأحد عند الساعة 11,00 ت غ.
فما هي "عاصفة السيتوكين"؟ وما علاقتها بوفيات كورونا، وكيف تعمل؟، للإجابة عن هذه الأسئلة يجب أولاً أن تعلم أن 80 % من الحالات المصابة بفيروس كورونا تعاني أعراضاً "طفيفة أو معتدلة" من حمى ووهن وسعال جاف، لكن يضاف إلى ذلك أحياناً ضيق في التنفس يمكن أن يؤدي إلى متلازمة الضيق التنفسي الحاد. وهذه حالة 20 % من المصابين تقريباً مما يتطلب إدخالهم إلى المستشفى ليأملوا بالشفاء، بناء على ما تفيد به منظمة الصحة العالمية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
والسيتوكين مادة تفزرها خلايا الجهاز المناعي طبيعياً لتنظيم النشاط المناعي والتفاعل مع الالتهابات وهي رد دفاعي طبيعي عندما يتعرض الجسم لهجوم، لكن في حالة "عاصفة السيتوكين"، يسجل نشاط مفرط للنظام المناعي ما قد يؤدي إلى الوفاة.
ورداً على سؤال حول دور هذه "العواصف" في الإصابات الحادة لكوفيد-19؟ يقول الخبير الأمريكي في البيولوجيا المجهرية وعلم المناعة ستانلي بيرلمان الذي درس هذه الظاهرة مع مرضي سارس وميرس "أظن أن الرد المناعي الجامح هو الذي يقتل فعلا ًالمرضى (المصابين بكوفيد-19) من خلال القضاء على الأنسجة. لكن هذا غير مؤكد".
وقال بيرلمان وهو خبير في جامعة أيوا لوكالة فرانس برس "حتى الآن لا يوجد نهج علاجي فعال ومثبت لهذه الظاهرة" مشدداً على أن وصف الكورتيكوستيرويد وهي مضادات التهاب شائعة الاستخدام "سيكون ضاراً بالتأكيد" على مرضى كوفيد-19.
وينبغي تهدئة العاصفة عند مستوى الرئتين من دون خفض الحواجز المناعية للمرضى. وحتى الآن لا يملك الطب خارطة طريق واضحة في هذا المجال وتجرى تجارب على عجل في وقت يتسع فيه نطاق الجائحة.. فعلى سبيل المثال، باشرت المجموعة الاستشفائية العامة في باريس "AP-HP" في الأيام الأخيرة تجربة "كوريومنو" لاختبار عقاقير عدة في مواجهة هذا النشاط المناعي المفرط.
وتشكل صعوبات التنفس أو الشعور بضغط كبير على الرئتين أو ازرقاق الشفتين والوجه، مؤشرات يجب أن تدفع إلى استشارة طبية عاجلة على ما تؤكد المراكز الأمريكية للإشراف على الأمراض والوقاية منها.
وبحسب خبراء عالميين فإن ما يسمى "عاصفة السيتوكين"، وهي رد مناعي مفرط يؤدي إلى اعتداء شرس للخلايا على الرئتين، تلعب على ما يبدو دوراً أساسياً في حالات الإصابة الخطرة بكورونا ويقف الطب أمامها عاجزاً نسبياً.
وبحسب تقرير "أ ف ب" اليوم فإن غالبية المرضى الذين يدخلون المستشفى يعانون التهاباً رئوياً حاداً في الجهتين وهو مؤشر إلى إصابتهم بالشكل الخطر من مرض كوفيد-19 بحسب منظمة الصحة العالمية.. وغالباً ما يحصل التدهور فجأة بحدود اليوم السابع على بداية الأعراض على ما يقول يزدان يزدانباه مسؤول قسم الأمراض المعدية في مستشفى بيشا في باريس.
ويحيط الغموض بهذا التوقيت مع تفاوت كبير أحياناً لكنه يفضي بانتظام إلى "متلازمة الضائقة التنفسية الحادة". ويؤدي ذلك إلى توقف الرئتين عن توفير الأكسجين الكافي للأعضاء الحيوية في الجسم فيتطلب وضع المريض على جهاز تنفس اصطناعي.
وكتبت الخبيرة في الالتهابات في جامعة "يونيفرسيتي كوليدج هوسبيتال" في لندن جيسيكا مانسون مع زملاء بريطانيين في مجلة "ذي لانسيت" العلمية، "تكثر الأدلة على أن قسماً من المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من كوفيد-19 يصابون بعاصفة سيتوكين.
وترصد هذه الظاهرة منذ حوالي عشرين عاماً فقط واعتبرت مسؤولة عن خطورة مرضين تنفسيين آخرين ناجمين عن فيروسات كورونا هما سارس (774 حالة وفاة غالبيتها في آسيا في 2002-2003) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس -866 حالة وفاة منذ العام 2012). ويشتبه بأن هذه الظاهرة كانت وراء جائحات إنفلونزا سابقة مثل "الإنفلونزا الإسبانية" التي حصدت نحو 50 مليون ضحية في 1918-1919.
<<
اغلاق
|
|
|
شفراته التي تثيره ذهولا عاما بعد عام، ومن أبرز تلك الدفاعات التي يستخدمه الجسم البشري، هو دفاعه ضد الفيروسات، إذ إن أغلب من يموتون بعد إصابتهم بفيروس ما، يكون بسبب دفاعات الجسم القوية التي تقتل الفيروس وتصيب خلايا الإنسان الحيوية.
ويقول أميش أدالجا طبيب الأمراض المعدية في مركز الأمن الصحي في جامعة جونز هوبكنز، "بعد دخول فيروس الإنفلونزا إلى الجسم، والذي يكون عبر العينين أو الأنف أو الفم، يبدأ الاستحواذ على الخلايا البشرية في الأنف والحلق ليقوم بنسخ نفسه، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وأضاف، "يثير التجمع الفيروسي الهائل رد فعل قويا من الجهاز المناعي، الذي يرسل كتائب من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والجزيئات الالتهابية للقضاء على ذلك التهديد، وفي معظم حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالإنفلونزا، يقتل الجسم نفسه في محاولة للشفاء".
وأشار إلى أن الوفاة بالإنفلونزا ليست كالوفاة بسبب الإصابة بطلق ناري أو بسبب لدغة عنكبوت الأرملة السوداء، فوجود الفيروس في حد ذاته ليس هو ما يقتل، لكن الأمراض المعدية دائما ما يكون لها تفاعلات معقدة مع جسد مضيفها".
وتهاجم الخلايا التائية الأنسجة التي تحتوي على الفيروس وتقضي عليها، ولا سيما تلك الموجودة في الجهاز التنفسي والرئتين التي غالبا ما يستوطنها الفيروس، وفي معظم الحالات بين البالغين الأصحاء، تنجح هذه العملية ويتعافى المريض في غضون أيام أو أسابيع.
لكن في بعض الأحيان يكون رد فعل الجهاز المناعي مفرط القوة، فيتلف كثيرا من الأنسجة في الرئتين، حتى إنها تصبح غير قادرة على توصيل كمية كافية من الأكسجين للدم، ما يؤدي إلى الإصابة بنقص التأكسد ثم الوفاة.
وعلى الرغم من أن السكان حول العالم يشهدون سنويا إصابة ما يصل إلى نحو خمسة ملايين إصابة بالإنفلونزا العادية، و291 إلى 646 ألف حالة وفاة، إلا أن الجسم غالبا يستطيع الانتصار على الأجسام الغريبة التي حاولت التغلب عليه ويكون الشفاء حليف المرضى، وفق منظمة الصحة العالمية .
وتشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا بلغ أكثر من 61 ألف إصابة في الولايات المتحدة في 2017 - 2018.
<<
اغلاق
|
|
|
المستجد، وتشير المعلومات المتوافرة حتى الآن إلى أنه لا يهاجم الرئتين فحسب بل أيضا أعضاء الجسم الأخرى مثل القلب والأوعية الدموية والأمعاء والمخ والكليتين.
ويقول طبيب القلب هارلان كرومهولز من جامعة ييل إن المرض يستطيع مهاجمة كل أجزاء الجسم ويدمرها.
موقع "sciencemag.org" في تقرير مطول رسم صورة لكيفية قيام الفيروس بمهاجمة أجساد ضحاياه وقتل المرضى من ذوي الحالات الحرجة.
يقول باحثون في معهد ويلكوم سانغر إنه عندما يستنشق شخص ما رذاذ مصاب بالفيروس، فإنه يدخل الجسم الجديد عبر الأنف والحلق، ويجد مأوى له في بطانة الأنف.
وهناك يجد مستقبلا يسمى "ACE2" وهو إنزيم يساعد بروتينا موجودا على النتوءات السطحية للفيروس على الالتصاق بالخلايا، وبدخوله الخلايا يتكاثر الفيروس ويهاجم خلايا جديدة.
في هذه المرحلة، لا تظهر الأعراض، أو قد تظهر في صورة الحمى أو السعال الجاف أو التهاب الحلق أو فقدان حاسة الشم أو التذوق أو حدوث آلام في الرأس والجسم.
إذا لم يقم الجهاز المناعي بضرب الفيروس والقضاء عليه خلال المرحلة الأولى، فإن الفيروس يتجه بعد ذلك إلى القصبة الهوائية لمهاجمة الرئتين، وهنا يصبح وحشا قاتلا.
وتكمن الخطورة في أن الأكياس الهوائية الصغيرة التي تسمى بالحويصلات الهوائية في الرئتين تحوي خلايا غنية بهذه المستقبلات التي تساعد الفيروس على دخول الجسم.
وعندما يهاجم كورونا الرئتين، تتعطل عملية انتقال الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الشعيرات الدموية ثم إلى باقي الجسم.
وهنا، يتدخل جهاز المناعة، وتطلق خلايا الدم البيضاء جزيئات تسمى "كيموكين" تقوم باستدعاء المزيد من الخلايا المناعية لقتل الخلايا المصابة بالفيروس، تاركة وراءها صديدا وخلايا ميتة.
وهنا يحدث الالتهاب الرئوي وتكون أعراضه السعال، والحمى وسرعة التنفس.
في هذه المرحلة، يتعافى بعض المرضى، أحيانا دون الحاجة إلى أجهزة لدعم التنفس، لكن قد تزداد الأمور سوءا عندما تنخفض مستويات الأكسجين في دم المريض ويجد صعوبة أكبر في التنفس.
وهنا يحدث ما يسمى بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، وما يستلزم عادة وضع المرضى تحت أجهزة التنفس الصناعي، والكثير من المرضى في هذه المرحلة ينتهي بهم الحال بالوفاة.
وتظهر عمليات التشريح أن الحويصلات الهوائية للمرضى في هذه المرحلة تكون محشوة بالسوائل وخلايا الدم البيضاء والمخاط وبقايا خلايا الرئة المدمرة، وتنهار جدرانها أثناء الهجوم، وهو ما يقلل امتصاص الأكسجين.
ووجدت دراسات حديثة أن الفيروس أو مقاومة الجسم له (لا يعرف بعد) يؤدي أيضا إلى تدمير لأعضاء أخرى في الجسم.
الكبد:
تشير البيانات إلى أن المرضى ترتفع لديهم مستويات إنزيمات تشير إلى سوء حالة الكبد، وربما ينتج ذلك عن إفراط عمل جهاز المناعة أو نتيجة للأدوية التي يتعاطها المريض لمحاربة الفيروس.
الكلي:
تلف الكلى شائع في الحالات الشديدة ويزيد من احتمالية الوفاة. قد يهاجم الفيروس الكلى مباشرة، أو قد يكون الفشل الكلوي ناتجا عن أشياء أخرى في الجسم مثل انخفاض ضغط الدم. وقد وجدت دراسة أن 27 في المئة من 85 مريضا أدخلوا المستشفى في ووهان يعانون من فشل كلوي.
الأمعاء:
يصيب الجهاز الهضمي السفلي (الأمعاء الدقيقة) الغني بمستقبلات "ACE2"، ويجدر بالذكر أن دراسة حديثة وجدت أن نحو 20 في المئة على الأقل من المرضى يعانون من الإسهال.
الدماغ:
بعض المرضى يعانون من السكتات الدماغية والنوبات والارتباك العقلي والتهاب الدماغ، ويحاول الأطباء معرفة أي منها ناتج عن الفيروس مباشرة.
ويقول روبرت ستيفنز، طبيب العناية المركزة في جامعة جونز هوبكنز، إن مستقبلات "ACE2" موجودة في القشرة العصبية وجذع الدماغ، ولكن لا يُعرف بعد كيف يخترق الفيروس الدماغ ويتفاعل مع هذه المستقبلات.
العينان:
يعاني مرضى كوفيد-19 من التهاب الملتحمة، والتهاب الغشاء المبطن للجزء الأمامي من العين والجفن الداخلي، وهي من أكثر الأعراض شيوعا بين ذوي الحالات الحرجة.
الأنف:
يفقد بعض المرضى حاسة الشم، ويتكهن العلماء بأن الفيروس قد يتحرك لأعلى الأنف حتى النهايات العصبية للأنف ويتلف الخلايا.
القلب والأوعية:
يدخل الفيروس خلايا الأوعية الدموية، عن طريق الارتباط بمستقبلات "ACE2" على سطح تلك الخلايا. وتؤدي العدوى إلى حدوث الجلطات والنوبات القلبية.
وتشير ورقة بحثية نشرت في مجلة "جاما" إلى تعرض حوالي 20 في المئة من 416 مريضا بكوفيد-19 في ووهان لتلف القلب.
ووجدت دراسة أخرى أجريت قرب ووهان أن نحو 44 في المئة من 138 مريضا أدخلوا المستشفى يعانون من اضطرابات في القلب.
لكن ما الذي يقتل تحديدا؟ هل هو الفيروس أم الاستجابة المفرطة لجهاز المناعة؟، والتي تسمى "عاصفة السيتوكين" التي تدمر الرئتين.
والسيتوكين هو بروتين يستخدم في عمليات نقل الإشارة والتواصل ما بين الخلايا، وعند حدوث "العاصفة"، ترتفع نسبته إلى مستويات أكبر من اللازم، فتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة السليمة. في هذه الحالة يحدث تسرب للأوعية الدموية، وينخفض ضغط الدم، وتحدث الجلطات، وتفشل الأعضاء في أداء وظائفها.
وحينها، يضطر بعض الأطباء إلى استخدام الأدوية التي تقلل من استجابة الجهاز المناعي، وهو ما يقلق جوزيف ليفيت، طبيب الرعاية الرئوية الحرجة في كلية الطب بجامعة ستانفورد، لأن هذه الأدوية قد تثبط الاستجابة المناعية التي يحتاجها الجسم لمحاربة الفيروس.
ويقول التقرير إنه بينما يتقدم العلم باتجاه اختبار الأدوية لمحاربة المرض القاتل، فإن الأمل هو في إيجاد العلاجات "الأكثر دهاء من الفيروس الذي أوقف العالم عن مساره".
<<
اغلاق
|