المرض المعدي الذي قد يكون مميتاً. يمكن لالتهاب الكبد بالفيروس سي أنْ يُدمِّر الكبد ويؤدي إلى عملية زرع كبد. تظهر الأبحاث الأخيرة أنَّ هذا المرض يقتل الأشخاص البالغين في أمريكا أكثر مما يقتل مرض الإيدز. قام الباحثون بدراسة على 534 شخص من البالغين الذين يعيشون بلا مأوى، كان معظمهم من الرجال السود؛ وذلك من الفترة حزيران/يونيو 2003 إلى شباط/فبراير 2004. أظهرت الاختبارات أنَّ 26.7٪ من المشاركين في الدراسة كانوا مصابين بالتهاب كبدي بالفيروس سي (وهي نسبة أعلى بعشرة أضعاف من النسبة بين عموم السكان في الولايات المتحدة والتي تبلغ 2٪ فقط). ومن بين الأشخاص المصابين في هذه الدراسة، كان 46٪ منهم لا يعرفون أنهم مصابون بالتهاب الكبد بالفيروس سي. ووفقاً لباحثين من جامعة كاليفورنيا في لوس آنجليس، فقد كانت نسبة الذين خضعوا للعلاج أقل من 3٪ عند أولئك الذين يعرفون أنهم مصابون. لقد كانت معدلات الإصابة أعلى بكثير بين أولئك الذين تعاطوا حقن المخدرات أو كانوا في السجن؛ والذين تتراوح أعمارهم 40 عاماً أو يزيد؛ والأشخاص الأقل تعليماً؛ والبالغين المولودين في الولايات المتحدة؛ والذين لديهم وشم في ثلاثة مناطق من الجسم أو أكثر؛ والمدمنين على المخدرات الخطيرة التي لا تحتاج إلى حقنها بالإبر (باستثناء الماريجوانا). وبالنسبة للسلوكيات الجنسية، فإنَّها لم تكن على صلة كبيرة مع الإصابة بالتهاب الكبد سي؛ وفقاً للدراسة التي نشرت في عدد تموز/يوليو وآب/أغسطس من مجلة تقارير في الصحة العامة. وخلصت الباحثة المشاركة في هذه الدراسة الدكتورة ليليان غيلبرغ، استشارية طب الأسرة، وزملاؤها إلى القول: "تظهر هذه الدراسة ودراسات سابقة أن الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة الذين يعيشون في المناطق الحضرية بلا مأوى هم أكثر عرضةً للعدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي". كتب الباحثون: "الأشخاص البالغون الذين لا مأوى لهم هم بحاجة إلى تدخلات تشمل تثقيفهم بهذا المرض (التهاب الكبد الوبائي بالفيروس سي)، وتقديم المشورة الطبية لهم، والتطوع بإجراء الاختبارات اللازمة وتقديم الخدمات العلاجية لهم. ويمكن صياغة برامج علاجية ووقائية خاصة بمرض التهاب الكبد الوبائي بالفيروس سي لهؤلاء الفئة من السكان، على غرار برامج الإيدز لاسيَّما بعد تلك التدخُّلات الناجحة ذات الصِّلة التي جرى تطويرها من أجل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز". ذكر معدوا الدراسة بعضاً من القيود التي واجهتهم؛ ففي الوقت الذي استندت فيه معدلات الإصابة بالتهاب الكبد سي على الاختبارات الدموية، اعتمدت بعض الإجراءات الأخرى في هذه الدراسة على التقارير الذاتية للأشخاص، الأمر الذي يخضع للتذكُّر وبالتالي يُضعف من قوة الدراسة.