بدالرحمن العبدالكريم رئيس مركز الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض إنه تم بعون الله إجراء عمليتين لزراعة الكبد لمريضين بالغين من قريبيهما اللذين تبرعا بجزء من الكبد لقريبيهما اللذين كانا يعانيان من تليف وفشل في الكبد وفي أمس الحاجة للزراعة كحل أخير لإنقاذ حياتهما بإذن الله. وتمت الزراعة لمريض عمره 63عاماً بجزء من كبد ابنه البالغ من العمر 36عاماً والعملية الأخرى تمت بزراعة جزء من الكبد لمريض عمره 25عاماً والتي تبرع بها أخو المريض والبالغ من العمر 29عاماً.
وبيَّن أن برنامج الكبد من المتبرعين عن الأقارب الأحياء البالغين قد بدأ منذ سنتين حيث "وضعت العجلات على قضبان الطريق" وتحركت القافلة بعد إعداد جميع المتطلبات لذلك البرنامج وبالتعاون مع أكبر مركز في العالم في هذا المجال بجامعة كيوتو في اليابان وبقيادة البروفيسور تاناكا والذي يعتبر مرجعاً عالمياً في تقنية هذه العمليات. وبعد القيام بعدة عمليات ناجحة تحت إشرافه قام فريق الاستشاريين السعودي بقيادة الدكتور عبدالمجيد العبدالكريم بعمل العمليات الأربع الأخيرة بنجاح ولله الحمد وسيستمر هذا التعاون المثمر في هذا المجال بإذن الله. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج لزراعة الكبد من المتبرعين الأحياء للبالغين هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وفي مركز الكبد الذي يعتبر أكبر مركز قام بعمليات زراعة للكبد في المنطقة. ولقد تم تطوير هذا البرنامج أسوة بالمراكز العالمية المتطورة في هذا المجال لكي يساعد في حل مشكلة نقص الأعضاء المستخلصة من المتوفين دماغياً لدينا في المملكة مع أن هناك مئات من حالات الوفيات في المملكة بل ربما المئات من المرضى الذين في حاجة ماسة إلى زراعة الكبد. علماً بأن نقص توفر الأعضاء من المتوفين دماغياً هي مشكلة عالمية إلا أن النقص في أغلب الدول المتقدمة هو بسبب زيادة عدد المرضى المحتاجين للزراعة عن عدد حالات الوفاة الدماغية الموجود فعلياً وليس بسبب عدم الاستفادة الكاملة من الوفيات الدماغية.
وأكد بأن هذه العمليات قد بدأت في مطلع التسعينات الميلادية وتم حتى الآن القيام بما يقرب 3000عملية من هذا النوع على مستوى العالم وأغلبها تم في اليابان. وحتى الآن فلقد حدث حوالي 8وفيات في العالم أجمع بين المتبرعين أي أن احتمال الوفاة من هذه العملية لا قدر الله لا تتعدى 1في كل 300عملية علماً بأن أغلب الوفيات حدثت في أول التسعينات ومع ازدياد الخبرة وتطوير وسائل الوقاية اللازمة والاختيار الأمثل للمتبرعين فإن نسبة الخطر تكون أقل بإذن الله.
ويتم في هذه العملية اختيار المتبرع المناسب الذي يجب أن يكون بصحة جيدة تماماً وتوافق فصيلة الدم مع المريض وتناسب حجم الجسم والكبد بين المتبرع والمريض. والعملية تتم بأخذ الفص الأكبر مع الأوعية الدموية الخاصة به من كبد المتبرع والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى 65% من حجم الكبد ثم زراعتها في المريض بعد استئصال كبده المريضة. ولقد ثبت أن الفص الباقي لدى المتبرع ينمو خلال فترة أسابيع قليلة إلى ما يقارب حجم الكبد الأصلية كما أن الفص المزروع ينمو كذلك إلى حجم قريب من حجم الكبد الطبيعي فتبارك الله أحسن الخالقين. وأضاف لابد من التنويه بالشكر للمتبرعين لأقاربهم لما قدموه في سبيل إنقاذ حياتهم وهذا دليل حي على روح العطاء والتكافل والتلاحم في مجتمعنا المسلم، جزاهم الله خيراً على ما بذلوه في الدنيا والآخرة.. آمين.