تاريخ النشر 1 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتور عبدالمجيد العبدالكريم     المشاهدات 1

الفشل الكبدي .

فشل الكبد هو تدهور شديد في وظائف الكبد. ينجم فشل الكبد عن وجود اضطراب أو مادة تضرُّ بالكبد. يشعر معظم الأشخاص المصابين باليرقان (اصفرار لون الجلد والعينين) بالتَّعب والضَّعف ونقص الشهيَّة. تشتمل الأَعرَاض الأخرى على تجمُّع السَّائِل داخل البطن (استسقاء البطن) والميل إلى الت
َّكدُّم والنَّزف بسهولة.

    يستطيع الأطبَّاء تشخيص الفشل الكبدي عادةً اعتمادًا على الأعراض وعلى نتائج الفحص السَّريري والاختبارات الدَّمويَّة.

    تنطوي المعالجة عادةً على ضبط تناول البروتين والحدِّ من تناول الصوديوم في النظام الغذائي والامتناع عن تناول الكحول ومعالجة السبب، ولكن قد يكون من الضروري إجراء زرعٍ للكبد في بعض الأحيان.

يمكن أن ينجم فشل الكبد عن أيِّ نوعٍ من اضطرابات الكبد، بما فيها التهاب الكبد الفيروسي (التهاب الكبد بي أكثرها شيوعًا) وتشمُّع الكبد وضرر الكبد النَّاجم عن الكحول أو الأدوية مثل الأسيتامينوفين (انظر التَّسمُّم بالأسيتامينوفين).

يجب أن يتضرَّر جزء كبير من الكبد قبل حدوث فشل الكبد. قد يحدث فشل الكبد بسرعة على مدى أيام أو أسابيع (حاد) أو تدريجيًّا على مدى أشهر أو سنوات (مزمن).

تظهر الكثير من الآثار نتيجة وجود خلل في وظائف الكبد:

    عجز الكبد عن معالجة البيليروبين بشكلٍ كافٍ (الفضلات النَّاجمة عن تفكُّك خلايا الدَّم الحمراء القديمة) بحيث يمكن طرحه من الجسم. ثمَّ يتراكم البيليروبين في الدَّم ويترسَّب في الجلد. النتيجة هي الإصابة باليرقان.

    عجز الكبد عن تصنيع كميَّة كافية من البروتينات التي تساعد على تجلُّط الدَّم. والنتيجة هي الميل إلى التَّكدُّم والنَّزف (اعتلال خثري).

    يكون ضغط الدَّم في الأوردة التي تحمل الدَّم من الأمعاء إلى الكبد مرتفعًا بشكلٍ غير طبيعي غالبًا (يُسمَّى فرط ضغط الدَّم البابي).

    قد تتجمَّع السوائل داخل البطن (استسقاء البطن).

    يمكن أن تتدهور وظيفة الدماغ نتيجة عجز الكبد عن إزالة المواد السامة كما يفعل عادةً وبالتالي تتراكم هذه المواد في الدَّم. يُسمى هذا الاضطراب بالاعتلال الدِّماغي الكبدي.

    قد تتشكَّل أوردة جديدة (تسمى الأوعية الرَّادفة) تتجاوز الكبد. وهي تتشكَّل في المريء والمعدة غالبًا. حيث تتضخَّم الأوردة وتصبح مُلتفَّة. تكون هذه الأوردة- تُسمَّى دوالي المريء (دوالي مريئيَّة) أو المعدة (دوالي مَعديَّة)- هشَّة ومُعرَّضة لحدوث نزف (انظر النَّزف الهضمي).

    ولأسبابٍ مجهولة، يحدث خللٌ في وظيفة الكُلى عند نحو نصف الأشخاص المصابين بفشل الكبد. يُسمَّى فشل الكبد الذي يؤدي إلى الفشل الكلوي بالمُتلازمة الكبديَّة الكلويَّة.

    تزيد حالات الخلل الوظيفي في الجِهاز المَناعيّ من خطر حدوث حالات عدوى

    قد يُعاني الأشخاص من حالات شذوذٍ إستقلابيَّة، مثل انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدَّم (نقص بوتاسيوم الدَّم) أو انخفاض مستوى السكر في الدَّم (نقص سكر الدَّم).

  الأعراض 

يُعاني الأشخاص المصابين بفشل الكبد عادةً من اليرقان واستسقاء البطن والاعتلال الدِّماغي الكبدي وتراجع عام في الصحَّة. تؤدي الإصابة باليرقان إلى جعل الجلد وبياض العينين يبدوان بلونٍ أصفر. قد يؤدي استسقاء البطن إلى حدوث تورُّمٍ فيه. يمكن أن يتسبَّب الاعتلال الدماغي الكبدي بحدوث تخليط ذهنِي أو شعورٍ بالنُّعاس. كما يُعاني معظم الأشخاص من أعراضٍ عامَّة، مثل التَّعب والضَّعف والغثيان ونَقص الشَّهية.

وقد يكون للنَّفَس رائحة حلوى مُتعفِّنة.

يمكن أن يُعاني الأشخاص من سهولة حدوث التَّكدُّم أو حدوث النَّزف. فمثلًا، قد لا يتوقَّف النزف الذي سيكون طفيفًا عند الأشخاص الآخرين (مثل، النزف من جرحٍ صغير أو من الرُّعاف) من تلقاء نفسه بل وقد يَصعبُ على الأطباء ضبطه. قد تؤدي خسارة الدَّم إلى حدوث انخفاضٍ في ضغط الدَّم وصدمة.

يمكن أن يؤدي حدوث فشل حاد في الكبد إلى تحوُّل حالة الأشخاص الصحيَّة من الحالة السليمة إلى حالةٍ قريبة من الموت خلال بضعة أيَّام. بينما يكون تدهور حالة الشخص المصاب بفشل الكبد المزمن شديد التَّدرُّج حتى وقوع حدث جوهري، مثل تقيُّؤ الدَّم أو تبرُّز دموي. يكون وجود الدَّم في القيء أو البراز ناجمًا عن حدوث نزفٍ في دوالي المريء أو المعدة عادةً.

يؤدي حدوث الفشل الكلوي إلى تراجع كميَّة البول المُنتَجة والمطروحة من الجسم ممَّا يؤدي إلى تراكم المواد السَّامَّة في الدَّم.

ويصبح التنفُّس صعبًا في نهاية المطاف.

وأخيرًا، يؤدي فشل الكبد إلى الوفاة إذا لم يَجرِ علاجه أو إذا كان اضطراب الكبد مُتقدِّمًا. وحتى بعد انتهاء المعالجة، قد يكون فشل الكبد مُتعذِّر الإصلاح. يتوفَّى بعض الأشخاص نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي. ويُصاب بعض الأشخاص بسرطان الكبد.
  التَّشخيص 

    تقييم الطبيب

    الاختبارات الدموية

يستطيع الأطباء تشخيص الفشل الكبدي عادةً اعتمادًا على الأَعرَاض وعلى نتائج الفَحص السَّريري. تُجرى اختباراتٌ دمويَّة لتقييم وظائف الكبد، والتي تكون شديدة الضَّعف عادةً.

وللتَّحرِّي عن الأَسبَاب المحتملة، يستفسر الأطباء عن جميع المواد التي يتناولها الأشخاص، بما فيها الأدوية الوصفيَّة والغير وصفيَّة والمنتجات العشبية والمكمِّلات الغذائية. كما تُجرى اختباراتٌ دمويَّة لتحديد الأَسبَاب المحتملة.

كما قد تُجرى اختبارات أخرى، مثل اختبارات البول واختبارات دمويَّة أخرى وغالبًا تصوير بالأشعَّة السِّينية للصدر، وذلك للتَّحرِّي عن المشاكل التي قد تحدث، بما فيها تدهور وظيفة الدماغ والفشل الكلوي وحالات العدوى. ويمكن تكرار الاختبارات بشكلٍ دوريٍّ وفقًا للأعراض التي يُعاني منها الشخص.
  المُعالجَة 

    معالجة السبب

    اتِّباع نظام غذائي قليل البروتينات الحيوانيَّة

    معالجة الفشل الكبدي الحاد بشكلٍ فوري

    زرع الكبد في بعض الأحيان

تختلف المعالجة باختلاف السبب وباختلاف الأعراض النَّوعيَّة. تعتمد الحاجة المُلحَّة للمعالجة على ما إذا كان الفشل الكبدي حادًا أو مزمنًا، لكنَّ مبادئ المعالجة هي نفسها.
  تقييد النِّظام الغذائي 

يُلزَم الأشخاص باتِّباع نظام غذائي مُقيَّد، ممَّا يحدُّ من كميَّة البروتين الحيواني المُتناوَل وخصوصًا الموجود في اللحوم الحمراء ولكنَّه موجود كذلك في الأسماك والجبن والبيض. قد يُسهم الإفراط في تناول البروتين الحيواني في حدوث خللٍ في وظيفة الدماغ. ينصح الأطباء بتناول المزيد من الأطعمة المحتوية على البروتين النباتي (مثل فول الصويا) لضمان حصول الأشخاص على حاجتهم من البروتين. كما ينبغي الحدُّ من تناول الصوديوم (في الملح وفي الكثير من الأطعمة). يمكن أن يساعد اتِّباع النظام الغذائي المُقيَّد على منع تجمُّع السَّائِل داخل البطن. ويجب الامتناع بشكلٍ كامل عن تناول الكحول لأنَّه قد يُفاقم ضرر الكبد.
  فشل الكبد الحاد 

يجب معالجة فشل الكبد الحاد في أقرب وقت ممكن وذلك لإمكانية التفاقم السريع لمشاكل يمكن أن تحدث (مثل النَّزف). يُعالَج الأشخاص المصابون بفشل الكبد الحاد في وحدة الرعاية المُركَّزة إن أمكن ذلك. يمكن أن تنطوي المعالجة على ما يلي:

    انخفاض ضغط الدَّم: تُستعملُ السوائل الوريديَّة المحتوية على الأدوية لرفع مستوى ضغط الدَّم المنخفض

    الاعتلال الدِّماغي الكبدي: المُعالجَات المُحتملة مثل لاكتولوز (ملين) والحقن الشرجيَّة والمضادَّات الحيويَّة

    حالات العدوى: المضادَّات الحيوية أو الأدوية المُضادَّة للفطريات

    انخفاض نسبة السُّكَّر في الدَّم: يُعطى الغلُوكُوز (السكر) عن طريق الوريد

    النَّزف: نقل البلازما الطازجة المُجمَّدة (الجزء السَّائِل من الدَّم المحتوي على بروتينات تساعد على تجلُّط الدَّم والتي تسمَّى عوامل التخثُّر في الدَّم) وكامل الدَّم عند الضرورة

يجري إدخال أنبوب التنفس البلاستيكي من خلال الفم في الرُّغامى وتُستَعملُ المُنفِّسة الميكانيكيَّة للمساعدة على التنفُّس في بعض الأحيان.
  زرع الكبد 

يمكن لزرع الكبد عند إجرائه بالسرعة الكافية أن يُعيدَ وظائف الكبد مُتيحًا استمرار حياة الأشخاص طالما رغبوا في الحصول عليه مع عدم حدوث اضطرابٍ فيه ؟. إلَّا أنَّ زرع الكبد لا يُناسب جميع الأشخاص المصابين بفشل الكبد.


أخبار مرتبطة