تاريخ النشر 19 سبتمبر 2013     بواسطة الدكتور عبدالمجيد العبدالكريم     المشاهدات 201

الأطباء يطالبون الجهات المختصة سرعة التدخل

الموت يهدد حياة 100مريض أجروا زراعة كبد من مساجين أعدموا بالصين . . الرياض - محمد الحيدر: يواجه نحو 100مريض ومريضة أتموا عمليات زراعة للكبد في الصين الشعبية مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياتهم بالموت بعد أشهر قليلة من عودتهم للمملكة ومتابعة حالتهم الصحية في مراكز الكبد التخصصية بمستشفيات الممل
كة.
وارجع أطباء سعوديون مختصون في أمراض وزراعة الكبد حدوث هذه المضاعفات إلى شبهة خطيرة تلف تلك الأكباد المزروعة للمرضى السعوديين، تدور جميعها حول قيامهم بشراء الكبد من مساجين ومساجين سياسيين نفذ فيهم حكم الإعدام، فضلاً عن سوء الرعاية والمتابعة الصحية بعد عملية الزراعة.
وتزامنت معاناة هؤلاء المرضى هذه الأيام مع إعلان الجمعية البريطانية لزراعة الأعضاء مؤخراً عن أن هناك العديد من الدلائل التي تفيد بأن أعضاء الآلاف من السجناء المعدومين تستأصل للاستعمال في عمليات زراعة الأعضاء بدون موافقة الأشخاص المعنيين.
وقال ل "الرياض" الدكتور عبد المجيد العبد الكريم استشاري ورئيس قسم أمراض وجراحة الكبد بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض ان الزراعات التي تجرى في الصين تتم بطرق مشبوهة من حيث الأخلاقيات الطبية، ولا نعلم كيف يتم الحصول على المتوفى دماغياً، ولا كيفية استخلاص الكبد، وهناك مؤشرات أنها أخذت من مساجين في طريقهم إلى الإعدام!!!.
ولفت الدكتور العبد الكريم إلى أن منظمة الصحة العالمية والجمعية العالمية للأطباء وجمعيات زراعة الأعضاء بالدول الغربية أثاروا هذه الشبهة ونددت بعدم الشفافية.
وقال الدكتور العبد الكريم "ان النتائج الطبية في مركز الكبد بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض تشير إلى أن هناك أكثر من 65مريضا ومريضة عادوا مؤخراً من الصين توفي منهم حتى الآن 7مرضى، ولا يمر أسبوع دون دخول مريض أو مريضين من هؤلاء المرضى لمعاناتهم من مشاكل ومضاعفات سيئة جداً.
والمح الدكتور العبد الكريم إلى أن المسألة أصبحت تجارية بحته في الصين من حيث زراعات الأعضاء، نافياً معرفة التكلفة التي يدفعها المريض مقابل الحصول على الكبد كاملة، مشيراً إلى أنها تتم بين المريض أو ذويه مع المراكز التي يلجأون إليها ولا يوجد أي تفاصيل دقيقة أو معروفه حولها.
وذكر الدكتور العبد الكريم انه منذ خمس إلى سبع سنوات ماضية حدث وبشكل مفاجئ تضاعف كثير في زراعة الأعضاء بالصين، وبدأوا في بث دعايات غير مباشرة للمرضى في أمريكا واليابان والشرق الأوسط في خطوة تهدف إلى جذب اكبر عدد ممكن من المرضى المحتاجين للزراعة لان العملية أصبحت تجارية بحتة على حد قوله.
وحمّل الدكتور العبد الكريم المركز السعودي لزراعة الأعضاء مسؤولية ما يحدث لمرضى الكبد في المملكة، وقال في هذا الإطار انه يجب على المركز أن يكون لديه توجه للحد من إرسال أو سفر المرضى للصين لان الوضع بات سيئاً للغاية، وتثقيف المجتمع أو الداعمين لهؤلاء المرضى بصفة خيرية أو عن طريق اللجان الطبية الأخرى بخطورة الوضع القائم.
وكشف الدكتور العبد الكريم أن الشؤون الصحية للحرس الوطني أدركت حجم المشكلة حيث تقود تحركاً كبيراً يتمثل في التنبيه لما يحدث في الصين من زراعات للأعضاء، ونأمل أن يعرض على مجلس الخدمات الصحية للقيام بزيارات للمراكز وانتقاء للمراكز التي بها رعاية طبية جيدة والتي تستحق إرسال مرضانا لها بحيث نضمن على الأقل أن المرضى يجدون الرعاية الطبية الجيدة وعندما يعودون إلينا يعودون بزراعة ناجحة.
وفي سؤال ل "الرياض" حول طبيعة تلك المتاعب التي تنتظر المرضى بعد زراعة الكبد قال الدكتور العبد الكريم ان هناك نوعين من المتاعب الأولى نوعية تحدث مباشرة بعد الزراعة حتى أن البعض يعود بطائرة الإخلاء الطبي مزودا بجهاز التنفس بين الحياة والموت في حين النوعية الأخرى تبدأ بالشعور بالمتاعب بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريباً من العودة للبلاد، وهي عبارة عن التهابات جرثومية وتضيق في القنوات المرارية وتجلط في الأوعية الدموية بالكبد.
من جهته أكد ل "الرياض" الدكتور محمد بن إبراهيم السبيل استشاري ورئيس قسم جراحة وزراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن هناك علامات استفهام حول نوعية الأعضاء التي تعمل في الصين، فهي مأخوذة من مساجين محكومين بالإعدام، ويوجد تحفظات دولية على ما يحدث لأسباب أخلاقية وظروف اخذ العضو في مستشفى السجن.
وبين الدكتور السبيل ان مستشفى التخصصي يتابع أكثر من 30مريضا ومريضة اجروا الزراعة بالصين ومعظم تلك الحالات توفوا ولم يكملوا العام بعد الزراعة.
وقال الدكتور السبيل أنني زرت بعض المراكز المتخصصة بالزراعة بالصين ضمن وفد طبي مختص ووجدنا أن التجهيزات الطبية داخل غرف العلاج المركز سيئة جداً والتعامل مع الحالات غير جيد.
وتعهد الدكتور السبيل بقوله "أننا نستطيع أن نزرع الكبد لجميع المرضى المحتاجين داخل المملكة، ولكن لدينا مشاكل أهمها مشكلة تنظيمية في عملية تحويل الحالات في المستشفيات، فنسبة الكبد المحصول عليها بالمملكة لا تتجاوز 15% مما هو أصلا موجود، وبالإمكان أن نستفيد من 70أو 80% مما هو موجود ولكن لم يستفد منه حتى الآن والسبب هو غياب نظام يفرض تحويل حالات الوفاة الدماغية بالمستشفيات المختلفة، وبالتالي لا يوجد تعامل سريع مع حالة الوفاة الدماغية.


أخبار مرتبطة