تاريخ النشر 3 مايو 2015     بواسطة الدكتور فواز عبدالعزيز الحسين     المشاهدات 201

أم الدم الدماغية

تحدث أمُّ الدم الدماغيَّة عندما تنتفخ جدران وعاء دمويٍّ في الدماغ. ويمكن أن تتمزَّق أمُّ الدم الدماغيَّة أحياناً، وتنزف ضمن الدماغ. وتعدُّ أمَّهاتُ الدم الدماغيَّة حالةً خطيرة جداً، يُمكن أن تسبِّب سكتات دماغيَّة مُدمِّرة، بل يمكن أن تكون قاتلة أيضاً. ولا يعرف أحدٌ على وجه اليقين لماذا تحدث أمّ
َهات الدم. كما أنَّ أمَّهات الدم الدماغيَّة قد تسبِّب ضغطاً على الدماغ، مؤدِّية إلى حدوث ضعف وعمى وأعراض عصبيَّة أُخرى. ويُمكن أن تسبِّب نزف الدماغ أو نزفاً حول الدماغ أو في داخله أيضاً. إنَّ نسبة مرتفعة من الناس الذين يعانون من تمزُّق أم الدم والنزف الناجم عنها لا يحظون بفرصة البقاء على قيد الحياة. ويلجأ عددٌ كبير ممَّن يبقون على قيد الحياة إلى دور الرعاية طوالَ ما تبقَّى من حياتهم، ذلك لأنَّهم يعانون من مشاكل عصبية شديدة. وبما أنَّ أمَّ الدم النازفة يُمكن أن تكون خطيرة، لذلك قد ينصح الأطبَّاء المريض بالمعالجة للوقاية من النزف قبل أن يحدث. ويمكن أن تضمَّ هذه المعالجة: •	لفائف صغيرة وبالونات تستعمل لفصل أم الدم عن الشِّريان الرئيسي الذي يغذِّيها، ومنعها من التمزُّق. •	إجراء يتم فيه قطعُ أم الدم ومنعها من النزف. لا تُعطي المعالجةُ نَتائج جيِّدة إذا جرت بعد أن يحدث النزف، لذلك من المستحسَن في العديد من الحالات أن يتمَّ بدء معالجة أمَّهات الدم قبل أن تنزف. 
مُقدِّمة
تحدث أمُّ الدم الدماغيَّة عندما تنتفخ جدران وعاء دمويٍّ في الدماغ. يمكن أن تتمزَّق أمُّ الدم الدماغيَّة أحياناً، وتنزف ضمن النسيج الدماغيِّ. وتعدُّ أمَّهاتُ الدم الدماغيَّة حالةً خطيرة جداً يُمكن أن تسبِّب سكتات دماغيّة مُدمِّرة، بل يمكن أن تكون قاتلة أيضاً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم ما هي أم الدم الدماغية، وماهي أعراضها، وكيف يُمكن مُعالجتها. 
لمحة عن تشريح الدماغ
الدماغُ هو مركز التحكُّم في الجسم. يوجد الدماغ داخل الجُمجُمة التي تقوم بحمايته. يتغذَّى الدماغ عن طريق العديد من الأوعية الدمويَّة. أمُّ الدم هي شذوذ في الوعاء الدمويِّ يجعله ينتفخ. ولا يعرف أحد على وجه اليقين ما الذي يسبِّب حدوث أُمَّهات الدم. يجعل هذا الانتفاخ جدران الوعاء الدموي رقيقة، ومن ثَمَّ أكثر عرضة للنزف. 
أعراض أم الدم الدماغية
يُمكن أن تُسبِّب أمُّ الدم ضغطاً على الدماغ، ممَّا يؤدِّي إلى الضعف والعمى، وغيرهما من الأعراض العصبيَّة. يمكن أن تسبِّب أمُّ الدم أيضاً تدمِّي الدماغ أو نزفاً حول الدماغ أو داخله. إنَّ نسبة مرتفعة من الناس الذين يعانون من تمزُّق أم الدم والنزف الناجم عنها لا يحظون بفرصة البقاء على قيد الحياة. ويلجأ عددٌ كبير ممَّن يبقون على قيد الحياة إلى دور الرعاية طوالَ ما تبقَّى من حياتهم، لأنَّهم يعانون من مشاكل عصبية شديدة. قد تُكتشف أمُّ الدم عندما يُجرى عادة تصوير طبقي محوري أو تصوير بالرنين المغناطيسيِّ بعد ان يشكو المريض من اعراض مشابهة لاعراض تمدد الاوعية الدموية في الدماغ. يُظهر هذا التصويرُ الطبقي المحوري نزفاً دموياً ناجماً عن أُم الدم. المنطقةُ التي تظهر باللون الأبيض هي منطقة النزف. 
عواملُ الخطر
هناك بعضُ العَوامل التي تجعل الشخص أكثرَ عُرضة للإصابة بأم الدم الدماغيَّة. وبعضُ هذه العوامل توجد مع الشخص منذ الولادة، وبعضها الآخر قد يكون من الممكن التحكُّم به. التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية هي تشابكات شاذَّة بين الأوعية الدمويَّة، قد تكون الشرايين فيها متَّصلةً بالأوردة مباشرةً دون المرور في أوعية أصغر. إنَّ وجود التشوُّهات الشريانيَّة الوريدية عند شخص ما تزيد من خطر أن يكون لديه أمُّ دم دماغية. يزيد وجودُ فرد من الأسرة لديه أم دم دماغيَّة من خطر أن يكون لدى الشخص أمُّ دم دماغيَّة هو الآخر. كما أنَّ الخطر يزداد مع تقدُّم الشخص بالعمر. يكون الأشخاصُ المُدخِّنون مُعرَّضين أكثر من غيرهم للإصابة أيضاً. يزيد تناولُ الكثير من الكحول وإدمان المُخدِّرات كالكوكائين من خطر الإصابة أيضاً. يُمكن أن يجعل ضغطُ الدم المرتفع الشخصَ أكثرَ عرضةً للإصابة بأم الدم الدماغيَّة. 
علاج أم الدم الدماغية
قد لا تحتاج أمَّهاتُ الدم الصغيرة التي لم تتمزَّق إلى معالجة، وتحتاج إلى المتابعة عن كَثَب فقط. وبما أنَّ أمَّ الدم النازفة يُمكن أن تكون خطيرة، لذلك قد ينصح الأطبَّاء المريضَ بالمعالجة للوقاية من النزف قبل أن يحدث. يُمكن أن تُستخدم لفائف صغيرة وبالونات لمعالجة أمَّهات الدم. وتستعمل هذه اللفائف الصغيرة والبالونات لفصل أم الدم عن الشريان الرئيسي الذي يغذِّيها ومنعها من التمزُّق. وهي توضع داخل أمِّ الدم أو بجوارها بواسطة قثاطير خاصَّة يجري إدخالُها عبر الشرايين الرئيسيَّة للدماغ. وتُعرف هذه الطريقة بالمعالجة باسم المُعالجة من داخل الوعاء. لا تصلح المعالجةُ من داخل الوعاء لكلِّ المرضى؛ حيث يأخذ الطبيب بعين الاعتبار عدَّة عوامل عند اختيار هذه الطريقة، ومن هذه العوامل:
حجم وموقع أمِّ الدم.
مكان النزف، إذا كان قد حصل.
عمر المريض.
الحالة الصحِّية العامَّة للمريض.
يُمكن أن تُجرى عمليَّة "لربط" أمِّ الدم لمنع النزف. وتفصل هذه العمليَّة أمَّ الدم عن تيار الدم، ممَّا يسمح لها بالانكماش. وتؤدِّي هذه العمليَّة إلى منع النزف، كما أنَّها تزيل الضغط عن أجزاء الدماغ المحيطة بها أيضاً. ليس الهدف من عملية ربط أمِّ الدم إزالة تأثير أي نزف حدث من قبل؛ بل تهدف بدلاً من ذلك إلى الوقاية من حدوث أيِّ نزف إضافي. 
الخلاصة
تعدُّ أمَّهاتُ الدم الدماغيَّة حالة خطيرة جداً قد تؤدِّي إلى حدوث السكتات الدماغية أو إلى الموت. تكون نتيجةُ المعالجة أسوأ بعد أن يحدث النزف، لذلك، من المستحسَن في العديد من الحالات المضيُّ قُدُماً ومعالجة أمَّهات الدم قبل أن تنزف. 
يمكن أن تخفِّف معالجةُ أمَّهات الدم التي لم تنزف بعد من مجموعة من الأعراض الخطيرة، بل إنَّها قد تكون مُنقذة للحياة أيضاً. 


أخبار مرتبطة