تاريخ النشر 30 مارس 2015     بواسطة الدكتور نجيب قاضي     المشاهدات 201

خمس و ستون في المئة من مصابي الزهايمر

الأدوية الشعبية والعشبية التي تدعي العلاج النهائي لمرض الزهايمر، مبينا أن العلم إلى الآن لم يكتشف علاجا شافيا للمرض، إنما أدوية مخففة للأعراض المصاحبة التي تظهر على المصاب. وبين لـ "الاقتصادية" الدكتور نجيب قاضي استشاري العلوم العصبية والإدراك والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ورئ
يس اللجنة العلمية والطبية في الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أن أكثر من 30 في المائة من مرضى الزهايمر يلجأون إلى الأدوية العشبية والشعبية في حين أن 65 يلجأون إلى العلاج الطبي في الحالات المتأخرة، في حين يستغل ضعاف النفوس في بعض الأسر المصابين في سلب ممتلكاتهم وخاصة في المراحل المتوسطة للمرض، التي يتحدث فيها المريض لكنه لا يدرك كل ما يفعل.
وأضاف قاضي أن بعض أسر المرضى يشعرون بالخجل من العلاج في بداية إصابة المريض ما يدفعهم إلى طرق العلاج غير الصحيحة، في حين أن بعض الأسر ما زالت تنسب المرض إلى أسباب أخرى غير حقيقية مثل العين والسحر والمس، ما يؤخر علاج المريض ويدهور حالته.
وأكد الدكتور نجيب أن مرض الزهايمر عادةً يصيب كبار السن فوق‏ 65‏ عاماً,‏ ويتضاعف معدل الإصابة كل خمس سنوات، وخرف الشيخوخة هو أحد الأسباب الرئيسية للعجز والإصابة وتدهور وظائف المخ، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمراض العصبية التي تصيب المخ، ونوه إلى أنه رغم أن الإصابة عادة بمرض الزهايمر تحدث بعد عمر متقدم وتصل إلى نسبة 2 في المائة إلا أن الأعمار الأقل معرضة أيضا للإصابة في حال وجود أمراض أخرى متعددة، مشيرا إلى أن أصغر مريض شاهده لم يتجاوز عمره 21 عاما.
واعتبر أن نمط الحياة التي يعيشها المسن في المملكة وخاصة السيدات يضاعف من الإصابة بمرض الزهايمر أكثر من عشرين مرة خاصة إذا ترافقت مع تقدم العمر أمراض مثل السكري والضغط وأمراض القلب، منوها بأن تناول اللحوم البيضاء والخضار وممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة بمعدل ثلاث مرات تقلل من مخاطر الإصابة بالزهايمر إلى نحو 50 في المائة إضافة إلى التمارين الذهنية كالألعاب وقراءة القرآن، مشددا على أن تغير النمط الحالي يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بالمرض وخاصة أن المسن في المملكة تقل حركته وتواصله مع الآخرين مع الأسف الشديد.
وأضاف استشاري الأمراض العصبية، أن السبب الحقيقي للمرض ما زال مجهولا، ولكن هناك أسباب مختلفة منها التقدم في العمر وتشوه البروتينات في خلايا المخ وتليفها، الإصابة بأكثر من مرض مثل القلب، السكر، الضغط، الإصابات البليغة في الرأس، إضافة إلى الأمراض الوراثية، موضحا أن الدراسات الحالية ركزت على الخلايا الجذعية كعلاج للمرض ولكن لم تتوصل إلى نتائج مؤكدة، منوها بعدم السفر إلى الخارج خاصة إلى دول شرق آسيا لزراعة الخلايا الجذعية التي يتوقع أن تكون نتائجها مبهرة في المستقبل في علاج الزهايمر، ولكنها حاليا قد تصيب المريض بأورام خبيثة.
وأشار إلى أن الأعراض والعلامات المبكرة لمرض الزهايمر تتمثل في النسيان قصير المدى وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية كالعمل، قيادة السيارة بالشكل المطلوب، إضافة إلى العزلة عن الأهل والأقارب واختلال في الذاكرة، مطالبا الأسر التي تظهر فيها الأعراض بسرعة مراجعة الطبيب والعلاج لأن ذلك يخفف من حدة المرض.
وبين أن الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أبرمت أخيرا اتفاقيات مع مؤسسات ومستشفيات عالمية للإسهام في علاج المرض والحد من آثاره السلبية داخل المملكة، وشكلت هيئة استشارية داخلية وخارجية تضم سبعة استشاريين عالميين من كبار المتخصصين في مرض الزهايمر سيزورون المملكة سنويا لتنفيذ الخطط الطبية للوقاية والعلاج.
وأكد أن الجمعية بصدد تطبيق برنامج الرعاية المنزلية لعلاج المصابين المتقدمين في المرض وتوعية ذويهم وأسرهم بماهية المرض، إضافة إلى إجراء أربع دراسات مسحية لتحديد مدى انتشار المرض في المملكة.
إلى ذلك يحتفل العالم اليوم الثلاثاء بيوم مرض الزهايمر، الذي تؤكد الدراسات العلمية أنه في زيادة مستمرة، حيث سيصل إلى 35‏ مليون شخص مريض في العالم لعام ‏2010‏، وذلك نتيجة عدم التشخيص المبكر لهم ما يعني حرمانهم من الرعاية والعلاج‏، في الوقت الذي يعاني أسر هؤلاء المرضي الإحباط والتوتر والغضب لأن من يحبونهم يتغيرون ولا يعرفون السبب الحقيقي في ذلك‏.
وينسب مرض الزهايمر وهو خلل دماغي إلى الطبيب الألماني ألويس الزهايمر، الذي كان أول من وصف المرض في عام 1906م، ومنذ ذلك الحين استطاع العلماء خلال القرن الماضي أن يتوصلوا إلى كثير من الحقائق المهمة حول مرض الزهايمر.
وأدى المرض إلى بروز حالات نصب واحتيال على بعض المصابين في المملكة وسلب ممتلكاتهم وأموالهم نتيجة استغلال الحالة المرضية، حيث شهدت المحاكم حالات كثيرة لجأت إلى الطب لإثبات عدم إدراك المرضى الذين نقلوا ممتلكاتهم فجأة إلى أحد أفراد الأسر، كما أكد الدكتور نجيب قاضي.
وعن ذلك تؤكد ابنة مصاب لـ "الاقتصادية" أن شقيقها الأكبر نقل جميع أملاك والده إليه، وفوجئت أسرتهم بذلك بعد وفاة والدهم، منوهة بأن قلة الوعي بالمرض والمخاطر المترتبة عليه وتأخير العلاج كانت وراء استغلال أخيها ظروف والدهم وحرمان باقي أفراد الأسرة من الميراث، مبينة أن أسرتها لجأت حاليا إلى القانون لاسترداد حقهم وما زالت القضية تنظر من قبل المحكمة 


أخبار مرتبطة