الكبير الذي أسهمت به الحملات التوعوية في الرفع من نسب الرضاعة الطبيعية في السعودية، قائلة «في دراسة حديثة قمنا بإجرائها على جميع مراكز رعاية الصحة الأولية بجدة، تبين أن هناك ارتفاعاً واضحاً في نسب الأطفال الذين ينعمون بالرضاعة الطبيعية، حيث ارتفعت النسبة إلى 55 في المائة، أي بزيادة 25 في المائة مقارنة بالعام الماضي»، إلا أنها تستدرك مؤكدة بأن هذه النسب لا تزال متأخرة مقارنة بالعديد من دول العالم.
وعزت الدكتورة خورشيد إحجام الأمهات السعوديات عن الرضاعة الطبيعية إلى قصور في الوعي الصحي وتداخل بعض المفاهيم الاجتماعية التي تنتقص من دور الأم المرضع، إضافة إلى عدم الإدراك الحقيقي لمدى الأهمية الكبرى التي يعكسها الحليب الطبيعي على صحة الطفل، مفصحة عن رغبتها المستقبلية بطرح ضرورة إضافة العديد من المعلومات الطبية التوضيحية إلى مناهج الثقافة الأساسية في مدارس وكليات البنات، والتي تبين مدى أهمية ودور الرضاعة الطبيعية، واصفة هذه الخطوة بأنها من أبرز الخطط التوعوية المستقبلية.
فيما كشفت الدكتورة خورشيد عن غياب الدراسات النفسية والاجتماعية المحلية المرتبطة بالأسباب الحقيقية لإحجام نسبة كبيرة من السعوديات عن الرضاعة الطبيعية واعتماد الحليب الصناعي كبديل للبن الأم، خاصة أن الدراسات والبحوث الطبية كانت قد أثبتت مدى ارتباط العديد من العوامل النفسية والعاطفية بالرضاعة الطبيعية، وذلك ما يحدد شكل العلاقة المستقبلية التي تربط بين الأم والطفل.
يشار إلى أن الدراسات العلمية الحديثة كانت قد أثبتت أن احتمال وفاة الأطفال الذين يرضعون صناعياً يزداد بمعدل 15 إلى 20 مرة عن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً، وذلك خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى من العمر، كما أن الرضاعة من الزجاجة تسبب زيادة في معدلات الإصابة بالإسهال والأمراض التنفسية، وهما أبرز أسباب وفاة الأطفال في الدول النامية، فيما تؤكد الدكتورة خورشيد عدم وجود دراسة محلية حديثة توضح عدد الوفيات من الأطفال المتضررين من إحجام الأمهات عن الرضاعة الطبيعية في السعودية.
وفي السياق نفسه، فقد اختتمت فعاليات أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي يوم السبت الماضي، في مستشفى الملك فهد بجدة، التي جاءت تحت شعار (مراقبة المدونة، 25 عاماً في حماية الرضاعة الطبيعية)، تحت رعاية الدكتور عبد الرحمن الخياط، مدير الشؤون الصحية بجدة، وبدعم مجموعة من المؤسسات الخيرية.
وشرحت الدكتورة خورشيد، كون (مراقبة المدونة) تتضمن دليلاً وافياً بالقواعد الأساسية لمراقبة الحليب الصناعي البديل للرضاعة الطبيعية، مشيرة إلى أن اختيار الشعار جاء كأحد الأهداف الأساسية في البرنامج، بعيداً عن الترويج التقليدي لطرق تسويق بدائل لبن الأم، خاصة وقد جاءت توصيات أسبوع الرضاعة العالمي، بإقرار الاجتماعات الأولية بين المراكز الصحية والشركات المروجة لبدائل حليب الأم، بصورة رسمية ومقننة شهرياً، بحيث تـُمنع هذه الشركات من المقابلة المباشرة للأمهات بهدف التسويق أو توزيع الهدايا، وفق ما وصفته الدكتورة خورشيد بـ«الترويج غير الأخلاقي لبدائل حليب الأم».
وقد سعت فعاليات البرنامج إلى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الرضاعة الطبيعية، حيث اختتم الأسبوع التوعوي بتوزيع كتيب (دليل الأم المرضع)، والذي تضمن مجموعة من المعلومات حول فوائد الرضاعة الطبيعية ومساوئ الرضاعة الصناعية، وطرق الرضاعة الطبيعية للمرأة العاملة، ووضع الأم المرضع في رمضان، وغيرها من الموضوعات الإرشادية التي تكشف للأمهات مدى أهمية الرضاعة الطبيعية للأطفال.