تاريخ النشر 5 مارس 2022     بواسطة الدكتور صالح احمد القرني     المشاهدات 1

مرض التصلب اللويحي,

التصلب اللويحي هو مرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي ووظيفته حمايتها، هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبًا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وفي نهاية المطاف قد تُصاب الأعصاب نفسها بالضرر وهو ضرر غير قابل ل
لإصلاح.
أعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة حسب الأعصاب المصابة وشدّة الإصابة، في الحالات الصعبة يفقد مرضى التصلب اللويحي القدرة على المشي أو التكلم، أحيانًا من الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى؛ لأن الأعراض غالبًا تظهر ثم تختفي وقد تختفي لعدة أشهر.
مرض التصلب المتعدد قد يظهر في أي عُمْر، لكنه في العادة يبدأ بالتطور في عمر ما بين 20 - 40 عامًا، كما أن المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
أعراض مرض التصلب اللويحي
لمرض التصلب اللويحي أعراض مختلفة ومتنوعة تتعلق بموقع الألياف العصبية المصابة، من بين أعراض التصلب اللويحي ما يأتي:
    الخَدَر، أو انعدام الإحساس والشعور، أو الضعف في الأطراف جميعها أو جزء منها، وعادةً ما يظهر هذا الضعف أو الشلل في جهة واحدة من الجسم أو في القسم السفلي منه.
    فقدان جزئي أو كلّي للنظر في إحدى العينين، بشكل عام لا تكون المشكلة في كلتي العينين معًا في الوقت ذاته، وأحيانًا تكون مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها.
    رؤية مزدوجة أو ضبابية.
    أوجاع وحكّة في أجزاء مختلفة من الجسم.
    الإحساس بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الرأس حركات معينة.
    رعاش.
    فقدان التنسيق بين أعضاء الجسم، أو فقدان التوازن أثناء المشي.
    تعب.
    دوار.
تظهر الأعراض عند معظم المصابين بمرض التصلب المتعدد وخصوصًا في مراحله الأولى، ومن ثم تختفي بشكل كلّي أو جزئي، وفي كثير من الأحيان تظهر أعراض التصلب اللويحي أو تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أسباب وعوامل خطر مرض التصلب اللويحي
التصلب اللويحي هو مرض مناعة ذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه، تؤدي هذه العملية إلى إتلاف طبقة الميالين وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها.
عند الإضرار بطبقة الميالين قد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل إطلاقًا.
لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي دون آخر، لكن المعروف أن مزيجًا من العوامل الوراثية والالتهابات في فترة الطفولة يُساعد في ذلك.
عوامل خطر الإصابة بالتصلب المتعدد
العوامل الآتية قد تزيد من احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي:
1. العُمْر
قد يظهر التصلب اللويحي في كل الأعمار، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور بشكل عام في سن ما بين 20 – 40 عامًا.
2. الجنس
احتمال إصابة النساء بمرض التصلب اللويحي هو ضعف احتماليته لدى الرجال.
3. عوامل وراثية
احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي يزداد عند وجود أفراد من العائلة مصابين أو أصيبوا بمرض التصلب اللويحي، مع ذلك أثبتت التجارب بين التوائم المتماثلة أن الوراثة ليست العامل الوحيد للإصابة بمرض التصلب اللويحي.
فلو كان مرض التصلب المتعدد يتعلق بالعوامل الوراثية وحدها فقط لكان احتمال الإصابة لدى التوائم المتماثلة متساويًا، لكن الوضع ليس كذلك إذ إن احتمال الإصابة لدى توأمين متماثلين هو 30% فقط إذا كان شقيقه التوأم مصابًا بالتصلب المتعدد.
4. الالتهابات
من المعروف أن كثيرًا من الفيروسات لها علاقة بمرض التصلب اللويحي، فمثلًا يوجد علاقة بين مرض التصلب اللويحي وبين فيروس إبشتاين – بار وهو الفيروس المسبب لمرض كثرة الوحيدات العدائية، وحتى الآن ليس معروفًا كيف ينشأ الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من مرض التصلب اللويحي.
5. أمراض أخرى
ثمة أشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد، إذا كانوا مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية الآتية:
    الأمراض التي يختل فيها عمل الغدة الدرقية.
    السكري من النوع الأول.
    التهاب الأمعاء.
مضاعفات مرض التصلب اللويحي
في بعض الحالات يمكن أن تتطور لدى مرضى التصلب اللويحي أمراض أخرى، مثل:
    تيبّس أو تشنج العضلات.
    شلل وخاصةً في الساقين.
    مشكلات في كيس المثانة، أو في الأمعاء، أو في الأداء الجنسي.
    مشكلات عقلية، مثل: النسيان، أو صعوبة التركيز، أو الاكتئاب.
    مرض الصّرع.
تشخيص مرض التصلب اللويحي
لا توجد فحوصات محددة لتشخيص التصلب اللويحي، وفي النهاية يعتمد التشخيص على نفي وجود أمراض أخرى قد تسبّب الأعراض نفسها، بإمكان الطبيب تشخيص مرض التصلب اللويحي بناءً على نتائج الفحوصات الآتية:
1. فحوصات الدم
فحوصات الدم يمكنها أن تساعد في نفي وجود أمراض التهابية أو التهابات أخرى تُسبب هي أيضًا نفس أعراض التصلب اللويحي.
2. البَزْل القـَطـَنيّ
في هذا الفحص يقوم الطبيب أو الممرضة باستخراج عينة صغيرة من السائل النخاعي الموجود في العمود الفقري وفحصها مخبريًا، نتائج هذا الفحص يمكن أن تدل على خلل أو مشكلة معينة لها صلة بمرض التصلب اللويحي، مثل: مستويات غير طبيعية من كريات الدم البيضاء أو البروتينات.
هذه العملية يمكنها أن تساعد أيضًا في نفي وجود أمراض فيروسية وأمراض أخرى قد تسبب أعراضًا عصبية مماثلة لأعراض التصلب اللويحي.
3. فحص التصوير بالرنين المغناطيسي
في هذا الفحص يتم استخدام حقل مغناطيسي عالي الشحن لتشيكل صورة مفصلة للأعضاء الداخلية، هذا الفحص يمكنه الكشف عن أضرار في الدماغ والعمود الفقري تدل على فقدان الميالين بسبب التصلب اللويحي.
ومع ذلك فإن فقدان الميالين قد يحدث جراء أمراض أخرى كالذئبة (Lupus) أو مرض لايم (Lyme Disease)، أي أن وجود هذه الأضرار لا يعني أن المريض مصاب بالضرورة بمرض التصلب اللويحي.
خلال الفحص يستلقي الشخص على طاولة قابلة للتحريك ويتم إدخالها إلى جهاز يشبه أنبوبًا طويلًا يُصدر أصوات طَرْق خلال إجراء الفحص.
معظم الفحوصات تستغرق وقتًا لا يقل عن ساعة واحدة، والفحص ليس مؤلمًا، لكن بعض الناس ينتابهم رُهاب الأماكن المغلقة عندما يكونون داخل الجهاز، ولذلك قد يحرص الطبيب على أن يُجرى الفحص عند الحاجة تحت التخدير.
في بعض الأحيان يتم حقن مواد ملونة في الوريد، يمكن بواسطتها الكشف بسهولة أكبر عن الأضرار، هذه العملية تساعد الأطباء في تحديد ما إذا كان المرض في مرحلة فعالة حتى لو لم يكن يشعر المريض بأعراض المرض.
التقنيات الأكثر تطورًا لهذا الفحص يمكنها تزويد صورة تفصيلية أكثر عن درجة إصابة الليف العصبي أو حتى عن التلف التام للميالين أو استصلاحه.
4. فحص النبضات العصبية
في هذا الفحص يتم قياس الإشارات الكهربائية التي يرسلها الدماغ كرد فعل على المنبّهات، يتم استخدام منبّهات بصرية أو منبّهات كهربائية لليدين أو الرجلين.
علاج مرض التصلب اللويحي
لا علاج شافٍ للمرض، علاج التصلب اللويحي يتركز إجمالًا في معالجة رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الأعراض، هذه الأعراض تكون لدى بعض المرضى خفيفة وبسيطة جدًا إلى درجة أنه لا حاجة لأي علاج لها قطعيًا، تشمل هذه العلاجات الآتي:
1. العلاج بالأدوية
الأدوية المتداولة والمعروفة لمعالجة هذا المرض تشمل الآتي:
    كورتيكوستيرويد (Corticosteroid)، وهو العلاج الأكثر انتشارًا لمرض التصلب المتعدد، إذ يحاصر ويقلص الالتهاب الذي يشتدّ عادةً عند النوبات.
    إنترفيرون (Interferon).
    غلاتيرمر (Glatiramer).
    ناتاليزوماب (Natalezomab).
    ميتوكسينوترون (Metoxenotrone).
2. علاجات أخرى
تتوفر علاجات أخرى لعلاج التصلب اللويحي، وهي تشمل:
تنقية فِصادة البلازما (Plasmapheresis)، وهي تقنية مشابهة بعض الشيء لغسيل الكلى؛ لأنها تقوم بفصل كريات الدم عن البلازما تلقائيًا.
يتم استخدام فصادة البلازما في حالات الأعراض الشديدة لمرض التصلب اللويحي، خصوصًا عند الأشخاص الذين لا يبدون تجاوبًا ولا يطرأ لديهم تحسن عند حقنهم بالستيروئيدات في الوريد.
الوقاية من مرض التصلب اللويحي
لا يمكن لأي شخص أن يمنع ظهور مرض التصلب العصبي المتعدد؛ لأن الأطباء لا يعرفون حتى الآن السبب الدقيق للمرض.
العلاجات البديلة
يمكن العلاج بالتدليك حيث يتم تعليم المريض وتدريبه على تمارين للشد والتقوية، كما يتم توجيه المريض حول كيفية استخدام أجهزة يمكنها تسهيل الحياة اليومية.
أما العلاج بواسطة الأعشاب فلا يمكن، ولكن هناك أعشابًا قد تخفف من حدة الأعراض فقط لكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمالها لضمان عدم حدوث آثار جانبية، وتشمل: 
    الكركم.
    غوتو كولا (Centella asiatica).
    جنكة بيلوبا (Ginkgo biloba).
    بذور القنب الصيني (Cannabis sativa).
    عشبة غافث (Agrimonia eupatoria).
    أوراق التوت.
    النعناع البري.
    البابونج.
    جذور وأوراق الهندباء.
    الزنجبيل.


أخبار مرتبطة