تاريخ النشر 26 أكتوبر 2021     بواسطة الاستشاري يحيى محمد ال زهير     المشاهدات 1

طب الطيران واحة أمن المسافرين

أول شهيد في الطيران طبيب صعد بالبالون إلى ارتفاعات عالية، ونزل منها جثة هامدة، لذا أفرزت التجارب والأبحاث منذ منتصف القرن التاسع عشر حقيقة علمية صدمت الإنسان، وهي أن بيئة الارتفاعات العليا غير مناسبة للحياة، فكلما ارتفعنا إلى الأعلى نقص الضغط الجوي، ونقص نتيجة له الضغط الجزئي للأوكسجين الذي
 هو غاز الحياة، ومع تطور الطيران تطور الطب المختص به الذي أصبح أحد فروع علم الطب ومن إفرازات علم طب الطيران في حماية الإنسان في بيئة الارتفاعات العالية من الغلاف ضغط مقصورة الطائرات . ويولي هذا المجال اهتماماً كبيراً لدراسة أسباب حوادث الطائرات، ووضع الضوابط اللازمة لمنع حدوثها وتجنبها ما أمكن، وبشكل عام تعتبر الطائرات أسرع وأكثر وسائط النقل راحة، وأمناً . 


أول شهيد في الطيران طبيب صعد بالبالون إلى ارتفاعات عالية، ونزل منها جثة هامدة، لذا أفرزت التجارب والأبحاث منذ منتصف القرن التاسع عشر حقيقة علمية صدمت الإنسان، وهي أن بيئة الارتفاعات العليا غير مناسبة للحياة، فكلما ارتفعنا إلى الأعلى نقص الضغط الجوي، ونقص نتيجة له الضغط الجزئي للأوكسجين الذي هو غاز الحياة، ومع تطور الطيران تطور الطب المختص به الذي أصبح أحد فروع علم الطب ومن إفرازات علم طب الطيران في حماية الإنسان في بيئة الارتفاعات العالية من الغلاف ضغط مقصورة الطائرات . ويولي هذا المجال اهتماماً كبيراً لدراسة أسباب حوادث الطائرات، ووضع الضوابط اللازمة لمنع حدوثها وتجنبها ما أمكن، وبشكل عام تعتبر الطائرات أسرع وأكثر وسائط النقل راحة، وأمناً . في هذا التحقيق نسلط الضوء على نشأة طب الطيران، وأقسامه، والقوانين المنظمة الدولية له، وطب السفر للمسافرين، والحالات المرضية الناتجة عن ظروف الطيران، وغيرها من المحاور من خلال الحديث مع متخصصين في هذا المجال .

طب الطيران في "الإمارات"

د . نبيلة العوضي (رئيسة قسم طب الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني)، تشير إلى أن طب الطيران يعرف أيضاً بطب الفضاء وهو فرع من فروع الطب المهني يدرس ظروف العمل المهنية للعاملين في مجال الطيران من طيارين، ومضيفين جويين، ومراقبي الحركة الجوية، وهو التخصص الطبي الذي يركز على الظروف الصحية والنفسية المرتبطة بالطيران والوقاية من هذه الظروف، وتخفيف وعلاج الأمراض والعلل المرتبطة بالطيران .
وعن نشأته، تقول: طب الطيران موجود منذ بداية نشأة الهيئة، حيث كانت الهيئة تقوم بترخيص الأطباء، ولكن لم تكن هناك مراقبة أو تدقيق عليهم . وإنشاء قسم طب الطيران كان في عام ،2004 منذ انضمامي للهيئة قبل 8 سنوات، كنت أول طبيبة إماراتية تعمل لدى الهيئة، وكانت التحديات كبيرة جداً، والمعلومات التي كانت لدي عن هذا المجال قليلة، والأصعب أنه لم يكن عندي المرشد ليدلني على نقطة البداية، ولكن العاملين في الهيئة ساعدوني بتوفير كل الدورات التدريبية التخصصية، وابتعاثي لبعض الدورات في الخارج، وهذا الدعم المادي أثرى معلوماتي كثيراً، وقرأت الكثير عن هذا التخصص على مستوى العالم، وكيف يعمل هؤلاء الأطباء، واشتركت في المؤتمرات الدولية وقمت بزيارة عدد من الدول للتعرف إلى طبيعة العمل لديهم، كل هذا أخذ الكثير من الجهد لتأسيس القسم وتطويره باستمرار، وكلما طرأ موضوع جديد علي كنت أبحث عن كل الممارسات على مستوى العالم وأدرس إمكانية ملاءمته وتطبيقه عندنا . واليوم في هذا القسم لدينا قانون منبثق من المنظمة الدولية لطب الطيران، ولدينا إجراءات داخلية للتعامل مع كل الحالات الخاصة بالطيارين وأطقم الطائرات وبفضل من الله نواكب كل جديد في مجال الطب بشكل عام وطب الطيران بشكل خاص . فعندما انضممت للهيئة كنت أعمل مفتشة طب طيران وبعد 7 سنوات أصبحت وظائف ومسؤوليات القسم واضحة، ورسمياً أصبحت رئيسة هذا القسم التابع لإدارة التراخيص 


أول شهيد في الطيران طبيب صعد بالبالون إلى ارتفاعات عالية، ونزل منها جثة هامدة، لذا أفرزت التجارب والأبحاث منذ منتصف القرن التاسع عشر حقيقة علمية صدمت الإنسان، وهي أن بيئة الارتفاعات العليا غير مناسبة للحياة، فكلما ارتفعنا إلى الأعلى نقص الضغط الجوي، ونقص نتيجة له الضغط الجزئي للأوكسجين الذي هو غاز الحياة، ومع تطور الطيران تطور الطب المختص به الذي أصبح أحد فروع علم الطب ومن إفرازات علم طب الطيران في حماية الإنسان في بيئة الارتفاعات العالية من الغلاف ضغط مقصورة الطائرات . ويولي هذا المجال اهتماماً كبيراً لدراسة أسباب حوادث الطائرات، ووضع الضوابط اللازمة لمنع حدوثها وتجنبها ما أمكن، وبشكل عام تعتبر الطائرات أسرع وأكثر وسائط النقل راحة، وأمناً . في هذا التحقيق نسلط الضوء على نشأة طب الطيران، وأقسامه، والقوانين المنظمة الدولية له، وطب السفر للمسافرين، والحالات المرضية الناتجة عن ظروف الطيران، وغيرها من المحاور من خلال الحديث مع متخصصين في هذا المجال .

طب الطيران في "الإمارات"

د . نبيلة العوضي (رئيسة قسم طب الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني)، تشير إلى أن طب الطيران يعرف أيضاً بطب الفضاء وهو فرع من فروع الطب المهني يدرس ظروف العمل المهنية للعاملين في مجال الطيران من طيارين، ومضيفين جويين، ومراقبي الحركة الجوية، وهو التخصص الطبي الذي يركز على الظروف الصحية والنفسية المرتبطة بالطيران والوقاية من هذه الظروف، وتخفيف وعلاج الأمراض والعلل المرتبطة بالطيران .
وعن نشأته، تقول: طب الطيران موجود منذ بداية نشأة الهيئة، حيث كانت الهيئة تقوم بترخيص الأطباء، ولكن لم تكن هناك مراقبة أو تدقيق عليهم . وإنشاء قسم طب الطيران كان في عام ،2004 منذ انضمامي للهيئة قبل 8 سنوات، كنت أول طبيبة إماراتية تعمل لدى الهيئة، وكانت التحديات كبيرة جداً، والمعلومات التي كانت لدي عن هذا المجال قليلة، والأصعب أنه لم يكن عندي المرشد ليدلني على نقطة البداية، ولكن العاملين في الهيئة ساعدوني بتوفير كل الدورات التدريبية التخصصية، وابتعاثي لبعض الدورات في الخارج، وهذا الدعم المادي أثرى معلوماتي كثيراً، وقرأت الكثير عن هذا التخصص على مستوى العالم، وكيف يعمل هؤلاء الأطباء، واشتركت في المؤتمرات الدولية وقمت بزيارة عدد من الدول للتعرف إلى طبيعة العمل لديهم، كل هذا أخذ الكثير من الجهد لتأسيس القسم وتطويره باستمرار، وكلما طرأ موضوع جديد علي كنت أبحث عن كل الممارسات على مستوى العالم وأدرس إمكانية ملاءمته وتطبيقه عندنا . واليوم في هذا القسم لدينا قانون منبثق من المنظمة الدولية لطب الطيران، ولدينا إجراءات داخلية للتعامل مع كل الحالات الخاصة بالطيارين وأطقم الطائرات وبفضل من الله نواكب كل جديد في مجال الطب بشكل عام وطب الطيران بشكل خاص . فعندما انضممت للهيئة كنت أعمل مفتشة طب طيران وبعد 7 سنوات أصبحت وظائف ومسؤوليات القسم واضحة، ورسمياً أصبحت رئيسة هذا القسم التابع لإدارة التراخيص .

تشير إلى أن طبيب الطيران يتعرض لمواقف إنسانية كثيرة، وذلك عندما يكون الطيار أو صاحب الترخيص يعاني مرضاً لا يستطيع معه العمل في مجال الطيران، ومواقف غير مسوؤلة عندما يتم إخفاء معلومات طبية مهمة عن الفاحص / أو المفتش، وأحياناً يستخدم بعض الطيارين أساليب غير لائقة للضغط على الطبيب الفاحص/ أو الطبيب المفتش .

وعن طب السفر للمسافرين الذين لديهم أمراض مزمنة وكيفية الوقاية من الأمراض المعدية، تقول: طب السفر هو فرع أو مجال من طب الطيران أو هو تخصص بحد ذاته، والمرضى ذوو الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والأنيميا يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل السفر وهذا الطبيب يقوم بالتواصل مع طبيب طيران لترتيب أفضل الحلول الصحية له قبل السفر، وأخذ الاحتياطات اللازمة كافة، أما عن الأمراض المعدية، فالطائرات اليوم مجهزة بأنظمة تهوية وتنقية تعمل بمعدل30 مرة في الساعة، كما أن 50% من هواء الطائرة يتم تنقيته/ أو فلترته، وعمليه تعقيم الهواء على الطائرة في حالات وجود الأمراض المعدية بالطريق المعتمدة نفسها في غرف العمليات، وعند الاشتباه بوجود أمراض سارية أو معدية يجب على المسافر أن يقوم بالإجراءات الشخصية كتعقيم اليد بالمعقمات العادية والكحولية .

وعن الطب النفسي، تقول: هو ليس فرعاً من طب الطيران، ولكننا نعمل بصورة مقربة جداً من الأطباء النفسيين، فالأمراض النفسية مثل كل الأمراض ممكن أن تحصل للعاملين في مجال الطيران كغيرهم من الناس، لكن الفرق أن وضعهم حساس، وهذه الأمراض إذا لم تعالج بصورة صحيحة تؤثر سلباً في ترخيصهم . وغالباً معظم الأمراض النفسية لا تسمح بالطيران / مثل (الخوف من الطيران/ الاكتئاب / اضطراب الشخصيات/ انفصام الشخصية) .

أمراض الطيران والحالات الممنوعة

الدكتور لؤي العزاوي اختصاصي طب طيران وفضاء، وفاحص طبي مخول من الطيران المدني يقول: أثبت العلم أنه لا يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة ويموت بالهايبوكسيا إذا بقي على ارتفاع أكثر من 23 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر لفترات طويلة، وهذا الأمر ينطبق على درجات الحرارة فإنها في الجزء الأول من الغلاف الجوي (طبقة التروبوسفير) تنخفض بمعدل ثابت وهو درجتان حراريتان لكل 1000 قدم ارتفاع حتى تصل في نهاية هذه الطبقة إلى (-55) وهو ما لا تطيقة وظائف أعضاء جسم الإنسان، واستناداً لهذه الحقائق ولإصرار الإنسان على الطيران واختراق بيئة الارتفاعات العالية فكان لا بد من تطور العلم، لكي يوفر للإنسان بيئة جديدة ووسائل جديدة تعينه على تحقيق أحلامه في الطيران في بيئة الارتفاعات العالية التي بدأت منذ عصر عباس بن فرناس . والآن الطائرات تطير على ارتفاعات عالية جداً وبسرعة تخترق حاجز الصوت ولفترات زمنية طويلة تصل إلى أكثر من 20 ساعة مستمرة، ويطير على متنها كل أنواع البشر ومراحلهم العمرية، كل ذلك أفرز اجتهادات كبيرة وعلماً طبياً جديداً يعنى بكل ذلك ويأخذ على عاتقه مهمة تهيئة العامل البشري لكي تستمر علوم الطيران في التطور، موضحاً أن مجالات عمل طبيب الطيران اليوم أصبحت واسعة جداً وتتوزع على مجموعة عريضة من المهام منها الرعاية الصحية للطيارين والطواقم الجوية ابتداء من انتقائهم ضمن مواصفات ومستويات صحية معينة حددتها وصايا اللياقة الصحية العالمية للطيارين والطواقم الجوية التي تصدر عن المنظمات الطيران الدولية (ايكاو) وسلطات الطيران المحلية في دول العالم، ومثالها الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات التي يعمل على تطبيقها أطباء ذوو مؤهلات طبية محددة يتم تخويلهم من قبل هذه السلطات كفاحصين طبيين مخولين، ثم مروراً بفحص هؤلاء الطيارين والطواقم الجوية دورياً، وإعداد برامج صحية لتمكينهم من الحفاظ على مستويات لياقتهم الصحية للاستمرار بأدائهم لواجباتهم بما يضمن أعلى حدود سلامة الطيران، لافتاً إلى أن للطيران طباً مهنياً بمعنى أنه يعنى بكل مشكلة صحية أو طبية تتعلق بالطيران أو بالطائرات . وعن الحالات الصحية الممنوعة من الطيران، يقول: هناك مجموعة محدودة جداً من الأمراض يحظر طيرانها إما بسبب تأثرها سلباً بالطيران من خلال تعرضها لإجهاد بدني ونفسي أو بسبب التعامل معها على متن الطائرة بارتباك قد يهدد سلامة الطيران، ومثال على ذلك حالات جلطة القلب الحديثة التي لم يمر عليها أكثر من ستة أسابيع، وحالات الذبحة الصدرية المتكررة، وفقر الدم الشديد، وحالات المرضى في طور الاحتضار، وبعض الأمراض المعدية والمرضية الأخرى . أما الحالات التي يمنع طيرانها بسبب ما تحدثه من ارتباك فهي المرأة الحامل التي يبلغ عمر حملها أكثر من 32 أسبوعاً التي يمكن أن تساعد اجهادات الطيران النفسية والبدنية على حصول التقلصات الرحمية التي قد تؤدي إلى احتمالات ولادة مبكرة للجنين، وما قد يصاحبه من فوضى على متن الطائرة، أثناء الرحلة أو ما قد يعقبها من مشكلات قانونية تتعلق بتوثيق ولادة الجنين، ورغم ذلك فإن واحدة من أهم متطلبات تجديد رخص الطيران للمضيفات هو اجتيازهن لدورة إسعاف أولي وقبالة (أي تعامل مع حالة ولادة)، ويخضعن أيضاً لدورات إعادة معلومات في هذا المجال بصورة دورية، ويوجد على متن مقصورة كل طائرة حتمياً حقيبة طوارئ طبية وحقيبة إسعاف أولي يستخدم محتوياتها المضيفون عند الحاجة .
وعن أمراض الطيران، يقول: هناك مجموعة من الأمراض لم يعرفها الإنسان قبل عصر الطيران، منها مرض جوع الأوكسجين، وأمراض الشدد الضغطية التي منها الشدة الضغطية للأذن والشدة الضغطية للجيوب الانفية والشدة الضغطية للأسنان والشدة الضغطية للأمعاء، ومرض تخلخل الضغط الذي يحدث في ظروف خاصة، ومرض تخلف الساعة الداخلية الذي يصطلح عليه بالجيت لاك، هذا إضافة لرهاب الطيران ومرض دوار الجو وهنالك أمراض أخرى تحتاج إلى طبيب الطيران حصرياً لمعالجتها .


أخبار مرتبطة