ى التواصل مع المحيط. كجزء من تطور المرض يعاني المريض من ظواهر البلبلة، الغضب، الشك وحتى من نوبات عنف. مع الزمن، وإضافة إلى الضرر الإدراكي، يلحق الضرر بالقدرات البدنية أيضاً.
يشكل الخرف أحد المسببات الرئيسية للمحدودية في صفوف المسنين ويعتبر أحد الأمراض الصعبة بالنسبة للإنسان، لأفراد أسرته وللمجتمع.
انتشار مرض الخرف يُقدر بنحو 10% لدى من بلغوا سن 65 فما فوق. يزداد انتشاره مع التقدم في السن من نحو 5% بأعمار 65-74 إلى حتى نحو 30% في سن 85 فما فوق. في أحيان نادرة يظهر المرض في أعمار أصغر (دون سن 60). اليوم في إسرائيل، يُقدر عدد المرضى بالخرف بنحو 100.000 شخص. خلال السنوات القادمة، مع هرم السكان في إسرائيل، من المتوقع إن يزداد عدد الذين يعانون من الخرف بنسبة كبيرة.وفقًا لاستطلاع أجري على كل صناديق المرضى من قِبل مركز السيطرة على الأمراض المزمنة ووزارة الصحة على بيانات عام 2016 ، يقدر معدل انتشار الخرف بنحو 6.4٪ أو حوالي 66،000 شخص. بالنظر إلى أن 25 ٪ -50 ٪ من حالات الخرف لم يتم الإبلاغ عنها ، فإن حالات الإصابة بالخرف تقدر ب 100000 شخص. تقدر نسبة حدوثها عند البالغين الاصغر من ال75 عاما هي 2%
عدة أمراض يمكنها أن تؤدي إلى الخرف، عقب مسها بنسيج الدماغ. الأكثر شيوعاً من بينها:
مرض ألزهايمر (نحو 60%- 70% من كافة مرضى الخرف) - يتميز المرض بتدهور تدريجي على امتداد 7- 10 سنوات (انظروا فيما يلي مراحل المرض). يظهر المرض على الأغلب لدى المسنين بدون سبب واضح. التخمين هو أنه يتأثر من دمج عوامل وراثية، بيئية وأنماط معيشية. في حالات نادرة يظهر المرض في سن مبكرة مع وجود خلفية وراثية واضحة.
الخرف الوعائي (لدى نحو 20% من المرضى) - في هذه الحالات تنجم الإصابة عن انسداد تدفق الدم في الأوعية الدموية بالدماغ. يمكن لعملية الانسداد أن تكون فجائية - مثل في حالة جلطة دماغية عقب تخثر دموي دماغي او نزيف دماغي ومن شأنه أن يرافق بأضرار أخرى لعمل الدماغ (مثل الشلل): في حالات أخرى، كما في أحداث متكررة لانسدادات في اوعية دموية في الدماغ، يحتمل تدهور تدريجي اكثر. يمكن تقليص خطر الإصابة بالخرف الوعائي بواسطة موازنة عوامل الخطورة له، مثل فرط ضغط الدم، السكري، فرط الدهون في الدم، أمراض القلب.
خرف أجسام ليوي (10%- 20% من المرضى) - يتميز هذا المرض بذبذبات في القدرات التفكيرية: بين البلبلة وصفاء الذهن، حالات هذيان وأعرض تشبه مرض باركينسون: بطء في الحركات، تصلب العضلات ورجفة لا إرادية.
أمراض أخرى - أقل شيوعاً.
مراحل مرض الخرف
على ضوء الطابع التدريجي للتدهور في مرض الخرف، من المتبع تقسيم المرض إلى عدة مراحل:
الخرف الخفيف: يتميز بوظيفة مستقلة إلى حد ما. تتراوح مدة هذه المرحلة بين سنتين وأربع سنوات مع أعراض تشبه الشيخوخة الطبيعية: انخفاض طفيف في الذاكرة (صعوبة في تذكر الكلمات ، وضع الأشياء في غير مكانها ، إلخ) ، وجود مشكلة في إكمال المهام المعقدة ، وتقلب المزاج (الارتباك ، الميل إلى الاكتئاب والعدوانية) ، وما إلى ذلك).
الخرف الأوسط: مدة هذه المرحلة هي الأطول: بين سنتين وعشر سنوات. ويتميز بفقدان الذاكرة على المدى القصير، والمشاكل مثل تعقب المحادثات واتخاذ القرارات، واضطرابات النوم ، والشك ، وأحيانًا يكون هناك أوهام وتجوال(هذيان) .
الخرف المتأخر: تتميز هذه المرحلة بعدم القدرة على التواصل. هناك فقدان كبير للذاكرة ، وصعوبة في تحديد أفراد الأسرة ، واللامبالاة ، وفقدان الوظيفة المستقلة. هذه الفترة من هذه المرحلة ما بين سنة واحدة وثلاث سنوات.
تشخيص الخرف
ابتداءً من المرحلة المبكرة التي يبدأ الإنسان فيها يشعر بانخفاض في الذاكرة (عملية قد تكون بطيئة وعلى مدار عدة سنوات)، لاحقاً انخفاض بالالمام (يخرج الشخص إلى الشارع لكنه لا يتذكر كيف يعود إلى البيت)، انخفاض في قدرات التواصل (صعوبة بالعثور على الكلمات)، انخفاض في التفكير السوي (مثل عدم القدرة على إدارة الأموال)، اضطرابات سلوكية (غضب، عدوانية، اشتباه، انطواء)، صعوبة بالتعرف على أشخاص قريبين، صعوبة في الأداء الوظيفي (مثل ارتداء الثياب أو الاستحمام) وحتى المرحلة النهائية التي يوجد فيها مس صعب بالأداء الوظيفي اليومي (مثل ملازمة السرير وعدم القدرة على تناول الطعام).
في بعض الأحيان، هناك أعراض تشبه أعراض الخرف تنجم عن أمراض قد تكون قابلة للعلاج، مثل أمراض تلوثية معينة، مشاكل أيضية (مثل عدم توازن الغدة الدرقية)، سوء التغذية - مثل النقص في فيتامين B12 ، عقب ضربة في الرأس، نتيجة أعراض جانبية لأدوية، حالات تسمم بما في ذلك عقب تناول الكحول أو مواد إدمان أخرى، وغيرها.
إذا كان هناك شك في تراجع الذاكرة وضعف الإدراك ، فاتصل بطبيب العائلة. إذا اتضح للطبيب بوجود اعراض للخرف ، فسيتم إرسال الفرد لإجراء اختبارات الخرف من قبل طبيب متخصص في المواضيع التالية: أمراض الشيخوخة أو أمراض الأعصاب أو الطب النفسي. من المهم أن يرافق المريض شخص يعرفه جيدا.
الوقاية
يخمن الخبراء أن نحو نصف حالات الخرف في العالم مرتبطة بعوامل خطورة معروفة تتعلق بنمط المعيشة - وبخاصة التدخين، قلة النشاط البدني، التغذية غير الصحية، السمنة، السكري، فرط ضغط الدم وشرب الكحول.
الوقاية من عوامل الخطورة هذه من شأنها أن تقلص وبشكل ملحوظ عدد الأشخاص الذي سيطورون مرض الخرف في المستقبل.