تاريخ النشر 6 فبراير 2017     بواسطة الدكتورة امل ابراهيم هوساوي     المشاهدات 201

دراسة حديثة: بدانة الزوجين تؤخر من حدوث الحمل

والإنجاب! وصلت دراسة حديثة إلى أن وزن المرأة ليس وحده من يؤثر في قدرتها على الإنجاب، وإنما وزن زوجها أيضاً! فقد وجد باحثون بأن بدانة كلا الزوجين تُقلل من فرص الإنجاب لديهما إلى النصف، مقارنةً مع ما هو الحال عليه لدى الأزواج الذين يتمتعون بوزن طبيعي. تقول المعدة الرئيسية للدراسة راجيشواري سان
دارام، الباحثة في المعهد الأمريكي الوطني لصحة الطفل والتطور البشري: "يُترجم هذا الكلام عملياً بأن يتأخر حدوث الحمل عند الزوجة".
وبحسب الباحثين، فإن دراسات سابقة كانت قد وجدت ارتباطاً بين بدانة الزوجة وتراجع فرص الحمل في الدورة الشهرية الواحدة، كما وجدت دراسات أخرى ارتباطاً بين بدانة الرجل وتراجع أعداد النطاف لديه. وقد تحرّت هذه الدراسة الموضوع من زاوية جديدة، حيث اشتملت على أزواج يعانون جميعاً من البدانة ولا يخضعون لأية علاجات للعقم. وقام الباحثون بقياس محتوى أجسام المشاركين من الدهون قبل الحمل، ثم تابعوا حالات الأزواج والزوجات جميعهم لمدة سنة بعد ذلك حتى حدوث الحمل.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول لورين وايز، أستاذة وبائيات الصحة بكلية الصحة العامة بجامعة بوسطن الأمريكية: "تقدم هذه الدراسة إضافة مهمة للأدب الطبي الذي يبحث في علاقة وزن الزوجين وفرص الإنجاب لديهما. ومن نقاط القوة في الدراسة أنها استخدمت أكثر من قياس لكتلة الجسم والخصوبة عبر عدة دورات شهرية، كما أخذ الباحثون بعين الاعتبار مستوى النشاط الجسدي، وهو عامل رئيسي في الخصوبة".
اشتملت الدراسة على حوالي 500 زوج وزوجة من ولايتي ميشيغان وتيكساس الأمريكيتين وكانوا جميعهم يخططون للإنجاب. وقد تراوحت أعمار النساء بين 18 إلى 40 سنة، فيما كانت أعمار الرجال تزيد عن 18 سنة.
قام الباحثون بإجراء مقابلات مستقلة مع كل زوجين على حدة، وجّهوا فيها أسئلة حول العادات الصحية والتاريخ الطبي والإنجابي لهما. كما قام كل زوجين بتسجيل عدد مرات الجماع التي تحدث بينهما، بالإضافة إلى تسجيل أوقات الدورة الشهرية ونتائج اختبارات الحمل. كما قام الباحثون بتسجيل أوزان المشاركين وأطوالهم بالإضافة إلى محيط الخصر والورك.
استخدم الباحثون قياسات الوزن والطول لحساب مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين، حيث تشير القيمة 30 فما أكثر إلى البدانة. وقام الباحثون بتقسيم الأزواج والزوجات البدينين في مجموعتين، الأولى تحوي المشاركين الذين تتراوح قيمة مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 30-34.9 والثانية تحوي المشاركين الذين تزيد قيمة مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 35.
أشارت بيانات الدراسة إلى أن 27 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة و41 في المائة من الرجال المشاركين في الدراسة يعانون من البدانة، وأن معظم المشاركين من الجنسين كانوا يمارسون نوعاً من النشاط الجسدي بمعدل يقل عن مرة واحدة في الأسبوع.
وجد الباحثون بأن حدوث الحمل تطلب وقتاً أطول بنسبة 55 في المائة لدى الأزواج الذين تزيد قيمة مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 35. وعندما قام الباحثون بتحييد العوامل الأخرى التي تؤثر في الحمل (مثل العمر والتدخين وممارسة التمارين الرياضية ومستويات الكولسترول) وجدوا بأن البدانة تؤخر من حدوث الحمل بنسبة 59 في المائة.
كما وجد الباحثون بأن زيادة محيط الخصر عن 90 سم لدى النساء كان يترافق أيضاً مع تأخر حدوث الحمل، إلا أن هذه النتيجة لم تبق قائمة بعد تحييد العوامل الأخرى المؤثرة في الحمل.
ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين بدانة الزوجين وتأخر حدوث الحمل، وإنما مجرد ارتباط يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره. ولكنهم أشاروا إلى أن وزن الزوجين قد يكون أحد العوامل التي ينبغي عليهما أخذها بعين الاعتبار عند تقييم فرص الحمل لديهما، شأنه في ذلك شأن عوامل أخرى مثل السكري من النمط الثاني والسرطان وأمراض القلب.
جرى نشر نتائج الدراسة في الثالث من شهر فبراير الحالي في مجلة الإنجاب البشري Human Reproduction.


أخبار مرتبطة