غالباً ما يكون الوخزُ والتنميل مؤقَّتاً، ولكنَّه قد يكون مُزمناً في بعض الأحيان ويدوم فتراتٍ طويلة.
الوخز والتنميل المؤقَّتان
يعاني مُعظمُ البشر من إحساس الوخز والتنميل من حينٍ لآخر. وغالباً ما ينجم ذلك عن ضغط يُطبَّق على أحد أعضاء الجسم لفترة طويلة، ممَّا يؤدِّي إلى انقطاع التروية الدموية عن الأعصاب في المنطقة، وهو ما يمنع العصبَ من إرسال الإشارات إلى الدماغ. كما يمكن للوخز والتنميل أن ينجمَا عن تطبيق ثِقَل على الجسم (من خلال اتخاذ وضعية القرفصاء أو الجثوّ على الركبتين مثلاً)، أو عن ارتداء أحذية أو جوارب ضيِّقة، وهو ما قد يُسبِّب ألماً وتنميلاً في الوقت ذاته.
يمكن التخلُّصُ من هذا الإحساس عن طريق إزالة مصدر الضغط عن المنطقة المتأثِّرة به، وهو ما يسمح بعودة التروية الدموية من جديد، ومن ثَمَّ تخفيف الإحساس بالخدر أو التنميل.
نذكر من الأسباب الشائعة الأخرى للإحساس بالوخز والتنميل المؤقَّت:
داء رينو Raynaud’s disease، وهو حالةٌ تصيب الترويةَ الدموية في مناطق محدَّدة من الجسم، مثل أصابع اليدين والقدمين، وغالباً ما تُثار بالبرودة، وأحياناً بالشعور بالقلق أو الشدة.
اللهاث (التنفُّس بسرعة).
الوخز والتنميل طويلا الأمد
يمكن لإحساس الوخز والتنميل أن يستمرَّ فترةً طويلة في بعض الأحيان، وهو ما قد يكون علامةً على الإصابة بحالة مرضية ما، وتشمل الاحتمالاتُ كلاً مما يلي:
السكَّري (ارتفاع سكَّر الدم).
انضغاط العصب الزندي ulnar nerve، وهو العصبُ الذي ينشأ من منطقة الرقبة ويسير نحوَ الأسفل على امتداد الذراع والمرفق والساعد وينتهي في الإصبع الصغير من اليد. يمكن لهذا العصب أن ينضغطَ في أية نقطة منه، إلاَّ أنَّ المرفق هو أكثر الأماكن التي يتعرَّض فيها للانضغاط.
متلازمة النفق الرسغي carpal tunnel syndrome، وهي حالةٌ مرضية تُسبِّب ألماً وإحساساً بالخدر والحُرقة أو التنميل في اليد، وذلك نتيجة انضغاط منطقة النفق الرسغي (القناة الصغيرة التي تمتدّ على باطن المعصم وصولاً إلى راحة الكف).
عرق النسا sciatica. حالةٌ مرضية تُسبِّب ألماً ينجم عن تخرُّش أو انضغاط العصب الوركي، والذي ينشأ من مؤخِّرة الحوض، ويسير نحو الأسفل على امتداد الردفين وصولاً إلى الساقين والقدمين.
كما يمكن أن ينجمَ حسُّ الوخز والتنميل المستمرّ عن الإصابة بحادث، أو نتيجة الخضوع لمعالجة محدَّدة، مثل العلاج الكيميائي.
متى ينبغي زيارة الطبيب
تكون مُعظمُ حالات الخدر والتنميل مؤقَّتة، ويتلاشى الإحساسُ المزعج بعدَ إزالة الضغط عن المنطقة المتأثِّرة به.
ينبغي زيارةُ الطبيب إذا استمرَّ شعورُ الوخز والتنميل بالمعاودة، فقد يكون ذلك علامةً على وجود حالة طبية مستبطنة.
يُعالج الإحساسُ بالوخز والتنميل المزمن بعلاج سببه؛ فإذا كان ناجماً عن السكَّري، فمن شأن ضبط مستويات السكري في الدم أن يُخففَ من هذا الإحساس.
أسباب أخرى
يمكن للإحساس المستديم بالوخز والتنميل أن ينجمَ عن أسباب أخرى، مثل:
حالة مرضية تصيب الجهاز العصبي، مثل السكتة الدماغية، أو التصلُّب اللويحي المتعدِّد multiple sclerosis ، أو أورام الدماغ في حالات نادرة جداً.
التعرُّض إلى مواد سامة، مثل الرصاص أو الإشعاع.
تناول أدوية مُعينة، مثل أدوية الإيدز أو أدوية الوقاية من النوبات الصرعية (مضادَّات الاختلاج)، أو بعض المضادَّات الحيوية.
سوء التغذية.
عوز الفيتامين ب12.
أذية عصبية ناجمة عن الإصابة بعدوى، أو حادث أو الإفراط في استخدام عضو، مثل الحالة التي تُسمَّى بمتلازمة اهتزاز اليد والذراع hand-arm vibration syndrome، والتي قد تنجم عن الإفراط في استخدام الأدوات الهزَّازة كآلات الثقب الصناعية.
إدمان الكحول.
تنكُّس الفقار الرقبي cervical spondylosis، حيث يمكن لعظام ونسج العمود الفقري أن يتآكلا مع مرور الوقت، ممَّا يؤدي إلى انحشار الأعصاب والإحساس بالوخز والتنميل من حين لآخر.