وا 55 سنةً من عمرهم أو أكثر مُصابون بدرجةٍ معيَّنة من اعتلال الأعصاب المحيطية.
الجهاز العصبي المحيطي
الجهازُ العصبي المحيطي peripheral nervous system هو شبكةٌ من الأعصاب تمتدُّ خارج الجهاز العصبي المركزي central nervous system (الدماغ والنخاع الشوكي).
يتشكَّل الجهازُ العصبي المحيطي من أنواعٍ مختلفة من الأعصاب التي تختلف وظائفها، ويمكن تصنيفُها كما يلي:
الأعصاب الحسيَّة sensory nerves؛ وهي مسؤولةٌ عن نقل الأحاسيس، كالألم pain واللمس touch.
الأعصاب الحركيَّة motor nerves؛ وهي مسؤولةٌ عن التَّحكُّم في العضلات.
الأعصاب المستقلَّة (اللاإراديَّة) autonomic nerves؛ وهي مسؤولةٌ عن تنظيم الوظائف اللاإرادية في الجسم، مثل ضغط الدم ووظيفة المثانة.
اعتلال الأعصاب
يمكن تصنيفُ أنواع اعتلال الأعصاب المحيطيَّة وفقاً لعدد الأعصاب المُصابة كما يلي:
عصبٌ واحدٌ فقط (اعتلال العصب الأحادي mononeuropathy).
عدَّة أعصاب (التهاب الأعصاب الوحيدة المتعدِّدة mononeuritis multiplex).
جميع أعصاب الجسم (اعتلال الأعصاب "المتعدِّدة" polyneuropathy).
ويُعدُّ اعتلالُ الأعصاب النوعَ الأكثر شيوعاً، حيث تبدأ الإصابةُ به من خلال إصابة أطول الأعصاب في البداية. لذلك، فظهورُ الأعراض يبدأ من القدمين عادةً. ويبدأ تأثيرُه في الأعصاب الأقصر تدريجيَّاً مع مرور الوقت، حيث يشعر الشخص وكأنَّها تنتشر نحو الأعلى، لتُصيبَ اليدين في وقتٍ لاحق.
الأعراض
تشتمل أعراضُ اعتلال الأعصاب المحيطيَّة على ما يلي:
شعور بالنخز tingling والاخدرار numbness في القدمين واليدين.
شعور بألم حارق أو طاعن أو بارِق في المناطق المصابة.
فقدان التوازن والتناسُق.
الضعف العضلي، وخصوصاً في القدمين.
تكون هذه الأعراضُ مستمرَّة عادةً، إلاَّ أنَّها قد تأتي وتذهب.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
من الضروري مراجعةُ الطبيب عندَ الشكوى من أعراضٍ مبكِّرة لاعتلال الأعصاب المحيطية، مثل:
الألم أو النَّخز أو فقدان الإحساس بالقدمين.
نقص التوازن أو الشعور بالضعف.
حدوث جروح أو تقرُّح في القدم دون تحسُّن.
كما يُستحسَن إجراء فحوصاتٍ دوريَّة للأشخاص الأكثر عُرضةً لخطر الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية، كالأشخاص المصابين بداء السكري.
يستفسر الطبيبُ عن الأعراض التي يعاني منها الشخص، وقد يطلب إجراءَ بعض الاختبارات للمساعدة على معرفة السبب الكامن. كما قد يُحوَّلُ الشخصَ إلى المستشفى ليتابع اختصاصي الأمراض العصبيَّة حالته.
وبشكلٍ عام، كلَّما كان تشخيصُ الاعتلال العصبي المحيطي مبكِّراً، كانت فرصةُ إيقاف أضراره ومنع حدوث المزيد من المضاعفات أكبر.
الأسباب
يُعدُّ داءُ السكري (بنوعية الأول والثاني) السببَ الأكثر شيوعاً للإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية.
وقد تؤدِّي مستوياتُ سكر الدم المرتفعة المرتبطة بداء السكري إلى إلحاق الضرر بالأعصاب. ويُعرفُ هذا النوع من ضرر الأعصاب باعتلال الأعصاب السكَّري diabetic polyneuropathy.
كما قد تؤدِّي مجموعةٌ كبيرةٌ من الأسباب الأخرى إلى الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية. مثل:
إصابة الأعصاب نتيجةً لحادث.
العدوى الفيروسيَّة، كالهربس النُّطاقي shingles.
أثر جانبي لاستعمال أدوية معيَّنة أو لمعاقرة الكحول.
يجب أن يُجريَ الأشخاصُ المُدركون لزيادة خطر إصابتهم باعتلال الأعصاب المحيطية فحوصاً دوريَّة، وذلك لتقييم وظيفة أعصابهم.
المعالجة
تختلف معالجةُ اعتلال الأعصاب المحيطية باختلاف الأعراض، وباختلاف السبب الكامن وراء الحالة.
يمكن معالجةُ بعض الأسباب الكامنة لاعتلال الأعصاب فقط؛ فمثلاً، يستطيع مرضى السكري ضبط مستوى السكر في دمهم بشكلٍ أفضل من خلال توقُّفهم عن التدخين وامتناعهم عن تناول الكحول.
يمكن معالجةُ الألم العصبي باستعمال الأدوية الموصوفة، والتي تُسمَّى عوامل تخفيف ألم الاعتلال العصبي neuropathic pain agents، ذلك أنَّ مسكناتِ الألم التقليدية لا تكون فعَّالة غالباً.
إذا كان الشخصُ يعاني من أعراضٍ أخرى مرتبطة باعتلال الأعصاب المحيطية، فقد يكون من الضروري معالجتها بشكلٍ منفرد؛ فمثلاً، قد تنطوي معالجةُ ضُعف العضلات على استعمال العلاج الفيزيائي واستعمال أدوات تساعد على المشي.
المضاعفات
يختلف مآلُ اعتلال الأعصاب المحيطية باختلاف السبب الكامن وراءَ حدوث الحالة، وباختلاف الأعصاب التي تضرَّرت.
قد تتحسَّن بعضُ الحالات مع مرور الوقت عند معالجة السبب الكامن وراء الإصابة، بينما قد يكون الضررُ دائماً عند بعض الأشخاص، أو قد يتفاقم مع مرور الوقت.
أمَّا عندَ عدم معالجة السبب الكامن وراء الإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية، فقد يصبح الشخص عُرضةً لحدوث مضاعفاتٍ خطيرة محتملة، كإصابة قرحات القدم بالعدوى. وقد يؤدِّي هذا إلى الإصابة بالغنغرينة gangrene إذا لم يُعالَج، وقد يعني هذا ضرورة بتر القدم المُصابة في الحالات الشديدة.
قد يصيب اعتلالُ الأعصاب المحيطية الأعصابَ التي تتحكَّم بالوظائف اللاإرادية للقلب وجهاز الدوران (اعتلال الأعصاب القلبية الوعائية المستقلَّة cardiovascular autonomic neuropathy). ويمكن أن يحتاجَ الشخصُ إلى معالجة لرفع ضغط دمه أو إلى استعمال النَّاظمة القلبيَّة pacemaker في حالاتٍ نادرة.