تسرُّب للغاز. وهما حاستان تجعلان المرء راغباً في الطعام، ممَّا يساعد على حصوله على الغذاء اللازم له. وأمَّا الأشخاصُ المصابون باضطرابات الذوق، فقد يحسون بنكهات غير موجودة. وقد يعجزون عن إدراك الفارق بين النكهات المختلفة؛ أو يمكن أن يعجزوا عن التذوُّق تماماً. كما قد يفقد الأشخاص المصابون باضطرابات الشم حاسةَ الشم لديهم، أو يمكن أن يشموا الأشياء بطريقة مختلفة؛ فقد تصبح الرائحة التي كانوا يستمتعون بها من قبلُ كريهةً بالنسبة إليهم. من الممكن أن تحدثَ اضطرابات الشم والذوق بسبب أمراض وإصابات كثيرة، كالزكام وإصابات الرأس مثلاً. وهناك بعضُ الأدوية التي يمكن أن يكونَ لها أثر سلبي في الشم والذوق. ويفقد معظم الأشخاص قدراً من حاستي الشم والذوق مع تقدُّمهم في السن. وأمَّا المعالجةُ فتختلف بحسب اختلاف المشكلة وسببها.
مقدمة
الشمُّ والذوق حاسَّتان مهمَّتان؛ فحاسةُ الذوق تسمح للمرء بأن يستمتعَ بأنواع الطعام والشراب المفضلة لديه. كما أنَّ حاسة الشم تتيح له الاستمتاع بروائح الزهور والقهوة والهواء العليل. هناك بعضُ الحالات الصحية والإصابات والأدوية التي قد تسبب اضطرابات الشم والذوق. ويفقد معظمُ الأشخاص قسماً من قدرتهم على الشم والذوق مع تقدُّمهم في السن. وتعتمد معالجةُ اضطرابات الشمِّ والذوق على سبب الاضطرابات وأعراضها. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية اضطرابات الشم والذوق. وهي تشتمل على معلومات عن أعراض وأسباب الحالات الصحية التي يمكن أن يكونَ لها تأثير سلبي في حاستَّي الشم والذوق. كما تتناول هذه المعلومات سبل معالجة هذه الاضطرابات.
اضطرابات الشم والذوق
الشمُّ والذوق حاستان تعملان معاً. وهما تحفِّزان الرغبةَ في الأكل. كما تسمح هاتان الحاستان للمرء بأن يستمتع بأنواع الروائح والمأكولات المفضلة لديه. تنبِّه الروائحُ الخلايا العصبية الشمية. وهذه الخلايا موجودة في نسيج في داخل الأنف. وهي مرتبطةٌ بالدماغ ارتباطاً مباشراً حتى تنقل إليه رسائل تخبره بما يشمه المرء. يحدث تذوُّقُ الطعام الذي يتناوله المرء، والشراب الذي يشربه، عندما يجري تنبيه البراعم الذوقية في الفم والحلق. وهناك خلايا تتنبَّه بفعل النكهات الحارة، كالفلفل مثلاً؛ كما أنَّ هنالك خلايا أخرى تتنبَّه بالنكهات الباردة، كطعم النعناع مثلاً. إنَّ حاستي الشم والذوق تحميان المرء أيضاً؛ فعلى سبيل المثال، يمكن من خلال حاسة الذوق أن يعرفَ المرء إذا كان الطعام فاسداً. كما يستطيع أن يشمَّ رائحةَ الدخان الناتجة عن الحريق، أو أن يشم رائحة الغاز المتسرِّب. ترسل الخلايا الحسِّية إشارات إلى الدماغ عن طريق الأعصاب. وعند ذلك، يقوم الدماغُ بتحديد الروائح والنكهات. الطعومُ الخمسة الأساسية هي:
المر.
المالح.
الحامض.
الحلو.
السائغ أي الطعم المستساغ.
يميِّز الدماغُ النكهات المختلفة استناداً إلى هذه الطعوم الخمسة الأساسية. وهو يتعرَّف إلى تركيبة الطعام ودرجة حرارته من خلال روائحه. والنكهةُ تسمح للمرء بتحديد نوع الطعام الذي يتناوله. من الممكن أن يأكلَ المرء كميةً أقل من المعتاد إذا كانت حاستا الذوق والشم لا تعملان على نحو سليم. وقد لا يحصل من طعامه على كمية المواد المغذِّية الكافية للمحافظة على صحته. يُشار إلى فقدان حاسة الشم باسم "الخُشام". كما يشار إلى غياب حاسة الذوق باسم "فقد حاسة الذوق". ويولد بعضُ الأشخاص من غير هاتين الحاستين؛ لكنَّ هذه حالة نادرة. من الممكن أن يكونَ لفقد حاستي الذوق والشم أثر سلبي في جودة حياة المرء. ويفقد بعضُ الأشخاص قدرتهم على الشم والذوق مع التقدم في السن.
الأعراض
من الممكن أن يكونَ لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الذوق ما يلي:
عدم القدرة على تذوُّق أي شيء على الإطلاق.
عدم القدرة على التفريق بين النكهات المختلفة.
الإحساس بنكهات غير موجودة.
قد يكون لاضطراب الذوق أثرٌ سلبي في قدرة المرء على تمييز طعم واحد، أو أكثر، من الطعوم الأساسية الخمسة. "خللُ الذوق" هو واحد من اضطرابات الذوق يؤدي إلى الإحساس بطعم مزعج في فم المريض على الدوام. وقد يكون الطعم الذي يحسه المريض:
كريهاً.
معدنياً.
زَنِخاً.
مالحاً.
ومن الممكن أن يشعرَ المريض بإحساس حارق أو مؤلم في فمه أيضاً. يعني تعبيرُ "الهلوسة الذوقية" أن المريض يشعر بطعم شيء لا يكون موجوداً في فمه في حقيقة الأمر. ويكون الطعمُ الذي يشعر به الشخص المصاب بالهلوسة الذوقية غريباً أو مزعجاً عادة. قد تؤدي الهلوسةُ الذوقية إلى تغيُّر طريقة الإحساس بطعم الشيء الذي يأكله المرء. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون طعم قطعة من المعكرونة كعطم الكلور أو قد يكون طعم التفاح مالحاً. قد يعاني الشخصُ المصاب باضطرابات الشم ممَّا يلي:
تحوُّل الروائح التي كان يستمتع بها إلى روائح مزعجة.
فقد حاسَّة الشم.
شم الأشياء بطريقة مختلفة عن ذي قبل.
"الشمُّ الاستيهامي" هو هلوسة شَمية. ويعني هذا أنَّ المريضَ يشم روائح غير موجودة من حوله في حقيقة الأمر. وقد تكون هذه الروائحُ كريهة أو مزعجة. على المرء أن يستشيرَ مقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت لديه أعراض ذات تأثير في حاسَّتي الشم والذوق.
الأسباب
هنالك الكثيرُ من الحالات الصحية الجسدية والنفسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات الشم والذوق. ومن الممكن أن تحدثَ هذه الاضطرابات بسبب بعض الأدوية أيضاً. تشتمل أسبابً اضطرابات الشم والذوق على ما يلي:
إصابة في الرأس.
التعرُّض لبعض المواد الكيميائية.
مشاكل الاسنان، وعدم نظافة الفم.
الداء السكري.
من الممكن أيضاً أن تحدثَ اضطرابات الشم والذوق بسبب ما يلي:
الأمراض، كعدوى الجيوب أو الزكام مثلاً.
ارتفاع ضغط الدم.
مشكلات هرمونية.
سوء التغذية.
هنالك أسبابٌ أخرى لاضطرابات الشم والذوق. وهي تشتمل على ما يلي:
اضطرابات الجهاز العصبي، كداء ألزهايمر مثلاً.
السمنة.
المعالجة الشعاعية في حالات سرطان الرأس والرقبة.
قد يحدث فقدان حاسة الشم بسبب ما يلي:
انسداد الأنف.
الحساسية.
إصابة العصب الشمي.
انحراف الوتيرة.
البوليبات الأنفية، وهي نُمُوات غير سرطانية في داخل الأنف.
من الممكن أن تؤدِّي الأورامُ السرطانية في داخل الأنف إلى التأثير في حاسة الشم، لكن هذه حالة نادرة. تحدث الهلوسةُ الشمِّية نتيجة إصابة الرأس أو نتيجة عدوى تصيب الجهاز التنفسي العُلوي عادة. ومن الممكن أن تحدث بسبب ما يلي أيضاً:
أورام دماغية.
داء باركنسون.
صداع الشقيقة.
هنالك أسبابٌ أخرى للهلوسة الشمية. ومن بينها:
النوبات الصرعيَّة.
التهاب الجيوب.
السكتات.
من الممكن أن تحدثَ الهلوسات الذوقية نتيجة ما يلي:
تعاطي الكحول.
الأورام الدماغية.
المخدِّرات، كالماريجوانا، و الإكستاسي، و مخدر LSD.
الصرَع.
الفُصام، أو غيره من الاضطرابات الذُّهانية.
التشخيص
يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصاً جسدياً للمريض. كما يطرح عليه أسئلة عن تاريخه الصحي الشخصي والعائلي. من الممكن أن يقومَ مقدم الرعاية الصحية بما يلي للتحقُّق من حالة حاستي الشم والذوق:
فحوص الخَدش والتنشُّق من أجل التحقق من حاسة الشم.
فحوص الرشف ثم البصق والمضمضة للتحقُّق من تذوُّق المريض للمواد الكيميائية المختلفة.
من الممكن أن يقومَ مقدم الرعاية الصحية أيضاً بما يلي من أجل تشخيص اضطراب الشم أو اضطراب الذوق:
فحوص لمقارنة طريقة تذوق المريض، أو شمه، لبعض المواد الكيميائية.
فحوص لقياس أقل كمية من المادة الكيميائية التي يمكن لشم المريض أو ذوقه أن يحسها.
من الممكن إجراء تنظير للأنف أيضاً. ويعني هذا أن يستخدم مقدم الرعاية الصحية المنظارَ لفحص الأنف من الداخل. من الممكن إجراء فحوص أخرى أيضاً من أجل التحقُّق من بعض حالات الصحة الجسدية أو النفسية. وتشتمل هذه الفحوص على ما يلي:
فحوص الدم والبول.
الفحوص التصويرية.
الفحوص العصبية.
المعالجة
تعتمد معالجةُ اضطرابات الشم والذوق على سبب الاضطراب. من الممكن إيقاف، أو تغيير، الأدوية التي لها تأثير في حاسة الشم أو على حاسة الذوق. وعلى المريض استشارة مقدم الرعاية الصحية دائماً قبلَ التوقف عن تناول الدواء. من الممكن أن تؤدِّي معالجة المرض، أو الحالة الصحية، التي تسبب الأعراض إلى عودة حاسَّتي الشم والذوق إلى وضعهما الطبيعي. إن حالات العدوى التنفسية، وحالات الحساسية الموسمية، من بين الأسباب الشائعة لاضطرابات الشم والذوق. وإذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن تعود هاتان الحاستان إلى طبيعتهما بعدَ شفاء المريض. من الممكن أن يصفَ مقدم الرعاية الصحية للمريض الأدوية الستيرويدية الأنفية أو الفموية إذا كانت أعراضُه شديدة، وكانت ناتجة عن الحساسية أو عن مرض التهابي. إذا كان هناك انسدادٌ يؤدي إلى ظهور الأعراض، فقد تكون الجراحة ضرورية لإزالة هذا الانسداد. من الممكن أن يظل سببُ اضطراب الشم أو الذوق مجهولاً؛ كما يمكن أن يكون غير قابل للمعالجة. لكنَّ استشارة معالج نفسي، أو الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم، يمكن أن تساعدَ المريضَ على التعامل مع مشاعره. على المريض أن يستشيرَ مقدم الرعاية الصحية او اخصائي التغذية فيما يتعلق بكيفية الحصول على المواد المغذية إذا كان اضطراب حاسة الشم او الذوق لديه يمنعه من الأكل جيداً. وقد ينصح مقدم الرعاية الصحية أو اخصائي التغذية بتناول المتمِّمات الغذائية. من الممكن أن تعودَ حاستا الشم والذوق إلى طبيعتهما على نحو مفاجئ من غير أي سبب معروف.
الخلاصة
الشمُّ والذوق حاستان تعملان معاً. وهما تحفزان الرغبة في الأكل. كما تسمح هاتان الحاستان للمرء بأن يستمتعَ بأنواع الروائح والأطعمة المفضلة لديه. كما أنَّ الشم والذوق يحميان المرء أيضاً؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يعرف المرء إن كان الطعام قد فسد من خلال حاسة الذوق. كما يستطيع أن يشمَّ رائحة الدخان الناتجة عن الحريق، أو أن يشم رائحة الغاز المتسرِّب. تنبِّه الروائح الخلايا العصبية الشمية. وهذه الخلايا موجودة في نسيج في داخل الأنف. وهي مرتبطة بالدماغ ارتباطاً مباشراً حتى تنقل إليه رسائل تخبره بما يشمه المرء. يحدث تذوُّقُ الطعام الذي يتناوله المرء، والشراب الذي يشربه، عندما يجري تنبيهُ البراعم الذوقية في الفم والحلق. من الممكن أن يأكلَ المرء كمية أقل من المعتاد إذا كانت حاستا الذوق والشم لا تعملان على نحو سليم. وقد لا يحصل من طعامه على كمية المواد المغذِّية الكافية للمحافظة على صحته. ومن الممكن أن يكون لفقد حاسة الذوق أوالشم أثر سلبي في جودة حياة المرء أيضاً. من الممكن أن يكونَ لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الذوق ما يلي:
عدم القدرة على تذوُّق أي شيء على الإطلاق.
عدم القدرة على التفريق بين النكهات المختلفة.
تذوق نكهات غير موجودة.
قد يعاني الشخصُ المصاب باضطرابات الشم ما يلي:
تحوُّل الروائح التي كان يستمتع بها إلى روائح مزعجة.
فقد حاسة الشم.
شم الأشياء بطريقة مختلفة عن ذي قبل.
هنالك الكثيرُ من الحالات الصحية الجسدية والنفسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات الشم والذوق. ومن الممكن أن تحدثَ هذه الاضطرابات بسبب بعض الأدوية أيضاً. تعتمد معالجةُ اضطرابات الشم والذوق على سبب الاضطراب. ومن الممكن أن تؤدِّي معالجة الحالة الصحية أو المرض الذي يسبب الأعراض إلى استعادة حاستي الشم والذوق إلى وضعهما الطبيعي. من الممكن أن يظل سببُ اضطراب الشم أو الذوق مجهولاً؛ كما يمكن أن يكون غير قابل للمعالجة. لكن استشارة معالج نفسي، أو الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم، يمكن أن تساعدَ المريضُ على التعامل مع مشاعره.