ر المختزن. وعند معظم الناس تؤدي زيادة السكر إلى رفع نسبة السكر في الدم. وإذا لم ترفعها يكون الشخص مُصاباً بنقص سكر الدم فتنخفض نسبة السكر في دمه إلى درجة خطيرة.
ومن علامات نقص السكر:
• الشعور بالجوع
• الرجفان (الارتعاد)
• الدوار
• الارتباك
• صعوبة في الكلام
• الشعور بالقلق أو بالضعف
ويكونُ نقص سكر الدم عادةً عرضاً جانبياً لأدوية مرض السكري. ومن المفيد للمريض في هذه الحالة أن يتناول الأطعمة أو المشروبات الغنية بالسكر. أما إذا تكررت الحالة كثيراً فقد يقوم الطبيب بتغيير خطة العلاج من مرض السكري.
ومن الممكن أيضاً أن يُصاب المرﺀ بنَقص سكرِ الدَّم من غير أن يكون مصاباُ بمرض السكري. وفي تلك الحالة يحاول الطبيب معرفة سبب نقص السكر من خلال إجراء التحاليل المخبرية لقياس سكر الدم والأنسولين والمواد الكيميائية الأخرى التي تلعب دوراً في استخدام الطاقة في الجسم.
مقدمة
نقص سكر الدم هو الحالة التي يبلغ فيها سكر الدم مستويات متدنية إلى حد خطير. وتظهر هذه الحالة عادة عند مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين.
حين يكشف نقص سكر الدم باكراً يمكن معالجته بنجاح.
يساعدك هذا البرنامج التعليمي على فهم ما هو نقص سكر الدم وكيف يمكن معرفة أعراضه وما العمل للوقاية منه ومعالجته.
سكر الدم
يحتاج الجسم إلى طاقة حتى يعمل. إن الطعام الذي نتناوله هو مثل الوقود لأجسامنا. وبعد هضم الطعام، يتحول جزء منه إلى سكر يدعى غلوكوز (سكر العنب).
الغلوكوز هو الوقود الرئيسي للجسم؛ وهو ضروري لوظائف الجسم كلها ولاسيما وظائف الدماغ. يمكن أن يتأذى الدماغ بسرعة إذا لم يحصل على ما يكفيه من الغلوكوز.
الكربوهيدرات هي الأطعمة التي تحوي السكريات والنشويات. ويحصل الجسم على معظم الغلوكوز من الكربوهيدرات مثل:
الخبز
البطاطا
الأرز
نحن نتناول أنواعاً أخرى من السكريات إضافة إلى الكربوهيدرات. مثل:
الفروكتوز (سكر الفواكه)، غالباً من الفاكهة
اللاكتوز (سكر اللبن)، غالباً من الحليب
الغالاكتوز
خلال عملية الهضم يجري امتصاص الغلوكوز إلى مجرى الدم ويصل إلى كل خلايا الجسم. إن الغلوكوز غير المستهلك يخزن في الكبد على شكل مادة تدعى غليكوجين.
يقاس مستوى السكر في الدم بالميليغرام من الغلوكوز في الديسيليتر.
المجال الطبيعي لسكر الدم هو 60-120 مغ/ديسل.
إذا كان الشخص صائماً عن الطعام، فقد يهبط سكر الدم لديه تحت 60 مغ/ديسل دون أن يشير هذا إلى مرض أو خلل خطير. أما إذا انخفض مستوى سكر الدم عن 45 مغ/ديسل فهذا ما يشير عادةً إلى وجود مرض.
تقوم الهرمونات بضبط مستويات سكر الدم. تصنع الهرمونات في الغدد وتطرح في مجرى الدم وتتحكم في وظائف الجسم. الأنسولين والغلوكاكون هما الهرمونان اللذان ينظمان مستوى سكر الدم.
تنتج البنكرياس، وهي غدة تقع في أعلى البطن، هرموني الأنسولين والغلوكاكون. فهي تحوي نسيجاً منتجاً للهرمونات يصنع هذين الهرمونين.
يؤدي نقص أو زيادة إنتاج أي من هرموني الأنسولين أو الغلوكاكون إلى انخفاض أو ارتفاع سكر الدم إلى مستويات غير طبيعية. إن المستوى المنخفض لسكر الدم يدعى "نقص سكر الدم" ويدعى المستوى المرتفع لسكر الدم باسم "فرط سكر الدم".
هناك هرمونات أخرى تؤثر على مستويات سكر الدم، مثل الكورتيزول والإيبينفرين. ولكن الأنسولين والغلوكاكون هما الهرمونان الرئيسيان اللذان يسيطران على مستويات سكر الدم.
حين يرتفع سكر الدم بعد وجبة من الطعام تطلق خلايا البنكرياس هرمون الأنسولين، وهذا ما يسمح بدخول الغلوكوز إلى خلايا الجسم، فينخفض مستوى الغلوكوز في الدم إلى الحد الطبيعي.
حين ينخفض مستوى سكر الدم إلى حد كبير، تفرز خلايا أخرى في البنكرياس هرمون الغلوكاكون، وهذا ما يعطي إشارة إلى الكبد حتى يحول الغليكوجين المخزن لديه إلى الغلوكوز ثم يطرحه في الدم ليرفع مستوى سكر الدم إلى الحد الطبيعي.
أعراض نقص سكر الدم
إن لنقص سكر الدم علامات وأعراض محددة. لا يعاني كل الأشخاص الأعراض نفسها أو كلها. قد يشعر الشخص المصاب بنقص في سكر الدم بما يلي:
وهن
نعاس
تشوش
جوع
دوخة
من الأعراض الأخرى لنقص سكر الدم:
شحوب
صداع
عصبية
رجفان
تعرق
تسرع قلب
شعور بتعرق بارد
في الحالات الشديدة، قد يفقد الشخص المصاب بنقص سكر الدم وعيه وقد يدخل في حالة غيبوبة.
يمكن أن تتشابه أعراض نقص سكر الدم مع أعراض أخرى ناجمة عن حالات لا علاقة لها بسكر الدم. مثلاً القلق والضيق الشديد الذي يمكن أن يؤدي إلى أعراض شبيهة بأعراض نقص سكر الدم.
في الأحوال العادية تتراجع أعراض نقص سكر الدم فور تناول المريض قليلاً من السكر.
أسباب نقص سكر الدم
السبب الأكثر انتشاراً لنقص سكر الدم هو مضاعفات الداء السكري. يحدث الداء السكري حين يعجز الجسم عن استخدام الغلوكوز كوقود لأن البنكرياس عاجز عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو لأن الأنسولين المتوفر غير فعال. وبالنتيجة يتراكم الغلوكوز في الدم بدلاً من دخوله إلى الخلايا.
يمكن أن يحدث نقص سكر الدم عند المصابين بالسكري بعد:
أخذ جرعة زائدة من الأنسولين
إغفال تناول وجبة طعام أو تأخير موعدها
عدم تناول ما يكفي من الطعام
ممارسة رياضة مجهدة
تناول الكحول
من الحالات الأخرى، غير الداء السكري، التي يمكن أن تؤدي إلى نقص سكر الدم:
الحمل في بدايته
الصيام الطويل
الرياضة المجهدة لفترات طويلة
المرضى الذين يمارسون الرياضة وهم يأخذون أدوية تدعى حاصرات بيتا
تناول الأسبيرين عند بعض الأطفال
شرب الكحول عند بعض الناس
تحدث حالة نقص سكر الدم عند بعض الناس بعد 2-5 ساعات من تناول وجبة تحوي الكثير من الغلوكوز. تدعى هذه الحالة نقص سكر الدم الارتكاسي، وهي حالة نادرة. يجب أن يتقيد هؤلاء الناس بنظام غذائي صحي يتضمن تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
هناك سبب نادر لنقص سكر الدم يحدث حين تكون المعدة فارغة. تحدث هذه الحالة في الصباح بعد الاستيقاظ. وهي تسمى نقص سكر الدم الصيامي. تنجم هذه الحالة عن عوامل كثيرة ويمكن أن تكون وراثية.
يحدث نقص سكر الدم عند بعض الأطفال لأن أجسامهم لا تستطيع تحمل الفروكتوز. تدعى هذه الحالة عدم تحمل الفروكتوز الوراثي. يمكن أن يظهر نقص سكر الدم على شكل نوبات وتقيؤ وفقدان للوعي. وتكون المعالجة بإلغاء الفروكتوز من طعام الطفل.
يحدث نقص سكر الدم عند بعض الأطفال لأن أجسامهم لا تستطيع استخدام الغالاكتوز بصورة صحيحة. إن الغالاكتوز من السكريات الموجودة في الحليب. بعد أيام من الولادة يمكن أن يبدأ الوليد بالتقيؤ وفقدان الوزن ويظهر لديه إعتام في عدسة العين. العلاج المعتاد هو حذف الحليب من حمية الطفل.
إن انخفاض مستوى هرمون النمو يسبب زيادة الحساسية من الأنسولين. وكما يشير الاسم، فإن هرمون النمو هام جداً لنمو الأطفال والمراهقين. تحدث زيادة الحساسية من الأنسولين لأن هرمون النمو يعاكس عمل الأنسولين في الخلايا العضلية والدهنية.
يحدث نقص سكر الدم أحياناً عند الأطفال الذين لا تكون لديهم كمية كافية من هرمون النمو. إن هرمون النمو يؤثر على طريقة عمل الأنسولين. يعالج هذا النوع من نقص سكر الدم بتعويض هرمون النمو الناقص.
يمكن أن تؤثر أورام البنكرياس على إنتاج الأنسولين و/أو الغلوكاكون في البنكرياس. إذا كان إنتاج الأنسولين كثيراً ينخفض سكر الدم إلى حد كبير ويحدث نقص سكر الدم. عادة ما تكون أورام البنكرياس سليمة ويمكن إزالتها جراحياً، على خلاف سرطان البنكرياس الخبيث.
في حالات نادرة، تنتج سرطانات بعض الغدد، مثل غدة الثدي وغدة الكظر، هرمونات إضافية تعمل بصورة شبيهة بالأنسولين. إن هذه الهرمونات تسبب نقص سكر الدم أيضاً. يجب إزالة الأورام السرطانية إن أمكن.
تشخيص نقص سكر الدم
لتشخيص نقص سكر الدم عند غير المصابين بالداء السكري، يبحث الطبيب عن توفر ثلاثة شروط:
تظهر على المريض أعراض نقص سكر الدم.
مستوى غلوكوز الدم أقل من 45 مغ/ديسل عند المرأة أو أقل من 55 مغ/ديسل عند الرجل.
تتراجع الأعراض سريعاً بعد تناول السكر.
يفحص الطبيب أيضاً الحالة الصحية مثل احتمال وجود الداء السكري، ويسأل المريض عن الأدوية التي يتناولها، ويحدد مدى شدة الأعراض.
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحوص مخبرية لقياس إنتاج الأنسولين ومستويات الببتيد الرابط، وهو مادة كيماوية ينتجها الجسم مع الأنسولين.
علاج نقص سكر الدم
يمكن للأطباء أن يعالجوا نقص سكر الدم بثلاث طرق:
الوقاية من نوبات نقص سكر الدم.
معالجة نوبة نقص سكر الدم عندما تحدث.
معالجة المرض الذي يسبب نقص سكر الدم.
إن نقص سكر الدم كثير الظهور عند مرضى الداء السكري. إن معرفة كيفية التعامل مع الداء السكري أمر هام في الوقاية من نقص سكر الدم.
من النصائح التي تقي المصابين بالسكري من نقص سكر الدم:
تناول الأدوية حسب تعليمات الطبيب
عدم إغفال وجبة طعام أو تأخيرها
تناول كمية الطعام الموصوفة مع جرعة الأنسولين
عدم ممارسة رياضة مجهدة
عدم تناول الكحول
بالنسبة للمرضى غير المصابين بالداء السكري، يمكن الوقاية من نقص سكر الدم باتباع الحمية التي يصفها الطبيب وأخصائي التغذية.
حين يشعر المريض بأعراض نقص سكر الدم فعليه أن يشرب العصير أو أي شيء غني بالسكر.
بالنسبة لمرضى السكري، يوصف لهم غالباً شكل من الغلوكاكون الذي يؤخذ عن طريق حقنة. غالباً ما يجب أن يقوم شخص آخر بإعطاء الحقنة للمريض، وهي سرعان ما تخفف الأعراض لأنها تطلق دفعة من الغلوكوز في الدم.
إذا استمرت الأعراض رغم التقيد بتعليمات الطبيب فيجب طلب الإسعاف في غضون دقائق. وفي المستشفى يمكن ضبط سكر الدم.
تتوقف معالجة نقص سكر الدم على سبب ظهوره. هناك سبل متعددة للعلاج. اختبر معلوماتك بالإجابة على الأسئلة الثلاثة التالية!
خلاصة
نقص سكر الدم هي الحالة التي يكون فيها سكر الدم منخفضاً إلى درجة خطيرة. تحدث هذه الحالة عادة عند مرضى السكري الذين يأخذون الأنسولين، ولكن هناك أمراضاً أخرى تسبب هذه الحالة.
من المهم لمرضى نقص سكر الدم أن يعرفوا أعراض هذه الحالة حتى يعالجوها ويحموا أنفسهم من تلف دائم في الدماغ.
هناك سبل عديدة لتشخيص ومعالجة نقص سكر الدم. إن معظم مرضى نقص سكر الدم يعيشون حياة طبيعية من خلال وقاية أنفسهم من حدوث النوبات ومن خلال معالجتها عند حدوثها!