الإنسان المحرّمات التي حرمها الله عليه وعلى جميع المسلمين.
كما أنّ الإنسان الذي يعتقد أنّه من الممكن أن يشرب الخمر لفترة معيّنة يكون مخطئاً، حيث إنّ الشرب المتكرّر للخمر يسبّب حالة من الإدمان، الأمر الذي يجعل من الصّعب أن يقلع الشخص عن هذه العادة، والتي تكون أضرارها جسيمة على الإنسان والمجتمع المحيط به.
كما أنّ الدّراسات الأخيرة لوزارة الصحّة أثبتت أنّ الكحول هي واحدة من الأمور القاتلة، كما أنّها تكون أخطر على الإنسان من المخدرات، والفرق أن مدمن الكحول لا يشعر بأنّه في حالة صعبة مثل مدمن الخمر، إلا إذا أصيب بأحد الأمراض المستعصية.
كما يمكن القول بأنّ الكحول تسبب حالة من القلق والإضطراب لدى الإنسان، كما أنّها تسبّب حالة من الاكتئاب لدى الشخص المدمن، الأمر الذي يدفع الإنسان للتفكير بعمل بعض الأمور السيئة، كما أنّها تؤثر على المخ، فهي تسبّب حالة من التلف لخلايا الدّماغ، الأمر الذي يسبّب حالة من الجنون، أو قصور التفكير، وحالة من الغباء، وقلّة التركيز.
ما هي أهم التأثيرات التي تسببها الكحول على جسم الإنسان
تليف الكبد
رَكّز الإعلام الضوء في الفترة الأخيرة من خلال الأفلام والمسلسلات التي يقدّمها على شاشة التلفاز، على مشكلة الإدمان على الكحول، وما يسبّبه من أخطار على الإنسان، ومن أهم هذه الأمور هي مرض تليّف الكبد، وهو مرض مستعصي وقاتل، ولا علاج له في حال وصل إلى أمور متقدّمة. وتكون أعراضه أعراض بسيطة في البداية، فلا يشعر الإنسان بمدى خطورتها، حيث إنّ البداية تكون على شكل اصفرار في اللّون، مع شحوب في الوجه والعينين، ومن ثم تكون حالة من الإعياء، وفقدان الشهيّة، ومع تقدّم الزمن، يشعر الإنسان بالخمول، ويلاحظ وجود ورم في منطقة البطن من ناحية الكبد والكلى، كما أنّ الأمر يسبّب حدوث نزيف داخلي في الأمعاء، ويظهر هذا النزيف للخارج على شكل دم يخرج من الجهاز الهضمي للمريض، وتكون هذه الحالة هي بمثابة تنبيه للشخص بأنّ أيامه الأخيرة باتت معدودة، كما أنّ الفشل الكبدي هو مرض قاتل لا محالة، كما أنّ هذا المرض يؤثر على ضربات القلب فتصبح ضعيفة، و تسبّب حدوث حالات من الغيبوبة وفقد الوعي لدى الإنسان، كما أنّ الكحول تسبب اضطراب في الجهاز العصبي، الأمر الذي يسبّب حالة من التوتر الدّائم الذي يعيش به الإنسان، كما أنّها تؤثّر على الرّجال من الناحية الجنسية، وتسبّب ما يعرف بالضعف الجنسي.
التسمم الكحولي
لا يقصد هنا بالتسمّم هو حالة مثل التسمّم نتيجة لشرب مادة سامّة مثلاً، حيث إنّ الأمر هنا يختلف، فالتسمّم الكحولي هو تسمّم في الجهاز العصبي للإنسان، فيبات الإنسان يعاني من حالة من التوتّر الدّائم والاضطراب، كما أنّه يسبب حالة من العدوانيّة، فيصبح الإنسان عنيفاً جداً مع كل من يحيطون به، هذا كلّه بالإضافة إلى التشتّت الدّائم وقلّة التركيز.
ما يحدث مع مدمن الكحول، هو أنّه في البداية يكون في حالة استرخاء وراحة تامّة عند شرب الكحول، كما تزيد رغبته في الضحك والمرح لديه، ولكن فيما بعد يتحوّل هذا الفرح والرّاحة والاسترخاء إلى حالات من الضّغط النفسي والتوتر العصبي، كما أنّه يكون حساساً لأي لفظ يصدر من حوله، الأمر الذي يجعله دائم العزلة عن الآخرين، كما أنّ الأمر قد يتطوّر مع الإنسان ليدخل في نوع عميق يؤدّي به في النهاية إلى الموت.
الآثار التي تعود على المجتمع والأسرة نتيجة إدمان الكحول
كما نعلم بأنّ الإدمان على الكحول هو أمر غير مرغوب به في المجتمع، كما أنّه يسبب حالة من الإضطراب في الجهاز العصبي، فيصبح الإنسان دائم العصبية، الأمر الذي يدفع الإنسان إلى ارتكاب الحماقات وافتعال المشاكل، مما يؤدّي إلى حدوث حالة من التفكّك بين أفراد المجتمع، وتولّد الكره والبغضاء، كما أنّ الإدمان على الكحول يهدم أسرة كاملة ويشرّد أطفال، حيث إنّ الإنسان المدمن يلجأ إلى أن يبيع جميع ممتلكاته من أجل شراء الكحول، الأمر الذي يزيد من نسبة الفقر في المجتمع، كما أنّ هذا الأمر يزيد من نسبة الجريمة، وإضافة إلى شرب الكحول يسبب حالة من اللاوعي، فإنّ الإنسان يقوم بارتكاب المنكرات التي حرّمها الله من قتل أو زنا أو غيرها من الأمور الأخرى.
كيف يمكن ملاحظة أن شخص ما مدمن على الكحول
يمكن أن نلاحظ على الشخص المتعاطي للكحول أنّه في حالة من التخبّط أو العصبية، كما أنّه قد يدخل في غيبوبة، وحالة من اللاوعي، واسترخاء في الأطراف، مع حالة من ارتفاع ضغط الدّم، كما يمكن أن يكون الأمر مصاحباً لسرعة في نبضات القلب، وهناك بعض الأشخاص يصابون بنوبات تشبه نوبات الصّرع، وهي حالة من فقدان الوعي مع تشنّج كامل للجسم، أي أنّ مدمن الكحول من السّهل جداً الكشف عنه، حيث إنّ الأعراض التي تظهر عليه في البداية تكون بسيطة، ولكن يزداد الأمر تعقيداً مع تقدم الأمر.
كيف يمكن علاج الإدمان على الكحول
التدخّل المباشر
وفي هذه المرحلة يكون دور الجهة المعالجة في الكشف عن الحقيقة، وإلغاء إنكار المدمن للأمر، حيث إنّ جميعهم ينكرون إدمانهم في بادئ الأمر، و العنف في هذه المرحلة قد يكون أمراً خاطئاً، وإنّما يتطلّب الأمر أن يجلس الشخص المختص مع الإنسان المدمن لأكثر من جلسة، وأن يتخلّل هذه الجلسات الحديث عن الإدمان على الكحول، وأضراره على الجسم، كما أن يتطرق مع الشخص المدمن حول موضوع الآثار السلبية التي يسبّبها الإدمان على الكحول على جسم الإنسان وعلى الشخص المريض، وأهم ما يتطلّب من الجهة المعالجة هو أن تنجح في جعل الإنسان المدمن يكسب الثّقة اللازمة من ناحية هذه الجهة، حيث إنّ هذا يعتبر بمثابة سر لا يستطيع البوح به لأحد.
تنقية الجسم من الكحول
تتضمن المرحلة الثانية أن يقوم الشخص المعالج بإزالة جميع المواد المخدّرة والسامّة، التي علقت في الجسم نتيجة الإدمان على الكحول، وتكون أوّل خطوة في هذه المرحلة هي أن تقوم الجهة المعالجة بفحص شامل وكامل لجسم المدمن، وفحص جميع الأعضاء للتأكّد من سلامة جميع الأعضاء وخلوّها من الأمراض، ومن ثم يتم إعطاء المدمن على الكحول إبر في الدم تساعد على سحب المواد السامّة الموجودة في الجسم، وتمتاز هذه المرحلة بأنّها تسبّب حالة من التعب الشديد على الإنسان المدمن، ولكن في حال كان الإدمان في بداياته تمر هذه الأعراض دون أية مشاكل.
التأهيل
وهذا البرنامج أو المرحلة تشمل أن تقوم الجهة المعالجة بمتابعة الشخص المدمن بعد الانتهاء من مرحلة العلاج، وذلك من أجل التأكّد من أنّ الإنسان لن يعود لهذا الأمر، كما أنّها تساعد الشخص المريض على اتّباع أسلوب جديد في حياته، من أجل محاولة نسيان الحياة القديمة التي كان يعيشها من قبل، كما أنّها تساعد الإنسان على التخلّص من كلام الناس له ونظرة المجتمع له، والتي ستسبّب حالة نفسية مرضية عند الإنسان.