وتراجع نفسك فيما تقوم بفعله، فيجعلانك تسير في الطريق الصحيح، وأنك لا تصل إلى هدوء إلا إذا كانت كافة أمور حياتك على ما يرام ولا يشوب أي أمر شك أو خوف أو يكون يسبب بعض الضرر للغير، على الرغم من أن للقلق والتوتر بعض الفوائد البسيطة، إلا أنه شعور لا يحبذه أحد وهو شعور سيء وقد يصل الإنسان إلى مراحل يحتاج فيها إلى علاج نفسي مكثف؛ وذلك إذا استمر القلق لفترات طويلة وهناك بعض الناس شعور القلق والتوتر لا يفارقهم، ويصلون إلى حالة من عدم الوثوق بأنفسهم أو حتى بالآخرين، فلذلك لابد من الإسراع في العلاج، قبل أن تتفاقم الأوضاع سوءاً، والعلاج قد يكون سهلاً وقصيراً وقد يكون صعباً ويحتاج لوقت، وينقسم علاج القلق والتوتر إلى قسمين: علاج نفسي وهو الأنجح في أغلب الحالات، وعلاج دوائي ويكون للحالات المستعصية.
أعراض القلق والتوتر
تختلف أعراض القلق والتوتر من حالة إلى اخرى ولكنها بالمجمل تشتمل على أعراض الشعور بصداع، العصبية، صعوبة في التركيز، التعب، قلة الصبر، الارتباك، التعرق، ضيق النفس، آلام في البطن، غصة في الحلق والأرق، وهناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر على بعض المصابين ولكن هذه أغلبها؛ إن هذه الأعراض إن ظهرت على شخص تكون عادية ولا تقضي عليه ولكنها تترك لديه إحساساً بالقلق بدرجة معينة، وقد يشعر المصاب بالقلق ويعيش حالة من التوتر الدائم في جميع مجالات الحياة، فيشعر بالقلق والتوتر حيال العمل، العائلة، الأمن، وأمور الحياة الأخرى؛ تكون نوبة القلق والتوتر عادة في سن مبكرة وخاصاُ لدى الشباب فهم في مرحلة تأسيس لحياتهم، ويسيطر عليهم القلق والتوتر في الأمور التي يخوضونها ويتلهفون لإنجازها.
أسباب القلق والتوتر
ليس واضحاً السبب الرئيسي وراء الشعور بالقلق والتوتر كما الحال في معظم الاضطرابات النفسية التي تحدث للإنسان، ويعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية لها الدور الرئيسي في حصول اضطرابات القلق والتوتر، ويمكن افتراض أن اضطراب القلق والتوتر سببه عمليات بيولوجية تحصل في الجسم، عوامل وراثية، عوامل بيئية محيطة بالشخص ونمط الحياة التي يعيشها؛ تشكل اضطرابات القلق والتوتر واحداً من الأنواع الأكثر انتشاراً، ويوجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن نسبة الإصابة بالقلق والتوتر هي أعلي عند النساء بالمقارنة مع نسبة الرجال الذين يعانون من نفس الاضطراب؛ ويوجد بعض العوامل التي قد تكون سبباً في خطر الإصابة باضطراب القلق والتوتر وهي:
الطفولة القاسية التي عاشها الشخص، والصعوبات التي واجهها في طفولته، والذين يكونون شهوداً على أحداث صادمة هم الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والتوتر.
المرض يسبب الإصابة بالقلق والتوتر وخصوصاً الذين يصابون بأمراض خطيرة ومزمنة، هؤلاء يصابون بنوبة من القلق والتوتر والتخوف من المستقبل وما يحمله، والعلاجات والحالة الإقتصادية قد تشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً.
الضغوطات من الأمور التي تكون متوترة ومقلقة في الحياة، مثل التعرض لإصابة والتوقف عن العمل يؤدي إلى خسارة في الأجر وتدني الدخل وهذا يولد اضطرابات القلق والتوتر.
الشخصية أيضاً لها دور في اضطرابات القلق والتوتر فالأشخاص الذين يتمتعون بمزايا معينة في شخصيتاهم يكونوا معرضين أكثر للإصابة باضطرابات القلق والتوتر أكثر من غيرهم.
العوامل الوراثية تكون مؤثرة في خلق اضطرابات التوتر والقلق وتشير بعض الدراسات إلى وجود مصدر وراثي لاضطرابات القلق والتوتر وينتقل وراثياً إلى الأجيال المتتالية.
مضاعفات القلق والتوتر
إن علاج اضطرابات القلق والتوتر إن لم يكن سريعاً ومُجدياً يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات أكثر من مجرد الشعور بالقلق، وقد تحدث أمراض خطيرة أو التصرف بتصرفات خاطئة قد تكلف الشخص كل حياته مثلاً، اللجوء لاستعمال مواد مسببة للإدمان، الشعور بالاكتئاب، اضطرابات هضمية ومعوية، والصداع والكثير من الأمور التي لا يُحمد عقباها.
تشخيص القلق والتوتر
يوجد بعض المعايير التي يتم من خلالها تشخيص إصابة شخص ما باضطرابات القلق والتوتر وهي:
شعور الشخص بحالة حادة من الخوف والقلق الشديد بدون وجود أسباب واضحة، ويكون القلق والتوتر والخوف يرافقه على مدار أشهر طويلة.
عدم وجود قدرة لدي الشخص بمواجهة الشعور بالقلق والتوتر، أو مقاومتها فيكون القلق مسيطراً عليه تماماً.
الشعور بالقلق يصحبه عدد من الأعراض كالعصبية، الانفعال الشديد، صعوبة التركيز، توتر العضلات وانشدادها واضطرابات في النوم.
لا تسير حياة الشخص بطريقة طبيعية نتيجة الشعور بالقلق والتوتر وهذا يجعل الشخص يعيش بضائقة حادة تجعل حياته تنقلب رأساً على عقب.
الشعور بالقلق دون ان يكون مرتبط بحدث معين، أو يكون بدون سبب.
علاج القلق والتوتر
يوجد طريقتان للعلاج، إحداهما علاج دوائي والآخر علاج نفسي، ويتم إما كل علاج على حدى أو الاثنين معاً، ويكون العلاج الدوائي عن طريق تناول أدوية مضادة للقلق وهي مواد مهدئة، تخفف من حدة الشعور بالقلق في وقتٍ قصير، ولكن هذه الأدوية قد تسبب الإدمان إذا تواصل الشخص تناولها لفترة طويلة؛ هناك أيضاً أدوية مضادة للاكتئاب وهذه الأدوية يتلخص دورها في التأثير على عمل الناقلات العصبية التي لها دور هام في نشوء اضطرابات القلق والتوتر، ولا يجب أن يتم أخذ أي نوع من الدواء إلّا بعد مراجعة طبيب مختص. أما العلاج النفسي فيكون عن طريق طلب الدعم النفسي من متخصصين في مجال الصحة النفسية وذلك بزيارتهم وأخذت كورسات العلاج المناسبة التي سيوصون بها.
العلاج بالقرآن
من أفضل طرق العلاج التي لا يعرف أهميتها إلّا من قام بتجربتها، هو علاج القلق والتوتر بالقرآن الكريم، وكما تم الذكر في السابق أن القلق هو الخوف من المستقبل ومن أشياء مجهولة وعلى الأغلب تكون بدون أي سبب، هذه المخاوف لا تكون إلّا من وسوسة الشيطان، لذلك ذكر الله سيكون الحل، كما قال تعالى في كتابه العزيز (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ولا يُطرد الشيطان إلّا بذكر الله، فالإنسان الضعيف هو الذي يستسلم للخوف من المستقبل ولا يعلم أن كل شيء بيد الله، هو الذي يرزق ويعطي، فالشيطان يجعل هذا الشخص في قلق دائم وتوتر إلى أن يضطر أن يحاول إيجاد وسيلة للتخلص من هذا القلق والتوتر ويجد نفسه يسير في طريق المخدرات والإدمان، وهذا ما يهدف إليه الشيطان أن يُبعدنا عن الله بالوسوسة وجعلنا لا نثق بربنا، لذلك لا بُدّ أن نقهر ذلك الشيطان بالتقرب لله والرضا بالقضاء والقدر وعدم القلق من أي أمر من أمور الدنيا فالله يُحسن تدبير كل شيء لنا، ويعطينا دون حساب فلا شيء يستدعي القلق ما دُمنا مع الله جل جلاله.