عني الموت دائماً، داعية إلى تنمية وعي المجتمع بأهمية الفحص المبكر للمرض بشكل مستمر، حيث الكشف المبكر يساعد كثيراً في العلاج. واضافت أن هناك عدة أسباب للإصابة بالمرض، منها: الجنس (ينتشر بين النساء أكثر من الرجال)، العمر، الهرمونات، العامل الوراثي، الإرضاع، عدم الإنجاب، حبوب منع الحمل، التعرض لإشعاع في سن مبكرة، مؤكدة على أن (السمنة) أثبتت كلياً علاقتها بالسرطان لدى الإناث، وفيما يلي نص الحوار:
الموت ليس النهاية دائماً
* لماذا اخترت التخصص في الأورام وتحديداً سرطان الثدي؟
- التخصص في الأورام فيه نوع من التحدي خاصة أن الاعتقاد السائد أن الإصابة بالسرطان نهايته الموت؛ فقد أحببت أن أخوض هذا التحدي بالتخصص في هذا المجال والبحث العلمي الدقيق، وعلى العكس هنالك حالات تمت معالجتها ومازالت بفضل الله على قيد الحياة، إضافة إلى أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً عند النساء والمتخصصات في مجال الأورام من السيدات قليل جداً؛ فشعرت أن هذا التخصص والمضاعفات الجانبية الناتجة منه تحتاج إلى وجود امرأة من الممكن التحدث إليها دون حرج.
الوعي بالمرض
* كيف ترين الوعي بالنسبة للمرأة في المملكة تجاه هذا المرض؟
- بطبيعتي أنا متفائلة، وأستطيع القول إن أول مؤتمر قمنا به كان في مركز الأمير سلمان الاجتماعي عام 2004م لمدة ثلاثة أيام، وبكامل التجهيزات من أشعة «الماموغرام والاتراساوند ...الخ»، وكان الإقبال ضعيفاً جداً، ومع الوعي المتنامي من خلال وسائل الإعلام وجدنا تحسناً ولكن ليس هو المأمول.
إحصاءات التشخيص
* كيف لم يكن الوعي المجتمعي بالمرض كافياً؟
- لو عدنا إلى إحصائيات السجل الوطني للأورام الذي أسس عام 1994م حتى عام 2008م وجدنا أن أكثر الحالات بمعدل 48% تشخص في المرحلة الثانية والثالثة، أما المرحلة الأولى فلا تتعدى 2%؛ بالرغم من الجهود المبذولة؛ فأنا لم أتلقَ سوى حالتين مبكرة خلال سنة، وهذا التحسن في الوعي طفيف، ولكن من المتوقع الإحصائيات المقبلة من بعد 2008 إلى وقتنا ستكون أفضل بكثير، وهذا ملموس في الحالات المماثلة المستعصية.
الفحص الذاتي أولاً
* .. وما الحل برأيك؟
- أن تكون هناك خطة مدروسة تهدف للتوعية على مدار العام وليس في شهر من السنة، وأن نبدأ التوعية بأهمية الفحص الذاتي ومعرفة الأمراض السرطانية من سن مبكرة، ومتى يتم عمل فحص «الماموغراف» للسيدات، ومتى يجب إعادته إضافة إلى توعيتهن بأنه قد تكون هناك فئة من السيدات تحتاج إلى عمل إشاعات أخرى من «الماموغراف»؛ كالأشعة الصوتية أو الرنين المغناطيسي والتعاون مع المراكز الخيرية القائمة بهذا.
أسباب الإصابة
* متى تخاف المرأة من المرض؟
- المرض له عدة أسباب مثل الجنس (فالمرض ينتشر بين النساء أكثر من الرجال)، والعمر (تتفاقم المشكلة بعد زيادة عمر المرأة)، والهرمونات (عند البلوغ المبكر، الانقطاع المتأخر، استعمال الهرمونات البديلة)، العامل الوراثي (يكون التاريخ الطبي للعائلة في حدوث مرض السرطان)، والإرضاع، وعدم الإنجاب، وحبوب منع الحمل، والتعرض لإشعاع في سن مبكرة.
وأود في هذا الصدد أن أنوه عن عامل السمنة الذي أثبت كلياً علاقته بالسرطان لدى الإناث، حيث أصبحت السمنة ضيفاً ثقيلاً حاضراً في البيوت السعودية؛ لذا لابد من ترسيخ مفهوم الجسم السليم في العقل السليم لدى الفتيات مند نعومة أظفارهن.
صعوبة العلاج
* أين ترين الصعوبة في علاج المريضة؟
- الصعوبة تكمن في عمر المريضة؛ فعندما تكون صغيرة تكون أكثر صعوبة من ناحية الاهتمامات والمضاعفات أكثر من المرأة الكبيرة في السن؛ لأن المرأة الصغيرة تكون في عمر منتج يلقي المرض بعبء أكبر على الطبيب، حيث تعاني من صعوبة تقبل المريضة للتعايش مع المرض، خاصة عندما تكون عاملة وزوجة أو حاملا.
وقد قدمت ورقة عن سرطان الثدي عند الصغيرات في «جامعة دبلن»؛ ووجدت أن الأمر الأكثر صعوبة هي عائلة المريضة، حيث تحتاج أسرة المريضة إلى تأهيل نفسي واجتماعي ووقائي لتقبل التعايش مع المريضة ومساعدتها على تخطي تلك العقبة، كذلك توعية المريض من السرطان والعلامات المختلفة إذ إن كثيرا من المريضات يصغين إلى صديقاتهن حول الوصفات المختلفة؛ فهذه من الأمور التي تزيد من صعوبة العلاج مع إنها نسبة قليلة تصل إلى 5%، إضافة إلى وجود فريق متكامل للعلاج؛ إذ إن علاج السرطان لا يمكن أن يتحمله طبيب أورام فقط، بل نحتاج إلى فريق للعلاج.
الفحص المبكر
* كيف نقنع المرأة بضرورة الفحص المبكر؟
- هي ثقافة تبدأ منذ الصغر؛ أي في سن مبكرة لأهمية اهتمام المرأة بالفحص ومعرفة هذا المرض، وأهمية الكشف المبكر، حيث تمت توعية الأطباء؛ سواء أطباء أورام أو أطباء عائلة بأهمية الفحص بالأشعة، ومتى يتم تحويل المريض إلى مستشفى متخصص للرعاية.
خطر «البديل» و»الشعبي»
* هل الطب البديل الذي تلجأ له النساء بشكل كبير عند الإصابة كاف للحد أو التقليل من تداعياته؟
- الطب البديل الذي تلجأ له بعض النساء بشكل عشوائي عند اكتشافهن المرض، وكذلك الطب الشعبي هو للأسف تصرف غير سليم، حيث الوقت هو الرهان في عملية المعالجة، وقد يضيع على المريضة وهي تبحث عن الوهم وتقلل احتمالية الشفاء من هدا المرض.