تاريخ النشر 10 اغسطس 2015     بواسطة الدكتور خالد عبدالوهاب احمد     المشاهدات 201

سرطان الفم،عوارض،طرق الكشف عنه،وعوامل الخطر

السرطان الذي لا نشعر به: كيف تكشف أورام في الفم؟ سرطان الفم يبدو كجرح بسيط أو تلون في اللسان، وغالبا ما تكون هذه العلامات غير مؤلمة أو غير ملاحظة ويتم الكشف عنها من خلال فحص عشوائي عند طبيب الأسنان - ولكن سرطان الشفتين واللسان والحلق قد يكونوا في بالغ الخطورة اذا تم الكشف عنهم بعد فوات الأوان
.
ما هي العلامات التي تدل على وجود سرطان ما في منطقة الفم؟
روابة أحد الأطباء:
قبل أسبوعين جاءت امرأة شابة، تبلغ من العمر 28 سنة، إلى عيادة الأسنان، لإجراء استخراج سناً جراحيا. خلال الفحص الروتيني وقبل البدء بالعلاج وَجدتُ أمراً لم تعرف تلك المرأة عن وجوده. بعد أخذ خزعة من الآفة، للأسف كانت نتيجة الفحص أن المرأة مصابة بمرض السرطان، والآن وُجِّهت لإجراء المزيد من الفحوصات لاستبعاد وجود انبثاث واتخاذ قرار بشأن العلاج المناسب.
وقالت انها لم تشعر بشيء حتى الآن، لا ألم وانتفاخ في الفم، وفي العديد من الحالات يمكن أن نتجول مع الأورام الخبيثة في أفواهنا دون أن ندرك ذلك. في مراحله المبكرة، سرطان الفم يكون غير محسوس بتاتا: هذا المرض غير مؤلم أو مزعج، ويبدو في بدايته كمرض لفيو الأغشية المخاطية.
من الممكن لمرض فيروسي أن يسبب تقرحات في الفم، وربما التوتر والقلق. ومع ذلك، هناك فروق دقيقة بين هذه القرحة والقرحة الخبيثة والتي يمكن التعرف عليها بسهولة بواسطة خبير.
في الولايات المتحدة يتم الكشف علن 35000 حالة سرطان جديدة في السنة، منها حوالي 8،000 شخص يتوقع أن يتوفوا. وفقط 57٪ منهم قد يبقوا على قيد الحياة لمدة خمس سنوات.
على الرغم من أن امكانيات وتقنيات التشخيص وطرق العلاج حديثة ، لم يسجل تحسن كبير في متوسط العمر المتوقع للمصابين بسرطان الفم في العقود الأخيرة: في حالة الكشف المبكر للمرض تزيد نسبة متوسط العمر الى 80%, ان عدم كشف المرض بوقت مبكر يقلل من متوسط الحياة ب 10% - 15%. لذلك، اذا تم التعرف على المرض والتشخيص الصحيح في وقت مبكر، سوف ترتفع نسبة متوسط العمر للمريض بعد العلاج.
ولذلك من المهم جدا أن نكون على بينة واطلاع عن سرطان الفم، معرفة ما هي العوامل التي تساهم للإصابة في المرض، ومعرفة التعرف على العلامات المبكرة للمرض.
من هو المعرض للإصابة بسرطان الفم أكثر من غيره؟ 
وفقا للدراسات الدولية، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم هم المدخنين وماضغون التبغ, شاربون الكحول, ومرضى الايدز وذلك لضعف جهاز المناعة لديهم, ولمرضى متلقين زرع الأعضاء, والأشخاص الذين تعرضوا لفيروس الورم الحليمي البشري.
كما وأظهرت الدراسات ميل أكبر للإصابة بالمرضى لدى الرجال فوق سن ال 40، ولكن الدراسات المحلية أظهرت زيادة كبيرة في معدلات المرض بين النساء، وظاهرة مرض سرطان الفم لدى الأطفال.
السرطان يمكن أن يحدث في أي مكان في الفم - الشفتين واللثة والغشاء المخاطي للفم - ولكن بشكل خاص في اللسان وأسفل الفم. هذا السرطان هو جزء من الأورام الخبيثة التي تظهر في الداخل، الفك والرقبة، وتمثل حوالي 90٪ من الأورام في هذه المناطق.
قد يكون مصدرا السرطان العظام أو الأنسجة أيضا في الانبثاث البعيدة لتشكيل الفم. قد ينشأ أساسا مثل الانبثاث من سرطان الرئة، القناة الهضمية والبروستاتا والكلى والعظام وسرطان الثدي. الكثير من أشعة الشمس، وخاصة أصحاب البشرة الفاتحة، يحدث السرطان أيضا في الشفة، وخاصة الشفة السفلى.
ما هي عوارض سرطان الفم؟
1- ألوان أسطح الفم تكون مختلفة, قد تظهر مناطق مع بقع بيضاء أو حمراء أو مختلطة – في الغشاء المخاطي للفم، تكون مختلطة باللون الأحمر والأبيض - وذلك في منطقة الفم والشفاه.
2- وجود تقرح واحد. وجود تقرح واحد أكثر من 14-10 يوما لوحده مشبوه به أكثر من مجموعة قروح التي ممكن ان تظهر في آن واحد. جود تقرحات بالإضافة إلى حمى وشعور عام سيء عادة ما يكون مرض فيروسي موسمي وليس سرطان.
3- وجود جروح أو وجود أنسجة مختلفة. وجود قرحة أو قروح ليست مؤلمة مثل جروح بيضاء أو حمراء - وعدم وجود حدود واضحة لها.
4- التغيرات في الإحساس في الفم. إحساس بأن الفم مخدر وكأنك كنت عند طبيب الاسنان، وصعوبة في البلع والكلام وفتح الفم.
5- تحرك الأسنان من مكانها, ان تحرك أو عدم تطابق الأسنان الاصطناعية بين الفك قد يشير في المقام الأول الى مرض او التهاب في اللثة، ولكن لا يمكن استبعاد وجود أورام حميدة أو خبيثة.
6- تغيير أو نزيف اللثة. نزيف محلي قد يشير الى أمراض اللثة ولكن أيضا ممكن ان تشير الى وجود أورام خبيثة، بما في ذلك تلك الاورام التي مصدرها بعيد عن الفم.
هناك عدة درجات خطورة للورم – الذي من خلاله يمكن تحديد شدة المرض وإمكانية الشفاء: يكون المرض أكثر صعوبة كلما تكون صعوبة في تحديد الخلايا التي تشكل الورم ، وكلما كان الورم أكبر يكون خطر تداخله إلى الأنسجة المجاورة، وللمنطقة الخلفية من تجويف الفم، كما وان تواجد الورم لمدة طويلة قد يزيد من خطر انتشاره إلى الأجهزة القريبة الأخرى بما فيها الغدة الليمفاوية في الرقبة.
وجود ورم في الغدد يقلل بشكل كبير من متوسط عمر الشخص المتوقع.
اكتشفت تقرح في الفم - ماذا تفعل الآن؟ 
فحص أولي - يجب أن تذهب إلى طبيب الأسنان، الذي بإمكانه أن يميز بين قروح لجرح ناجم عن جرح من أسنان, أو تلوث في الفم الذي قد يغير من نسيج الفم. في مثل هذه الحالات على الطبيب أن يعالج الأمر عن طريق إعطاء مضادات حيوية وللتأكد من الشفاء خلال أسبوعين.
التواصل مع شخص متخصص - في حالة عدم وجود تفسير مقنع للجروح, أو عدم التئام الجروح، يجب علينا الاتصال على الفور بطبيب مختص في الفم, الوجه, والفكين , أو اختصاصي جراحة وطب الفم.
التقييم والخزعة- دور الخبراء هو تقييم الجرح أو الورم، العثور على موقع آفات إضافية . في بعض الحالات، يكون بالإمكان تقييم على الفور ما اذا كان هناك ورم أم لا، وفي حالة اشتباه معقول لوجود ورم ينصح المتخصص بتناول خزعة من تلك الانسجة المشبوهة للحصول على تشخيص كامل ودقيق لنوع الورم.
إجراء المحاكاة(تصوير). عندما يكون هناك تأكيد أولي على وجود سرطان في الفم، ينبغي إجراء اختبارات التصوير باستخدام الأشعة السينية، CT أو MRI، لإضافة معلومات دقيقة عن حجم الورم، والموقع، وامكانية انتشاره لمنطقة الغدد الليمفاوية الإقليمية وللعظام المجاورة.
الكشف عن الانبثاث. فحص مدى انتشار الورم ويشمل ذلك أيضا مسح PET باستخدام النظائر المشعة أو CT-. كما ذكر، وقد يكون مصدر السرطان من مصدر آخر وليس فقط من الفم، والفحص مهم جدا للجسم بأكمله للعثور على مصدر الورم وتوابعه.
كيف يتم علاج سرطان الفم؟ 
الكشف عن سرطان الفم يشكل تحدي بالنسبة للعلاج, وفي معظم المراكز الطبية التي تعالج سرطان الفم يتواجد طاقمين بتخصصات متعددة , جراح أورام , جراح الفم والوجه والفكين جراحة والأنف والحنجرة بالإضافة إلى جراح تجميل أو طبيب نفساني، أخصائي اجتماعي، متخصص تغذية، متخصص علاج طبيعي ومعالج كلام ومتخصص إعادة تأهيل بالإضافة إلى متخصص الوجه و طبيب أسنان وفكين.
معظم سرطانات الفم تتواجد في القسم مخاطية الفموي، حيث تتواجد طبقة من الخلايا التي تغطي الأنسجة وتشبه بوظيفتها وظيفة الجلد. العلاج الرئيسي لهذا النوع من السرطان هو عن طريق الجراحة، والذي يزيل الورم بكامله وببوصتين عبر الحدود للسلامة. في الحالة التي يكون فيها الورم أكبر من بوصتين, ينبغي جمع جراحة للغدد الليمفاوية في الرقبة, خوفا من تشتيت النمو هناك.
كل عملية استئصال للورم تترك خلفها عجز وظيفي، لذلك ينبغي استعادة بناء الجهاز لكي يتمكمن من القيام بوظيفته.
يشمل العلاج ايضا علاج إشعاعي من خلال الجلد في الوجه والرقبة، أو عن طريق استعمال نهج محلي باستخدام إبر إشعاعية التي يدم إدراجها في الورم. يعتبر العلاج الإشعاعي في كثير من الأحيان أفضل علاج للورم بحالة وجود ورم صغير محدد في مكان واحد في منطقة التي قد يكون من الصعب استئصالها أو يكون استئصالها قد يترك إعاقة شديدة للمريض.
بالإضافة إلى الجراحة والعلاج الإشعاعي، يمكن اعطاء المريض علاج كيميائي في الحالات الصعبة والمعقدة التي يوجد فيها ورم خبيث أو ورم منتشر بشكل واسع ويجب إزالته, أوعند وجود ورم الذي لا علاج له, ويود الاطباء فقط تخفيف الحالة.
علاج سرطان الفم يشكل تحديا علاجيا، وتحدي وظيفيا وعاطفيا ونفسيا للمريض وعائلته. إن الأخبار السيئة مثل وجود سرطان في الفم قد تزعج المريض, مع العلم بأنها منطقة معقدة من حيث العلاج, يؤثر أيضا على قدرة الأكل والمضغ والبلع والكلام وغالبا ما تترك الجراحة علامات في الوجه والرقبة.
حتى عند نهاية العلاج، الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاع وإعادة التأهيل لن تكون النهاية. يجب الرصد لبرنامج مرفق ومحاكاة للتأكد من عدم الإصابة بالورم مرة أخرى وللتأكد من صحة المريض.
ما هو المهم أن نذكره بالنسبة لسرطان الفم؟ 
إن سرطان الفم هو مرض خطير وغالبا ما يتم الكشف عنه متأخرا, على الرغم من أنه من الممكن الكشف عنه مبكرا وبسهولة. 
الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة يتيح فرصة جيدة للعيش والحد من الإعاقة الوظيفية والجمالية ما بعد العلاج.
كما ويجب ان نتذكر أن قرحة عادية لن تبقى في الفم لأكثر من 12-14 يوما! 
الوقاية والكشف المبكر ينقذ الأرواح!


أخبار مرتبطة