تاريخ النشر 20 يوليو 2015     بواسطة الدكتور عبدالحفيظ يحيى خوجة     المشاهدات 201

صحتك.. في عيد الفطر

عيد سعيد خالي من المنغصات والمشاكل الصحية جدة: د. عبدالحفيظ يحيى خوجة يواجه بعض الناس مشكلات صحية تتكرر في كل عام مع حلول عيد الفطر المبارك. وهذه المشكلات الصحية تكون في الغالب اما مرتبطة بالسلوكيات الغذائية الخاطئة، او بالممارسات الرياضية الترفيهية العشوائية والغير مقننة. فبعد الانتظام على ت
ناول الطعام في أوقات محددة خلال شهر رمضان وتقنين اصنافه ونوعياته، يأتي العيد محملاً بكل ما لذ وطاب، كاسرا كل القواعد والحميات الغذائية، متسببا في الاصابة بالمشاكل الصحية التي قد تنتهي بزيارة المستشفيات. فمثلا يعاني كثير من الناس في فترة العيد من ارتباك في وظائف الجهاز الهضمي أو تدهور في مستوى تحكمهم في الامراض المزمنة التي يعانون منها سابقا كمرضى السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم وامراض الحساسية الصدرية.
يؤكد الدكتور/ أحمد غرم الله الخماش الزهراني أخصائي الامراض الباطنية ومدير العيادات الخارجية سابقا في مستشفى الملك فهد بجدة - على حدوث الكثير من المشاكل الصحية في مواسم الاعياد والاجازات وذلك من خلال خبرته السابقة ومشاهداته الإكلينيكية مع المرضى. وقد أعزى حدوث تلك المشاكل الى التهاون الواضح من الناس سواء الاصحاء منهم أو المرضى المزمنين. فمثلا تحدث اضطرابات الجهاز الهضمي نتيجة الإسراف وعدم التدرج في تناول الاطعمة لاسيما المحتوية منها على الكثير من السكريات والدهون، ويحدث هذا كون الجهاز الهضمي كان قد اعتاد على الصيام لساعات طويلة خلال شهر رمضان المبارك وعلى مواعيد ثابتة لتناول الطعام كالإفطار والسحور، ومن ثم يفاجأ البعض بأعراض طارئة تنغص عليهم بهجتهم بفرحة العيد والانخراط في فعاليات المناسبة السعيدة المختلفة مع الأهل والأصدقاء، فضلا عن من يعاني أصلا  من امراض مزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها من العلل الجسدية الاخرى والتي تحتاج الى نظام حمية غذائية معينة.
وجبات شائعة
أوضح د. الزهراني أن العديد من الدراسات المختلفة تبين أن أقسام الطوارئ بالمستشفيات تكتظ بالمراجعين من المرضى في فترة العيد وخاصة من الأطفال وتكون الشكوى عادة اما نزلات معوية حادة، وهي تمثل في بعض الدراسات ما يقارب 60 ? من الحالات أو نزلات الشعب الهوائية وإلتهابات الجهاز التنفسي العلوي وهي تمثل نسبة 30 ? نتيجة تناول المثلجات المختلفة.
وتحت ضغوط العادات والتقاليد الاجتماعية يضطر البعض الى المجاملة بتناول أنواع الطعام التي قد لا تناسب وضعهم الصحي وكذلك بالخلط بين أنواع الأطعمة الكثيرة ( لكثرة الزيارات) ناهيك عن جلب هذه الأغذية والحلويات إلى المنزل ما يسبب للكثيرين من أفراد الاسرة تلبكاً معوياً بسبب تغيير النظام الغذائي بشكل عشوائي، كما يتسبب في زيادة مفاجئة للوزن، وفي بعض الأحيان تصل المشكلة إلى حالات تسمم غذائي بسبب تناول أطعمة ملوثة من الخارج، خاصة مع الاطفال.
الامراض المزمنة في العيد
ويضيف د. الزهراني أن حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى داء السكري وغيرها من الامراض المزمنة هي على قائمة الامراض التي تزداد في فترة العيد نتيجة تناول كميات كبيرة من الوجبات الغنية بالملح والمخللات والمحليات السكرية. لذلك ينصح الأطباء عامة الناس تقسيم وجباتهم في أول أيام العيد الى 4 او 5 وجبات خفيفة وتجنب الملح والسكريات والدهون لتفادي حدوث ذلك الخلل وللوقاية من التخمة وعسر الهضم في ايام العيد الأولى، مع الحرص على تناول  8 اكواب من الماء تقريبا كل يوم بالإضافة الى الحرص على زيادة تناول الفواكه الطازجة والخضروات الورقية لما لذلك من فوائد كبيرة في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم والمحافظة على كفاءة أداء أجهزة الجسم كالكلى والمسالك البولية والجهاز الهضمي.
وهنا ننصح بالتقليل أو الاعتدال في تناول بعض النوعيات التي لا تعتبر ضمن العناصر الغذائية الرئيسية مثل العصائر الغير طبيعية، الشوكولاتة، الحلويات، والأطعمة الدسمة. كما يجب التأكد من سلامة مصادر الطعام  وتجنب الشراء من المطاعم التي لا تلتزم بمعايير الصحة والنظافة، وتلك التي تقدم الأطعمة مكشوفة، وبعض الأنواع سريعة العطب والفساد كالتي تحتوي على الميونيز مثل ساندويتشات البيض، الشاورما، الكبدة.. الخ.
سلوكيات خاطئة
ويشير د. أحمد الزهراني الى ما يلاحظ أيضا من بعض السلوكيات الترفيهية الخاطئة في العيد خصوصا لدى الاطفال كالإفراط  في استخدام الألعاب النارية والمفرقعات بدون رقابة كافية من الوالدين، وأغلب الألعاب النارية تحتوي على مركبات كيميائية وفلزات ومواد متطايرة قد تؤدي الى الحاق الضرر بهم، فالبارود المستخدم في الألعاب النارية مثلا يحتوي علي الفحم والكبريت، كما تحتوي المفرقعات على نترات البوتاسيوم والألمنيوم وهي التي تساعد على إطلاق الشرر في كل الاتجاهات مما قد يتسبب في حرق الوجه واليدين والعينين وقد تصل الى حروق من الدرجة الثالثة، وهو ما نشاهده بأعيننا نحن الاطباء في أقسام الطوارئ في أيام العيد، كما تطالعنا به الصحف وأخبار الحوادث كل عام فضلا عن حالات الإختناق وصعوبة التنفس وهيجان حالات الربو نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون المنبعث من احتراق هذه الألعاب النارية، وما يحدث لهؤلاء الاطفال هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل من الأسرة ،المؤسسات المجتمعية المختلفة والإعلام وذلك من خلال بث الوعي بين الأطفال بأخطار هذه الممارسات الغير مسؤولة ومحاسبتهم على النقود التي تصرف دون رقيب او حسيب. ولا نغفل ايضا الدور المهم الاخر للجهات المختصة في منع من يبيع مثل هذه المواد الخطيرة أو يروج لها، لما لها من أخطار جسيمة على صحة وارواح فلذات اكبادنا بحجة نشر الفرح والتعبير عن بهجة العيد.
ومن  الأخطاء الشائعة أيضا الرياضات التي تمارس خلال أيام عيد الفطر على طريق الكورنيش أو في البر مثل ركوب الدراجات النارية وامتطاء الخيول، ولا يخفى ما لهاتين الرياضتين من تأثير على الأطفال الذين يمارسونها لأول مرة دون سابق خبرة وأيضا على من يعانون من الام مزمنة في العمود الفقري نتيجة انزلاقات غضروفية مثلا، أو الآم الحوض او خشونة المفاصل مما قد يتسبب في مضاعفة الألم في مثل هذه الحالات وعدم الاستمتاع ببقية ايام العيد.
ولا ننسى مشاكل رياضة السباحة وحالات الغرق التي تنجم عنها مثلا سواء ممارستها في البحر اوفي المسابح الغير مجهزة بأدوات السلامة خصوصا على الاطفال الغير مدربين تدريبا كافياً وغير مراقبين من ذويهم مما قد يؤدي الى الوفاة لا سمح الله.
نصائح عامة
· نظرا لان العيد في هذا العام يأتي في فصل الصيف، فمن المستحسن الخروج إلى الأماكن المفتوحة والحدائق في أوقات مناسبة، بعد العصر أو المغرب مثلا حتى نبتعد عن مشاكل الحر.
· الاعتدال في تناول الطعام عند تلبية الدعوة للولائم وخاصة أطباق الحلوى والمكسرات، وتجنب قدر الإمكان مغريات حلويات العيد اللذيذة والعصائر والضيافات الشهية أثناء زيارات الأهل والأصدقاء وعدم التهاون بتناول الحلوى هنا وكوب العصير هناك فهذا سيساهم في زيادة الوزن بنسبة كبيرة.
· يمكن استبدال تناول الحلويات بتناول الفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن والتي تحتوي على كمية أقل بكثير من السعرات الحرارية.
· تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من امتلاء البطن وتكوين الغازات كما إنها تساعد في زيادة تكلسات الجهاز البولي.
· قد يضطر البعض للخروج الى الحدائق مع الأهل وتغيير الروتين بتناول الغذاء خارج البيت، فيجب الحذر من مصادر التلوث والتسمم الغذائي كالأطعمة المكشوفة، مع الاهتمام بغسل اليدين قبل الأكل.
· عدم اهمال العناية بالأطفال ومنحهم مزيدا من الانتباه لتلافي وقوعهم في الحوادث فهم لا يميزون الصحيح من الخطأ كتناول أطعمة ملوثة، واللعب في أماكن قد تسبب لهم الأذى كركوب بعض الألعاب التي فيها دوران سريع تؤثر على أدمغة الأطفال، أو حتى استخدام الألعاب النارية التي قد تحيل فرحة العيد الى أحزان لا سمح الله.
· تنظيم مواعيد النوم وعدم الافراط في السهر ليلا، تمهيدا للعودة الى مواعيد العمل والدراسة لاحقا.
· أخذ الحذر أثناء القيادة والالتزام بسرعة هادئة، فمعظم حوادث المرور سببها الإهمال الشخصي.
· الحرص دائماً على ممارسة النشاطات الرياضية والمشي فهي أفضل طريقة للمحافظة على اللياقة الصحية.
مع تمنياتنا للقراء الكرام بقضاء أيام عيد سعيدة مليئة بالأفراح والمسرات وخالية من أي منغصات ومشاكل صحية.


أخبار مرتبطة