م عالمي يحتفل فيه في كل عام للتوعيه من مخاطر داء السكري وهو احياء لذكرى عيد ميلاد ( فريدريك بانتنج )Frederick Banting مكتشف الأنسولين عام 1922 وذلك تكريماً له .
وسكري الأطفال يطلق عليه ايضاً سكري النوع الأول وهو عادة يصيب الأطفال وصغار السن الأقل من 25 سنة وتعزى الإصابة به إلى عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين نتيجة لفقدان أو تحطم خلايا بيتا في غدة البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين، والسبب الرئيسي لتحطم خلايا هو غير معروف ولكن الدراسات تشير انه قد يكون نتيجة مناعة ذاتية تهاجم خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، ودراسات اخرى تشير إلى أنه قد يكون نتيجة جرثومة مسببة للإلتهاب وعادة ما تكون فيروساً تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة . ونسبة الإصابة به قليلة
تبلغ حوالي 10% من مجموع حالات مرضى السكري وبحسب أخر احصائيات عالمية حديثة فإن 1 من كل 5000 طفل يعاني من سكري الأطفال في العالم .
يمكن أن يظهر سكري الأطفال من السنة الأولى من عمر الطفل ولا يمكن اكتشاف سكري الأطفال بسهولة كون معظم المصابون بالمرض يكونون بصحة جيدة وبأوزان مثالية وليس من السهل على الوالدين على الفور معرفة أعراضه حيث غالباً ما يتم إكتشافه في المستشفى أو في العناية المركزه وذلك بعد نقل الطفل إلى المستشفى بحالة غيبوبة ولكن من أهم أعراض سكري الأطفال التي قد تظهر على طفلك كعلامة لإصابته بالمرض هي زيادة التبول – فقدان الوزن – زيادة العطش وشرب الماء – تغير المزاج – التعب والإجهاد والأرق – جفاف الجلد أو جفاف الفم- الام في المعدة - صداع – القيء
نتيجة تراكم الأسيتون أو الكيتون في الدم نتيجة الإرتفاع الكبير في السكري مما تسبب زيادة في حموضة الدم و تؤدي إلى القيء مع احتمالية حدوث الغيبوبة إن لم يعالج في الحال،و عندها يستوجب إدخال الطفل إلى المستشفى لعلاج الجفاف والحموضة الشديدة بإعطائه السوائل والأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن وقد يستغرق ذلك أسبوع أو أكثر وذلك حسب حالة الطفل .
التعامل مع سكري الأطفال أمر صعب جداً وتعتبر الفترة التي تلي إكتشاف إصابة أحد أطفال الأسرة بداء السكري من أكثر الأوقات حرجاً وصعوبة على كل أفراد الأسرة ويتوجب التكيف مع الأعراض والمشاعر التي تعاني منها الأسرة وخاصة الأم التي قد يصيبها صدمة قوية وحزن شديد ولكن من الضروري التغلب على مشاعر الصدمة والإحساس بعدم التصديق أن طفلها مصاب بالسكري ومحاولة التغلب على الغضب والحزن والخوف والقلق من مضاعفات المرض الخطيرة وهذه كلها مشاعر طبيعية ومتوقعه إلى أن يتم استيعاب الحالة لمعرفة كيفية التعامل مع الوضع الجديد وتنظيم الحياة اليومية
للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن بقية الأطفال وضرورة تشجيعه وتقوية عزيمته للتأقلم والتعايش مع هذا المرض الحقير الذي يدمر حياة أسرة بأكملها .
ويجب على الأهل إخبار إدارة المدرسة وعمل اجتماع مع جميع المعلمين والمعلمات الذين يشرفون على تدريس طفلهم وإخبارهم عن مرض طفلهم وعن أعراض إرتفاع أو هبوط السكر وكيفية التعامل معها وأخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تحصل في المدرسة وذلك لمراقبة الطفل جيداً تخوفاً من حدوث غيبوبة إرتفاع أو هبوط السكر في المدرسة وذلك لإرساله إلى طبيب المدرسة أو المستشفى إذا تطلب الأمر ذلك . ويجب وضع في حقيبة الطفل المدرسية جهاز فحص السكر وإبر الأنسولين ووجبة طعام مناسبة بالإضافة إلى نوع حلوى أو شوكولاته أو عصير محلى او
ادويه وكبسولات خاصة لرفع مستوى السكر لإستعمالها عند حدوث هبوط للسكر .
لا توجد وسيلة للوقاية من الإصابة بسكري الأطفال، وعلاجه يتم عن طريق حقن الأنسولين تحت الجلد بإستخدام عدة أنواع من الأنسولين أو عن طريق إستخدام مضخة الأنسولين ويستمر علاج سكري الأطفال بلا نهاية ولا يؤثر العلاج بصورة كبيرة على الأنشطة الحياتية للطفل إذا كان هناك وعي ورعاية صحية من قبل الأهل مع مراعاة أخذ الجرعات المناسبة والصحية من الأنسولين وقياس مستوى جلوكوز الدم بإستمرار وممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي صحي .
يواجه العديد من الأطفال صعوبة في التأقلم نفسياً مع حالتهم وقد يؤدي السكري إلى التميز ضدهم ويحد من علاقاتهم الإجتماعية ويؤثر على نفسيتهم وعلى أدائهم في المدرسة . ويجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دروية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم بحيث يشعروا أنهم محرومون من تناول الحلويات والأطعمة اللذيذة متى أحبوا ليس كيفية اصدقائهم بحيث يستيطعوا تناول ما يريدون وفي أي وقت .
إن تغذية وإحتياج طفل مريض السكري مثل الطفل العادي ولكن الفرق يكمن في تنظيم الطعام وتوزيعه وتنظيم مواعيده وهذا يحتاج مجهود اضافي من الوالدين ويتطلب معرفة ودراية سليمه فيما يتعلق بالسعرات الحرارية والبدائل الغذائية اللازمة وحساب كمية الكربوهيدرات في وجبات الطعام من أجل التحكم بشكل جيد بالسكري ومعرفة قياس وحدات الطعام التي تحتوي على الكربوهيدرات Carbohydrate Counting ومراعاة أن كل حصة أو وحدة واحدة من الكربوهيدرات تساوي 15 غرام من الكربوهيدرات كون الكربوهيرات تؤثر بشكل كبير على مستويات الجلوكوز في الدم أكثر من البروتينات والدهنيات كون
للبروتينات تأثير بسيط على الجلوكوز في الدم إلا في حال تناوله بكميات كبيرة أما الدهنيات فكذلك لها تأثير بسيط على الجلوكوز في الدم وتسبب تباطؤ نسبياً في امتصاص الجلوكوز من الطعام وهذا الأمر قد يؤدي إلى إرتفاع السكر في الدم بعد بضعة ساعات من استهلاك الطعام الغني بالدهون .
وهنا أنصح بضرورة تناول 3 وجبات رئيسية و 2-3 وجبات خفيفة خلال النهار والتركيز على تناول غذاء صحي مليء بالخضار والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون مع الفواكه الطازجة ( ولكن بإعتدال ) والتركيز عــلى تــناول الأغذـية القلوية ( القاعدية ) alkaline food كونها مفيدة للسكري وللبنكرياس ومحاولة التقليل من الأغذية الحمضيه acidic food وتجنب الأطعمة المقلية والحلويات والسكريات والنشويات وخاصة الغنية بالكربوهيدرات . مع ضرورة ممارسة الرياضة كونها تساعد على استعمال الأنسولين بشكل أسرع وتقلل من احتياجات الجسم للأنسولين وضرورة قياس نسبة السكر في
الدم 4 مرات على الأقل قبل كل وجبة طعام وقبل النوم وقد يتطلب الأمر قياس السكر أيضاً بعد ساعتين من تناول وجبات الطعام أي 7 مرات باليوم لمعرفة نسبته وتفادي ارتفاعه أو انخفاضه الشديد كون ارتفاع السكر في الدم عند سكري الأطفال يحدث إذا تناول الطفل كمية كبيرة من الطعام مع أخذ جرعة قليلة من الأنسولين لا تتناسب مع كمية الطعام المتناوله أو في حالات المرض التي تسبب ارتفاع السكري وعندها يتوجب شرب ماء و سوائل بكثرة وتصحيح ارتفاع السكر بأخذ جرعة الأنسولين بناء على إرشادات الطبيب وفحص الأحماض ( الكيتون ) في البول ومراجعة الطبيب إذا كانت النسبة
عالية حداً .
أما في حالة حدوث هبوط شديد في السكر عن المستوى الطبيعي أي بمعنى أقل من 70 ميلغرام وعندها يشعر الطفل بأعراض عديدة مثل الجوع الشيدد – التعرق – شحوب في اللون – خفقان في القلب- عدم وضوح الرؤية – صداع وتعب وإذا استمر الهبوط لفترة طويلة قد يؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي والمخ وقد يؤدي إلى غيبوبة . ويحدث هبوط السكر عند الأطفال نتيجة عدم أخذ وجبة الطعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين أو نتيجة أخذ كمية من الأنسولين أكثر من الكمية المحددة تماشياً مع وجبة الطعام أو نتيجة ممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل أو بعد الرياضة ونتيجة
لذلك يحصل هبوط شديد للسكر في الدم .
وهنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة إرتفاع السكر، ولعلاج هبوط السكر يجب أخذ أي كربوهيدرات أو سكريات مثل 2/1 كوب عصير أو جلو أو 3 ملاعق سكر أو قطعة شوكولاته صغيرة أو كبسولات خاصة لرفع مستوى السكر وقياس نسبة السكر بعد 15 دقيقة للتأكد أنه ارتفع فوق الـ 80 ولكن إن أصيب الطفل بالتشنج أو فقدان الوعي فيجب نقله إلى المستشفى بسرعه واعطاؤه حقنة بالعضل لذلك من المهم مراعاة قدر الإمكان أن تكون نسبة السكر في الدم عند سكري الأطفال ( النوع الأول ) من 80-120 قبل الأكل، ومن140- ( 180-200 ) بعد الأكل بساعتين ووقت النوم وذلك لتقليل
المضاعفات المزمنة والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر وكذلك المساعدة على استقرار نسبة السكر إضافة إلى أنه يساعد على تحديد حرعة الأنسولين .
وأخيراً أنصح كل أم وأب بضرورة الإهتمام بمرض سكري الأطفال وفحص نسبة السكر في الدم وكذلك وظائف البنكرياس إن اقتضى الأمر وذلك لأخذ الإحتياطات الوقائية اللازمة والبدء بالعلاج المناسب في الوقت المناسب دون تأخير كون اكتشافه مبكراً يساعد في علاجه .
من هنا نرى أهمية الاعتناء بأطفال مرضى السكري من كل النواحي الغذائية والعلاجية والنفسية ليعيشوا حياة سعيدة مليئة بالحب والحنان .