تاريخ النشر 21 مايو 2015     بواسطة الدكتور محمد فؤاد داغستاني     المشاهدات 201

علاج الآلام

الألم المزمن: الأسباب ثمة فروق كبيرة بين الآلام الحادة كالتي تنتج عن إصابة أو عملية جراحية والآلام المزمنة التي تستمر عادة لأعوام. وهذه الفروق لا تتمثل فقط في الآلية المسببة للألم بل أيضاً في طريقة علاجه. وتعد الآلام الحادة بمثابة علامة تحذير حسية وحيوية تختفي فور التخلص من السبب الباعث على ح
دوث الألم (مثلا مع خلع سن مسوس).
وفي حالة بقاء مسبب الألم لفترة أطول سرعان ما ينشأ بالجهاز العصبي المركزي نوع من ذاكرة الألم. وهي بدورها قد تستمر لفترة طويلة. وبمرور الوقت قد تتحول استجابات الجسم لمسببات الألم (مثل الشد العضلي المتزايد) بدورها إلى مصدر ألم وتساهم في إزمان المعاناة والألم. وشيئا فشيء يتطور الأمر إلى متلازمة مستقلة مع أعراض مصاحبه كالأرق وفقدان الشهية وفقدان الدافع والاضطراب الاكتئابي. وفي كثير من الحالات تؤدي هذه العوامل إلى عزلة اجتماعية.
الألم المزمن: أنماط العلاج
إن معرفتنا بكون المعاناة من آلام مزمنة عادةً ترجع لعوامل متعددة تجعلنا ندرك لماذا نادرا ما ينجح العلاج باتباع إجراءات مستقلة في علاج الألم. ومن المعروف منذ فترة طويلة في مجال العلاج الحديث للألم أنه من الهام وضع نموذج علاجي مستقل لكل حالة. ويشتمل هذا النموذج على مجموعة مختلفة من العناصر الأساسية.
ومن عناصر العلاج الممكنة:
الوخز بالإبر
المعالجة اليدوية
العلاج الدوائي
العلاج العصبي/الحصار السمبتاوي
العلاج الأفيوني بالقرب من النخاع الشوكي
العلاج الطبيعي والعلاج الحركي
استراتيجيات التغلب على الألم
تقنيات الاسترخاء
إجراء التهييج المقابل (TENS)
العلاج بالموجات الصدمية
ومن المفيد تحقيق تعاون مشترك بين مجموعة من الأطباء من تخصصات مختلفة لوضع النموذج الأمثل للعلاج وبالتالي أيضا لإنجاح العلاج. وعلى المريض تدوين تأثيرات مختلف الإجراءات العلاجية التي يخضع لها في مفكرة يومية خاصة بتسجيل ما يشعر به من ألم. على أن يّرد بها أوقات تذبذب شدة الألم بشكل دقيق مع الأخذ في الاعتبار الآلام الناتجة عن ظروف خارجية مختلفة وممارسة أنشطة بدنية. وبهذا يمكن موائمة الإجراءات العلاجية المتّبعة مع إدخال التعديلات المناسبة في مرحلة مبكرة.
الألم المزمن: متلازمات مرضية
من الدلائل المألوفة على علاج الألم بشكل خاص حدوث المتلازمات التالية:
آلام الرأس (صداع التوتر والصداع النصفي والصداع المركب و
الصداع المحدث بالأدوية والصداع العنقودي وغيرهم)
ألم العصب المثلث التوائم
ألم بالوجهة غير معتاد
الإحساس الكاذب (على سبيل المثال بعد بتر الأطراف وإجراء عمليات بالثدي)
متلازمة ما بعد شق الصدر (بعد إجراء عمليات جراحية بالرئة والقلب)
آلام بعد الإصابة بهربس نطاقي (الألم العصبي التالي للهربس)
آلام مصاحبة لأورام
آلام الظهر المزمنة التي ترجع لأسباب متعددة
اعتلال الأعصاب (مثلا مع الإصابة بداء السكري) وآلام الأعصاب التي ترجع لأسباب أخرى
آلام مع اضطرابات الدورة الدموية
آلام مع أمراض مزمنة بالجهاز الحركي (الفصال العظمي و
التهاب المفاصل الرثياني (روماتويد))
متلازمة سويدك (الحثل الانعكاسي الوديّ ومتلازمة آلام موضعية معقدة)
إن التعاون المشترك بين أطباء متخصصين من مجالات مختلفة (علاج الآلام بالتخدير وجراحات العظام والطب الرياضي وجراحة الأوعية الدموية والطب الباطني والطب النفسي) من ناحية وأخصائي العلاج الطبيعي المدربين من ناحية أخرى يتيح إمكانيات التبادل العلمي المتخصص ويضمن وضع نموذج علاجي فعال لعلاج الآلام الحادة والمزمنة.


أخبار مرتبطة