لثدي وغيرها من الأمراض منتشرة لدينا بنسب مذهلة وفلكية وبذلك نحتل صدارة الدول في هذا الجانب، وكل ذلك يشكل تحديات لنا، وللأمانة فإن الجهات المسؤولة عن الخدمات الصحية والمؤسسات الصحية تبذل جهودا كبيرة ولكنها غير كافية؛ لأن هذه الجهود لو كانت كافية لتحسنت نسب إحصائيات الأمراض.
وحول سؤالنا عن تزايد نسب الأمراض رغم الجهود الصحية المبذولة وأين يكمن الخلل، هل في برامج التوعية أم في أفراد المجتمع الذين لا يستطيعون استيعاب هذه البرامج، قال:
الخلل في الطرفين، فمثلا نجد أن هناك الكثير من المؤتمرات والندوات تخرج بتوصيات هامة ولكن للأسف تدفن في الأدراج ولا تنفذ في الوقت الذي يجب القائمين على هذه المؤتمرات والندوات تفعيل هذه التوصيات وتطبيق محاورها على أرض الواقع، ودعني في هذا الإطار أن أضرب مثلا، نجد أن بعض الدول الآسيوية مثل سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا تعتبر من الدول النامية إلا أنها الآن من الدول المتقدمة جدا لأنها تطبق كل التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات الكبيرة بدقة وحرص شديين.
وأضاف بحسب صحيفة عكاظ «هناك الكثير من مناطق المملكة غير الرئيسية مازالت تعاني وتشكو من نقص في كثير من الخدمات الصحية وخصوصا الأجهزة والتقنيات وهذا ما يستدعي توجه المرضى إلى المناطق الرئيسية وبالتالي تأخر حصولهم على الخدمة العلاجية وتحمل مشقة السفر وارتفاع قائمة الانتظار وحدوث الضغط، ومن هنا فإن الحاجة ماسة لحصر مطالب هذه المناطق الفرعية وتوفير التقنيات والكوادر المتخصصة فيها». وعن نسب وفيات الأمهات لدينا قال:
رغم أن النسبة هي من 14 إلى17 حالة من 100 ألف حالة وهي نسبة بسيطة مقارنة بعديد من الدول الإ أنها تظل عالية رغم أن هناك كثيرا من الدول تصل إليها الوفيات بين 60 و70 حالة من كل 100 ألف سيدة، بينما نجد وفيات الأمهات في الدول الأوروبية تصل إلى حالة واحدة أو حالتين من 100 ألف، ومن هذا المنطلق فإنه يجب أن تكون هناك متابعة فعالة وقوية من مجلس وزراء الصحة في دول التعاون الذي يقع على عاتقها دور هام في تخفيض نسب الوفيات في الأمهات والأطفال والأمراض وخصوصا لدينا إمكانيات عالية وعقول جبارة، وكل ذلك يتحقق من خلال تنفيذ التوصيات وعدم تجاهلها، وللأمانة نحن كجمعية لطب النساء والولادة ليس لدينا ميزانيات عالية لتطبيق التوصيات ويكفي أن دورنا قائم على عقد المؤتمرات العالمية واستقطاب أفضل الأطباء والطبيبات وتناول الأبحاث العلمية وتبادل الخبرات وفي النهاية الخروج بتوصيات ورؤية واحدة في مواجهة التحديات التي تواجه صحة المرأة ويبقى تنفيذ التوصيات على جهات أخرى.
وأكد د. جمال أن أفراد المجتمع أيضا للأسف مازالوا يتساهلون مع البرامج التوعوية، فكثيرا ما نجد أن الفرد يصل إلى المستشفى وقد استفحل مرضه أو وصل في مرحلة متأخرة وفي الرمق الأخير رغم برامج التوعية والنداءات والحملات التي تركز على الكشف المبكر والاهتمام بالصحة.
وخلص البروفيسور جمال إلى القول «يجب أن تكون الجهود مشتركة من كل النواحي مع الجدية والشفافية بعيدا عن المجاملات، أنا حزين جدا على ما آلت إليه صحة المرأة في الخليج بحسب الإحصائيات، فجميع التقارير المتعلقة بصحة المرأة لا تبشر بالخير، فليس لدينا أي عذر، فالإمكانيات موجودة والكفاءات متوفرة، فلا بد من إعادة النظر في كثير من أمورنا الصحية، فالمستشفيات لن تتحسن لدينا إلا إذا حولنا جميع المراكز الصحية لدينا والتي فقدت هيبتها إلى مراكز نموذجية تعالج الحالات الباردة وتترك المهمة الصعبة للمستشفيات، فللأسف نجد أن الطوارئ انشغلت بحالات باردة على حساب مرضى الطوارئ الواقعين وأصبحت خدماتنا بلا جودة، كما أن غياب وعي المريض الذي يشكو من الكحة ويتجه إلى المستشفى تاركا خلفه المركز الصحي أوجد ثغرات كبيرة وأفقد الكثير من مسؤوليات ودور المراكز الصحية التي تعد خط الدفاع الأول في مواجهة الحالات الباردة.