يجعلُ من الصعبِ أن تقومَ هذه الخلايا بعملِها بشكلٍ عادي.
هناك أنواعٌ مختلفة من اللوكيميا، وتتضمنُ هذه الأنواعُ:
• ابيِضاض اللِّمفاويَّات الحادّ
• الابيِضاض النُخاعِيّ الحادّ
• ابيِضاض اللِّمفاويَّات المزمن
• الابيِضاض النُخاعِيّ المزمن
يُمكنُ للوكيميا أن تتطورَ بسرعةٍ أو ببطﺀ، فاللوكيميا المزمنةُ تتطورُ ببطﺀ، أما في اللوكيميا الحادّة فتكونُ الخلايا شاذةً جداً عن الوضع الطبيعي وتتزايدُ أعدادُها بسرعة كبيرة، وقد يُصابُ البالغون بأيٍّ من النوعين، أما الأطفالُ المصابون باللوكيميا فغالباً ما تكون إصابتُهم باللوكيميا الحادّة. بعضُ أنواع اللوكيميا قابلةٌ للشفاﺀ غالباً، أما الأنواعُ الأخرى فمن الصعب أن تُشفى، لكن يُمكنُ السيطرةُ عليها. قد تتضمنُ العلاجاتُ العلاجَ بالجرعات الكيميائية والعلاجَ بالأشعة وبزرع الخلايا الجِذعيّة، وحتى لو اختفت الأعراضُ فقد يحتاجُ المريضُ إلى استمرارِ العلاج لمنعِ الانتكاس.
مقدمة
ابيضاضُ الدم (أو اللوكيميا) هو اسمٌ يُطلَق على مجموعة من سرطانات خلايا الدم. وفي كلِّ سنة، يكتشف الأطبَّاء ابيضاضَ الدم عند الآلاف من البالغين والأطفال.
توجد أنواعٌ مختلفة من ابيضاض الدم، ولكلِّ نوع عدَّة طرق للمعالجة.
يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي ما هو ابيضاض الدم، ويستعرض أسبابَه وأعراضه وتشخيصه وسبل معالجته.
السرطان
يتألَّف الجسمُ من خلايا بالغة الصغر.
تنمو الخلايا الطبيعيَّة في الجسم، وتموت وفق آليَّة مضبوطة.
لكن تستمرُّ الخلايا أحياناً في انقسامها ونموِّها، وتخرج عن السيطرة الطبيعية، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يُدعى الورم.
إذا كان الورمُ لا يهاجم الأنسجةَ المجاورة وأجزاء الجسم الأخرى، فإنَّه يُدعَى ورماً حميداً، أو غير سرطاني. ولا تشكِّل الأورامُ الحميدة خطراً على حياة المريض عادة.
أمَّا إذا كان الورمُ يهاجم الخلايا المجاورة، ويدمِّرها، فإنَّه يُدعى ورماً خبيثاً أو سرطاناً. ويمكن أن يكونَ السرطانُ قاتلاً أو مهدِّداً للحياة في بعض الأحيان.
تنتشر الخلايا السرطانيَّة أحياناً إلى مختلف أنحاء الجسم، عبر الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة.
اللِّمفُ هو سائلٌ شفَّاف، ينتجه الجسم، ويقوم بتخليص الخلايا من الفضلات. يسير اللمفُ عبر أوعية خاصَّة وأجسامٍ تشبه حبَّات الفاصوليا، تُدعى العُقدَ اللمفيَّة.
الهدفُ من علاج السرطان هو قتل الخلايا السرطانيَّة، أو السيطرة على تكاثرها الشاذِّ.
يُسمَّى السرطانُ اعتماداً على المكان الذي بدأ ظهورُه فيه؛ فالسرطانُ الذي يبدأ في خلايا الدم البيضاء يُسمَّى سرطانَ خلايا الدم البيضاء، حتَّى إذا انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم.
يستطيع الأطبَّاءُ تحديدَ المكان الذي بدأ فيه السرطان، إلاَّ أنَّهم لا يستطيعون معرفةَ سبب السرطان في جميع الحالات.
تحتوي الخلايا على مواد وراثية أو جينية تُدعى الكروموسومات أو الصِّبغيَّات، وهي تسيطر على تكاثر الخلايا.
يبدأ السرطانُ دائماً من تغيُّرات تطرأ على الكروموسومات. وعندما تُصاب كروموسومات الخلية بحالة شذوذ، يمكن أن تفقد الخليةُ قدرتَها على ضبط تكاثرها.
يمكن أن تحدث تغيُّراتٌ مفاجئة في المادَّة الوراثية، وذلك لأسباب عديدة. وتكون أسبابُ بعض هذه التغيُّرات وراثية أحياناً.
يمكن أن تحدث التغيُّرات في الكروموسومات بسبب التعرُّض للعدوى أو الأدوية أو التبغ أو العناصر الكيميائيَّة أو غيرها من العوامل. وفي حالة سرطان الجلد، تكون أشعَّةُ الشمس هي المسؤولة عن تغيُّر الكروموسومات الذي يؤدِّي إلى السرطان.
ابيضاض الدم (اللوكيميا)
ابيضاضُ الدم هو سرطانٌ على حساب خلايا الدم؛ حيث يتألَّف الدمُ الطبيعي من سائل، يُدعى المَصْل، ومن ثلاثة أنواع من الخلايا:
خلايا الدم البيضاء (الكريَّات البيض).
خلايا الدم الحمراء (الكريَّات الحمر).
الصُفَيْحَات.
تساعد خلايا الدم البيضاء، وتُدعى الكريَّات البيض أيضاً، الجسمَ على مكافحة العدوى والأمراض.
تحمل خلايا الدم الحمراء، وتُدعى الكريَّات الحمر أيضاً، الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم؛ وهي تنقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين. وتعطي خلايا الدم الحمراء الدمَ لونَه الأحمر.
تساعد الصُفَيحات الدمويَّة الدمَ على التخثُّر حين يُصاب المرء بجرح، حيث يسيطر الجسمُ على النزف عن طريق تخثُّر الدم الذي يوقفه، ويمنع فقدان المصاب كمِّيةً كبيرة من الدم.
تتشكَّل خلايا الدم في لبِّ العظم الذي يتَّصف بقوام إسفنجي طري، وهو يُدعى نقي العظام (أو نخاع العظم). وتُدعى خلايا الدم الجديدة التي لم يكتمل تكوُّنُها الاَرُومات. تبقى بعضُ الأرومات في نقي العظم حتَّى يكتمل نضجها، في حين ينتقل البعضُ الآخر إلى أجزاء أخرى من الجسم كي تنضجَ فيها.
في الحالة الطبيعية، يتمُّ إنتاجُ خلايا الدم بطريقة مضبوطة وبالكمِّية اللازمة للجسم؛ وهذه العمليةُ تساعدنا على البقاء بصحِّة جيِّدة.
حين يُصابُ المرءُ بابيضاض الدم، يُنتج الجسمُ أعداداً كبيرة من خلايا الدم البيضاء الشاذَّة.
يكون شكلُ خلايا ابيضاض الدم مختلفاً عن شكل خلايا الدم البيضاء الطبيعية عادة؛ كما أنَّها لا تعمل على نحو صحيح.
لا يزال سببُ حدوث ابيضاض الدم غيرَ معروف حتَّى الآن؛ لكنَّ الباحثين اكتشفوا أنَّ هناك عوامل خطورة تزيد من خطر إصابة الشخص بابيضاض الدم.
يتميَّز ابيضاضُ الدم عموماً بسرعة تطوُّره، وبسرعة تدهور حالة المريض؛ ففي ابيضاض الدم الحاد(1)، يتدهور وضعُ المريض بسرعة. أمَّا في ابيضاض الدم المزمن(2)، فيتدهور وضعُ المريض على نحو تدريجي.
كما يمكن تصنيفُ ابيضاض الدم أيضاً حسب نوع الكريَّات البيض المُصابة. ومن الأمثلة على ذلك: ابيضاض الدم اللمفاوي وابيضاض الدم النِّقوي.
أعراض اللوكيميا
تكون خلايا ابيضاض الدم شاذَّة أو غير طبيعية، ولا تستطيع أن تقومَ بوظيفة خلايا الدم الطبيعية؛ فهي لا تستطيع أن تساعدَ الجسم على مقاومة العدوى. لذلك، فإنَّ مرضى ابيضاض الدم يعانون كثيراً من العدوى والحمَّى.
يكون عندَ مريض ابيضاض الدم نقصٌ في عدد الصُفيحات والكرَيَّات الحمر السليمة غالباً. وبذلك، فإنَّ الجسم لا يتلقَّى ما يكفي من الأكسجين.
عند نقص الكريات الحمر، يكون المريضُ مُصاباً بفقر الدم، فيبدو شاحب اللون، ويشعر بالوهن والتعب. ويؤدِّي نقصُ الصفيحات إلى سهولة إصابة المريض بالنزف والكدمات.
قد يستغرق ظهورُ الأعراض فترةً طويلة من الزمن في حالة ابيضاض الدَّم المزمن. وحين تظهر الأعراضُ، تكون خفيفةً في البداية، ثمَّ تتفاقم بالتدريج. ويكتشف الأطبَّاء غالباً وجودَ ابيضاض الدم المزمن في أثناء إجراء الفحوص الروتينية قبل ظهور أيَّة أعراض.
من الأعراض المعروفة لابيضاض الدم:
الحمَّى والقشعريرة.
الوهن والتعب.
العدوى المتكرِّرة.
نقص الوزن.
ضخامة العقد اللمفية وتألُّم المريض عند لمسها.
سهولة النزف والإصابة بالكدمات.
من الأعراض الأخرى لابيضاض الدم:
ظهور نقط حمراء صغيرة تحت الجلد، بسبب الميل غير الطبيعي للنزف.
ضخامة اللثة وميلها للنزف.
التعرُّق، ولاسيَّما في الليل.
ألم في العظام والمفاصل.
تتجوَّل خَلايا ابيضاض الدم في الجسم، مثل كلِّ خلايا الدم الأخرى، وتتراكم في أجزائه. وتتباين الأعراضُ التي يمكن أن يشعرَ بها المريضُ المصاب بابيضاض الدم حسب مكان تراكم هذه الخلايا في جسمه.
إذا تراكمت خَلايا ابيضاض الدم في الدماغ أو النُّخاع الشوكي، فقد تكون الأعراض هي الصُّداع والقيء واضطراب الوعي (التخليط) وضعف السيطرة على العضلات ونوبات الاختلاج.
وإذا تراكمت خلايا ابيضاض الدم في الخصيتين، فقد تُصابان بالتورُّم.
تظهر لدى بعض المرضى تقرُّحاتٌ في العينين أو على الجلد. ويمكن أن يؤثِّر ابيضاضُ الدم أيضاً في جهاز الهضم والكليتين والرئتين، وغير ذلك من أجزاء الجسم.
تشخيص اللوكيميا
من أجل تشخيص ابيضاض الدم، يأخذ الطبيبُ كلَّ تفاصيل حالة المريض، ويجري له فحصاً إكلينيكياً شاملاً.
تكون اختباراتُ الدم مفيدة أيضاً في تشخيص ابيضاض الدم، حيث تتمُّ دراسة عيِّنة من الدم تحت المجهر لرؤية شكل خلايا الدم، وتحديد عدد الخلايا الناضجة والأرومات.
مع أنَّ اختبارات الدم يمكن أن تكشف عن وجود ابيضاض الدم، إلاَّ أنَّها لا تحدِّد نوعه.
ولإجراء المزيد من دراسة خلايا ابيضاض الدم، أو تحديد نوع ابيضاض الدم، يقوم اختصاصي أمراض الدم أو الأورام أو التشريح المرضي بدراسة عيِّنة من نقي العظم تحت المجهر.
يعدُّ رَشْفُ أو شفط نقي العظم أحد طرق الحصول على عيِّنة من نقي العظم، حيث يُدخل الطبيبُ إبرةً في أحد العظام الكبيرة، وهو عظمُ الورك عادةً، ويأخذ كمِّيةً صغيرة من نقي العظم السائل.
تعدُّ خَزعةُ نقي العظم طريقةً أخرى للحصول على عيِّنة من نقي العظم؛ وهي تتمُّ باستخدام إبرة كبيرة تُؤخذ بواسطتها قطعة صغيرة من العظم ومن نقي العظم.
إذا تمَّ اكتشافُ خلايا ابيضاض الدم في عيِّنة نقي العظم، يطلب الطبيبُ إجراء مزيد من الاختبارات لمعرفة مدى انتشار المرض.
يمكن أن تكشف الصورةُ الشُّعاعية البسيطة للصدر علاماتِ ابيضاض الدم في الصدر.
علاج اللوكيميا
تعدُّ معالجةُ ابيضاض الدم أمراً مُعقَّداً. وتختلف المعالجةُ باختلاف المرضى، وبحسب نوع ابيضاض الدم.
يعتمد علاجُ ابيضاض الدم على: نوعه. مدى انتشاره. ما إذا كان قد عُولج من قبل أم لا. عمر المريض، والأعراض الظاهرة عليه، وحالته الصحِّية العامَّة.
يجب البدءُ فوراً بمعالجة ابيضاض الدم الحاد. ويكون الهدفُ الرئيسي من العلاج هو وقف تقدُّم المرض.
يقومُ الهدفُ الآخر لمعالجة ابيضاض الدم على منع عودته أو منع نُكْسه. ويمكن أن يشفى الكثير من مرضى ابيضاض الدم الحادِّ.
قد لا يكون مرضى ابيضاض الدم المزمن، الذين لم تظهر عليهم الأعراضُ، في حاجة إلى معالجة فورية. ولكن من الضَّروري متابعتهم بالفحوص الدورية.
أمَّا الشفاءُ من مرض ابيضاض الدم المزمن فأمرٌ نادر الحدوث، لكن من الممكن استخدامُ المعالجة للسيطرة على المرض وأعراضه.
يُعالَج معظمُ مرضى ابيضاض الدم بالمعالجة الكيميائيَّة(7). كما يمكن أن يخضعَ المريضُ لواحد أو أكثر من العلاجات التالية:
المعالجة بالأشعَّة.
زَرْع نقي العظم.
المعالجة الحيويَّة.
استئصال الطحال.
يشارك الكثيرُ من مرضى ابيضاض الدم في إجراء التجارب السريرية (الإكلينيكيَّة. وتهدف هذه التجاربُ إلى اختبار مدى أمان وفعَّالية أيِّ علاج جديد. ويعتقد الأطبَّاء عادة أنَّ هذه العلاجات لا تقلُّ فعَّالية عن أفضل العلاجات المتوفِّرة، إن لم تكن أفضلَ منها.
من الصعب ضبطُ العلاج بحيث يقتصر تأثيرُه على قتل خلايا ابيضاض الدم وحدها؛ فالعلاجُ يسبِّب آثاراً جانبية، لأنَّه يؤذي الأنسجة والخلايا السليمة أيضاً.
تختلف الآثارُ الجانبية لمعالجة السرطان حسب نوع العلاج ومدَّته؛ كما أنَّ لكلِّ مريض ردَّة فعل مختلفة تجاه العلاج.
يمكن أن تختلف الآثارُ الجانبية من علاج لآخر. ويحاول الأطبَّاءُ وضعَ خطَّة العلاج لكلِّ مريض، بحيث تبقى الآثارُ الجانبية في حدِّها الأدنى.
إضافةً إلى قتل الخلايا السرطانية، يُعالِج الأطبَّاءُ الأعراضَ والمُضاعفات الناجمة عن ابيضاض الدم؛ فعلى سبيل المثال:
تُعالج العدوى عادة بإعطاء مضادَّات الجراثيم.
يمكن معالجةُ النزف بنقل الدم.
يُعالج نقصُ الشهية من خلال وضع برنامج غذائي جيِّد للمريض.
كما يمكن أن يستفيدَ مرضى ابيضاض الدم أيضاً من:
الابتعاد عن الناس المصابين بالزُّكام وغيره من الأمراض المُعدِية.
التغذية الجيِّدة.
العناية الجيِّدة بالأسنان وبالصحَّة العامة للجسم قبلَ المعالجة وبعدها.
العلاج الكيماوي للوكيميا
المعالجةُ الكيميائيَّة هي استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. وبحسب نوع ابيضاض الدم، يُمكن أن يتناول المريضُ دواءً واحداً أو مزيجاً من دوائين أو أكثر.
يُمكن تناولُ بعض الأدوية المضادَّة للسرطان عن طريق الفم؛ ولكنَّ معظمَ هذه الأدوية يُعطى عن طريق الوريد؛ وهذا ما يُسمَّى الحَقنَ الوريدي.
تدخل الأدويةُ المضادَّة للسرطان إلى مجرى الدم، وتهاجم خلايا ابيضاض الدم في معظم أجزاء الجسم.
ولكنَّ الأدويةَ لا تصل في أغلب الأحيان إلى الدماغ والنُّخاع الشوكي، لأنَّها لا تستطيع عبورَ الحاجز الواقي الذي يقوم بتصفية الدم الذاهب إلى الدماغ والنُّخاع الشوكي. ويُدعى هذا الحاجزُ باسم الحاجز الدَّمَوِيِّ الدِّماغِيِّ.
وللوصول إلى خلايا ابيضاض الدم في الجهاز العصبي المركزي، يستخدم الأطبَّاءُ العلاجَ الكيميائي داخل القِراب (القرابُ هو الحيِّز أو الفراغ تحت الغشاء العنكبوتي للدّماغ أو النُّخاع)، حيث تُحقن الأدويةُ المضادَّة للسرطان حقناً مباشراً في السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنُّخاع الشوكي.
يمكن إعطاءُ العلاج الكيميائي داخل القِراب عن طريق الحقن في الجُزْء السُّفْلي من العمود الفقري. كما يمكن إعطاؤه أيضاً بواسطة أداة خاصَّة تُوضَع تحت جلد الرأس، وتُزَوَّدُ بقثطار يصل إلى السائل الدماغي الشوكي في منتصف الدِّماغ.
يجري إعطاءُ العلاج الكيميائي على شكل أشواط: جلسة معالجة تتبعها فترةُ نقاهة، ثمَّ جلسة أخرى، وهكذا.
يمكن إعطاءُ العلاج الكيميائي في المستشفى أو في عيادة الطبيب أو في البيت؛ وهذا يتعلَّق بنوع الأدوية المستخدّمة وبالحالة الصحِّية العامَّة للمريض.
تختفي معظمُ الآثار الجانبية اختفاءً تدريجياً خلال فترة النقاهة، بين جلستي العلاج الكيميائي أو بعد وقف المعالجة.
يمكن أن تؤثِّر بعضُ أدوية السرطان على خصوبة المريض. كما يمكن أن تضطرب الدورةُ الطمثيَّة عند المرأة أو تتوَّقف. وقد تظهر عند النساء أعراضُ سنِّ انقطاع الحيض، مثل الهبَّات الساخنة وجفاف المِهبل.
بما أنَّ بعضَ الأدوية يمكن أن تسبِّب تشوُّهات عند المواليد، فإنَّ على النساء في عمر الحمل والإنجاب أن يستخدمن حبوبَ منع الحمل.
يمكن أن يتوقَّف إنتاجُ النطاف عند الرجل. وبما أنَّ هذه التغيُّرات يمكن أن تكون تغيُّراتٍ دائمةً، فقد يفضِّل الرجلُ تجميدَ وتخزين كمِّية من سائله المنوي.
العلاج الشعاعي للوكيميا
يجري استخدامُ العلاج بالأشعَّة مع المعالجة الكيميائية في بعض أنواع ابيضاض الدم. ويستخدم العلاجُ بالأشعَّة، ويُدعى العلاجَ الشُّعاعي أيضاً، أشعَّةً عالية الطاقة لإتلاف الخلايا السرطانية وإيقاف نموِّها؛ حيث تصدر هذه الأشعَّةُ عن آلة كبيرة.
يمكن إعطاءُ العلاج بالأشعَّة في حالة ابيضاض الدم باستخدام طريقة من اثنتين: بالنسبة لبعض المرضى، يمكن أن يوجِّه الطبيبُ الأشعَّة إلى منطقة محدّّدة من الجسم، حيث توجد خلايا ابيضاض الدم، مثل الطِّحال أو الخُصيتين.
وهناك مرضى يُمكن أن يتلقَّوا الإشعاع على كامل الجسم؛ ويُدعى هذا النوعُ من العلاج الشعاعي باسم تشعيع كامل الجسم، وهو يُعطى قبل زرع نقي العظم عادةً.
قد يُصاب المرضى الخاضعون للمعالجة الشُّعاعية بالإرهاق؛ فالراحةُ ضَرورية، ولكنَّ الأطبَّاء يوصون بأن يتحرَّك المريض بالقدر الممكن عادة.
يتساقط شعرُ المريض عند توجيه الأشعَّة إلى الرأس غالباً. ويمكن أن تؤدِّي الأشعَّة إلى جعل فروة الرأس أو بَشَرة جلدة الرأس في المنطقة المعالَجة حمراء وجافَّة وحسَّاسة، مع شعور المريض بالحكَّة فيها.
يشرح الطبيبُ للمريض كيفيةَ المحافظة على نظافة الجلد خلال المعالجة بالأشعَّة. ولذلك، ينبغي عدمُ وضع أيِّ دهون أو غَسُول على المنطقة المعالَجة من دون استشارة الطبيب.
كما يمكن أن تسبِّب المعالجةُ بالأشعَّة الغثيان والقيء وفقدان الشهية أيضاً؛ ولكنَّ هذه الآثارَ الجانبية مؤقَّتة. ويمكن للأطبَّاء والممرِّضات أن يعلِّموا المريضَ طرقاً للتخفيف منها، ريثما تنتهي المعالجة. ولكنَّ بعضَ الآثار الجانبية للمعالجة بالأشعَّة يمكن أن تستمرَّ زمناً طويلاً.
قد يعاني الأطفالُ الصغار الذين يتلقَّون علاجاً شعاعياً على الرأس من مشاكل في التعلُّم والتناسُق. ولهذا السبب، يستخدم الأطبَّاءُ أقلَّ كمِّية ممكنة من الأشعَّة، ولا يستخدمون هذا النوع من المعالجة إلاَّ مع الأطفال الذين لا مجالَ لنجاح معالجتهم إلاَّ عن طريق المعالجة الكيميائية.
من المرجَّح أن يكون للمعالجة الشُّعاعية على الخُصيتين أثرٌ سلبي في الخصوبة وإنتاج الهرمونات. ولذلك، فإنَّ معظمَ الذكور الذين يتعرَّضون لهذا النوع من العلاج يفقدون قدرتَهم على الإنجاب؛ وقد يحتاج بعضُهم إلى تعويض الهرمونات عن طريق الأدوية.
زرع نقي العظم
يمكن اللجوءُ إلى زرع نقي العظم عند بعض المرضى، حيث يتمُّ إتلاف نقيِّ العظم الذي يسبِّب ابيضاضَ الدم عند المريض باستخدام جرعات عالية من الأدوية والأشعَّة. وبعد ذلك، يُوضَع مكانَه نقيُ عظمٍ سليم.
يمكن أخذُ نقي العظم السليم من شخصٍ آخر (أي مانح)، أو يمكن أخذه من المريض نفسه قبل المعالجة بالجرعة العالية. وإذا استخدمنا نقيَّ عظم المريض نفسه، فلابدَّ من معالجته خارج الجسم لتخليصه من خلايا ابيضاض الدم.
يحتاجُ المرضى الذين يتمُّ علاجهم بزرع نقي العظم إلى البقاء في المستشفى عدَّة أسابيع عادة. ولابدَّ من حماية المريض من العدوى، ريثما يبدأ نقيُ العظم المزروع بإنتاج ما يكفي من الكريَّات البيض لحماية الجسم.
يواجه المرضى الذين خضعوا لعملية زرع نقي العظم خطراً زائداً من العدوى والنزف، وغيرهما من الآثار الجانبية للمعالجة الكيميائية والشُّعاعية.
قد يحدث عدمُ توافق بين نقي العظم المزروع وبين أنسجة جسم المريض. وانعدامُ التوافق هذا يمكن أن يكون خفيفاً أو شديداً للغاية، وقد يحدث في أيِّ وقت بعد زرع نقي العظم.
الخلاصة
ابيضاضُ الدم هو نوع معروف من أنواع سرطان الدم. وهناك أنواع مختلفة من ابيضاض الدم، وكلُّ نوع منها يتطلَّب معالجةً مختلفة.
بفضل المنجزات الطبِّية الحديثة، تحسَّنت معالجةُ ابيضاض الدم بشكل كبير. وهذا ما أدَّى إلى الكثير من حالات الشفاء، وإلى إطالة أمد البقاء على قيد الحياة.