فإنه سوف يكتشف أنه أفضل مستشفى في منطقة مكة المكرمة تشخيصًا وعلاجًا ونظافة وأجهزة وخدمة وأن خدمة غرف المرضى جيدة جدًا والغرف نفسها كذلك ومستوى التمريض فيها ممتاز والأقسام الطبية المساعدة من مختبر وأشعة ونحوها تعمل بكفاءة عالية وفيها خبرات عالمية وقد جربت هذا المستشفى شخصيًا خلال علاجي لابني وإجراء عمليتين جراحيتين له على يد جراح الأطفال الماهر الدكتور أسامة باوزير فخرجت من المستشفى حامدًا الله عز وجل على تفضله عليّ بشفاء ابني وانه عز وجل قد هيأ لي أسباب علاجه في تخصصي جدة، مع العلم أنني لم أدخل ولدي بأمر علاجي من وزارة الصحة أو بأي نوع آخر من الأوامر بل أدخلته على حسابي الشخصي، ولم أستعن بغير الله مع أن لنا في كل مكان أصدقاء لا يترددون عن المساعدة وبذل التوصية. وقد لاحظت أنه لا فرق في التعامل بين الذين يدفعون «كاش» وبين الذين يعالجون بموجب أوامر تعطى لهم، وفهمت أن هذا الصرح الطبي الشامخ مثقل بالديون لأن الذين يعالجون بأوامر ترسل فواتير علاجهم إلى الجهات التي أمرت بعلاجهم فتحول إلى وزارة المالية لتسديدها، ولكن التسديد لا يتم أو يتأخر لسنوات حسب ظروف الميزانية، مما اضطر المستشفى إلى طلب قروض بنكية بمئات الملايين للوفاء بالتزاماته، وكان ينبغي أن تُسدد فواتير علاج الذين يدخلون المستشفى أولاً بأول وهم يمثلون الغالبية العظمى من مراجعي تخصصي جدة، مقارنة بالذين يدفعون نقداً!
وقد قابلني رجل أعمال يملك ثروة لا بأس بها وسلم عليّ وفهمت منه أنه جاء لزيارة والدته المريضة وأنه أدخلها بموجب أمر حصل عليه وسألني عما إذا كنت قد فعلت مثله لاسيما أنه يعتقد أن أي صحفي أو كاتب لديه وسائل تمكنه من الحصول على أمر علاجي فلما أخبرته أنني دفعت نقدًا استهجن عملي وقال ساخرًا: ليه يا أخي فلوسك زايدة؟!
فأجبته قائلًا: لا زايدة ولا ناقصة ولكنني جعلت هدفي الأساسي علاج ابني بأي ثمن ولم تكن حالته تتحمل التأخير، ولو دفع جميع القادرين ثمن علاجهم نقدًا لكان في ذلك مساعدة لمن لا يستطيعون الدفع نقدًا وليس لديهم وسائل للحصول على أمر علاج ولكن الأنانية وحب الذات تجعل كل واحد يبرح النار لقرصه وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم الله والله المستعان!!