تاريخ النشر 25 يناير 2015     بواسطة الدكتور بدر غازي بن حمد     المشاهدات 201

علاقة الطبيب بالمريض.

أخي المريض شفاك الله وعافاك وخفف عنك ورفع ما نزل بك من داء ، صبر جميل فما أعطي أحد عطاء خيرا من الصبر . لن أتكلم عن الصبر على المرض ، ولكن على الطبيب . ربما تستغرب أيها القارئ الكريم فمن يصبر على من ؟! - نعم أكررها مرة أخرى ، اصبر أيها المريض على طبيبك الذي لم يجلس في عيادته إلا من أجلك ، ينت
ظر قدومك ليكون بلسما لجراحك وسببا في شفائك ، تأكد أنه ليس له هم إلا أنت فهو موجود لخدمتك فصبرا عليه إن تأخرت عن الدخول قليلا فليس له ذنب في زحمة المواعيد ، صبرا عليه فقد يكون المريض الذي دخل قبلك يحتاج إلى فحص دقيق ووقت أطول حتى يتسنى للطبيب الوصول للتشخيص السليم ، صبرا على الطبيب عندما يسألك بعض الأسئلة المهمة عن مرضك وكل ما يتعلق به . أعلم أنك متألم متضايق  تعبت من طول الانتظار وضاقت بك نفسك ولا تريد إلا العلاج وبأسرع ما يمكن  ولكن صبرا .
- إن الطبيب يبذل قصارى جهده حتى يتوصل إلى التشخيص السليم وهذا يحتاج إلى تاريخ مرضي مفصل يستطيع  الطبيب أن يترجمه لمعلومة مفيدة يصل بها إلى التشخيص أو يقترب منه لدرجة كبيرة ثم يعقب ذلك الفحص السريري الذي يكمل التاريخ المرضي ويؤكده فيصل الطبيب بذلك إلى التشخيص . وقد يستدعي الأمر في بعض الأحيان طلب بعض الفحوصات و التحاليل إذا لم تكن الصورة واضحة بعد ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي خطة العلاج التي يتشارك فيها المريض و الطبيب فيخرج الاثنان بخطة واضحة مفهومة يسير عليها المريض ويتابعها الطبيب . 
كل هذا يحتاج إلى وقت بما تقتضيه الحالة المرضية فليست كل الأمراض متشابهة أو متساوية وليست كل الحالات سهلة يمكن تشخيصها في دقائق معدودة أو حتى من الزيارة الأولى فضلا عن الأمراض المزمنة التي تحتاج لعناية خاصة . ومع هذا كله فالطبيب يقدر حالة المريض ومابه من آلام وضيق نفس فلن يثقل عليه أبدا لأنه موجود ليخفف هذه الآلام  ويزيل ذلك الضيق.
- إن الطبيب إنسان  ذو مشاعر فياضة وحس مرهف ونفس عالية طموحة قوية تتحمل المشاق و الصعاب ولذلك تقدم لهذه المهنة التي لا يقوى على الدخول فيها والالتحاق بركبها ومواصلة السير في طريقها إلا من توفرت فيه صفات الطبيب ومع ذلك  فهو بشر تغتاله الهموم و الغموم وتتقلب نفسه مع تقلبات الحياة بكل جوانبها ومع المرضى وكثرة أعدادهم واختلاف تصرفاتهم وسلوكياتهم وشكواهم  .  وله قلب يتأثر بكل ما حوله وقد ينعكس ذلك على أدائه وعمله ، ومع ذلك فعليه أن يتحلى بالحلم والصبر وقدرة التحكم بالمشاعر وضبط النفس . 
ولذلك فالعلاقة بين الطبيب ومريضه علاقة تكاملية يشترك الطبيب فيها بالتشخيص والعلاج  والمريض بالتنفيذ و الالتزام و المتابعة . ولكي تنجح هذه الشراكة لابد من التفاهم و التواصل والاحترام و التقدير ولين الجانب وحسن النية واحتساب الأجر من الطرفين .


أخبار مرتبطة