ذين تحرص على تواجدهم و استقطابهم للعمل لديها وخصوصا المتميزين منهم . فلا يلبث الطبيب أن ينتهي من سنة الامتياز إلا وقد بدأ العمل أو بدأ في تحضير نفسه للسفر أو الانتظام في أحد البرامج الطبية .
- لماذا لا يكون هناك ملتقى يوضح لهؤلاء الأطباء مختلف التخصصات الموجودة وبالذات المستحدثة منها و التي لم تكن موجودة من قبل و الأخرى التي هناك حاجة ماسة إليها ، وماهي الأماكن المعترف بها التي يمكن أن يكملوا دراستهم بها في الخارج وكيف يتواصلون معها ، ماهي البرامج الطبية الموجودة داخل المملكة ، ما هي متطلبات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بشكل عام وبشكل خاص لكل تخصص ، ماهي إيجابيات السفر وسلبياته ، أيهما أفضل بالنسبة لكل منهم هذا التخصص أم ذاك ، إيجابيات وسلبيات كل تخصص .
- لماذا يكون الطبيب المتخرج حديثا هو من يبحث عن الوظائف و البعثات إضافة لصعوبة القبول في البرامج الطبية و المستشفيات في ظل الحاجة الماسة و النقص الشديد في نسبة الأطباء بشكل عام و الأطباء السعوديين بشكل خاص . وإليكم هذه الإحصائية الواردة في جريدة المدينة يوم الأحد الموافق 13 محرم 1432 هـ / 19 ديسمبر 2010 م : واقع الأطباء و الفنيين و الصيادلة في وزارة الصحة : 5000 طبيب سعودي مسجل في وزارة الصحة مقابل 40 ألف وافد ، 1687 طبيب أسنان مقابل 8691 وافد ،2000 صيدلي سعودي مقابل 14187 وافد ، 22186 ممرض وممرضة سعوديين مقابل 63971 وافد . في وجهة نظري حتى هذه الأرقام لا تكفي في ظل الطلب و الحاجة المتزايدة على الخدمات الطبية في المملكة نتيجة الزيادة السكانية المستمرة وبالذات في المدن الكبرى من سعوديين ووافدين لم تواكبها الخدمات الطبية حتى في ظل وجود القطاع الخاص .
- لماذا توضع له العراقيل من البداية ومنها امتحان الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وهو المتخرج من من كلية طب سعودية حكومية كانت أم خاصة معترف بها .
- عدد الخريجين يزيد سنة بعد سنة بسبب زيادة أعداد الكليات الطبية الحكومية وظهور الكليات الخاصة ، ولكن أين سيعملون وإلى أي جهة سيذهبون ؟ هل سيواكب هذه الزيادة إنشاء مستشفيات ومراكز طبية جديدة ، أم أن الموجود مازال يعاني النقص ؟ هل ستسير الوظائف جنبا إلى جنب مع هذه الزيادة سؤال مهم يجب أن نستعد للإجابة عليه بشكل عملي .
- تمضي الأيام بنا فيتقاعد البعض ويتوقف البعض الآخر عن الممارسة والتدريس أو يقل عطاؤه ويغادر آخرون إلى أوطانهم ، فلا يبقى إلا هؤلاء الأطباء الشباب ، عماد النهضة الطبية في المجتمع ، هم من سيبقى ليعمل وينتج . فكيف أعددناهم ؟ وماذا قدمنا لهم ؟ وماذا بذلنا من أجلهم ؟
- أكتب هذه الكلمات من واقع عشته ومازلت ألمسه وأراه وأشعر به كلما رأيت خريجين جدد ، تائهون لا يعلمون أين يذهبون وماذا يفعلون وإلى أين يتوجهون . لا توجد خطة واضحة لهم بعد التخرج ، إلا بعض المحاضرات عن اختيار التخصص ، ولكنها ليست بالصورة الموسعة المفصلة التي يحتاجها الطبيب المتخرج . وهذا جهد جيد ولكنه لا يكفي ونحتاج المزيد.
- نحتاج لتضافر الجهود كما ذكرت من الجميع ( الهيئة السعودية ، الكلية ، ومن بقية القطاعات الأخرى) لنخرج بتصور واحد ونظام و خطة مدروسة تؤهل الطبيب للحياة العملية و العلمية القادمة ، وتطبق على جميع الكليات فيستـفيد منها الطبيب المتخرج ويتجه إلى التخصص و المكان المناسب بكل يسر وسهولة وبوضوح تام فيكون المجتمع هو المستفيد الأول . أتمنى أن تكون هناك خطوات قد بدأت بالفعل وخطط قد كتبت بهذا الشأن قد لم أطلع عليها بعد أو لم تر النور حتى الآن وتحتاج إلى دعم لتفعل على أرض الواقع .
- هذه دعوة من القلب إلى القلب ، دعوة للقائمين على الكليات الطبية والهيئة السعودية والمسؤولين في القطاعات الصحية الحكومية و الخاصة للأخذ بأيدي هؤلاء الخرجيين ودعمهم ماديا و معنويا قبل أن تتحطم أحلامهم وتنهار قواهم وتضعف عزيمتهم ويخيب رجاؤهم وتنقطع آمالهم . إنهم ثروة فلا تفرطوا بها .