ن في المؤتمر، و منهم الدكتورة/ ماريا خطار - زميلة الجمعية الملكية البريطانية للطب و المديرة الطبية لبرنامج زمالة مكافحة الشيخوخة التجميلي التابع للأكاديمية الأميركية لطب مكافحة الشيخوخة و عضو اللجنة العلمية لأكاديمية دبي لمكافحة الشيخوخة و الطب التجميلي و لها أكثر من 30 بحثاً علمياً و طبياً منشوراً في مجال الطب التجميلي و علاج الشيخوخة و هي أحد المحدثين في المؤتمر - طرحن عليها سؤالاً عن التحسينات الممكن عملها لمكافحة آثار الشيخوخة، فأوضحت في البداية أن تأثيرات تقدم العمر تشمل تغير تركيب الجلد و اللون و الشكل إضافة إلى تغيرات في تقاسيم الوجه، و تطوير خطوط و تجاعيد و أشكال على سطح الجلد مثل بقع تقدم العمر و النمش الجلدية و الأوعية الشعرية المتكسرة. و لحد ما، فإن سبب ذلك يعود إلى التأثيرات البيئية، و بشكل خاص الدور الذي تلعبه الشمس في تدمير الجلد. و من جانب آخر، فإن نمط الحياة يلعب هو الآخر دوراً مهماً حيث يكون الأشخاص الذين لا يخضعون لحمية غذائية صحية و كذلك المدخنون عرضة لعوامل تغير التقدم بالسن.
إن شكل الوجه يتحدد إلى حد كبير بالتراكيب الدهنية تحت الجلد التي تميل إلى التحرك و / أو التضاؤل بمرور الوقت. و إن كانت هذه التغيرات تتحدد بشكل كبير جينياً، لكنها تتأثر أيضاً بعوامل مثل الافراط في نقصان الوزن، وظهور تغييرات في شكل الوجه و فقدان تعريف الخدود وزيادة حجم الشحوم في خط الفك.
وتؤكد د. خطار أن ليس هناك ثمة عمر محدد لظهور هذه التغيرات لأنها قد تبرز في مراحل مبكرة أو عند نهاية العشرينات لدى الأفراد من عشاق التعرض للشمس أو الذين يعانون فقدان زائد في الوزن أو يتمتعون بنمط حياة غير صحي أو حمية فقيرة غذائياً أو لا ينعمون بقدر وافر من النوم. ومع ذلك، فإن تأثيرات التقدم بالعمر تبرز أكثر في أواسط العمر وبشكل خاص فإن التقدم بالعمر يتزامن على ما يبدو مع هبوط الهرمونات الجنسية خاصة الاوستروجين والبروجستيرون لدى النساء والتستوسترون لدى الرجال. ومع ذلك، ثمة هرمونات تنخفض مع تقدم العمر مثل DHEA والبريجنينالون، وهرمون النمو.
هل هناك عوامل تساعد في التعامل مع تأثيرات الجلد؟
نعم بالتأكيد وهي تساهم بشكل عام في تخفيض تأثيرات تقدم العمر، ومن أهمها الرياضة، والغذاء السليم، والحصول على الفيتامينات الضرورية، والمغذيات، وبدائل الهرمون المطابق إحيائياً. ومع ذلك، وبسبب كون التغيرات الحاصلة بسبب تقدم العمر تعود إلى التأثير البيئي، فثمة حاجة إلى استراتيجيات أخرى لتخفيض تأثيرات التغييرات الجلدية بما فيها الحاجة إلى وسائل العناية التجميلية بالجلد والعلاجات التي تعتمد على الليزر والطاقة. وفي الحقيقة، فإن بوسع المرء التخلص من علامات التقدم بالعمر على الوجه مثلا وخاصة فقدان الحجم الذي يطرأ بمرور الزمن من خلال حقن مواد الإملاء من الأنسجة الناعمة واعادة توازن عضلات الوجه من خلال توكسين البوتيولينوم.
أساليب غير جراحية
تشير د. خطار الى أن الاساليب غير الجراحية تعمل من خلال عاملين لتحسين شكل الوجه:
الأول: تطوير وسائل غير جراحية لمقاومة تقدم الجلد بالعمر مثل ومضات الضوء وتقنيات الليزر كيو المتغيرة الجزئية لتحفيز تراكيب كولاجين جديدة من دون أية تأثيرات سلبية على الاطلاق.
الثاني: حقن مواد إملاء بالأنسجة الناعمة لتعويض الحجم المفقود وإعادة تقاسيم الوجه. وفي بعض الأوقات تبرز الحاجة إلى تخفيض حجم الدهون في القسم السفلي من الوجه والتي يمكن تحقيقها من خلال الوسائل غير الجراحية بحقن أكواليكس، وهي مواد طبيعية تعمل على تدمير خلايا الدهون. كما وإن الأجهزة مثل آكسنت ألتراساوند وتقنيات التردد الراديوي فعالة جداً في تخفيض حجم الشحوم الزائد في الوجه وشد الجلد.
وينبغي تكرار عمل الاجراءات التجميلية غير الجراحية بشكل دوري لتأخير علامات التقدم بالعمر والحفاظ على تأثيرات ايجابية للعلاج.
دور الساعة الاحيائية
والى جانب الحمية الغذائية ودورها في التقدم بالعمر، فهناك عامل الساعة الاحيائية للجسم والمعروفة بالساعة البيولوجية التي تنظم عمليات الأيض، وانقسام الخلايا، وإنتاج الهرمونات..الخ
إلا أنه ليس ثمة طريقة للتأثير على هذه الساعة الاحيائية ما عدا الاهتمام مؤخرا بإمكانية إطالة التوليميرات telomeres، وهي طبقات في نهاية طرف الحمض النووي لحماية الكروموسومات من الانقسام والتدهور. وتصبح هذه التيلوميرات قصيرة كلما تقدمنا بالعمر، فتجعل من الحمض النووي غير محمي وتسبب شيخوخة الخلايا. ويتولى انزيم التيلوميريزtelomerase اصلاح وزيادة طول التوليميرات. وقد أمكن مؤخرا استخلاص مستحضرات من الأعشاب تعمل على مستوى الخلايا وتزيد نشاط انزيم التيلوميريز.
أساليب حديثة لمكافحة الشيخوخة
أوضحت د. خطار أن أحد أبرز العلاجات الحديثة لمكافحة آثار الشيخوخة في الوجه هي اليلانسيه، وهو نسيج إملاء ناعم مثالي يعمل من خلال تحفيز انتاج الكولاجين في الجسم نفسه. ويتألف من جل "كاربوكسي ميثيل سيليولوس" الذي يتخلص منه الجسم خلال فترة شهرين إلى ثلاثة أشهر وعقد صغيرة من "بولي كابرولاكتون" (المادة ذاتها المستخدمة في خطوط الجراحة التي يتم مصها تلقائياً). ويتم حقن المادة في الخدود والذقن والصدر والخطوط والتجاعيد. ويعتبر العلاج فعالاً جداً في تحقيق تقاسيم الوجه واعادة نضارته لأنه لا يستعيد الأجزاء المفقودة فحسب، ولكن يحسن نضارة وشكل الجلد مع نتائج تدوم لأكثر من ١٨ شهراً في غالبية الأشخاص.
"بروجيريا" !!
"البروجيريا" مصطلح مشتق من الكلمة اللاتينية التي تعني العمر المتقدم لشخص ما، وهو مرض جيني نادر جداً يحدث للأطفال، ويتميز بتقدم مثير مبكراً في العمر. وتقدر الاصابة بهذا المرض بحالة واحدة من بين أربعة ملايين من المواليد الجدد عالمياً. وللأسف، فإن التقنيات الحديثة حتى الآن عاجزة عن علاج هذا المرض ولم تتمكن تقنيات الجمال من التعامل معه.
وأخيرا، هل تم الاستغناء عن الجراحة تماما؟
لا، فهناك علاجات بسيطة مثل عملية بليفاروبلاستي، وهي جراحة لإزلة الجلد/ الشحوم الزائدة في منطقة حواجب العيون الفوقية والتحتية، وجراحة رفع الوجه والرقبة التي تعتبر في بعض الأوقات الحل الوحيد لإستعادة شباب الوجه في حالات التقدم الكبير في العمر. ويمكن إجرء هذه العمليات للناس من الجنسين وعلى اختلاف أنواع الجلد والألوان. ويمكن أن تكون هذه الجراحات ضرورية للبعض في حال وجود تراخ مفرط للجلد للتخلص من هذه الزيادة وإعادة نضارة وشكل الوجه والرقبة.
عوامل النمو الموضعي وخلايا الجذر
ودورها في مجال التجميل
تحدث في نفس المؤتمر د. أحمد القحطاني/ استاذ مساعد في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وأحد علماء معهد الصحة الوطني لمنح البحث والتطوير وعضو الجمعية الأميركية للأدوية والعلاج الطبي حول دور عوامل النمو الموضعي وخلايا الجذر في مجال التجميل.
وأوضح أن عوامل النمو وخلايا الجذر تعتبران، في مجال الجمال، أساسا لتقنيات مقاومة الشيخوخة والعناية بالجلد. وأفضل مصدر لخلايا النمو هي خلايا فبروبلاست (الجلد)، ويجري انتاج عوامل النمو بشكل طبيعي ضمن الجسم ولكنها تقل مع التقدم بالعمر. من هنا، ظهرت الحاجة إلى مشاركة خلايا النمو في اصلاح الجلد للتخلص من علامات التقدم بالسن والحفاظ على صحة الجلد. وبالإجمال، فإن تطبيق تقنية عوامل النمو في مجال العناية بالجلد يساعد في الحصول على شكل أكبر حيوية ونضارة للجلد من دون الحاجة إلى اللجوء لوسائل أخرى أكثر تكلفة أو العلاج بتقنية البوتكس.
وأضاف أن خلايا الجذر تستخدم بشكل عام لإعادة تكاثر الأنسجة وليس إصلاحها. وفي المقابل، تستخدم البوتكس وحقن الاملاء لتحسن فيزيائياً الجانب المادي لمظهر تركيب الجلد. وإذا ما رغب شخص مثلاً في إملاء منطقة أو التخلص من تجاعيد معينة، فإن البوتكس وتقنية الاملاء تفي بالغرض. وتستخدم خلايا الجذر في بعض الحالات مع الدهون عوضاً عن حقن الاملاء. وعموما فإن عوامل النمو لا تشكل بديلاً للبوتكس أو تقنية الاملاء لأنها تعمل بشكل مختلف وتتضمن اصلاح وإعادة نضارة الجلد وليس فقط إملاء الفجوات أو إزالة التجاعيد.
خلايا الجذر
خلايا الجذر هي خلايا لا تختلف عن غيرها من خلايا الجسم مثل الخلايا الفارعة من دون أية وظيفة محددة، ولكنها فريدة من خلال دورها كتراكيب لبناء الخلايا حيث يتم بواسطتها توليد الخلايا ذات المزايا الشخصية الخاصة الأخرى التي تقوم بتأدية الوظائف وليكون لها مستويات متنوعة من الامكانيات في مختلف الخلايا في الجسم.
يمكن العثور على خلايا الجذر وعزلها من العديد من أنواع أنسجة الجسم مثل نخاع العظم والنسيج الدهني والجلد، ويتم ادخال خلايا الجذر من خلال حقنها في العضو الذي يحتاج إليها.
عوامل النمو الداخلية
تعمل عوامل النمو داخليا ولا تدخل مجرى الدم، وهذه العوامل متنوعة ولكن لكل واحد منها وظيفة محددة ودور حيوي في اعادة شكل وتقوية النسيج الجلدي. فمثلاً يعمل عامل النمو التحويلي على تحفيز انتاج الكولاجين، ويعتبر الوسط المناسب لعوامل النمو. وخلال البحث في علم المناعة، قمنا بتطبيق هذه المعرفة في مجال التقنية الاحيائية لعوامل النمو لتطوير أعلى جودة لوسط معدل لعوامل النمو والذي يضم خليطاً متميزاً وتوازناً في غاية الروعة لعوامل النمو المتنوعة والسايتوكينز لإعادة نضارة الجلد.
عوامل تساعد في زيادة انعدام الكولاجين وتحطيمه
التأثيرات البيئية هي أحد المسببات التي تؤذي الكولاجين وتسبب تحطيمه جراء تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية والسموم البيئية الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجلد ليس محصناً ضد تعاقب التغيرات الطبيعية، لذا فإن عمر الشخص يلعب دوراً مؤثراً في هذا الجانب. وخلال التقدم بالعمر، فإن تقلصات عضلات الوجه الناجمة عن التعابير الوجهية المتكررة بمرور الزمن تسبب التجاعيد والخطوط الناعمة في الجلد بسبب انعدام الكولاجين في أنسجة الربط الكثيفة بالألياف في الجلد.
ومن المعروف أن العوامل الاحيائية التي تحفز انتاج الكولاجين لعلاج الجروح تقدم في نفس الوقت منافع تتعلق بتقدم العمر، وهو أمر حقيقي، فثمة تشابهات في هذا الجانب. ومثال ذلك أن الحروق تحفز تحطيم الكولاجين ضمن مخطط الخلايا الجلدية الاضافية، لذلك فإن علاج الجروح الناجح يتطلب نقل الخلايا المدمرة من مرحلة الاحتراق إلى مرحلة الحبيبات الحمراء، وهي المرحلة التي تتضمن العديد من عوامل النمو والسايتوكينز.
النتائج
وتستخدم عوامل النمو لعدة أغراض كإصلاح النسيج المدمر. وعندما يتعلق الأمر بالجلد، فتستخدم لإصلاح ومنع الشيخوخة باعتبارها أداة فعالة. وتعتمد النتائج على مرحلة الدمار، ولكن بصورة عامة تأتي النتائج قريباً وخلال أسابيع.
أما عن إمكانية الفشل، فحيث أن عوامل النمو موجودة، طبيعياً، في الجسم فمن النادر الحصول على ردود فعل سيئة للتأثيرات الجانبية. وعند استخدام عوامل النمو فإن من المهم الحصول عليها من شركة معروفة وقانونية.