تاريخ النشر 3 ديسمبر 2014     بواسطة الدكتور عبدالحفيظ يحيى خوجة     المشاهدات 201

أسلوب صحي للطفل

ليس من شك في أن صحة أطفالنا أصبحت على قمة الحالات الوطنية الطارئة، بعد أن أضحى 30 في المئة من الأولاد و 40 بالمائة من الفتيات عرضة لخطر الاصابة بمرض السكري النوع 2 و الامراض المرتبطة بالسمنة في وقت ما من حياتهم. و قد ارتفعت تكاليف معالجة الأمراض المرتبطة بالسمنة في الأطفال لأكثر من ثلاثة أضعاف
ما كانت عليه سابقا و على مدى السنوات العشرين الماضية. إن الأمراض المرتبطة بالسمنة تقتل المزيد من الناس أكثر من أي مرض آخر، و عليه فلا بد من التعرف جيدا على الأسباب الرئيسية للبدانة في مرحلة الطفولة و ضعف الصحة الجسدية، و كيف يمكن تداركها.
إن الطفولة مرحلة بالغة الأهمية لخلق جيل صحي سليم، إلا أن رفاهية العصر الحالي أدت الى تدهورها بسبب حياة الخمول و الجلوس الطويل لمشاهدة التلفزيون و ألعاب الفيديو و أجهزة الكمبيوتر، إضافة الى الوجبات الغذائية المعززة كيميائياً والتي لا تتناسب مع مرحلة نمو الاطفال، خاصة الوجبات المغرية بإحجامها الكبيرة المليئة بالمواد الحافظة و كذلك المشروبات السكرية التي ساهمت جميعها في إحداث تغييرات مخيفة لأطفالنا جسديا وعاطفيا. و هذا اضطر الآباء الى اللجوء في استخدام شتى انواع العلاجات حتى الشعبية منها و تعريض أبنائهم لمشاكل صحية إضافية قد تنتهي بنهاية حزينة.
عليه يجب التخطيط مبكرا لوضع برنامج بخطوات بسيطة و ثابتة له تأثير على الصحة على المدى الطويل آخذين في الاعتبار عددا من العوامل، منها:
•	كيفية تغيير ثقافة المجتمع كي تدعم الصحة الجيدة والوزن الأمثل، وتقوي جهاز المناعة، و تخفض احتمالات الإصابة بالامراض، و ترفع من كفاءة وظائف الدماغ و الحالة العاطفية المتوازنة.
•	معرفة التغيرات الرئيسية في النظام الغذائي و تأثيرات نمط الحياة، و استخدامها في تحسين صحة أفراد العائلة بشكل كبير.
•	التعرف على الفرق بين "الجيد" من الدهون و"السيئ" منها، و أن الدهون الجيدة تشكل جزءا أساسيا من النظام الغذائي السليم للدماغ ووظائف الجهاز العصبي.
•	معرفة الاسباب وراء اكتساب الجسم كميات زائدة من الدهون وكيف يفقدها و يحافظ على الكتلة العضلية السليمة.
•	اكتشاف المبادئ التي لا غنى عنها للحصول على وزن صحي آمن و ثابت وجسم قوي و حيوي.
أطفالنا يستحقون منا تأمين مستقبل ناجح و نابض بالحياة و الشباب و الحيوية، و ذلك بمنحهم الأدوات الصحيحة لتحقيق ذلك، مثل:
•	كيفية بناء الجهاز المناعي و رفع كفاءته إلى مستويات الذروة لمنع الأمراض الرئيسية و الأمراض الشائعة .
•	الوصول إلى الوزن الأمثل و الحفاظ عليه .
•	منع الأسباب الكامنة وراء الشيخوخة المبكرة.
•	زيادة الطاقة اليومية للجسم و الذهن و البراعة العقلية و الذكاء، و ذلك بزيادة الأداء الرياضي و عمل أنشطة للحركة و المرح للأطفال الصغار و ما قبل المدرسة.
•	تحسين اللياقة الصحية العاطفية و النظرة التفاؤلية للحياة .
•	الابتعاد عن الأسباب الكامنة وراء الأمراض المزمنة مثل السكري و مشاكل القلب، التعب المزمن، و الحساسية، و غيرها كثير .
•	متابعة خطة العلاج الشهر تلو الشهر للبقاء على الطريق الصحيح.
إن تنمية هذه الاستراتيجيات عند أطفالنا و تطوير الحس السليم سيخلق لهم حياة صحية نابضة بالنشاط والحيوية.


أخبار مرتبطة