قال في حوار لـ»المدينة»: إنَّ مبادرة «طريق مكَّة» ساهمت في تيسير رحلة الحجَّاج، من خلال إنهاء إجراءات الجوازات، والجمارك، والاشتراطات الصحيَّة، وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم. فإلى نصِّ الحوار:
• بداية.. كيف تنظرون إلى الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في موسم الحجِّ؟
** تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تقديم أفضل الخدمات والرعاية للحجَّاج في كافَّة المجالات، ومن بينها الخدمات الصحيَّة، والتي شهدت طفرةً كبيرةً من حيث الكمِّ والنوَّعِ والجودة، من خلال منظومة وقائيَّة وإسعافيَّة وعلاجيَّة متقدِّمة، وقوى عاملة على مستوى عالٍ من الكفاءة والتَّدريب، تحت قيادة وإدارة حكيمة من وزير الصحَّة فهد الجلاجل.
مبادرة «طريق مكَّة»
• كيف تنظرون إلى مبادرة «طريق مكَّة»، التي سخَّرتها المملكة لضيوف الرَّحمن ؟
** مبادرة «طريق مكَّة»، التي أطلقتها وزارة الداخليَّة في عام 2017، ضمن برنامج خدمة ضيوف الرَّحمن، تُعتبر تحوُّلًا جذريًّا، ومن أفضل المبادرات التي اختصرت الكثير من الجهد والعناء على الحجَّاج، إذ أسهمت في تيسير رحلة الحجَّاج، من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحيَّة، وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتَّالي الدخول إلى السعودية كأيِّ رحلة داخليَّة، ونقل أمتعة الحجَّاج إلى أماكن سكنهم.
وهذه المبادرة، وخلال السنوات المقبلة، ومع تطبيقها في جميع الدول تدريجيًّا، ستصبح علامةً فارقةً في خدمة ضيوف الرَّحمن، والوصول إلى «الحجِّ الذكيِّ»، من خلال مسارٍ إلكترونيٍّ موحَّدٍ، بدءًا من إصدار التأشيرة، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، في مطار بلد المغادرة، بعد التحقُّق من توفُّر الاشتراطات الصحيَّة.
• كيف تنظرون إلى الاشتراطات الصحيَّة التي تضعها وزارة الصحة لضيوف الرَّحمن من حجَّاج الداخل والخارج؟
** تعكس الاشتراطات الصحيَّة حرص المملكة على سلامة ضيوف الرَّحمن، ولذلك يتم التطعيمات الوقائيَّة التي يجب أنْ يأخذها كلُّ مَن له علاقة بالحجِّ، وذلك من باب الحماية الشخصيَّة، وحماية الجميع، وهذا الأمر ليس بجديدٍ، بل يتم تطبيقه كلَّ عام، مع متابعة ومواكبة ما تشهده السَّاحة العالميَّة من الأمراض والأوبئة.
والجميع -كبارًا وصغارًا- اكتسبوا الكثير من الإرشادات الوقائيَّة في كيفيَّة تجنُّب عدوى الأمراض، ومن أبسطها ضرورة ارتداء الكمَّامة في أماكن التجمُّعات البشريَّة، الحرص على تعقيم اليدين، النظافة الشخصيَّة، التقليل من ملامسة الأسطح.
• هناك تطعيمات عديدة للحجِّ يتم أخذها في فترات متقاربة، فهل هناك أيُّ مشكلات صحيَّة من ذلك؟
** بالعكس تمامًا، ليس هناك أيُّ مشكلةٍ، فكلُّ لقاح يتعرَّف عليه الجهاز المناعي، ويصد فيروسه عند تعرُّض الفرد له، والتطعيمات تحدُّ من مخاطر الإصابة بالمرض، من خلال ارتكازها على وسائل الدفاع الطبيعيَّة للجسم؛ لبناء القدرة على حمايته، وبذلك فإنَّ اللقاح خيرُ وسيلةٍ آمنةٍ وذكيَّةٍ لتوليد استجابة مناعيَّة في الجسم.
تقنيات حديثة للحجِّ
• شهدت السنوات الأخيرة، استخدام التقنيات الذكية لخدمة ضيوف الرَّحمن، وأيضًا المعتمرين، رأيكم في ذلك؟
** المملكة تحرص على مواكبة أحدث التقنيات في خدمة المعتمرين، وضيوف الرَّحمن، والجميع شاهد تقنيات ذكية وعالية تُستخدم داخل الحرمين الشريفين، ومنها الروبورتات التي توزِّع مياه زمزم، وأجهزة ذاتيَّة لتنظيف الساحات، وأجهزة تجيب عن استفسارات السَّائلين الشرعيَّة، وشاشات الطقس والحرارة، وغيرها، وغيرها من التقنيات الحديثة، وكل هذه الجهود اختصرت الكثير من الجهد، وانعكست إيجابًا، ولا ينكرها إلَّا جاحدٌ.
• هناك الكثير من الحجَّاج يعانون من الأمراض المزمنة كالسكَّري، والضغط، ومشكلات القلب والكلى، فبماذا تنصحونهم؟
** أنصح هذه الفئة بعدم تجاهل التعليمات الطبيَّة التي وُجِّهت لهم، وخصوصًا ما يتعلَّق بالأدوية، بجانب الاهتمام بالأكل الصحي، وعدم التعرُّض للإجهاد النفسيِّ، والحرص على ارتداء الكمَّامة، وتجنُّب أماكن الازدحام، وخصوصًا في يوم عرفة، وفي حال -لا سمح الله- شعر الفرد بالمتاعب، فعليه مراجعة أقرب مستشفى، أو مركز صحي موجود أمامه، وأخصُّ بالذِّكر مرضى السكَّري، الذين يجب عليهم الاهتمام بصحَّتهم أكثر؛ لتفادي أيِّ ارتفاع أو هبوط في نسبة سكَّر الدَّم، كما أنصح هذه الفئة بتجنُّب السَّير حافيَ القدمَين.
• أخيرًا.. يتزامن موسم حجِّ هذا العام مع بدء موسم الصيف، ما هي نصيحتكم لضيوف الرَّحمن؟
** أنصحهم بالاهتمام بتناول السوائل، وتحديدًا الماء، وذلك لجعل الجسم في حالة ترطيب دائم، كما أنصحُ باستخدام الشَّمسيَّة عند التحرُّك داخل المشاعر المقدَّسة في فترات النَّهار؛ لتجنُّب الإجهاد الحراري، وضربة الشَّمس، واستخدام الكريمات التي تحمي منطقة الفخذَين من التسلُّخات الجلديَّة.