حصاءات التي كشفها مجلس شؤون الأسرة مؤشر غير صحي وغير مبشر، مبينًا أن قضاء الأطفال الجزء الأكبر من يومهم على الجوال والآيباد والكمبيوتر الشخصي والألعاب الإلكترونية يؤثر على شخصيتهم بجانب الأضرار الصحية المترتبة على ذلك.
وبين خوجة أن أكثر الحالات- للأسف- تفتقد للتوجيه، فالآباء يتركون الأبناء على هذه الأجهزة دون نصحهم ومتابعتهم، كما لوحظ أن معظم الأسر ومع انشغالها اليومي تتجاهل مراقبة ما يشاهده الأطفال، وهذا الأمر يشكل منعطفًا خطيرًا في ظل وجود مواقع إلكترونية مفتوحة وسهلة الوصول.
ولفت إلى أن هناك أضرارًا تنتج عن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال، وهي اعتزال المجتمع، وزيادة الوزن والسمنة المفرطة أو فقدان الشهية التام، والتحريض على التدخين والعنف الجسدي والعنف اللفظي، وانخفاض مستويات الذكاء الاجتماعي، وازدياد حالات فرط الحركة وقلة التركيز، وانخفاض مستويات الدراسة والتحصيل العلمي. واستدرك أن نسبة كبيرة جدًا من الأطفال ابتعدوا عن النوم الصحي؛ بسبب التقنيات والألعاب الإلكترونية؛ إذ أصبحوا ينامون بمعدلات ساعات لا تتفق مع أعمارهم، وهو ما يؤثر على نموهم وتحصيلهم العلمي وغير ذلك من الانعكاسات السلبية الأخرى.
وأوضح البروفيسور خوجة أن أهمية النوم الصحي عند الأطفال تكمن في إفراز هرمون الميلاتونين وهو هرمون عصبي يتم إنتاجه في الغدة الصنوبرية ليلاً، ففي النهار يتحول الحمض الأميني التربتوفان إلى هرمون السعادة “السيروتونين”، وهو ناقل عصبي، ثم يتم تخزينه في الغدة الصنوبرية، بينما خلال الليل تقوم أنزيمات خاصة بتحويل هرمون السعادة “السيروتونين” إلى الميلاتونين الذي يفرز من طرف شبكية العين بصورة إيقاعية، خصوصاً خلال الظلام، ويبلغ ذروة نشاطه بعد منتصف الليل، مما يؤدي إلى تغييرات فيسيولوجية تساعد على النوم مثل انخفاض درجة حرارة الجسم ومعدل التنفس.
ونصح البروفيسور خوجة بعدم السماح بأكثر من ساعتين يوميًا فقط لاستعمال الأجهزة الإلكترونية، واختيار الألعاب الإلكترونية والبرامج الملائمة لعمر الطفل، وأن لا يتم شراء أي أجهزة إلكترونية أو ألعاب إلكترونية إلا تحت رقابة الوالدين أو الشخص المسؤول عن الطفل، وعدم السماح باستعمال الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم، وعدم التشجيع على مشاهدة التلفاز أو استعمال الهواتف الذكية لمن هم دون السنتين، ووضع رقم مرور على جميع الأجهزة الذكية والقنوات المخصصة للكبار.
وكان استطلاع نشره مجلس شؤون الأسرة قد أوضح أن 98 % من أطفال المملكة يستخدمون الإنترنت على الهاتف المتنقل (الجوال). وأشار إلى أن 98.9 % من الأطفال بأعمار 10 إلى 14 سنة يستخدمون الإنترنت، فيما بلغت نسبة المستخدمين 99.7 % بين الأطفال من 15 إلى 19 سنة، وعمل المجلس على إطلاق الإطار الوطني لسلامة الأطفال على الإنترنت، الذي يسهم في حماية الأطفال من الإساءة والإهمال والاستغلال الرقمي.
ويهدف الإطار إلى حماية الأطفال من الأذى بتوفير فضاء الكتروني آمن، وحمايتهم من الاستخدام المبالغ للإنترنت، وكذلك حمايتهم من المحتوى والسلوكيات الضارة عبر الإنترنت.