ن في مجال الرعاية الصحية بشأن حدوث بعض أنواع السرطان في الأشخاص الأصغر سنًّا.
بداية يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، إن مرض السرطان يعتبر من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم فمنها ما تتسبب به الكائنات الحية المجهرية كالفيروسات والبكتيريا والفطريات ، وحسب مرئيات منظمة الصحة العالمية يمكن الوقاية من نحو 40 % من حالات السرطان، من خلال توفير بيئة صحية خالية من التلوث بجانب لعوامل الصحية التي تعزز من صحة البشر.
وتابع أن هناك مسببات تمهد للإصابة بالسرطان، منها استهلاك التبغ أو مشتقاته، زيادة الوزن أو السمنة، قلة تناول الخضراوات والفاكهة، الخمول البدني، أنواع العدوى المنقولة جنسياً مثل العدوى بفايروس الإيدز والفايروس المسبب لسرطان عنق الرحم، التلوث بمختلف أشكاله، والتعرض للمواد الكيماوية بشكل مستمر.
وبين الدكتور هدير أن هناك 4 نقاط تمثل عوامل خطورة في جانب مرض السرطان وهي: “العمر” فمعظم حالات السرطان تكتشف عند سن 55 وأكبر، إلا أن السرطان يمكن أن يُكتشف عند أية مرحلة عمرية، “نمط الحياة” إذ يزيد معدل السرطان لدى الأشخاص ذوي السلوكيات غير الصحية كالتدخين، وشرب الكحول، والتعرض المباشر لأشعة الشمس والعلاقات المحرمة.
وثالث العوامل “التاريخ العائلي” إذ تتحمل الوراثة 5-10 % من نسبة الإصابة بالسرطان، ولكن ليس بالضرورة أن كل من لديه عاملا وراثيا يصاب بالسرطان، ورابع العوامل “الحالة الصحية” فهناك علاقة بين الأمراض المزمنة والسرطان مثل مرض التهاب القولون المزمن. وعن العوامل التي تقلل من خطورة مرض السرطان نصح الدكتور هدير أفراد المجتمع بتجنب التدخين، إذ إن هناك علاقة قوية بين السرطان والتدخين، خصوصاً سرطان الرئة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصاً الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وذلك بالجلوس في الظل، وارتداء الملابس الواقية، واستخدام كريم واق من أشعة الشمس، التغذية السليمة باختيار الأغذية الغنية بالفاكهة والخضراوات، والحد من الوجبات السريعة، الحرص على ممارسة الرياض بانتظام لمدة 30 دقيقة يومياً، فذلك يساعد على تقليل فرصة حدوث السرطان.
كما أن من العوامل التي تقلل من خطورة السرطان المحافظة على الوزن المثالي إذ أثبتت الأبحاث أن هناك علاقة وطيدة بين السمنة (زيادة الوزن) والسرطان، ويمكن الوصول إلى الوزن المثالي بالرياضة المنتظمة والتغذية السليمة، ومن العوامل أيضا الحرص على أخذ التطعيمات الخاصة بفايروسات السرطان، إذ توجد فايروسات محددة تسبب السرطان مثل فايروس التهاب الكبدي الوبائي (ب) الذي يسبب سرطان الكبد، والفايروس المسبب لسرطان عنق الرحم، وبإمكان التطعيم أن يقي من هذه الفايروسات، مع أهمية الحرص على النوم الصحي وتجنب ضغوط الحياة.
في السياق يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه : هناك أمراض عديدة قد تكون مرتبطة بنمط الحياة ومنها السرطان ، والمقصود بنمط الحياة هنا مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى تحسين مستوى صحة الأفراد والوقاية من الأمراض مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الحياة بشكل عام ، وقد يقتصر مفهوم نمط الحياة الصحية لدى البعض على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي ولكنه يشمل أيضاً سلامة العقل (الذّهن) وصحته، ولا تنشأ الحياة الصحية إلا بحدوث توازن بين الصحة الجسدية والصحة العقلية أو الذهنية والتي تتضمن الصحة النفسية.
من جانبه يؤكد أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات الدكتور فهد الخضيري، أن مسببات السرطان لاتزال مجهولة، ولكن بمجمل الدراسات فإن هناك عوامل كثيرة بعضها متداخلة أولها إرادة الله وقضاء الله وقدره ثم عوامل وراثية “جينات متحولة وطفرات أو تحولات خلوية”، يساندها ويدعمها ويسرّعها وينميها التدخين والخمر والتعرّض للإشعاع والتلوّث البيئي ونظام الغذاء السيئ بمكونات صناعية وصناعات كيميائية وتحويرات للغذاء.
وأضاف “الخضيري” أن هناك عوامل أيضاً التعرض لأبخرة المصانع الضارة والسمنة وتقدم العمر وهِرم الخلايا أو إصابات فيروسية مثل فيروسات التهاب الكبد أو عنق الرحم وهي أمراض تؤدي لذلك في مراحل متقدمة تسمى تحولات خلوية لاحقة لإصابة فيروسية مزمنة.