تاريخ النشر 14 ديسمبر 2023     بواسطة استشاري محمد بكر صالح قانديه     المشاهدات 1

مختصون لـ(البلاد): انعكاساتها سلبية على صحتهم..

.. “أفلام الكرتون”.. إدمان يقلق مضاجع الصغار تنتهج بعض الأسر سلوكيات خاطئة في تنويم الأطفال، عبر السماح لهم بمشاهدة أفلام الكرتون (الرسوم المتحركة) حتى الخلود إلى النوم، وهو ما اعتبره مختصون خطراً عليهم، ولها انعكاسات سلبية على صحة الصغار. وتحذر استشارية طب الأطفال العام والأمراض الصدرية للأط
فال وأمراض النوم للأطفال والبالغين بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة رنيا الشمراني، أفراد المجتمع من استخدام الجوال لتنويم الأطفال الصغار عند حلول وقت النوم من خلال تشغيل أفلام الكرتون أو البرامج المتعلقة بالأطفال الصغار؛ بهدف أن يدخل الطفل في مراحل النوم وهو يشاهد الجوال، وهذا بالطبع سلوك غير صحي يحرم الطفل من جودة النوم، وقد ينعكس سلبًا في إطالة وقت المشاهدة من خلال تفاعل الطفل بما يشاهده، فقد يضغط على نفسه ويستمر ويواصل في رؤية الشاشة لوقت أطول.
وأوضحت أن هرمون النمو يعتبر المسؤول عن نمو الشخص خلال مرحلة الطفولة؛ إذ تعمل هذه الهرمونات كإشارات تهدف إلى التحكم في العديد من الوظائف، التي تؤديها أعضاء الجسم وأجهزتها الحيوية، كما يساهم هرمون النمو في بناء عضلات وأنسجة الجسم، وهناك عدة عوامل تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم؛ منها النوم المنتظم وعدم السهر لساعات طويلة ليلاً، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية، كما يعتبر هرمون النمو العامل الأساس في النمو الطولي عند الإنسان، ويفرز من الغدة النخامية من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ويحدث 90 % من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين خلال النوم؛ لذلك يعتبر النوم الجيد حيوياً له، وأهم أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال قصر القامة غير المتناسب مع عمر الطفل، وضعف معدل النمو مقارنة بالأطفال الآخرين، وزيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور الكرش، وتأخر سن البلوغ، بينما يعمل حصول الأطفال على هرمون النمو بالشكل الصحي على زيادة أطوالهم بالمعدل الطبيعي بالنسبة لعمره.
وعن عدد ساعات نوم الأطفال المطلوبة يومياً للأطفال الصغار واليافعين والمراهقين اختتمت الدكتورة رنيا بالقول: “وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن هناك عدد ساعات يجب أن يحصل عليها الطفل حسب مرحلته العمرية، فالأطفال الرضع (أقل من عام) يجب أن يحصلوا على فترة نوم ما بين 12 إلى 16 ساعة تقريبًا، والأطفال من عمر عام حتى عامين يتراوح عدد ساعات النوم ما بين 11 إلى 14 ساعة، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات يجب أن يكون عدد ساعات النوم بين 10 إلى 13 ساعة، والأطفال ما بين 6 إلى 12 عامًا يكون عدد ساعات النوم ما بين 9 إلى 12 ساعة، وفي سن المراهقة (من 13 عامًا حتى 18 عامًا) يجب أن يكون النوم ما بين 8 ساعات حتى 10 ساعات”.
وفي السياق يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: “من الخطأ أن يتم انتهاج أسلوب غير صحي لتنويم الأطفال الصغار، فالسماح لهم بمشاهدة أفلام الكرتون إلى أن يدخلوا في مراحل النوم، لا يعتبر أسلوبًا صحيًا بل بالعكس تكون نتائجه سلبية؛ إذ يتعود الطفل على هذا الأسلوب وتصبح عنده عادة لكونه اعتاد على ذلك”.
وأكد د. قانديه، أنه يجب إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن الأطفال نهائيًا، فالمسموح لهم يوميًا للأطفال فوق 6 سنوات ساعتين فقط، ولكن من الصعب التحكم في الأمر إذا ترك الطفل يشاهد الرسوم المتحركة؛ بحجة أن ينام فذلك قد تكون نتائجه سلبية وتتجاوز الساعتين نهارًا وليلاً ، فالأولى أن يتم انتهاج الأساليب الصحية لتنويم الأطفال.
ويحذر المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري من اتباع أسلوب غير صحي في تنويم الأطفال، موضحًا أن الأطفال يتعلقون كثيرًا بأفلام الكرتون، وبالتالي فإن إعطاءهم الجوال قبل النوم حتى يناموا له تأثير سلبي وتزداد المشاكل مع مرور الوقت.
وتابع:” يجب منع الأطفال قبل النوم بساعات طويلة من استخدام الأجهزة الذكية؛ إذ إن استخدام الشاشة قبل النوم يعمل على تحفيز الأطفال وزيادة نشاطهم، كما أن الضوء الأزرق من أجهزة التلفزيون وشاشات الكمبيوتر والهواتف والأجهزة اللوحية قد يقلل من مستويات الميلاتونين، ويؤخر الشعور بالنعاس، وقد يميل الأطفال إلى البقاء حتى وقت متأخر في حالة استيقاظ”.
وقال الناشري في ختام حديثه: “إن النوم الصحي ليس مرتبطًا فقط بعدد الساعات بل بجودته أيضًا، بمعنى أن تكون بيئة النوم خالية من أي مؤثرات خارجية كالأجهزة الالكترونية أو الضجيج وغير ذلك من الأمور التي تعزز مراحل النوم الصحي، وتنعكس على الجوانب الإيجابية، ومنها مساعدة الطفل على النمو بشكل سليم؛ حيث إن النوم ليلًا يزيد من إفراز هرمون النمو، بجانب تعزيز الجهاز المناعي، فقوة الجهاز المناعي تساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض، التي من الممكن أن يتعرض إليها الأطفال”.


أخبار مرتبطة