زمن تتخلله فترات تتفاقم فيها الأعراض وأخرى من الهدوء، مما يُسبب معاناة كبيرة تمس بجودة حياة المريض.
عادةً عندما يخضع الشخص لفحص حول أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية تكون النتائج سليمة، أي أنها لا تُظهر أي دليل موضوعي على خلل تشريحي أو اضطراب بيوكيميائي.
كيف تؤثر متلازمة القولون العصبي على المصاب بها؟
المعروف إن حركة الأمعاء، وكذلك عتبة الحساسية بالألم يتم ضبطهما من خلال اتصال متبادل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبيّ المركزي (Systema nervosum central) والدماغ، والمسمى محور الدماغ - الأمعاء.
يُعاني بعض مرضى متلازمة القولون العصبي أيضًا من الاكتئاب (Depression) أو القلق (Anxiety)، لكن الرأي السائد بين الخبراء حاليًا يقول بأن هذه الظواهر ليست هي المسبب لمرض القولون المتهيج العصبي، مع ذلك يُمكن أن يُؤدي الاكتئاب أو القلق إلى تفاقم أعراض مرض القولون المتهيج.
أعراض القولون العصبي
تتمثل الأعراض العامة للمرض بالإضافة إلى الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب بالآتي:
1. أعراض المرض العامة
تتميز أعراض القولون العصبي بما يأتي:
آلام مزمنة في البطن.
إسهال مزمن.
إمساك مزمن.
إسهال وإمساك بالتناوب.
زيادة الغازات.
الانتفاخ في البطن.
صورة لمرأة تعاني من ألم في البطن
2. أعراض تستدعي المراجعة الطبية
تتمثل هذه الاعراض بالآتي:
فقدان الوزن.
نزيف من المستقيم.
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
ألم مستمر في البطن لا يخف إلا مع التبرز، أو إخراج الريح.
القيء غير معروف السبب.
صعوبة في البلع.
أسباب وعوامل خطر القولون العصبي
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تُؤدي إلى متلازمة القولون العصبي، وهي كالآتي:
1. مسببات القولون المتهيج العصبي
يوجد العديد من الأسباب التي قد تُؤدي إلى القولون العصبي، مثل:
انقباضات في العضلات الموجودة في الأمعاء: تسبب التقلصات الهضمية القوية والمستمرة لفترات طويلة الإسهال والانتفاخ والغازات، أما التقلصات البطيئة فهي تسبب الإمساك والبراز الصلب.
مشاكل في الأعصاب المرتبطة بالجهاز الهضمي: تسبب الاضطرابات العصبية ما بين الدماغ والجهاز الهضمي حدوث اضطرابات هضمية، مثل: الإمساك، والإسهال، وألم البطن.
بعض العدوات الميكروبية الشديدة التي تُسبب الإسهال: قد تحدث الإصابة بالقولون المتهيج العصبي بعد التهابات معدية ومعوية شديدة، أو قد تحدث نتيجة فرط نمو البكتيريا.
ضغوطات الحياة: يميل الأفراد الذين يعيشون في ظروف مليئة بالتوتر والقلق إلى ظهور أعراض القولون المتهيج أكثر من غيرهم.
اختلال توازن البكتيريا المتواجدة في الأمعاء: أشارات الأبحاث إلى أن البكتيريا والفطريات الموجودة بصورة طبيعية في الأمعاء تختلف عند مرضى القولون عن الأشخاص الأصحاء.
2. الفئات المعرضة للخطر
في الآتي أهم الفئات المعرضة للإصابة بالقولون العصبي:
الأفراد الأقل من 50 عامًا.
الإناث أكثر عرضة من الرجال، خاصةً عند التعرض للعلاج بالإستروجين في فترة انقطاع الطمث.
وجود تاريخ عائلي مرضي.
مرضى الاكتئاب والقلق.
مضاعفات القولون العصبي
من مضاعفات الإصابة بالقولون العصبي ما يأتي:
سوء جودة الحياة.
الاضطرابات المزاجية، مثل: الاكتئاب، والقلق.
تشخيص القولون العصبي
لقد تم تشخيص أعراض القولون العصبي في الماضي بطريقة تتطلب من المريض أن يخضع للعديد من الفحوصات قبل تشخيص القولون المتهيج العصبي، حيث خلال العقد الماضي نشرت مؤشرات تُساعد على تشخيص القولون المتهيج تُدعى مؤشرات روما، يتم تشخيص القولون العصبي اعتمادًا عليها.
مؤشرات روما هي مجموعة أعراض نموذجية وفقًا لفحوصات أساسية قليلة، مثل: فحوص الدم والبراز، والتصوير بالأشعة السينية، واختبارات عدم تحمل اللاكتوز، وفحص التنفس لقياس فرط نمو البكتيريا، وتحليل البراز، وفحوصات باضعة (Invasive) في القولون كتنظير القولون، في حال وجود الأعراض المناسبة وانعدام دلائل مرضية أو علامات تحذيرية توجب المزيد من البحث والفحص، مثل: الهبوط الحاد في الوزن، والحمى، وفقر الدم.
قد يُعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون المتهيج عصبي في بعض الأحيان من اضطرابات وظيفية في أجهزة الجسم الأخرى، مثل: آلام المفاصل والعضلات، والألم العضلي الليفيّ (Fibromyalgia)، واضطرابات النوم، ومتلازمة التعب المزمن.
يُمكن تأكيد تشخيص القولون العصبي بثقة تبلغ نسبتها 98%، وقد اتضح في السنوات الأخيرة أن حوالي 17 % من حالات القولون المتهيج بدأت بعدوى بكتيرية حادة في الأمعاء، ولدى هؤلاء المرضى تُصبح الأعراض مزمنة، إذ أظهرت فحوصات خاصة، مثل: الخزعة (Biopsy) من الأمعاء وجود عامل التهابي حاد.
علاج القولون العصبي
إن معالجة الأمراض الوظيفية في الأمعاء هي مهمة مركبة ومعقدة، إذ ليست هنالك آلية واحدة مسببة لمتلازمة القولون المتهيج العصبي، كذلك أيضًا ليس هناك دواء سحري واحد.
بشكل عام علاج القولون العصبي يشمل المحاور الرئيسة الآتي:
1. العلاج المنزلي للقولون العصبي
المقصود هنا القيام بتغييرات سواء في النظام الغذائي أو العادات اليومية، والتي من شأنها أن تُحفز الإصابة بشكل أكثر حدة، ومن أهم هذه التغييرات:
تجنب الأطعمة التي تزيد من الأعراض.
التركيز على تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية.
تناول الكثير من السوائل.
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا.
محاولة تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات.
تجنب أطعمة الغلوتين في بعض الأحيان.
استشارة أخصائي تغذية من شأنه أن يُساعدك في وضع برنامج غذائي مناسب وملائم لحالتك الصحية.
2. العلاج بالأدوية
في أحيان أخرى من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تهدف لعلاج أعراض القولون العصبي، ومن بينها:
مكملات الألياف الغذائية، كالمحتوية على بذور القطناء أو قشور السيلليوم.
الأدوية الملينة، مثل: هيدروكسيد المغنيسيوم، أو غليكول بولي إيثيلين.
أدوية مضادة ومعالجة للإسهال، مثل: لوبراميد.
مسكنات الألم، مثل: بريغابالين، أو غابابنتين.
مضادات الاكتئاب من نوع ثلاثية الحلقات، أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
بالطبع يعتمد اختيار الطبيب للأدوية على حالتك الصحية والأعراض المرافقة لإصابتك بالقولون العصبي.
الوقاية من القولون العصبي
يُمكن الوقاية من الإصابة بأعراض القولون العصبي عن طريق اتباع النصائح الآتية:
تناول الألياف الغذائية.
ابتعد عن الأطعمة التي تُهيج القولون المتهيج لديك.
احرص على ممارسة الرياضة.
تناول وجبات الطعام بانتظام ولا تُهمل أي وجبة.
ابتعد عن عوامل التوتر والقلق.