بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا، من إهمال تشخيص وعلاج هشاشة العظام عند الأطفال؛ إذ ثبت علميًا أن النسيج العظمي يكون في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتى مرحلة البلوغ والشباب، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظم في الانخفاض تدريجيًا على مدى سنوات عديدة حتى تصبح العظام أكثر رقة وهشاشة، وذلك مع زيادة عمر الإنسان.
وقال: إنه يجب معرفة أن مرض هشاشة العظام مختلف عن مرض لين العظام، فالأول مرض يصيب كتلة العظم وكثافته، والأخير يكون بسبب قلة ترسبات الكالسيوم أو الفوسفات في العظم، وكلاهما مختلف في الأعراض المرضية وطرق العلاج.
وحول الوقاية من الهشاشة، خلص البروفيسور الأغا إلى القول: هناك مجموعة من النصائح، وهي: يُنصح بتناول الكالسيوم للأطفال واليافعين بمعدّلات تراوح ما بين 1000 إلى 1200 ملليغرام يوميًا (تعادل شرب كوبين من الحليب أو اللبن)، يجب تناول فيتامين (د) بجرعة وقائية يومية، وممارسة الرياضة بشكل دوري؛ إذ إن الرياضة تزيد من قوة وصلابة العظام والعضلات، تجنب زيادة الوزن، لتأثيرها السلبي على صلابة العظم، وتناول الأكل الصحي الغني بالبروتين، وتقليل السكريات والمقليات، وتجنب تناول المشروبات الغازية، والمشروبات المحتوية على مادة الكافيين (القهوة)، وكذلك تجنّب التدخين (لفئة اليافعين).
وفي السياق ذاته، يقول أستاذ الصحة العامة واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة: هشاشة العظام مرض صامت، ففي كثير من الأحيان لا يتم تشخيصها مبكرًا؛ ولذلك يجب أن نسعى إلى التقييم والعلاج في الوقت المناسب؛ للحد من العبء البشري، والاجتماعي، والاقتصادي الناجم عنه ، فهو مرض يصيب امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء، ورجلًا واحدًا من بين كل خمسة رجال تزيد أعمارهم على 50 عامًا، ولكنها تعتبر حالة شائعة جدًا لدى النساء اللواتي يقتربن من سن اليأس بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لديهن، كما توجد عوامل أخرى مثل التدخين والكحول ونقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم أو فيتامين D ونمط الحياة غير النشط ، فلجميع هذه العوامل دورها في زيادة فرص الإصابة بالمرض الذي قد يزداد سوءًا بمرور الوقت فقط، إذا لم يتم السيطرة على الأعراض؛ إذ تصبح العظام ضعيفة وهشة بحيث تنكسر بسهولة حتى نتيجة السقوط الطفيف أو النتوء، والكسور الناجمة عن هشاشة العظام لها انعكاسات صحية واجتماعية واقتصادية على الأسرة وأنظمة الرعاية الصحية.
ونصح البروفيسور خوجة، بضرورة رفع وعي المجتمع عن عوامل الخطورة للإصابة بهشاشة العظام، وكذلك رفع وعي المجتمع عن نمط الحياة الصحي؛ للوقاية من هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها، والتأكيد على أهمية الكشف المبكر عن هشاشة العظام، تجنب التدخين، والحرص على ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ حيث تُعد طريقة مثالية للحفاظ على كثافة العظام، وتقوية العضلات، والحفاظ على توازن الجسم، وتقليل فرص السقوط وحدوث كسور.
من جانبه، وجه استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه، ثلاث نصائح مهمة لمرضى هشاشة العظام، تمثلت في ممارسة التمارين الرياضية، وخفض الوزن وتقليل السمنة، والحصول على قدر كاف من النوم الصحي، لافتاً إلى أن التمارين المنتظمة تساعد على تقوية العضلات حول المفاصل، وهذا من شأنه أن يساعد على تجنب المضاعفات، فممارسة الرياضة لمدة تراوح بين 20-30 دقيقة يوميًا تقلل تصلب الحركة، وتمنع حدوث نوبات ألم، ويمكن للفرد المشي أو السباحة أو القيام بتمارين التمدد.
وأضاف: “يجب على الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ويعانون من السمنة العمل على خفض الوزن، فالسمنة وزيادة الوزن تسرعان عملية تآكل المفاصل لديهم، وتعد زيادة الوزن من أسباب تطور المرض”، مشددًا على ضرورة النوم الصحي، فمشاكل النوم من شأنها أن تسهم في زيادة الألم الناتج عن هشاشة العظام وانخفاض مستوى جودة الحياة، وفي بعض الأحيان يؤثر الألم الناجم عن التهاب المفاصل سلبًا على جودة النوم، فعند تفاقم مشكلات هشاشة العظام سيكون من المهم الحصول على ساعات كافية من النوم، لأن الراحة عامل أساس؛ للحد من التهابات المفاصل.