تاريخ النشر 9 سبتمبر 2023     بواسطة البروفيسور توفيق احمد خوجة     المشاهدات 1

"محتوى المشاهير" يواجه اتهامات بهدم القيم

حذر استشاريون من المحتوى الذي يقدمه بعض المشاهير مشيرين إلى أنه قد يمثل خروجًا عن الأعراف والنص ويؤدي إلى هدم القيم وخصوصًا لدى الأطفال الصغار واليافعين الذين يعتبرون هؤلاء قدوة لهم ويسعون إلى تقليدهم ويحرصون على متابعة أخبارهم على مدار الساعة، وشددوا على ضرورة مراقبة الأبناء وتعزيز القيم الاجت
ماعية والتأكيد عليهم بأن عالم السوشيال ميديا عالم خيالي ووهمي وضبابي.
بداية يقول الخبير الصحي استشاري طب الاسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، إن عالم التواصل الاجتماعي للأسف أصبح مخيفًا لما يتضمنه من محتوى هابط بعيد كل البعد عن المضمون المفيد، وأشار إلى أن أكثر ما يطرحه المشاهير للأسف يتضمن محتوى مؤثر بطريقة سلبية على الأطفال واليافعين والمراهقين، وتزداد المشكلة اكثر عندما يكون المحتوى خارجاً عن النص وغير مفيد ولا يحمل أي رسالة توعوية أو كوميدية أو تربوية.
ودعا «خوجة» أولياء الأمور لضرورة توجيه أبنائهم والتأكيد عليهم بأن عالم التواصل الاجتماعي عالم كبير وسلاح ذو حدين فيه المفيد وفيه الضار، وعليهم عدم الاندفاع وراء ما يبثه الكثير من المشاهير الذين اتخذوا مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لاكتساب الشهرة والمال.
الجري وراء المشاهير
وفي السياق ذاته أعتبر استشاري الطب النفسي محمد اعجاز براشا، عالم التواصل الاجتماعي مخيف، فيما المشكلة الكبرى التي تواجهها معظم الأسرفي وقتنا الحاضر انعزال الأبناء نحو هذا العالم الخيالي، والمؤسف أن بعض الأبناء يهدر جل وقته في متابعة هؤلاء المشاهير وبرنامجهم اليومي ، تاركين خلفهم كل المسؤوليات الاجتماعية الأخرى، ولنا أن نتخيل كيف يكون التأثير السلبي على الأبناء والأجيال عندما يكون المحتوى هابطًا وسخيفاً وبلا معنى.
ويشدد «براشا» على ضرورة توجيه الأبناء نحو الأمور المفيدة في منصات مواقع التواصل الاجتماعي ، وتجنب إهدار الوقت في متابعة المشاهير.
استقلالية في الأفكار
ويتفق استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف مع الآراء السابقة ويقول: مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي في العالم زاد انتشار فئة المشاهير بشكل لافت للنظر، وهم أشخاص يتابعهم الملايين من أفراد المجتمعات فأصبحوا مؤثرين حتى لو كان ما يقدمونه سخيفاً وهابطاً، وكل هدف الغالبية هو جني الأموال واكتساح الشهرة، والأطفال المراهقين عندما يتأثرون بالمشاهير يمرون بعدة مراحل، وهي: مرحلة المشاهدة، والثانية هي الاستمرار في المتابعة و التعلق الزائد، وتقليد المراهق للمشهور الذي تأثر به، والهوس، واخيراً صعوبة التخلي عن متابعة المشهور، ويواصل الشريف: كثرة مشاهير السوشيال ميديا دون رقابة لمحتوياتهم يسلب هوية الطفل ويجعله أداة طيعة لأفعالهم، لهذا يأتي دور الأسرة للأطفال ومنعهم من مشاهدة المحتويات غير الهادفة، مع ضرورة ألا يتم المنع عن طريق العنف والقمع، وللوقاية من الآثار السلبية لمتابعة مشاهير التواصل الاجتماعي خلص الشريف إلى القول: يجب أن يزرع ولي الأمر في الطفل الاعتماد والثقة في النفس، وأن يكون مستقلاً في أفكاره دون الخضوع للتأثير الخارجي، ويكون مستقلاً في حياته وليس تابعاً ومقلداً للآخرين، وهو مايسمى في علم النفس بـ(انفعال الاندهاش)، وهو أن يندهش الطفل من كل شيء، وأن يتبع الآخرين في سلوكهم وملبسهم وتفكيرهم، وعليه أن يكون متفرداً في أفعاله وأن يختار مستلزماته دون أن يتدخل أحد.


أخبار مرتبطة