شخيص الإصابة عادةً.
يُعدُّ السرطان الذي يجري كشفُه مُبكِّرًا أكثر قابليةً للشفاءِ.
تُستخدَم الجراحة غالبًا لاستئصال السرطان.
وتكون جميعُ سرطانات المعى الغليظ والمُستقيم (القولون والمستقيم) غدِّيةً تقريبًا، وهي تُصٍيبُ بطانة المعى الغليظ (القولون) والمُستقيم.يبدأ سرطان القولون والمستقيم عادةً على شكل نامية تُشبه الزرّ على سطح البطانة المعوية أو المستقيميَّة، وتُسمَّى سليلة polyp.ومع نموّ السرطان، يبدأ بغزو جدار المعى أو المستقيم،كما قد يغزو العقدَ اللمفيَّة القريبة أو المجاورة.وبما أنَّ الدَّمَ ينتقلُ من جدار المعى وجزء كبير من المستقيم إلى الكبد، لذلك يستطيع سرطانُ القولون والمستقيم الانتقال metastasize إلى الكبِد من بعد الانتقال إلى العُقد اللمفية القريبة.
في الدول الغربية، يُعدُّ سرطانُ المعى الغليظ والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شُيُوعًا، والسبَّبَ الرئيسي الثاني للوفاة الناجمة عن السَّرطان.تزداد فُرص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكلٍ كبيرٍ عندما يصل الشخصُ إلى عمرٍ يتراوح بين 40 إلى 50 عامًا.يُصِيب سرطانُ القولون والمستقيم حوالى 147,950 شخصًا في الولايات المتَّحِدة كلَّ عام، يُتوفى نحو 53,200 منهم.
ويُعدُّ هذا السرطانُ أكثرَ شُيُوعًا بعض الشيء عند الرجال، بالمُقارنة مع النِّساء.وبالنسبة إلى حوالى 5% من أشخاص سرطان القولون أو سرطان المستقيم، يكون السرطان في موضعين أو أكثر في القولون والمستقيم، ولا يبدو أنَّه انتقل ببساطة من موضعٍ إلى آخر.
عوامل خطر الإصابة بسرطان المستقيم
يُواجه الأشخاصُ، الذين لديهم تاريخ عائلي لسرطان القولون والمستقيم، زيادةً في خطر إصابتهم بهذا السرطان.كما يزيد التاريخ العائليّ للسلائل الغدِّية الورميَّة المعويَّة من خطر سرطان القولون والمستقيم.
كما يُواجه مرضى التهاب القولون التقرحي أو الذين يُعانون من داء كرون في القولون زيادةً في الخطر أيضًا.ويرتبط هذا الخطرُ بعُمر الشخص عند الإصابة بالمرض، وبمقدار المنطقة المُصابة في المعى أو المستقيم، وبطول فترة الإصابة.
يميلُ الأشخاصُ الذين يُواجهون زيادةً في الخطر إلى استهلاك نظام غذائي غنيّ بالدهون والبروتين الحيوانيّ والكربوهيدرات المكرَّرة، ويحتوي على كمية قليلةٍ من الألياف.وقد يُمارس التعرُّض بشكلٍ كبيرٍ إلى التلوُّث في الهواءِ والماءِ، خُصوصًا المواد الصناعية المُسبِّبة للسرطان (المُسرطِنات)، دورًا في حدوث المرض.
متلازمة لينش Lynch syndrome (سَرطانة القولون والمستقيم غير السلائليَّة الوراثيَّة HNPCC)
تنجُم مُتلازمة لينش عن طفرةٍ جينيَّةٍ وراثيَّةٍ تُسبِّبُ سرطان المستقيم عند نسبةٍ تتراوح بين 70 إلى 80% من الأشخاص الذين لديهم هذه الطفرة.ويُصاب مرضى متلازمة لينش بسرطان القولون والمستقيم قبل بلوغهم 50 عامًا من العمر عادةً.كما يُواجهون زيادةً في خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان أيضًا، خُصوصاً سرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض، ولكن يزداد خطرُ إصابتهم بسرطان المعدة وسرطانات المعى الدقيق، والقنوات الصفراوية، والكلى، والحالب أيضًا.
مُتلازمة داء السلائل المُرتبِط بالجين MUTYH
مُتلازمة داء السلائل المُرتبِط بالجين MUTYH هي اضطراب وراثي نادر وسبب غير شائع لسرطان القولون والمستقيم،وهي تنجُم عن طفرات جينية في الجين MUTYH.حيثُ أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة يُصابون بسرطان المستقيم في الستينات من أعمارهم.كما يواجهون أيضًا زيادة في خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل الأنواع الأخرى من سرطانات السبيل الهضمي والعظام، بالإضافة إلى سرطانات المبيض، والمثانة، والغدة الدرقية، والجلد.
أعراض سرطان القولون والمستقيم
ينمو سرطانُ القولون والمستقيم ببطء، ولا يسبِّب أعراضًا لفترةٍ طويلةٍ.وتستنِدُ الأَعرَاض إلى نوع وموضع السرطان والدرجة التي وصل إليها.
قد يكون التعبُ والضعف النَّاجمان عن النزف الخفيّ (نزف غير مرئيّ بالعين المجردة) العرضين الوحيدين عندَ الشخص.
ومن المُحتمل أن يُؤدِّي ورمٌ في القولون الأيسر (النَّازل) إلى انسدادٍ في مرحلةٍ مُبكِّرةٍ، لأنَّ قطرَ القولون الأيسر صغير، ويكون البراز فيه شبه صلب.قد يسعى الشخص إلى المُعالجة الطبيةً بسبب المغص في البطن أو الألم الشديد فيه والإمساك.
لا يُؤدِّي الورمُ في القولون الأيمن (الصَّاعد) إلى انسدادٍ إلاَّ بعد مرحلة لاحقة من السرطان، وذلك لأنَّ قطرَ القولون الصاعد أكبر، وتكون المحتويات التي تمرّ عبره على شكلٍ سائل،ولذلك قد يكون الورمُ في القولون الأيمن عند اكتشافه أكبر من الورم في القولون الأيسر.
تُؤدِّي مُعظمُ سرطانات القولون إلى النَّزف، وذلك ببطء عادةً.قد تظهر على البراز آثار دمٍ أو يكون ممزوجًا بالدَّم، ولكن لا يُمكن مشاهدة الدَّم غالبًا.ويُعدُّ النزفُ في أثناء التغوُّط العرضَ الأوَّل الأكثر شُيوعًا لسرطان المستقيم.ينبغي على الأطباء أن يأخذوا في الاعتبار احتمالَ تشخيص السرطان كلَّما وجدوا نزفًا في المستقيم، حتى إن كان واضحًا أنَّ الشخص يُعاني من البواسير أو الداء الرتجيّ diverticular disease.يُعدُّ الألم في أثناء التغوُّط والشعور بعدم إفراغ المستقيم بشكلٍ كاملٍ من الأعراض الأخرى لسرطان المُستقيم.كما قد يكون الجلوس مُؤلمًا، ولكن لا يشعر الشخص بالألم من السرطان نفسه عادةً إلّا إذا انتقل إلى النسيج خارج المستقيم.
تشخيص سرطان القولون والمستقيم
تنظير القَولون Colonoscopy
يحتاج المرضى الذين لديهم أعراض تشير إلى سرطان القولون، أو الذين لديهم نتائج فُحوصاتٍ إيجابيَّة، إلى اختبار تشخيصيٍّ لتأكيد الإصابة أو استبعادها.
و فُحوصات التحرِّي عن سرطان القولون هي فُحوصات تهدف إلى كشف هذا السرطان عند الأشخاص الذين ليست لديهم أعراضُ السرطان، ولكنهم يُواجهون خطر الإصابة.
الاختبارات التَّشخيصيَّة
تنظير القَولون
التصوير المقطعيّ المُحوسب إذا جَرَى اكتشاف السرطان
الاختبارات الجينية لمُتلازمة لينش
يحتاج المرضى الذين لديهم دمٌ في البراز إلى تنظير القَولون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الذين لديهم شذوذات جرت مُشاهدتها في أثناء التنظير السينيّ أو الدراسة التصويريَّة.ينبغي استئصال أيَّة حالات نموّ أو شذوذات جرت مُشاهدتها وبشكلٍ كاملٍ في أثناء تنظير القولون.
قد تُستخدم الصورة الشعاعية بحقنة الباريوم للتحرِّي عن الأورام في الجزء السفليّ من المعى الغليظ.ولكن، يُعدُّ تنظير القولون الاختبار التَّشخيصي المفضَّل، لأن الأطباء يستطيعون عند القيام به أخذ عيِّناتٍ من النسيج لمعرفة ما إذا كانت حالات النمو سرطانية أم غير سرطانية.
عندما يَجرِي تشخيصُ السرطان، يستخدمُ الأطباء عادةً التصوير المقطعيّ المُحوسَب للبطن وتصوير الصدر بالأشعَّة واختبارات روتينيَّة لكشف السرطان الذي انتشر، وللتحري عن تعداد الدم المنخفض (فقر الدَّم) ولتقييم الحالة العامَّة للشخص.
لا يَجرِي استخدامُ اختبارات الدَّم لتشخيص سرطان القولون والمستقيم، لكنها يمكن أن تساعد الطبيب على مراقبة فعالية المُعالجة بعد استئصال الورم؛فعلى سبيل المثال، إذا كانت مستويات مستضد السرطان المضغيّ CEA مرتفعةً قبل الخُضوع إلى جراحةٍ لاستئصال سرطانٍ جرى التعرُّف إليه بشكلٍ واضحٍ، ولكنها أصبحت منخفضة بعد الجراحة، قد يُساعد رصد زيادة أخرى في مُستويات مُستضدّ السرطان المضغيّ على كشف عودة مُبكِّرة للسرطان.تُشبِهُ الواسمتان السَّرطانيتان الأخريان CA 19-9 و CA 125 مستضد السرطان المضغيّ، وترتفعان أحيانًا عند الإصابة بسرطان القولون والمُستقيم.
بالنسبة إلى سرطانات القَولون التي جرى استئصالها في أثناء الجراحة، يقوم الأطبَّاء حاليًا بتفحُّصها بشكلٍ روتينيّ للتعرُّف إلى الطفرات الجينيَّة التي تُسبِّبُ مُتلازمة لينش.وبالنسبة إلى المرضى الذين لديهم أقرباء أُصيبوا بسرطان القولون والمبيض أو بِطانة الرَّحم في مُقتبل العمر، أو لديهم عدَّة أقرباء لديهم هذه الأنواع من السرطان، ينبغي أن يخضعوا إلى اختبار التحرِّي عن مُتلازمة لينش.
يجري وضع تشخيص مُتلازمة داء السلائل المُرتبِط بالجين MUTYH من خلال الاختبارات الجينية.
فُحوصات التحرِّي
تنظير القَولون
اختبارات البُراز
التنظير السينيّ
التصوير المقطعي المحوسب للقُولون
اختبارات للبراز حول الدَّم والحمض النووي الوراثي للسرطان
يستنِدُ التَّشخيصُ المبكر إلى الفُحوصات الروتينيَّة التي ينبغي البدء بها عادةً في عُمر 45 عامًا بالنسبة إلى من يُواجهون خطرًا مُتوسِّطًا للإصابة بسرطان القَولون والمُستقيم، والاستمرار فيها إلى أن يبلغوا 75 عامًا من العمر.وبالنسبة إلى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 76 إلى 85 عامًا، يأخذ الأطباء في اعتبارهم الصحَّة العامة للشخص ونتائج الفحوصات السابقة، ومن ثُمَّ يقرِّرون ما إذا كانت هناك حاجة للاستمرار في الفحوصات.
تبدأ الفُحوصات في عُمرٍ مُبكِّرٍ بالنسبة إلى بعض الأشخاص؛فعلى سبيل المثال، بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى (أب أو أم أو شقيق أو طفل) أصِيبوا بسرطان القولون والمستقيم قبل عُمر 60 عامًا، ينبغي أن تبدأ فحوصاتهم كل 5 سنوات ابتداءً من عُمر 40 عامًا أو قبل 10 سنوات من العمر الذي جرى فيه تشخيص الإصابة عند القريب، أيُّهما أقرَب؛فعلى سبيل المثال، إذا جَرَى تشخيص إصابة الأب بسرطان القولون والمستقيم في عُمر 45 عامًا، ينبغي أن يبدأ الشخص بالخضوع إلى الفحوصات في عمر 35 عامًا.
يستخدم الأطباء تنظير القولون لتفحُّص الأشخاص عادةً، حيث يجري تفحُّص المعى الغليظ بأكمله.عندما يخضع المريض إلى تنظير القولون، لن يحتاج إلى الاختبار إلا مرة كل 10 سنواتٍ فقط.وفي أثناء تنظير القولون، يجري استئصال حالات النموّ (الزوائد) التي تبدو سرطانيَّة (خبيثة) عن طريق استخدام أدوات يجري تمريرها عبر منظار.ويجري إرسالُ هذه الزوائد إلى المختبر لتفحُّصها، والتحرِّي عن السرطان.ينبغي استئصالُ بعض حالات النمو الكبيرة في أثناء الجراحة الاعتيادية.