إنما يريدون الشهرة وكسب المال على حساب صحة أشخاص قد يتعرضون لمشاكل صحية تقودهم للممرحل ببطء. وقال خوجة لـ”البلاد”، إن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في استهلاك الأطعمة غير الصحية ليس على مستوى الخليج أو الدول العربية، بل على المستوى العالمي، ما زاد من مشاكل انتشار السمنة وداء السكري من النوع الثاني.
ولفت إلى أن هناك مجموعة كبيرة للأسف نصبت نفسها كأطباء وهم أشخاص عاديون لا علاقة لهم بالطب نهائياً، ومهمتهم الترويج لبعض التركيبات العشبية لعلاج بعض الأمراض، منها السكري والسرطان وآلام الركب والمفاصل وغيرها، ويوهمون المجتمع بأن تجاربهم ناجحة، وقد استفاد منها الكثير من المرضى، وهم عكس ذلك لأن هذه الفئة تمارس الافتراء والتضليل وهدفها التربح، ويجب عدم التجاوب معهم نهائياً، لأن هناك بالفعل بعض الحالات التي نفذت تجاربهم الوهمية، وتعرضت لمشاكل كثيرة، وعادت لنقطة الصفر، مشيراً إلى ان العلاج الذي يحدده الطبيب المعالج هو الصحيح لكونه قائم على طب البراهين.
وأوضح خوجة أن المقولة التي يتداولها البعض والتي تقول: “إذا لم تنفعك الأعشاب، فإنها لا تضرك”، غير صحيحة، فهناك أضرار قد تترتب على الأعشاب، وتؤثر في الكلى والكبد، ويجب أن يكون المريض ومن حوله على وعي كبير وقدر من المسؤولية، فالأمراض بشكل عام يتم مواجهتها بالأدوية المصرحة والمعتمدة، والتي مرت على مدى سنوات بسلسلة من التجارب والإجراءات إلى أن يسمح بتداولها في الصيدليات. وأضاف: “البعض يأخذ بنصائح الآخرين لكونه قد جرب العشبة، ووجد منها فائدة كبيرة، وعلى سبيل المثال مريض السكري المعتمد على الأنسولين قد يشاهد مقطعاً، أو يقرأ رسالة مفادها أن تناول هذه العشبة يومياً يغني عن أخذ الأنسولين، ويجعل نسبة سكر الدم عند المريض في حدودها الطبيعية، وهذا بالطبع أمر خطير؛ لأن الشخص ربما يشعر أن سكره قد انخفض قليلاً بسبب العشبة والنبتة، وقد يكون بالفعل انخفض، ولكنه شعور مؤقت، وينتهي مفعوله بسرعة، وبهذه الطريقة يعّرض المريض نفسه لمخاطر عديدة”.
وحول الارتفاع الكبير في نسبة السمنة بالمملكة في السنوات الأخيرة وانعكاسه على زيادة حالات الإصابة بالسكري النمط الثاني، قال خوجة: “إذا نظرنا إلى واقع الحال على المستوى العالمي نجد أن ثقافة الغذاء تغيرت كثيراً، مع دخول الفاست فوود والأطعمة ذات الدهون والسعرات العالية، وما صاحب ذلك في تراجع نسبة حركة الفرد وممارسته لأي نشاط رياضي بجانب توفر خدمات التوصيل السريع في إيصال الأطعمة أسهم في زيادة نسبة السمنة سواء عند الكبار أو الأطفال. وهذه السمنة ترتب عليها مضاعفات عديدة منها ارتفاع نسبة السكري النمط الثاني بجانب حالات مقاومة الأنسولين أو ما يعرف بمقدمات السكري، لذا يظل الأكل الصحي وممارسة النشاط الرياضي والاهتمام بنمط الحياة خير وقاية من مشاكل السمنة ومضاعفاتها”.
وفيما يخص انتشار السجائر الإلكترونية بشكل لافت للنظر، قال: “السجائر الإلكترونية سامة وضررها يوازي ضرر العادية، ولا توجد أي دلائل تثبت أن استخدامها صحي، وأنها الوسيلة الأنجع للإقلاع عن التدخين، ويعتقد البعض أن استخدام السجائر الإلكترونية أقل ضرراً، وذلك بسبب عدم وجود التبغ فيها، إلا أنها تحتوي على مواد كيميائية إلى جانب النيكوتين، كما أن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة التي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين خاصة الشباب وصغار السن”.
ويرى الدكتور خوجة، للتقنيات والأجهزة الذكية سلبياتها رغم فوائدها، مبيناً أن مشاكلها تكمن في استهلاكها في أمور غير مفيدة، خصوصاً من قبل الأطفال واليافعين الذين يقضون جل وقتهم خلف الشاشات الذكية ما يترتب عليه انعكاسات سلبية على صحة الفرد، مبيناً أن الدراسات العالمية تؤكد زيادة المشاكل الصحية عند معظم الأفراد سواء الأطفال أو الكبار نتيجة قضاء وقت طويل مع الأجهزة دون دوافع حقيقية وراء ذلك، فالحل الوحيد لتجنب الأمراض المرتبطة بالتقنيات هو الحد من استهلاك الأجهزة وتوجيه الأبناء بذلك.